كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان يمسك بمرفقها بقوة وهو يقودها الى مقدمة القصر حيث كانت السيارة صغيرة تقف امام المدخل . كان جاك هناك يفرغ الحقائب من الصندوق و فتاة تتكيء بلا اهتمام الى عمود حجري مبتسمة بنفاذ صبر .
- كن محترساً يا جاك .. انها جديدة !
جاء صوته من عمق الصندوق :
- يا لها من حقيبة لعينة . كيف وضعتها هنا ؟ الم يكن بأمكانك ارسال بعضاً منها في شاحنة ؟.
- حبيبي .. لقد وصلت لتوي من اوروبا ، منذ يومين فقط . ولم ازعج نفسي بافراغ الحقائب .. لا شك ان بعض ملابسي مشعثة و لكن اليس ما تزال هنا تترأس فرقتها من النساء الممتازات ؟
- لفرقة نسائها الممتازات عمل اهم بكثير من كي ملابسك .. لماذا لا تحاوين القيام ببعض اعمالك بنفسك حبيبتي ؟ لا بد ان تجدي عملاً تستطيعين القيام به دون ان تتسخ يديك الوردتين البيضاوين .
ارتعبت راوينا فقد كانت كلماته مشحونة بالسخرية ، فكيف بالله يمكن ان تعود المياه الى مجاريها وهو يصر على تصرفه هذا معها ؟ وذلك قبل ان يحصل شرخ في علاقتهما يعجزان عن اصلاحه .
- سكوت .. حبيبي ...!
كانت عينا سيبيل اللامعتان بالبهجة مسمرتين على وجهه ، وكأنهما تودان استيعاب كل تعبير من تعابيره ، وكل جزء بسيط من مظهره :
طوله و نحوله و مشيته الواسعة المستعجلة قليلاً و رأسه الاسود المتفاخر ، الذي تضيئه الآن بسمة ترحاب , هرعت اليه بذراعين ممتدتين متجاهلة يده التي مدها للمصافحة رامية نفسها عليه ، لافة ذراعيها حول عنقه ، معانقة اياه بلهفة وشوق حتى شعر جاك و راوينا بالاحراج . كان من الصعب معرفة من تخلص من الاخر اولاً .. ولكن سيبيل بدت مترددة تكره الابتعاد فتعلقت بذراع سكوت غير مهتمة ابداً بالاخرين .. و قالت :
- لماذا لم ترد على رسائلي ؟ كنت اراسلك مرة في الاسبوع ، ولم اتلق منك الا رسالة قصيرة كتبتها على عجل .
- كنت مشغولاً .
احست راوينا بالغضب بسبب لهجته المتسامحة ..
- مشغولاً حتى عني ؟ لن اصدق هذا يا سكوت !
قاطعها جاك و هو يستشيط غيظاً :
- وماذا عن رسائلي لك يا زوجتي الحلوة ؟ ما هو العذر الذي لديك لعدم الاجابة عنها و عدم الاهتمام بصالح ابنك ؟
- انت معه .. اليس كذلك ؟ لماذا يفترض الجميع ان حمل الطفل في احشاء امراة يورث بشكل آلي مشاعر الامومة . انا .. لم اعرف امي يوماً . ومع ذلك عشت ! ولكن والدي لم يكن يوماً ظلاً لرجل آخر !
منتديات ليلاس
غطت على شهقة راوينا الغاضبة احتجاجات سكوت الحادة :
- الا يمكنكما التوقف عن المشاحنة ولو لدقيقة ؟ ريموس لما يستعد صحته . سيبيل انه مازال في فراشه ولكنني واثق انه يتوق الى رؤيتك .
تركزت عينا راوينا على وجه سيبيل .. فأذهلها جمالها و لكنها احست بالكره بسبب انانيتها عندما قالت سئمة :
- ايجب ان اهرع اليه الآن ؟ لقد انتظرت طويلاً حتى اتحدث الى سكوت .. فلندخل الى مكتبك حيث نجد الراحة .
توسلت عيناها الزرقاوان وهي واقفة كعارضة ازياء تشمخ برأسها الذي حركت الريح خصلات شعره و الصقت الفستان بثنايا جسدها الرائع . كان تعي التأثير الذي تلقيه على الرجلين معاً .
|