كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سألته :
- هل هي ساخنة لهذه الدرجة؟
فأخبرها هذه المياه تصل الى سبعين درجة مئوية.منتديات ليلاس
احتفظت في ذاكرتها بهذه المعلومات وهي تشعر بالسرور لمعاونة فين لها في اخذها الى حوانيت اشترت منها علبة بسكويت من النوع الذي تشتهر به هذه المدينة ، وكذلك بعض زجاجات من الشراب المحلى لوالدها.
لم يطل الوقت بعد ذلك إذ هطل المطر مرة اخرى واستشف فين باحتمال ان يدوم ذلك بقية النهار وتابع قائلاً:
- الأفضل ان نعود الى السيارة، ثم امسك بمرفقها عائداً بها الى سيارته.
كانت تحب لو امكنها إطالة تجوالها ذاك ، ولكنها ادركت ان ذلك سيبدو طمعاً منها ، كما ان المطر سيبللها وان الحق مع فين في ضرورة العودة الى السيارة، إذ لم يكن من المنطق ان يتابعا تجوالهما تحت المطر ، ولكن المشكلة هي انها لم تشعر بالرغبة في ان تكون منطقية... ماالذي جرى لها؟.
عندما ابتعد فين بالسيارة عن مدينة كارلوفي فاري حاولت فابيا ان تتمالك شتات نفسها ، وتركز افكارها في كل ماشاهدته، الينابيع الحارة... الشوراع المشجرة ، أشجار الياسمين ، عندما قفز سؤال الى ذهنها فجأة من حيث لا تعلم ، هذا السؤال هو ، هل منجذبة ، في الحقيقة الى فين؟.
لدى هذه الفكرة ، ثبتت ناظريها امامها دون ان ترى شيئاً ، إنها لا تنكر بالطبع ، انه جذاب ولكنها عرفت كثيراً من الرجال الجذابين قبله... حسناً ربما شهدت لواحد او اثنين.منتديات ليلاس
بعد لحظة أو اكثر قليلاً، عادت فابيا الى نفسها وهي تتساءل عما جعلها تفكر بهذه الأشياء ، وبأنها تأسف لعدم مشاهدتها براغ في الوقت الذي اقترب فيه موعد رجوعها الى انكلترا.
منتديات ليلاس
مازالت هناك سيارتها ، كما انها لم تنس تلك المقابلة ، ولكن... وشعرت بالارتباك ، بدأت معدتها تحدث صوتاً جائعاً، لقد اعتادت من قبل ان تغفل وجبة من الطعام دون ان تسمع مثل هذا الاحتجاج من معدتها ، فما الذي حدث الآن؟
فتحت فاها لتعتذر، عندما سبقها فين بالقول:
- آسف، لقد نسيت الوقت...
وحين نظرت الى ساعتها وجدت ، غير مصدقة ان الساعة قد اقتربت من الثالثة بعد الظهر ، وادركت ان فين لا ينتبه الى موعد الطعام عندما يعمل ومن الواضح الآن ، بعد ان استغرق بالعمل حوالي السنتين، انه لم يعد بعد الى طبيعته في تناول طعام الغداء بانتظام.منتديات ليلاس
عادت تقول:
- ارجو المعذرة.
ولكنها سرعان مانسيت هذا الحرج البسيط عندما وجدت انهما قد اجتازا نصف الطريق الى ماريا نسكيه لازنيه وشعرت فجأة بالسعادة وقالت له:
- لقد امضيت صباحاً جميلاً ، ووقتاً سعيداً .
ولم تذكر الثلاث الساعات التي امضتها بعد الظهر ، والجميلة هي ايضاً، وتابعت :
- أشكرك.....
نظر اليها قائلاً:
- انني احب كلمة ، جميل تلك، فهي تناسبك.
وخفق قلبها ، هل يعني بذلك ، انه يراها جميلة ؟ وبعد ثوان كان يستدير بسيارته حول منعطف ليظهر في الناحية الاخرى من الطريق حيث برزت امامها أرض صخرية اوقف بجانبها سيارته ، ثم استدار نحوها بجاذبيته الطاغية تلك قائلاً:
- لا يمكنني اعادتك الى فندقك بينما معدتك تتوسل طالبة الطعام.منتديات ليلاس
|