لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-12, 06:09 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومن المرجح أنه لم يعد يريدها ان تذهب كذلك ، لديه ريتا الان ، وكما تبينت من كلام جاك يبد أنها فتاة مميزة ، من الواضح ان أي فتاة اخرى ممن يعرفهن لم تؤثر عليه كما تفعل ريتا ، للمرة الأولى يهتم بأحد غير نفسه الى هذه الدرجة ، كان عليها ان تكون سعيدة من اجله ، لأنه وجد الحب أخيرا ، لكنها لم تشعر باي شيء .... سوى انها خاوية في اعماقها ، لماذا لم تكن هي الفتاة التي إختارها كايد؟
وفي اليوم التالي عملت كاريسا في المكتب طوال النهار ، كان عليها ان تذهب الى الحفلة في المساء لكنها إعتذرت عن ذلك ، قالت لموريس انها تعاني من صداع لذا عليها أن تذهب باكرا الى الفراش لتكون على إستعداد تام للجولة التي ستبدأ صباح اليوم التالي ، لكنها كانت تعرف جيدا أنها لن تكون على متن الطائرة التي ستقلهم جميعا الى مدينة ويلينغتون.
وصباح اليوم التالي إتصلت كاريسا بموريس قبل دقائق من الموعد الذي إتفقا عليه قائلة :
" موريس آسفة لا أستطيع المجيء ، حالتي الصحية ساءت كثيرا خلال الليل ، إطلب من ساندرا أن تحل مكاني ، عندما أتغلب على تعبي سأذهب الى المكتب للإشراف على كل الأمور".
وعندما إستوعب موريس اخيرا أنها تقول له بانها لن تستطيع مرافقته في الجولة قال :
" هل إستشرت الطبيب ؟ ماذا قال؟ انفلونزا؟".
أجابت بحذر :
" نعم ، آسفة موريس ، اعرف انني أضعك في مأزق لكن ...".
" مأزق ! كايد.....".
" سيكون مرتاحا ، عندما كتب كايد ذلك البند تغيرت الكثير من الأمور".
" ربما ، لكنني ما زلت اعتقد أنه سيغضب".
اجابت كاريسا بعصبية :
" فليغضب إذن ، لا يستطيع أن يفعل شيئا بهذا الصدد ، وهو لا يستطيع باي حال ان يلقي اللوم عليك ، سأعود الى المكتب في أقرب فرصة ممكنة ، لكنني لن أرافقكم في الجولة".
ولم ترتدي كاريسا ملابسها لأنها خشيت أن يمر بها موريس للإطمئنان على صحتها.
شغلت نفسها بتسريح شعرها بعد غسله ، جربت عدة تسريحات لكن أصابعها كانت ترتجف ، وفي النهاية تركته حرا ينسدل على كتفيها.
كانت عقارب الساعة تتحرك ببطء بإتجاه وقت الإقلاع ، احست باعصابها تتوتر لدرجة الإنفجار.
أخذت ترتب البيت ،ومن ثم جلست تقرأ مجلة إشترتها صديقتها في اليوم السابق.
ما زال هناك ساعة لوقت الإقلاع ، ذهبت لتصنع لنفسها فنجانا من الشاي ، وعندما أخرجت الحليب من الثلاجة لاحظت أنها تحتاج الى تنظيف ، لم تكن تريد فعلا أن تشرب الشاي ، لكن هذه العملية ستستغرق بضع دقائق أخرى .
شربت الشاي ببطء ثم نهضت لتنظف الثلاجة ، افرغتها من محتوياتها ، ووضعت أناء من المياه الساخنة داخلها ، ثم ركعت على ركبتيها لتبدأ بتنظيف الرفوف.
قرع جرس الباب ، ظلت في مكانها لحظات طويلة قبل ان تحدق في الساعة ، إنه وقت الإقلاع تماما ، تشعر بأمان الآن.
مشت ببطء الى الباب الخارجي وأغلقت وراءها باب المطبخ ، دخل كايد غرفة الجلوس ، شحبت للمفاجاة ، ولا بد أن لونها تغير لأن كايد نظر اليها متفحصا قبل أن يقول :
" ربما كنت مريضة فعلا ، لم أصدق موريس عندما اخبرني بذلك ".
" كان من المفروض أن تكون في الطائرة ، ماذا تفعل هنا ؟".
" جئت لأصطحبك معي ، كان من المفروض ان تكوني انت أيضا على الطائرة ذاتها".
" لكن موريس أخبرك ان.".
" نعم عندما وصلنا المطار ، هل طلبت منه أن لا يخبرني عن غيابك إلا بعد فوات الأوان؟".
" لا".
" يبدو انك إستعدت عافيتك بسرعة".
وإقترب منها بسرعة ليضع يده على جبينها :
" انفلونزا أليس كذلك ؟ حرارتك عادية ، وعينيك صافيتين ، وصوتك طبيعي ، لماذا لا تريدين مرافقتي؟".
" أنت لا تريدني فعلا أن أرافقك ...".
" دعيني اقرر شخصيا ما أريد".
" يا ليتك تعاملني بالمثل ".
قالتها بمرارة قبل ان تضيف :
" حسنا ، لست اعاني من الأنفلونزا ، لكنني اشعر بإرهاق ".
" هل تناولت طعام الفطور هذا الصباح ؟".
هزت رأسها بالنفي :
" لا ، تناولت فنجانا من الشاي فقط ".
ألتفت حوله ثم فتح باب المطبخ :
" هذا هو المطبخ ، أليس كذلك ؟".
ونظر اليها مبتسما :
" سأحضر لك شيئا تأكلينه".
ولاحظ النظرة المذنبة في عينيها ، فإلتفت مجددا الى المطبخ ليرى باب الثلاجة مفتوحا ومحتوياتها على مائدة الطعام ، فقال ساخرا :
" هل تقررين تنظيف المنزل كلما شعرت بالإرهاق؟".
اجابته بتعب :
" الثلاجة بحاجة... آه دعني لوحدي".
" سانظف كل هذا ، واعد لك شيئا من الطعام بينما تحزمين حقائبك ".
قالها بهدوء لكن بحزم :
" اسرعي الكل بإنتظارنا ".
وبعد لحظات إستسلمت للأمر ، لا تدري لماذا يصر الى هذه الدرجة على إصطحابها ، لكنها عاجزة لا تملك القدرة على مقاومته.
حزمت حقائبها بسرعة ، كانت معتادة على السفر ، تناولت الفطور الذي أعدّه لها بمهارة ، وبينما كانت تشرب الشاي قال لها :
" جاك أخبرني أنه كلّمك عن ريتا ، كنت أنوي ان أفعل ذلك بنفسي ".
إرتعشت وهي تدّعي اللامبالاة.
" لا يهمني ، لا علاقة لي بالأمر ، انا أقوم بالحجز فقط ".
عرفت أن كلماتها أغضبته وأحست بالتوتر في صوته وهو يقول :
" لا يهمك الأمر ؟.
" لا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-02-12, 06:10 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضعت فنجانها على الطاولة ونهضت من مكانها.
" مشكلتك ، أنك معتاد على اخذ كل ما تريده ، خاصة من بين النساء المعجبات اللواتي يحطن بك ، كنت أظن أن هذا يكفيك ، لماذا تريد أن تجرني وراءك في هذه الجولة المخيفة؟".
عضّ على شفتيه وهو يقول:
" من اجل ريتا ، ستكون المرأة الوحيدة في الفرقة أن لم ترافقينا ، هي بحاجة الى رفقة أنثوية ".
ضحكت كاريسا ساخرة:
" يا الهي ، هل تريد أن تقول ان إمرأة بنوعية ريتا تحتاج الى رعاية؟".
ولم تكن كاريسا تتوقع ابدا الصفعة التي إنهالت على خدها بقسوة أفقدتها توازنها ، فكادت تسقط أرضا لو لم تستند الى الطاولة القريبة ، حدّقت به وهي تكاد لا تصدق ما حصل لها ، هل فعلا صفعها ؟
كان يبدوهو ايضا شاحبا ،وغاضبا عيناه تلمعان ببريق مخيف ، وأجابها :
" قولي ما تريدين عني ، لكن أبعدي سموم لسانك عن ريتا ، هل فهمت؟".
وشعرت أنها إرتكبت حقارة بقولها هذا ، بلعت ريقها وهي تحاول أن تفهمه انها لم تقصد ما قالت... أن تعتذر ، لكن الدموع التي كانت تتساقط من عينيها إحتبست في حلقها فلم تعد تقوى على الكلام ، ماذا تفعل؟
حاولت جاهدة السيطرة على دموعها ، وجاءها صوت كايد آمرا :
" احضري أشياءك".
وكالعمياء تحسست طريقها الى غرفة انوم ، حملت حقائبها ، وعادت وهي شبه مذهولة ، جلسا في سيارة الأجرة بصمت تام ، لم ينبسا بكلمة واحدة طوال الطريق الى المطار ، وقبل وصولهما بقليل ألقت كاريسا نظرة سريعة في مرآتها ، كان خدها ما يزال يؤلمها ، لكن الصفعة لم تترك أي أثر عليه ، كانت تبدو في غاية الشحوب ... والهدوء ، أحست بالرضى لأن مشاعرها لم تفضحها.
كان موريس في إنتظارها ، رات على وجهه نظرة تعجب تلاها تعبير قلق وإنزعاج ، قبلها على خدها محييا.
وألقى نظرة فضول على وجه كايد المتجهم ، سالها هامسا :
" هل أنت على ما يرام ؟ ماذا حصل بينكما؟".
حاولت أن تبتسم لكن فمها رفض ان يطاوعها ، أجابت :
" السيد فرناند يحرص دائما على الحصول على ما يريد ، أصر على إتمام العقد بكل بنوده حرفيا".
نظر اليها موريس بعطف :
" عن كنت مريضة فعلا يا كاري سأكلمه ، لا يستطيع الإصرار ...يبدو أنه يظن انك تخدعينه".
أجابته بتعب :
" لا تخشى شيئا يا موريس ، سيصر على إحضار الطبيب الذي لا بد وأن يقول أنني لا أشكو من شيء ، عندها سيلاحقك كايد قانونيا ، أو يتخلى عن الجولة ، لا تقلق .... سأعيش ، إهتم بالمكتب اثناء غيابي".
وتركته واقفا مكانه ، لتمر امام كايد بدون أن تلقي عليه نظرة واحدة وتصعد الى الطائرة ، لم يكن موريس وحده حائرا مستغربا ، لا بد ان ريتا تساءل ايضا...
كان جاك يجلس قرب النافذة ، القت بنفسها قربه ، وهي تراقب كايد يسرع الى جوار ريتا ليجلس بجانبها ، وإنقبض قلب كاريسا وهي تراقب ريتا تتكلم بسرعة وبهمس ، والإبتسامة الساخرة التي إرتسمت على وجه كايد وهو يجيبها بإقتضاب ، ولاحظت كاريسا إتساع عيني ريتا والألم الذي إرتسم فيهما قبل ان تشيح بوجهها عنه لتنظر من النافذة.
وتحركت الطائرة ، كايد إنسان اناني ... وحش قاس لا قلب له ، هكذا كانت كاريسا تفكر.
أغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم حتى هبطوا في ويانغتون ، وعندما وصلوا الى الفندق اخيرا حجزت كاريسا غرفة صغيرة لنفسها ، كم تشعر بحاجة الى الإبتعاد عن الآخرين ، إقتربت من مجموعة الحقائب في الردهة لتأخذ حقيبتها ، وبينما هي تبحث عنها ، وبينما هي تبحث عنها توقفت عند إسم ريتا فرانكلين مكتوبا على ثلاث حقائب جلدية انيقة زرقاء اللون.
أخذت حقيبتها وشكرت المسؤول عن الأمتعة ، صعدت الى غرفتها ، وعندما أقفلت الباب وراءها إرتجفت أوصالها وهي تفكر بالإسم المكتوب عل الحقائب الزرقاء.
ريتا فرانكلين ... فرانكلين هو الإسم الذي يستخدمه كايد عندما يريد أن يخفي هويته الحقيقية عن الناس ... ومن المرجح انه إسمه الحقيقي ، حاولت كاريسا ان تبعد عن ذهنها التفسير المنطقي الوحيد الذي فرض نفسه على تفكيرها ، وتدريجيا أخذت تدرس كل الإحتمالات ، فرانكلين هو إسم الشهرة الحقيقي لكايد.
وريتا تسافر تحت الإسم ذاته ، من غير المنطقي ان تكون فعلت ذلك لإبعاد الشبهات عنها ، إمرأة كريتا لا تأبه لكلام الناس ،ومن جهة ثانية ، القانون يعاقب أي شخص يسافر بجوزا سفر مزور لا يحمل إسمه الحقيقي .... أليس كذلك؟
ريتا فرانكلين ... السيدة ريتا فرانكلين طبعا... إنها زوجته ... كايد تزوج.
وقفت قرب النافذة تحدق في المياه الرمادية وهي تحاول إرغام نفسها على عدم التفكير بأي شيء ، سمعت طرقة خفيفة على الباب ، مسحت دموعها قبل أن تفتح الباب .... لريتا ، وبدا الإهتمام على وجه المرأة وهي تقول :
" أرسلني كايد لأرى إن كنت تحتاجين شيئا ، ما بك ؟".
" لا شيء ، أنا بخير ".
وبعد دقائق صمت قالت ريتا :
" كايد يتصرف أحيانا بوحشية .... حتى معي ، إنه لا يستطيع ان يقرر إن كنت فعلا مريضة أم أنك تتظاهرين بذلك ، كان في غاية الغضب عندما ذهب ليجيء بك ، وكاد يؤذيني بلسانه الساخر عندما قلت له أنه عاملك بقسوة ، معظم الأحيان هو في غاية الطيبة معي ، وأستطيع أن أتحمل مزاجيته ، تحملت أكثر من هذا بكثير من زوجي السابق ، لكنك لست بالقوة التي.......".
" الأمر لا يتعلق بكايد ، كنت انظر من النافذة وتذكرت شيئا محزنا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-02-12, 06:11 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم تصدق ريتا وإن تظاهرت بعكس ذلك ، إقتربت منها قائلة :
" كايد يقيم حفلة كبيرة في شقته ، لماذا لا تذهبين وتمرحين قليلا ؟".
ترددت كاريسا فقالت ريتا :
" هيا يا عزيزتي ، إغسلي وجهك وضعي قليلا من مساحيق التجميل ، ستشعرين بتحسن بعد ذلك ".
وإمتثلت كاريسا لنصيحتها ، لن يفيدها البقاء وحيدة ، سجينة الجدران ، وسجينة وحدتها والمها ، الإختلاط بالناس سيبعد ذهنها عن معاناتها.
وذهبتا معا الى شقة كايد ، كانت غرفة الإستقبال تعج بشباب الفرقة ، جلس بعضهم ارضا ، وتفرق الآخرون على المقاعد المريحة ، كان كايد يقف في الزاوية المقابلة ، وعندما رآهما إبتسم بحنان وسعادة ، هكذا ينظر إذن الى ريتا ، همست كاريسا لنفسها بألم وهي تدخل المكان بتردد ، إقترب منهما كايد والإبتسامة الرقيقة ما تزال تتراقص على شفتيه ، نظر الى كاريسا قائلا:
" هل تشعرين بتحسن؟".
" نعم ، صحتي أفضل بكثير ، شكرا".
وحدّق فيها بإهتمام وكأنه يحاول ان يخترق الحاجز الذي وضعته بينهما ليدخل الى أعماقها ، ويعرف الأحاسيس التي تتفاعل داخلها ، وناداه شخص ما فإلتفت اليه.
إقترب منها احد أعضاء الفرقة ، شاب لم تكن تعرفه جيدا ، حيّاها بمودة وجلس على الأرض قرب قدميها يحدّثها بحرية ، بينما كانت ريتا تتبادل الكلام مع جاك بنتون ورجل آخر لا تعرفه.
وبدأ شاب ما بالعزف على الغيتار وإرتفعت بضعة أصوات باغنية مرحة ، أقنعها رفيقها بأن ترقص معه ، ودعى شخص آخر ريتا .
وتوقف الرقص عندما قرع جرس العشاء ، وقادها الشاب الى غرفة الطعام حيث ختار طاولة لا تتسع إلا الى شخصين فقط ، وأحست كاريسا بسعادة لأهتمامه بها ، من الواضح انه كان يحاول أن يجذبها اليه ...ولم تمانع هي محاولاته ، أي شيء يبعدها عن دائرة كايد ترحب به في الوقت الحالي.
وحاولت كاريسا تجنب النظر الى الطاولة التي كان يجلس اليها كايد وريتا ، ركزت كل إهتمامها على الشاب الجالس أمامها ، وفور إنتهاء العشاء إستاذنت بالذهاب الى فراشها.
ولم تكد تصل الى غرفتها حتى كان كايد وراءها ، حاولت أن تغلق الباب بسرعة لتمنع دخوله ، لكنه كان أسرع منها إذ دفع الباب بشدة ودخل الغرفة وهو يقول:
" تأخرت يا عزيزتي".
واغلق الباب وراءه بالمفتاح ، إحتجت كاريسا على تصرفه هذا.
" لا أذكر أنني دعوتك الى غرفتي ".
" اريد أن أكلمك ، يبدو أنك إسترجعت عافيتك بسرعة ".
إحمرت وجنتاها ببريق مشرق ، ولمعت عيناها ببريق ساخر .
" العلاج كان مفيدا ".
كانت تقصد الصفعة التي وجّهها لها صباح اليوم ، وإصراره على إصطحابها معه على الطائرة ، لكنه أساء فهم عبارتها.
" آه ، نعم ، لمسات الشاب الذي كان يرافقك ، وكلماته المعسولة كانت كافية لإسترجاع عافيتك ! ".
لم يلمسها الشاب ، صحيح أنه حاول الإمساك بيدها لكنها سحبتها بسرعة ، وكادت تنكر إتهامه بشدة ثم تراجعت عن ذلك في اللحظة الأخيرة، الطريقة المثلى لإقناع أي رجل بأنه لا يحوز على إهتمامك ، هي التظاهر بالإهتمام برجل آخر ، إبتسمت بغموض وتركته يظن ما يشاء .
ويبدو أن موقفها هذا لم يرق لكايد الذي لوى شفتيه بغضب ، وساد الصمت بينهما فقطعته كاريسا قائلة :
" ماذا تريد يا سيد فرناند ؟ أية خدمة؟".
كان عليها ان تشعر بالخطر عندما رأت البريق الحاد الذي يلمع في عينيه ، لكنها تجاهلته مرة اخرى ، أمسك بكتفيها وأخذ يهزها بقوة وعنف حتى كادت تصرخ من الألم ، وفجاة حاول عناقها ، فقاومته بضراوة .
" كايد ، أرجوك ، لا ".
" هذا سيعلمك ان لا تناديني بالسيد فرناند مرة اخرى ".
" لا ، لا ، ارجوك ، قلت بانك جئت لتكلمني ".
" لا ، لأن كل احاديثنا تنتهي بعراك".
وحاول مجددا ، فكررت بنعومة هذه المرة :
" اخبرني أولا ، ماذا كنت تريد أن تقول ؟".
" كنت أريد ان اتكلم عني وعنك ، وعن ريتا ".
" ريتا ، نعم علينا ان نتحدث عن ريتا ".
وفجأة احست بالخجل لوجوده معها في غرفتها.
وعاد كايد يحتضنها .
" لا ، ليس الان ، لا أريد أن أتحدث عن احد الآن ... ولا حتى عن ريتا ".
بهذه السهولة إذن هو مستعد لأن يخون ريتا ، وهي ! كيف سمحت له بأن يعانقها.
وصرخت في وجهه :
" إبتعد عني ، أنت رجل حقير ".
" ما بك ترفضينني ، لم تمانعي من قبل؟".
واحست بالدموع تكاد تخنقها ، فلاحظ إضطرابها :
" آسف ، لم أكن أنوي إزعاجك ، أخطات عندما فرضت عليك المجيء معي ، لكنني اردتك بقربي ، وعندما لم اجدك جننت ".
فأجابته بمرارة :
" دائما تغضب عندما لا تستطيع الحصول على كل ما تريد ".
لم يجبها ، لكنها احست بيديه تمسكانها بحنان ، ثم همس في أذنها :
" عندما تركتك آخر مرة ، كنت آمل ان استطيع نسيانك قبل عودتي ، وجودك معي كان الإمتحان الذي فرضته على نفسي لاختبر عواطفي و..".
وتردد كايد ، فسألته بفضول:
" و.... ماذا؟".
" قبل ان نفترق قلت لي بأنني لا اعني لك شيئا ، وأكّدت ذلك هذا الصباح ، لكنني أعرف انك ما زلت تحملين عاطفة ما لي ، لا تستطيعين إنكار ذلك ، وأنا ما زلت أريدك ".
" مؤقتا ".
وشد قبضته عليها وكانه يريد ان يهزها .
" إسمعي ، إنسي كل ما قلته لك سابقا ، معك بدات اعرف معنى الحب ، إكتشفت أحاسيسا لم أكن أعرفها ، وأحيانا يشعرني هذا بالألم ، وعندما اتالم أتعمد إيذاء الغير ، لكنني احاول الان ان أسيطر على طبيعتي هذه ، خاصة منذ وجدت ريتا ، أريد ان اجنبها كل الآلام التي عرفتها حتى الآن ".
" كيف تستطيع إذن أن....".
" لم أقل أنني رجل مثالي ، قلت لك انني احاول ، ريتا وأنا امضينا فترة طويلة بدون إنتماء الى أي شخص".
وهمست كاريسا بألم :
" إذا كان بإمكانها إسعادك ، فهذا يفرحني".
" طبعا تستطيع إسعادي ، لكنها لن تتمكن من إعطائي نوع الأحاسيس التي أريد ".
" لكنها تحبك ".
" الأمر يختلف تعرفين ذلك جيدا ، أخذت وقتا طويلا للتفكير قبل ان أقرر الزواج ، كاريسا ، حتى عندما تركتك لم أكن افكر بالأمر جديا رغم انني كنت أعرف جيدا ان امرا مهما حدث في حياتي ، لا أستطيع الهروب منه ، ريتا كان لها الفضل في إعادة تقييمي للأمور ، وساعدتني على ان افهم أن الحب ليس مجرد علاقة عابرة ، لقد اعطينا بعضنا الكثير خلال الأشهر الماضية ، لكن هذا ليس كافيا يا كاريسا ، لم أكن مستعدا لأن أقول هذا قبل اليوم ، لكن آن الأوان لأعترف بحقيقة شعوري ، انا احبك... احبك".
وإتسعت عيناها وهي تحدق به ، وأحست بالألم يمزقها ، وهي ترى الرائع في عينيه .
" لكن كايد ....جئت متأخرا".
ورأته يبلع ريقه بصعوبة وهو يعض على شفتيه ، فكررت :
" تأخرت يا كايد ، آسفة ، عليك ان تكتفي بما تستطيع ريتا منحك إياه".
لا تريد أن تؤذي ريتا ، كفاها ما فعل بها الدهر ، وكايد أيضا لا يحق له أن يؤذيها ، ولا يستطيع أيضا أن يحتفظ بهما معا ، هذا سيفسد حياتهم جميعا.
صحيح أنها لن تتوقف عن حبه ، لكنها لا تستطيع إلا أن تعترف بانه ما زال إنسانا أنانيا.
القى كايد يديه بتثاقل على جانبيه ، وإنطفأ البريق في عينيه .
ولم ينظر اليها وهو يغلق باب الغرفة وراءه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-02-12, 10:44 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10-العمر يبدأ الان

لم يكن من الصعب ، صباح اليوم التالي ان تتجنب الإنفراد بكايد ، كان من الواضح تماما انه يحاول هو أيضا عدم توجيه أي كلمة لها ، كان يبدو قلقا وعصبي المزاج وكانه يحاول جاهدا السيطرة على اعصابه ، لكنها لم تسمعه يرفع صوته بحدة او يتحدث بلهجة ساخرة.
في فترة بعد الظهر ذهب الرجال للإشراف على الترتيبات النهائية قبل الحفلة ، وأعلنت كاريسا عزمها البقاء في المنزل لغسل شعرها ، فعرضت عليها ريتا ان تساعدها في تصفيفه ، ورغم رفض كاريسا العرض اصرت قائلة :
" ارجوك أنا بحاجة لن أفعل أي شيء يشغلني".
جلست كاريسا أمام طاولة الزينة في غرفة نومها وأسلمت رأسها الى ريتا التي أخذت تسرح لها شعرها برقة وإهتمام ، وهي تتنهد قائلة :
" في مراهقتي كنت احلم بأن أصبح في يوم من الأيام مصففة للشعر ، كان هذا قبل أن أهرب من البيت وأصبح ... شيئا آخر".
ورفعت حاجبيها بلا مبالاة وهي تسأل كاريسا :
" أعتقد أن كايد أخبرك كل شيء عني ! ".
" لا ، لم يخبرني شيئا ، كل ما قاله أنك جعلت منه إنسانا سعيدا ، جاك تكلم عنك قليلا... هل يزعجك ذلك؟".
" لا ، أتضايق أحيانا من اجل كايد فقط ، لست فخورة بما كنته سابقا ، لكن كما يقول كايد ، كنت صغيرة وجائعة ووحيدة ومرفوضة ، ماذا كان بإستطاعتي ان أفعل غير ذلك ؟كم كنت اتمنى لو تفهّم جوني وضعي !".
" جوني؟".
"زوجي السابق ، كان عليّ أن اخبره بماضي ... لكنني لم أفعل ، خفت من نتيجة ذلك ، لكن الله يشهد أنني لم أخدعه مرة واحدة بعد زواجي به ، حتى عندما بدأ يضربني بإستمرار ويسرق مني كل ما أملك من مال".
" آه يا ريتا ، لماذا ؟".
" لا أدري قال انه إلتقى بشخص ما اخبره عن سيرتي الماضية ، لكنني اعتقد أنه كان سيختلق حجة أخرى لضربي في أي حال ، هو من ذاك النوع من الرجال ، لو لم اكن يائسة من أن أجد لنفسي حياة كريمة بعد حياة الذل والبؤس التي عشتها سنوات عشر لما كنت اقدمت على الزواج منه ، ولكنت عرفت أنه ليس الرجل أو الزوج المناسب لي ، أعتقد انني إستخدمته بطريقة ما لأخرج من ماضيي القذر ، وبعد اربع سنوات من العذاب لم أعد أطيق الحياة معه ، خرجت من البيت بالثياب التي كنت ارتديها ولم أحمل معي شيئا ... تركت له كل ما أملك وهربت ، الحمد لله أنني لم أنجب منه اولادا ".
" وماذا فعلت بعد ذلك ؟".
وإلتقت عيناهما بسرعة في المرآة قبل أن تضع ريتا المشط جانبا وتمسك بمجفف الشعر وتتابع حديثها قائلة :
" عدت الى المهنة الوحيدة التي أعرف.... عدت الى سيرتي السابقة".
" هل... كنت تمارسين العمل ذاته عندما إلتقى بك كايد ؟".
" لا ، الحمد لله ، كنت قد وفرت قليلا من المال وإستأجرت مكانا محترما أعيش فيه ، لم يكن شيئا يذكر... غرفة بسيطة ، وبدأت العمل كمضيفة في مطعم متواضع ، صحيح أن الراتب كان ضئيلا ، لكني كنت سعيدة لأنني وجدت عملا لا يمتهن كرامتي ... او ما تبقى منها ، كنت امارس مهنة شريفة عندما عثر علي كايد".
وإبتسمت برقة وهي ترى حيرة كاريسا ،وبعد لحظات أضافت قائلة:
" عندما طلب مني كايد ان نبقى معا بعد ذلك صارحته بماضيي كله ، لم ارد ان يعرف الحقيقة من شخص آخر ، ومن جهة اخرى كان من العدل ان أترك له الفرصة لتغيير رأيه".
" لكن كايد لم يهتم بالأمر ! ".
ورفعت ريتا خصلة شعر رقيقة واخذت تصففها بمهارة لتعطيها الشكل الذي تريد ، ومن ثم تابعت حديثها قائلة:
" بلى أهتم كثيرا... إهتم بي ، لا بما سمعه عني ، هل تفهمين قصدي؟".
وتوقفت ريتا عن الكلام ، لا بد أنك سئمت من سماع قصة حياتي ! ".
" لا ، بل على العكس تماما".
لكن الحقيقة ان كاريسا لمتكن تريد فعلا أن تسمع كل هذه التفاصيل ، صحيح انها سعيدة من أجل ريتا التي عرفت اخيرا معنى السعادة بعد كل تلك الأيام المرة التي عرفتها ، لكنها كانت تشعر بالتعاسة أيضا لأن القدر وضع كايد في طريقها.
منتديات ليلاس
واحست فجأة بثورة عارمة على الرجل الذي تحب لأنه لم يكن وفيا لريتا التي تستحق منه معاملة أفضل.
ولم يكن هناك مفر من حضور الحفلة برفقة ريتا ،وعندما جلستا في المقعدين المخصصين لهما خفتت الأضواء تدريجيا ما عدا دائرة كبيرة من النور اخذت تلاحق كايد وهو يتقدم ببطء الى وسط المسرح ممسكا بغيتاره ، وإرتفع هتاف الجمهور فعادت كاريسا سنوات الى الوراء ، الى مناسبة مماثلة في سيدني.
غنى اغنية أو أغنيتين من الألحان التي سمعوها في تلك الفترة ، لكن معظم ما تبقى كان من أغانيه الجديدة ، وقبيل نهاية السهرة بحث عنها كايد بعينيه حتى وجد مكانها .
وعندها إقترب من الميكروفون ليقول بحنان:
" هذه أغنية جديدة.... لريتا".
كانت الأغنية بسيطة وسهلة الحفظ والترديد ، أما موضوعها فكان يدور حول جملتين فقط.
" مضى زمن طويل ، طويل ، كم أنا سعيد لأنني وجدتك الآن ".
وعندما تلاشت آخر نغمة وقف الجمهور ليحيي الفنان ، بحماس منقطع النظير.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-02-12, 10:45 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخذت كاريسا تضغط على اصابعها بشدة وهي تحاول جاهدة السيطرة على إنفعالها وحزنها ، أما ريتا فكانت تمسح دموعها وهي تبتسم.
وإقترب كايد مرة اخرى من الميكروفون ليقول:
" وهذه الأغنية جديدة ايضا... جديدة جدا".
وتوقف قليلا قبل أن يقول:
" لكنها لفتاة اخرى".
وغرق الجمهور في الضحك ، لكن كايد لم يكلف نفسه حتى الإبتسام.
" عنوان الأغنية وداعا يا حبيبتي المخادعة".
منتديات ليلاس
وعرفت كاريسا أنه يغني لها ، كانت هذه وسيلته ليقول لها أن قصة حبهما إنتهت.
أحست بالألم يمزقها ، وحاولت أن تمسك دموعها وهي تشاهد أصابعه تداعب برقة اوتار غيتاره ، وتسمع صوته يغني للحب والوداع بكلمات رقيقة ، إذن أنت تهجرينني ، لكنني ما زلت احبك يا حبيبتي المخادعة.
بعد إنتهاء الحفل عادت ريتا وكاريسا الى غرفة كايد الخاصة ، إخترقت ريتا الجمهور المحيط بالمطرب الشاب لتضع ذراعها حول عنقه قائلة :
" شكرا للأغنية إنها رائعة".
لم تتحرك كاريسا من الزاوية التي إختارتها ملجأ لها وأخذت تراقب المشهد عن بعد.
أحست فجأة بشخص ما يقف قربها فإلتفتت بسرعة لتجد جاك بنتون ينظر اليها بحيرة ، إقترب أكثر وقال بهدوء:
" هل تخليت عن كايد؟".
وحاولت كاريسا ان تبتسم وهي تجيب :
" لا تكن سخيفا يا جاك ، إستغل إسمي ليبني حوله أغنية ، هل نسيت انه غنى لريتا أيضا؟".
" طبعا غنى لها ، لكن أغنيتها تختلف تماما عن تلك التي خصك بها".
" غنى لها أغنية حب! ".
" هكذا ظن الجمهور ، لكنك تعرفين تماما انها لم تكن كذلك ... لم تكن أغنية حب كالتي خصك بها".
" لا ارى الفرق بين الأغنيتن ... سوى أنه يقول في الأولى أهلا وفي الثانية وداعا ".
" سترين الإختلاف عندما تعرفين ان ريتا.... شقيقته، لا يمكن أن يغني لشقيقته كما يغني لحبيبته ، لماذا رفضت حب كايد ؟ اعرف انه ليس بالرجل المثالي ، لكنه تغير كثيرا منذ وجد ريتا ، قلت لك هذا سابقا ، سيكون زوجا رائعا ، ما بك ؟ كاريسا؟ هل أنت بخير ؟".
ولم تنبس كاريسا بكلمة واحدة منذ سمعت كلمة ( شقيقته) ، أحست فجأة وكأن جدران الغرفة تنطبق عليها ، وشعرت بدوار مزعج.
" لم أكن أعرف ، لم يخبرني أحد...".
وحدّق بها جاك وهو لا يفهم قصدها :
" يخبرك ماذا؟".
" أن ريتا هي شقيقة كايد".
" لكنك اخبرتني انه كتب لك ... وروى لك كل شيء عنها ".
" لا ، قلت أنه طلب أن أحجز لها غرفة في الفندق ، لم يقل لي حتى انه يريد غرفة لإمرأة ... فقط عدد الغرف ".
" لكنني اخبرتك شخصيا كل شيء عنها".
" ونسيت ان تقول لي من تكون بالنسبة الى كايد ، وأعتقد أن هذا الأخير ظن أنك أعلمتني بكل شيء في سيارة الأجرة التي كانت تقلنا من المطار ، سألني إن كنت قد فعلت هذا فأجبته بالإيجاب ".
" من كنت تعتقدينها إذن؟".
" زوجته... عندما عرفت إسمها....".
" قبل ذلك ظننت أنها...".
" آه جاك ، عاملت كايد بمنتهى القسوة ، قلت له اشياء فظيعة ".
" عليك إذن توضيح الأمور".
" كيف أبدأ ب...".
" هل تحبينه؟".
لم تجب كانت تحدق في الوجه الوسيم الذي كان منحنيا ليسمع شيئا ما تقوله ريتا.
لم تفارق عينا جاك وجهها ، تنحنح قليلا قبل ان يقول:
" منذ قليل أخبر كايد العالم كله انه يحبك ، دعي الأمور لي ، سأتصرف".
وبأعجوبة وجد لها مكانا للجلوس ، وبعد دقائق خلت الغرفة من الناس ، وإنسحبت الفرقة الموسيقية ، أما ريتا فذهبت برفقة جاك الذي ترك كاريسا وكايد يتقاسمان سيارة الأجرة.
كانت الليلة دافئة وجميلة ، ساد الصمت بينهما والسيارة تتنزه بهدوء حول المرفأ ، إسترقت كاريسا نظرة جانبية الى وجه كايد فوجدته جامدا لا يعبر عن شيء ، تساءلت كيف تبدأ الحديث ! جاك تمكن من إخلاء الجو لهما ، لكنه تركهما يتدبران أمورهما بعد ذلك ، لكن ماذا يفعل المرء ليخرج من الشرنقة التي نسجها خيطا خيطا حول نفسه ؟
طلب كايد من السائق أن يوقف السيارة قبل أمار قليلة من الفندق ، ترجل وفتح لها الباب فنزلت بدون أي كلمة إحتجاج.
توجها الى الشاطىء ، الحذاء الذي كانت تنتعله لم يكن مناسبا لهذا النوع من النزهات فتعثرت على رمال الشاطىء الفضية، أمسك بها في الوقت المناسب فلم تقع ، لكنه سحب يده من ذراعها فور تأكده من توازنها على قدميها.
وقطع كايد الصمت قائلا :
" أعتقد أنك موافقة على وجودك معي هنا ، جاك دبّر الأجواء المناسبة لذلك ، ولم يكن ليفعل ذلك لو لم يكن متأكدا من رضاك ".
" أردت أن أكلمك ؟".
" عن ماذا؟".
" أنت... وانا ... وريتا".
رددت الكلمات التي قالها هو قبل يوم واحد ، توقف عن السير وإلتفت اليها قائلا:
" أذكر جيدا أن موضوع ريتا كان السبب في خلافنا في الأمس ... وفي اليوم الذي سبقه".
" هذا قبل أن أعرف أن ريتا شقيقتك ، كنت أظنها زوجتك ".
تسمّر مكانه لحظات طويلة قبل أن يقول اخيرا ، وببطء:
" زوجتي؟ ما الذي جعلك تعتقدين هذا؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, darling deceiver, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, كفى خداعا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية