كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
اما انطباع راوينا فكان اسهل للقراءة ، فردة فعلها الاساسية كانت اتساع عينيها رعباً ، ثم عندما توضحت الفكرة احست بمشاعر الخوف العنيف تثيرها و تلقي في قلبها الذعر وفي معدتها التقلص الحاد وفي حنجرتها عدم القدرة على ابتلاع ريقها الفكرة منافية للعقل .. ولكن الوقت يداهمنا . لقد جاءت الى قصر كالدونيان لا لتحل مشاكل عائلة سايتون .. بل لزيادتها .. سحبت نفساً عميقاً بصمت لتقول بنفسها : هل اجرؤ ؟ لمع في عيني تفكيرها صورة للقاعة الكبيرة و هي محتشدة بأقارب العائلة و اصدقائها الذي يصفقون و يهللون بابتهاج للاعلان عن قرب زواج كبير عائلة سايتون . وتراءى لها سكوت متقبلاً الامر الواقع مبتسماً للمهنئين . كما تراءى لها استيائه الغاضب الذي سيجتاح وجهه حينما ترمي في وجهه هدية الخطوبة امام الجميع قائلة له في جملة واحدة بليغة رأيها بالضبط بشخصيته الكريهة .
سمعت من خلال الضجيج الذي عم اذنيها رد سكوت الهادئ :
- هذا قراره يجب ان يكون لراوينا .. ولأن خطوبتنا كانت منذ فترة وجيزة ، فأنا متأكد انها ستفضل ان نحافظ على سرنا فترة اطول .
سمعت صوتها يقول من مكان بعيد :
- أوه .. لا ادري يا سكوت . فيحق لأصدقائك ان يشاركونا سعادتنا . وبما ان من الغير الممكن ان يقام حفل كبير في القصر في المستقبل القريب , لااظن ان حفلة يوم السبت مناسبة للإعلان .
نظر اليها نظرة من لا يصدق ، نظرة ذهول و استياء و تهجم . اما هي فتحملت نظرته بابتسامة زائفة ، تنتظر لمعان الانتصار الذي يجب ان يتبع كلامها بدل هذا الرعب السلتي الفاقد للحس .
ولكنها اضطربت للإعجاب لسرعة استعادته لجأشه ، كانت الوحيدة الى لاحظت الطريقة التي سلكها للتعامل معها .
- إذت .. فليكن هذا .
منتديات ليلاس
من مكان ما خلفها ، سمعت تمتمة سيبيل المخنوقة و هي تهرع خارج الغرفة وحين لحق جاك بزوجته ، ادركت انها لم تفر هاربة ، فستكون وحدها وجهاً لوجه مع الاسد في عيرينه !
اعار الخوف جناحين لقديمها فسارت في اعقاب جاك ، محاولة الهرب , و عندما اصبحت على بعد خطوة من السلامة اطبقت يد على كتفها و جرتها بقسوة لتعود الى الغرفة التي صفق بابها بسرعة , حدقت ببلاهة الى وجهه العاصف و تفكيرها في فراغ و لسانها جاف الى درجة انه علق في سقف حلقها .
و عندما تحدث بصوت رهيب ذعرت اكثر مما لو تحدث بغضب مستعر .
- أظن من الواجب التوضيح .. اليس كذلك ؟
- أنا ... انا ...
- لا تزعجي نفسك بأختلاق الاكاذيب .. فالسبب وراء عملك واضح ! و بما انني ابله ، فقد لعبت لعبتك ، و اعطيتك فرصة ارسلها الله لتحققي الاحترام لنفسك و لتحصلي على صيد ثمين . كما هو معروف في اوساطك . و انا من كنت لدقائق خلت اقدر بساظه شخصيتك .. يا الهي ! لابد انك اعظم النساء شراً و اكثرهم خداعاً ومن سوء حظي انني قابلتلك ! .
قاومت راوينا خوفها منه و سعت الى ايجاد الكلمات تقنعه لتستمر الخطوبة وهي واقفة و اهدابها منخفضة و رأسها منحنٍ بما يشبه الخجل ، تصاعد الاحمرار الى وجنتيها ، بالوان متدرجة ما بين الوردي الناعم و الاحمر القاتم . ولكن عقلها كان في سباق مع التفكير الشرس ، ثم وكأنما رمى اليها طوق نجاة تذكرت نصيحة اخيها لها : استخدمي ارادتك كامرأة . ابكي قليلاً على كتفه !
اظهرت الضعف الذي يجرده من سلاحه فانهارت على كتفه وبدأت تبكي بصمت .
|