كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
راحت عيناه الضيقتان تعريانها ، قال :
- تبدين انيقة متزمتة ! هل افهم من هذا انك ارتديت ما يناسب الدور الذي تنوين لعبه ، دور الطفلة الكئيبة الحساسة الى درجة الخوف من ان يساء فهم تصرفاتها .
- لك ان تظن ما تشاء . لم اعد اهتم برأيك بي .
ظللت غمامة سوداء وجهه فوقف ليعرج متوجهاً اليها فتساءلت بسرعة عما اذا كانت تؤلمه ام لا .. قال بغيظ :
- ماعدت مهتمة .. يشير اختيارك للكلمات الى انك يوماً كنت مهتمة جداً .
ابتعدت عنه مشيحة ظهرها لمعذبها :
- ما من إفادة ترجى ان فكرنا في ما كان يوماً او ما كان يمكن ان يكون . لو استمرت الامور كما كان مخطط لها لكنت الآن في طريقي الى انكلترا ، لقد وافقت على هذا اللقاء الاخير انما لا لأتحمل منك الاتههامات ، بل ليودع احدنا الآخر .
استدرات لتواجهه ، وصدمت حين وجدته يكاد يلتصق بها . ولكنه امسك كتفيها ليثبتها كما هي و ليتفرس في وجهها، فأحست بغضبه المكبوت يلذعها ، وببريق عينيه يرهقها ، لم يكن قد اخفى ازدراءه لها ولا كراهتيه لوجودها في قصره فلماذا اذن لا يصرفها بوداع سريع ؟ هل هو الآن في مزاجه السادي المتعاد ؟ هل يتمتع بعذابها ؟
سمعته يقول :
- هل توقعت فعلاً مني ان اصدق الاكاذيب الكامنة في رسالتك الذي تذكرين فيها ان دوغلاس لم يكن اكثر من رئيس طيب و انك عملت معه عن كثب و استضفت ضيوفه و انك قاومت اغراءات المجتمع العالمي في احدى اكثر العواصم صخباً ، محافظة على طهارتك نقية كالثلج ؟
منتديات ليلاس
رنت ضحكته الساخرة في اذنيها كالرعد ، و انخفض صوته الى تمتمة اغواء و اخذ يمرر اصابعه على شفتيها المرتجفتين :
- نعم هكذا .. كيف يمكن ان تكوني صادقة ؟
كانت مثبتة على جسده الصلب بسرعة خطفت انفاسها فأمسكت بقيمصه تشده ، و ارداة و تعقل ، و صفاء تفكير ! جعلتها وحشية عناقه تقاوم بكل ذرة من روحها لتحرر منه و اتخمد الصخب الملّح الذي راح يتسارع داخل عروقها . كان يعانقها بكراهية و كأنه يشتهي الجسد و يرفض القلب الذي وصفه بالمتقلب ، ينظر اليها كأمر تافه كأنثى مفيدة فقط لتخليص الذكر من احباطه .
فجأة أحست بأصابعه تعبث بأزرار البلوزة .. فقاومته بكراهية ، تكرهه و تكره دموع الضعف التي قفزت الى عينيها .. انه لا يستحق دمعه واحدة .. انه كريه ، وحش ضار ، تكرهه ! ولأنها عالقة بين ذراعيه القوتين لم تجد سوى دفاع واحد .. فرفسته ، رفسة قوية حاقدة على عظم ساقه فأطلق شهقة ألم و استغراب . ما ان تحررت من ذراعيه حتى اطبقت اسنانها على ذقته كأنياب فخ حديدي لتخرج من الدماء .
- اللعنة ... !
وكان رده صارماً ، مذلاً و سريعاً , فقط اطبقت يداه المتوحشتان على عنقها و أحست بعضلات عنقها وهي تستعد لتلقي الضغط ..ولكنها انصدمت وجللها الخجل حين امسك قماش البلوزة الرقيق بقوة هائلة و مزقه من العنق حتى الاسفل . منعتها الصدمة من الكلام و حدقت اليه برعب ، اما هو فبدا للحظة قصيرة مذعوراً من جنون ما فعل . ولكن تلك اللحظة كانت كافية لتهرب منه . فركضت في القاعة و منها الى الردهة ، فالدرج فغرفتها ، كانت مضطربة منفعلة ، بحيث لم تشاهد الجسد النحيل المنزوي الذي دخل الى الردهة من الباب الرئيسي ، ولم تع ِكذلك ان من يلاحقها اوقفه عند حده صوت السير دوغلاس السائل بنبرة من لا يصدق ما يرى :
- سكوت ! ماذا فعلت بالله عليك !
|