لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-12, 03:55 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدا الرجل عندها مسرورا مما أعاد اليه بعضا من حيوية جعلته يبدو اصغر من اعوامه السبعة والربعين ، لكن الممرضة سيدني لم تبادل الرجلين سرورهما فظهر عليها الإرتباك وخرجت مسرعة .
عندها ، لم تتمالك ليندا نفسها من الصياح بوجهيهما :
" يا لكما من .... لقد أخفتما الفتاة ! ".
منتدى ليلاس
علّق ريك ببرود :
" إستعمال عبارة فتاة خاطىء ، فهي تكبرني ببضعة أعوام ".
لم يكتف ريان بهذا القدر اليسير من المعلومات فسأل :
" بكم تكبرك ؟".
وأردفت ليندا:
" وكيف تعرف عمرها تماما ؟".
" سألتها فتبيّن لي أنها تكبرني بثلاثة أعوام ".
بدا أن فضول ريان لم يخب فتوجه الى ليندا مستفهما :
" هل ظهر عليها الإنزعاج ؟".
" وماذا تريدها ان تفعل وأنتما تدققان فيها بهذه الطريقة ! ".
علّق ريك ضاحكا :
" صائبة كلمة تدققان !".
وتدخل عمه موضحا :
" كنا نتأملها كما يتأمل الذواق لوحة جميلة او تمثالا بديعا ".
لكن ريك كان أكثر وضوحا من عمه لما زاد :
" أو كما تتأمل أمرأة رجلا وسيما ، ألم يحدث لك أن وقفت تتاملين وسامة رجل والتمتع ببراعة شكله ؟".
أرادت ليندا الكلام لكنها أعرضت وذاكرتها تعود الى اليوم الذي شاهدت فيه ريك للمرة الأولى وأحست بما قاله الآن تماما ، ولكنها لا تجرؤ بالطبع على إظهار مشاعرها بمثل صراحة الرجلين .
أزاء سكوتها اضاف ريك :
" ما الضير في النظر الى الممرضة سيدني فهي أفضل ما يحيط بي هنا ؟ كما أنني أحب النظر اليك إذا لم يكن عندك مانع بالضبط ".
إحمرت ليندا خجلا فإبتسم لها ريان وقال لأبن أخيه:
" لا ضرورة لأن تكون وقحا الى هذا الحد إذا كانت ليندا صبورة وتتحمل ".
علّق ريك بإقتضاب :
" لا أحد يجبرها على التحمل ".
نظر ريان اليه بعين غير راضية وتوجه الى الباب قائلا :
" علي أن أتكلم مع الممرضة سيدني وأعتذر لها فيما لو صح قول ليندا ".
إنتظر ريك خروج عمه حتى يعلن :
" اراد ريان إخلاء الجو لنا كي نتشاجر ... أو نتصافى ، فأي الحلين تفضلين؟".
" انا لا أحب المشاجرات ".
" ولكنك لا بد معتادة عليها مع أخوتك ، فالمنزل الكثير الأولاد لا يمكن أن يخلو من التشاجر ".
" الحقيقة ان الأمر لم يتعد يوما الخلاف في وجهات النظر ، فنحن متفقون ونتعايش بسلام تام".
ظهر الإهتمام على ريك عندما سالها :
" هلا اخبرتني عن أخوتك ؟".
" ماذا تريد أن تعرف ؟".
" لقد أطلعتني على أعمارهم وعلى نشاطاتهم ، ولكنك لم تصفيهم أو تصفي طبائعهم ، هل أختك اليسون مثلا جميلة مثلك ؟".
" أليسون أجمل مني بكثير ، ولكن لماذا يهتم الرجال بمظهر الفتيات كل هذا الإهتمام !".
جاء رد ريك سريعا :
" ليس في الأمر إهتمام بل الجمال هو أول ما يقفز الى عين الإنسان ، حسنا لندع المظهر جانبا ونتحدث عن شخصية أليسون ، أهي تحب التضحية ونكران الذات كأختها؟".
" من اين تاتي بهذه الأفكار الغريبة فأنا لا أضحي بشيء !".
قال ريك هازئا :
" صحيح ! لقد جمعت لي حتى الآن باقة من الأفكار إعتبرتها غريبة ".
" ماذا تقصد ؟".
" ألا تعرفين ماذا أقصد ؟".
لم تجب ليندا بل سارعت الى تغيير الموضوع :
" لن أتمكن من المجيء الأسبوع المقبل ".
" لماذا ؟ لا ، لا تقولي شيئا فأنت حرة في قطع الزيارات ساعة تشائين".
" أنت تعلم انني أرغب دائما بزيارتك فكف عن هذه السخافات ، جل ما في الأمر ان يوم السبت يصادف ذكرى ميلاد أخوي التوامين ولا اريد تفويت الحفل المقام بالمناسبة ".
" يا للصدفة ، فذكرى ميلادي قريبة كذلك ! ".
" متى ؟".
حفظت ليندا التاريخ عن ظهر قلب وإنشغلت بالتفكير بالهدية التي ستجلبها له فيما هو يتكلم دون ان تسمع حرفا واحدا ، وأخيرا رفع ريك صوته حتى ينتشلها من شرودها :
" أنت لا تصغين ! ".
" كنت افكر بالهدية التي سأبتاعها لك ".
" لا شك أن الهدية هي لإبقائي في تأنيب الضمير لأنني جرحتك بكلامي ! ".
رسمت ليندا على شفتيها الناعمتين إبتسامة ماكرة وقالت :
" لا ، ولكنني لا أمنعك من الشعور بالذنب لو شئت ذلك ".
علّق ريك بإمتعاض :
" تقولين هذا لأنك على علم بالكثير الذي يشعرني بالذنب ".
جلست ليندا على طرف السرير وأسرت بحنان :
" تعرف أن هذا ليس مقصدي ، فلا تختلق ما يغيظني ".
تنهد ريك وراسها مستلق على صدره الرحب .
وريك يعرف كيف يجعلها تنسى مما جعل ليندا تتمنى لو تحظى بعنايته هذه دائما وتنجومن فظاظته ومزاجيته التي تبقيها حذرة تقيس كل كلمة تقولها وكل حركة تقوم بها ، هو معذور بالطبع بسبب حالته والآلآم المبرحة التي يقاسيها ، وبسبب الشعور بالذنب الذي يحسه إتجاهها ، وليندا مستعدة لتحمل أي شيء مقابل الا ينزلق اليأس والإستسلام للقدر المحتوم ،ومقابل ان تساهم في تخفيف وطأة آلامه وطرد مخاوفه .
حاولت ليندا الإنسجام قدر الإمكان في جو الحفل المرح وإستسلمت للثرثرة مع الشبان اليافعين الذين لم يستطيعوا برغم براعتهم طرد صورة وجه ريك القاسي من مخيلتها.
لاحظ روبن سلوك شقيقته الغريب فحاول أن يعرف سبب إنزعاجها مدفوعا بالشعور بالمسؤولية كونه أكبر منها سنا .
" أنا بخير يا روبن واتمتع بالجو الرائع ، فلا بزوم للقلق".
" ورغم ذلك أنصحك أن تكتفي بشرب الليموناضة يا عزيزتي ".
" لا تكن فظا يا روبن فليندا تعرف كيف تحافظ على توازنها".
إبتسم الشاب معترضا :
" يبدو أنك نسيت ذلك هذه المرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-01-12, 03:57 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تحتج أليسون الى كثير من الذكاء لترى القلق في عيني شقيقتها فسرعان ما قالت بمرح:
"لتكن هذه الليلة ليلة خاصة تنسين فيها كل شيء وتنصرفين الى اللهو !".
بعد إنتهاء الحفلة أوت ليندا الى فراشها لكنها لم تستطع أن تغفو ملء جفنيها ، فافاقت في الصباح الباكر مصابة بصداع قوي ، وكان من الطبيعي أن يخصص قبل الظهر لتنظيف البيت من بقايا البارحة ، مما زاد من إرهاق ليندا التي تناولت بعد ذلك غداء متأخرا واوت الى السرير من جديد ، وعندما نزلت من غرفتها لتناول الشاي وافاها روبن مستفسرا عن صحتها :
" كيف تشعرين الآن ؟".
" أفضل بكثير ، وأرجوك يا روبن ألا تغرقني بالنصائح لأنني أراك متحفزا للبدء بالوعظ ".
إبتسم الشاب وقال :
" انت على حق فأنا متحرق للكلام ، ولكنني لن أفعل إكراما لك ، على فكرة ، هل تنوين زيارة ريك الأسبوع المقبل ؟".
" بالطبع ".
" أليسون وأنا مدعوان لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في لندن عند بعض الأصدقاء ، فهل تودين أن أقلك بسيارتي ؟".
ولم لا ؟ فبذلك تتخلص ليندا من رحلة القطار الطويلة والمملة ، كما ان روبن أكد لها انهم سيصلون الى لندن في فترة بعد الظهر أي في الفترة التي تخصصها المستشفيات للزوار ...
لكن الريح تجري بما لا تشتهي السفن ، فبعد أن قطعت السيارة ثلاثة أرباع المسافة حلّت الكارثة إذ اصدر المحرك أصواتا غريبة قبل أن يتعطل نهائيا .
دفع روبن السيارة الى جانب الطريق وهو يكيل لها من اللعنات ما يعرف ، ثم تفحص الوقود فوجد الخزان شبه مليء ، ففتح غطاء المحرك ولم يصل الى تشخيص للداء إلا بعد ربع ساعة ، فأعلن لشقيقتيه :
" اعتقد أن عطلا طرأ على مضخة الوقود وبالتالي لا يسعني عمل شيء سوى إحضار ميكانيكي ، لذلك سأوقف سيارة تقلني الى أقرب مرآب لأحضر ميكانيكيا أو رافعة تنتشلنا من هذا المكان اللعين ".
ما كادت ليندا تسمع ذلك حتى صاحت :
" لكن الأمر سيأخذ وقتا طويلا وأنا على عجلة من أمري ! ".
رمقها روبن بنظرة متفهمة قائلا :
" اخشى انك لن تتمكني من الوصول الى المستشفى في الوقت المحدد ، ولكن لا باس إن ذهبت الى ريك في المساء ".
" ماذا تقول ؟ نحن على موعد الآن ".
ترددت ليندا :
" سأستقل أول سيارة ....".
قاطعها روبن صارخا في وجهها :
" لن تتحركي من هنا ، بل ستبقين مع أليسون حتى أتدبر امر السيارة ونتوجه راسا الى لندن ! ".
أرادت ليندا الإعتراض لكنها عدلت بعدما نظرت الى وجه اخيها العنيد ، ووجدت فيه من الإصرار ما يقنع ، فرغم طيبته يستطيع روبن أن يظهر قساوة بالغة وتشبثا بالراي كبيرا يجعلان موقفه ثابتا لا يتزحزح .
وهكذا إكتفت ليندا بطلب القليل :
" أاستطيع مرافقتك الى المرآب لأتصل بعم ريك وأشرح له الأمر ؟".
لكن روبن لم يكن في مزاج يسمح له باي تهاون إذ اجاب :
" لن ندع أليسون وحيدة على قارعة الطريق ، إبقي معها وسأبذل جهدي لأتصل بعم ريك ".
بعد قليل توقفت إحدى السيارات لأشارة روبن وأبقى سائقها إلا أن يعرض مهارته الزائفة في إصلاح السيارات .
فأضاع عشر دقائق في تفحص المحرك قبل أن يعلن فشله ، وأخيرا شاهدت ليندا شقيقها يبتعد والرجل بسيارة هذا الأخير بعد أن قطع لها روبن وعدا بالإتصال بريان بيرنيت .
ومرت الدقائق ببطء ثقيل قبل أن يعود روبن وبصحبته الميكانيكي ، وكانت اول كلمة وجهتها له ليندا الإستفسار عن الأتصال .
طوّقت أليسون كتفي ليندا بذراعها وقالت مخففة عنها :
" لا تقلقي يا عزيزتي ، سترينه في المساء وتشرحين له كل شيء ، ألا تستطيعين الإنتظار بضع ساعات ؟".
تنهدت ليندا بيأس وأجابت :
" استطيع الإنتظار لكن ريك قد يفهم المسألة على طريقته ، فأنا لم اذهب لزيارته الأسبوع الماضي وبتأخري الآن سيظن أنني سئمته ولم أعد ارغب برؤيته ! ".
" لكنك شرحت له سبب تغيّبك السبت الفائت ".
" صحيح يا أليسون ، لكن ذلك مضافا الى غيابي اليوم سيجعله يعتقد ان الحفلة كانت مجرد عذر للتهرب منه ".
خرجت اليسون هذه المرة عن تحفظها ونهرت شقيقتها :
" يبدو أنك تقولين للرجل اشياء كثيرة لا يعقل ان يفكر بها لو كان يعرف حقيقتك ! ".
أنار كلام أليسون القاسي وجه ليندا ونبهها الى ما كانت غافلة عنه .
" أنت على حق يا أليسون ، لكنني خائفة لأن ريك المكبل في سريره قد يضخم الأمور بعض الشيء ".
" لست مكانه لأحكم على ذلك ولا أدري من أين جاءتك هذه القدرة على التحليل النفسي ! ".
" أنا اعرف كيف يفكر ريك ".
" وكيف ذلك ؟".
" حدسي ينبئني بالأمر ".
لم تشأ اليسون الإسترسال في هذا الحوار ما دامت غير قادرة على إقناع ليندا بعدم صواب تفكيرها ، وإعتمادها على الحدس الذي غالبا ما يكون خاطئا .
إنتهى إصلاح السيارة أخيرا وتوجه الثلاثة مجددا الى لندن ، وفي الطريق هدأت اعصاب ليندا بعدما أيقنت أن القلق لن يساهم إلا في توتير الجو ، الأمر الذي لن يوصلها الى مقصدها قبل حلول المساء ، فجلست في مقعدها صامتة تنتظر إنتهاء العجلات من إلتهام الأسفلت حتى تلتقي ريك .
فيما دخلت السيارة موقف المستشفى نظرت اليسون حتى تلتقي ريك :
" ما رايك بالدخول لنشرح لريك سبب تاخر ليندا ؟".
لم يمانع روبن في ذلك وولج ثلاثتهم حرم البناء فيما ليندا تتساءل عن ردة فعل ريك عندما سيقابل إثنين من أفراد عائلتها ، هو لم يطلب منها يوما أن يقابل أحدا منهم لكنه ابدى إهتماما ظاهرا لدى أي حديث عنهم ، ولربما حان الوقت لمقابلة أحدهم ، إضافة الى ذلك ، فإن وجود أليسون وروبن الى جانبها سيساعدها في مواجهته لأنه لا بد سيكون غاضبا ، وغضبه إمتحان ليس سهلا تجاوزه .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-01-12, 03:22 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- إخرجي من حياتي


بقدر ما كانت سرعة ليندا كبيرة في السير في رواق المستشفى ، كانت سرعة توقّفها امام باب الغرفة أكبر .
وجدت السرير شاغرا بعد أن لحق بها روبن وأليسون وإذا بريك جالس على كرسي يغلق كتابا ويقول بهدوء :
" أهلا يا ليندا ".
منتدى ليلاس
نظرت ليندا الى الحائط قرب كرسيه فرأت عكازين مما زاد من إرتباكها فلم تعد تدري كيف تبدا الحديث ، ولا بدّ أن ريك لاحظ ذلك فكان هو البادىء إذ إبتسم لروبن واليسون قائلا :
" الا تكونين أليسون ؟ لقد وصفتك ليندا بدقة بالغة ".
الحقيقة ان ليندا لم تفعل ، بل قالت أن أليسون اجمل منها بكثير ، لكن الشبه بين الإثنتين كبير الى حد جعل إكتشاف أنهما من بيت واحد أمرا يسيرا .
ردت اليسون الإبتسامة باحلى منها وجلست على الكرسي الآخر فيما تولت ليندا شكليات التعارف بين ريك وشقيقها .
بعد ذلك تولت الشقيقة الكبرى ولوج بيت القصيد إذ أوضحت لريك سبب التأخر :
" جئنا لنساعد ليندا في تقديم الإعتذار ، فحظها السيء جعلها تأتي معنا تخلصا من رحلة القطار المملّة دون أن نحسب حسابا لتعطّل السيارة في الطريق ".
علّق ريك ببرود :
" ليست ليندا بحاجة للإعتذار فانا لا أملك حق محاسبتها على وقت مجيئها ".
وهنا تدخّل روبن مضيفا :
" حاولت الإتصال بعمّك فلم أجده ، ولما إتصلت بالمستشفى إنقطع الخط ".
وبنبرة شبه هازئة علّق ريك :
" أشكرك على المحاولة ، لكن الأمر لم يكن حيويا الى هذه الدرجة لتحمّل كل هذه المشقات ".
مرة أخرى فسّرت اليسون :
" حاولت إفهام ليندا ذلك وأنك لا شك تلقيت زوارا كثيرين في غيابها ".
إبتسم ريك ولم يجب مما دفع ليندا الى السؤال :
" هل حضر عمك اليوم؟".
" أتوقع حضوره في المساء ".
أثار رده فول ليندا فإستفسرت :
" وهل اتى السبت الماضي ؟".
" لا تخافي عليّ من الوحدة يا ليندا ، ريان كان هنا وكذلك مارينا التي جلست الى جانبي تداعب يدي وتهمس في أذني أعذب الكلمات ".
فوجئت أليسون بلامبالاة ريك حيال إهتمام شقيقتها ووفائها له ، وكلامه عن فتاة أخرى بهذه السهولة ، فقررت هزه لترى رد فعله وقالت :
" كانت حفلة رائعة وليندا نجمتها الساطعة ، الا توافق معي يا روبن ؟".
أجاب شقيقها بنبرة جافة متذكرا تصرفات ليندا :
" بلى ".
لم يرض جواب روبن مرامي أليسون فنهرته :
" لا تكن قاسيا وتحاول إظهار سلطتك كشقيق أكبر ، لا ارى ضيرا في أن تنال الفتاة قسطا من المرح ، خصوصا إذا كانت محط أنظار الشبان الذين حاموا حولها تلك الليلة كالنحل حول زهرة شهية ".
إعترضت ليندا على ذلك بقوة :
" لا ، لم .........".
لكن أليسون ما لبثت أن قاطعتها :
" لا تدّعي التواضع يا عزيزتي ، فأنت تعلمين ان ما اقوله صحيح ، كانوا على الأقل ثلاثة لم يكفوا على مراقبتك طوال السهرة ، وهذا لا يعني بالطبع أنك لم تمضي وقتا ممتعا ! ".
نظرت ليندا الى ريك حائرة لا تجد الكلمات المناسبة خصوصا وانه ظهر بمظهر غير المكترث لما جرى في السهرة ، وتمكنت بعد جهد من تمتمة :
" كانت السهرة رائعة ، إنما ...".
لم يدعها ريك تكمل كلامها إذ سارع الى القول :
" يسرني سماع ذلك يا ليندا وأنا أراهن أن المعجبين كانوا كثيرين ".
رمقها ريك بنظراته الحنونة لكن إبتسامة ليندا جاءت فاترة .
فقد وجدت في نظراته شيئا مختلفا عن الأسى الذي عهدته مؤ خرا في رجل مقعد يائس تفطر قلبها حزنا عليه .
رفع ريك حاجبيه مستغربا ونظر الى ليندا الواقفة الى جانب شقيقها قائلا :
" لماذا لا تجلسين على السرير ؟".
أجابت ليندا :
" أخشى أن أفسد ترتيبه الممتاز فتؤنبني ممرضتك صاحبة السطوة المخيفة ".
فهم روبن مقصد ريك فذكّر أليسون :
" اعتقد انه علينا الإنسحاب الآن حتى لا نتأخر على موعدنا أكثر ".
نهضت أليسون عن كرسيها فإبتسم ريك وقال :
" تشرفت كثيرا بمعرفتكما وارجو ان تعودا الى زيارتي مرة اخرى ".
شكره روبن مودعا في في حين إكتفت أليسون لتوديعه بإنحناءة من رأسها ،وما هي إلا ثوان حتى كانت ليندا تواجه ريك وحدها :
" اتجد صعوبة في إستعمال العكازين ؟".
تنهد ريك وأجاب :
" ليس الأمر سهلا ولكنني ساعتاد عليهما مع الوقت ".
علّقت الفتاة بنبرة محذرة :
" لا تعتد عليها كثيرا لأنك لن تعود بحاجة اليهما يوما ما ".
" أنت تغالين في التفاؤل ، أليس كذلك ؟".
" وما الفائدة من التشاؤم يا ريك ؟ فالإنتحاب والبكاء لا يحلان المشاكل ".
" ارايتني يوما أنتحب ؟".
" بالطبع لا ".
شعرت ليندا برغبة في الإقتراب منه لأمساك يده ودفن راسها في صدره الرحب ، لكنها لم تجرؤ لأنها لاحظت عليه توترا وإنزعاجا .
في هذه اللحظة وصل ريان وبدا فرحا لوجود ليندا فبادرها قائلا :
" إشتقنا اليك يا ليندا ، كيف كانت الحفلة ؟".
أجاب ريك بخبث :
" قالت شقيقتها أنها كانت محورها ".
" شيء عظيم ( إلتفت ريان الى إبن شقيقه واعلن ) احضرت معي زائرا هاما ، إنها تنتظر وخطيبها في الخارج حتى لا تكون مستعدا لأستقبالهما ".
بدا الفضول على وجه ريك لما سال :
" ومن هي هذه الزائرة ؟".
" ليز وارمان ".
لم يظهر أي إنفعال على وجه ريك وعلى رغم ذلك لاحظت ليندا إنه فوجىء لسماع الأسم وخصوصا بقوله :
" قلت ليز وخطيبها ؟".
أوضح ريان :
" تماما ، فهي خطبت منذ مدة قصيرة الى شاب كندي ، وكان سبب غيابي عنك اليوم ذهابي الى المطار لأستقبالهما فقد وصلا لتوهما ، وأقتنعت ليز بالبقاء في شقتي حتى الغد قبل أن يتوجها لزيارة أهلها ، فهي ترغب برؤيتك ".
هم ريك بالنهوض من مقعده وقال :
" ساعدني لأعود الى سريري فالكراسي غير كافية وليندا لن تجلس على السرير ، لخوفها من أن تقتص منها الممرضة روجرز ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-01-12, 03:24 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تقدمت ليز وارمان وهي فتاة متوسطة الطول شعرها الأسود يتوج وجها جميلا تزيد من بريقه عينان زرقاوان ، من ريك وضمته بحنان ثم عرّفته بخطيبها الكندي ، شاب ممشوق القامة ، يبدو فخورا كونه حظي بليز ، لكنه أظهر إرتباكا لم تعرف ليندا سببه وإن يكن محصورا في واحد من إثنين ، أما طبيعة خجولة أو اسف سببه إمتلاؤه صحة وعافية بينما ريك مقعد في سريره لا حول له ولا قوة .
لم تنتظر ليز طويلا حتى غرقت في سرد المغامرات التي خاضتها في كندا خلال الأشهر الستة المنصرمة ، وفهمت ليندا من كلامها أن الروابط بينها وبين ريك متينة وقديمة جدا ، وان اواصر صداقة عميقة تربط بين العائلتين .
حاولت ليندا مرة خلال الجلسة سحب يدها لكن ريك كان لمحاولتها بالمرصاد ، إذ احكم قبضته عليها بعنف جعلها تعدل عن المحاولة .
إقتربت ليز من السرير ، حيث ما يزال ريك ممسكا بيد ليندا ، وطبعت قبلة أخوية على جبينه في حين مد خطيبها يده مصافحا ، لكن ريك لم ير أو تظاهر بعدم رؤية ذراعه الممتدة وإنشغل بالقول لليندا :
" أراك غدا يا عزيزتي ".
ردت ليندا بإبتسامة صغيرة ومضت دون أن تنبس ببنت شفة .
لم يستطع النوم طرد السهاد من عيني ليندا معظم تلك الليلة، وهو لما فعل لماما تكلفت الكوابيس بمهمة إيقاظها مذعورة .
في المستشفى لم تدر ليندا سبب ترددها قبل فتح باب الغرفة .
إستقبلها ريك جالسا في سريره وعباءته مرمية على الكرسي حيث أسند عكّازيه ، وكعادته فاجاها بخروجه على المالوف إذ إكتفى بالقول :
" عاد جيمي الى بيته ".
" رائع ! ولكنك ستشتاق اليه ".
رماها ريك بنظرة غامضة قائلا :
" أرجو ان يفي بوعده ويعود لزيارتي ".
" بالطبع سيفعل ".
غلفت الحدّة نبرة ريك عندما تكلّم مشيرا الى الكرسي :
" أحسدك على تفاؤلك الدائم ، إرفعي الأغراض وإجلسي ".
اسندت ليندا العكازين الى السرير ورتبت العباءة وهي تمرّر يدها عليها بإعجاب معلقة :
" قماش فاخر ".
" إنها هدية ".
كاد لسان ليندا يسبق تفكيرها ويسال ممن الهدية ، لكنها إستطاعت لجمه في آخر لحظة ، رغم ذلك أدرك ريك تساؤلها وقال هازئا :
" ريان رجل طيب للغاية ، على فكرة ، لم تعطني رأيك بأليسون وروبن ".
" لطيفان جدا مع العلم أن شقيقتك لم تستلطفني على ما أظن ".
" ما الذي يجعلك تقول ذلك ؟".
" مجمل تصرفاتها وإن تكن في منتهى التهذيب ".
" نظرتك خاطئة يا ريك ، فأليسون لا تكره الناس بلا سبب ".
"لديها سبب وجيه وهو أنني عاملتك بقسوة بالغة أمامها ".
تعرف ليندا تماما أنها كانت عرضة لمعاقبة باردة من ريك ، ولم يخطر ببالها أن أليسون وروبن لاحظا ذلك فإعترضت بنبرة غير واثقة :
" هراء ! لقد كنت مهذبا ولطيفا ...".
قاطعها ريك بلهجة النادم:
" لطيف على بعض الشراسة ، أليس كذلك ؟ شقيقتك ليست غبية لينطلي عليها هدوئي المزعوم ".
حاولت ليندا تغيير الموضوع فقالت بدلع :
" أليسون ليست غبية أولا ، وهي أجمل مني ثانيا ".
" ايضايقك ذلك ؟".
ضحكت ليندا وأجابت :
" على العكس فانا فخورة بشقيقتي ".
فجأة تجهم وجه ريك وكأن شيئا خطيرا سيحدث ، فأحست ليندا بقسوة اللحظات الآتية ، وخصوصا لما تنازل عن صمته وعلن :
" عليّ أن أتكلم بصراحة يا ليندا ".
" عسى ألا يكون كلامك سخيفا ".
" الموضوع أكثر من جدي ، قررت ألا استغل طيبتك أكثر مما فعلت ، ليندا ، لا اريدك أن تأتي لزيارتي بعد الآن ".
كان لهول الصدمة اثر كبير على ليندا فعجزت عن التفوه بكلمة واحدة ، وساد الغرفة صمت ثقيل لم يتبدد إلا مع صحوة ليندا وقولها :
" لا يمكن أن تكون جدا ! لا أستطيع الكف عن رؤيتك ، فلا تحاول لبس مظهر النبل والشهامة ! ".
"ولم لا ؟ ألم يحن دوري لأظهر بعض الشهامة ؟ لقد كنت خير بلسم لجراحي وخير معين في محنتي وأنا أقدر لك وفاءك وإخلاصك ، لكنني لم أعد بحاجة اليك الآن ، فقد أبلغني الأطباء أنني في طريقي الى الشفاء ، وأنني ساستغني قريبا عن العكازين وأعود الى بيتي سليما معافى ".
" هل أكدوا ذلك ؟".
" نعم وفضلك في تحسن حالي كبير ، لقد ساعدتني وأنا ممتن لك ".
حدقت ليندا فيه والإنفعال باد على وجهها ثم صاحت :
" فضل ؟".
" لن أدعك تضحين أكثر ! أنت صبية جميلة وأبواب الحياة مفتوحة أمامك لتغرفي من طيباتها ، عليك أن تذهبي الى الحفلات بدل زيارة رجل مقعد ...".
أكملت ليندا جملته :
" حيث أضيع صباي وجمالي ، أليس كذلك ؟ ( أطلقت ضحكة متوترة واضافت ) بالله عليك ، الن تضيف أنه علي البحث عن رجل مكتمل البنية أو ما شابه ذلك من الكلمات الجوفاء ؟".
ظنت ليندا لبرهة أنه سيبادلها الضحك ، لكن قلقا غريبا ملأ عينيه وقال بكل جدية :
" ربما كنت على حق ".
" ماذا تقصد ؟".
إنفجر ريك عندها غاضبا :
" ما زلت صغيرة لتدركي الحقيقة ! أنت مجرد فتاة خجولة لا تعرف من الحياة شيئا ".
رمته الفتاة بنظرة تحدّ مستفهمة :
" لا بدّ لقولك مقصدا معينا ".
" بالطبع ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-01-12, 03:25 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حارت ليندا في تفسير قوله ، أهو أدرك لحقيقة مشاعرها نحوه أم تسليم بمبادئها الخلقية السامية؟ وكيف السبيل إلى إستخراج الحقيقة من اعماق نفسه خصوصا ، وأنه خبأ عينيه بيده علامة التعب أوالالم ؟ ولما رات ليندا ذلك إقتربت منه أكثر وسألت بنعومة :
" ما الأمر ؟".
بدا على ريك الإرهاق والإعياء فإكتفى بالقول :
"لا شيء ، أرجوك يا ليندا ألا تاتي اليّ بعد الآن ".
صعقت ليندا ، لا لأصراره ، بل للتوسل البادي في صوته ، فنظرت اليه مرتبكة وسألت :
" قل لي ما السبب ".
منتدى ليلاس
" السبب انك لا تصلحين لي ( لم يأبه ريك للالم الذي سببه لها واضاف بلا رحمة ) أكره نفسي عندما تكونين بجانبي لأنني استغلك بوقاحة وأنت ساكتة على ذلك ".
" ساكتة لأنني موافقة ".
" ألا تدركين انني لا أملك شيئا أقدمه لك بالمقابل يا ليندا ؟".
أطرقت ليندا تحاول إستيعاب تصميمه على موقفه فأطلق ريك زفرة تدل على نفاد الصبر وأكمل :
" تخطئين إذا ظننت انني في أمس الحاجة اليك ".
" أنت لا تحتاج الي ولكنني استطيع المساعدة ".
صاح ريك في وجهها :
" يا الله ! ماذا عليّ ان افعل لأفهمك أنني لا أريدك! ".
" تستطيع أن تقول لي بكل بساطة أنك لا تريدني في حياتك فاصدق كلامك وأرحل ، ولكن ذلك لن يحدث إلا بعد شفائك ".
إشتبكت عيونهما في قتال مرير خرج منه ريك مسلّما :
" حسنا يا سيدتي ، فلتكن صفقة ! سأفعل حسبما تشائين ".
أرسلت ليندا لريك بعض الكتب بمناسبة ذكرى ميلاده ، ومنها رواية جديدة حطمت الأرقام القياسية في البيع وديوان شعري عتيق متروك للغبار في إحدى زوايا مكتبة متواضعة .
صحّ ظن ليندا بأهمية هديتها فلما زارت ريك لأول مرة بعد إرسال الكتابين وجدت ديوان الشعر موضوعا على الطاولة قرب السرير .
" أرجو ان يكون الكتاب قد نال إستحسانك ، فانا لا أعلم ما إذا كنت تهوى الشعر ".
وبشيء من الكلفة والشكلية قال ريك شاكرا :
" شكرا على الكتاب فقد جعلني أكتشف أنني أحب الشعر وأتمتع كثيرا بقراءته".
تصرّف ريك طوال جلستهما بغرابة ، إذ بدا انيسا ومهذبا كأنه يجالس شخصا غريبا ، رات ليندا في عمله محاولة تباعد وبناء جدار بينه وبينها ، تمهيدا للانفصال النهائي .
عندما حضر ريان إنفرجت أسارير ريك وخاض مع عمه في احاديث طويلة ، كانت ليندا شبه غائبة عنها رغم محاولات ريان إشراكها بها ، واخيرا توجه اليها الرجل مباشرة :
" هل أخبرك ريك برضى الأطباء عن تحسنه الرائع ؟ هم يظنون أنه سيستغني عن العكازين وإن يكن سيحتاج الى عصا لفترة قصيرة ".
فوجئت ليندا بذلك وقالت :
لماذا لم تخبرني يا ريك ؟".
إبتسم ريان معلقا :
" ريك متواضع جدا ولا يحب التباهي بمنجزاته ، إعترف لي الأطباء بأنهم لم يشاهدوا في احد من مرضاهم مثل عزمه على الشفاء والسير من جديد بأقصى سرعة ممكنة ".
إغتنم ريك الفرصة ليضيف بمكر وتهكم :
" فعلت ذلك دون أي مساعدة ".
إنزعجت ليندا لكلامه لكنها تمالكت نفسها قائلة :
" أنا على ثقة من أنك ستعود الى حالتك الطبيعية قريبا يا ريك ".
" أعلم ذلك ،وخير البر عاجله ".
إبتسم ريان قائلا دون أن ينتبه للصراع الخفي الدائر بينهما :
" يا للروح المعنوية العالية ! ".
إستمر هذا الصراع اسابيع طويلة أظهر ريك خلالها لا مبالاة نحوليندا وقساوة بالغة أحيانا ، أما لسانه فإكتسب من السلاطة ما دفع ريان مرة الى التدخل مؤنبا :
" كفى يا ريك ! نحن ندرك انك في حالة إستثنائية لكن هذا لا يسمح لك بالتصرف بهذه الطريقة وكأنك طفل مدلل ! ".
نظر ريك الى عمه وعيناه تقدحان شررا وقال :
" لا تتدخل بيننا يا ريان فانا لم اعد طفلا ، وأعرف كيف اتدبر شؤوني ".
" قولك لن يمنعني من تنبيهك بأنك مدين بإعتذار لليندا ".
رضخ الشاب أخيرا لمشيئة عمه وتوجه الى الفتاة :
" أنا آسف يا ليندا ".
لم تجب الفتاة تاركة المجال لريان ليحسم الأمر ويقول :
" نراك في الغد يا ريك ".
وقبل ان يعترض الشاب تأبط ريان ذراع ليندا مضيفا :
" تعالي لنتناول فنجان قهوة معا ".
بدأ الرجل الحديث وهما يحتسيان القهوة الساخنة في المقهى :
" ماذا أصاب ريك هذه الأيام ؟".
هزت ليندا باسى بالغ رأسها وهمست :
" ربما كان من الأفضل ألا احضر لزيارته بعد الان ".
اخفت نبرة ريان خلف هدوئها غيظا شديدا .
" لن تفعلي فقد حذرتك منذ البداية من مغبة التراجع وترك ريك في منتصف الطريق ".
" الأمر ليس بيدي لأن ريك لم يعد يريدني وقد طلب مني مرارا التوقف عن المجيء ".
" أحسنت بعدم الإنصياع لرغبته يا ليندا لأنك لو فعلت ، لأستسلم لليأس ولما عاد قابلا للشفاء ".
" عقد صفقة معي ".
إنتظر ريان حتى تشرح له ما هية هذه الصفقة ، ولما رآها صامتة سأل :
" الن تقولي ما هي ؟".
عجزت ليندا عن الكلام لأن الصفقة المعقودة بينهما تفوق حد التعامل الإنساني المبني على إحترام العواطف ، فقالت محاولة تغيير الموضوع :
" حالته في تحسن مستمر ، أليس كذلك ؟".
" جسميا لا نفسيا ، فالقلق يظهر على تصرفاته وعلى تصرفاتك ايضا ".
هزّت ليندا راسها فاكمل ريان :
" ربما كان سبب ذلك صراعه العنيف مع الشلل ، لكنني اشعر أن هناك شيئا آخر يقض مضجعه ، اعندك فكرة عما يكون هذا الشيء ؟".
قالت ليندا بتردد :
" ما مدى علاقته بليز أورمان ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a streak of gold, daphne clair, دافني كلير, خيط الذهب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية