كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رمى القفاز في وجهها منتقماً بحقد كبير فلم تستطع سوى التحديق اليه ... ابتسم ابتسامة كريهة و قال مردفاً :
- ما بك يا عزيزتي راوينا .. ؟ هل دهشت حقا لأنني لست ذلك الساذح الذي ظننت ؟. هل ظننتني حقا فاقد الذكاء فلا اتسأل عن سبب اقدام فتاة تملك مؤهلاتك كلها الى استلام وظيفة من الفئة الثانية مع العلم ان قدرة واحدة من قدراتك لو ملكتها اية فتاة لحصلت على ما تشاء من راتب , افلا اتساءل عن سبب رضائك عن العمل في مكان هادئ بثمن بخس ؟ كان الوضع سيبقى مدعاة للتساؤل مني لولا قدوم دوغلاس لألقاء الضوء على الامر . كنت اقرأ قبل اسايع الكراهية على وجهك كلما التقت عيوننا . كنت احس بنفورك مني ، وحيرتني الادانة التي كانت تشوب صوتك كلما خاطبتني . مع ذلك وبين ليلة و ضحاها تبدل تصرفك . اتوقعت مني ان اتجاهل دلائل كرهك السابقة . و اصدق انك تحبينني ؟ ... لا .. عزيزتي راوينا .. انت فاشلة مسكينة . اعترفي بهذا .. لقد لاعبتك بلعبتك نفسها و خسرت .
وصلها التوبيخ الساخن عبر ضبابة من العار و لكنها رغم ذلك واجهته بجفاء ، فأطلقت أخر طلقة لديها على المركيز المنتصر :
- يا لمكرك ! انت على حق إلا في شيء واحد !
- أوه ؟ و أين اخطأت ؟
- اخطأت الظن بالسير دوغلاس .. فلم يحدث ان تجازوت علاقتنا علاقة الرئيس بسكرتيرته .. اما دوافعي للمجيء الى هنا فمحض شخصية .. لديّ حساب يجب ان اصفيه معك ، بسبب خطأ شنيع اقترافته بحق افراد عائلتي .. خطأ دفعني للقدوم الى قصرك و علي عزم للانتقام منك . على اي حال ، لسنا جميعاً قساة القلوب مثلكم ايها الاسكتلنديون ، خاصة حين يكون الامر على القاعدة العين بالعين .. ولست اخجل من اعترف بهذا .. لو كنت انا المنتصرة لشعرت بأنني اسوأ حالاً مما انا عليه الآن .
منتديات ليلاس
احست باهتمامه ما ان ذكرت الانتقام .. كانت كلمة فهمها جيداً، كلمة لابد ان تثير شفقته !
- ذكرت ان هناك شخصاً من افراد عائلتك .. فما علاقتي به ؟
- انه اخي الصغير الذي كان موظفاً لديك .. كان شاباً تتوق نفسه الى ان يبدأ حياته ولكنك دفنت حماسته و اطفأت شعلة روحه حين تركك ليفتش عن رب عمل الطف منك .. شتت مستقلبه بتوصيتك التي وصفته فيها وصفاً كريهاً ، و زرعت فيها حقدك ، انه هوارد بنجمن .. اتذكره .. ام انه مجرد ذبابة سحقها حذاؤك الملكي المتعجرف ؟
احست مرة اخرى بالخوف من الكراهية التي ظهرت على وجهه عند ذكرها اسم اخيها :
- اذكره ... ؟ أجل اذكره جيداً .. بل لدي هنا في املاكي ما يذكرني به جيداً و ذكراه للاسف تنغص عيشي لأنني غضضت النظر عن فم ضعيف ، و نزوة مستهجنة و شخصية غير سوية . لذلك من غير المحتمل ان انسى ابداً وجود اخيك هنا !
تقدم منها فجأة فذعرت و أمسك كتفها بأصابعه :
- تعالي معي !
ما ان صدمت لهجته الآمرة اذنيها حتى احست ببرودة الموت .. في داخل هذا (الطاعون الاسود) يسكن شيطان ارادته من حديد ، ولكن هذا الشيطان اصبح الآن مفرطاً في العنف .
لم يهتم بفستانها الرقيق ، او بصندالها الخفيف بل راح يدفعها بقسوة الى الابواب الزجاجية ، ومنها الى الحديقة . كانت يده قابضة على مرفقها يجبرها على اللحاق بخطواته السريعة . اما هي فخافت ان تسأل او تحتج ، و بقى يجرها بكل حقده الى ما وراء القصر و من هناك الى ممر قادهما الى اكواخ مبعثرة تأوى عائلات عمال الاملاك ...
|