كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ونظر اليها كايد بدون أن يقول شيئا ، لكنها لاحظت إبتسامة خفيفة تتراقص على زاويتي شفتيه فقالت:
" انت تفضل ان تذهب للبحث بنفسك للبحث عنه ، عوضا عن الجلوس هنا في امان ، أليس كذلك ؟".
" نعم ، هل يبدو ذلك على وجهي ؟".
" بوضوح ، ماذا حدث في ملبورن ؟ موريس قال انك هوجمت ".
" ولم يصيبوا الهدف ، ارسلوا رجلا ليهاجمني بسكين ... فإنتهى في المستشفى".
" هم ؟".
"عصابة صغيرة".
الصدمة جمدتها في مكانها للحظات ... وأخيرا قالت :
" تقصد ... مثل المافيا ؟".
"نعم لكن على نطاق اصغر" .
" لكن لماذا ؟ ماذا فعلت لهم ؟".
" لا شيء ، هناك رجل يعتقد أنه يحقد عليّ لسبب ما ، والعصابة تريد إكتسابه الى صفوفها ، والثمن الذي طلبه.... هو القضاء علي".
" شيء لا يصدق".
" ما قلته مجرد تخمين ، لكنني أعتقد ان هذا ما حدث فعلا ".
" هل كان لك حراس في ملبورن؟".
" لا ، لم أعتقد أنه سيلحق بي الى هناك".
وأضاف :
" رجال الشرطة في بلادي كانوا يملكون معلومات دفينة عنه ، ولذا إعتقدت أنهم سيلقون القبض عليه قبل إنتهاء جولتي الفنية".
" كيف إنتهى الرجل الذي يحمل سكينا في المستشفى؟".
حتى في الظلام الدامس تستطيع أن ترى السعادة في إبتسامته .
" عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري ، كنت اركض في شوارع نيويورك مسلحا بسكين ، كنت عضوا في عصابة صغيرة ، والعادات القديمة لا تموت بسرعة ، كان يعتقد أنني هدف سهل ، ومغالاته في ثقته بنفسه أساءت اليه ، كسرت فكه و ...".
وقاطعته كاريسا وهي تشعر بالإشمئزاز :
" يبدو انك إستمتعت بذلك ! ".
ألتفت اليها غاضبا :
" لا ، لم استمتع بذلك ، لكنني سعيد جدا لأنني ما زلت على قيد الحياة ، ولأنه لن يستطيع إيذاء أحد لفترة طويلة، ربما لن يمسك سكينا في يده مرة اخرى ، هل تعتبرين هذا إحساسا غير طبيعي ؟ هل يجعلني هذا وحشا في نظرك؟".
" لا ، لم أقصد..... أنا ......".
همست بخوف وهي تحاول ان ترى وجهه وعينيه ، ولم تستطع أن تكمل إعتذارها لأنه أسكتها وهو يقول:
" فليذهب موريس الى الجحيم ".
حاولت ان تقاومه ....دون جدوى ، وانقذها ضوء مفاجىء جعل كايد ينتفض ، وإقترب منهما ستان :
" آسف يا سيد فرانكلين ، كنت أتفقد الجوار".
" يا ألهي ! ".
هتف كايد غاضبا فأجاب ستان بسرعة :
" رايناك تخرج من المنزل ، وعندما هبط الظلام ولم تعد ، فكرنا انه من الأفضل أن نتأكد من ... اعتقد انك على ما يرام ، آسف ، ليلة سعيدة ".
وإختفى ظله في الظلام ، وساد صمت عميق ، حاولت كاريسا ان تبدو طبيعية وهي تقول :
" من الأفضل أن نعود ".
ومشيا بصمت ، وفور دخولهما الى المنزل قالت :
" أنا ذاهبة الى الفراش ".
ناداها قائلا :
" لو كان موريس يريد ان يتزوجك لوضع خاتما حول أصبعك ، أنت تضعين خاتمي حول أصبعك ! ".
وبعد لحظة صمت أجابت كاريسا :
" هذه مجرد تمثيلية ".
" لماذا لا تبقين معي".
" لأنني لست من النوع الذي يحب الوعود العابرة ".
ورفع حاجبيه وهو يبتسم بسخرية:
" لم ألتق حتى الآن بإمراة تعترف بأنها كذلك ، الرجال اصدق.......".
" مع أنفسهم ربما ، لا مع النساء".
" وماذا يعني هذا؟".
" أن الرجال يدّعون الحب للوصول الى ما يريدون ، يمنحون الوعود هكذا".
"وهل وعدنك انا بشيء ؟ هل قلت لك أنني أحبك ".
" لا".
" انا اريدك ، ألا يكفي هذا ؟".
" لا يكفيني انا ! ".
" هل تفضلين ان كذب عليك ؟".
" طبعا لا ، لكنني لا أريد رجلا بدون حب ".
" انا لا أعرف كيف احب ، لم أتعلم في حياتي معنى الحب ".
وإرتعشت كاريسا وهي تسأل :
" أي نوع من الحياة عشت ؟".
" حياتي علّمتني ان العالم غابة يعيش فيها الأقوى ، وأنا عشت... رغم فقداني بصري عشت ".
" بدون حب".
" الحب ليس ضروريا ".
" لا أحد يستطيع أن يقول هذا ! ".
" أنا أقول".
كان يتحداها ، يا له من رجل أناني ، لن تحركها كلماته ، أجابته بلا مبالاة :
" إذن بالتأكيد انت لست بحاجة الي".
" قلت أنني اريدك ، ولم اقل انني بحاجة اليك ، ولا بانني احبك ". وفجأة إحتضنها بين ذراعيه وهو يهمس :
" تريدين الحب ، علميني كيف أحب يا كاريسا ، علميني كل شيء عن الحب".
احست به يسخر منها ، فراحت تقاومه بشراسة ، مما جعله يرفعها بعنف بين ذراعيه ليصعد بها السلم الى غرفتها ، وأخذت تركله بقوة فإكتفى بالقول :
" كفي عن هذا سنقع معا وربما كسرنا عنقينا ، لن أدعك تفلتين مني هذه المرة".
وإستكانت بين ذراعيه حتى وصلا الى قمة الدرج ، وعندما دفع باب غرفتها بقدمه غرزت أظافرها في وجهه ، أحست بالرضى عندما راته يحاول أن يداري ألمه ، وألقاها بعنف على سريرها ، فأخذت تصرخ:
" لا تقترب مني ، أنا أكرهك ".
" لا بد انك نسيت وعودك لي في سيدني ".
وفجأة صمتت ، المفاجأة اخذتها على حين غرة ، فقالت بصوت خافت :
" سيدني؟".
" نعم ، منذ ثماني سنوات ، لم تنسي يا كاريسا، ما من إمرأة في الدنيا تنسى حبيبها األول".
كادت تبكي ، كانت متأكدة تماما أنه لم يتذكرها عندما قدمها اليه موريس.
" ما بك إختفى صوتك ؟ أصبحت في غاية الهدوء فجأة ".
همست بضعف :
" كنت أظن أنك نسيت إسمي ، وأنك لم تعرفني".
قال بقسوة:
" أنا لا انسى أشياء كهذه ، حاولت دون جدوى ، هل ظننت بأنني نسيت إسمك ؟ عندما تكلم موريس عنك كان يدعوك كاري ، لكن عندما قدمك بإسم كاريسا مارتن عرفتك فورا ، إسمك ليس عاديا ، أنت الفتاة الوحيدة التي عرفتها بإسم كاريسا ، ولحظة سمعت صوتك تأكدت من شخصيتك ، أنت فتاة أذكرها جيدا".
ولم تسمعه كاريسا يغادر الغرفة ، لكن عندما أنزلت يديها عن عينيها كان قد ذهب.
لم تتمكن من البكاء ،وجرجرت نفسها خارج السرير لتغير ثيابها ، ظل حلقها يؤلمها حتى إستسلمت اخيرا للنوم في أولى ساعات الصباح.
|