كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
كان قد وصل اخيرا للمشفى لا يعرف كم استغرق من الوقت ولا وسيلة المواصلات التى استخدمها ولا حتى مدرك لما حوله ولكنه كان يدرك لهذا الكيان من الالم الذى يحتل جانب صدره الايسر لينخره بشدة قاتله لا يستطيع التحكم بها وتشعره بحدوث كارثة لا يعتقد بقدرته على مواجهتها
- كان صديقه ومدير اعماله تمكن من معرفة مكانها تحديدا بالمشفى وابلاغه حتى يوفر عليه لفت الانتباه بالسؤال عن مكانها معرضا نفسه بذلك لاخطار عديده ولكنه ليس بمزاج او حاله تسمح بسرد محاسن صداقتهم فى الوقت الحالى كان يقطع الممرات مهرولا غير ملاحظ لنظرات الاعجاب الملاحقه له ولرشاقة حركته من الممرضات ليصل اخيرا امام نافذة غرفة الطوارىء وينظر مصدوما للجسد المسجى المغطى بالملاءة والتى تحول لونها للاحمر من كثرة الدماء النازفة ليرى الطاقم الطبى يهز رأسه بأسف ويتراجعون بيأس ويدوى فى اذنيه لا يعلم كيف برغم وجوده خارج الغرفة صوت صافرة الجهاز تعلن بسخرية انه متأخر وانها نجحت فى خط كلمة النهاية ولن يتمكن من الصراخ بكلمة ستوب او فلنعيد المشهد ليغزو الالم الاشد جانب صدره الايسر وينتفض قلبه بلوعه صارخا بالم انه رافض للاستمرار بدونها ولابد ان يلحق بها ويستسلم هو لقراره بهدوء فيتهاوى ساقطا غير ابه بصرخات الممرضات من حوله تطلب المساعدة والانقاذ.
- لم تدرك للحظات ما كانت تمر به كانت تعلم انها النهاية وانتابها هدوء شديد لهذا فهى حقا ترغب بالرحيل فهو الوسيلة الوحيده للاكتفاء من الالم والتسبب به . سمعت وقرأت كثيرا عن ذكر وصف حالة الرحيل وكيف تكون النهاية بالسير ناحية ضوء لامع او نفق منير بشده وشعرت كانها تتلفت بحثا عنه عندما رات جسدها غارق بدماؤه ومحاولات الطبيب الفاشلة لإنعاش قلبها شعرت انها تبتسم وتذكرت انها رات بعض البرامج عن اشخاص مروا بهذه الحالة ثم عادوا للحياة ولكن كلا هى لن تعود شعرت بنفسها تطفو لتبتعد اللعنة اين هذا الضوء ليتم رحيلها عندما رأته نعم عبرت عبر الحائط ورأته ...رأت تشبثه اليائس بزجاج النافذة المطله على ما يحدث بالداخل وارتاعت وهى تراه يمسك بجانب صدره بقوه مجاهدا لالتقاط انفاسه لينتفض قلبها بلوعه وتشعر بانتفاضته المؤلمه وتعجبت لثانيه وهل للروح قلب يتألم وينتفض ولكن قطع تساؤلاتها صرخة قلبها عندما تهاوى البرتو ساقطا
- ذكر التقرير الطبى ان القلب عاد للعمل بعد المحاولة الثالثة لاستخدام جهاز تنشيط القلب ووقف الجميع يهنىء الطبيب على اصراره ولكنها وحدها تدرك ان لوعة قلبها عليه هى فقط من اعادتها للحياة
- كان البرتو قد تعرض لشبه ازمة قلبيه ولكنها مرت بسلام هكذا اخبره الطبيب ولم يتأخر بطمأنته عليها وعودتها للحياه فالبرتو لم يذكر شىء على لسانه سوى اسمها قبل وبعد ان افاق ..عندما عرف البرتو بعودتها ترجى الطبيب بشدة ان يسمح له بالتواجد معها وامام الحاحه وافق الطبيب على انتقاله لغرفتها فهو كطبيب كان يهمه استقرار حالة البرتو وكان جليا انها الوحيده المسئولة عن هذا فلم يكن البرتو من الرجال الذين يتوسلون , وعرف ايضا انه سيذهب اليها على كل حالة فآثر عدم الاضرار بصحة مريضه.
- كان البرتو قد اصر على مدها بالدم اللازم بعد ما اصابها من نزيف حاد ورغما عن حالته فهو لن يقبل ان يضخ قلبها سوى دماؤه وكان من الطبيعى ان يحدد البوليس مكانه ولكن مالم يفسره ان الضابط رونالد ادموند المسئول عن التحقيق لم يقم بإلقاء القبض عليه واكتفى بوضع حراسة مشددة على باب غرفتهم بالمشفى وكان المبرر الذى اعلنه ان البرتو فى حاله صحية غير مستقرة مما لا يسمح بنقله للسجن او مشفاه ... ولكن !.. البرتو يعلم انه بصحة جيده فلم يفهم اسباب الضابط !!
ولكن ما يشغله الان محبوبته وهى فقط فلقد استفاقت من امس وبدءت تدرك ما حولها
- دخل البرتو فوجد الممرضة تنهى تعديل الاغطية من حولها ووضع الوسائد خلفها لتجعلها مرتاحة كانت كاثرين تتأمل زرقة السماء من خلال النافذه ولون عينيها يتألق بفعل انعكاس نور الشمس عليهم , يا الهى كم بدت فاتنة وشعرها الجميل منثور كهالة حول وجهها على وسادتها وكم بدت بشرتها ناصعة متألقة برغم شحوبها , عندما التفتت لتنظر اليه حينها فقط ادرك انه كان يحبس انفاسه زفر بقوة وذهب ليجلس بجوارها ممسكا يدها محتويا اياها بين كفيه الكبيرتين ونظر متأملا فى عينيها ليبدء حوار بالنظرات لا الكلمات فيما بينهم
-" لقد عدت لانقاذى ومنحى المزيد من دماءك برغم كل ما فعلته بك "
- " وهل كنت أسمح لقلبك بضخ دماء سواى " ورفع حاجبا بتكبر وهو يكمل " هو اصلا ينبض على وقع اسمى"
- ابتسمت وضربته بخفه على كتفه وهى تكمل الحوار " يالك من مغرور ومتعجرف "
- فرك مكان ضربتها بتألم مصطنع دفع المزيد من الابتسام لشفتيها الجميلتين ليتأمل الكرز الشاحب وعيناه ترد بوله " ويالك من فاتنة "
- احمر وجهها برقة وخفضت نظرها للحظة ثم رفعت عينان تجاهد لسقوط دموعها وعادت لحوار العيون "لما؟!"
- شعر بقلبه يتألم لمرأى دموعها ولكنه تماسك واكمل حوارهما " لما ماذا ؟ لما انا بجوارك ام .. لما اعطيتك دماءى لانقاذك ؟ ام ربما ... لما لست ما زلت غاضبا من كل ما فعلتى ؟ .. اعتقد ان السؤال الاهم هو ...لما وهبتك قلبى؟!" صمت للحظة ثم عاد " لا اعلم لما احببتك .. ولكنى الان اعلم يقينا اننى لن اتركك ترحلين عنى مرة اخرى" واحتدت نظراته والقت بسهام الانذار وهو يقرب وجهه منها مضيقا بين عينيه " لن ..أسمح ..لك ..بالإبتعاد ..هل تفهمين مهما حاولتى .."
ولكن ما قطع حوارهما هو انهيار دموعها وهى تحتضنه بقوة جعلته يتخشب لجزء من اللحظة ليعود لاحتضانها فى المقابل بقوة اشد وقد فهم انها اخيرا وبرغم كل الاسرار التى ما زالت مختفية بينهم قد اعلنت استسلامها لحبهم وامام هذه الحقيقه كانت سعادته لا توصف سيجابه كل الاعتراضات والمخاوف التى تعشش برأسها سيحارب ويصارع كل من يحاول الوقوف بطريق حبهم ولكن الاهم انه لن يضطر لمحاربتا بعد الان, إن قوة حبهما ستجعله يحطم كل الاسوار ويحل كل الاسرار .
عاد براسه الى الوراء وهو يتامل ملامحها الباكيه ويمسح بطرف اصبعه بقايا دموعها وهو يقول "لا تبكى مونامورى , ان دموعك هى الاقسى على قلبى"
-
يا الهى كم تعشق نبرة صوته الخشنة تلك ولكنته الايطالية المميزة ولكن قلبها يخفق بشدة لكلمة مونامورى منه
نظرت اليه رأته يبتسم بمكر فعرفت انه كالعادة اجاد قراءة ما يدور بخلدها من عيونها فاحمرت خجلا وخفضت بصرها ليعيد رفع وجهها باصبعه ليرى نظرات الالم تسكنهم فيهتف بلوعه " امورى , ما بك هل تشعرين بالم؟"
- أومأت ببط ء وحزن لينتفض ويهتف بها "أين ؟ سأستدعى الطبيب فورا " ولكن أوقف وقوفه المتعجل امساكها بيده لتنظر له بحزن وتقول " ولكنى أشعر بالألم هنا " واشارت لقلبها " وهذا لا علاج له عند الطبيب "
- شعر بقلبه يتمزق اشلاء للحزن بصوتها ليعود فيضمها برقة لصدره ويقول " لا تخافى يا اميرتى انا معك الان ولن يفرقنا شىء , فقط اعتمدى على وامنحينى ثقتك كاملة وأعدك أن ازرع الزهور بدرب حياتك " ونظر لها برجاء برغم غرابته عليه الا انه مس شغاف قلبها حبا وهو يقول " هل ستمنحينى ثقتك ؟ هل ترين أنى استحقها "
- وكان ردها بانهيار المزيد من دموعها وهى تحتضنه بقوة مقبله اياه بكل ما يحتمل نفسها من خوف وقلق ليرد لها قبلتها بالمثل ويغيبا فى عناق طال اشتياقهم اليه يحمل الكثير من الاجابات والعديد من التساؤلات ولكنهم يكتفون فيه بكونهم معا اخيرا
- كانت حالتها فى تحسن مستمر , فاق حتى توقعات الاطباء وكانت التحقيقات تتوالى ولكن بينما كانت الحقائق تتكشف ببطء فى حقيقة المعتدى عليها كان الاتهام يغلق قبضته بقوة عليه ولكن برغم هذا مازال الضابط لم يلقى القبض عليه!!
- حكت له كاثرين ما قالته الجده صوفيا وكيف التقتا كانت تنشج بانهيار وهى تقول بهستيرية " انا لا استحقك , سألوث سمعة عائلتك "
ولكنه اسكتها بقبلة حانية مربتا على شعرها وهو يضمها لصدره العريض وهو يقول " اهدءى امورى , سنتخطى كل شىء معا لا تخافى "
ولكنها انتحبت بصوت أشد وهى تدفن راسها بطريقة بائسة للإختباء من خوفها وحزنها " لن يقبلوا بى مهما فعلت , سيقاتلونك وينبذونك لو حاربتهم من اجلى , ان عارى لن يمحى او يتغير بهذه البساطة "
تمزق قلبه لحزنها ورد عليها بهدوء يخالف ما يعتمل بداخله " لا تقلقى امورى لقد وعدتك وانت تعلمين أنى افى بوعودى دوما "
رفعت وجها غارقا فى الدموع وهى تقول بتوسل " عدنى ألا تتركنى أبدا , سأموت لو ابتعدت عنى " تشبثت به بضعف وقالت " كلا حتى الموت سيكون أهون من بعدك عنى"
ضمها بحنان وقوة وهو يقول " أعدك أن نظل معا الى الابد"
- كانت الجدة صوفيا تسير فى طرقات المشفى وبرغم تقدمها فى السن الا انها كانت تهتم جيدا بنفسها فلم يظهر عليها عمرها الحقيقى عندما وصلت للجناح المحجوز به البرتو وكاثى لتخرج تصريح للزياره يجعل الجندى المكلف بالحراسة يسمح لها بالمرور
- تقدمت للداخل بدون طرق على الباب ليتفاجأ كلا من البرتو وكاثرين بها وهى تحدق فيهم بسخريه وترمق كاثرين بنظرات محتقرة محرقة جعلتها تخفض بصرها وتميل تلقائيا للالتجاء لالبرتو باسلوب عفوى لطلب الحماية ولم يتردد للحظة لتلبية النداء وهو يحيطها بذراعه قائلا " اهلا جدتى , أى ريح طيبة أتت بك لدبى ؟ وهنا خاصة ..بالمشفى؟" كان البرتو ساخرا هو لم يكن على وفاق مع جدته من قبل ولذا فلا يوجد مبرر يجعلها تقطع هذه المسافة للإطمئنان عليه مثلا وبالتالى يكون السبب الوحيد المطروح هو التسبب بالمزيد من الازعاج لمحبوبته وهو مالن يسمح به ابدا
- نظرت له بغضب وقالت " جئت لأعيدك لرشدك مادمت مصر على ارتكاب الحماقات التى كبرت عليها "
- ابتسم بسخرية قائلا " ومادمت تعلمين بأننى كبرت فلم لم توفرى على نفسك عناء المحاولة ومشقة الطريق فأنت تعرفيننى أفضل من هذا"
- ازداد غضب صوفى اشتعالا وازدادت كاثرين انكماشا بحضن البرتو وهى ترى الصراع الدائر بينهما بسببها وقلبها يخفق بمنتهى الخوف مسببا لها الاما ورعب تكاد لا تسيطر عليهم , احتدت صوفى قائلة " ألا ترى الى اين وصلت ؟ لقد تسببت لك بمشاكل لا حصر لها منذ عرفتها , والان قضية المخدرات تلك من تظن تسبب لك فيها الا فاسدة مثلها , أنت تعلم ان اباها يدير هذه الاعمال وهو قادر على تمويلها بما تحتاج " اضافت الجمله الاخيرة بسخرية شديدة وصاحبتها بإشارة من يدها تزيد من تحقير كاثرين
- " صوفى .." صرخ بها البرتو بحده وغضب جعل الجدة ترجع رأسها للخلف من حدة غضبه ليتابع هو "دعى كاثرين بعيدا عن هذه القضيه , فهى كانت اقرب للموت فى حينها "
- " نعم , أقرب اليه ولكنك أعدتها لتفسد علينا حياتنا ثانية لما لم تتركها ترحل , لم منحتها الحياة ثانية بدمك , كم مرة يتوجب على التخلص منها "
- كان الان الدور على البرتو ليرتد مصعوقا مما سمع ويهتف بشك " ماذا ؟!! "
- " نعم البرتو , لن ادع تلك الفاسدة تحصل على احد ممن احب لن اتركها تخطفك منا كما خطفت امها حبيبى سأنتقم منهم معا سأقتلها وأزيلها من دائرة وجودى طالما قلبك ينبض بحبها هل تفهم , أنا من ارسلت من يقتلها ولن أتوقف حتى تصبح جثة هامده" صرخت هادرة بالجملة الاخيرة وصاحب صرختها اقتحام الشرطة للغرفة ليتوسطهم رونالد مبتسما بنصر ويقول " شكرا صوفى لقد وفرتى علينا الكثير من المشقة "
- ما تلا ذلك كان سريع فقد تم القاء القبض على صوفى وعلم البرتو انهم وجدوا بصمة بالمطبخ مكان اختباء جيمس ومنها نجحوا فى الوصول اليه وعن طريقه أوقعوا بسلفيا ولكن كان من الصعب الاعتماد فقط على شهادتها ضد صوفيا بالتحريض ضد كاثرين وحفيدها خاصة لعراقة عائلتها ولهذا كان رونالد يتحين الفرصة للإيقاع بها وهى وهبته اياها على طبق من ذهب .
- لقد أوضح الضابط فيما بعد انه من اشد معجبى البرتو ومتابع دائم لكل اخباره وقد قرر ان يصدق حدسه فى ان بطله المفضل لا يمكن ان يصدر منه هذه التصرفات لذا وضعه تحت الملاحظة المشددة وواصل بحثه دؤوبا لكشف الحقيقة
- كان اليوم جميل وقد سمح اخيرا لكاثرين بالخروج وقفت على مدخل المشفى بانتظار ركوب السيارة التى اتت من اجلهم وهى ممسكة بيد البرتو نظرت اليه لتجده يتأمل ملامحها بابتسامة ردتها له وهى تسأل بغضب مفتعل " ألن تقول لى اين تغيبت طوال فترة الظهيرة أمس ؟"
- أمسك بذقنها بين اصبعيه وهمس " كل شىء فى حينه يا أميرتى "
- ذهبا الى الفندق لترتاح كاثرين قليلا استعدادا لتناول العشاء سويا , عندما خرجت من الحمام وجدت ثوبا رائع الجمال على سريرها موضوع فوقه ورده حمراء مربوط بها بطاقة خط عليها بخط انيق ومميز " فقط من أجل أميرتى المميزة ليلة مميزة " تجمعت الدموع بعينيها وهى تمسك الثوب لتتأمل مدى جماله ونعومة القماش الحريرى وبراعة التطريزات التى تزين رقبته واطرافه ولونه الفيروزى الذى انعكس على لون عينيها فزاد من تألقهم , قامت بوضع المكياج والإكسسوار المناسب ورشت رشه من عطرها المفضل لالبرتو وزينت تسريحة شعرها بالوردة التى اهداها لها , سمعت طرقات على باب غرفتها فألقت نظره اخيره على مظهرها قبل أن تستدير لتفتح الباب لتجده متكئا بكسل على جانب الباب كم كان وسيما ببذلة السهرة التى توافقت مع جسده بشكل فاتن واظهرت كتفيه العريضتان وعضلات ساقيه الرشيقة رفعت عينيها لتغرق بلا ابحار فى الموج الازرق لعينيه الذى اشتعل بالاعجاب وهو يتأملها مستحسنا ليجد وجنتيها تشتعلان بحمرة الخجل الاحب الى قلبه
- كان العشاء رائعا والمطعم الذى اختاره البرتو يتميز بالاضاءة الهادئة وكانت طريقة وضع الطاولات تجعلها شبه معزولة عن بعضها البعض كان الطعام لذيذ واكلت بشهية وهى تضحك على ما يقص عليها البرتو من حكايات وعند الانتهاء تناولوا القهوة ثم دعاها ليذهبا الى قاعة الرقص , اعتقدت ان البرتو اشار بشكل خفى لاحدهم ولكنها لم تتأكد وعندما توسطا ساحة الرقص فوجئت بالاضواء تخفت ماعدا احدها يسلط فقط عليهما ليتعالى صوت الاغنية المفضلة لديها لانكريو اجلاسيوس - البطل
- Enrique Iglesias - Hero
http://www.youtube.com/watch?v=crtn3...eature=related
- ولتجد ان البرتو يغنيها معه لينخفض صوت الموسيقى ويبتعد الراقصون ليفسحوا لهما فقط المجال وهو يغنى وقلبها يخفق بعنف كلما ردد
- استطيع ان اكون بطلك
- – استطيع ان ابعد الالم
- – سأكون بجوارك الى الابد
- ولكن مع انتهاء الاغنية ساد صمت مطبق لتفاجىء بالبرتو ينحنى ليجلس على ركبته ويخرج من جيبه خاتما رائع الجمال وينظر لها بمنتهى الرجاء وهو يقول :"Mary me please"
- وهنا لم تستطع كبت دموعها لاكثر من هذا لتتساقط كالشلال وهى تحتضنه بقوة غير آبهة بالتصفيق من حولها ولا صيحات الاعجاب ليغيبا بقبلة طويله تركتهم مقطوعى الانفاس من شدة الاثارة والانفعال ليسألها مشاغبا " لم أسمع ردك , أم اعتبر حماستك فى تقبيلى موافقة ؟" لتبتسم له وتقول " تستطيع اعتبارها كذلك"
- " فى هذه الحالة لم أسمع جيدا فمن فضلك كررى الاجابة "
- ضحكت برقة وهى تعود لتقبله بشغف لم يتردد فى مبادلتها اياه
- كان صباحا مشرقا وكانت كاثرين فى منتهى السعادة لا تستطيع ان تتخيل انه مر على خطوبتها الساحرة لالبرتو شهرين واليوم هاهى تستعد لزفافها فى بلدهم والكنيسة الخاصة بعائلتهم لقد حدث الكثير على مدار الشهرين فلقد توفى والدها الرجل الذى رباها – قتله بعض رجال العصابات لقد حزنت عليه كاثرين ولكن البرتو كان معها دائما لتتخطى سريعا هذه الازمة , أيضا علمت ان البرتو قام بتسوية جميع المشاكل الماديه التى تسبب فيها والدها وتصحيح كل ما يخص امور العائلة لجعلها مرفوعة الرأس أمام عائلته لا تخجل من شىء , عندما جاءت والدتها من لندن لترتب شئون الزفاف معها علمت منها لما فعلت صوفى ما فعلت ولم ادعت ان امها ليست امها فأبو كاثرين كان فتى احلام الجدة صوفى ولكنه اختار ام كاثرين التى نقلت احلامها لأخيه عم كاثرين ولكن عندما توفى والد كاثرين بعد ولادتها بوقت قصير ذهب العم وتزوج بأم كاثرين وهذا دفعها للجنون المطبق ومحاولة تدميرها هى وامها لذا هربت بها امها الى لندن
- كانت تبدو فاتنه بفستان زفاف على الطراز اليونانى وزين رأسها تاج من الزهور وطرحة رقيقة من التول غطت وجهها بأكمله وطالت لتنسدل على ذيل فستانها كتم البرتو انفاسه وهو يراها تتهادى فى الممر ممسكة بيد والده ولم يشعر الا بوكيل اعماله وصديقه وهو يلكزه قائلا له التقط انفاسك قبل ان تسقط مغشيا عليك ليحدجه بنظره صاعقة ويلتفت ليجدها وصلت اليه ووالده يسلمه يدها لتدور المراسم لا يذكر منها سوى أميرته التى تجلس بجواره وصوتها الرقيق وهو يقول بنبرة منخفضة I do" " ليقول رجل الدين أعلنكما زوج وزوجه
- كان حفل الزفاف رائعا بكل المقاييس وشهر العسل قضوه فى احدى قصور عائلة البرتو على الساحل كان خلابا – لم تتذكر كاثرين بحياتها كلها ان شعرت بكل هذا الكم من السعادة –
- كانت جالسه بحضن ألبرتو فى مزرعتهم تتأمل اقتراب الشمس من الغروب وكان الجو ساحرا بكل المقاييس ,غدا عيد زواجهم الاول وهى تعلم ان البرتو ولابد قد حضر للاحتفال جيدا بهذه المناسبة وكانت متشوقة لتعرف هديتها – أما هو فقد حصل على هديته من اربع شهور والشاهد عليها بطنها التى بدءت بالانتفاخ لن تنسى منظر وجهه عندما نهضت ذات صباح وهى تعانى من الاعياء والغثيان وعنددما عادت لفراشها وسط توتره واصراره على احضار الطبيب اخبرته انها تعتقد انها حامل – مازالت تضحك كلما تذكرت هذا المشهد لقد فتح فمه ببلاهه لعدة لحظات ثم اخذ بالقفز واطلاق الصيحات كرعاة البقر
- " ها انت تتذكرين مره أخرى " ألقى جملته بتذمر طفولى جعلها تطلق العنان لضحكاتها حتى تدمع عيناها من نظرة عينيه اللائمة لتربت على خده وهى تقول " سامحنى حبيبى فأنت اعطيت رد فعل من الصعب ان ينسى " لتعود لاطلاق الضحكات لتصمت بعد برهه لتراه ينظر لها متأملا بابتسامة فتسأل "ماذا" ليهز رأسه بشرود ويقول " لا شىء فقط انا اعشق تأمل ضحكاتك " ثم ينفض رأسه ويكمل " ليس فقط ضحكاتك , بل كل ما فيكى"
- " البرتو!!" وقبلته على ذقنه بخفة وهى تقول " انت مخادع " ثم فوجىء بها قبل ان يرد تحاول منع دموعها من التساقط ليهتف بلوعه " امورى , مابك ؟ هل هناك ما يؤلمك او يحزنك ؟"
- لترفع عيناها وتقول " كلا البرتو فقط نسيت ان اشكرك "
- " تشكرينى ؟!! على ماذا ؟ وهل شكرى يستحق ان تذرفى من اجله الدموع ؟"
- تنهدت بصمت وقالت " البرتو لقد عرفت كل شىء , وكيف بذلت ما فى وسعك لانقاذ اعمال عائلتى وتطهيرها مما كان بها من اعمال مشبوهه , انت حتى لم تشر لشىء"
- رفع وجهها بأصبعه ليقول " كاثرين انت امورى فلا تشكرينى " ليقبلها بعدها بسعادة ثم يضمها لاحضانه وهم يتأملون غروب الشمس سويا والبرتو يفكر "كلا كاثرين لم تعرفى كل شىء ولم اكن لاخبرك واحطم ما بنيتى من وضع وتخيل عائلى " فهو لم يخبرها ان والدها قد قتل كما قالت صوفيا ولكن على يد عمها والذى هدد امها بتلفيق التهمة لها ان لم تتزوجه حتى يستطيع الاستيلاء على كافة الاعمال بقبضته مما عرض والدة كاثرين للعديد من الشائعات خاصة ما يتهمها بانها كانت على علاقه معه وتآمرا لقتل زوجها ولهذا عند اول فرصه استطاعت الهروب بابنتها بعيدا عن اعماله الفاسدة التى الحقت العار بالعائلة هربت تاركة كل شىء وراءها , ولكن البرتو لم يتحدث بما عرف خاصة وانه توفى بطريقة بشعه ومخزيه كافيه وهو لا يريد لكاثرين المزيد من الالم فلقد تالمت لفقده كما لو كان والدها الحقيقى وابدا هو لم يكن ليزيد بعذابها لقد وعد بحمايتها ولن يسمح لى شىء بعد الان ان يؤذيها ابدا ابدا
|