كاتب الموضوع :
ليتني اعود طفلة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مكتبة مدبولي
عندما وصلت إلى مقر الحفل وجدت هناك مستر كامبيل و قد قام بحجز منضدة خاصة لها....عندما شاهدها نهض و استقبلها قائلاً:
ــ مرحباً بك ....عزيزتى تفضلى هنا.
كان ما فعله المستر كامبيل يبدو أمراً منطقياً و لكن جاكلين كانت تتمنى فى قلبها أن تجالس رفيقاً آخر فى هذه الحفلة غير المستر كامبيل... لقد اعتراها شعور بأن المستر ناش كامبيل لا يحبها......
و مع ذلك فقد كانت تدرك جيداً أنه ليس من العدل أن تلومه على مشاعره بأية حال على مشاعره بأية حال من الأحوال فهو لم يكن ينتظر و يتوقع أن يكون من نصيبه متدربة أنثى.
حبست جاكلين أنفاسها عندما أخذ ناش يتأملها و يرمقها بعينين زرقاوين كلون البحر. أحست و كأنها عينة تحت المجهر لتليسكوب . و تساءلت فى نفسها ربما يكون هناك تشابه بينها و بين إنسانة يعرفها المستر كامبيل؟ ربما تكون الإنسانة هى أمها الاسترالية التى فرطت فيها قبيل أربع و عشرون عام؟ ربما!
اعتراها الفضول أن تستمع من ناش على إجابة هذه الأسئلة إلا أنها تذكرت العهد الذى قطعته على نفسها قبيل مغادرتها ولاية تكساس الأمريكية...تذكرت أنها أقسمت أن لا تبوح بسرها أو تطلع أحد بحقيقة مهمتها التى حضرت من أجلها لـ استراليا حتى تعثر على أسرتها و أمها الحقيقية...ثم تخفى الأمر تماماً حتى تتأكد بنفسها على أن أمها سترحب بها... كانت تخشى أن تفرض نفسها على أم لا تريدها و لا ترغب فى ملاقاتها . كانت تخشى مما قاله لها أخوها جون ذات أرادت أن تلفت انتباه ناش الذى تصلبت عيناه تجاهها إلى شئ بعيد عما تفكر فيه ...سألته:
ــ هل هناك أخبار جديدة عن حالة بيل؟
ــ لقد اتصلت اليوم هاتفياً بالمستشفى و علمت أن حالته تتحسن.
ــ حمد لله....لا أعرف ماذا كانت ستفعل كاترين لو أن مكروهاً أصاب بيل؟
ــ معك حق...أن بيل و كاترين مثل نصفين يكملان بعضهما البعض!
أحست جاكلين أن كلمات ناش الأخيرة اعتراه شئ من السخرية فقالت
ــ هل تسخر منى يا مستر كامبيل؟
ــ كلا ولكننى كنت أحاول مداعبتك فحسب!
حول ناش مجرى الحديث فجأة بعد أن أحس أن جاكلين تتصيد له الأخطاء... قال :
ــ هل بإمكانك أن تخبرينى بنوع العمل المزرعى الذى يثير اهتمامك؟
استشعرت جاكلين الفخ الذى نصبه لها ناش كامبيل بهذا السؤال....كانت تعلم جيداً أن ناش يعرف تمام المعرفة أنه فى تكساس تقوم النساء بالعمل الارستقراطى الأنيق مثل إحضار الطعام فى الإفطار و الغداء للحقول... أو يقمن بالتدريس فى البلدان المجاورة و يعتبر من غير اللائق بالنسبة للنساء أن يعملن بجوار العاملين فى الحظائر.
قالت جاكلين فى حدة:
ــ أستطيع عمل أى شئ يقوم به الرجال...الشئ الوحيد الذى أرفض القيام به هو الصيد و القنص...أننى أكره قتل الحيوانات كما أنى لا أحب سفك دماء الفرائس.
عاجلها ناش بابتسامة امتصت غضبها و قال:
ــ فى هذا الأمر...أنت تشبهينى تماماً... أنا أيضاً أمقت قتل الحيوانات و الطيور و أفضل أن أسير طوال الليل أحاول توليد صغار الظبى و الأيائل و الغزلان و المواشى على أن أزهق روح طائر مسكين واحد أو ظبى شارد فى البرارى.
ظلت جاكلين تتأمل كلمات ناش الساحرة التى بدلت غضبها برنينها الرقيق.. قالت فى نفسها أننى أصدق كلامك أنا أتخيلك فى ذهنى و أنت تقف و بيدك رأس إحدى البقرات الحوامل اللائى على وشك الولادة تبذل قصارى جهدك فى ملاطفتها و التمليس على ثنيات وجهها و إذا اقتضت الضرورة أن تقوم بتوليدها بيديك دون التماس عون الآخرين من الأطباء البيطرين....ابتسمت زهرة منسية و هى تقول لنفسها :"يا لها منصورة جميلة تستثير فضول الكثيرين أن يريا المستر ناش كامبيل و هو يقوم بتوليد الأبقار و المواشى؟
رغم روعة فقرات الحفل إلا أن عيون المستر ناش لم تبتعد أو تشرد عن جاكلين و ول للحظة واحدة...فقد كان طوال الوقت يملئ عيونه من سحر جمالها و أناقتها المفرطة بالإضافة إلى أنوثتها الطاغية ...و فى نفس الوقت خالجها الظن أن المستر ناش لا يزال يحاول جاهداً أن يتذكر أين و متى رآها من قبل ؟ و أن لم تكن هى نفسها فلعل فتاة أو امرأة أخرى تشبهها
منتديات ليلاس
جعلت مستر ناش ينفق وقتاً طويلاً يحاول أن يتذكر متى رأها بالضبط , فهو يبدو أنه من النوع الذى لا يستسلم للفشل و هو من الرجال الذين إذا أرادوا شيئاً لم يثنيهم عن تحقيقه شئ آخر مهما كانت الظروف شاقة و مهما كان ذلك مستحيلاً.
عندما أشرف الحفل على الانتهاء لاحظت جاكلين أن المستر ناش كامبيل قد يأس من المحاولة و صرف ذهنه عنها بعد ان عجز عن الوصول إلى ما يريد...و هنا وجهت إليه جاكلين سؤالاً :
ــ هل استمتعت بفقرات الحفل؟
ــ بالتأكيد! خاصة...
ــ ماذا ؟
ــ تلك الفتاة التى كانت تحمل علم أمريكا !
ــ آهـ...أنها سوزان راند!
ــ هل تعرفينها؟
ــ هى زميلتى فى الكلية, و قد تعرفت عليها و هى توقع المنحة و برنامج الدراسة فى نفس اليوم الذى كنت أوقع فيه أنا أيضاً على المنحة و....
أخذت جاكلين تفكر فى مغزى سؤال ناش كامبيل عن زميلتها الشقراء سوزان راند...أحست ان هناك إعجاب متبادلاً بينهما فاستشعرت الغيرة من حيث لا تدرى....فقد لاحظت كيف كان ناش يختلس بعض النظرات إلى سوزان بإعجاب...فجأة أخذت قراراً بينها و بين نفسها أن تنصرف...فقالت:
ــ أفضل الآن أن أنصرف و أعود ادراجى إلى المزرعة!
ببرودة شديدة قال ناش:
ــ يا لها من فكرة رائعة...أننى أرغب فى الاستيقاظ مبكراً
ــ إذن....لنعد إلى المنزل.
سرعان ما انصرفا و ركبا السيارة و انطلقا إلى حيث المزرعة. السيارة قطعت طريقها وسط منتديات ليلاس الحقول و قد أطلقت أضوائها على الفضية على سنابل القمح الذهبية فعكس واحداً من أجمل المناظر . و لما وصلا اصطحب ناش جاكلين إلى حيث الباب , تأملت وجهه فى ضوء القمر كان يشبه يوليوس قيصر...استشعرت جاذبية خاصة نحوه فتمنت لو ضمها ناش إلى صدره و احتضنها بقوة و عنف.
مضت الدقائق القليلة و كأنها دهر بأكمله على جاكلين و هى تتأمل كيف اقترب ناش منها قد فعل بها هذا الأفاعيل الفت المستر ناش كامبيل و قد لف ذراعه حول خصرها يوصلها إلى داخل المنزل...وجدت ذراعه القوية تكاد تسلب منها عقلها و تضرم النيران فى جسدها الرشيق..لقد أرسل ناش إليها ومضات كهربائية سرت فى أوصالها سريان الماء العذب فى الأرض العطش
اقترب ناش بوجهه من وجهها و همس قائلاً:
ــ أخاف عليك يا جاكلين من الفتيان الاستراليين العاملين بالمزرعة, أن جمالك الفاتن يسلب الأذهان و يخلب الأبصار فى الوقت الذى لا تدركين فيه أنت هذه الحقيقة و تعتقدين أنك لا زالت فتاة صغيرة من فتيات رعاة البقر الأمريكيين اللائى لا عهد لهن بالحب و التجارب العاطفية الجامحة.
ــ أحقاً ما تقول؟
ــ أجل , أنت جميلة حقاً....ممتلئة القوام...شعرك جذاب...عيونك فاتنة و ثغرك بهيج و كل لمحة أو لمسة فيك تصرخ بأنك انثى تذيب أعتى الرجال.. أنك كالثمرة اليانعة الناضجة التى آن أوان قطفها.
ألفت جاكلين نفسها و قد ذابت بين حضوره القوى و شخصيته الطاغية و جاذبية عيونه و ملامحه الحادة... اقترب منها ناش أكثر فأكثر فأحست جاكلين أنه على وشك تقبيلها ففتحت شفتيها لتقبل شفتيه و لكنه وضع أصبع سبابته فى فمها و قال لها :
ــ هكذا...أنت ضعيفة للغاية يا صغيرتى ؟! هذا هو السبب الذى جعلنى أصر على أن تعيشى معى فى بيتى أننى أخاف عليك من الذئاب البشرية الذين لا عهد لك بهم .
ـ هل تقصد أن أكون عك تحت سقف واحد؟
ــ بالتأكيد...أن فى ذلك حماية لك لقد قدمت لك الدليل القاطع على مدى ضعفك...لا بد أن تنصتى إلىّ جيداً أننى أريد مصلحتك!
ــ يا لك من إنسان مغرور واثق من نفسك ثقة زائدة عن الحد . هل لأنك إنسان إقطاعى تمتلك مزرعة تعتقد انك من حقك التعالى على الناس؟ أنا لست ضعيفة كما تزعم كما أن أنت الذى اقتربت منى و لست أنا من سعيت إليك ...هل تفهم ذلك؟
ــ إذا كان ذلك لا يروق لك فماذا تريدين يا صغيرتى؟
ــ ربما كان واجباً على أن ألتمس العون من الرابطة الدولية الزراعية لكى تجلب لى عائلة مضيفة أخرى!
ــ لا تزال الفرصة سانحة أمامك...فاقتنصها إذا رغبت فى ذلك...أنت حرة على أى حال!
ــ الآن عرفت لماذا كنت تفعل كل ذلك. كنت تحاول أن تستفزنى حتى أخطئ و بالتالى يكون لديك العذر و الحجة السديدة من اجل استبدالى و أرسالى إلى الرابطة و الإتيان بمندوب آخر... كان عليك أن تكون أكثر صراحة منذ البداية...لو حدث ذلك لكنت ساعتها التمست لك العذر بل كان ازداد تقديرى لك....هل كل جريمتى أننى أنثى؟
ــ لا تعتذرى لأنك أنثى...كل ما فى الأمر أنك امرأة شابة جميلة و مرغوبة!
اجتاح جسد جاكلين موجة من الحرارة و ارتعش رعشة لا إرادية و وجدت أنها لا تستطيع ابتلاع ريقها ....قالت :
ــ لا أعرف ماذا تقصد؟
|