لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-12, 05:26 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- لم استطع نسيانك

وضعت كاريسا الخاتم حول أصبعها ونظرت اليه بإمتعاض ، ماذا لو سقط سهوا ؟ لا بد ان تربط حوله خيطا رفيعا كي تطمئن تماما .
صباح اليوم التالي نهضت باكرا لتعد طعام الفطور قبل نزول كايد ، في الأيام الثلاثة الماضية وضعا معا نوعا من الروتين لحياتهما اليومية ، كانا يخرجان صباح كل يوم للتنزه في أحضان الطبيعة ، بين الأشجار أو قرب البحيرة، أما بعد الظهر فكانا يسبحان في البحيرة ومن ثم يستلقيان بتكاسل تحت أشعة الشمس فوق الرمال الدافئة ، بعض الحيان كان كايد يضع ذراعه حول كتفيها أو خصرها ، ولم يكن بإمكانها مقاومته حفاظا على دورها كعروس جديدة ، وخشية وجودمن يراقبهما من بعيد.
كانت احاديثهما مهذبة وشبه رسمية ، ورغم أنه كان يلفظ اسمها بصوت دافىء وعاطفي ، التوتر السائد بينهما لم يكن ناتجا عن الخطر الذي يهددهما ، بل بسبب كونهما معا في مكان منعزل وحالم ، حاولت كاريسا أن تنسى ما حدث قرب البحيرة ، ولم يجرب كايد أن يذكّرها به ، لكن اثر ما جرى ما يزال عالقا بينهما كمتفجرة تحتاج الى لمسة بسيطة لتحدث كارثة ما ، كان عليها ان تكون شاكرة له لأنه لم يحاول لمسها مرة ثانية.
منتديات ليلاس
ولازما المنزل حتى قام بات وستان بإستكشاف كل ارجاء المنطقة المجاورة للكوخ ، ودل تقريرهما على عدم وجود أي إشارة تدعو الى القلق ، فالتحريات اكدت ان أحدا ما لم يهتم أو يسال عن سكان المنزل الريفي ، وإنه لم يكن بإمكان أحد التسلل الى المكان لأن كل الطرق المؤدية اليه تمر قرب الكوخ الذي يشغله الحارسان.
وعبّر كايد عن رغبته في التنزه في الغابة القريبة ، فأكّد له بات انه بإستطاعته ان يفعل ذلك بدون خوف ، وهو في أي حال ، لن يدعه يغيب عن ناظريه .
وأنطلق كايد وكاريسا الى التلال القريبة من البحيرة.
" أريد ان اصل الى قمة اعلى تلة يا كاريسا ، ما هو الوقت الذي تستغرق الرحلة؟".
" ثلاث ساعات".
" هل تستطيعين تحمل مشاق السير؟".
"نعم ، لا تقلق ، قمت بهذه النزهة مرات عدة".
" حسنا ، سنخبر بات وستان بإتجاهنا ، ونكمل المسير".
وبعد نصف ساعة من السير إلتقى كايد وكاريسا ببات وستان يخرجان من أحد الدروب الصغيرة ، كانا يرتديان ثياب الصيادين ، تقدمهما ستان ،وظل بات في المؤخرة.
لم يقل كايد شيئا لكن كاريسا احست بإنزعاجه الشديد من وجودهما ، كان يكره ان يشعر بانه تحت المراقبة.
سمعت تغريد عصفور فتوقفت قليلا ، ورفعت عينيها الى الأشجار بتحدد مصدر الصوت إقترب منها كايد ، فهمست :
هل رأيت عصفور ( التوي ) من قبل ( طير يعيش في نيوزيلندا )".
وأشارت بيدها الى طائر اسود اللون ، حول عنقه هالة من الريش الأبيض ، وإستمعا اليه يغني بسعادة لكنه ما لبث أن هرب عندما شعر بوجودهما ، فتابعا طريقهما ، وبعد دقائق كادت كاريسا تتعثر بغصن شجرة ، فتلقاها كايد بين ذراعيه.
" آسفة".
قالت بسرعة وهي تحاول الإبتعاد عنه ، لم يدعها تذهب ،وعانقها برقة ، وبعفوية بادلته شعوره ، فتوقفت فجأة وتركها تلملم أنفاسها ، والعالم ما يزال يدور في راسها حتى كادت تشعر أنه سيغمى عليها .
قطب كايد حاجبيه وسار أمامها مسرعا وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ، وبعد لحظات ظهر ستان من وراء احد المنعطفات ، وعندما وصل ثلاثتهم الى اعلى التلة وجدوا بات في إنتظارهم ، جلسوا جميعا لتناول الطعام الخفيف الذي اعدّته كاريسا ، وإستغرقوا بعد ذلك في تأمل المناظر الطبيعية الرائعة ، وتركهما الرجلان بعد قليل، للعودة الى مراقبة الطريق.
أسند كايد ظهره الى جذع شجرة يابسة ، وشغلت كاريسا نفسها بإعادة ترتيب أواني الطعام في الحقيبة الصغيرة ، ثم جلست بعيدا عنه لتستمتع بجمال الطبيعة ، تسللت نسمة هواء شقية الى شعرها فنثرته خصلات فوضوية تطايرت سعيدة بحريتها.
وإستعادت العصافير حيويتها فأخذت تثرثر بمرح ، غير عابئة بهمس الأغصان التي كانت تتمايل على إيقاع موسيقى خفية ، ولمعت البحيرة عن بعد كبقعة فضية صغيرة ، تنتظر المركب كي تحيا من جديد.
إستسلمت كاريسا للسكينة المحيطة بها ، وأذابت حرارة الشمس كل الصقيع الذي كان يجمد داخلها في اليام القليلة الماضية، ما أروع الهدوء ! إنه خير علاج للاعصاب المرهفة.
واعادها صوت كايد الى الواقع ، همس بمودة وحنان:
" تعالي هنا".
لا ، لن تذهب ، لن تلبي النداء.
" كاريسا ، تعالي".
لا سترغم نفسها على عدم التجاوب مع ندائه ، ماذا يريد منها ؟ لماذا لا يدعها وشأنها ، يكفيها كل ما حدث حتى الآن ، هل يظن أنها رهن إشارته ، وأنها لا تستطيع مقاومته ؟ تصرفت بجنون عندما بادلته عناقه ، لكنها لم تستطع أن تقنع نفسها بأن عليها ان تندم على ما فعلت.... لكنها ستكون بلهاء فعلا لو رضيت بتكرار التجربة ، كايد يريد ان يلهو قليلا ليمضي بعض الوقت ، بعد ايام سيخرج من حياتها مجددا ، وسينساها ، تماما كما فعل من قبل .
" كاريسا ! ".
ناداها برجاء ، أن تتجاهله مرة أخرى يعني تحديا لرجولته ، تنهدت وهي تنهض من مكانها قائلة :
" آن وقت الرحيل ، سيقلق علينا بات وستان ".
رفع يده اليها وجذبها بقوة نحوه، فسقطت على صدره.
" لا ، أرجوك ، لا ".
ونظر اليها بإستغراب ، ومن ثم ذكّرها قائلا :
" لكنك لم تمانعي من قبل ".
" هذا كان من قبل ".
" غيرت رأيك إذن ".
" نعم غيرت رايي ".
" سأجعلك تغيرينه مرة ثانية ! ".
واشاحت بوجهها عنه ، لكن بدون جدوى .
" توقف ، ارجوك كايد توقف".
"ولماذا؟".
" أرجوك ! ".
لم تتمكن من الإجابة ، كل ما تعرفه انها لا تريده أن ينتصر على إرادتها مرة اخرى .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 05:27 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخذ يهمس لها كلمات رقيقة بالأسبانية ، هذه الكلمات أعادت ذكريات تريد ان تمحوها من ذهنها .
لم تكن تعرف معنى الكلمات ، كل ما تعرفه أنها كلمات حب ، وأنها سمعتها قبل الآن ، لم يكن يعنيها وقتها وهو لا يعنيها الآن ، وبكل ما تبقى لها من قوة دفعته عنها ، ووقفت تتحداه.
" قلت لك إبتعد عني ، أنا لا اريدك ".
وقف هو الاخر وإقترب منها.
" انت تكذبين يا كاريسا ، أنا اعرف النساء جيدا ، انت تحبينني، حتى الرجل الأعمى يستطيع ان يرى ذلك ... هذا إذا كان يعرف شيئا عن النساء " .
"وأنت تعرف الكثير ؟ لقد أقمت علاقات عابرة مع الكثيرات ، أليس كذلك؟".
" ماذا تعنين ؟".
سكتت كاريسا وإبتعدت عنه وهي تتمنى لو لم تقل تلك الكلمات ، لحق بها وأرغمها على النظر اليه.
" هل تغارين لأنني عرفت نساء أخريات في حياتي؟".
وحاولت جاهدة أن تخفي حقيقة شعورها :
" لا تكن سخيفا ، الأمر لا يهمني من قريب أومن بعيد ، أنت حر في حياتك ، وحر في عدد النساء اللواتي تعرف ، كل ما أريده هو ان تفهم بانني لن أكون واحدة منهن".
"منذ عشر دقائق لم تمانعي.
وإعترفت ببساطة :
" انت رجل جذاب ، وأعترف انني ضعفت امامك لحظة ، لم أكن اقصد ذلك ".
" هل هوموريس؟".
" ماذا؟".
أنزل يديه عن كتفيها وقال :
" أنت فتاة موريس أليس كذلك؟ كان عليه ان يصارحني بالحقيقة بدل اللف والدوران ".
"وهل لف ودار في حديثه معك ".
"نعم ، أخبرني بطريقة ما ان أبتعد عنك ولكنه لم يشرح لي السبب ، الان افهم قصده ، بل لنقل أنني فهمت ونحن في السيارة في طريقنا الى المنزل الريفي".
وردت كاريسا بهدوء:
" آه ، فهمت ".
لم تفهم شيئا ، إنما من الأفضل أن تدّعي ذلك ، لم تذكر أنها قالت أي شيء يمكن أن يدل أنها على علاقة بموريس ، او انهما أكثر من رب عمل وموظفة ، لكن إن ظن كايد انهما على علاقة ، فمن الفضل ان تدعه يصدق ذلك ، ربما كانت هذه افضل طريقة للتخلص منه ، لكنها لم تكن سعيدة في اعماقها لهذه الفكرة.
لم يشاهدا الحارسين إلا عند اسفل التلة ، في آخر الدرب المؤدي الى البحيرة ، إقترب منهما ستان قائلا :
" كل شيء على ما يرام ، لا شيء مقلق حتى الآن ".
شكره كايد وتوجهّا الى المنزل ، صعدت كاريسا فورا الى غرفتها لتأخذ حماما دافئا وتغير ثيابها .
ارتدت ثوبا قطنيا ناعما تزينه تطاريز رقيقة عند الياقة والكمين ، حرّرت خصلات شعرها من قيد المشابك ، وسرحتها جيدا بالفرشاة حتى اخذت تلمع ، ومن ثم نزلت الى المطبخ ، لتعد طعام العشاء ، ولم تكد تنتهي من مهمتها حتى لحق بها كايد ، شعره الرطب دل على أنه أيضا اخذ حماما دافئا ، كان يرتدي سروالا داكنا وقميصا فاتحا يناسب سمرته الجذابة.
وجلسا لتناول الطعام ، دهشت كاريسا لأقبالها على الأكل رغم كل ما مر بها ، وكان من الواضح ان كايد يستمتع بطعامه ، وفور إنتهائهما ونهوضهما عن المائدة عرض كايد ان يساعدها في غسل الصحون لأنها تبدو متعبة من النزهة الطويلة ، وعاد بعد فترة يدعوها الى نزهة قريبة قرب البحيرة.
كانت الشمس تميل نحو الغروب ، ترددت كاريسا قليلا ، لكن الحرارة الخانقة في المنزل شجعتها على الخروج للإستمتاع بالهواء النقي.
" حسنا ، الفكرة جيدة ، فلنذهب".
كانت الرمال باردة في المساء ، ولم تكن هناك نسمة واحدة تعكّر هدوء هذه الأمسية ، سطح البحيرة كان ساكنا تلونه أشعة المغيب ، امسك كايد يدها بقوة ، وبعد محاولة اولى لسحبها ، إستسلمت كاريسا لقبضته ، وإرتاح هو لأنها لم تكرر المحاولة.
" إستمتعت كثيرا بالنزهة ، أنا لم أقم بمثلها منذ زمن طويل ".
" لم تكن تستطيع ذلك قبل....".
" قبل ان استعيد بصري ، صحيح لم اكن أجد متعة في التعلق بذراع شخص ىخر طيلة الوقت ، ولم يكن بإستطاعتي رؤية ما يبصر ".
" لا بد ان العملية الجراحية غيّرت حياتك كلها ".
" طبعا".
" آسفة كانت ملاحظة مزعجة.....".
"كفي عن الإعتذار ".
وتوقف ليمسك كتفيها بشدة :
" ولم تكن الملاحظة مزعجة بل كانت حقيقة..".
وإرتعشت كاريسا للمسة يده فسألها :
" هل تشعرين بالبرد ؟".
" لا ".
إبتعدت عنه قليلا ، فانزل يديه عنها ، وتابعا المسير ، سألته:
" هل وجدت العالم مختلفا بعد الجراحة؟".
" بعض الأشياء ، نعم ، هل تعرفين أنني لا اقدم حفلات حية هذه الايام ؟هل تعرفين ذلك ؟ او لنقل نادرا ما أظهر على المسرح".
" لماذا ؟".
" لأن الأمور إختلفت ، الآن استطيع ان أرى جمهوري ، من قبل كنت أشعر به فقط ، أفضل الإحساس بالحالة الأولى ".
" لماذا ؟ هل تشعر بإضطراب لدى مواجهته؟".
" لا ، هذا إحساس لا أستطيع وصفه ، كل السحر ذهب ".
ورفع عينيه الى السماء ليحدّق في الأضواء الصغيرة التي بدأت تتراقص في القبة العالية ، وتابع حديثه:
" انا اركّ زحاليا على التأليف وتسجيل الأسطوانات ، ولذا أستطيع ان أبقى هنا فترة معينة ".
" لا بد انك سعيد بإستعادة بصرك ، خاصة في هذه الظروف ... أعني المجرم الذي يلاحقك ، لا بد أنك كنت ستكره ضعفك امام عدو لا تستطيع رؤيته ، أليس كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 05:28 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ونظر اليها كايد بدون أن يقول شيئا ، لكنها لاحظت إبتسامة خفيفة تتراقص على زاويتي شفتيه فقالت:
" انت تفضل ان تذهب للبحث بنفسك للبحث عنه ، عوضا عن الجلوس هنا في امان ، أليس كذلك ؟".
" نعم ، هل يبدو ذلك على وجهي ؟".
" بوضوح ، ماذا حدث في ملبورن ؟ موريس قال انك هوجمت ".
" ولم يصيبوا الهدف ، ارسلوا رجلا ليهاجمني بسكين ... فإنتهى في المستشفى".
" هم ؟".
"عصابة صغيرة".
الصدمة جمدتها في مكانها للحظات ... وأخيرا قالت :
" تقصد ... مثل المافيا ؟".
"نعم لكن على نطاق اصغر" .
" لكن لماذا ؟ ماذا فعلت لهم ؟".
" لا شيء ، هناك رجل يعتقد أنه يحقد عليّ لسبب ما ، والعصابة تريد إكتسابه الى صفوفها ، والثمن الذي طلبه.... هو القضاء علي".
" شيء لا يصدق".
" ما قلته مجرد تخمين ، لكنني أعتقد ان هذا ما حدث فعلا ".
" هل كان لك حراس في ملبورن؟".
" لا ، لم أعتقد أنه سيلحق بي الى هناك".
وأضاف :
" رجال الشرطة في بلادي كانوا يملكون معلومات دفينة عنه ، ولذا إعتقدت أنهم سيلقون القبض عليه قبل إنتهاء جولتي الفنية".
" كيف إنتهى الرجل الذي يحمل سكينا في المستشفى؟".
حتى في الظلام الدامس تستطيع أن ترى السعادة في إبتسامته .
" عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري ، كنت اركض في شوارع نيويورك مسلحا بسكين ، كنت عضوا في عصابة صغيرة ، والعادات القديمة لا تموت بسرعة ، كان يعتقد أنني هدف سهل ، ومغالاته في ثقته بنفسه أساءت اليه ، كسرت فكه و ...".
وقاطعته كاريسا وهي تشعر بالإشمئزاز :
" يبدو انك إستمتعت بذلك ! ".
ألتفت اليها غاضبا :
" لا ، لم استمتع بذلك ، لكنني سعيد جدا لأنني ما زلت على قيد الحياة ، ولأنه لن يستطيع إيذاء أحد لفترة طويلة، ربما لن يمسك سكينا في يده مرة اخرى ، هل تعتبرين هذا إحساسا غير طبيعي ؟ هل يجعلني هذا وحشا في نظرك؟".
" لا ، لم أقصد..... أنا ......".
همست بخوف وهي تحاول ان ترى وجهه وعينيه ، ولم تستطع أن تكمل إعتذارها لأنه أسكتها وهو يقول:
" فليذهب موريس الى الجحيم ".
حاولت ان تقاومه ....دون جدوى ، وانقذها ضوء مفاجىء جعل كايد ينتفض ، وإقترب منهما ستان :
" آسف يا سيد فرانكلين ، كنت أتفقد الجوار".
" يا ألهي ! ".
هتف كايد غاضبا فأجاب ستان بسرعة :
" رايناك تخرج من المنزل ، وعندما هبط الظلام ولم تعد ، فكرنا انه من الأفضل أن نتأكد من ... اعتقد انك على ما يرام ، آسف ، ليلة سعيدة ".
وإختفى ظله في الظلام ، وساد صمت عميق ، حاولت كاريسا ان تبدو طبيعية وهي تقول :
" من الأفضل أن نعود ".
ومشيا بصمت ، وفور دخولهما الى المنزل قالت :
" أنا ذاهبة الى الفراش ".
ناداها قائلا :
" لو كان موريس يريد ان يتزوجك لوضع خاتما حول أصبعك ، أنت تضعين خاتمي حول أصبعك ! ".
وبعد لحظة صمت أجابت كاريسا :
" هذه مجرد تمثيلية ".
" لماذا لا تبقين معي".
" لأنني لست من النوع الذي يحب الوعود العابرة ".
ورفع حاجبيه وهو يبتسم بسخرية:
" لم ألتق حتى الآن بإمراة تعترف بأنها كذلك ، الرجال اصدق.......".
" مع أنفسهم ربما ، لا مع النساء".
" وماذا يعني هذا؟".
" أن الرجال يدّعون الحب للوصول الى ما يريدون ، يمنحون الوعود هكذا".
"وهل وعدنك انا بشيء ؟ هل قلت لك أنني أحبك ".
" لا".
" انا اريدك ، ألا يكفي هذا ؟".
" لا يكفيني انا ! ".
" هل تفضلين ان كذب عليك ؟".
" طبعا لا ، لكنني لا أريد رجلا بدون حب ".
" انا لا أعرف كيف احب ، لم أتعلم في حياتي معنى الحب ".
وإرتعشت كاريسا وهي تسأل :
" أي نوع من الحياة عشت ؟".
" حياتي علّمتني ان العالم غابة يعيش فيها الأقوى ، وأنا عشت... رغم فقداني بصري عشت ".
" بدون حب".
" الحب ليس ضروريا ".
" لا أحد يستطيع أن يقول هذا ! ".
" أنا أقول".
كان يتحداها ، يا له من رجل أناني ، لن تحركها كلماته ، أجابته بلا مبالاة :
" إذن بالتأكيد انت لست بحاجة الي".
" قلت أنني اريدك ، ولم اقل انني بحاجة اليك ، ولا بانني احبك ". وفجأة إحتضنها بين ذراعيه وهو يهمس :
" تريدين الحب ، علميني كيف أحب يا كاريسا ، علميني كل شيء عن الحب".
احست به يسخر منها ، فراحت تقاومه بشراسة ، مما جعله يرفعها بعنف بين ذراعيه ليصعد بها السلم الى غرفتها ، وأخذت تركله بقوة فإكتفى بالقول :
" كفي عن هذا سنقع معا وربما كسرنا عنقينا ، لن أدعك تفلتين مني هذه المرة".
وإستكانت بين ذراعيه حتى وصلا الى قمة الدرج ، وعندما دفع باب غرفتها بقدمه غرزت أظافرها في وجهه ، أحست بالرضى عندما راته يحاول أن يداري ألمه ، وألقاها بعنف على سريرها ، فأخذت تصرخ:
" لا تقترب مني ، أنا أكرهك ".
" لا بد انك نسيت وعودك لي في سيدني ".
وفجأة صمتت ، المفاجأة اخذتها على حين غرة ، فقالت بصوت خافت :
" سيدني؟".
" نعم ، منذ ثماني سنوات ، لم تنسي يا كاريسا، ما من إمرأة في الدنيا تنسى حبيبها األول".
كادت تبكي ، كانت متأكدة تماما أنه لم يتذكرها عندما قدمها اليه موريس.
" ما بك إختفى صوتك ؟ أصبحت في غاية الهدوء فجأة ".
همست بضعف :
" كنت أظن أنك نسيت إسمي ، وأنك لم تعرفني".
قال بقسوة:
" أنا لا انسى أشياء كهذه ، حاولت دون جدوى ، هل ظننت بأنني نسيت إسمك ؟ عندما تكلم موريس عنك كان يدعوك كاري ، لكن عندما قدمك بإسم كاريسا مارتن عرفتك فورا ، إسمك ليس عاديا ، أنت الفتاة الوحيدة التي عرفتها بإسم كاريسا ، ولحظة سمعت صوتك تأكدت من شخصيتك ، أنت فتاة أذكرها جيدا".
ولم تسمعه كاريسا يغادر الغرفة ، لكن عندما أنزلت يديها عن عينيها كان قد ذهب.
لم تتمكن من البكاء ،وجرجرت نفسها خارج السرير لتغير ثيابها ، ظل حلقها يؤلمها حتى إستسلمت اخيرا للنوم في أولى ساعات الصباح.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 09:12 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- لا أريد شفقتك


كان من الأفضل لو بكت تلك الليلة ، فربما خففت الدموع شيئا من التوتر الذي يمزقها ، بدات تتجنب كايد بعد تلك الحادثة ، وعرفت أنه يتضايق من تصرفاتها ، لم تفتها تلك النظرة الساخرة.
كلما تناولت كتابا في الأمسيات ، لتجلس بعيدا عنه وتدّعي انها مستغرقة في القراءة.
ها قد مرّ اسبوع على وجودهما هنا ، ولم يتلقيا بعد أي كلمة أو إشارة من موريس ، اما الحارسان فلم يلاحظا أي تحركات مشبوهة في المنطقة.
مساء الأحد جلست كاريسا كعادتها تقرأ ، اما كايد فكان يحدّق في النافذة وكأنه يرى شيئا مهما ، فجأة قال لها:
" تعالي معي لنذهب في نزهى قصيرة".
قلبت الصفحة بهدوء وأجابت :
" لا شكرا ، إذهب بمفردك ".
" أريد رفقتك ".
رفعت عينيها اليه بإصرار :
" آسفة لا ارغب بذلك ".
ظلّت للحظة أنه لن يكرر الطلب، لكنه قال :
" فهمت من موريس أنك هنا للترويح عني وتلبية كل رغباتي ... طبعا بإستثناء رغبة واحدة ".
وإنتظرت عدة ثوان ، قبل أن تضع كتابها جانبا وتنهض من مكانها :
" آسفة يا سيدي ، اين ترغب بالذهاب؟".
أحست بغضبه وظنت انه لا بد سيغيّر رايه هذه المرة ، لكنه أجاب:
" الليلة بارد ، انت بحاجة الى سترة صوفية ".
صعدت الى غرفتها ونزلت بشال صوفي لفته حول كتفيها ، اتى كايد بضوء صغير وخرجا تلفهما الظلمة.
لم ياخذ طريق البحيرة بل سبقها الى الدرب المؤدي الى التلة القريبة ، وجلس كايد على جذع شجرة يابسة يتامل الحياة الليلية والحيوانات الصغيرة التي لا تخرج من أوكارها إلا عند حلول الظلام ، وهمس كايد حالما :
" يا لها من منطقة جميلة ، إنها مثالية للأطفال ، اليس كذلك؟ ".
" اعتقد ذلك ؟".
" هناك اماكن رائعة للأطفال في الولايات المتحدة ايضا ، لكنني لم أعرفها إلا بعد فوات الأوان ".
" فوات الأوان على ماذا ؟".
توقف قليلا قبل ان يتابع حديثه:
" عليّ انا ، نشات في طرقات نيويورك ... بل لنقل في الزواريب الخلفية منها ، لا اريد هذه الحياة لأولادي ".
" وهل تنوي الإنجاب؟".
ظنت أنه لن يجيب على هذا السؤال ، لكنه علّق قائلا :
" تعتقدين أنني اضع العربة أمام الحصان ، اليس كذلك ؟ الحب والزواج أولا ثم الأطفال ثانيا ".
وضحك بمرارة قبل ان يتابع حديثه:
" أنت عاطفية وحالمة أليس كذلك؟ رفضت إرتداء خاتم والدتي ، لأن الزواج مقدس بالنسبة لك ، لا تقلقي الخاتم إشتراه جاك من سوق للأشياء المستعملة ".
الغضب والألم جعلاها لا تنطق بكلمة واحدة ، ولم يحاول هو قطع الصمت ، وبعد دقائق :
" ما رأيك بالنزول الى البحيرة ؟ وما رأيك بالسباحة في ضوء القمر".
" المياه باردة في هذه الساعة".
" أنت خائفة من البرد أم مني؟".
" طبعا أنا لست خائفة منك ".
" إذن ربما كان عليك أن تخافي؟".
" هل تريد ذلك ؟".
" ان أخيفك ؟ لا ، انت تعرفين جيدا ماذا اريد ".
" لن تستطيع الحصول عليه ! ".
" لن استطيع؟".
" لن اكون رقما على لائحتك ، أنت تعرف ذلك جيدا ".
نهض من مكانه وعادا بصمت الى المنزل ، وما ان فتحت الباب حتى قال لها :
" اريد ان اسبح ، تعالي معي ".
" ارجوك، لا ارغب بذلك ".
"حسنا ، تعالي معي فقط ، إجلسي على الرمال ، إنني بحاجة لرفقتك " إستسلمت لرغبته ، وخرجا معا الى البحيرة.
منتديات ليلاس
جلست على الرمال تتامله وهو يسبح في المياه الفضية ، كم هو وسيم !
تلاعبت نسمات الليل في شعرها ، ورفعت طرف شالها ، فاغمضت عينيها وأسندت رأسها الى ركبتيها ، حاولت ان تغلق قلبها عن رنة الندم لأنها لم تلحق به ، لا ، عليها الا تقع تحت الإغراء ، ستندم ، إنها لعبة خطرة.
ولم تشعر بخروجه من المياه ، إلا عندما أحست بنقطتين باردتين تسقطان على عنقها ، رفعت وجهها اليه ، ونهضت بسرعة :
" هيا يا كايد ، الليلة باردة ، انا تعبة أريد أن أتناول شيئا ساخنا وأذهب الى الفراش".
" حسنا هيا بنا".
وعلى بعد بضعة امتار من البيت امسك بها كايد فجأة ، وأرغمها على التوقف ، نظرت اليه بتساؤل ، ومن ثم إلتفت الى مصدر إنتباهه فرات ظلا قرب باب المنزل ، وأحست به يدفعها بقوة فسقطت ارضا ، وبعد لحظات سمعت صوت رجل يصرخ عاليا :
" أنا بات يا سيد فرانكلين ، لا تخشى شيئا".
" يا لك من أحمق ! لو كنت احمل مسدسا لكنت قتلتك ، ماذا كنت تفعل هناك ؟".
" إعتقدت أنني سمعت صوتا مريبا قرب السياج فجئت لأتحقق من الأمر ، لم ار احدا ، لكنني وجدت انه من الأفضل أن أتحقق من المنزل ، انت لم تغلق الباب بالمفتاح ".
" المرة المقبلة سأفعل ذلك ، أنت تؤدي عملك جيدا ... لكن اتمنى أن تعلمني عن وجودك مرة أخرى ".
" لم أقصد إخافتك يا سيدي ، آسف ".
" حسنا ، يمكنك ان تعود الى منزلك الآن ؟".
" أفضل أن أبقى حول المنزل فترة... لمزيد من التأكد لا تهتما بي ...".
وإختفى في الظلام ، نهضت كاريسا ، واخذت تسوي ثيابها وهي تشعر بالم في جانبها ، جرحت ذراعها عندما دفعها كايد أرضا ، كان شالها ما يزال مرميا على الأرض ، فإنحنى كايد ليتلتقطه ، ثم وضعه حول كتفيها .
" هل أنت بخير ؟".
"نعم ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 09:13 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمسكك كايد بذراعها فإبتعدت عنه بسرعة ، غضب ، امسك معصمها بقوة وشدّها الى داخل المنزل ، اضاء الأنوار وأقفل الباب جيدا وراءه .
" آسف ، دفعتك أرضا لأحميك من أي خطر مفاجىء ".
تكلم بنبرة توحي بأنه يحاول جاهدا التعبير بهدوء.
" أعرف".
" لماذا إبتعدت عني عندما لمست ذراعك؟".
لم تجب ، فنظر اليها بتساؤل ، قبل ان يرفع الشال عن كتفيها ، ويرى خطا رفيعا من الدم على ذراعها ، سارعت الى القول :
" لا شيء ، مجرد جرح بسيط ، هذا كل شيء ".
" دعيني أراه".
ولم ينتظر موافقتها ليقترب منها ويتفحص ذراعها ، وعندما راته يقطب حاجبيه قالت :
" لا تخشى شيئا ، عندما أنظف الجرح لن يبدو بهذا السوء".
" انت شاحبة ، هل تشعرين بالم في أي مكان آخر ؟".
" لا ، مجرد رضوض بسيطة ، ستختفي بسرعة ".
" إصعدي الى الحمام ، وعندما تنتهي سأهتم بتضميد الجرح ".
ودفع بها الى غرفتها ، وعندما إنتهت من حمام المياه الساخنة ، دخل الغرفة وهو يحمل صندوقا من الإسعافات الأولية ".
" إجلسي هنا".
جلست على حافة السرير كطفلة مطيعة ، وفتح كايد زجاجة فيها سائل مطهر ، اصفر اللون وقوي الرائحة ، وضع كمية منه على قطعة من القطن الأبيض أخذ يمررها فوق ذراعها وهو يقول :
" آسف ، لم أكن اقصد ، حين أشعر بالخطر أتصرف بصورة عفوية ".
وضحك قبل أن يقول :
" حتى لو كان الخطر خياليا ".
" أسامحك ، كان من الممكن أن يكون الخطر حقيقيا ، أين تعلمت أن تتفاعل مع الخطر بهذه الطريقة ؟ في عصابة الشوارع التي أخبرتني عنها ؟".
" وقبل ذلك ايضا ، أمضيت معظم طفولتي في إصلاحية ، اعرف .... ليس هذا ما كنت تقرأينه في الصحف ".
كان يتكلم بمرارة فاجأتها :
" كل هذا الكلام الذي قيل عن إعالتي لأمي المقعدة المسكينة ، وشقيقتي الطفلة ، كان من إختراع جاك ، هل تذكرين جاك ؟".
هزت راسها إيجابا وهي تحاول أن تبدو في غاية الهدوء واللامبالاة .
" هل ما يزال معك ؟".
" لا استطيع التصرف بدونه ، هو الذي صنع مني كاديز فرناند ".
وبنبرة ساخرة أضاف :
" لا أدري أين كنت سأصبح بدونه ، ولا من أكون ، أحيانا أتساءل انا نفسي اين هي الحقيقة ، وأين هي إختراعات جاك ".
وقاطعته برقة :
" لا ، أنت تعرف جيدا من انت ... كنت دائما تعرف ".
" وهل تعرفين انت من أنا ؟".
وإعترفت بالم :
" ظننت مرة بأنني أعرفك ، كنت صغيرة وقتها ... وفي غاية السذاجة ، قلت لي ذلك ، وكنت محقا ".
" كنت أيضا في غاية الرقة ".
وضع كايد قطعة القطن جانبا ، وأمسك ضمادة بلاستيكية ألصقها بنعومة على ذراعها :
" سأجيئك الآن بالشراب الساخن الذي كنت تريدين ".
وغادر الغرفة بسرعة قبل ان تشكره على إهتمامه وعاد بعد قليل بكوب من الكاكاو الساخن.
" كاكاو ، هل تحبينه؟".
نعم ، شكرا لك يا كايد ".
وأمسكت بالفنجان ترشف محتوياته ببطء ، وكي تقطع الصمت الذي خيّم عليهما سألته :
" أما زالت والدتك على قيد الحياة ؟".
اجاب ببرود لا اثر فيه لأي إنفعال:
" لا أعتقد ، لو كانت على قيد الحياة لجاءت تبحث عني عندما عرفت من الصحف انني بدأت أكسب الكثير من المال ".
ورفعت نظرها اليه فأضاف:
" صدمتك اليس كذلك ؟ لم ارها ... أعني امي .... بل لنقل أنها لم ترني منذ فقدت نظري في معركة عصابات في الشارع ".
" معركة ؟ قرات ...".
" إحدى قصص جاك لا ريب ، تلك القصة التي تقول انني فقدت بصري وانا انقذ صديقي من تحت عجلات شاحنة ؟ لم أكن أبدا رقيق الإحساس ".
" ولا حتى مع عائلتك ؟".
" أي عائلة ؟ انا لم اعرف والدي ، ولا أعرف إن كانت امي تعرف من هو ، كان هناك الكثير من ( الأعمام ) في طفولتي ، والقليل من الحب ، كانت امي إمرأة انانية.... اما شقيقتي فهربت من المنزل وهي في الثالثة عشرةمن عمرها ، لا أعرف اين هي الآن ، غادرت امي المدينة عندما كنت في المستشفى ونسيت أن تترك عنوانها ، كل ممتلكاتي في الدنيا كانت غيتارا وتصميما على الخروج من النفق الذي ولدت فيه ، سمعني جاك أعزف الغيتار ، فاعجبته وقرّر مساعدتي لسبب ما ".
واحست كاريسا أن كايد يشك حتى في دوافع جاك ، ليس غريبا إذن أنه لم يتعلم في حياته كيف يحب.
ومرر كايد يده في خصلات شعرها ، وللمرة الأولى أحست أنه يلمسها بحنان وليس برغبة ، وفجأة إبتعد عنها بسرعة وهو يقول :
" لا ، لن اقبل شفقتك ".
" ماذا تعني ؟ أي شفقة؟".
" لم تحاولي هذه المرة الإبتعاد عني ، تشفقين على هذا اليتيم المسكين الذي قست عليه الحياة ، أنا رجل قوي الآن ولا احتاج لشفقتك ، ولا الى عاطفة الأمومة لديك ".
وغادر الغرفة غاضبا .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, darling deceiver, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, كفى خداعا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية