كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم تسمع من قبل صوتاً مشبعاً بهذا القدر من الازدراء :
- سأقدر قدراتك بنفسي ، و ان كنت لم تتمكني بسبب طيش عابر في الماضي ، من ايجاد عمل في مكان اخر ، فهنا ، في قصر كالدونيان لن تجدي الفرصة لارتكاب اي هفوة . و اذا اغوتك نفسك بالفرار ببعض فضيات العائلة فستعتقلين قبل ان تصلي الحدود . و اذا ، و هذا يبدو اكثر احتمالاً ، كان الطيش من الجنس الآخر هو سبب سقوطك ، فمن الصعب ان تجدي بديلاً تزدهر عليه اهتمامتك .
تملكها غضب لا يوصف ، فوقفت بحدة صائحة :
- كيف تجرؤ على هذا الكلام !
بدا سئماً و هو يرد ببرود :
- اوه .. بل اجرؤ .. هل تنكرين عجزك عن احضار توصية من رب عملك السابق ؟
فتشت في عقلها بجنون عن كلمات تهشم فيها غرور هذا المتعجرف الذي يتمتع بإذلالها . و لكن ما العمل ؟ فلو اتصلت بالسير دوغلاس طلباً لتوصية شفهية لتلقت منه اسئلة لن تنتهي و لن تتمكن من الرد عليها . نعم هي تملك شهادات كثيرة و لكن ان قدمتها له الآن اثارت شكوكه .. فما هو الرد الذي تقدمه على هذا التحدي ، و السؤال الحتمي هو ما الذي يدفع سكرتيرة تملك هذه المؤهلات الى التقدم لوظيفة من الدرجة الثالثة في غابات اسكتلندة النائية ؟ ..
ما عليها سوى ان تبتلع ريقها و معها كرامتها و تهمس :
- لا .. لا انكر . . .
منتديات ليلاس
كانت تعتقد ان صوته بارد ، حتى قال لها آمراً ، فخطف الجليد انفاسها :
- بإمكانك البدء بشهر تجربة منذ صباح الغد .. سأرن الجرس لأليس لترشدك الى غرفتك .. اظنك فعلت ما نصحتك به ، و احضرت معك ما يخولك الإقامة هنا فترة قصيرة ؟
بدا كلامه وكأنه يظن ان الشهر اكثر من كاف ، و عند هذه النقطة وافقته . انها حتى الآن لم ترسم خطة للأنتقام بعد. فقد تقدمت للوظيفة بتهور و غضب ، و لم تدرس الأمر ملياً فكل تفكيرها انصب علي ان تكون قريبة من المركيز لتسنح لها فرصة الانتقام و ما زالت تتعلق بهذا الأمل ، خاصة بعدما اكتشفت بنفسها الى اي درجة مقيت هذا الرجل و عليه و مهما كلفها الأمر ستجعل " الطاعون الأسود " يجثو امامها .
و لكن الفكرة لم تكد تتجسد حتى تحرك المركيز لاول مرة امامها . كان هناك حبل جرس قديم الطراز تدلى علي بعد ياردات منه . عندما تقدم منه ، تجمدت نظراتها ، فقد لاحظت بإشفاق غريزي حاد ، ان لديه عرجاً مؤكداً و هذا الاكتشاف آلمها في الواقع .. كان الألم يشبه ذهولاً و صدمة احست بها مرة في حديقة حيوان في لندن عندما رات منظر ذكر اوز مكسور الجناح .
لم تدرك انها تحدق اليه الا حين ايقظتها لهجته القاطعة :
- اجل آنسة هارفشام .. كما ترين .. انا عاجز . و الآن تفهمين لماذا قلت انني افضل توظيف الرجال ؟ اذا كنت تعتمدين على اضافة جلدة رأسي الى حزامك ، فلا شك انك الآن تعدين التفكير .
حطمت سخريته اللاذعة آخر حاجز لاذت به للسيطرة على نفسها ، فتطايرت الشفقة و عينين غاضبتين و صاحت :
- يبدو لي انك عليل العقل اضافة الى اعتلال الجسد لورد كالدونيان . ان عدم قدرتك على تحمل المرض هو بحد ذاته مرضاً .
|