كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
2- وكر الشيطان
في اليوم التلي اتصلت جيليان بزبونها الجديد بيل
- صباح الخير انا جيليان واتصل بك من اجل.....
اتفقا علي اللقاء معها في المساء وكان كلامه معها جافا
عادت الي المكتب لتخبر بوب
- ولا يستطيع السيد بيل استقبالي قبل اسبوع من الان ولقد اقترح ان نلتقي مساء اليوم فما رايك
سالها وهو يتفحص ملامحها في اهتمام
- هل تخشين ان تضعفي امام حبك الاول
لوت شفتيها في تذمر واجابته
- انا اتكلم عن العمل يا بوب كيف ساتمكن من الاتفاق معه بينما هو يحدثني بطريقة عسكرية جامدة لا استطيع ان اهتم بمنزله اذا لم يكن بيني وبينه بعض التفاهم اكره ان اوافق علي اي عمل من اجل المال فقط
رد في سرعة
- لكنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا يا جيليان ومن الافضل ان تهتمي بهذا العمل انت لانه مجال اختصاصك
علقت في ضيق
- اذن فعليك ان تتوقع انني ساستنجد بك علي الفور
- رد ضاحكا
- لا تتاخري في طلب النجدة مني اذا تخطي السيد ماننج حدوده
- ****************************************
كان لقاؤهما في واحد من افخر مطاعم المدينة لكن كانت تكاليف تناول الطعام في مطعم كهذا تفوق كثيرا قدرة المكتب المالية اذ كان من عادتها هي وبوب ان يدفعا الحساب اثناء اللقاءات الخاصة بالعمل
وصلت الي المطعم فوجدت ان بيل قد سبقها تقدمت نحو الطاولة التي يجلس عليها فراته يحمل كوبا من العصير في يده وقد انهمك في مطالعة بعض الوثائق
رفع نظره نحوها فشعرت انها كسبت نقطة خاصة بعد ان اهتمت كثيرا بنفسها فقد ارتدت ثوبا اخضر من الحرير الناعم وحملت حقيبة اوراقها الجلدية السوداء
نهض من مكانه ومد يده اليها قائلا
- مساء الخير انسة سوبارو
كان يتاملها بامعان بعينيه الزرقاوين ..
لقد تذكر اسمها هذه المرة
لكن ..لماذا لم ينظر اليها في المرة السابقة يبدو هذا المساء كانه يعتبرها شخصا يستحق الاحترام
ها هي قد حظيت باهتمامه اخيرا ويجب ان حافظ عليه
اجابت في رقة
- انا اسفة يا سيد ماننج لانني كنت غير دقيقة في لقاءنا الاول لقد كنت مشغولة البال باعمالي الاخيرة واتمني ان تعذر شرودي انذاك
لملم اوراقه واجابها في هدوء
- لكنك اليوم مختلفة تماما .. هل اطلب لك شرابا
هزت راسها واجابته بابتسامة رقيقة
- كوبا من الليمون البارد من فضلك
طلب من الخادم ان يحضر لهما الشراب ثم وضع اوراقه في حقيبته
كانت كل حركة يتحركها تكشف عن بنيته الرياضية لكنه ازداد وسامة عما كان عليه في الماضي رغم الحزن الذي تخفيه عيناه الزرقاوان
كم كان يحيرها بيل ماننج
خشيت ان يكشف افكارها فسوت نظاراتها
ان بيل ماننج مجرد زبون ليس اكثر ويجب ان تحصر تفكيرها معه علي العمل فقط
سالته
- هل سبق لك ان اتصلت بمهندس ديكور اخر سيد ماننج
- رد في اقتضاب " لا"
- قالت اذن دعني اشرح لك طريقة عملنا
- سالها
- عملنا
- اجابته في سرعة " اقصد انا وشريكي بوب
حسنا نحن نحب في البداية ان نتعرف علي اذواق زبائننا زاهتماماتهم الخاصة واسلوب حياتهم ..اما بالنسبة لك انت فنعتقد اننا نعرف مسبقا ما تفضله "
كانت هذه اشارة واضحة الي ماضيه كلاعب تنس لكنه لم يظهر اي ردة فعل
تابعت في جدية
- وطبعا الهدف من لقاءنا الان الاتفاق حول تفاصيل العمل و . ..
صمتت واحست بالارتباك ..
لماذا يصعب عليها الحديث مع هذا الرجل
انه لا يفعل شيئا سوي التطلع اليها في صمت وتركيز ويبدو انه يستمع اليها في اهتمام
فضلت ان توجه اليه سؤالا مباشرا يصعب عليه التهرب منه والصمت امامه
-كم غرفة تنوي اعادة ديكورها
- رد قائلا
سبق وان قلت بوضوح كل الغرف انسة سوبارو
- كل الغرف تقصد ان تقول بان المنزل سيكون فارغا واننا سنقوم باعادة تنسيقه من الاساس
- قال ليس تماما اريد ان نري كل شيئ بتفاصيله هل ادهشك هذا اتعتقدين ان هذا العمل يفوق قدراتك
- اجابت متجاهلة سخريته
- بالتاكيد لا لكنني اعترف انني لم اقم من قبل بتنفيذ مشروع بهذه الاهمية
يا الهي ماذا قلت ماذا لو الغي كل شيئ
رد في برود –
- يدهشتي صدقك
- اجابته في سرعة
- انا دائمة صادقة مع زبائني حتي لو كان هذا الامر شاق علي ..هذا المساء مثلا اري انني عوملت بطريقة غير جيدة
بدت الدهشة في نظراته فتابعت
- سيد ماننج عندما يتصل بي احد الزبائن من اجل مشروع ما افضل اولا ان يتم عادة بجو من الثقة المتبادلة اعلم انني لا العب دور تاجر يسعي فقط لبيع سلعة
لم يترك كلامها اي اثر علي وجه بيل ماننج فتوترت وتطاير الشرر من عينيها
نزعت نظاترتها بحركة مفاجئة وانحنت نحوه قائلة
- اذا اصررت علي عدم الكلام هكذا سيد ماننج فاعتقد انه من الافضل ان نبقي حيث نحن لا يمكنني العمل في الفراغ انا ارفض ان افعل كبقية مهندسي الديكور الذين يشترون كل شيئ ثم يقدمون اخيرا كشف حساب ضخم للزبون
كانت جيليان متاكدة من ان بوب
سيغضب كثيرا اذا علم انها خسرت هذا العقد فاغمضت عينيها للحظة لتستعيد هدوءها
عندما فتحتهما من جديد لاحظت ان بيل ينظر اليها مبتسما
كم هي ساحرة هذه الابتسامة
لكنها زادت من توتر جيليان
في هذه اللحظة جاء رئيس الخدم وقدم لهما لائحة الطعام اختارت جيليان صنفا من الطعام مع انهالم تعد قادرة علي تحمل صمته
سالها فجاة
- هل من الضروري ان ترتدي هذه النظارة دائما
- ردت في اضطراب
- انا ..ايه.. اجل.. لكن
- قاطعها قائلا فجاة
- حسنا اسمعي يا انسة سوبارو اعتقد انني ادين لك بالاعتذار لانني كنت فظا معك
- تمتمت في دهشة " انا لم اقل هذا ابدا "
- رد باسما : اعلم انك لا تتهمين احد زبائنك بالفظاظة فانت دبلوماسية
- غمغمت في تعجب " هذا اطراء غريب "
- اجابها في هدوء : اعذري جفائي معك بالامس وهذا المساء ايضا يا انسة سوبارو كان هناك ما يشغلني كنت اخشي ان امراة موهوبة مثلك قد يغريها الطمع في الربح الان اشعر براحة كبيرة لانك لست ممن يعلقون اهمية كبيرة علي المال
- هزت راسها وسالته
- الهذا السبب كنت جافا معي
- اجاب وهو يحدق في عينيها
- ليس تماما. ...انا عادة اترك محدثي يتكلم وحده حتي افهم طريقة تفكيره من هذه الناحية كان انفعالك مطمئنا
- ردت وقد تلون وجهها
- حقا اذن فانا اسفة عما تلفظت به اثناء انفعالي هذا
- غمغم في دهشة " ماذا "
- تابعت في خفة
- علي اي حال مهما حصل ساقدم لك كشف حساب ضخم
ضحك بيل واشرقت عيناه فاعتصرت قلبها قبضة باردة لانه ذدرها بذلك الشاب الذي كان عليه منذ 10 اعوام
سالته
- قل لي يا سيد ماننج هل تفضل لونا بعينه
تاملها لحظات في صمت قبل ان يجيب
- لونا معينا ؟ اه.. الاخضر ليس الزمردي لكن الاخضر ال.......
واخذ يبحث حوله ثم نظر نحوها من جديد وقبل ان تفهم حركته مد يده الي نظاراتها وجعلها تنزلق علي انفها
تابع مشيراالي عينيها
- اجل هذا هو الاخضر الذهبي المتموج كالبحر
التقت نظراتهما فارتبكت واعادت نظاراتها الي مكانها بسرعة
ردت في اضطراب
- فه..فهمت ما تعنيه ..اخضر وذهبي اجل .. انه امتزاج الوان نستعمله دائما للحصول علي لمحة الرخام في المنازل الواقعة بين ناشميي و جونتراس
كانت تحاول جاهدة السيطرة علي تلك الرعشة الاتي بدات تسري في اوصالها
هذا الرجل هو مجرد زبون لا اكثر فلتتماسك وللتصرف كامراة عاقلة
لكن تبدل موقفه منها يزعجها ويربكها
سالها في تفكير
- يبدو انك تعرفين جونتراس جيدا يا انسة سوبارو
- اجابته في سرعة " اجل رايتها من بعيد ورايت صورا لها لكني ولدت في تلك المنطقة واهلي لا يزالون هناك عندما كنت طفلة كنا نتنزة قرب النهرفاذهب لرؤية ذلك المنزل الكبير المهجور ولاري ...
صمتت في شود وخجل فاكمل في مرارة
- " ومالكه ايضا "
- ردت في سرعة " لا... لا انا لا اصنفك هكذا "
- قال مبتسما " حسنا ساخذ كلامك علي محمل الاطراء
- سالته اتنوي اعادة ترميمه من الخارج
- سالها وهو يتامل ملامحها " مارايك انت "
- اجابت في ارتباك : اعتقد انه من الافضل الحفاظ علي نمطه القديم وخاصة مدخله
- رد في بساطة اشاركك الراي لكن مدخله بحاجة للتغيير خاصة بعد الحريق الذي حدث له
- سالته في دهشة : الحريق متي كان ذلك ؟
- رد في اقتضاب " من يومين لحسن الحظ كنت هناك وتمكنت من ايقافه قبل ان يمتد الي بقية المنزل
- سالته باهتمام "وكيف نشب الحريق "
- رد في تجهم مفاجئ " لا فكرة لدي "
- سالته في سرعة " لكنك قلت انك كنت هناك
- تمتم في اقتضاب " اجل "
يبدو انه لا يرغب في الحديث عن هذا الموضوع
سالته تغير مجري الحديث
- لم تذكر لي شيئا عن مشروعك ماذا تريد ان يكون هذا المنزل للراحة للعمل ام لل.....
قطعت سؤالها فلم تستطع اكماله وهو يحدق فيها علي هذا النحو العجيب
سالها فجاة
- هل انت دوما جادة هكذا ولا تفكرين الا في العمل
لم تجبه وسالته في لطف
- لماذا اخترت مكتب كارسون وسوبارو للديكور
- رد باسما " واحدة من معارفي هي التي اوحت لي بهذه الفكرة لقد نفذت انت ديكورات شقتها وقد اعجبني عملك
ثم استطرد يحدثها عن تفاصيل الديكورات ولم تستطع جيليان تحمل نظراته الثاقبة النافذة التي تداعب وجهها وهو يحدثها عن تلك التفاصيل
قال فجاة
- انا لا اعرف شريكك
- ردت في سرعة " بوب انه بارع جدا خاصة في مجال الديكور العصري
- سالها في مكر " وانت يا انسة سوبارو في اي مجال متخصصة
- ردت في بطء "انا... متخصصة في ...."
- قاطعها يسال مرة اخري
- في اي شيئ
ابتسامته الماكرة جعلتها تفهم انه سبق واستعلم عن تخصصها فهي قد نشرت اعلانا منذ مدة في احدي المجلات المعروفة
- في الديكورات الخشبية
- تمتم في رقة " يا للحظ"
- سالته في دهشة لماذا تقول هذا
- اجابها في تفكير لاننب اعشق الديكورات الخشبية
- اجاب يبدو انني محظوظ بالعثور علي متخصصة مثلك في الهواية التي اعشقها ويبدو انني ساتعلم منك الكثير
- اجابته في ابتسام
- انت تجاملني كثيرا يا سيد ماننج قل لي هل خصصت غرفة لكوؤسك الرياضية ونصبك التذكارية
- رد في سرعة " بل ناديني بيل ارجوك "
- ردت ضاحكة " كما تشاء ونادني انت باسمي جيليان "
- همس في رقة "جيليان ..."
كانت الموسيقي الحالمة واضواء الشموع الخافتة تضفي علي المكان جوا اسطوريا
قال في رقة
- اشعر ان غرفي ستهمك انت ايضا يا جيليان ...
- ردت ضاحكة
- ممكن جدا يا بيل لكن كي تجذبني الي غرفة كوؤسك يجب ان تكون شيطانا
- رد في مرارة " هكذا كانت تسميني الصحافة ... عندما تاتين الي جونتراس يا جيليان ستدخلين وكر الشيطان
- سالته في توتر " وهل انت حقا شيطان "
- اجاب بالتاكيد وهل يمكن للصحافة ان تكذب
صمت لحظة وتلفت حوله كان بعض رواد المطعم قد جلسوا الي طاولة قريبة وقد اخذةا يتهامسون في ود ويتضاحكون في سعادة
تابع
- عندما تزورين جونتراس سترين ما انجزه المهندس من تعديلات علي المنزل نصف الغرف مفروشة بالاثاث لكنني اود اجراء التعديل عليها ...هناك ايضا امي وهي تشغل جناحا يتالف من شقة مستقلة عن بقية المنزل
- قالت في دهشة " لم اكن اتخيل انك تعيش مع امك
- رد ضاحكا " اجل تصوري بامكانك ان تقيمي في جونتراس بكل امان سيكون لديك حارس .. او علي الاصح حارسة ...
- اجابته ضاحكة لا اعتقد ان وجود امك هناك سيجعلني في مامن
- رد في دهشة
- كم انت صريحة يا جيليان لم اكن اتوقع ان تكوني صادقة هكذا في اول موعد لنا
- ردت في سرعة
- هذا ليس موعدا بالمعني الذي تقصده يا بيل ولكنه لقاء عمل
ثم رفعت يديها تشير الي الخادم
اقبل الخادم نحوهما وانحني في ادب فبادرته
- الحساب من فضلك
انصرف النادل وعاد في سرعة ومعه الفاتورة اسرع بيل يلتقطها منه وهو يخرج بيده اليسري حافظة نقوده
اسرعت جيليان تقول
- ارجوك يا بيل هذا يدخل ضمن النفقات المهنية
- رد في عذوبة " ليس الليلة "
عندما خرجا فتح بيل باب سيارته الريجانا فمدت يدها نحوه تودعه
- الي اللقاء يا بيل متي سازور جونتراس
- رد في هدوء
- ساتصل بك لاحدد الموعد رقم هاتفك الشخصي موجود علي بطاقتك هل هناك ما يمنعني من الاتصال بك
- سالته في ابتسام
- تهذه طريقة لتسالني بها ما اذا كنت اعيش مع احد
- سالها " حسنا هل تعيشين مع احد "
- اجابته في هدوء
- اجل ومع ذلك يمكنك ان تتصل بي وقتما تحب
- سالها فجاة " ما اسمها "
- سالته في دهشة " ما الذي جعلك تظن انني اعيش مع امراة وليس مع رجل
- رد في مكر
- لقد اتصلت بك قبل مجيئي الي هنا لاتفق معك علي مكان اخر للقاءنا لكنك كنت قد خرجت ولقد اجابتني فتاة اين تركت سيارتك سارافقك اليها
- اجابته ضاحكة
- علي كل حال هذا لا يثبت شيئا فهذه الفتاة قد تكون قد جاءت للزيارة فقط
وصلا الي سيارتها فاخذت تبحث عن مفاتيحها
سالها في اهتمام
- هل جاءت للزيارة فقط حقا
اجابت في تردد
- لا انها شريكتي في الشقة ...حسنا .. تصبح علي خير يا بيل .. لقد كانت سهرة جميلة
شكرا لكم
نهاية الفصل
|