كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد ذلك ازدحم المكان بالمناظر والأصوات حتى انها شعرت بالجو مشبعاً بعبير الأزهار ، إذ كانت هناك حديقة مغروسة بالورود، مع ان البراعم لم تكن قد تكونت بعد ، ولكن منظر البراعم نفسه كان رائع الجمال، لقد كانت الخضرة في كل مكان في المروج والاشجار، وفي الشجيرات والادغال، بينما كان تغريد الطيور يملأ الأجواء.
كما حدث من قبل ، مر الوقت دون ان تشعر حتى لم تكد تصدق عندما اخبرها فين ان عليهما ان ينزلا بالتلفريك الى حيث يمكنهما ان يتناولا الغداء.
بدا ان نيبوزيزك كان هو الموقف الوحيد للتلفريك في طريقه الى سفح التل فهبطا في نيبوزيزك هذه مع انه كان عليهما قبل ان يصلا الى المطعم ، ان يهبطا عدة درجات .
لم تكد فابيا تتذكر ماالذي تناولته في وجبة الغداء تلك لقد غمرها فجأة شعور طاغ بوجود فين بقربها جعل من نوع الطعام الذي تتناوله امراً ثانوياً.منتديات ليلاس
عندما تركا المطعم وقفا عدة دقائق يمليان النظر من مدينة براغ في ابراج معابدها الكثيرة و ابنتيها الحمراء وقبابها الخضراء، ونهر فلتافا بجسوره هناك وخصوصاً جسر تشارلز ، ثم سألها فين:
- هل ننزل بقية المسافة على اقدامنا؟.
اجابت:
- نعم، من فضلك.ريحانة
منتديات ليلاس
وسرت إذ لم يستعجلها ، بل منحها الفرصة على السفح حيث الاشجار تحيط بالمسالك والحدائق الخضراء.
كانت فابيا تشعر بوجود فين في كل خطوة، ولكنها كانت تجاهد في ان تركز افكارها على اشياء اخرى.منتديات ليلاس
ونجحت الى حد ما، عندما وقعت انظارها على شجرة ماغنوليا قد تفتحت ازهارها بشكل يأخذ بالأبلباب وفي اللحظة التالية ، رأت تمثالاً لرجل يدعى كارل هانيك ماشا على قاعدة اسفل الشجرة ، ولكن ماجذب انتباهها اكثر من أي شيء آخرالأزهار المتفرقة الملقاة على قاعدة التمثال، وقفت تسأله :
- من هو هذا؟.
اجاب:
- إنه شاعر ، شاعر عاطفي.
ولمارأى اهتمامها اخذ يحدثها عن اجمل قصائد هذا الشاعر وتدعى ايار...
وسألته :
- تعني شهر أيار- مايو؟.
اجاب:
- هو نفسه ذلك ان الشاعر ماشا كان يعشق جمال الطبيعة في هذا الشهر، مع ان اشعاره تتحدث عن جلال الهدوء، في عشق الطبيعة ، والعاطفة المحمومة في عشق الانسان.منتديات ليلاس
بدأ شيء في اعماق فابيا ، يستيقظ عند ذاك ، وهي تنظر الى فين وقد توقفت انفاسها ولكنها جاهدت لتقول:
- ثم... هل هذا الشاعر محبوب جداً في تشيكوسلوفاكيا؟
قال:
- نعم، وعلى الاخص عند اولئك العارفين في سحر الحب.
شعرت فابيا بالرغبة في ان تكتشف ما إذا كان فين نفسه يعرف ، او عرف قط ماهو سحر الحب.
لكنها لم تستطيع ان تسأله ، وارسلت انظارها بعيداً عنه الى حيث تلك الازهار الملقاة على قاعدة تمثال الشاعر ، ثم وكأنما خطر لها ان تلك الأزهار ربما القاها بعض العشاق حولت انظارها ، مرة اخرى الى حيث التقتا ثانية بالعينين الداكنتين لذلك الرجل التشيكي الفارغ القاعة ، لتدرك على الفور ، لماذا توقفت انفاسها منذ لحظات، ولماذا تشعر بتوقف انفاسها الآن ، ذلك لأنها عرفت الآن بكل وضوح ماالذي كان يعتمل في نفسها حقيقة ، انها لم تكن تشعر نحوه بالمودة، ولا الاحترام والتقدير ، ولكنها كانت تحبه ...بل كانت غارقة في حبه بشكل مدمر ، ولكنها لم تكن تشعر بأي سحر لذلك الحب، انها لم تستطع ان تتصور بأي شكل كان ، بأنه من الممكن ان يبادلها حبها هذا يوماً ما.
نهاية الفصل السابع
|