كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
11 - رجل من ماضيك
سمعت راونا وهي في المكتب توافد الضيف الاول ، فكان وضعت الغطاء على الآلة الكاتبة لأنها وعدت سيبيل بالمساعدة في ايصال الوافدين الى غرفهم . و بما ان المراسلات ليست كثيرة ، لم تجد عذراً في البقاء داخل المكتب الصغير الذي اصبح الآن مرتباً و الذي بات ملاذها الآمن ، فهو المكان الوحيد الذي تحس به بالراحة في قصر كالدونيان .
دنت من مرآة صغيرة معلقة خلف الباب لتتأكد من شعرها اذا كان مرتباً ومن وجهها اذا كان خالياً من اية بقعة سوداء قد تنتقل اليه من الآلة الكاتبة . ولكن الذي طالعها عينيان متعبتان تحملان التعاسة الى تشعر بها منذ اعتراف سكوت المذهل .
كانت الكلمات قد دارت في رأسها مرات و مرات وفي كل مرة كانت تشعر بأن يداً عملاقة تعصر قلبها و تقطع عنها انفاسها و تسارع في اسقاط دموع ساخنة .
كان لديها يومان كاملان لتفكر في ما مر بها . في البداية رفضت الاستنتاج الذي قدم نفسه لها و لكنها في النهاية ، اعترفت بأن المشاعر التي تعاني منها ، و تؤثر على جسدها كلما سمعت وقع اقدام مقبلة و تسارع الدماء بوحشية في عروقها كلما تذكرت ذراعيه وهما تداعبانها و تحضنانها ناهيك عن تلمسها الخال الذي الصق شفتيه به ، كل هذا يمكن اختصاره بكلمة واحدة .. الحب ! لقد ارتدت عليها جذوة الانتقام فهي تحب الرجل الذي سعت لتكرهه بعمق .
منتديات ليلاس
كان الامل احياناً حتى وسط يأسها يتصاعد الى نفسها .. لقد اعترف سكوت لها بأنه يبادلها مشاعرها وليس عليها الا بأن تبادره باعتراف مماثل ذاكرة له ما قاله الطبيب يونغ . لتزيل آخر الحواجز بينهما نحو مستقبل سعيد .. ولكن كان يطيح بهذه الافكار شعورها بعدم الإخلاص لهوارد الذي لا تريد ان تقيم سعادتها على حسابه .
فالسنوات التي تولت فيها رعايته تركت بصماتها عليها .. و تعلم جيداً ان ردة فعله على هذا ستكون الازدراء ، و الاحتقار و الارتباك لأنه حرم من ملاذه الوحيد الآمن في هذا العالم المعادي له .
كانت اسراب من السيارات تتوقف قرب المدخل عندما وصلت الى الباب . نادتها سيبيل ما ان شاهدتها فسحبت راوينا انفاساً قوية لأن كل العيون توجهت اليها . حينما سمعت صوتاً آخر يناديها باسمها ، ظنت ان مخيلتيها تصور لها ما ليس موجوداً ولكن عندما تعرفت الى شخص كان بعيداً عن المجموعة بيض وجهها و شعرت بأن سيفاً مشؤوماً قد سلط عليها .
- راوينا .. يا للروعة ! ماذا تفعلين هنا ؟
تمتمت تحس بفضول سيبيل المتصاعد :
- سير دوغلاس .. قد اسألك السؤال نفسه . هل ترافقك زوجتك ؟
أتاها صوت من روائها :
- اتعرفين ديردر ايضاً ؟
ثم تحرك سكوت نحو اليد الممتدة اليه :
- اهلاً بك في قصر كالدونيان دوغلاس ، صداقتك مع خطيبتي تجعلك على الرحب و السعة بشكل مضاعف .
ترك السير دوغلاس فمه ينفتح على غاربه .. و قال مردداً لا يصدق :
- خطيبتك .. ؟
|