لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الأدبية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الأدبية البحوث الأدبية


مصطلح الجمع بين سيبويه والفراء وابن جني (دراسة في ضوء علم المصطلح )

بقلم الدكتور : حازم فارس ابوشارب مصطلح الجمع بين سيبويه والفراء وابن جني (دراسة في ضوء علم المصطلح )

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-12, 06:48 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 235238
المشاركات: 5
الجنس ذكر
معدل التقييم: د.حازم فارس أبوشارب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د.حازم فارس أبوشارب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الأدبية
Icon Mod 44 مصطلح الجمع بين سيبويه والفراء وابن جني (دراسة في ضوء علم المصطلح )

 

بقلم الدكتور : حازم فارس ابوشارب

مصطلح الجمع بين سيبويه والفراء وابن جني

(دراسة في ضوء علم المصطلح )









المقدمة:
تجمع كتب اللغة القديمة والحديثة على أن الخليل بن أحمد الفراهيدي أول من وضع المصطلحات النحوية الصرفية , إذ ادرك أن النحو والصرف بصيرورتهما صناعة لا بد لهما من مصطلحات تكون اعلاما على مفاهيم يطلقها أصحاب الصناعة , فيفهمها الدارسون من أهلها (1). وهذه " المصطلحات لا توجد ارتجالا , ولا بد في كل مصطلح من وجود مناسبة أو مشاركة ؟أو مشابهة كبيرة كانت أو صغيرة بين مدلوله اللغوي ومدلوله الاصطلاحي"(2).
ويمثل التوجه نحو علم المصطلح مرحلة من مراحل استقرار العلوم عامة, والعلوم اللغوية خاصة, فالاصطلاح العلمي هو الركيزة الأساسية للتعبير عن المفاهيم العلمية , فبدونه تصفق لغة العلم بيد واحدة , وعدّ السوفيين علم الاصطلاح علم العلوم , وجعل بعضهم أهم مفاتيح العلم هو المصطلح , لهذا تجد وفرة في الدراسات الدائرة حول علم الاصطلاح .(3)
وعندما يقيد الباحث دراسته هذه بمصطلح الجمع عند سيبويه والفراء وابن جني , يكون جلّ اهتمامه بتلك المصطلحات الواردة في أثر كل واحد منهم . واقتصر البحث على اختيار ثلاثة مصطلحات لها الحظ الأوفر من الشيوع في العصر الحديث , وهي مصطلح الجمع , ومصطلح جمع المذكر السالم , وجمع المؤنث السالم , واسقط جمع التكسير وغيره من مصطلحات الجموع , ليتسع النظر في المصطلحات المنتقاة .
وحاول البحث رصد المصطلحات التي تطلق على كل مفهوم يتفق مع المصطلحات المختارة في كتب هؤلاء العلماء , مبيناً لحقيقتهما , ومقارناً فيما بينهما , ومستشهداً على كل مصطلح منها بنص أو أكثر , وحاثاً على اختيار أحسنها تأدية للمفهوم .
ومشيراً إلى ضرورة الاتفاق على صيغة واحدة لتجنب تعدد المصطلحات للمفهوم الواحد. ومن الجدير بالذكر في مثل هذا الموضع التعريف بما اعتمد عليه الباحث لرصد المصطلحات , من مؤلفات لهؤلاء العلماء الثلاثة , وهي على النحو التالي :
سيبويه : الكتاب
الفراء: معاني القرآن , الأأيام والشهور , والليالي , المقصور والممدود
ابن جني: الخصائص , اللمع في العربية , المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والايضاح عنها .
وتالياً يستعرض البحث طائفة من المصطلحات الواردة عند العلماء الثلاثة , ومقسمة على النحو الآتي :
1- مصطلح الجمع ومرادفاته.
2- مصطلح جمع المذكر السالم ومرادفاته.
3- مصطلح جمع المؤنث السالم ومرادفاته.
مصطلح الجمع ومرادفاته
قبل الشروع في الحديثعن مصطلح الجمع عند كل من سيبويه , والفراء, وابن جني ارتأى الباحث وضع التعريف اللغوي له لما له من صلة وثيقة بمفردات البحث ومصطلحاته .
الجمع لغة : الضم , يقال :" جمع الشيء عن تفرقة يجمعه جمعاً "(1)
والجمع : مصدر قولك جمعت الشيء . والجمع : المجتمعون , وجمعه جموع , والجماعة والجميع والجمع والمجمعة : كالجمع . وجماع الشيء : جمعه, نقول جماع الخباء الأخبية لأن الجماع ما جمع عدداً .
وقال ابن فارس :" الجيم والميم والعين أصل واحد يدلّ على تضام الشيء"(2).
ومن النعنى اللغوي لمادة " جمع" تتضح الدلالة على مطلق الجمع , فكل ما زاد على اثنين أو اثنتين أطلق عليه أحد ألفاظ الجمع : الجماع , والجماعة , والجميع , والمجموع.
وجاء استخدام مصطلح الجمع في " الكتاب " ضمن مباحث مختلفة في عدة نصوص منها :
أ‌- " ولم يكن واواً ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حد التثنية "(3)
ب‌- " وكذلك إذا لحقت الأفعال علامة للجمع لحقتها زائدتان , إلا أن الأولى واو مضموم ما قبلها لئلا يكون الجمع كالتثنية "(1)
ج-" وكذلك رجل يسمى :" نساء" , لأنها جمع " نسوة" .(2)
وكذلك استخدم سيبويه مصطلح "الجماع " بهذا المعنى في نصوص منها :
أ‌- ( "وصحارٍ " جماعٌ كـ " عُنُوق" ) (3).
ب‌- " واعلم أنك إذا سمّيت رجلا " خروفا " ، أو " كلابا " أو "جمالا " صرفته في النكرخ والمعرفه ،وكذلك الجماع كلُّه " (4).
ج- "وإنما " النصارى " جماع " نصران " و" نصرانه " (5) .

وبالطريقة التي ذكرناها في " الجمع " و " الجماع " استخدم سيبويه مصطلح " جماعة "(6) و "جميع "(7) و " والجمع على حد التثنية " (8).
ومما يدلل على عدم الثبات على مصطلح واحد عند سيبويه ، استعمال مصطلح " جميع " و " جماع " للفظة واحدة ، وذلك نحو قوله :
أ- "وصحار" جماع كـ " عُنُوق " (1).
ب- " وذلك قولك : عناق وأعنق . وقالوا في الجميع : عنوق"(7) .
فتعدد المصطلح لهذه اللفظة ينبئ عن عقليته الفذة , وتمتعه بالخصب الفكري , لكن من واجبه كذلك , وحقنا عليه , ألا يوقعنا في التشتت والابهام , وكأني اخاله قد عدّنا جميعاً من فطاحلة اللغة . أليس فينا مبتدئ ومتوسط وفطحل-كهو!
ولم يقف سيبويه - كما هو اعلاه- عند لفظة واحدة , بل أورد مصطلحين مختلفين في سياقين متماثلين , وذلك نحو قوله:
أ-" وانما " نصارى" جمع نصران ونصرانه"(1).
ب-" وإنما " النصارى " جماع نصران ونصرانه"(2)
ولو كان سيبويه قد أورد النصين السابقين في موطنين مختلفين , لكنّا قد عذرناه ولربما قد قبلنا ذلك , لكن الأمر المذهل هو استخدامه لهذين المصطلحين لا في مبحثين , ولا في صفحتين متباعدتين بل في فقرة واحدة .
ولا تثريب عليه في ذلك . فاستخدامه صحيح لوجوده الملابسة والمشابهة بين الدلالة اللغوية والدلالة الاصطلاحية , وربما تعمّد ذلك بعدم تكراره للفظ نفسه رغبة منه في التجديد وعدم التكرار للفظ الواحد , ويجد الباحث في ما جاء به الدكتور علي الحمد مسوغ لهذا التكرار على نحو قوله : " وفي ظني أن ما أوقع القدماء , وبعض المحدثين في ذلك أنهم اعتمدوا -احيانا - الدلالة اللغوية في استخدام مصطلحاتهم , فعدوا مصطلحاتهم كلمات عادية أو اسماء .
ولم يفرقوا بين هاتين وبين المصطلح ,’ وكلما فرّق المصطلحيّون حديثاً"(1)
ويجمل الباحث ما جاء من مرادفات لهذا المصطلح عند سيبويه في الشكل الآتي :
الجمع


المرادفات



الجماع الجماعة الجميع الجمع على حد التثنية

الشكل (1)
وغير خاف على المتأمل في الشكل(1) من وجود علاقة الترادف فيما بينهما , وتعلل الدكتورة خديجة الحديثي هذا الترادف " بأن مصطلحات النحو لم تكن قد استقرت عند سيبويه , وانها بقيت غير محددة حتى جاء النحاة من بعده فضبطوها وحصروها وحددوا معانيها "(2).
ولو طلب من الباحث أن ينتصر للفظ على آخر في جعله مصطلحاً , لا بدّ له من الرجوع الى ما وضع من شروط للمصطلح , كالإفراد , والاتفاق, والتعبير على مفهوم محدد.......الخ (3)
لاختيار اللفظ المشتمل على العوامل التي تؤهله لأن يسمى مصطلحا. ويرى الباحث أن مصطلح " الجمع" له الحظ الأوفر من هذه العوامل كالافراد والشيوع والاختصار والاتفاق ليس لهذا فقط, بل لما له من وضوح ودقة في الدلالة على مفهوم " ما زاد على اثنين او اثنتين".

وأما ما ورد ذكره عند الفراء لمفهوم " " ما زاد على اثنين او اثنتين".لم يكن لفظ واحد بل عدة الفاظ منها " الجمع" فاستخدمه في اكثر كلامه على الجموع في عدة نصوص منها :
أ‌- " والدلاء جمع دلو , وآنية ملاء جمع ملآن , وحقاء جمع الحقو " (1).
ب‌- " ويقال : مضت قويمة من الليل , ومضى قويم من الليل , ومضى انيء من الليل, والجمع:آناء".(2)
ج-" كل ذكر من غير الناس وشبههم فهو في جمعه مؤنث تقول : مرّ بي أثواب فابتعتهن"(3).
وتجد الفراء يعبّر ب"الجماع " , احيانا كما فعل سيبويه من قبله , كقوله:
أ‌- " زما كان من ذوات الياء فان كان أول واحدته مضموماً ضميت أوله في الجماع وكتبته بالياء مثل مدية ومدى"(4).
ب‌- "وكسفاً الكسف : الجماع"(5)
ج-" والحجا مقصور جماع الحجاة"(6)
ولم يقف الفراء عند هذين اللفظين بل استخدم لفظ " الجميع: كقوله:"قد يقولون في لاثنين : مدّا وللجميع : مدّوا , فبنى الواحد الجميع"(7)
ومن امثلة استخدامه مصطلح الجميع للدلالة على مفهوم الجمع , قوله :"ولا يجوز أن تقول في سائر الاسماء , إذا خاطبت الا باخراج المخاطب في الاثنين والجميع"(1).
ويظهر للباحث مما سبق أن الفراء -رحمه الله -وقع بما وقع به سيبويه من قبله من كثرة المترادفات الدالة على مفهوم واحد , وما أورده الفراء وسيبويه من ألفاظ لم يكن ليشي أن هذه اللفظة أو تلك قد تخصصت للدلالة على مفهوم معين ، بل كانت ألفاظا لغوية عامة .

ويحمل الباحث ما جاء من مرادفات لهذا المصطلح عند الفراء بالشكل الآتي :


الجمع


مرادفاه

الجماع الجميع

الشكل (2)
ألا تلاحظ أن الفراء قد استعمل مصطلح الجميع والجُماع للدلالة على الجمع في اللغة ، واستعماله صحيح لأنه ؛استعمل هذه الكلمات ككلمات عادية ، وربما أطلق الفراء على المفهوم الواحد غير مصطلح ،أو مصطلحات متعددة ، بما يوحي بأن المصطلحات النحوية لم تنضج أو تستقر بع ، بل كانت لا تزال في مرحلة البداية والوضع والمراجعة " (1).
وإذا نظرت في مؤلفات ابن جني لن تجد هذا الترادف والتعدد لمصطلح " الجمع " بل استخدم مصطلحا واحدا هو " مصطلح (الجمع ) ، ومن أمثلة هذا في كتاب الخصائص ما جاء تحت باب القول على النحو : " هو انتحاءُ سَمْتِ كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره ،كالتثنية ، والجمع ، والتحقير ،والتكسير ، والإضافة ، والنسب ، والتراكيب " (2) .
والدليل على وضوح الرؤية الكاملة عند ابن جني لهذا المصطلح ؛ مجيء الجمع كعنوان في كتاب اللمع في العربية ، حيث يقول تحت هذا العنوان : " اعلم أن الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف ،وهو على ضربين : جمع تصحيح وجمع تكسير ، فجمع التصحيح ما سلم فيه نظم الواحد ، وبناؤه ،وهو على ضربين جمع تذكير ، وجمع تأنيث " (3) .
وتاليا يرد الحديث عن مصطلح جمع المذكر السالم ومرادفاته .
جمع المذكر السالم ومرادفاته :
لقد تعددت الاصطلاحات للدلالة على مفهوم : " ما دل على أكثر من اثنين ، وقبل الشروع في ذكر هذه المصطلحات لا بدّ من وضع تعريف اصطلاحي لهذا المفهوم كي يتسنّى لنا إيجاد العلاقة أو الملابسة بين هذه المصطلحات والمفهوم .
فجمع المذكر السالم اصطلاحا : " هو لفظ دلّ على أكثر من اثنين بزيادة واو و نون ، أو ياء و نون ، كالزيدون والصالحون ، والزيدين والصالحين " (1).

وعندما تتأمل في كتب التراث ستجد عدة مصطلحات لهذا المفهوم ، فمن مرادفاته مصطلح " جمع المذكر السالم " (2) .
1- الجمع على حدّ التثنية .
2- الجمع على حّ المثنى .
3- الجمع على هجاءين .
4- الجمع الصحيح .
5- جمع السلامة .
6- جمع الصحة .
7- جمع المذكر السالم غير المفرّق .

8- جمع المذكر بالواو والنون (1).
10- ما جمع بالواو والنون (2).
وجاء استخدام بعض هذه المصطلحات عند سيبويه في عدّة نصوص منها :
أ‌- " باب من الجمع بالواو والنون وتكسير الاسم "(3) .
ب‌- " وإذا جمعت على حدّ التثنية لحقتها زائدتان : الأولى : منهما حرف المد واللين ، والثانية النون " (4) .
" وتقول : أبو زيد ، تريد أبون على إرادتك الجمع الصحيح " (5).

وأما الفراء فقد استخدم مصطلح لجمع للدلالة على كل ما كان له مفرد من لفظه وتركيبه ولم يخصص لهذا المفهوم مصطلحا معينا ، بل كان يستخدم اللفظة العامة للدلالة على المفهوم في قوله أ- : " وأمّا قوله ( رأيتهم لي ساجدين ) فإن هذه النون والواو إنما تكونان في جمع ذكران الجن والإنس ،وما أشبههم ، فيقال : الناس ساجدون ، والملائكة ساجدون " (6).
ت‌- " يقول القائل : كيف جمعت (عليون) بالنون ، وهذا من جمع الرجال ،فإن العرب العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أنّ له بناء من واحد وا ثنين ،فقالوه في المؤنث والمذكر بالنون " (1).
ج- " فجمع بالنون ؛ لأنه اراد : العدد الذي لا يُحدُّ " (2).

ومن خلال النصوص -أعلاه الواردة عند الفراء- يمكن القول أن أقربها لما قد نسميه ، مصطلح وهو لفظ " جمع الرجال " فيظهر للباحث أنه قد خصصه لهذا المفهوم ، لكن الفراء لم يكرره في نصوص أخر ، وعدم التكرار ،لهذا التركيب يبطل الحجّة في جعله مصطلح مخصص ، ولو أن الفراء قصد به الاصطلاح ، لكان مكررا له في نصوص أُخر .
وكذلك أورد ابن جني في مؤلفاته عدّة اصطلاحات لهذا المفهوم في مجموعة من النصوص على نحو قوله :
أ‌- " اعلم أن الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف وهو على ضربين : جمع تصحيح ،وجمع تكسير ، فجمع التصحيح ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه ،وهو على ضربين : جمع تذكير وجمع تأنيث " . (3)

ب‌- " باب جمع التذكير " (1).
ج - "وفي التثنية والجمع على حد التثنية نحو : الزيدان والزيدون والزيدين " (2).
د- " أعني الجمع بالواو والنون والألف والتاء " (3).
هـ - " وقد يستعمل جمع التصحيح للدلالة على الكثرة " (4).

ومن خلال استقراء النصوص السابقة نجد أن ابن جني ، قد استعمل المصطلحات الآتية للدلالة على مفهوم ما زاد على اثنين ، وهي :
1- جمع التصحيح .
2- جمع التذكير .
3- الجمع على حدّ التثنية .
4- الجمع بالواو والنون .
وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الاتفاق على صيغة واحدة لتجنب هذا التعدد الدّال على مفهوم واحد . ويظهر للباحث أن جميع مرادفات مصطلح جمع المذكر السالم ، هي مصطلحات مركبة ؛ أي أنها تتكون من عدّة كلمات ، ويرى أنّ مصطلح جمع المذكر السالم هو الأجدر بالاستعمال لما يتميز به من الشيوع ، والمطابقة بين الدلالة الاصطلاحية والدلالة اللغويّة . وتاليا يرد الحديث عن جمع المؤنث السالم ومفرداته .

جمع المؤنث السالم ومفرداته
استعمل النحاة مصطلحات مختلفة لما جمع بألف وتاء زائدتين قبل أن يشيع مصطلح جمع المؤنث السالم , ويعرف الأخير اصطلاحياً:"بما دلّ على أكثر من إثنين بزيادة ألف وتاء على مفرده كفاطمات وزينبات " (1.).
وأما ما تزخر به كتب التراث من مرادفات لهذا المفهوم هي على النحو الآتي :(2)
1-الجمع بألف وتاء مزيدتين
2-الجمع بالألف والتاء
3- الجمع المؤنث بالتاء
4-الجمع بالتاء
5- جمع التأنيث
6-إناث الجمع
7-جماعة المؤنث
ففي النصوص -أسفله- يتضح ما استعمله سيبويه من مصطلحات مرادفة للمصطلح الشائع " جمع المؤنث السالم" .
أ-"كما فعلت ذلك في التثنية والجمع بالتاء " (1).
ب-"لأن الجمع بالتاء أقل والجمع بالولو والنون أعم "(2).
ج-"وإذا أردت جمع المؤنث في الفعل المضارع ألحقت للعلامة نوناً"(3).
د- " وأما ما كان فعله فهو بمنزلة غير المعتل , وتجمعه بالتاء إذا أردت أدنى العدد . وذلك قولك : دولة ودولات , لا تحرك الواو لأنها ثانية , فاذا لم ترد الجمع المؤنث بالتاء قلت : دول, وسرقة , وسوق" (4).
ووويلمح من النصوص السابقة عند سيبويه استعماله للمصطلحات الآتية :
1- الجمع بالتاء
2- جمع المؤنث
3- الجمع المؤنث بالتاء


ويجد الباحث في هذه المصطلحات أن سيبويه قد خصص اللفظ العام لتدل على مفهوم معين , مستعيناً بأكثر من مفردة كما يتجلى ذلك في مصطلح " الجمع بالتاء " وهو لا شك فيه من أنه مصطلح مركب ومثله في جمع المؤنث والجمع المؤنث بالتاء .
فلو اخترنا مثلاً أدق هذه المفردات للدلالة على المفهوم كمفردة مؤنث أو غيرها من مفردات المصطلحات السابقة , الا تجد انها لا تؤدي الا الدلالة الكاملة المانعة الجامعة لمفهوم " ما دل على أكثر من إثنتين بزيادة ألف وتاء على مفرده " وتفتقر الى الدقة في التعبير عن المفهوم ، ولا تحسب الباحث يختلف مع ما جاء به الدكتور علي القاسمي من أن اللغة العربية تشجع مبدأ الاقتصاد في اللغو وتفضيله للمصطلح البسيط على المصطلح المركب (1).
أو يختلف مع قول الدكتور سمير استيتية : "بأن الإطالة تخرج بالمصطلح من بابه إلى الوصف "(2) . فما جاء به صحيح لا شكّ فيه ، لكن في مثل هذا الموضع لا سبيل لتحقيق التسمية المانعة الجامعة لهذا المفهوم ، إلا من خلال استخدام المصطلح المركب . ويخالف الباحث ما جاء ت به الباحثة ألاء يوسف القرقز في معرض حديثها عن مصطلح الجمع بالتاء ،بأنه : " مصطلح جاءت أركانه غير دالة على مفهوم جمع المؤنث السالم , وإن ذكر فيه خاصية من خصائص مفهومه وهو جمعه بالتاء " (1).
لأنك لو عدت الى المعنى الاصطلاحي لمفهوم جمع المؤنث السالم وجدت انه ما دل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء مزيدتين لوجدت أن الجمع بالتاء هو أدق دلالة من قولك جمع المؤنث السالم ؛لأن مفرده قد يكون مذكراً , نحو: " حمّام -حمّامات , معاوية -معاويات " كذلك قد لا يسلم مفرده عند الجمع , نحو: "سعدى , سعديات " وقولنا هذا جاء في حواشي صاحب المعجم المفصل في الجموع .(2)
ويضيف قائلاً :"ورغم هذا نفضل التسمية الشائعة "جمع المؤنث السالم " لأنها أصبحت اصطلاحاً معروفاً , ولأنها تنطبق على معظم حالاته " (3) .
وقوله هذا يذهب الباحث فيه مذهبه تجنباً للوقوع في مشكلة التعدد الاصطلاحي للمفهوم الواحد .

وعمد الفراء فيما يتعلق بمفهوم جمع المؤنث السالم الى استخدام مصطلحات غير تلك المستعملة عند سيبويه , لكنه اقتفى أثره في التعبير عن المفهوم بمصطلح مركب في نصوصه , وذلك نحو قوله :
أ-"وقد قرئت (بنعمات الله )وقلما تفعل العرب ذلك بفعله : أن تجمع على التاء , انما يجمعونها على فِعل؛مثل سْدرة وسِدر ،وخِرقة وخرق " (1).
ب-"وقد تجمعه العرب : محرمات , لأنهم ذهبوا الى الموات , وما كان من ذلك جمعوه بالألف والتاء "(2).
ج-"إذا تقدَّم الفعل قبل اسم مؤنث , وهو له أو قَبْل جمع مؤنث مثل : الابصار , والأعمار, وما أشبهها -جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه - " (3).

ويظهر للباحث أن الفراء استعمل للدلالة على مفهوم جمع المؤنث السالم التراكيب الآتية :
1-الجمع بالألف والتاء
2-جمع مؤنث
3-الجمع على التاء
ويزعم الباحث أن هذه التراكيب تصلح لأن تكون مصطلحات ؛ لما بينها وبين المفهوم من ملابسة , ودلالة اصطلاحية مخصصة لهذا المفهوم وغير خاف أن من شروط المصطلح توفر أدنى ملابسة بين المصطلح والمفهوم .
ولو إنتقلت الى مصطلحات ابن جني , فيما يتعلق بهذا المفهوم -جمع المؤنث السالم-لوجدته لم يختلف عن سابقيه من اللجوء الى المصطلح المركب في التعبير عن المفهوم وتابعهم في استخدام عدة مرادفات لمفهوم واحد ويبدو ذلك جلياً في النصوص الآتية :
أ-" قوله تعالى : (..........) وجواز جمع المذكر السالم ما لا يعقل جمع المؤنث سالماً"(1) .
ب-" لما صاروا إلى جمع التأنيث حملوا النصب أيضا على الجر , فقالوا : ضربت الهندات "(2).
ج-" ومثل الجمع بالواو والنون والألف والتاء مجيئهم في هذا الموضع بتكسير القلة "(3).

ففي هذه النصوص تجد ذكر ابن جني لمصطلح جمع المؤنث السالم , ولم يذكر عند سيبويه والفراء , كذلك اشترك معها في استعمال مصطلح (جمع التأنيث)و(الجمع بالألف والتاء),إلاأن الغلبة كانت لمصطلح جمع المؤنث السالم ؛ لا لأنه الأدق دلالة على المفهوم بل لشيوعه بين الدارسين .
ويظهر للباحث أن ابن جني في استعماله لهذه المصطلحات كان بقصد الدلالة اللغوية لا الدلالة الاصطلاحية ؛وذلك على نحو قوله :
"فإن كان فسي الاسم هاء التأنيث فكان على فعله فجمعته بالألف والتاء حركت العين بالفتح , وذلك نحو جفنة وجفنات, وقصعة وقصعات"(1).
ففي قوله هذا استعمل الجمع بالألف والتاء استعمالاً لغوياً عاماً , ولم يستعمله كمصطلح خاص لمفهوم معين , لذلك تجده أطلق عدة مرادفات للدلالة على مفهوم واحد.


ويقول الدكتور علي الحمد معللاً لما وقع به القدماء وبعض المحدثين في ذلك أنهم اعتمدوا -احياناً -الدلالة اللغوية في استخدام مصطلحاتهم , فعدّوا مصطلحاتهم كلمات عادية أو اسماء , ولم يفرقوا بين هاتين وبين المصطلح , كما فرّق المصطلحيون حديثاّ , ولم ينتهوا بالتالي إلى العلاقة المنطقية القائمة بين المصطلح (الرمز اللغوي) ومفهومه(2) ".


ملخص البحث :
لقد أسفرت هذه الدراسة عن النتائج التالية :
- مشكلة التعدد الاصطلاحي كانت تلازم القدماء قبل المحدثين .
- بروز ظاهرة الترادف في مصطلح " الجمع " عند سيبويه والفراء ولم تظهر عند ابن جني .
- اشتراك سيبويه والفراء وابن جني في استخدام عدة مرادفات لمصطلح جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم .
- لجوء القدماء قبل المحدثين للتعبير عن المفهوم من خلال الاستعانة بالمصطلح المركب في مصطلح جمع المذكر السالم ، ومصطلح جمع المؤنث السالم .
- لم يفرق القدماء بين المفردات العامة ، وبين المصطلح ، فاستخدموا لمصطلحاتهم كلمات عادية .
- وضوح فكرة المصطلح عند ابن جني أكثر منها عند سيبويه والفراء وذلك جلي في قلة المرادفات التي أطلقها على المفهوم الواحد ،ففي مصطلح الجمع لا تجد عنده مرادفات كسيبويه والفراء .
- يندرج عند الفراء ضمن مصطلح الجمع كل ما كان له مفرد من لفظه وتركيبه ، سواء أكان اسم جمع ، أم اسم جنس ،أم غير ذلك ، كما أنه يطلق على اسم الجمع ، واسم الجنس ،وصيغة منتهى الجموع مصطلح " الجُماع " .
- تفاوت العلاقة الجامعة بين المفهوم ومرادفاته ، وعدم وصولها إلى العلاقة المانعة الجامعة ، في بعض الأحيان ، فالاصطلاح مقصد دائما عن الإحاطة بمعنى المفهوم ، وهذا ما ذهب إليه عبد الكريم خليفه ، رئيس مجمع اللغة الأردني كقوله : " والمصطلح لا يعني تسمية جامعة للمسمّى كما يظن بعض الناس ،بل يرمز إليه رمزا لصلة بين الرمز والمرموز إليه . وهذه الصلة تختلف قوة حسب الأحرف المؤدية للمعنى ، فالاصطلاح مقتصر دائما عن الإحاطة بمعنى الشيء المسمّى اصطلاحا .
ومن أجل ذلك كثيرا ، ما تقول : هذه الكلمة لغة معناها كذا ، واصطلاحا معناها كذا "(1) .
- ذيوع وشيوع مصطلحات سيبويه وابن جني أكثر منها عند الفراء " ويعتمد المصطلح في استعماله ، وذيوعه على الرغبة ، والغيرة ، والدعوة ، وكذلك الزمان يساعد ترسيخه وتثبيته أو على زعزعته وإفنائه " (2).

وهذا ما تمّ إعداه ويسّر الله إيراده ،والله الموفق .




مناهل البحث ومراجعه :
• ابن جني : الخصائص .
• اللمع في العربية .
• المحتسب في تبيين وجوه شواذ القرءآت والإيضاح عنها .
• ابن فارس : معجم مقاييس اللغة .
• ابن منظور : لسان العرب .
• استيتيّة . أ .د . سمير : اللسانيات ، المجال والوظيفة والمنهج ،اربد ، عالم الكتب الحديث ، 2005 .
• الأسمر ، راجي : المعجم المفصل في علم الصرف .
• حجازي ، محمود فهمي : الأسس اللغوية لعم المصطلح ، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة .
• الحديثي ، خديجة ، أبنية الصرف في كتاب سيبويه ، منشورات مكتبة النهضة ،بغداد ،ط1 ،1956 .
• الحمد ، علي توفيق :
• 1- قراءة في مصطلح سيبويه ( تحليل ونقد ) .
• 2- في المصطلح العربي ( قراءة في شروطه وتوحيده ) .
• الحملاوي . أحمد ، شذا العرف في فن الصرف .
• خليفة ، عبد الكريم ، اللغة العربية والتعريب .
• سيبويه : الكتاب .
• السامرائي . علي جميل ، معجم المصطلحات الصرفية .
• الشهابي . مصطفى :المصطلحات العلمية ، طبعة القاهرة ، 1955.
• الفراء :
• 1- الأيام والشهور والليالي .
• المقصور والممدود .
• معاني القرآن .
• الفقي ،صبحي : مصطلح المعنى في كتاب سيبويه (دراسة في ضوء علم المصطلح ) 2006م .
• القاسمي . علي : المعجم والقاموس (دراسة تطبيقية في علم المصطلح ) اللسان العربي ، عدد 48 ، كانون الأول ، 1999 .
• قزقز . آلاء يوسف : المصطلح الصرفي في كتاب سيبويه ( دراسة تحليلية في البنية والمفهوم ، 2010 ) .
• يعقوب ، د أميل بديع : المعجم المفصل في الجموع ،دار الكتب العلمية ،بيروت ، ط1 ، 2004 .
• المخزومي ، مهدي : مدرسة الكوفة ، ط2 ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي وأولاده ، مصر ، 1958 .

 
 

 

عرض البوم صور د.حازم فارس أبوشارب   رد مع اقتباس

قديم 22-05-12, 03:09 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 242171
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاء القرقز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاء القرقز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : د.حازم فارس أبوشارب المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي تنويه

 

السلام عليكو ورحمة الله وبركاته.....
ذكرت الدراسة السابقة بأنَّ مصطلح الجمع بالتاء يدل دلالة واضحة على جمع المؤنث السالم....
وأنا أذكر هنا بأنه لا يدل دلالة واضحة لأنه يفتقر إلى أهم ميزة وهي المؤنث لتحديده أكثر....وهذا بإجماع أكثر من دكتور في جامعة اليرموك ...
وأريد أن أذكر هنا أن تصنيف المصطلح إلى بسيط ومركب ومعقد لم يرد إلا في رسالتي...وذلك نقلا عن الدكتور أمجد طلافحة...لأن هذه التقسيمات تقسيمات غربية...
وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور الاء القرقز   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(دراسة, مصطلح, المصطلح, الدمع, سيبويه, والفراء, وابن
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الأدبية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية