كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تطلعت الى النوافذ فلم تجد سوى نافذة واحدة لا تعدو ان تكون شقاً مستيطلاً وهو الى ذلك عال وان تجرأت الشمس على ان تنفذ ، صدتها ستارة سميكة سوداء تهمس رسائل النحس اثناء تمرغها على حجارة الجدران الخارجية . اما الارض فكانت تغطيها قطع رقيقة مبعثرة من السجاد على احدى هذه القطع خزانة ثياب طويلة استقرت خلفها بقعة سوداء .
تقدمت نحوها :
- ما هذه ؟
ثم ارتدت بعنف وهي تصيح :
- انها رطوبة ! الماء يجري فوق الجدران ! .
صاحت ماريان :
- ليس هناك سوي هذه البقعة .. وهي هنا منذ سنوات طويلة .
تحرك جاك بقلق متمتماً :
- انها على حق .. كنت و سكوت نستخدمها لبل الطوابع .. كي نوفر على انفسنا لعقها .
سوت راوينا وقفتها و قد راعها هذا الاهمال ، وجعلها تتساءل كيف بالله عليهم تمكنت اجيال آل سايتون من العيش هنا . قالت بحزم :
- لو كنت مكانك يا جاك ، لأستدعيت الطبيب ... انا متأكدة انه سيوافقني الرأي بشأن نقل الطفل الى غرفة ادفأ و بأسرع ما يمكن .
استطال عنق ماريان و كأنها حية كوبرا على وشك الهجوم :
- طبيب ؟ ما من طبيب داست قدماه قصر كالدونيان فطالما اعتنيت بالمرضى هنا ، وهذا ما فعلته امي و من قبلها جدتي ! .
تجاهلتها راوينا و صبت اهتمامها كله على وجه ريموس الصغير المتألم منتظرة من جاك التكلم . لقد اعطته رايها و القرار اليه الآن .
- اوه .. ماريان لا اعتقد ان استدعاء الطبيب مرة واحدة يضر بشيء . سأذهب لأتصل بالطبيب حالاً .
وهرع خارجاً وكأنه خائف من شجار وقع بين نسوة ، وشعر بالإحراج لأنه اضطر الى تأييد جانب على آخر . حين اقفل الباب وراءه تطلعت عينا ماريان وهما تقذفان الشرر الى راوينا :
- كنت اعلم منذ دخلت هذا القصر انك تقصدين الشر ..
منتديات ليلاس
كان صوتها شريراً مخيفاً كالموت، فسبب جواً من الذعر مر على وجه ريموس الشاحب :
- اتيت بهدف الاذية .. احسست بهذا فوراً .. رأيتك تقفين على عتبة القصر و كأنك الملكة بوديسيا ، ملكة القبائل الانكليزية التي ثارت على الرومان ، والتي سعت وراء اعدائها مقسمة على الثأر لما اوقعوه بعائلتها .. شاهدت بوضوح تام هالة الانتقام ترفرف على رأسك ، وشاهدتك تلعقين شفتيك و كأنك تتذوقين اولى قطرات الانتقام الحلوة . ولكنني لم اقلق ، لن اقلق .. فقدرتي على الرؤيا تقول لي انك وقبل مضي وقت طويل ستغادرين وانت تحملين مرارة الندم !
ارتجفت راوينا رغم ايمانها بسخافة ما تقول . ايمكن ان يكون للسحرة وجود .؟ فقد تحدث الامور ضمن هذا الجو الغريب حسبما تكهنت العجوز . لكنها سرعان ما هزت رأسها تنفض عنها شباك الخوف الذي رمته ماريان على احاسيسها .
حينما وصل الطبيب تنفست صعداء ، كان شاباً يشغل مكان احد الاطباء المحليين . هذا ما اخبرها به عندما كان ينتظر ان ينضم اليه ممرضات من المستشفي متخصصات في معالجة الاطفال . ارسل كلامه المبهج للنفس ماريان الى المطبخ تتمتم بحنق و تحذر من مغبة الثقة بالهواة . قال الطبيب :
- يا الهي ، هل هذه غرفة اطفال ام زنزانة ؟ ماذا فعلت ايها الشاب لتستحق عقاب التسمر على آلة التعذيب ؟ .
|