كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بعد انتهاء المخابرة بدقيقة واحدة اكتشفت فابيا ان ثمة ابتسامة عريضة تكسو وجهها...
ولكن ذلك كما حدثت نفسها أمر طبيعي إذ أن بإمكانها الآن ان تطلب منه بحزم ان يقرر موعداً محدداً لإجراء تلك المقابلة التي لم تعد بغيضة الى نفسها.
كانت بالانتظار وعلى أتم الاستعداد عندما رن جرس الهاتف لتعلم ان السيد غاجدوسك في الانتظار، وهرعت فابيا تهبط السلالم الى الردهة بعدما لم تستطع انتظارالمصعد وهي ترتدي تنورة واسعة من الصوف وقميصاً وقد وضعت سترة على ذراعها .منتديات ليلاس
جعل نزولها السلالم على الاقدام عذراً لتسارع انفاسها عندما رأته وابتسمت له قائلة:
- مرحباً.
دون ان تدري لماذا شعرت بالخجل.
تمتم مظهراً استحسانه باندفاعها هذا قائلاً:
- ان التي تجعل الرجل ينتظرها، ليست سيدة مهذبة.منتديات ليلاس
مشت بجانبه نحو سيارته ،وعندما كان يدير المحرك انتبهت الى انها ليست خجولة. ربما تشعر فقط بشيء من العصبية أو التوتر أو الانفعال وفكرت في ان تبقى متمالكة اعصابها إذا شاءت ان لا ينتهي هذا اللقاء بالفشلكما انتهت اللقاءات التي سبقتكما انها ليست في حاجة الى استحسانه لأي شيء فيها.منتديات ليلاس
بعد دقيقة من تركهما ماريا نسكيه لازنية خلفهما عجبت فابيا لهذا الانفعال الذي اشتعل في نفسها مما يحمل أي انسان على الظن بأن ثمة ما يهددها ، ربما كارثة!.
منتديات ليلاس
ولأنها لا تشعر بأي تهديد من ناحية فين أو أي شخص آخر فقد بدأت تدرك أنها إذ كان عليها أن تصر على أي شيء، فإنما على جواب أو جوابين من فين ، أو بدقة أكثر ليكن خمسين من مئة سؤال سجلتها لها شقيقتها.
افتتحت الحديث قائلة بصدق:
- أشكرك على تذكرك أنني اتمنى رؤية مدينة كارلوفي فاري.
اجاب مشيراً الى الغيوم التي تتجمع في السماء:
- من المؤسف ان يهطل المطر.منتديات ليلاس
قالت بسرور :
- ولكن لابد ان تمطر السماء احياناً.
وزاد سرورها حين ضحك وأدارت رأسها بسرعة الى ناحية اخرى ، فهي لا تذكر انها سبق ونظرت الى فم رجل بهذه الدقة والفضل لها ان تنظر الى شيء آخر.
سألته :
- هل لك أخوة أو اخوات؟.
صدر عنها هذا السؤال بشكل عفوي دهشت هي له كما لابد انه دهش هو ايضاً.
عندما ادارت رأسها تنظر اليه رأت ان لا اثر للدهشة على ملامحه وساورها شعور مخيف وهو انه لم يجيب عن سؤالها لأنه لم يقل شيئاً لفترة طويلة وقال بعدهاوكأنه لم ير سبباً لعدم الجواب:
- إن لي أخاً يسكن في براغ.منتديات ليلاس
تواترت عليها الأسئلة ..هل هو أكبر ؟ أم أصغر؟ متزوج ؟ عازب؟ ولكنها وجدت في النهاية ان ليس من الذوق ان تمطر فين بالأسئلة في الوقت الذي يتوقع منها ان تبقى صامتة ليستطيع هو التركيز على القيادة.
عندما وصلا الى كارلوفي فاري بعد ساعة تقريباً كانت الأرصفة مبللة بالمطر ، ولكن المطر كان قد توقف ، وتوقف فين برهة أمام احد المتاجر لينزل من السيارة طرداً سلمه للمتجر ذاك.منتديات ليلاس
|