كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
يملك جاك القدرة على القاء الأوامر كأخيه حين يرغب لذلك بعد خمس دقائق وجدت راوينا نفسها تبحث في خزانة ملابسها عابسة قليلاً، لان ليس امامها خيار كبير و لكن اخيراً قررت ان ترتدي ثوباً من الجيرسيه الرائع، ثوب يصرخ طلباً لجسد لا شائبة فيه و حين يجد من يقدره حق قدره يكافئ من يرتديه مكافأة عظيمة . بعدما رمت قماشه الابيض على جسدها وقفت و كأنها شمعة رقيقة يعلوها رأسها فضي الشعر ،تلمع فيه عينان كهرمانيتان مائلتان الى الصفرة تحت قوس من الاهداب الناعمة التي ترف بجمال و اناقة ، كرفيف نور الشمعة .. راوينا فتاة بطبعها تحب العزلة و لكن حتى شخص مثلها قد يتوق الى عشاء مع ناس بعد اسبوع من العزلة المرهقة لاعصابها و لكن الرفقة لن تكون كلها رائعة ،فأحدهم مرضي و احدهم كريه قررت: صاحب السعادة لن يكون مسروراً بهذا .. لكن هل يرضى عن شيء ابداً ؟
و ما خيب املها انها قابلته اولاً حينما دخلت القاعة الكبيرة ، كان يقف و ظهره اليها و يداه في عمق جيبي سرواله اما اهتمامه فانصب على تمثال برونزي، التقط نظرها منظر جسدي إمراتين احدهما عند الاقدام و الاخر بين ذراعي رجل مسيطر .. عندما سمع وقع اقدامها استدار اليها فجأة فاضطربت و لكنها جمعت شتات اعصابها و قالتك مبتسمة تشير الى موضوع اهتمامه :
- يبدو مثيراً للأهتمام .
لم تكن تعابير وجهه الباردة اقل هولاً من رده المتهجم :
- انه رمز (اغتصاب نساء سابينا ) .. من صنع الفنان ( جيوفاني بولونجا ) .
تحرك جانباً حتى تنظر الي تأثير الأجساد البرونزية التي تبرز التناقض بين النساء الرافضات المقاومات و بين مغتصبيهن و لسبب ما احست بالحرج ، فأعرضت عنه نظرها فقال و كأنه يتسلى :
- هل آذى المنظر مشاعرك ؟
ردت ببرود : منتديات ليلاس
- تؤذيني دائماً المظاهر الوحشية . لم استطع يوماً ان افهم ماذا يحصد الرجال من اكتفاء من نصر جسدي بحت !
- لكن يقال ان نساء سابينا كن يتمتعن بمثل هذا !
- وهل هناك امرأة عاقلة تستمتع بعبوديتها ؟ و هل يمكن ذلك لرجل ؟
- لا ... ولكن الجبن في النساء كثير و في الرجال قليل ، اما الخوف من العبودية فهو يديم العبودية .
تراجعت امام كلامه المشبع بالأزدراء ، لكنها احست بأنها مجبرة على الرد :
-لم تعد النساء خائفات من الرجال !
قطب ينظر الى نحولها الذي يشبه نحول الشموع .
- على هذه النقطة لا اوافقك الرأي . فالنساء عبدات مشاعرهن ، لا يرضين حتى يجدن وليفاً يضعن علي اكتافه احمالهن، اما الرجل فيقدر حريته، حب امرأة هو القيد و على الرجل ان يبقى دائماً على حذر ان يصبح عبداً على مضض .
نظرت راوينا الى وجهه المشبع بالأزدراء تتساءل اذا كان يقول حقيقة مشاعره ام انه خلق من حوله سداً، يخفي وراءه مطالب رجل ممتلئ رجولة و لكن صوته قاطعها قبل ان تفهم .
- لقد ابدى اخي رغبة ان تشاركينا العشاء .. و بما أنك جئت حاضرة مستعدة فهذا يعني لا اعتراض لديك ؟
عندما كانت تتقدمه الى غرفة الطعام احست بثورة الغضب مما اوحاه صوته من انها تمنت ذلك، و لكن بما انها لا تستطيع المجاهرة بالدفاع عن شئ لم يذكر ، لم تستطع سوى ان تعض شفتيها وهو يرافقها الى حيث ينتظر اخوه .
|