كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رضيت عن المظهر الصارم الذي اضفاه عليها وضع الكتلة الفضية في الملقط ، و لكنها رغم ذلك تمنت لو كان لديها وقت لترتيب حلقات من شعرها فوق جبينها ووجنتيها ، استدارت نافذه الصبر تقول لنفسها :
- أوه .. يكفي هذا !
ذعرت عندما سمعت نقر اصبع على الباب :
- من الطارق ؟
زودتها الحاسة السادسة بالرد قبل ان تسمعه .
- سكوت .. هل لي ان ادخل ؟
استدار مقبض الباب ودخل قبل سماع الرد .. اما هي فذعرت لأنه سرعان ما قطع المسافة الفاصلة بينهما . كان يبدو وسيماً حتى وهو مرتد بنظلون العمل فكيف الحال وهو مرتد بذلة سوداء رسمية . بدا شعره الاشعت عادة ممسداً و بدت قسماته السمراء بارزة بحدة امام قميصه الابيص و اكمامه الذهبية ازاراها ، وربطة العنق الرائعة . وكان ان احست انه ليس جذابا فقط، بل ارستقراطيا عريقاً . و الليلة لم يكن رب عملها مصدر العذاب ، المعادي ، بل المركيز كالدوينان الذي تحس معه الليلة بالخجل الشديد .
- قبل ان ننزل .. هناك ما يجب ان نتباحثه .
انتفضت مذعورة لأن في نبرته صوته حزماً لا يعكس اياً من العواطف التي اطلقتها في وقت سابق .. فتراجعت الى الوراء قائلة :
- الن تجلس ؟ سرني قدومك لأنني ايضاً اعاني من مشكلة تقلقني .
لاقت دعوتها اذنا صماء و نظرة ممعنة في جمال الشكل المائل امامه .. تصاعد اللون الى وجنتيها عندما راحت عيناه تستكشفانها . وفكرت ! انه كالذواقه الذي ينتظر تذوق طعم طبقه المغري الخاص .
منتديات ليلاس
اغضبها مزاجه المبكوت ، فقالت :
- انت اولاً .. كيف لي ان اخدمك ؟
- بأن تجلسي.. على ان يكون ذلك خلف لوح سميك .
جلست لا استجابه لطلبه الساخر بل لأن ساقيها كادتا تنهاران .
بدا انه يقوم بجهد كبير ليجمع شتات افكاره و لكن ما إن حاول البدء في الكلام حتى تراجع و قال :
- لا .. سأسمع كلامك اولاً .
كبحت رعشة توتر مردها غضبه ولكنها تاقت الى التخلص من عقدة ذنبها .
- حسن جداً . لقد غيرت رأي بخصوص اعلان الخطوبة . كانت فكرة سخيفة . ولا ادري لماذا ..
- الا تدرين ؟ إذن ، هل لي ان اذكر لك السبب ؟
شهقت بريبة لأنها خشيت ان يكون لسان السير دوغلاس قد زل .
- اتعرف ؟
- كنت غبيا لأنني لم اعرف السبب قبل الآن . اتظنين انني اعمى و اصم و فاقد قوة التفكير و الأدراك ؟ لقد شاهدت تأثير السير دوغلاس لستر فيك كما شاهدت توقك الشديد لمعرفة اذا كانت زوجته برفقته ام لا .. انه الرجل الذي في ماضيك اليس كذلك ؟ انه السبب وراء سعيك الى وظيفة من الدرجة الثالثة رغم كفاءتك و مؤهلاتك في عالم السكرتاريا ! واضح ان الموقف بينكما اصبح محرجاً ، و لقد سألت دوغلاس فإذا مراوغته في الرد تزيد شكوكي .. اخبريني الحقيقة , الى أي مدى كنت تعرفين دوغلاس قبل قدومك الينا ؟
اختبرت الماً هائلاً راح يتضخم ، و تسارعت في عقلها المشلول هذه الفكرة العجيبة التي لم تكن السبب في الالم الجسدي الذي تشعر به . ثم لم تلبث ان ادركت ان الالم ليس خيالياً بل واقعاً . اما سببه فضغط اصابعه الوحشي على كتفيها ، وكان عليها ان تتكلم .. او بلأحرى كانت مجبرة على الكلام ! ولكن ان تكلمت فقد تجد الراحة من الضغط المتزايد الذي سيزداد حتماً مادمت صامته . بدا لها في تلك اللحظات قادراً على تحطيم كل عظام جسدها وهو متمتع بما يفعل !
|