كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شرحت له بهدوء كل الملابسات التي أدت الى سوء التفاهم هذا ، إستمع اليها في البدء وكانه لا يصدق ما يسمع ثم صرخ بقوة :
" يا له من سوء تفاهم سخيف ، لم ارد ان أشرح لك كل شيء في الرسالة ، ظننت أنك لا بد ستفرحين عندما تعلمين أنني وجدت ريتا ، كنت اريد أن أخبرك بنفسي كل التفاصيل ، وتضايقت جدا عندما سبقني جاك الى ذلك ، أعتقد انه ظن أنك على علم بكل شيء ، خاصة عندما قلت له أنك تلقيت رسالة مني".
" يبدو أن هذا ما حدث فعلا".
نظر اليها مطولا وبحنان فعرفت أنه يفكر بما حدث بالأمس ، وبكل الأشياء التي قالتها له ، سألته فجاة بخجل :
" كيف عثرت على ريتا؟".
" عبر غوميز ، عندما عرفت ان إبنته تدعى ريتا سالته إن كانت زوجته إختارت هذا الإسم تيمنا بالعلاقة القوية التي كانت تربطها بشقيقتي ،وفعلا إكتشفت أن الصديقتين ظلتا على تصال سنوات عدة ، وانهما كانتا تتبادلان الرسائل بإنتظام ، وكانت هذه الأدلة كافية لأستخدم تحريا خاصا أسلمه مهمة العثور على شقيقتي ، فوجدها بعد فترة قصيرة ، كنت قد اعلنت في الصحف والمجلات عن رغبتي في رؤيتها ، لكن ريتا لم تحاول الإتصال بي خوفا من أن أرفضها عندما أعرف حقيقة ماضيها.
وشعرت كاريسا أنه يبتلع ريقه بصعوبة فسألته برقة :
" لم يكن صحيحا إذن ما قلته من انك تساعد غوميز فقط لتنجو بجلدك ، كل ما فعلته كان من أجل ريتا أليس كذلك؟".
" لم أستطع أن أنسى أن لي شقيقة في مكان ما ، لم أكف يوما عن التساؤل عن مصيرها ، لا ادري لماذا شعرت وانا أساعد كارلوتا ، أن شخصا ما لا بد وأن يفعل الشيء ذاته لشقيقتي في يوم من الأيام ".
" لماذا قلت أن كارلوتا ليست بالطهارة التي وصفتها لزوجها ؟".
" لأنني كنت أحاول أن أجرحك ... أن أثيرك لأعرف إن كنت تكرهينني حقا كما كنت تحاولين إفهامي".
" إذن لم يكن ما قلته صحيحا ؟".
" كانت كارلوتا بحاجة ماسة الى المال ، عرضت نفسها مقابل ذلك ، لم تكن المرة الأولى التي تعرض فيها نفسها ، لكنني لم أر ضرورة لأخبار غوميز بذلك".
وأحست كاريسا بغثيان ، وقالت بإشمئزاز :
" آه فهمت".
أمسك بها فجأة واخذ يهزها بعنف وهو يصرخ قائلا :
" لا ، أنت لم تفهمي شيئا ، لم أقبل عرضها ، أعطيتها المال بدون مقابل ، تصرفي هذا يفاجئك اليس كذلك ؟ كنت تظنين أنني لا استطيع رؤية إمرأة جميلة بدون ان أحاول إستغلالها وجرها الى الفراش... لكنني لم أفعل ، كارلوتا كانت إمرأة جميلة في زمان غابر لكن الحرمان والقلق قضيا على جمالها ، لم أجد فيها شيئا من الجاذبية ولذا..".
" كايد أرجوك كف عن هذا الحديث....".
أنزل يديه عن كتفيها وإبتعد عنها ليحدق في المياه الداكنة.
نظرت اليه بحنان وإنتظرت بضع دقائق قبل أن تقترب منه مجددا لتضع يدها على ذراعه.
" ليس هذا رايي بك يا كايد ، يا ألهي كم تكون قاسيا حين تغضب ، قلت لي أنك تحاول جاهدا تغيير طبعك وأنك...".
أحست به يتصلّب وبعد لحظات إلتفت اليها ليقربها منه قائلا :
" نعم ، وكنت اقصد كل كلمة قلتها".
ولامس خدها برقة فتساءلت للحظة هل يتذكر يا ترى أنه صفعها مرة وتابع حديثه قائلا:
" وقلت لك أيضا أشياء كثيرة ، هل علي أن أكررها كلها الان ؟".
" أشياء كثيرة... مثل ماذا؟".
" مثل احبك وأريد الزواج منك".
ورفع راسه ليحدق بها مستغربا :
" كيف أمكنك التفكير ولو للحظة ان ريتا زوجتي عندما كنت أحدثك عن الزواج والحب ، وبأنني أريدك لي".
" لم تقل هذا ، قلت أنك بدأت تفكر بالحب عندما إلتقيت بي ، لكن ريتا هي التي جعلتك تفكر بالزواج".
" هل قلت هذا ؟ ربما ، حسنا .... لا تيسئي فهمي هذه المرة يا عزيزتي... أريدك زوجة لي ، هل تقبلين؟".
" نعم .... آه .... نعم يا كايد".
قبّلها على شعرها ، ووضع في قبلته كل ما يحس به من حب لها.
وأحس بها ترتعش فقال:
" تشعرين بالبرد يا عزيزتي ، حسنا فلنعد الى الفندق ، لا تقاوميني هذه المرة".
ظلت صامتة وهو يضع سترته على كتفيها ، بدون أن تفارق عيناه وجهها .
أحنت رأسها كي لا يتمكن من إلتقاط تعابيرها ، إبتسم لها بحنان وهو يرفع وجهها اليه:
" تريدين أن نتزوج أولا ، أليس كذلك؟".
ترددت قليلا قبل ان تجيب :
" نعم ، لا تظن أنني لا أثق بك لكنني أفضل الإنتظار ، عندما كنت في السابعة عشرة ظننت ان كل المبادىء التي علمني إياها والدي بالية تخطاها الزمن ، لكن الحقيقة أنني إرتكبت خطأ كبيرا ".
" لا ، أنا الذي أخطأت ".
" هل حقا كنت تريد علاقة عابرة فقط؟".
" ليس تماما ، كنت أريدك أنت بالتحديد ، لو كان أمامي وقت أطول لمعرفتك لما اقدمت... على ما قمت به ، كنت ابحث عن اسلوب ما أوقف به الزمن ، طريقة أجعلك فيها تتذكرينني دائما حتى أتصل بك مجددا ، كنت أريد ان أسألك عن عنوانك لأزورك في نيوزيلندا ، لكن عندما عرفت عمرك الحقيقي إنقلبت كل الأمور".
" كم غضبت علي في تلك اللحظة ! ".
" لا بد أنني أخفتك كثيرا ".
" لا ، كنت لطيفا لحظة الوداع".
" وبكيت...".
" ولم أتوقف بعدها عن البكاء.... حتى الآن ".
" لا استطيع أن اعدك بأنني لن أجعلك تبكين مرة أخرى ، تعرفين جيدا أنني إنسان عصبي ، سيء الطباع ، ومزاجي ، لكن عديني بأنك لن تدعيني أتصرف كما يحلو لي بدون سؤال ، عليك فقط أن تنظري الي بحزن وبتلك العينين الخضراوين كي أركع طالبا السماح".
ضحكت كاريسا قائلة :
" تعرف جيدا أن ما تقوله ليس صحيحا".
ضمّها بين ذراعيه ، وأخذ يعبث بخصلات شعرها.
" هل ستدعينني أنتظر طويلا ؟".
" لا ".
نظر اليها مطولا وقال ضاحكا :
" أيتها الماكرة الصغيرة ،تعرفين جيدا انني سانتظر ... لأنك أنت تريدين ذلك ، ما هي اقصى سرعة يستطيع بها المرء الزواج في هذه البلاد؟".
" لا أدري سأنتظر بفارغ الصبر ".
" وانا أيضا".
قالها وهو يدّعي الحزن والإستسلام فضحكت قائلة :
" آه ... كايد".
" حسنا ، ما حدث منذ ثماني سنوات ، جرى لشخصين مختلفين ، سنبدأ من هنا .... وسنبدأ بطريقة صحيحة ، سيكون كل شيء مثاليا ".
" نعم ، سيكون كل شيء مثاليا .... اعرف ذلك".
تمت
|