كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تضرج وجهها فقد اثارتها الكلمة اللطيفة الاولى التي تسمعها منذ اسبوع:
- شكراً لك . . اقلت من هنا ؟
- اجل آنسة، في الممر اسهم تشير اليه و لكن لا يسمح للزائرين بدخول السقيفة الصيفية ،فلإنها قديمة جداً يجب ان تحمى من الضرر ان انتظرت لحظة احضر لك المفتاح، فأنا واثق ان صاحب السعادة لن يمانع.
و فيما تنظر بريبة الى ظهره الذي كان يعطيه للمكتب، ترددت لانها توقعت ان يرفض صاحب السعادة و لكنها دهشت حين عاد الرجل وهو يحمل لها المفتاح :
- هاك آنسة ..تأكدي من اقفال الباب ثانية و اعيدي المفتاح الى السيد بعد عودتك .
كان الطريق يمر في غاية بهيجة، سارت فيه راوينا ببطء، تنشق عبير زهر الشجيرات الكثيفة حولها، عندما وصلت وعلى غير توقع الى وهاد منخفضة مكسوة بازهار برية عطرة الرائحة اغرتها نفسها باستكشافها ما بعد الممر لكنها قاومت اندفاعاً الى الهيام على وجهها في احضان العشب المرتفع لئلا تضيع في هذه الأملاك الضخمة التي بدت لها بلداً بحد ذاتها .
راح الممر يرتقي صعوداً، ثم انجلى عن فسحة احتل وسطها بناء مستدير ذو سقف مخروطي الشكل.. تقدمت منه بفضول و استغراب و قد حيرها تركيب الجدران ذات المنظر غير مالوف ثم اقتربت لتلمسها و عندها شهقت بذهول لانها اكتشفت ان هذه الجدران مصنوعة من القش .. كان البناء عبارة عن هيكل متين محبوك يعلوه سقف من قش كذلك .
فتحت الباب بلهفة و دخلت و سرعان ما انجذبت الى فتحة لها شكل نافذه خالية من الزجاج ،نظرت الى الخارج فسحرها منظر ممر صخري يضيق في اسفله الذي يقبع عند شلال يترقرق مندفعاً نحو الصخور المنتشرة حوله .
منتديات ليلاس
في هذه اللحظات احست بالرضى و بالسعادة العامرة ،كان الجو حولها ساحراً فقد رأت في هذا المنزل قروناً من التاريخ النضالي الممزق، كما رأت فيه واحة امن لمن سكنه من عائلة كالدونيان فهو مكان يأو اليه سوى اشخاص مرحين سعداء.. مكان ،ربما شارك فيه زوجان فرحة الاتحاد مجدداً بعد طول فراق، مكان كان الاحبة فيه يلتقون و الاطفال يلعبون .
تمطت باسترخاء و كسل ... انها نعمة من الله ان تأخذ قسطاً من الراحة من جبل المراسلات الضرورية لإدارة مثل هذه الاملاك الواسعة . فامتداد و تنوع مصالح السعادة ادهشها من خلال الرسائل التي مرت بها علمت الي اي مدى يستغل املاكه.. فالغلال التي تجمع من الاراضي تنقل الى معامل و اسواق و الملفت للنظر ان الخدم و التابعين وظفوا فقط لتأمين الخدمة الجيدة للزائرين الذين يودون التمتع بصيد السمك و الذين ينفقون مالاً وفيراً مقابل الامتيازات التي يتلقونها لايجاد ما يحبونه اصطياده في انهر مليئة بالسمك على انواعه و لكن لبعض هؤلاء الزائرين هوايات اخرى تنحصر في التفتيش عن الصيد البرّي و هم لقاء السماح لهم بالتجول في الاحراج و الوديان يدفعون ثمناً باهضاً ايضاً.
ان مبلغاً ضخماً من العائدات يتدفق على خزينة القصر من الزائرين الذين يتوافدون من كل حدب و صوب لإبداء إعجابهم بالقصر من الداخل و لكنهم اثناء تجولهم في القصر يشترون المرطبات و الكتب و الصور و اشياء يدوية الصنع و وشاحات صوفية حيكت يدوياً كما يشترون في تلك الاثناء حيوانات حفرت على رؤوس ذكور غزلان المحفورة في الخشب كذلك ،هذا عدا الحلي المميزة او الحلويات اللذيذة التي تصنعها ايادي عمال الاملاك و زوجاتهم .
|