كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما وقف المصعد عند الطابق المقصود ، كانت فابيا قد تركته متأكداً من انها لم تبتهج بتصرفه ذاك ، إذ قالت له بعنف كلمة ( كلا) بلغتها وبلغته وباللغتين الفرنسية والروسية ايضاً، وعندما وقف المصعد وخوفاً من ان لا يكون قد اقتنع تماماً ، وجهت اليه دفعة قوية وهي في منتهى الثورة ، وعندها تركها متراجعاً الى الخلف وهي تنفجر فيه :
- إياك ان تجرؤ على ان تفعل معي هذا مرة اخرى.ريحانة
وبينما كان مايزال واقفاً يفكر في الأمر كانت قد اندفعت الى غرفتها كالعاصفة مغلقة الباب خلفها.
بقيت فابيا في غرفتها حوالي النصف ساعة قبل ان تهدأ اعصابها بما يكفي لكي تدرك ان ردة فعلها نحو لابور لأنه ضمها بين ذراعيه، كان فيها بعض العنف الزائد عن اللزوم، ولكن فين قد سار معها هو ايضاً نحو المصعد حيث وضع قبلته الرقيقة على وجنتها ... وكان تصرف لابور ذاك بمثابة الاهانة لهذه الذكرى الجميلة في خيالها ، وعلى كل حال فهي لم تشأ ان يقبلها لابور ، وفي الحقيقة هي لا تريد اي رجل ان يقبلها ماعدا...أوه تباً لذلك... ومالبثت ان ذهبت الى فراشها.
عند الساعة الثامنة كانت فابيا قد استيقظت من نومها واغتسلت ونزلت الى غرفة الطعام، وكانت تعبر الغرفة عائدة الى غرفتها عندما تقدم موظف الاستقبال ووقف امامها وهو يقول باسماً :
- ثمة مخابرة هاتفية لك ياآنسة كينغسدال ويمكنك ان تستعملي المكتب هنا، إذا شئت.منتديات ليلاس
شكرته شاعرة بسرور خفي وهي تتقدم نحو المكتب وقد ارتفعت خفقات قلبها وتناولت السماعة لتسمع صوت لابور وهو يقدم اعتذاره الذي بان الندم في كل نبرة منه.
اجابته بلطف :
- آه صباح الخير يا لابور.
شعرت بالخجل وهي تتذكر دهشته ازاء ثورتها العنيفة الفائقة الحد إزاء مبادرته تلك الليلة الماضية.منتديات ليلاس
سألها بحرارة:
- هل يمكن ان تسامحيني؟.
منتديات ليلاس
شعرت فابيا بشيء من الحرج في ان تقول له امام الناس ان لا يعود الى هذه الحماقة.
قالت له:
- طبعاً.
وحالاً تساءلت عما إذا كانت قالت ما هو صواب إذ ان لابور لم يضع الوقت فسألها :
- وماالذي ستفعلينه هذا النهار؟.
وفي الحقيقة ان فابيا كانت تتساءل عن نفس الشيء ولكن بينما كانت لا تزال تشعر بالمودة نحو لابور ، لم تكن متأكدة بعد ماحدث الليلة الماضية ، من انها تود الخروج معه مرة اخرى ، إذا كان هذا مايفكر فيه .منتديات ليلاس
اجابت بأفضل مايمكنها قوله بالنسبة الى وجود الموظف:
- وماهي خطتك لهذا النهار؟.
اجاب:
- أنا عليّ ان اقم بعملي.
قالت :
- آه ، نعم ، لقد ذكرت ذلك من قبل ، هل اخذ السيد غاجدوسك الكلب آزوا معه؟.
دهش هو لهذا السؤال وفكر لحظة قبل ان يقرر ان ليس ثمة ضرر من ان يجيبها بقوله:
- إن آزور غير معتاد على حياة المدن ، ولهذا بقي هنا في المنزل.
سألته :
- هل ستذهب الى المنزل هذا النهار؟.
اجاب:
- طبعاً ، فإن مكتبي هناك.منتديات ليلاس
قالت:
- هل تظن ان في امكاني ان آخذ الكلب للنزهة؟.
سألها بدهشة :
- أتريدين ان تأخذي ذلك الوحش الى النزهة؟.
وكان من الواضح انه يظنها مجنونة.
قالت محتجة:
- إنه كلب رائع.
|