لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-12, 07:43 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1-لقاء العمر


لم يدر كايد كيف إختلط الأمر على موظفة الحجز في شركة الطيران ، حتى وجد نفسه يجلس بعيدا عن مدير أعماله الذي إستقرّ في مقعد في مؤخرة الطائرة.
وعندما عرضت عليه المضيفة ان تطلب من السيدة التي حجزت المقعد المجاور له ، ان تستبدل تذكرة سفرها بأخرى ، وأن تغيّر مكانها ، رفض بتهذيب قائلا :
" لا تهتمي للأمر يا آنستي ، ليس من الضروري ان أجلس قرب مدير اعمالي " كان يكره أن يعامله أحد بصورة مميّزة ، فقط لأنه أعمى ، صحيح أنه كان يطالب ، بل يتمتع ، بالمعاملة الخاصة التي يشتريها بغناه وشهرته ، إلا أنه كان ينفر منها بشدة عندما يشك بنوايا الشخص الذي يقدمها له ، فلو ظن أنه يعامل بإحترام ، شفقة بعاهته ، يثور إنتصارا لكرامته ، وتكون ردّة فعله أحيانا في غاية العنف.
وأحس كايد بيد جاك ، مدير اعماله ، تدفعه برقة وترشده بلباقة الى مقعده ، إستقرّ في مكانه وهو يحاول جاهدا السيطرة على أعصابه ، عصبيته الزائدة تضر بالصورة التي يحاول أن يعطيها عن نفسه .
وأحس فجأة بالمرأة الجالسة قربه ، وعندما هدأت الثرثرة في الطائرة ، سمع موسيقى تنفسها الهادىء ، ورنّة حزام الأمان وهي تحكمه حولها ، وصوت قفل حقيبتها ، وهي تفتحها ، ولامست ذراعها كم سترته وهي تبحث عن شيء ما .
منتديات ليلاس
تضع عطرا خفيفا يعبق باريج الزهور ، فتصله نسمة خفيفة منه كلما تحركت من مقعدها ، كانت قد همست له بتحية مهذبة عندما جلست قربه ، فأجابها ببرودة وبهزة رأس سريعة ، ولسبب ما احس فجاة بالثورة عليها للخطأ الذي حصل في حجز المقاعد ، كم سيزعجه عدم وجود جاك قربه عندما يحين موعد الطعام ، لن يناديه ، لا يريد ان يلفت اليه أنظار الركاب فيشفقون على عاهته ، كم يتمنى أن لا تكون المرأة الجالسة قربه وقد سمعت بإسمه من قبل ، لمست المضيفة كتفه وهي تقول برقة :
" هل تسمع بوضع حزام الأمان يا سيد فرناند ،هل تحتاج الى مساعدة ؟".
" لا ، شكرا ".
وبحث بيديه عن طرفي الحزام ليجمعهما بعنف ، وسألته المرأة الجالسة قربه :
" عفوا ، انت كاديز فرناند أليس كذلك ؟".
كاد ينكر ذلك ، لكن نبرة صوتها فاجاته ، كانت مريحة ، دافئة ، فيها بحة محببة أضفت على صوتها جاذبية مميزة بدون أن تفسد وضوحه ، ليست أميركية ، لكنها ليست إنكليزية أيضا ...استرالية ؟ ربما ، هز راسه بالإيجاب وإلتفت ليواجهها ، كم هو وسيم هذا الوجه اللاتيني التقاطيع ، بانفه الحاد الذي يوحي برجولة مميزة ، عجبت حتى بنظارتيه السوداوين اللتين تخفيان عينين لا تعرفان النور .
" انا معجبة جدا بموسيقاك ".
ضايقه تعليقها وإنتظر الكلمات التي لا بد ان تاتي لتكمل الجملة التقليدية ، عندي كل أسطواناتك ، او اعتقد ان الجميع يقولون لك هذا ... لكنها لم تكمل حديثها.
إنتظر لحظات قبل ان يشكرها على مديحها ، وأحس انه بدأ فعلا يميل اليها قليلا ، لم يكن ذنبها أن حدث سوء التفاهم هذا في الحجز .
بعد دقائق إستسلم للنوم ، إنه مرهق ، أمس قدّم عرضا فنيا رائعا في هونولولو ، وهو في طريقه الان الى سيدني حيث سيقدم حفلة اخرى مساء الغد ، الرحلة طويلة الى سيدني ، وهو متعب ، لم يستطع ان ينام طويلا ، افاق وهو يشعر بجفاف في حلقه ، وبتشنج عضلات جسمه ، كانت المرأة تقلّب صفحات مجلة ما ، وتساءل بعصبية إن لم يكن صوت الورق هو الذي أيقظه من نومه ، وتضاعف توتره وهو يسمع الإيقاع الرتيب ، نادى جاك ، فكان بجانبه بلمح البصر .
" جاك ، هل تمانع بأن نتمشى قليلا ؟".
" طبعا لا يا كايد ، هيا بنا ، من هنا ".
احب كايد جاك بنتون من اول لقاء جمع بينهما ، تعلّم الرجل بسرعة كيف يعامل إنسانا فاقد البصر ، فجاك لم يتصرف ابدا وكان كايد ايضا اطرش أو مشلول أو متخلف عقليا .
وعندما عاد كايد الى مقعده ، كان أكثر راحة وإنطلاقا ، طلب كوبا من المرطبات ، وعرض على المرأة مشاركته فرفضت برقة ، سألته بنعومة ان تقرأ له لائحة الطعام ، فوافق وهو يتلذّذ بشرابه البارد ، وصوتها الدافىء الجذاب ، جاءت المضيفة بالطعام ، وعرضت على كايد ان تساعده في تناوله فرفض بإصرار ، جاك ايضا فهم رغبته فلم يقترب منه كعادته ، فتح كايد بثقة المغلف البلاستيكي الذي يحتوي على الملعقة والسكين ، ورفع الغطاء الشفاف عن الصحون ، تمكّن من تناول المقبلات والوجبة الرئيسية دون صعوبة تذكر ، لكن عندما جاء دور الحلوى لم يستطع العثور على الملعقة الصغيرة الخاصة بها ن فأخذ يبحث عنها بعصبية ، وفجأة أحس بيد تمسك بيده وتضعها على الملعقة ، شكرها بحدة ، فأجابته بسرعة :
" الملعقة علقت في زاوية الطاولة ".
فهم انها لم تكن لتساعده لو شعرت انه يستطيع ان يجد الملعقة بسهولة ، احس بالأسف لحدّته ، وتابعت حديثها وكأنها تحاول أن تشرح له موقفها :
" شقيقي اعمى ".
" حقا ! ".
لا بد انه درّبها على حسن التصرف في مواقف مشابهة ، وعندما حان موعد القهوة كان على اتم الإستعداد لسماع صوتها الجذاب لأطول فترة ممكنة ، إلتفت اليها مبتسما إبتسامته الشهيرة التي تجعل ملايين القلوب تخفق يوميا .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-01-12, 07:45 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" انت الان في موقع قوة ".
" أنا ؟".
" نعم ، تعرفين إسمي وأنا لا اعرف عنك شيئا ".
" آه ".
ضحكتها الخافتة كان لها أيضا وقع شديد الجاذبية.
" إسمي كاريسا مارتن ، لكن معظم الأصدقاء ينادونني كريسي ".
" أفضّل إسم كاريسا ، له رنة غير مالوفة ".
" إختارته والدتي من كتاب كانت تقراه ".
" أمك تتمتع بذوق ممتاز ".
وسألها عن شقيقها الأعمى فأجابت :
" كليف يدرس الهندسة الألكترونية ".
" مجال صعب جدا ".
" نعم ... حتى على المبصرين ، ولهذا السبب بالتحديد إختار كليف تخصّصه هذا ، إنه إنسان عنيد جدا ، وأظن أنه يشعر بان عليه ان يثبت شيئا ما ".
" نعم ، أظن ذلك ، أليس لدينا كلنا شيء ما نريد أن نثبته " وأحس كايد أنه قريب جدا من كليف مارتن هذا ، رغم أنه لا يعرفه .
" انت استرالية ؟".
" لا ، نيوزيلاندية ، الأميركيون مثلك ، يرون كل اللهجات الأنكليزية الأخرى متشابهة ".
" لهجتك تميل اكثر الى طريقة اللفظ البريطانية ، سكان استراليا يتكلمون ببطء ويركزّون على مخارج الألفاظ ، هل انت في طريقك الى نيوزيلاندا ... الى عائلتك ؟".
" نعم ، عشت سنة في الولايات المتحدة ، وأنتظر بلهفة لحظة وصولي الى الوطن ".
تارجحت الطائرة قليلا وسقطت في فجوة هوائية ، فشدت كاريسا قبضتها بقوة على ذراع المقعد ، أحس كايد بخوفها :
" خائفة ؟".
" لا ، فاجأني تارجح الطائرة ، هذا كل شيء ، الحقيقة أنني لم أسافر كثيرا في حياتي ، لا بد انك معتاد على ذلك ؟".
لم تتوقف الطائرة عن الإهتزاز ، واحس كايد ان رفيقته تحاول جاهدة السيطرة على خوفها ، كانت تتكلم بسرعة حتى كادت تلهث ، امسك بيدها الصغيرة فإرتعشت أصابعها ، شدّ قبضته عليها ، ليطمئنها أولا ، ولأنه أحب ملامسة بشرتها الحريرية ثانيا .
"نعم سافرت كثيرا ، وغالبا في الطائرة، يقال أنها الوسيلة الأكثر أمانا للسفر ، هل تعرفين ذلك ؟".
" نعم ، قيل لي ذلك ".
بدا القلق بوضوح في نبرة صوتها ، فتابع حديثه وهو يحاول ان يعبّر بصوته الدافىء عن كل الحنان الذي يشعر به نحوها الآن ، كم أحبت هذا الصوت وهي تسمعه يغني ، وها هو الان يخبرها عن بعض الرحلات التي قام بها ، والأماكن الغريبة التي شاهدها .
خرجت الطائرة من الدوامة الهوائية ، وعادت تدريجيا الى ثباتها ، فسحبت كاريسا يدها برقة وهي تقول :
" شكرا ، أعتقد أنني سأغفو قليلا الآن :,
" لماذا ؟ هل كان حديثي مملا الى هذه الدرجة ؟".
" آه ، لا ، أرجوك لا تظن ذلك ، سررت جدا بحديثك يا سيد فرناند ، كان لطفا منك ان تحاول التخفيف عني ، لا بد أنك تعبت من مسايرتي ".
فاجأنه بقولها ، فرد بسرعة :
" ما الذي جعلك تظنين هذا ؟".
" حسنا ، كان من الواضح ، فور صعودك الى الطائرة ، إنك لا تريد ان تتحدث الى أحد ، لا بد ان حفلة المس أتعبتك جدا ".
" هل حضرتها؟".
" لا كنت في لوس انجلوس ، ولن أستطيع كذلك مشاهدة الحفلة التي ستقيمها غدا في سيدني ".
" ولماذا ؟ هل ستسافرين مباشرة الى نيوزيلاندا ؟".
" لا ، سأبقى يومين في سيدني ، عمتي تنتظرني ، حتى لو اردت حضور حفلتك لن استطيع ، من الصعب الحصول على بطاقة دخول ، فالأماكن تنفد قبل عدّة ايام من العرض ".
" ساطلب من جاك أن يترك لك بطاقتين على شباك التذاكر ، أنا أحتفظ دائما ببعض المقاعد لأصدقائي ".
سرورها الطفولي ، الذي لوّن صوتها بظلال دافئة عندما شكرته ، اقنعه أنها لم تكن تحاول أن تكون مهذبة فقط عندما قالت أنها تحب موسيقاه.
ثم ، ولأستغرابه الشديد ، أنزلت ظهر مقعدها وغفت.
توقفت الطائرة في ناندي ، فنزلت منها كاريسا لتشتري بعض الهدايا من المنطقة الحرة ، لم يتحرك كايد من مقعده ، فجلس جاك قربه يسليه حتى عودتها .
وعندما إقتربت منهما أخيرا نهض جاك من مكانه ليعود الى مقعده ، لكنها اوقفته بإشارة من يدها وهي تقول :
" لا ، لا تترك المقعد من فضلك ، سأجلس مكانك ".
لم يتوقع كايد ان يزعجه ذهابها بهذه القوة ، من ساعات قليلة كان سيرحب بالتغيير ، لكنه وجد نفسه الآن يرغب بالصوت الناعم قربه ، وببرود غير متوقع تجاهل جاك الذي كان يتحدث بحماس عن الجولة الفنية التي سيقومان بها في ارجاء أستراليا ، كان يرسم صورة ذهنية لما يمكن أن تكون عليه كاريسا مارتن
وهندما هبطت الطائرة في مطار سيدني ، سأل كايد مدير اعماله عن أوصافها :
" جميلة.... جميلة جدا ، شقراء ترفع شعرها الرائع الطويل في شكل عقدة، شابة أنيقة ، تستطيع ان تقول أنها سيدة بكل معنى الكلمة ، نعم ... جميلة جدا ، كم أتمن لو كنت أصغر بعشرين عاما ".
ولم يتوقف كايد عند الملاحظة الأخيرة بل سأل :
" ماذا عن عينيها ؟".
" لونهما داكن ، ليستا بنيتين ، رماديتين ! ربما ، أم عسليتين ! لا أدري ... هل يهمك امرها ؟".
وعرف كايد فورا ما يعنيه مدير أعماله ، فأجابه ضاحكا :
" لا ، لا أريدها كما تقصد ".
وربت على كتف صديقه ليخفي إشمئزازه من معنى كلمات جاك ، رغم أنه نادرا ما كان يشعر برفض مثل هذا الإقتراح.
لكن... ماذا لو جاءت الى الإستعراض.....؟
" جاك ، وعدتها بأن اترك لها بعض التذاكر على شباك الحجز، لن تنسى ، أليس كذلك ؟".
" طبعا لن أنسى ".
سيتذكر جاك .... وكذلك كايد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-01-12, 07:47 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان الإستعراض رائعا ، خرج الجمهور الأسترالي عن بروده العادي ليصفّق بحماس وإنفعال ، عرف كايد كيف يحرك مشاعرهم بصوته الدافىء وقيثارته المحمومة ، جعلهم يتماوجون مع الأوتار فحلّقوا معه في سماء الأنغام ، بدأ بأغنية بدائية متوحشة ، فأسرعت أقدامهم تضرب الأرض بإيقاع همجي فيه كل سحر الغابات ، غنى لهم أغنية حزينة من جنوب اميركا ، فصمتوا كانهم يبكون معه على حب ضائع وطفولة منسية ، أنشد لحن حب لأمرأة جميلة ، فشعرت كل سيدة في القاعة ان اكلمات موجهة لها وحدها ، الشحنات العاطفية التي حرّرها بصوته ، إخترقت جلده ، فإسترخى سعيدا تحت بقعة الضوء التي لم يكن يراها ، هنا ، في هذا المكان بالذات ، ينسى أنه أعمى ، كلهم غارقون في الظلام ، وهو وحده جالس في الضوء ، صحيح إنه لا يراهم لكنه يشعر بهم ، ويستطيع ان يجعلهم يشعرون به ، كم يحس بقوته الآن.
وعندما إنتهى من الغناء نادوه مرات ومرا ، صفروا ، صفقوا ، صرخوا ، فحياهم وإنسحب ، كان جاك ينتظره وراء الكواليس ، وعندما رىه همس في اذنه :
" إنها هنا ".
" من ؟".
جمهوره يناديه مجددا.. كما ينادون عاشقا ، وكعاشق عاد اليهم وكأنه لا يريد أن ينزل بعد من القمة التي رفعوه اليها ، ووصله صوت جاك مجددا :
" كاريسا مارتن هنا ".
" حسنا يا جاك ، خذها الى غرفتي الخاصة".
وعاد بثقله الى المسرح وهو يمد يديه بحب وكانه يريد أن يحتوي هذا الجمهور الذي وقف لتحيته.
شعر كايد بوجود اناس كثيرين في غرفته الخاصة ، عرفوه باسماء كثيرة ، وتقبل التهاني وكلمات الإعجاب بلا مبالاة ظاهرة ، بعض النساء قبلنه على وجنتيه ، كلهن يتحدثن بصوت حاد ومزعج ، وتذكر صوت كاريسا الدافىء ، وتساءل أين هي ؟
في تلك اللحظة أمسك جاك بذراعه قائلا :
" كايد ، لا بد أنك تذكر الآنسة مارتن".
وأحس كايد باليد المنعشة تتسلّل برقة الى يده ، وسمع صوتها الهامس يقول:
" شكرا لك على البطاقة ، كنت رائعا".
وتذكّر كايد فجأة انها لا بد جاءت برفقة عمتها ، ولأنه لا يريدها ان تذهب ، ولأنه أحس بان اليد التي يريد أن يستبقيها في يده بدأت تنسحب بخفر ، سارع الى القول:
" وعمتك ، هل اعجبها العرض أيضا ؟".
" لم تتمكن من المجيء ، إضطرت الى ملازمة الفراشلوعكة صحية أصابتها ، لم استعمل إلا بطاقة واحدة ...".
" ألا تعرفين أحدا في سيدني؟".
" لا أعرف أحدا في استراليا كلها بإستثناء عمتي .. وانت ".
وإنسحبت اليد الصغيرة بعناء من أصابعه ، رغم محاولته التمسك بها مدة اطول.
" لا تذهبي... جاك !".
إلتفت عندما أحس بيد صديقه تلامس كتفه برفق ، إنه يعلم أن جاك لن يدعها تغادر المكان قبل ان يتفرّق كل الحشد ، وفعلا كان مدير أعماله عند حسن ظنه به ، حتى انه إستأجر لهما سيارة خاصة ، وحجز لهما في مطعم فخم يقدّم العشاء للساهرين حتى ساعة متأخرة من الليل ، جاك يعرف دائما كيف يعثر على أفضل المطاعم والاندية بعد ساعات قليلة من وصوله الى أي مدينة في العالم.
كاريسا مارتن ، إمراة مميزة فعلا ، كانت ترشده وسط الطاولات بلباقة ، وهي تمسك ذراعه ببساطة وعفوية كما تفعل أية سيدة جميلة عندما تخرج مع رجل ، جلسا ، كما اراد ، جنبا الى جنب حتى يتمكن من الإحساس بأدق تحركاتها ، قرأت له لائحة الطعام ، وتركته يختار الأصناف التي يحب ، لم تتكلم كثيرا ، سألت النادل عن شيء أو شيئين في القائمة وسكتت ، لاحظ كايد رنة الإعجاب في صوت الرجل وهو يجيبها ، إلتقطت أذناه بسرعة وسهولة ذلك التغيير الخفيف في نبرته ، الذي يفصح عادة ردة فعل أي رجل امام الجمال الانثوي.
إبتسم كايد برضى ، حسد الرجال كان خير تعويض له عن عماه ، ولذا كان يحيط نفسه دائما بالنساء الجميلات ليفخر بهن في أماكن كهذه ، وفي المناسبات الإجتماعية ، وكأنه يسجل إنتصارا على الرجال المبصرين .
لم يكن كايد يشاهد أبدا برفقة إمرأة عادية ، وعندما إنتهيا من تناول الطعام ، ألقى يده برفق على كتفها ، وباليد الثانية اخذ يلهو بالساعة على معصمها ،وسألها:
" ساعتك ذهبية اللون أليس كذلك ؟".
" نعم ".
" والأحجار الكريمة التي تزينها ليست من الماس ؟".
" لا ، من الزمرد ، احجار صغيرة الحجم ".
" لتليق بلون عينيك ؟".
ضحكت بخجل قبل أن تجيب بدلال ورقة :
" لونهما يتبدّل وفق مزاجي ، عندما اغضب يميل الى الاخضر ، وعندما أكون في حالة رومنطيقية حالمة يصبح رماديا ، لكن معظم الناس يقولون أنني عسلية العينين " وسمع كايد صوت النادل ينظّف الطاولة قربه فناداه ، إنحنى الرجل امامه بأدب :
" نعم سيدي ".
إلتفت كايد الى كاريسا وهو يوجه حديثه الى النادل :
" إنظر الى عيني السيدة الجالسة قربي ، وأخبرني ما هو لونهما؟".
" رمادي ... رمادي داكن".
" شكرا ، هذا كل شيء".
إبتسم كايد بثقة وهو يتمنى لو يستطيع أن يرى الإنطباع الذي إرتسم على وجهها ، وعلّقت كاريسا بإحتجاج :
" لم يكن ما فعلته عدلا ".
وظلّ ممسكا بمعصمها رغم محاولتها الإفلات منه ، وضغط عليه بعنف ليتغلّب على مقاومتها ، قبل أن يجيبها :
" ربما ، لكنك أنت ايضا كنت غير عادلة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-01-12, 07:49 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأحس بيدها ترتعش في قبضته فتابع قائلا :
" لو كنت مبصرا لما حاولت خداعي ، ضحكت علي لأنك أحسست انني لن أعرف الحقيقة".
جمدت في مكانها ، وللحظات طويلة لم تنطق بكلمة واحدة ،واخيرا جاءه صوتها خافتا :
" آسفة ، لم أقصد ذلك ".
ورفع يدها الى فمه قبل أن يحررها قائلا :
" هل نذهب الان ؟".
قبل ان تجيب ، نادى النادل مجددا ووضع في يده ورقة نقدية :
" هل تطلب لنا سيارة أجرة لو سمحت ! ".
" حالا يا سيدي".
وعندما إبتعد الرجل إلتفت كايد الى كاريسا :
"تعالي ننتظر السيارة في الخارج ".
لحقت به بإستسلام وأمام الباب الخارجي سألها :
" هل ترين أحدا في الجوار؟".
" لا ، الوقت متأخر جدا ، والشوارع خالية ".
إرتعشت عندما وضع ذراعه حول خصرها وهو يهمس :
" والظلام دامس ؟".
" نعم".
"حسنا ".
وبسرعة خاطفة عانقها، وللحظة أحس بها تتصلّب ... وكأن ما فعل فاجأها ن إبتسم بسخرية وهو يقول في نفسه : طبعا ستفاجأ ! إنها تمثل دور الفتاة البريئة !
" هل اطلب من السائق أن يأخذنا الى فندقي مباشرة ؟".
إبتعدت عنه بسرعة وكنه لدغها :
"هل تقصد .... انت تريد ... لا ... لا استطيع....آسفة ".
تساءل كايد عن السبب الذي يجعلها تمثّل هذا الدور السخيف ، قالت له قبل قليل إنها لا تعرف أحدا في سيدني ، لماذا المماطلة؟ سيجعلها تغيّر رايها ، لكن لا بد ان يفعل ذلك بسرعة ، يومان وسيذهب كل واحد منهما في طريقه .
وضع يده على شعرها وأخذ يربت على رأسها بحنان .
" أمامنا يوم واحد فقط ، ألا تحبين رفقتي ؟".
ترددت قليلا قبل أن تهز رأسها بالإيجاب .
" لماذا لا تمضين إذن نهار الغد كله معي؟".
" لا أعرف ، لا أستطيع ان أعدك بشيء ".
" لكنك أكّدت قبل لحظة انك ترغبين برفقتي ".
وسمعت صوت السيارة تقترب من المنعطف ، فإبتعدت عنه وهي تقول بإرتياح :
" سيارة الأجرة ".
منتديات ليلاس
عندما إستقرّا داخل السيارة ، حاول مجددا ان يلفها بذراعه فإبتعدت عنه لتلتصق بالزاوية ، ما بها ؟ هل صحيح إنها محافظة الى هذه الدرجة ؟ ماذا تفعل معه إذن ؟ هو يعرف جيدا انها تشعر بميل نحوه ، فلماذا تتصرف هكذا ؟ سيترك المدينة بعد يومين ، فلماذا المماطلة ؟
امسك بيدها اليسرى ، لم تكن تضع خاتم زواج ، ليس هذا السبب إذن ، وأحس كايد بإرتياح كبير ، ظل ممسكا بيدها ، وسالها مرة اخرى :
" لم تجيبي على سؤالي بعد ! ".
" أن أمضي نهار الغد معك ؟".
"والليل أيضا ! ".
" لن أجيب على الجزء الثاني من السؤال".
وكاد كايد يفقد السيطرة على أعصابه ، ما بها هذه المرأة ؟ هل تريد التلاعب بعواطفه ، عرف من صوتها انها أشاحت بوجهها عنه لتنظر من النافذة .
فقال بحدة :
" لن تجيبي على الجزء الثاني من السؤال؟".
" لا ".
كانت ما تزال مشيحة بوجهها عنه ، ضايقه تصرفها فسالها بسخرية :
" هل يعجبك المنظر الى هذا الحد ؟".
إرتعشت أصابعها ، واحسب ها تلتفت اليه بسرعة :
" آسفة ، كيف عرفت ؟".
يبدو أن شقيقها لم يعلّمها كل شيء ، لكن ربما لم يكن من عادتها أن تحدّق في جهة أخرى عندما تخاطب شقيقها ، ولاحظ فجأة انها المرة الثالثة التي تعتذر منه في تلك الليلة ، كان الأمر سيزعجه في مناسبة أخرى ، او من إمرأة اخرى ، أما هي فاحب طريقتها في الإعتذار ، وعاد يسال برقة هذه المرة:
" فلنعد إذن الى الجزء الأول من السؤال !".
" كنت أعتقد انك تريد لا سماع رأيي بالجزء الأول ما لم اعطك اولا جوابي على الجزء الثاني".
" كاريسا يا عزيزتي ، تعالي معي غدا لنتعرف معا على المدينة أعدك بانني لن اضايقك بعد الان ".
واحسب ها تستريح في مقعدها وهي تقول بصوت طفولي:
" يسرني ان أقبل دعوتك ".
رغم كل إعتراضات جاك الذي كان يصرخ بأن هناك اشياء أهم يجب الإهتمام بها ، اصرّ كايد على تمضية اليوم كله مع كاريسا .
" انت مدير اعمالي يا جاك ، تصرف كما يحلو لك ، أعطيت نفسي إجازة هذا اليوم ".
" كاريسا مارتن ، أليس كذلك؟ هل تعرف يا كايد ماذا تفعل ؟".
" أعرف جيدا ، وكما قلت لك لا اريد رؤيتك هذه الليلة ".
" لكن كايد ...".
" ساراك غدا يا جاك ".
وإستقل السيارة التي كانت تنتظره في الخارج ليذهب وكاريسا الى الجبال المجاورة ، أخذت تصف له بدقة وشاعرية معالم الطريق ، وكان يستمع اليها بحنان ، وهو يحاول أن يرى من خلال عينيها روعة المناظر الطبيعية الممتدة أمامهما ، رأى الشمس تتوسط السماء وتلقي بخيوطها الذهبية على البحيرات النائمة ، وراى أشجار الصمغ تقف بإعتداد لتستقبل الضوء والهواء ، والعصافير الملونة تملأ الدنيا بمهرجان رائع من الأخضر والأحمر والأصفر ، وأخذ السائق يحدثهما عن الأساطير المرتبطة بهذه الأرض الرائعة ، فأضفى على الجو رهبة وغموضا ، وفي بقعة خلابة ترجلا أخيرا في احضان الطبيعة ، كانت تقوده برفق وسط الدروب الوعرة وهي تصف له جمال الزهور البرية الطبيعية ، والنباتات المتنوعة ، وحين وصلا الى أعلى التلة جلسا على صخرة صغيرة يتحدثان بإنطلاق وحرية ، كانت تحاول أن تجعله يشاركها روعة المشهد الممتد أمامهما ، وكأنها ترسم لوحة كلامية .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-01-12, 07:50 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتشعّب الحديث فسالها:
" السائق رجل في اواخر الخمسينات ، طويل القامة ، ويميل الى البدانة... اليس كذلك يا كاريسا؟".
" نعم ، هل أنت دائما بهذه الدقة في معرفة شكل الشخص الجالس أمامك ؟".
إبتسم بخبث وهو يجيب :
" وأنت شقراء الشعر ، معتدلة القامة ، ونحيفة البنية ...".
وتابع وصفه متجاهلا شهقة التعجب التي صدرت عنها .
" اما عمرك فيتراوح بين الواحدة والعشرين والثالثة والعشرين .... اليس كذلك ؟".
توقف قليلا ومن ثم ضحك لصمتها المتواصل :
" لن تخبريني عن عمرك ؟ الم أقترب من الحقيقة ؟".
" بلى ، لكن ألا تعرف أنه من غير اللائق سؤال المرأة عن عمرها الحقيقي؟".
" ما زلت صغيرة على القلق .... عليك الا تفكري بقضية العمر قبل أن تصلي الى عمري على الأقل ".
" انت لا تتجاوز الثلاثين ، ومن ناحية ثانية العمر ليس مهما بالنسبة الى الرجل ، أليس كذلك ؟".
" تعرفين عمري ! ".
" طبعا ، انا من المعجبات بك ، وأقرأ كل ما يكتب عنك ".
" حسنا ، وماذا تعرفين ايضا ؟".
"ولدت في مكسيكو ، والدتك من اسرة أسبانية عريقة عارضت زواجها من والدك ، فهربا معا الى الولايات المتحدة ، توفي والدك وأنت لا تتجاوز الرابعة من العمر ، وكان كل ما تركه لك قيثارة متواضعة ، عندما بلغت السادسة عشرة أخذت تعزف في المقاهي لتعيل والدتك وشقيقتك الوحيدة التي تصغرك سنا ، إكتشفك ...".
أوقفها بحركة سريعة من يده :
" حسنا ، أنت من المعجبات بي ، اصدقك الآن ".
" الم تصدقني عندما قلت لك ذلك في الطائرة ، أو عندما جئت الى الحفل ؟ ألم أقل لك بانني أحب موسيقاك ؟".
" وكنت أنتظر ان تقولي ايضا انك تحتفظين بكل أسطواناتي ".
وإبتسم لها ، لا إبتسامته الساخرة الشهيرة ، بل اخرى فيها الكثير من المرح والحنان .
" لماذا تضحكين ؟".
وإزدادت ضحكتها إتساعا :
" لأنني أحتفظ فعلا بكل اسطواناتك ، اقسم بذلك ".
نهض فجأة ورفعها من مكانها ليقربها منه ، شعر بأنفاسها الرقيقة تمر على وجهه كنسمة منعشة ، اراح كفيه على كفيها وسالها :
" تركت شعرك منسدلا اليوم ؟".
" نعم ".
ومرّر أصابعه بين الخصلات الناعمة ، وود لو لا يتركها أبدا .
" هكذا تبدين اصغر سنا ".
" ماذا ؟ كيف عرفت ؟".
وضحكت لتخفي حيرتها.
" أعرف ... من الطريقة التي يتفاعل بها الرجال معك ".
حاول ان يعانقها فقاومته بإصرار .
" أرجوك دعني ".
رنّة الخوف في صوتها فاجأه فحاول السيطرة على غضبه ، وكطفلة صغيرة عادت ترجوه بصوت خافت :
" ارجوك كايد ، دعني ".
فتركها على مضض وعادا معا الى السيارة .
توقف السائق امام فندق كاريسا ، صعدت الى غرفتها لتستبدل ثيابها ، وإنتظرها كايد في الردهة ، ثم ذهبا معا الى فندقه ، وجلست كاريسا في غرفة الإستقبال التابعة لشقة كايد تنتظره حتى يغيّر هو ايضا ثيابه ليتناولا العشاء في مطعم الفندق.
وعندما خرج أخيرا من غرفة النوم سألها :
" ما رأيك بربطة العنق هذه يا كاريسا ؟".
" جميلة ".
جاءه صوتها من الكنبة العريضة فتوجه اليها وهو يقول في نفسه أنه ربما يستطيع الآن أن يطلب العشاء الى الشقة ، لكن حين نفرت من لمسة يده عرف انه لن ينتصر هذه المرة أيضا ، همس بصوته الدافىء :
" الا تبيقين معي يا حبيبتي ؟".
لم تجب فعاد يهمس برقة :
" حبيبتي ! ".
لم يصدّق صوتها الهامس وهي تقول بأنها ستبقى معه ، حاول كايد جاهدا ألا يدع فرحة الإنتصار تبدو بوضوح على وجهه.
" حسنا ، فلننزل الى المطعم إذن ".
تناولا العشاء على ضوء الشموع ورقصا معا وهو يهمس لها بأرق الكلمات ، وعندما عادا الى الشقة أحس كايد أن كاريسا عادت تتصلّب مرة أخرى ، لن تغيّر رأيها الآن ؟ ما بها تتلاعب بعواطفه هكذا ؟ لن يدعها تفلت منه هذه المرة !
" لماذا لم تخبريني ؟".
لم تجبه ، ظلت صامة، أحس انها تحاول بجهد المحافظة على هدو اعصابها ، لم تكن تبكي على الأقل .
" لماذا لم تخبريني أنك لم تعرفي رجلا من قبل ؟".
وتوقف فجأة عند فكرة إخترقت ذهنه بسرعة وجعلت قلبه ينبض ، أمسكها بكتفيها وهو يشعر برغبة مجنونة بهزّها بعنف ، سالها بقسوة :
" كم عمرك؟".
" عشرون عاما ".
بدت خائفة ، لن تخدعه هذه المرة ، عاد يهزها بعنف وهو يكرر سؤاله حتى إنهارت باكية وهي تعترف بالحقيقة.
" سبعة عشرة عاما ".
صرخ عاليا :
" يا ألهي ... يا الهي".
كم كره نفسه في هذه اللحظة ، شدّ اصابعه على كتفيها وكانه يريد ان يحطمها ،حاول جاهدا ان يسيطر على أعصابه كي لا يضربها ، يكفيه ماحدث ، وسمعها تقول :
" أرجوك يا كايد ، أنت تؤلمني ".
إبتعد عنها وهو يزمجر :
" يا لك من فتاة بلهاء ... يا لك من مجنونة ! ".
تركها وذهب الى الحمام ووقف تحت المياه الباردة ، وعندما عاد الى غرفة النوم وجدها تغط في نوم عميق ، لا بد أنها بكت كثيرا ، لن يشفق عليها ، إنها لا تستحق الشفقة ، فتاة مخادعة ، هي السبب في كل ما حدث ، جلس في غرفة الإستقبال يدخن بعصبية وعندما نفض رماد سيكارته لمس العلبة الصغيرة التي أعطاها له جاك بالأمس ، كان قد طلب منه أن يشتري قطعة من المجوهرات مطعّمة بالزمرد ، فتح العلبة وبدا يلهو بالأسوارة الذهبية الرائعة المزينة باحجار الزمرد ، جاك يعرف ذوقه تماما ، صحيح أنه لا يستطيع ان يراها لكنه يشعر يصياغتها الدقيقة ، بعد دقائق سمع كايد تململ كاريسا ، ووصله صوتها المتردد يناديه بخوف :
" كايد... كايد... اين أنت ؟".
نهض من مكانه وذهب اليها .
" كايد ، الغرفة مظلمة جدا وأنا لا ارى شيئا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, darling deceiver, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, كفى خداعا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية