كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- عائلة هيلينغ هي عائلة " غريرات " و منزلها هو الحجر ..وبما انها حيوانات تنشط ليلاً فقط ،فنحن مضطرون للجلوس خارج حجرها قبل المغيب فللغرير حاسة شم قوية و اذا شم رائحتنا لن يخرج.. انه يعرف وجود الانسان اذا مر في طريق يسلكه و مع ان نظره ضعيف فأقل حركة تزعجه، لذلك يجب ان نبقى صامتين هادئين لتمر قربنا دون ان تعرف بوجودنا .
حدقت راوينا اليه تكره ابتسامته و مع ذلك و بسبب مرح الموقف لم تستطيع ان تغضب .
- اوه .. فهمت .. بالطبع !
منتديات ليلاس
و بدات تضحك ..و سرعان ما اغرق الثلاتة في الضحك حتى ازعجت اصواتهم الطيور في اعشاشها و المخلوقات في مخابئها و ما ادهشها ان لصاحب السعادة ضحكة جذابة و هي كثير من الاوقات كانت تحكم على الرجال من خلال ضحكاتهم و ذلك قبل ان تعرف شيئاً عنهم ..كان هذا التناقض محيراً لها.. فهي تجد من المستحيل ان تغضب من شخص شاركته ضحكة .
كان اللورد اول الصامتين و قال بوقار :
- اجد روحك المرحة مدهشة آنسة هافرشام ومع انني كنت اظن ان الانكليز يفتقرون الى هذه الميزة . لقد قال احدهم يوماً اننا خلقنا في هذا العالم لنضحك ففي الجحيم لن نستطيع الضحك و في الجنة الضحك غير ملائم .
مسحت راوينا عينها :
- ان هذا لصحيح !
ثم و لسبب مجهول لم تستطع الا ان تضيف بلسان لاذع :
- ما زال امامك امل لورد كالدونيان فحيث المرح توجد القدرة على التساهل .
- ناديني سايتون، فهو الاسم المفضل لدى الموظفين . انا اكره الرسميات بمقدار كرهي لرفع الكلفة .
هزت رأسها وقالت تحاول التهرب من موضوع الاسم .
- اخبرني المزيد عن عائلة " الغرير " ! تبدو عائلة جذابة .
- اجل.. انها كذلك و تستحق الجهد لرؤيتها.. فحين نتغلب على بعض الصعوبات نستطيع دراستها عن كثب، لا اعتقد ان في الكون حيوانات مثيرة مثلها، سنصل قريباً الى احد الجحور ..فهي تمكث عادة في الغابة و لكن يمكن ايجادها كذلك بين الشجيرات الشائكة على ضفاف الانهر ..سيكون الدليل الاول على وجودها كمية كبيرة من التراب ،ففي الربيع و الخريف تظهر اكوام من التبن ازيلت من الجحر لتستبدل بأخرى طازجة ..انها تستخدم الجحر نفسه منذ مئات السنين و تتمدد تحت الارض كثيراً .
تدخل ريموس :
- الغرير نظيفة جداً آنسة هافرشام و هي تنظف جحورها بأنتظام.. بعضها يفضل العشب والآخر يحب اغصان الشجر.. انها تحتضن كومة كبيرة بين قوائمها و تستلقي على ظهرها لتزحف نحو الجحر لقد راقبتها تفعل ذلك في ايلول الماضي، اليس كذلك عمي سكوت ؟
- اصمتا الآن علينا من الآن فاصاعداً ان نلوذ الى الصمت .
كان امامهم التراب كوماً كوماً.. و ممرات متقاطعة تقود الى مكان غير محدد تحرك الثلاثة بهدوء قدر مستطاع و لكن فجأة اوقف اللورد راوينا و اسند ظهرها الى الشجرة ثم كمن مع ريموس امام دغل من الشجيرات و صمت الجميع بصبر ينتظرون .
مرت نصف ساعة قبل ان تظهر الغريرات التي تعالى صراخها الحاد و قد ظل هذا الصراخ مستمراً فترة حتى ظهر الذكر الذي راح يشم الهواء بريبة قبل ان يفسح الطريق امام الانثى التي بعد ان اطمأنت الى ان كل شئ على ما يرام راحت تدفع جراءها الى الخارج .
|