لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-12, 09:37 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- حلقة الدموع....


عند وصولهم الى جسر بايروا اوقف دانيال السيارة الى جانب الطريق مقترحا :
" ما رايكم بالذهاب الى تي آروها لنسبح في مياهها المعدنية الساخنة؟ فالساعة تشير الى الواحدة ظهرا وامامنا متسع من الوقت للوصول الى هناك".
منتدى ليلاس
لم يبد أحد إعتراضا على الإقتراح ، فإستدار دانيال بالسيارة سالكا الطريق المؤدي الى أجمل بقعة في نيوزيلندا.
تي آروها بلدة صغيرة قابعة على سفح جبل شاهق سميت بإسمه ، حيث تتشر منازلها وزهو ، وتحيط بها مراع شاسعة تختال فيها قطعان الماشية بحرية وإطمئنان .
عن قمة الجبل ، حيث برج البث التابع للتلفزيون والذي يغطي سهول الهوراكي والمناطق المجاورة ، تنبسط امام الناظر مشاهد ولا أروع ، خاصة عند صفاء الجو ، لكن لا مجال الآن للإستمتاع بهذه المناظر ، فسيارات الأجرة التي تنقل السياح الى القمة غير متوافرة في هذا الوقت ، ولم يكن احد منهم متحمسا لقطع هذه المسافة سيرا على قدميه مخترقا أدغال الشوك التي تغطي الجبل.
تناولوا طعام الغداء في مطعم صغير ، بعد ان نجح دانيال في إقناع ليندا ، بعد جدوى إقتراحها القاضي بشراء بعض الأكل ، وتناول الغداء في إحدى الحدائق الخلابة على جانبي الطريق ، وأردف مفسرا :
" أخشى أن تندمي فيما بعد ، فالغرباء عن تي آروها فقط يتناولون طعامهم في البساتين ، لأنهم يجهلون ان الينابيع الدافئة تشكل انسب مكان لتناسل الذباب البري ، فإذا لم تتحركي بإستمرار أو تبقي تحت الماء ، فستكونين لقمة سائغة لتلك الحشرات".
بعد الغداء إنتقل الأربعة الى حديقة عامة قريبة ، حيث طافوا في ربوعها متأملين الخليط الرائع من الأشجار المحلية والمستوردة والمزروعة بطريقة هندسية رائعة ، والعصافير على الأغصان مزقزقة في هذه الجنة الصغيرة ، وأمام حمامة رائعة الألوان صفر دانيال إعجابا بسمنتها وبجناحيها المخططين باللونين الأخضر والأصفر وقال :
" أعرف مكانا فوق السفح بقليل يشرف على مناظر خلابة للغاية ، والطريق اليه سهل ( ونظر الى الثلاثة كل بدوره ) هل تودون المحاولة ؟".
ساله ريك :
" كم ستستغرق من الوقت ؟".
رد دانيال بلهجة الواثق:
" أقل من ساعة ".
فقالت ليندا:
" اود رؤية ذلك المكان ".
اردف الدكتور سيمونز مبتسما :
" اعتقد ان عظامي الهرمة يمكنها القيام بالمحاولة أيضا".
" حسنا ، فلنذهب".
وإستدار دانيال ليدلهم على الطريق.
لم تكن الطريق سهلة كما تصورتها ليندا.
إستدارت ليندا تنظر الى ريك واقفا بعيدا عنها يتأمل بدوره روعة المنظر ، أحست نفسها في أوج سعادتها ، وحمدت ربها أن ريك إستطاع أن يتسلق الطريق المؤدية الى هنا ، من غير ان يبذل جهدا كبيرا ، فمنذ سنوات ثمان حكم ريك بعدم القدرة على ريك بعدم القدرة على المشي من جديد ، لكنه اليوم أثبت العكس ودحض روايات الطب ، فبدا معافى ، مرتاحا ، ومسرورا ، لم يشك اثناء صعود الجبل من أي الم ، ولم تسمعه يلهث كما لهثت هي.
لم يعد يهمها بعد الآن انه تخلى عنها قاضيا على قصة حب إعتقدت أنها خالدة ، كل ما يهمها في الوقت الحاضر انه بخير وعافية وسعيد في حياته ، في هذه اللحظة اطلقت السراح لحبها المدفون تحت أنقاض الحزن والجروح ، والمجبول باللامبالاة والإهمال من قبل ذلك الذي كانت تدعوه حبيبها ، الان إعتقت ذلك المارد المخنوق وتركته يخرج من القمقم الذي سجنته فيه ثماني سنوات ، كانت في عقلها الباطن على ثقة ان إعترافها المضمر بأنها ما زالت تحبه سيسبب لها الما ، لكن هذا الألم إنقلب الان الى متعة عارمة لوجوده قربها ولرؤيتها علامات الحبور على وجهه.
إستدار ريك ناحيتها وكانه شعر انها تراقبه ، لم يبتسم لها لكن عينيه عانقتا عينيها الداكنتين بإصرار غابت عنه روح الهزء والعداوة التي رافقت نظراته اليها مؤخرا ، تقدم منها ووقف قربها مشيرا بأصبعه الى اللوحة الشاسعة تحتهما ، وراح الإثنان يمتعان الطرف بروعة المنظر.
لم يبق الأربعة في حوض السباحة اكثر من ساعة ، فالبقاء في المياه المعدنية مدة أطول قد يفقد المرء بعضا من طاقته ، تفقدوا بعد ذلك النبع حيث الماء في غليان دائم لحظة تدفقه من الصخر ، شرب كل منهم كأسا من الماء بعد إصرار الدكتور سيمونز على أن ذلك يطيل عمر الإنسان ويهبه الصحة والقوة ، قوله هذا لم يكن جديدا على مسامع الباقين ، فالكتابات التي ما زالت تزين بعض الصخور والتي كتبت في لقرن الماضي تردد القول نفسه ، وتنصح بالإستحمام في الينابيع الساخنة ، والإستفهام عن جميع انواع العلاجات.
في طريق عودتهم الى السيارة إلتفت الدكتور سيمونز الى ليندا ودانيال قائلا :
" يجب ان تشاركانا العشاء الليلة ، أنا وريك ذهبنا للصيد في الصباح الباكر ، وثلاجتي الآن تئن من ثقل ثلاث سمكات كبيرة ، بالغت كثيرا في إكرامي وإكتفيت الان من ضيافتك يا دانيال ، دعني أولم لك هذه المرة".
اكمل ريك :
" وانا خير شاهد عل ما يحضره الدكتور من طعام ، وأعتقد انه أساء إختيار المهنة ، كان عليه ان يكون طاهيا".
لم يسع دانيال امام ما سمعه إلا ان يرد بسرور واضح :
" في هذه الحالة ، شكرا يا دكتور ويسعدنا كثيرا ان نلبي دعوتك ، أليس كذلك يا ليندا ؟".
لم ترفض ليندا الدعوة ن ليس بسبب الطريقة التي قدمت فيها فحسب ، بل أرادت أن تكون صريحة مع نفسها هذه المرة لأنها ترغب كثيرا بتلبيتها ، فأومأت برأسها موافقة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-01-12, 09:38 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أكمل دانيال وليندا طريقهما الى مسكنيهما بعد أو أوصلا ريك والدكتور سيمونز الى سيارة الأخير ، لم تصدق ليندا كيف وصلت الى شقتها ، فقد كانت منهوكة ، لكن فرحها الداخلي ما لبث ان أنساها تعبها ، فقامت تغتسل ثم إرتدت قميصا رقيقا من الصوف الناعم ، وسروالا ازرق اللون داكنا ، وإرتدت فوق القميص سترة رمادية اللون تخططها خطوط زرقاء ، ولفت عنقها بمشلح حريري عليه نقوش متناسقة الألوان ، فبدت أكثر فتنة ، مررت الفرشاة على شعرها بسرعة حتى بات كتلة براقة ثم ربطته الى الخلف كما إعتادت منذ ان بدأت عملها في المدرسة ، كانت تود تركه يتهدل بحرية ودلال على كتفيها لكنها أحجمت عن ذلك ، فليس من سبب يستحق تغيير عادتها هذه الليلة بالذات.
إبتسم ريك مرحبا بليندا ودانيال ، ورمقها بنظرة ناعمة وهي تمر بقربه في طريقها الى الداخل مردفا بصوت منخفض:
" تبدين فاتنة للغاية ".
كتمت ليندا سرورها لطرائه الناعم وشكرته بهزة خفيفة من راسها.
سار ريك أمام الزائرين يدلهما على غرفة الإستقبال الصغيرة ، تتوسطها طاولة صفت عليها الأطباق ، وزينت بباقة من الورد الأحمر تحيط بها شمعتان مضاءتان.
" الدكتور سيمونز منهمك بالعمل في المطبخ ، وأنا في خدمتكما الى حين إنتهائه " طلب كلاهما كوبا من عصير العنب ، إبتسمت ليندا عندما تناولته من يد ريك وهي جالسة على اريكة في زاوية الغرفة ، نظر دانيال اليها قائلا :
" كم أنت جميلة الليلة ، هذه اللوان تناسبك جدا ! ".
لم يتح لهما ريك مجال الحديث اكثر فعلّق بعد ان ذاق العصير :
" طيب هذا العصير ! صنع من يا ترى ؟".
فرد دانيال :
" مزرعة محلية تصنع هذا النوع من العصير ، ففي الجوار مزرعتان أو ثلاث تعمل في هذا الحقل ، ويعتبر عنبهم من افخر الأنواع".
تناول الزجاجة واعطاها لريك للتأكد من كلامه سائلا :
هل انت خبير بانواع العنب ؟".
أجاب ريك ناكرا عنه هذه الصفة :
" لا أبدا ، لكن عمي هو الخبير ، وقد حاول مرارا ان يوسع دائرة معلوماتي حول هذا الموضوع".
سالته ليندا :
" أيزال ريان يعيش معك ؟".
" كلا، كما تعلمين ، هو صاحب المنزل ، وما يزال يسكن فيه ، إشتريت منزلا جديدا " وبدا مرتبكا في كلامه وكانه يجاهد في إختيار العبارات ، وعندما لاحظ أنها تريد الإسترسال في السؤال عن ريان إلتفت نحودانيال وغيّر الموضوع ، لم تمانع ليندا في ذلك ، فمناقشة أموره العائلية وذكر روث والأولاد سيعيد إشعال نار ألم جاهدت في إخفائها والتغلب عليها زمنا طويلا ، وليس الوقت مناسبا للتالم من جديد.
لكن امرا إسترعى إنتباهها فريك يخفي شيئا ما ، أغلب الرجال السعداء في حياتهم الزوجية لا يتركون فرصة إلا ويتكلمون عن زوجاتهم او على الأقل عن أولادهم ، اما ريك فلم يذكر عائلته أبدا منذ ان إلتقته ، اهو يحاول تجنب الإساءة الى شعورها؟
التهم الضيوف السمكتين المشرحتين والمشويتين مع الزبدة والمزينتين بأنواع الخضار المختلفة ، بشهية كبيرة يصب معها عليهم ملاحظة خطا في تحضيرها ، اتبعهما الدكتور سيمونز بأشهى انواع الجبن المحلي والمستورد ، فكانت أفضل نهاية لوليمة شهية تركت آثارها على جميع الحاضرين إستحسانا وإطراء لعمل المضيف.
إعتذر الدكتور سيمونز في نهاية العشاء :
" للاسف ، لا احسن تحضير الحلويات ".
ردت ليندا :
" لست مولعة بالحلويات، الجبن افضل بكثير ".
ايّدها ريك :
" إنها أشهى وليمة ذقتها في حياتي !".
أدركت ليندا أن الفرصة سانحة لتظهر لريك ان ذكر زواجه لا يضايقها البتة ، فضحكت قائلة :
" هذا إطراء بحق ، تعلم يا دكتور أن زوجة ريك من أمهر الطهاة ؟.
إرتعشت يدا ريك وهو يضع شريحة من الجبن على قطعة الخبز ، فسقطت في طبقه.
قال الدكتور سيمونز بإنذهال :
" زوجته! ".
ورمقه دانيال بنظرة ثاقبة وعلّق بفضول :
" كنت حتى الساعة اظنك أعزب يا ريك ".
أجاب ريك بكل هدوء :
" في الواقع لست متزوجا ولم يسبق لي ان كنت ".
علت علامات الحرج وجه الدكتور سيمونز ، فإن كان هناك من أسرار في ماضي ريك ، فليس مفروضا ان يحرج موقف ضيفه على مائدةالطعام".
علا صوت ليندا وحيدا :
" لكن..... روث".
نظر اليها ريك بلطف قائلا بصوت هادىء النبرات :
" هناك سوء تفاهم على ما أعتقد يا ليندا ، فروث زوجة عمي".
" ريان ؟".
" اجل ، لا شك انك قرأت الخبر في الصحف وإعتقدت انني الزوج السعيد ، في الواقع ( وإلتفت الى الرجلين مفسرا ) عمي وأنا نستعمل الحرفين الأولين نفسهما ، وعملنا في المؤسسة عينها والسكن سويا في المنزل ، سببا حالات من سوء التفاهم ، هذه إحداها ، وأعتقد أن مناداتي ريك قد سهلت الأمر قليلا ".
لكن ليندا على يقين أنه ليس سوء تفاهم ، فقد كانت أكيدة من علاقته بروث ، ورجّحت ان عمه تمكّن من إبعاده عن روث بعد إستيلائه على قلبها ، وتذكرت الولدين وكم كان شبههما لريك ولريان كبيرا ، فإعتذرت من ريك والألم يعصر قلبها ، كيف اقدما على عمل كهذا ولم يمض على خروجه من المستشفى وقت طويل ؟ اين العاطفة ؟ اين رابطة الدم والقربى ؟ هل يعقل ان يسبب ريان لريك الما كان بإمكانه ان يودي بحياته؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-01-12, 09:40 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر ريك اليها وقد إحمرت وجنتاه ، فادركت حراجة موقفه ، لكن الآخرين لا يعلمان أنه كان مخطوبا لروث قبل زواجها من عمه ، إعتذرت مجددا بصدق وتأثر واضحين :
" اتمنى أن تعذرني على غلطتي هذه ".
رد بلطف متناه :
منتدى ليلاس
" بكل تأكيد ، سبق وقلت أن هذا يتكرر بإستمرار وقد إعتدنا عليه أنا وريان " عرضت ليندا تحضير القهوة لتختلي بنفسها في المطبخ لبعض الوقت ، ما تحتاجه الان بعد أن عرفت أنه لم يتزوج روث ، هو دقائق من الهدوء لأعادة تفكيرها الى طبيعته ، لكن لا تأثير لذلك أبدا ، فإهماله لها طيلة هذه السنوات لا يبدل شيئا في الواقع الجديد فكأنه تزوج عشرات المرات ، أقنعت نفسها بحزم أن هذا الواقع الجديد لن يبدل شعورها ، كما وأنه لن ينسيها ما قاست من عذاب وما تحملت من شقاء ، راحت تهيء الفناجين على صينية فضية صغيرة ، وهمّت بسكب الماء الساخن عندما ظهر ريك فجأة في المطبخ ، لشدة إرتباكها اوقعت قليلا من الماء على الطاولة ، إقترب منها مظهرا إهتمامه:
" دعيني اساعدك ، هل أصابك مكروه ؟".
طمأنته ليندا متظاهرة بهدوء واه :
" لا، إقتصر الأمر على الطاولة ".
تناولت قطعة قماش تمسح بها آثار الماء على الأرض والطاولة ، تحاول ان تلهي نفسها قدر الأمكان عن مواجهته.
" ظننت أن بإمكاني المساعدة خاصة وأن الحديث في الداخل يدور حول امور الطب".
" هذا لطف منك ، بإمكانك جلب فنجانك وسأضع البقية على الصينية ".
هتف بصوت مضطرب وكأنه يستغيث :
" ليندا ، يجب أن نتحدث ".
أحست بقلبها يموج بين اضلعها ، وردت :
" حسنا ، تكلم ".
قال وصبره يكاد ينفد :
" ليس هنا ، هل نتقابل الأسبوع المقبل ؟ بإمكاننا تناول العشاء معا إذا أردت ، والقيام بنزهة ليلية ".
" لا أعتقد ان ذلك ممكن ، شكرا".
إنحنت لتحمل الصينية ، لكنه أمسك بذراعها وأدارها نحوه .
لبثت ليندا ساكنة ويده تقبض على ذراعها ، تنظر الى وجهه المضطرب وما لبث ان رفع يده راجيا :
" أرجوك يا ليندا ، لقاؤنا ضروري جدا ".
اجابت ليندا بوضوح لا يشوبه تردد ، تجاهد في سحق صدى صراخ العاطفة :
" ليس ضروريا بالنسبة الي".
" هناك ما اريد ...".
قطع الدكتور سيمونز بدخوله عليهما الحديث ، موجها حديثه الى ريك :
هل أزعجناك بحديثنا عن الطب يا ريك ؟ أعتذر لذلك ، لكن إذا عدتما الى الداخل أعدكما بعدم الكلام عن هذا الموضوع مجددا ".
اجاب ريك بلباقة :
" لا أبدا يا دكتور ، جئت فقط لأساعد ليندا في تحضير القهوة ، واعتقد أننا إنتهينا ، حمل ريك الصينية بنفسه وسار وراء ليندا الى غرفة الجلوس ، حيث قدمت لكل فنجانه ، ثم جلست قريبا من دانيال على الأريكة ترشف بهدوء من فنجانها ، فدانيال يمثل لها نوعا من الرجال ترتاح الى محادثته ، صريح ، مخلص ويتفهم مشاكلها وأحاسيسها ، كان يتأمل طوال الوقت ، يراقب حركاتها ويستمع اى ملاحظاتها ، ما أن إنتهت من فنجانها وإنحنت لتضعه على الصينية حتى وضع ذراعه على طرف الأريكة بطريقة تطوق جسم الجالسة قربه حتى تتكىء الى الوراء .
كان ريك يراقبهما وفي عينيه بريق من السخط ، لم يخف على ليندا عندما نظرت اليه ، إحتارت كيف تفسر نظراته ، اهو يغار عليها ؟ كادت أن تهلل فرحا ، لكن كيف تبتهج لغيرته عليها وهو الذي تخلى عنها كل هذه السنوات ؟ لم يردها لنفسه كما أنه لا يتحمل رؤيتها سعيدة برفقة رجل آخر ، معانا في إغاظته ، إلتفتت الى دانيال وتبادلا إبتسامة ود وألفة ، تتساءل إن كان ريك قد صرف النظر عن التحدث اليها بعد أن لاحظ تصرفاتها أم لا ؟
وضع دانيال يده على كتفها من غير أن ينظر اليها متابعا الحديث مع الدكتور سيمونز ، ضاغطا بقبضته بطريقة يصعب التخلص منها من غير أن يلاحظ الآخران ذلك ، سهرت يده على كتف ليندا الى أن حان وقت الرحيل ، فساعدها دانيال على النهوض وإرتداء معطفها .
واكبهما ريك والدكتور سيمونز الى الباب مودعين ، وقبل أن يمضيا عاجل ريك ليندا بالسؤال وكأنه يؤكد موعدا إتفقا عليه سابقا :
" إذن الى يوم الثلاثاء مساء ، يا ليندا سأمر في السادسة ".
لم يعطها مجالا للرد على كلامه المفاجىء بل سارع الى توديع دانيال وإختفى داخل المنزل .
في طريق عودتهما الى المؤسسة ، سأل دانيال ليندا وهو يقود السيارة بمحاذاة الشاطىء :
" إتفقتما على موعد ؟".
كتمت ليندا إرتباكها :
" تقريبا".
لم يعجبه جوابها فإلتفت اليها مستفسرا :
" هل افهم من جوابك ان لا أتدخل في شؤونك الخاصة ؟".
" لا أبدا ، لكنني لست اكيدة إن كان يجب أن أقبل دعوته أم لا ".
" ولم لا ؟ يبدو انه شاب محترم وشهادة الدكتور سيمونز على ذلك كافية ، إضافة الى انكما راشدان وحران في تصرفاتكما ".
تردد صدى كلمة ( حرّان ) في ذهن ليندا لفترة وجيزة ، قال دانيال بعدها وكأنه يقرا أفكارها :
" كنت تعتقدين أنه متزوج ؟".
" اجل ".
" والان إتضح العكس ، فلا يمكن لأحد كامل العقل ، أن يلفق مثل هذه الأكذوبة على الدكتور سيمونز ، على كل حال يمكنني ان أتحقق من الأمر إن شئت ".
" لا ، لا تفعل ، إنني متأكدة من صدقه ".
" كل ما تحتاجينه هو المزيد من الوقت لتعتادي على الواقع الجديد ".
" هذا ما أعتقده ".
" دعوته لك الثلاثاء قد تساعدك على ذلك ".
" ربما ".
سكتا لفترة حاولت فيها ليندا ان تضع حدا لتشوش أفكارها .
لا تعرف الى من تستمع ، الى قلبها الهاتف بشوق الى ريك ، ام الى عقلها الذي يابى دخول حلقة الدمع والألم من جديد ".
إنعطف دانيال الى اليمين سالكا الطريق المؤدي الى المدرسة ، وممسكا بيده يدي ليندا المشتبكين في حضنها .
" هل ريك برينت هو رجل الماضي الذي ذكرته مرة ؟".
زفرت ليندا زفرة طويلة انهتها بضحكة قصيرة وأجابت :
" يا لك من شخص مميز يا دانيال ! ".
" هل انا على صواب ؟".
" اجل ".
رفع يده عن يديها لينعطف من جديد نحو باحة المدرسة حيث أوقف سيارته وأطفأ أنوارها ثم إلتفت اليها قائلا :
" لم يكن من الصعب إكتشاف ذلك ، عندما تلجأ فتاة مثلك الى إستغلال علاقتها برجل مثلي ، لتغيظ رجلا آخر وتشغل في قلبه نار الغيرة ، فلا بد وإن يكون الأمر أكثر من مجرد لقاءات عابرة كالتي تمت بينك وبين ريك منذ قدومه الى نيوزيلندا ".
شكلت الظلمة خير ستار تختفي ليندا وراءه إحمرار وجنتيها فهمست معتذرة :
" ارجوك سامحني يا دانيال ".
" ليس هذا بيت القصيد فقد سعدت بمساعدتك ، لكنك تلعبين لعبة خطرة قد تكون عواقبها وخيمة ".
قبل ان تجيبه ، ترجل من السيارة ليفتح لها الباب ، ورافقها الى مدخل شقتها حيث إستدارت نحوه قائلة :
" شكرا يا دانيال على كل شيء ".
" لا أظن انني ساتخلى عنك بهذه السهولة ".
لم يكن عناقه مجرد وداع صامت كما عوّدها في كل مرة يوصلها الى شقتها ، فقد كان يفتقر الى النعومة ، آثر عند نهايته أن يعتذر واضعا اصبعه على شفتيها :
" أنا آسف يا ليندا ، يمكنك أن تصفعيني إن شئت ".
" ساورني شعور بانني محظوظة كونك لم تصفعني أنت عندما كنا في السيارة ، هل كان تصرفك هذا عقابا لي ؟".
" تقريبا ، إعتبريه تحذيرا أوليا ".
ودفعها داخل شقتها بنعومة مردفا :
" طابت ليلتك ، سيكون كل شيء على ما يرام في الصباح ".
أغلق دانيال الباب خلفها تاركا إياها وحيدة في وسط ظلمة شقتها الحالكة ، فإتكأت على الباب تنصت اليه يحكم إقفال باب شقته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-01-12, 07:16 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- إعتراف في طقس بارد

بعد إنتهاء اليوم المدرسي إرتدت ليندا ثيابا خفيفة ، ثم إنصرفت الى تنظيف الغرفة وأمضت وقتا كبيرا في تنظيف الخزائن وتوضيب محتوياتها ، ولجأت بعدها الى حمام ساخن تريح به أعصابها مصممة على عدم الخروج وريك ، وتأكيدا لذلك إرتدت بعد الحمام ثيابا عادية لا تصلح لسهرة.
في السادسة إلا خمس دقائق سمعت ليندا طرقا خفيفا على الباب ففتحت وعلى وجهها إمارات الرفض ، مرر ريك نظراته عليها وقال بهدوء :
" أراك غير جاهزة ، هل علي ان انتظر طويلا لتستعدي ؟".
أجابت الفتاة ببرودة :
" الى الأبد ، آسفة إذا أفسدت مشاريعك فأنا لن أرافقك ".
" ما السبب ؟".
بدأ الغضب يفقد ليندا ثقتها بنفسها فردت بصوت مرتجف:
" لأنني لم أدع...".
قاطعها ريك :
" أذكر بوضوح انني دعوتك ....".
لم تكن ليندا على إستعداد لسماع نهاية الكلام فقالت :
" رفضت دعوتك وها أنت تحاول إصطحابي بالقوة ، إطمئن ، فانا لن اتزحزح من هنا".
تراجعت ليندا لتقفل الباب لكن ريك كان أسرع منها فدفعه ودخل قبل ان يغلقه وراءه ، أسند ظهره الى الباب وأعلن بكل نعومة :
" ولم لا ؟ فلنبق هنا ونتحادث ما دمت تفضلين ذلك ".
عندئذ حذّرته ليندا بعصبية :
" إن لم تخرج ساملأ الدنيا صراخا ! ".
" لن تذهبي الى هذا الحد فأنا لم امسك بسوء ، ماذا ستقولين لدانيال والباقين عندما يهرعون لنجدتك ؟ إسمعي يا ليندا ، أنا آسف لأنني دخلت غرفتك عنوة ، كما آسف لأنني قمت بحيلة تلك الليلة ، جل ما في الأمر أن هناك سوء تفاهم أريد إزالته ، ومن الأفضل فعل ذلك بعد و
جبة طعام في مكان هادىء ، وإذا لم تكوني جائعة لا مانع عندي، رغم تضوري جوعا ، من التكلم هنا ثم الإنصراف ".
" كم ستطول السهرة؟".
أجاب ريك بفظاظة :
" لن تدوم الليل كله إذا كنت خائفة على سمعتك من التخدش ".
" لا تكن سخيفا !".
ضحك ريك عاليا وقال :
" يا لنبرة المعلمة القاسية ".
كان البريق الماكر في عينيه مدغدغا يدعوها الى مشاركتها الضحك ، فوجدت شفتيها ترسمان إبتسامة عريضة ، وبسرعة إستغل ريك الفرصة ليقول :
" هيا يا ليندا ! إرتدي شيئا جميلا لنخرج ، فانا ارغب كثيرا بتمضية السهرة معك ( نظر اليها متوسلا وزاد ) إعتبريها خدمة تسدينها لي ".
فكرت ليندا قليلا ورضخت للأمر الواقع قائلة :
" حسنا ، إجلس فلن اطيل إنتظارك أكثر من ربع ساعة ".
" أنا مستعد لمنحك ربعا إضافيا ".
خرجت ليندا من غرفة النوم بعد عشرين دقيقة لتجد ريك واقفا يتأمل لوحة معلقة على الحائط .
سالته :
" هل اعجبتك ؟".
إستدار ريك قائلا :
" ملابسك أم اللوحة؟".
أجابت جازمة :
" اللوحة بالطبع ".
لا تدري ليندا لماذا تحاول صده دائما وبطريقة صبيانية أحيانا لا تخفى على ريك ، فماشاها وعاد يحدق في اللوحة التشكيلية الليثة بخطوط بنية ، تضيق لتلتقي في الوسط حول دائرة ذهبية لماعة .
إستفسر ريك مدفوعا بفضول فني بحت :
" ما إسم هذه اللوحة؟".
" لا إسم لها ".
" الشعاع الذهبي في الوسط ينقذها ، فهو يجسد أملا مشرقا وسط إطار قاتم متشائم الى حد السواد ( إلتفت ريك صوبها وتابع ) هذه اللوحة لا تلائم طباعك كما عهدتك ".
بدت كلمات ريك وكانها تصطدم بجدار ولا تؤثر بليندا التي علقت :
" كبرت وتغيرت كثيرا ".
عندها قال ريك بكل جدية :
" زادك الكبر روعة وجمالا".
تناول ريك مشلحها الصوفي ذا اللون الفضي ووضه حول كتفيها قائلا :
" الطقس بارد في الخارج ".
ثم فتح الباب وحاد لتخرج قبله ملقيا نظرة أخرى على اللوحة ومعلقا :
" أعتقد أنها تعجبني قليلا ".
خلال العشاء رفض ريك التحدث في موضوع سوء التفاهم معلنا رغبته في التمتع بالسهرة ، وافقت ليندا على التأجيل وصبت إهتمامها على الأطعمة المعروضة امامها.
قال ريك وهو يدفع طبقه الفارغ :
" أتريدين قطعة من الحلوى ؟".
" لا شكرا ، خذ راحتك إذا كنت ترغب واحدة ".
" القهوة تفي بالغرض على ما أظن ، فأنا لا أحب الحلويات كثيرا ".
بعد العشاء إتجها بالسيارة ناحية الساحل فالوقت ما يزال باكرا نسبيا ، ومنظر الغروب يستحق المشاهدة ، نشرت آخر خيوط الشمس حجابا فضيا فوق البحر والأمواج تتلاطم متكسرة على الشاطىء ، قاذفة الحصى الصغيرة في كل إتجاه .
أوقف ريك السيارة تحت شجرة ظليلة والليل يكاد يبدأ ، ثم فتح الباب سائلا ليندا :
" اترغبين القيام بنزهة صغيرة على الشاطىء ؟".
وافقت الفتاة معتبرة النزهة عاملا مساعدا على التصارح والبوح بما يشغل القلب ، فلربما كانت رحابة البحر حافزا لريك على الكلام برحابة ماثلة .
وزاد من سحر الجو وجماله أضواء بعيدة تتلألأ من بيوت على الشاطىء كالنجوم التي تصدر وميضا يتحرق الناظر لأكتشاف سره.
أكملا نزهتهما بهدوء الى أن شدها ريك نحو صخرة ملساء ناشفة من بين الرمال وقريبة من الماء ، جلسا عليها يتأملان المياه وليندا شاعرة بأن ريك يستعد للكلام ، صح ظنها إذ تنفس الرجل عميقا وقال :
" احيانا أتمنى ان أكون من المدخنين ، فالسيكارة قد تساعد في تخفيف وطأة مثل هذه المواقف".
لم تحرك ليندا ساكنا بل ظلت تحدق في سواد المياه الرهيب ، الى أن ايقظها ريك بفتحه الموضوع :
" أخالك ظننت أن ريان سلبني فتاتي ، لذا علي أن اشرح الحقيقة ، لا يعقل أن يقوم ريان بعمل كهذا وهو رجل شهم كما تعلمين ، وأنا لا ارضى بجعلك تعتقدين انه يقدم عل عمل من هذا القبيل خاصة وأنه يحترمك ويحبك ، وهذا الإعتقاد الخاطىء ، سيولد كذلك صورة مغلوطة عن وضعي الحقيقي أود محوها من ذهنك ، خاصة انني انفر من شعورك بالشفقة إتجاهي والذي سئمت منه في الماضي ".
" اتعني ان روث لم تكن مخطوبة اليك ؟".
" تماما".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-01-12, 07:17 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدات ليندا تفهم الحقيقة فقالت :
" ولكنه كان من الأنسب إيهامي بانها خطيبتك بالتواطؤ معها بالطبع ".
" هي لا تعرف شيئا عن الموضوع ".
" ولكنك قدمتها الي ...".
قاطعها ريك موضحا :
منتدى ليلاس
" قدمتها كالسيدة بيرنيت العتيدة بعد أن قلت لك أنني انوي الزواج ، وهكذا إعتمدت على ربطك الخيوط بالطريقة الخاطئة ، وإفتراضك بأنني سأتزوج من بيث التي لم تظهر أي إنفعال لأنها فعلا كانت السيدة بيرنيت العتيدة كونها خطيبة ريان ، جازفت بلعبتي معتمدا على الإنفعال وليد رؤيتك خاتم الخطوبة في يدها ، ولولا ذلك لما صدقت أنني مقدم على الزواج ، وبعد إنطلاء الحيلة عليك ، فكرت بالأشياء الكثيرة التي كان بوسع روث قولها ببراءة وفضح اللعبة بسهولة ".
" كنت محظوظا للغاية ".
" صحيح وإن يكن الشعور بالندم لازمني ، لأنني اقحمت روث في الموضوع وجعلتك تكرهينها ، ولم أكتف بذلك بل جعلتك أخيرا تكنين لريان الشعور نفسه ".
علّقت ليندا على ذلك :
" مع العلم أن إحتمال لقائي بهما من جديد ضئيل للغاية ".
" ومن قال أننا سنلتقي بعد هذه السنوات الطويلة في المقلب الآخر من العالم ؟".
" وكانه ...".
أكمل ريك قوولها :
" القدر ".
ضحكت ليندا هازئة وقالت :
" يا لأفكارك الساذجة ! انا لم أعد أؤمن بالأحلام الرومنطيقية منذ زمن طويل ".
" منذ ثماني سنوات ، أليس كذلك ؟".
وقفت ليندا ، فحذا ريك حذوها وهو يرمقها بنظرات براقة وغامضة لم تستطع الفتاة فك رموزها .
" لنقل أنك كنت أحد العوامل الباعثة على تغيري ( أطرقت ليندا قليلا واضافت ) مسكين انت يا ريك ، كم تحملت حماقات وجنون الفتاة المراهقة ".
صدم الرجل لقولها فسال وهو يسير وراءها :
" أتعنين ان الأمر كان غمامة صيف؟".
أجابت ليندا والمرارة كامنة خلف مزاجها المزعوم :
" بالنسبة اليك على الأقل ".
" غير صحيح ".
قهقهت ليندا عاليا لتقنعه بعدم إكتراثها وقالت :
" أتقصد انك كنت مقتنعا بصدق حبي الأبدي ؟".
" لم اقل ذلك ".
" مهما كان شعورك ، تبين لي أن وفائي وإخلاصي كانا مصدر إزعاج لك وأنك بذلت المستحيل لتفهمني ذلك وأرحل عنك ".
حاولت ليندا التوجه نحوالسيارة فامسك ريك بذراعها وجذبها اليه بعنف صارخا :
" ليندا ! إخلاصك لم يزعجني ، بل كان على العكس بلسم جراحي ، ولكنني لم أكن اريد ربطك برجل مستقبله غامض قد يفسد حياتك ، والحقيقة أن تصرفاتي معك كانت فظة وقاسية ".
لم تستطع ليندا إلا تصديقه فالألم الماثل في نبرته أزال من نفسها أي شك ، وزادها يقينا قوله :
" سامحيني ".
" على ماذا اسامحك ؟ وضعتك في موقف حرج لا بل مستحيل بتسرعي ، ولم أستمع الى نصيحة واحدة من احد ، هل بإمكاننا العودة الى السيارة الآن بعد ان أنهيت إعترافك العظيم ، فالطقس بارد وأنا فتاة حساسة".
قال ريك ببرودة :
" سمعا وطاعة ، حضرة المعلمة ".
في السيارة أضاء ريك النور الداخلي وحدّق بليندا التي بادلته النظرة ببرودة ، فقال متعجبا :
" كنت في الماضي اقرأ الأحاسيس على وجهك بسهولة ، أما الان فيصعب علي معرفة وجهة تفكيرك ".
" عندما يكبر الإنسان يصبح قادرا على السيطرة على أنفعالاته ، سيما وأن هذه الإنفعالات تصبح نارها أهدأ مما كانت عليه أيام المراهقة ".
" تتكلمين وكانك عجوز هرمة لا مكان في قلبها البارد لأي شعور ".
أشاحت ليندا بنظراتها الى الخارج وتمتمت :
" ربما ".
" هناك طريقة واحدة لمعرفة ذلك وهي الإختبار الشخصي ".
لحسن الحظ لم يظهر على وجه ليندا ما يفضح خفقات قلبها السريعة ، فحافظت على هدوئها الذي دفع ريك الى التعليق :
" ليندا التي أعرفها تحمر خجلا من هكذا قول ".
أزراء صمتها التام اطفأ ريك الضوء وأدار محرك السيارة ، فإستوت الفتاة في مقعدها بعد أن أحكمت وضع المشلح على كتفيها ، وأخذت تراقب الطريق بشرود ، بعد ان بلغت السيارة مقصدها ، اوصل ريك رفيقته الى باب شقتها منتظرا أن تدعوه للدخول ، ولكنها لم تفعل فإكتفى بالإقتراح :
" أتودين معاودة الكرة يوما ؟".
أدركت ليندا أن هذه الدعوة الجديدة وضعت الكرة في ملعبها ، ففتح صفحة جديدة مع ريك اصبح بين يديها الآن ، لا شك أن بعضا من كرامتها المجروحة عاد اليها بإعتراف ريك بخيبته الكبيرة لإضطراره الى رفض حبها ، والحق يقال ان خياراته كانت عندها محدودة .
" علي التفكير بالأمر قليلا ( إستدركت ليندا إذ لاحظت ان إجابتها جاءت خجولة ) أعني انك لم تعد مرغما على دعوتي الى أي مكان لأنك اوضحت الإلتباس ".
بادر ريك الى القول :
" تذكرين أننا أبرمنا إتفاقا منذ زمن طويل يلقي موجبات متبادلة على الطرفين ، فهل تظنين أننا نستطيع تجديده وإحياءه؟".
ترددت ليندا طويلا قبل أن تجيب :
" ولم لا ؟.
" حسنا ، الدكتور سيمونز لن ينهي أعماله قبل الأحد ، فما رأيك بالخروج يوم السبت سيما وأنني أجد فرصة بذلك للفرار من أعمالي المكتبية وأكداس الأوراق ؟ قيل لي أن الريف في منطقة كرومومانديل يستحق الزيارة".
" قمت بزيارة المنطقة مرة وهي بلا شك جميلة ويستغرق التجوال فيها نهارا كاملا".
إنفرجت اسارير ريك فإقترح :
" سأمر لإصطحابك في الثامنة صباحا إذن ".
" إتفقنا ، طابت ليلتك ".
قالت ليندا ذلك وهمّت بإقفال الباب لكن قدم ريك كانت أسرع منها فإنسلت بين الباب والجدار ، ودخل الرجل الى الشقة ، فوقفت ليندا تنظر اليه بتحد ، فإبتسم ساخرا وأدار ظهره ومشى .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a streak of gold, daphne clair, دافني كلير, خيط الذهب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:46 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية