كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انزلق الى الارض على مضض :
- حسن جداً .. حين اجده اهمس له لئلا يسمعني احد سواه ،و لن اتأخر , فأنا واثق اين اجده .
حين ابتعد اسندت راوينا ظهرها الى المقعد ، تدلك ذراعيها براحتي يديها لتتخلص من الوخز الذي يحمله البرد اليها . فالمنزل اصبح بارداً، و العتمة بدأت تتسلل و الظلال طالت تحمل دلائل الوقت الطويل الذي امضته هنا ، فارتجفت و شعرت بالغثيان من الحالة التي كانت عليها هذا الصباح حين اخرجها سكوت من الوحل .. و خجلت من التفكير في ما حصل ، و تمسكت بالتفكير في العودة سالمة الى شقتها و منها الى بركسيل حتى تتمكن من نسيان هذا الاسكتلندي البربري الذي عرى عقلها كما عرى جسدها من كل كرامة .. خالت نفسها مرة تحبه ! و رقدت ليالي وهي تتخيل ذراعيه تحضنانها ! ولكن المرأة تكون بلا عقل و قاسية لتقضي العمر كله مع رجل كهذا .. وهي ليست كذلك بل على العكس ، انها تتألم بسرعة ، و عاطفتها رقيقة متسامحة الى حد الغباء .. انها لمحظوظة لأنها ستتخلص منه .
إذن .. لماذا البكاء ؟؟؟
استسلمت لتدفق الدموع التي كبحتها طويلا ً، تضع ذراعيها على حافة النافذة لتستخدمها وسادة لرأسها المتألم و لدموعها المتدفقة بقوة الشلال .
كادت دموعها تجف حين سمعت صوتاً حبس عليها انفاسها فتساءلت عما اذا كانت تتخيل ذلك الصوت الذي يدعوها باسمها ..و سمعته مجدداً :
- رواينا!
رفعت رأسها ثم احست بالخوف من الظل الذي ملأ المنزل و بدا في صوت سكوت القلق :
- ارجوك لا تخافي مني .
لكنها كانت اشد انهياراً من الاهتمام برجائه , فشهقت تقول :
- اذهب عني ! لا اريد ان اكلمك !
- صدقيني .. افهم و احترم مشاعرك .. لن المسك .. لن اقترب خطوة اخرى . ليتك تصغين اليّ فقط .
منتديات ليلاس
اعتبر صمتها قبولاً ، فدس يديه القابضتين بشدة في عمق جيبي بنطلونه و طفق يتحدث بصوت خيفض :
- لن اهينك بمحاولة تبرير تصرفي ، لكنني احس ان عليّ على الاقل شرح الدوافع الكامنة وراء عملي ... تعلمت منذ ولادتي الا اثق بانكليزي ... ولم يقم الا القليل من بني عرقك بما يغير راي الراسخ .. كان دوغلاس حتى وقت قريب الاستثناء الوحيد .. ربما بدأت اتغير قليلاً اتجاهكم حتى جاء اخوك ليعيد الي مشاعري القسوة .. و هكذا حين وصلت انت ، و رغم عدم معرفتي بالصلة التي بينك و بينه . كانت معاملتي لك خشنة حتى التطرف ولكن .. اثناء عملنا معاً توصلت تدريجياً الى التعرف الى مزاياك ، و لم استطع سوى الاعجاب بهذه المزايا .. وكنت مستعداً تقريباً للاعتراف بهذا حين وصل دوغلاس و عندما رأيتكما معاً ثار جنوني و شعرت نحوك بكره و ازدراء جعلاني اتصرف بطريقة مخالفة لطبيعتي .. اردت ان اؤئمك . قلت لنفسي ان لتصرفاتي رغم قسوتها تبريرات كثيرة .
سحب نفساً عميقاً ثم اردف :
- ثم ... صدمت حينما اكتشفت اني رغم مقاومتي و بغضي لضعفي امامك وقعت في حبك .. و الكراهية التي تعتمل في نفسي انما هي لنفسي لأننى لأول مرة في حياتي لم اكن قادراً على السيطرة على مشاعري التي تتسارع بجنون كلما اقتربت مني .. و فيما خلتني اعاقبك، كنت اعاقب نفسي ايضاً .
|