كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
احست انها غير مرغوب فيها ، فعادت الى سكوت المنتظر في السيارة و قالت بجفاء :
- لا يحتاج الي .
واحست بتزايد توترها حين ضحك عالياً :
- يبدو ان روح الامومة فيك قد اهينت عزيزتي .. ومن الواضح ان الوقت قد حان ليكون لك اطفال .
كانت البلدة الريفية رغم صغرها جوهرة كاملة . يقطعها نهر الى نصفين ، يتصل احدهما باالآخر عبر جسرين ، يسبح تحتهما الاوز الناظر الى الناس و المتنازل بكبرياء ليقول فتات الخبز الذي يرميه الجالسون على مقاعد خشبية كبيرة على ضفتي النهر .
كانت راوينا قد مرت بالبلدة اثناء توجهها الى قصر كالدونيان ، و قد تمنت يومذاك لو سنح لها الفرصة لتستكشف الشوارع الضيقة المنتشرة على محاذاة النهر ،والمؤدية الى مركز التسوق المكتظ بالسواح التائقين الى شراء قمصان التارتان الشهير في اسكتلندا ، و قماش التويد الصوفي و قمصان الصوف المحبوكة في جزيرة فاير .. وشغل الابرة محلياً باسم فلوورين و الي التطريز الناعم .
توقفت خارج محل يتوسط معروضاته وشاح صوفي رائع تشبه حياكته خيوط العنكبوت .
احس سكوت انه فقد مرافقته . فتوقف ثم تراجع ، وقال معلقاً :
- ارى انك تبدين اعجاباً بوشاح شهير معروف عندنا باسم شيتلاند . وهو يزن حوالي اونصتين و نص ، يخضع الى اختبار قديم لمعرفة قوته و متانته و ذلك بتمريره في خاتم الزواج . مازلت الطريقة الصنع متوارثة من الجدات الى الحفيدات ، و الشيء نفسه ينطبق على هذا القماش الصوفي المعد لصيادي السمك .. فالمناطق عندنا تلتزم بمصنوعاتها الاصلية خاصة ، فجزيرة (لويس )مثلاً تقدم تصاميم اسمها (نوافذ الكنيسة) و (مخالب الكركند) اما منظقة (ايرسكاي) فمشهورة بتصميم (شجرة الحياة) و (رباطات الحب) و التصاميم جميعها هي رمز للأغراض التي صنعت من اجلها .
تشجع عندما رأى اهتمامها الشديد فأردف مبتسماً :
- هذه التصاميم تسافر مسافات بعيدة مع بنات الصيادين في رحلاتهن على ظهر المراكب من اجل تنظيف السمك . و اثناء السفر تلتقي البنات بمسافرات من مناطق اخرى فيتبادلن التصاميم .. في هذه الايام الالوان كثيرة و متنوعة ولكن قماش صيادي السمك هذا ، من جزيرة (ايريكي) وهو يُحاك دائماً بأدق الابر اما الالوان فأما ان تكون خضراء دكناء او سوداء . لأن لكل عائلة تصميم خاص بها ترين ان الناس يتعرفون الى اجساد الصيادين الغرقى في البحر من قماش ثيابهم .
منتديات ليلاس
كانت راوينا تفكر في كلامه حين توقف بها امام واجهة مختبئة بعيداً في شارع فرعي . ولكن ما ان دخلا ، حتى ظهرت المعاملة الممتازة فقد اسرع سيد عجوز الى تحتيهما ، انحنى باحترام كبير انما بدون ما يدل على الخضوع .
- لقد اوليت مؤسستنا شرفاً كبيراً لورد كالدونيان و ارجو ان نتمكن من خدمتكم .
- ارجو هذا سيدفروبيشر .. هذه الآنسة هافرشام خطيبتي وهي ترغب في اختيار هدية الخطوبة .. الديك ما هو مناسب ؟
- بكل تأكيد .. اتفضل السيدة الشابة بروشا بدلاً من خاتم الخطوبة التقليدي ؟
من الطبيعي ان تبدو راوينا حائرة فأردف الرجل :
- استطيع ان اقول من تعابر وجه خطيبتك سيدي اللورد ان زواجك سيكون زواج الشوك بالورد .. اليست السيدة انكليزية ؟
|