كاتب الموضوع :
ليتني اعود طفلة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الاول
"البحث عن الحقيقة"
ارتعد جسم جاكلين عند سماعها الخبر... لم تصدق ان بيل كايس قد اصيب بحادث وانه يرقد الان في المستشفى بين الحياة والموت... هرولت الى المستشفى لتتاكد بنفسها من حقيقة الامر.
في الردهة الموصلة الى غرفة العناية المركزة شاهدت كاترين كايسي بملامحها الحزينة فادركت ان بيل ما زال يواجه خطراما...
اقتربت من كاترين بخطوات متثاقلة وسالتها: "كيف حال بيل الان؟"
"حالته خطيرة جدا... لقد اثر الحادث على جانبه الايسر كله... ان بيل لا يقوى حتى على مجرد الحديث."
"وما راي الاطباء؟"
"انهم يبذلون كل ما بوسعهم لاجله."
"يا الهي."
انهمرت جاكلين في بكاء طويل بينما وقفت كاترين تهدا من روعها, وتربت على كتفها قائلة:
"اشكرك يا جاكلين على هذه المشاعر الرقيقة... انا اعلم مدى حبك لبيل."
ردت جاكلين بصوت خنقته الدموع: "ان اكثر ما يؤلمني انني ساغادر منزل بيل!"
"ارجوك المعذرة... لقد اصبح من العسير الالتزام باتفاقنا على الرابطة."
"انني افهم ذلك جيدا."
"بقي ان تعلمي يا جاكلين انك لم تكوني بالنسبة لعائلة كايسي مجرد احدى المندوبات الزراعيات.. ولكنك كنت اكثر من صديقة.. ربما واحدة من هذه العائلة التي احبتك حبا جما."
"اشكرك على هذه المجاملة الرقيقة."
اعلنت الساعة الموجودة في ردهة المستشفى الخامسة مساء عندما قررت جاكلين العودة الى المنزل بصحبة كاتري كايسي.. وفي طريقهما قالت جاكلين:
"متى يمكنني مغادرة المنزل؟"
"لقد ارسلت للرابطة وما زلت انتظر الرد."
"ارجو ان يتمكنوا من العثور على اسرة جديدة ترحب باستضافتي باسرع وقت."
"اعلم مدى تاثرك يا جاكلين... لكن.."
لم تستمع جاكلين لباقي كلمات كاترين, شرد ذهنها وراحت تفكر في كل ما حدث وتساءلت كيف ستخرج من هذا المازق.. ان شبح فكرة الابتعاد ولو لعدة اميال عن مقاطعة "ريجيرنا" يطاردها بقوة.. ظلت تقاوم هذه الفكرة طويلا.
كانت فكرة الابتعاد عن مقاطعة "ريجيرنا" تعني ببساطة ان جاكلين التي حضرت من ولاية تكساس الامريكية لن تستطيع انجاز مهمتها التي حضرت الى استراليا من اجلها.
"هيه.. جاكلين."
قطعت كلمات كاترين افكار جاكلين بحده. "الى اين ذهبت؟"
في استسلام اجابت جاكلين: "لا شيء, لا شيء."
كانت الساعة تعلن الثامنة تماما عندما دوت طرقات الباب واعلنت قدوم احد الغرباء.. كان هذا الغريب رجل استرالي طويل القامة وغير وسيم, شعر اسود طويل بعض الشيء جعدا حول ياقة قميصه الذي يرتديه.. كان احد حاجبيه يرتفع قليل عن الاخر وكلاهما كث بالشعر الكثيف... كانت ملامحه قريبة الى ملامح الصقر.
استقبلته كاترين كايسي بترحاب شديد يؤكد معرفتها السابقة له.. قدم لها خطابا وجلس الى جوار جاكلين بعدان القى عليها ابتسامة جافة.. انتهت كاترين من قراءة الخطاب ثم قالت:
"اذن يا عزيزي ناش انت من فاز بهذه الجوهرة."
كانت كلمات كاترين مصوبة وبدقة الى جاكلين التي اعتدلت في جلستها بعدان احست ان الحديث بين الغريب ناش وكاترين عنها. همت تستوضح الامر ولكن كاثرين عاجلتها قائلة:
"يشرفني ان اقدم كل منكما للاخر.. ناش كامبيل جارنا العزيز القادم من محطة "لإيرندا".. كما اقدم لك يا ناش جاكلين ماكلإي المتدربة الزراعية التي اقامت معنا قبل الحادث الذي تعرض له بيل."
اوما ناش براسه وحيا كاتلين التي ردت تحيته.. استطردت كاترين قائلة: "جاكلين المستر ناش هو مضيفك الجديد الذي وافقت عليه الرابطة."
وجمت جاكلين.. ربما لم تتوقع ان يصل رد الرابطة بمثل هذه السرعة.
قال الرجل: "يسعدني ان التقي بك جاكلين!"
ردت جاكلين اطراء الرجل وقالت: "يسعدني ايضا لقاءك مستر كامبيل."
"سمعت ان اسمك جايك."
"يطلق اصدقائي علي هذا الاسم... هل يضايقك ذلك؟"
"اطلاقا."
قالها بحدة ثم التفت الى كاترين يسالها: "كيف حال بيل اليوم؟"
"لقد اتصلت بالمستشفى منذ ساعة واكد لي طبيبه المعالج ان حالته تتحسن."
"متى ستقومين بزيارته؟"
"الان."
"اذن يجب علي مغادرة المنزل."
"لا عليك ناش, انت لست غريبا.. بامكانك البقاء لحين عودتي.. جاكلين سوف تهتم بضيافتك على اكمل وجه. اسمحا لي بالانصراف."
"ابلغي بيل تمنياتي بالشفاء العاجل."
"ساحاول بالتاكيد."
غادرت كاترين المنزل وبقي الغريب ناش وجاكلين بمفردهما... سادت لحظات صمت قطعتها جاكلين قائلة:
"هل ترغب بقدح من القهوة؟"
"لم يخبرني احد من قبل ان الاسم جايك هو اختصار للاسم جاكلين!"
"وماذا يهم في ذلك؟"
"اشياء كثيرة.. اولها وجود متدربين من الذكور في مزرعتي... ثانيا..."
قاطعته جاكلين قائلة: "لم اكن اعلم ان الرجال الاستراليين متعصبون الى هذا الحد.. وانا عاملة ممتازة كأي رجل."
"ثانيا انا لست متزوجا."
"ماذا؟"
"اعتقد انك تفهمين ما اقصد."
"بالطبع.. ولكن لا بد وان هناك حل ما... اعتقد انك لا تعيش بمفردك."
"انا اعيش مع امي واختي."
"اذن لا يوجد مشكلة."
"بل هناك مشكلة. امي مريضة وهي لدى احدى صديقاتها لقضاء فترة النقاهة. اختي دائما مسافرة.. فهي تعمل في احدى شركات الطيران ونادرا ما تعود الى المنزل."
"هل رابطة التبادل الزراعي الدولية تعلم بظروف امك واختك؟"
"هل تقترحين علي ان اكذب على الرابطة حتى توافق على اقامتك عندي والمعيشة في مزرعتي؟"
"لم اقصد ذلك بالطبع.. ولكن يجب ان تعلم يا مستر كامبيل انني قطعت سفرا طويلا للاستفادة, واذا ضعت علي هذه الفرصة فسوف اضطر للتوجه الى مزرعة تبعد عن مقاطعة ريجيرنيا وهذا امر يحزنني كثيرا."
"ولكن لماذا مقاطعة ريجيرني بالذات؟"
"انها المقاطعة الاكثر تقدما بالزراعة."
"معك حق."
صمت ناش فجاة ثم قل: "لدي فكرة ارج وان تعود علينا بالمنفعة.. انني سوف ارسل الى الرابطة خطابا اخبرهم فيه ان مدبرة منزلي غادرت المنزل مؤخر لرعاية والدها الارمل.. واخبرهم ايضا ان والدتي مريضة وتحتاج للرعاية. وانك خير من تقومين بهذه المهمة.. ربما يوفقون على اقامتك عندي."
"لكني ارفض ان اصنف بهذه الفئة."
"هذه هي الفرصة الوحيدة امامك للبقاء في ريجيرنيا وليس امامك سوى القبول بها.. ما رايك؟"
بعد تردد قالت: "ليس امامي طريق اخر."
*********
غادر ناش المنزل وترك جاكلين تصارع افكارها وذكرياتها التي حملتها معها من تكساس.. اعادت جاكلين على ذهنها الحديث الذي اجرته مع ذلك الاسترالي ناش كامبيل القريب الشبه بالصقور.. ارتعشت رعشة لا ارادية عندما تذكرت ملامحه. راحت تفكر كيف تستطيع ان تقضي معه سنة او اشهر قليلة.. ان بيل كايسي بالنسبة لهذا الرجل حاد الملامح يعد نموذجا رائعا يشبه بابا نويل قديس الاطفال وموزع الهدايا عليهم عشية عيد الميلاد.
وشدت الافكار جاكلين وتذكرت كيف كانت المراسلة وتبادل الخطابات والصور الفوتوغرافية السبب الاول لمعرفتها بعائلة كايسي التي احبتها وبادلتها الحب, حتى شعرت وهي مجرد متدربة زراعية انها واحدة من افراد هذه العائلة الطيبة.
وتذكرت جاكلين محنتها العصيبة التي عاشتها في ولاية تكساس بعد ان فقدت في لحظة مشؤومة ابوها وامها.. تذكرت كيف قهرتها الاحزان والام الفراق لوالديها اللذين راحا نتيجة الحادث الاليم.. حادث الاعصار الذي اجتاح المنطقة التي كانوا يعيشون فيها على الساحل الامريكي.. كان الاعصار من القوة والشدة بان تجاوز الساحل الى داخل اليابسة بمسافة تقدر بخمسين ميلا.
جال بخاطرها مشهد والديها وهما في طريقهما بالسيارة لنجدة عمتها التي بلغت الثمانين من عمرها والتي تقيم بمفردها على بعد عدة اميال قليلة, بعد ان اتصلت هاتفيا بوالدي جاكلين تلتمس العون منهما بعد ان قتلها الخوف من الاعصار المتوقع.. وكانت الكارثة فادحة فقد هب الاعصار وابتلع كل شيء امامه حتى والدي جاكلين نالا نصيبهما وماتا بعد ان تحطمت بهما السيارة في لحظة.
كان على جاكلين ان تتقبل القضاء والقدر وان تستسلم برضاء للكارثة التي اضاعت منها بهجة الحياة ونعم المعيشة في كنف ابوين محبين شملاها بالرعاية والعطف والحنان حتى مماتهما.
الى هذا الحد آثرت الاكتفاء بالذكريات الاليمة ولكن ذكريات اكثر ايلاما داهمت جاكلين.. تذكرت محنة جديدة من نوع اخر.. محنة لا تقل ايلاما عن محنة فقد والديها.. الا وهي كانت ذات يوم بينما تقلب في الاوراق الصفراء القديمة التي تركها والداها عثرت على ورقة احالت حياتها الى الجحيم.. ورقة كانت كفيلة باحالة حياتها بؤسا وشقاء وتعاسة لا حدود لها.
ذلك انها عثرت على ورقة تثبت انها ليست الابنة الشرعية لابويها وانما كان كلاهما قد تبناها من اسرة استرالية باحدى المناطق جنوب ويلز بالقارة الاسترالية يوم ولادتها اي منذ ما يقرب من اربعة وعشرين عاما.
يومها تاكدت جاكلين انها ليست امريكية المولد وانها غريبة على ولاية تكساس التي عاشت فيها طوال هذه السنين الاربعة والعشرين.
كانت الورقة اللعينة مرسلة من والد جاكلين الى امها وتنص على عدم قلق او انزعاج الزوجة من احتمال ان تكتشف جاكلين القصة الحقيقية لان قوانين ولوائح التبني في ولاية تكساس سرية ولا تجيز لاي شخض مهما كان ان يطلع عليها وبالتالي فان احتمال اكتشاف جاكلين لهذه الحقيقة يعد امرا مستحيلا.
عندما وقعت الورقة في يد جاكلين تصلبت عيناها وارتعدت فرائدها وتجمدت اطرافها حتى صارت كقطعة من الثلج وارتسمت على وجهها الجميل كافة علامات الشقاء.. اعتصرها الحزن حتى بدت كما لو كانت قد تقدمت بها السنون نحوا يربو عن العشرين عاما حتى كانها بدت في الرابعة والاربعين قبل الاوان.
ولم لا؟ فقد بدت ضائعة ليس لها اصل وكان الاعصار الذي التهم والديها لم يكتف بذلك فقد سرق جذورها واصلها ايضا.. لم تعد تدري كيف تنتمي لاسرة هي ليست اسرتها وكيف انها من استراليا مولدا وجنسية وتساءلت عن السبيل لمعرفة والديها الحقيقيين, ومن اسرتها التعسة تلك التي فرطت فيها وهي لم تزل في المهد بينما تبناها غريبان امريكيان وشملاها بكافة وسائل الرعاية والحنان.
وبينما هي على هذه الحالة من البؤس والشقاء دخل عليها شقيقها جون الذي يصغرها بعامين.. راقب حزنها للحظات ثم صاح: "جاكلين شقيقتي ماذا بك؟"
لم تتمالك جاكلين نفسها.. انهمرت دموعها التي انخلع لها قلب جون, لم تدر ماذا تقول له هل تخبره انه ليس شقيقها بمقتضى هذه الورقة العابثة الجهنمية؟ هل تخبره بانها لم تعد يربطها به ذلك الرباط القديم.. رباط الدم.. انها ليست اخته ولا تمت له بصلة القرابة او الدم.. بل هي انسانة غريبة لا تعرفه ولا يعرفها.
كرر جون سؤاله على اخته التي راحت تبكي بكل ما اوتيت من قوة انتزع من يدها الورقة وراح يقرؤها في حذر.. وما ان انتهى من قراءتها حتى قال: "اهدئي بالا يا اختاه. ان هذا لا يغير من الامر شيئا.. فانا لا زلت اخوك وهذا البيت لا زال بيتك.. لا تفكري في هذا الامر كثيرا.. حمدا لله انني ايضا لست ابنا غير شرعي لوالدينا والا فقدنا الثروة والمزرعة التي تركها لنا والدانا قبيل رحيلهما."
وتذكرت جاكلين ايضا ان محامي العائلة قد اكد كل ما جاء بالورقة اللعينة ولم ينفعها يومها, ادركت انها ليست لها الحق في ميراث الرجل والمراة اللذين ربياها.. تذكرت احلامها وامالها التي اطاحت بها الاحزان الناجمة عن الاعصار الذي دمر حياتها من الاساس.. كانت ترسم المشروعات التي ستنجزها بدقة. ولكن اللعنة على تلك الورقة التي اطاحت بها والقت باحلامها في الهاوية السحيقة.
هكذا اضاعت احلامها الكبيرة بين يوم وليلة.. بل هكذا ضاعت جاكلين نفسها.. اصبحت كيانا مهدما مهزوزا كالاطلال.. لم يعد يجذبها شيء في هذه الحياة التعسة.. لم يبق لها سوى البحث المضني عن جذورها في قارة استراليا الواسعة ذات الجبال والسهول والهضاب والانهار وملايين البشر من كل جنس ولون.
قالت جاكلين اخيها جون ذات يوم: "الان لم يعد لي الحق في اي شيء تركه ابوك وامك. المزرعة والمنزل وكل شيء من نصيبك وحدك.. اما انا فسوف ارحل الى استراليا ابحث في مجاهلها عن اسرتي الحقيقية.. جون لن انساك ما حييت."
كلماتها الاخيرة كانت كالسوط تالم لها جون وقال: "يا اختاه ان نصيبك في تركة والدينا لن يمس.. لن اخذ سوى النصف زانت الان تفكرين بالمستحيل.. هل انت متاكدة من نتيجة ما ترمين اليه؟"
في البداية لم تكن جاكلين تدري ماذا يقصد شقيقها ولكنها مؤخرا ايقنت ما يرمي اليه كان يريد ان يخبرها ان هذه الاسرة التي تركتها وهي صغيرة لكي تتبناها اسرة امريكية ربما لا تكون مستعدة للترحيب بها في استراليا –على فرض انها ستعثر عليهم- كما ان حالها ربما يكون رقيقا فلا تجد منهم ما تنتظره من حسن المعاملة خاصة وانها الان صارت شابة يانعة, تغيرت ملامحها مرات عديدة على مدار السنوات الاربع والعشرين التي عاشتها كنف الاسرة الامريكية.
تساءلت جاكلين كثيرا كيف لم تلاحظ ولو لمرة واحدة انها ليست ابنة شرعية لهذين الامريكيين.. كيف لم تدرك ان هذه الاسرة لم يكن لها شغل او اهتمام سوى الحديث عن مولد جون وكيف ان الاسرة كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر. وكيف تناولته الايادي صغيرا فور مولده, في نفس الوقت الذي لا تذكرها الالسنة الا بالقليل او الكثير حين الحديث عن طفولتها.. يا لسخرية تلك السنوات الماضية!
*****
تلك هي القصة التي دفعت جاكلين الى استراليا فهل يعرف المستر كامبيل هذه الحقيقة.. كلا لن يعرفها وهي من جانبها اعتزمت الا تخبر احدا بمهمتها في هذه الرحلة الطويلة في البحث عن الحقيقة.. صحيح انها تظاهرت برغبتها في الاستفادة من التقدم في مجال الزراعة حيث ان دراستها في الكلية الزراعية الميكانيكية بالولايات المتحدة تسمح لها بالتقدم لبرنامج السفر والمنحة الدراسية في الخارج مع ترك الحرية للطالب في تحديد البلد الذي يرغب في السفر اليه.
وقد اختارت جاكلين استراليا وبالذات منطقة نيوساوث ويلز, بعد ان علمت انها المنطقة التي شهدت ميلادها, ورغم ان وكالات التبني الامريكية غير قادرة على المساعدة في الاهتداء الى والديها الحقيقيين لان القوانين واللوائح لا تبيح للمتبنى الاطلاع على الاوراق الخاصة بتبنيه كما انها في الغالب لا تذكر في ملفاتها شيئا عن الاسرة الاصلية التي عرضت مولودها للتبني.. الا ان الحظ لعب دورا كبيرا مع جاكلين حيث علمت ان منطقة نيو ساوث ويلز هي مسقط راسها.
وعندما وصلت جاكلين الى مسقط راسها وجدت نفس الدور الذي لعبه الحظ معها.. فرغم القوانين المتشابهة التي لا تجيز الاطلاع على وثائق ومستندات التبني.. الا ان ملفها كان يذكر شيئا ما عن اصل جاكلين واصل اسرتها الاسترالية.
نهاية الفصل الاول
قراءة ممتعة للجميع
|