لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-12, 06:24 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وغادرت كارسا الشقة لتعود الى مكتبها ، ورغم تراكم العمل عليها ، إلا انها أحست بسعادة كبيرة لأبتعادها ، ولو لساعات قليلة عن كايد ، وفي الموعد المحدد للإنصراف ، تركت كاريسا المكتب بعد ان سلمت الفتاة التي ستنوب عنها في فترة غيابها كل ما يمكن أن تحاجه من أوراق وملفات ومعلومات ، حزمت حقائبها بسرعة وعادت الى شقة موريس.
وفي تمام الساعة التاسعة والنصف إنطلقت السيارة بإتجاه المنزل الريفي ، وإطمأنت الشابة وهي ترى في مرآتها الأمامية أضواء سيارة المرسيدس الخضراء التي سترافقها طول الطريق.
وركزت كاريسا ذهنها على القيادة وهي تحاول بصعوبة ان تتجاهل الرجل الجالس قربها ، حافظت على حدود السرعة القصوى المسموح بها ،وكانت تسترق النظر بين الحين والآخر لتتأكد من وجود الحارسين وراءها.
أحست بكايد يلتفت الى الوراء ، وأحرقتها النظرة الفاحصة التي رماها بها قبل ان يعيد بصره الى الطريق.
حاولت كاريسا أن تسيطر على توترها، وهي تذكّر نفسها انه يعتقد انه لم يرها من قبل ، طبعا لن تذكّره بلقائهما القديم ، لا تريد ذلك ، ما تشعر به الان ليس حبا ، بل مجرد تاثر لذكرى محزنة تركت آثارا سلبية على حياتها كلها ، لكن لماذا ترتعش عندما يلامس كتفها كتفه؟ حبها له إنتهى منذ سنوات طويلة ! وجوده قربها يزعجها ، لا بد أن تسيطر على هدوء اعصابها.
وإسترقت كاريسا نظرة خاطفة الى الرجل الجالس بجوارها ، إنه لا يشعر بوجودها إلا كما يحس أي رجل امام إمراة جميلة ، هل حذّره موريس ، يا ترى ، من ان واجباتها نحوه لا تتعدى المطبخ والإهتمام بشؤون المنزل ؟هي غير متاكدة من ذلك ، فمن عادة موريس ان يتملّص من أي مواجهة مباشرة قد تحرجه أو تزعجه.
وجاءها صوت كايد :
" أنت سائقة ماهرة".
صوته الهادىء جعلها تضغط بقوة على المقود وكانها تحتمي به من نفسها .
" هل تمانعين بان اتحدث اليك وانت تقودين ؟".
" لا ، طبعا لا ".
كان هدوؤها المصطنع يفضح مشاعرها الحقيقية ، من عادتها ان تفرح لوجود رفيق يؤنس وحدتها في الرحلات الطويلة لكنها خائفة هذه المرة من أن تصدر عنها أي كلمة تذكره بها ، عليها ان تتغلّب على إضطرابها ، من واجبها ان تروّح عنه، فلتدعه يتكلم عن كان يريد ذلك .
"كم يبعد المنزل الريفي من هنا ؟".
" بضع مئات من الأميال ،وخمس ساعات من القيادة ، أي سنكون هناك حوالي الساعة الثانية صباحا".
" أعتقد بانني استطيع ان احسب بمفردي ".
سخريته اللاذعة جعلتها تعتذر بعفوية :
" آسفة ".
إقترب منها بسرعة وأخذ يحدّق في ملامحها ، توترت أعصابها وتساءلت عن السبب الذي يجعله يتصرف هكذا؟
حاولت ان تبدأ حديثا سطحيا عابرا تداري فيه إضطرابها .
" هل تستطيع القيادة ؟".
صمت لحظات قبل ان يجيب :
" نعم ، كانت القيادة من أولى الأشياء التي تعلمتها بعد إستعادة بصري ، هل تريدين ان أنوب عنك قليلا ؟ إنني لا أعرف الطريق لكن..".
" لا ، شكرا ، موريس طلب مني ان أقوم أنا بهذه المهمة ".
" هل تنفّذين دائما كل ما يطلبه منك موريس؟".
" في معظم الأحيان ، هل نسيت أنه رئيسي في العمل ؟".
كان لا يزال ينظر اليها لكنها أبقت نظرها مسمّرا على الشريط الممتد أمامها ، لن يستطيع في أي حال أن يتبين ملامحها في هذا الظلام الدامس وسالها :
" منذ متى تعملين لدى موريس؟".
" منذ خمس سنوات ".
" كمساعدته الخاصة؟".
" بدأت كموظفة إستقبال ".
" وصعدت السلم تدريجيا ؟ فتاة ذكية ".
لم تعجبها الطريقة التي تكلم بها ، لكنها لم تجد في الكلمات شيئا يجعلها تعترض ، فسكتت ، وكذلك صمت كايد ، لكنها احست بتوتره رغم تظاهره بالهدوء.
وعادت كاريسا تنظر في المرآة الأمامية لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، ولا بد ان كايد كان يفكر بالأمر ذاته إذ علّق قائلا :
" لا تخشي شيئا ، هما خلفنا ، أعتقد ان موريس أطلعك على تفاصيل القصة؟".
" قال ان حياتك في خطر وأن عليك أن تختبىء في مكان أمين حتى يقبض رجال الشرطة على المجرم"
رفع كايد يده بعصبية ففهمت أنه تضايق من كلمة تختبىء ، وتابع حديثه قائلا :
" يعرفون من هو وراء التهديدات ، لكنهم بحاجة الى أدلة دامغة تثبت الذنب على المذنب".
" آه ، فهمت ".
" أنت هادئة جدا".
" ليست حياتي المعرضة للخطر ! ".
وضحك برقة فتذكرت كاريسا اياما ماضية مرّت كشريط سينمائي في عتمة السيارة ، واحست بألم حاد وهي تحاول ان تبعد شبح الذكريات.
" حياتك ستكون معرضة ايضا يا كاريسا ، لا تنسي انك ستبقين معي حتى تنتهي هذه القصة".
" موريس أكّد لي ان أحدا لم يلحق بكما من سيدني ، لا داعي للقلق المجرم لا يعرف بالتأكيد اين انت الآن ، الحارسان هما لمزيد من الحرص لا أكثر ، ستمضي أياما قليلة في المنزل الريفي ، وعندما يحصل رجال الشرطة على الأدلة التي يريدون سيصبح بإمكانك....".
" الخروج من المخبا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-01-12, 06:25 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قاطعها ساخرا قبل أن يضيف:
" هل تحاولين التخفيف عني؟".
وارادت كاريسا ان تبادله سخريته فقالت :
" هذا جزء من عملي يا سيد فرانكلين ".
" اخبريني عن الأجزاء الأخرى أيضا".
" حسنا ، سأعرفك أولا على المكان ، يقع المنزل الريفي في بقعة ساحرة ، ويطل على بحيرة رائعة ، تستطيع ان تقوم يوميا بنزهات طويلة في الغابات ، وإن كنت تحب رياضة التجديف ستجد مركبا صغيرا بإنتظارك ، أما أنا فساهتم بطعامك ، وبترتيب المنزل ، وبالسهر على راحتك".
" راحتي؟ يبدو انني ساتمتع فعلا بالإقامة هنا".
حاولت كاريسا أن تتجاهل قصده لكنه تابع قائلا :
" الم تفعلي شيئا في هذا البرنامج الحافل؟".
" ماذا تعني؟".
" فهمت أن برنامج موريس يتضمّن أيضا مسرحية ميلودرامية ، أليس من المفروض أن تكوني عروسي الجديدة؟".
وبإقتضاب اجابت كاريسا :
" نعم ، لكنني لا أظن أننا بحاجة فعلا الى تأدية الدور ، المنزل الريفي بعيد عن المدينة ، والجيران الذين يحيطون بنا قلائل جدا ، لا أعتقد أننا سنلفت إنتباه أي كان ".
" الآن تبدين حقا كما وصفك موريس ؟".
" حقا؟".
إنتظر قليلا ، ولما لم تعلّق اضاف قائلا:
" لن تساليني ما قصدت اليس كذلك ؟ سأخبرك في أي حال ، قال موريس أنك فتاة ذكية وجديرة بالثقة ، وأنك تحافظين على هدوء أعصابك في أي موقف ، وقال أيضا انك شخصية مميزة... ولذا فوجئت عندما رايتك".
"حقا؟ لم أعرف ذلك".
" حقا ؟ واعتقد انك فوجئت ايضا برؤيتي ، أليس كذلك ؟".
وإعترفت رغما عنها :
" نعم ".
لكنها عادت تستطرد بسرعة :
" لم أكن أعلم أنك إستعدت بصرك".
" انت لا تتابعين أخباري إذن ؟قصة العملية الجراحية نشرت على الصفحات الأولى في معظم الصحف العالمية ... وبعضها يصدر هنا ".
" كنت دائما معجبة بفنك ".
أجابها ساخرا :
" أنت دبلوماسية ماهرة ، لا استغرب الآن أن يعتمد عليك موريس الى هذه الدرجة ، أنت مساعدة ماهرة في كل شيء إلا ...".
وفجأة أمسك بيدها اليسرى ومرر أصابعه عليها برقة وهو يقول :
" كان عليك أن تضعي حول اصبعك خاتم زواج ".
إرتعشت للمسته وسحبت يدها بسرعة :
" لم يكن من المفروض بك ان تمسك يدي وانا أقود ! ".
" لماذا ؟ لا أعتقد ان الطريق بهذه الخطورة".
وحاولت ان تبرر إنفعالها فقالت :
" فاجأتني".
" آسف ، المرة المقبلة سأحذرك قبل ان ألمس يدك ".
لا بد انه يسخر منها ، هل عرف السبب الحقيقي وراء ردة فعلها الساذجة؟ كان عليها أن تهز كتفيها بلا مبالاة ، وان تضحك قبل ان تسحب يدها من قبضته ، وتابعت حديثها :
لا أعتقد ان أحدا سيلاحظ خاتم الزواج ، لن نبتعد كثيرا عن المنزل في أي حال ، سنتجنب الناس".
" انت تفكرين في كل شيء يا كاريسا ، تبدين في غاية الهدوء والثقة وكأنك تقومين بهذا النوع من المهمات كل يوم ".
" لا ، ليس بالتحديد هذا النوع من المهمات ! ".
وسألها هامسا :
" وهل تقولين الحقيقة دائما يا كاريسا ؟".
إرتعشت عندما ذكر إسمها الكامل ، صحيح أنها لم تكن تحب الأسم المختصر الذي أطلقه عليها موريس لكنها أجابت :
"موريس يناديني بإسم كاري يا سيد فرانكلين ".
" افضل إسم كاريسا ، ومن جهة اخرى ، ألا تعتقدين يا عروسي العزيزة أنه من غير اللائق أن تنادي زوجك بالسيد فرانكلين ؟ ما رايك بإسم كايد".
" آه طبعا".
وإنتظر قليلا كي تلفظ إسمه ، لكنها لم تفعل ذلك ، بل سالته :
" هل تحب الإستماع الى الراديو ؟".
بلا مبالاة اجاب:
" إفعلي كما يحلو لك ".
وإرتفعت الموسيقى في السيارة فإنقطع الحديث تدريجيا .
وبعد دقائق إنحرفت كاريسا عن الطريق الرئيسية .
إنتظرت قليلا عند المنعطف لتتأكد من وجود السيارة الخضراء وراءها ، وإنطلقت مجددا ، ولاحظت كاريسا بعد فترة بسيطة ان أضواء السيارة خلفها تضيء وتطفىء بسرعة فتوقفت الى جانب الطريق.
" ما الأمر ؟".
سالها كايد ، كانت تظن نه نائم لكنها كانت مخطئة .
" اعتقد انهما يشيران لنا بالتوقف".
وحاولت أن تسكت المحرك لكن كايد منعها من ذلك :
" دعي المحرك ".
إقترب منهما أحد الحارسين قائلا :
" أطفئي الأضواء الأمامية يا نسة مارتن ، إنتظري إشارتنا قبل الإنطلاق مجددا ، نريد التأكد ان أحدا لم يلحق بنا ".
فعلت كما طلب منها وإختفى الرجل في الظلام ، وخرج كايد عن صمته ليقول :
" أطفئي المحرك الآن ".
وعندما سكت ضجيج المحرك سمعت كاريسا نبضات قلبها تصرخ عاليا ، قالت لنفسها ان ما تشعر به هو الخوف من الظلام الدامس ، وإمكانية وجود رجل مجهول يتربص بهما ليقتلهما ، لكنها كانت تعرف جيدا ان ما تحاول أن تقنع نفسها به ليس الحقيقة ، سبب إضطرابها هو وجود كايد بجانبها ، وفجأة شعرت برغبة في الإحتماء به....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-01-12, 07:04 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- لمسة الذكرى

جلسا في الظلام الدامس يلفهما الصمت ، وبعد ربع ساعة تقريبا اشار لهما الحارسان بالتحرك ، فعادت كاريسا تركز إهتمامها على القيادة ، كم تشعر بالإرهاق ، هي تعبة ، وتريد ان تغلق عينيها في نوم عميق ، عليها ان لا تستسلم لهذا النعاس.
كان كايد قد أسكت المذياع عندما طلب منها إطفاء المحرك فسالته :
" هل تمانع الإستماع الى المذياع مجددا ".
" طبعا ، كما تريدين ".
وعادت الموسيقى الهادئة تملأ الجو .
" ما بك يا كاريسا ؟ هل أنت بخير ؟".
" نعم لا تقلق ، اشعر بإرهاق بسيط ، القيادة متعبة في الظلام والطريق طويل ، أحسس بملل".
" هل هذا تعليق على رفقتي؟ هل تفضلين أن أتحدث اليك ؟".
" طبعا لا ".
" طبعا لا ... ماذا؟".
" اقصد أنني لم أعلق على رفقتك ، مللت الطريق ... لا رفقتك ، تكلم إن كنت ترغب بذلك ، لكن لا تعتبر نفسك ملزما بتسليتي ".
وهمست كاريسا لنفسها : بل على العكس تماما ، من المفروض أن أكون أنا الملزمة بالترويح عنك على الأقل هذا ما طلبه موريس منها ، لو عرفت مسبقا شخصية الرجل الذي وضعه مديرها في عهدتها ، لما وافقت على القيام بهذه المهمة ، لكنها لا تستطيع أن تتراجع الآن بدون إثارة شكوك موريس ، في أي حال ، لن تترك وجود هذا الرجل يؤثر عليها ، عليها أن لا تنسى أنها لم تعد مراهقة في السابعة عشرة من عمرها بل إمرأة ناضجة في الخامسة والعشرين ، لن تكرر مرة أخر اكبر خطأ إرتكبته في حياتها.
تبادلا بضعة أحاديث سطحية تخللها الكثير من فترات الصمت ، وعندما توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المنزل الريفي تنفست كاريسا الصعداء.
توقفت سيارة المرسيدس وراءهما ، فترجل الحارس ذاته وإقترب منهما ، اشارت له بيدها الى الدرب المؤدي الى كوخ الصيادين ، فاشار بدوره الى صديقه بالتوجه الى هناك ، ولم يتحرك هو من مكانه.
" إن كنت لا تمانعين يا آنستي ، سأذهب برفقتكما الى المنزل الريفي".
ناولته مفاتيح البوابة الحديدية ، وعندما فتحها على مصراعيها إنتظرا مرور كاريسا ليعود ويغلقها جيدا ، ثم صعد في المقعد الخلفي، لم يتكلم حتى أوقفت الفتاة السيارة في المرآب.
" ارجوكما البقاء هنا ، سأتفقد المنزل اولا ، أعطني المفاتيح من فضلك ، لا تغادرا مكانكما قبل عودتي".
وإختفى في الظلام ، احست كاريسا بتوتر كايد الذي فتح باب السيارة بعصبية ، فذكّرته برقة :
" طلب منا البقاء هنا ! ".
" إنه يعمل عندي ، انا الذي أصدر الأوامر ".
" إنه يؤدي عمله ، دعه يفعل ذلك ".
تمتم بكلمات غير مفهومة فعرفت أنه يريد اللحاق بالرجل ، بدل الجلوس كأي جبان رعديد ، وتذكرت ان عليها الإهتمام بسلامته ، فكذبت قائلة :
" من جهة ثانية ... لا أحب البقاء بمفردي في هذا الظلام الدامس ".
نظر اليها بحدة وأغلق الباب بقوة :
" لم أكن أظن أنك إمرأة ضعيفة ".
" لست كذلك ! ".
وأحست فجأة بأصابعه الباردة تلف معصمها ، وسمعت نبرة ساخرة في صوته وهو يعلق ببطء :
" اعتقد ان نبضك سريع بعض الشيء ".
لم تستغرب كاريسا ذلك ، دقات قلبها كانت تتسارع وهو لا يشعر بالذكريات التي تدفقت في وجدانها حين لمسها ، فجاة أحست بكره شديد نحوه.
كيف يجرؤ على التصرف بهذه الحرية واللامبالاة ، لقد غيّر مجرى حياتها وجعلها عاجزة عن التجاوب مع أي رجل آخر ... حطم حياتها ، وها هو يجلس قربها الآن ، لا يتذكر أي شيء عن اللحظات الحميمة التي جمعتهما... وكرهته أكثر لأنه لا يتذكر.
هذه المرة لم تسحب يدها من قبضته ، بل شعرت برغبة بدائية لرفعها وصفعه بكل المها وغضبها ، تمالكت أعصابها ، وسحبت يدها بهدوء.
وبعد دقائق عاد الحارس ومعه رفيقه فإستغربت كاريسا الأمر.
" كيف تمكن رفيقك من فتح البوابة ؟ ظننت انك اغلقتها بالمفتاح بعد دخولنا".
" السيد ويات أعطانا مفتاحا إضافيا ، إستعدادا لكل الإحتمالات ، تستطيعان دخول المنزل الان ، تركنا رقم هاتفنا على طاولة الإستقبال ، تصبحان على خير ".
خرج كايد اخيرا عن صمته ليقول:
" شكرا لك يا ستان ، تصبح على خير يا بات ".
وعندما إبتعد الحارسان سألت كاريسا بدهشة :
" ستان ؟ بات؟ متى إلتقيت بهما؟".
" أثناء وجودك في المكتب ، لا يستطيعان بالطبع اداء مهمتهما بدون التعرف أولا على المعني بالقضية".
" آسفة ، لست معتادة على هذا النوع من المغامرات البوليسية ".
" ولا انا ".
غادرا السيارة وحملا حقائبهما الى المنزل ، دخلت كاريسا المطبخ الصغير وألقت حقيبتها ارضا.
" ساضع ابريق القهوة بالماء " ووضعته على نار هادئة ، وصعدا معا الى الطابق الأعلى ، فتحت كاريسا باب غرفة النوم الأولى وسالته :
" اتعجبك هذه ؟ إنها مجهزة بحمام خاص".
" حسنا ، سأبقى هنا ".
القى غيتاره على السرير بينما ذهبت كاريسا لإحضار الاغطية والوسائد والمناشف ، وعندما عادت كان كايد قد خلع سترته وربطة عنقه ، كم يبدو وسيما وجذابا ، لا ، لن تستسلم لسحره.
" القهوة ستكون جاهزة بعد خمس دقائق ".
ولحق بها الى المطبخ ، رأى حقيبتها مرمية أرضا فحملها سائلا :
" أين تريدين ان أضعها؟".
" دعها الآن ، سأحملها الى غرفتي لاحقا ".
لم يتحرك من مكانه ، ولم ينزل الحقيبة من يده.
" أين تريدين أن أضعها؟".
ترددت كاريسا لحظة فسبقها الى القول :
" ما رايك بالغرفة المجاورة لغرفتي؟".
" لا بأس ، شكرا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-01-12, 07:06 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لماذا تشعر بكل هذا الخوف ؟ يا لها من بلهاء ! ما الفرق إن نامت في الغرفة المجاورة أو في الجهة الثانية من المنزل ؟ هما بمفردهما في أي حال فما الفرق ؟ وعندما عاد كايد كانت القهوة بإنتظاره على المائدة.
" كيف تفضل قهوتك ؟ مع حليب ؟".
" لا بدونه ، شكرا ".
كانت تعرف جيدا كيف يفضل قهوته ، وإن إدّعت عكس ذلك .
شربا القهوة بصمت ، وعندما رفعت كاريسا الفناجين لتغسلها تعثرت بالكرسي وكادت تسقط ارضا لو لم يسارع كايد لأسنادها.
" أنت مرهقة ، دعي الفناجين ، ساغسلها بنفسي ، إذهبي الى فراشك ".
لم تعارضه ، كانت متعبة فعلا.
عندما فتحت عينيها صباح اليوم التالي رأت كايد واقفا قرب النافذة.
" جئتك بطعام الفطور ، ستتناولينه اليوم في الفراش".
إبتسمت وتناولت طعامها بشهية ، وعندما إنتهت حمل الصحون الفارغة وخرج من الغرفة.
إرتدت كاريسا ملابسها ونزلت الى المطبخ ، إبتسمت مجددا وهي ترى الأطباق نظيفة مرتبة ، بحثت عنه فلم تجده في المنزل ، خرجت الى الشرفة تفتش عنه بعينيها حتى رأته واقفا قرب البحيرة القريبة ، فلحقت به.منتديات ليلاس
توقفت على بعد خطوات منه تراقبه بإهتمام ، ظنت أنه لم يشعر بوجودها ، ونسيت انه يستطيع بحاسته المرهفة التي إكتسبها وهو اعمى ، ان يحس بوجود الأشخاص حتى بدون ان يسمعهم أو يراهم.
" ألا تعتقدين أن العروس العاشقة تقترب عادة من عريسها لتمسك بذراعه ؟ هناك شهود".
ورات كاريسا بضعة قوارب على البحيرة ، صيادو اسماك يجربون حظهم.
" أعتقد أن إهتمامهم كله منصب على الأسماك ".
ورغم ذلك إقتربت منه ووضعت يدها تحت ذراعه.
" هل أنت مسرور الآن ؟".
" لا ، كنت أفضل عناقا اكثر حرارة".
وضحك عاليا عندما رأى حمرة الخجل تلون وجنتيها ، لكنه توقف عن الضحك وهو يرى لمحة الكره في عينيها ، حاولت أن تسحب يدها فمنعها بقسوة.
" لا تقاومي ، لن تستطيعي التغلب علي".
" القوة الجسدية ليست كل شيء".
" تملكين أسلحة خاصة بك ؟ اسلحتك يا عزيزتي تكون أكثر فعالية لو لم تظهري نفورك مني بهذا الوضوح".
وتذكرت كاريسا انها هنا لتأدية عمل .
" أنا لا أنفر منك ".
لكن غضبها عاد لينتصر على إحساسها بالواجب.
" لا تلمني إن غضبت ، انت تتعمد إهانتي".
" لماذا؟ لأنني ارغب بعناقك ".
" افضل أن لا تلمسني على الأطلاق".
" هذا أمر صعب ! لا تنسي انه من المفروض بنا ان نمثل دور العاشقين ".
" فلنعد الى المنزل.
وبعد الغداء ذهبت كاريسا الى القرية المجاورة لشراء بعض الخبز والبيض الطازج ، كانت حجة للهروب من صحبة كايد ولولساعات قليلة.
دخلت كاريسا المحل التجاري الصغير الذي قصدته مرارا في زياراتها السابقة وحيّت السيدة الواقفة وراء الطاولة الكبيرة ، لم تعرف إسمها ، لكنها تذكرت وجهها.
" اهلا ، الست انت السيدة التي تعيش في البيت الريفي الكبير ؟".
هزت كاريسا رأسها بالإيجاب وهي تخرج لائحة بكل الأشياء التي تريدها.
" أين تضعين البيض الطازج الآن ؟".
" عل الرف المقابل يا عزيزتي ، لم نرك منذ فترة طويلة، ألديك الكثير من الزائرين هذه المرة؟".
ترددت كاريسا قبل أن تجيب:
" لا ، أنا.... وزوجي فقط ".
أغلق ستان الباب وراءه بشدة وهو يدخل المكان ، حياهما بهزة رأس لا مبالية ، طبعا لم يكن من المفروض ب هان يعرفها.
وتجاهلت البائعة وجود ستان لتسأل بفضول :
" لم أكن أعلم انك متزوجة ".
" لم أكن متزوجة".
وإبتعدت كاريسا بسرعة وهي ترتعش قلقا ، هل صدّقتها البائعة يا ترى؟
جمعت الأشياء التي تريد وعادت لتدفع الحساب ، ولاحظت أن السيدة تنظر الى يدها بإهتمام قبل ان تعلق قائلة :
" آه.... فهمت الان ".
وغادرت كاريسا المكان وهي لا تعرف ما الذي فهمته البائعة ، لحق بها ستان وهمس بسرعة وهو يمر قربها:
" أريد أن أراكما الليلة ".
وأكمل سيره وكأنه مجرد عابر سبيل ، وعندما أخبرت كاريسا كايد برغبة الحارس قال لها:
" سنذهب في نزهة قصيرة الى جانب البحيرة".
وهناك وجدا ستان منهمكا في إلقاء صنارته الى المياه ، بينما بات جالسا في قارب صغير وسط البحيرة.
رفع الصياد يده محييا ، فاحاط كايد كاريسا بذراعه وإقتربا منه :
" كيف الصيد اليوم؟".
" لم يعلق شيء بصنارتي ، لكنني لن أيأس ، لن تفلت السمكة من يدي ، أنا بإنتظارها".
وخفض صوته ليضيف:
" لا تذهبا في نزهات طويلة قبل إخبارنا أولا بوجهتكما ، الغابة غير آمنة ، وهناك شيء آخر ، السيدة نسيت أن تضع خاتم زواجها اليوم ، لاحظت البائعة ذلك ".
" لكنني لا أملك خاتم زواج ".
" إشتري واحدا وبسرعة ، من الأفضل ان لا نتكلم طويلا ، قد يكون هناك من يراقبنا بنظارات مقربة ، الى اللقاء".
وعندما إبتعدوا عنه ، إستغل كايد دخولهما في طريق فرعي ليهجم على كاريسا محاولا عناقها ، فدافعت عن نفسها بضراوة إضطرته الى التراجع عن موقفه.
وعادا الى المنزل ، شغلت كاريسا نفسها بإعداد طعام العشاء وجلس كايد في غرفة الجلوس يعزف على الغيتار أحيانا وعلى البيانو أحيانا أخرى ، فعرفت أنه يؤلف أغنية جديدة.
رفضت كاريسا أن يساعدها كايد في غسل الصحون بعد أن إنتهيا من تناول الطعام فعاد الى غرفة الجلوس ليحمل غيتاره .... ويحملق في الفضاء ، لحقت به كاريسا بعد قليل ، تناولت كتابا بوليسيا وإدّعت الإستغراق في القراءة ، سرحت مع أفكارها، فلم تسمع كايد يقترب منها:
" جرّبي هذا".
رفعت عينيها اليه فراته يحمل خاتما ذهبيا".
" جرّبي هذا الخاتم ، كان عليّ ان أفكر بذلك قبل الآن".
الخاتم يبدو مالوفا ، وتذكرت انها راته في يد كايد ، ترددت قليلا ، لا تريد أن تضع خاتمه حول اصبعها ، امسك يدها اليسرى بعصبية وأدخل الخاتم في أصبعها.
لم يترك يدها ، أخذ يحدق في الخاتم ، ثم ضحك بمرارة وقال :
" هذا خاتم زواج والدتي".
ضحكته اخافتها ، سحبت يدها بسرعة لتنزع الخاتم عن اصبعها ، فمنعها قائلا:
" لماذا تريدين نزعه؟".
" أتسأل لماذا ؟ أنا لست زوجتك ، ان أضع خاتم والدتك مهزلة لن أقدم عليها ، ومن جهة ثانية الخاتم كبير على أصبعي ، ماذا لو فقدته؟".
" لا يهم ، أنا لا ارى فيه أي قيمة عاطفية ، لا يعني لي شيئا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-01-12, 10:48 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مشكوررررررررة كتير فراولايا وموفقة فى الكتابة وتكملة الرواية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, darling deceiver, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, كفى خداعا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية