لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-12, 04:10 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

من جهته ، وافق ريان على بقائها وسالها ما إذا كانت بحاجة الى المال ولكنها بالطبع رفضت حتى لا تكون مدينة لأحد.
قامت ليندا حتى الآن بثلاث زيارات لريك في المستشفى ، فوجدته في كل منها عاجزا عن الحراك بسبب المهدئات القوية التي كان يعطى.
أما ريان فكان يزور المستشفى كل مساء متكلا على ليندا للقيام بالواجب خلال النهار ، لأن اشغاله لا تسمح له بذلك ، فهما الزائران الوحيدان المسموح لهما برؤية ريك ، لذلك شعرت ليندا بأنها محظوظة ، فأحبت ان تظهر أمتنانها لريان.
منتدى ليلاس
" لا تشكريني يا ليندا فريك يطلب مشاهدتك ويشعر بالإرتياح لذلك ، كنت على حق عندما قلت انه بحاجة اليك ".
خلال الزيارة الرابعة حرصت الممرضة على تنبيه ليندا الى مستجدات هامة قبل دخولها الغرفة .
" ستجدينه مختلفا هذه المرة فقد خفّف له الطبيب المهدئات فصار واعيا أكثر ، وبالتالي متألما أكثر ، ونحن نحاول إبقاءه هادئا قدر المستطاع".
" اشكر لك إهتمامك وسأعمل على عدم إثارته".
" لا أخفي عليك يا آنسة أنه لم يكن مطواعا عندما رآه الطبيب في الصباح ، أهو متقلب المزاج الى هذا الحد؟".
وفوجئت الممرضة بجواب ليندا :
" أظن أنه ليس سهل الطباع أبدا ".
ثم إنسحبت بعد أن إطمانت الى أن ريك لا يحتاج الى شيء ، فوجدت ليندا نفسها وحيدة مع رجل مستقبلها الغامض ،وحارت كيف تبدأ الحديث ، فلم تجد سوى الكلام عن الممرضة الطيبة:
"ممرضة ممتازة أليس كذلك؟".
" الممرضة سيدني رائعة حقا وتملك طريقة فعالة في التخفيف عن المتألمين".
إقتربت ليندا من السرير تنظر اليه ثم مدت يدها الناعمة ليحبسها في قبضته ، لا شك أنه يبدومختلفا الان ، إختفى ذلك البريق العابث في عينيه ، وإلتصقت بشرته بعظام وجهه ، ولم تعد تلك الصفات الصبيانية موجودة في ملامح محياه ، كما عهدته سابقا ، فأدركت ليندا في قرارة نفسها ، انها لن ترى فيه ثانية ذلك الصبي الشقي الذي خلب عقلها بمرحه.
سالها ريك بإهتمام كبير بعدما لاحظ وجومها :
" ما الأمر؟".
" لا أعلم لماذا تبدو متقدما في السن".
فقال الشاب بحزن واسى :
" أنا أشعر بذلك ايضا ، فالألم الفظيع الذي أعانيه فعل فعله وهد قواي".
رات ليندا الخوف القابع في عينيه فقالت بصوت متهدج:
" ليس الألم ما يشغل بالك ، أليس كذلك؟".
شدّها ريك الى صدره بقوة وعانقها بلهفة وإصرار وكأنه يحاول الفرار من هول ما ينتظره ، وتجاوبت ليندا معه في محاولة للتخفيف عنه ، علّه ينسى حالته البائسة قليلا وينعم معها بهنيهات فرح.
فجأة أطلق ريك صرخة ألم ، فنهضت تحاول ترتيب شعرها المتناثر على وجهها بفوضى:
" ما بك يا ريك ؟ أتريدني ان أدعو الطبيب ؟".
" لا حاجة لذلك ، لماذا سمحت لي بعناقك؟".
" لأنك بحاجة لذلك".
تنفست ليندا الصعداء عندما رات الخوف يغيب من عينيه ، وإبتسامة الرضى ترتسم على شفتيه ، كان بحاجة الى هذا العناق ليستعيد ثقته بنفسه بعض الشيء .
وسألها ريك هازئا:
" أتنوين إعطائي كل شيء احتاج اليه؟".
" أجل".
" هناك شيء واحد لا أحتاجه وهو الشفقة منك".
" كن على ثقة إنك لن تنالها ، المهم انك حي وتلقى أفضل عناية طبية ممكنة ، ويوما ما ستخرج من هنا وتعود الى ملاحقة الفتيات ،وحتى يأتي ذلك اليوم ستبقى في عهدتي ".
" أنا لم الاحق الفتيات في حياتي ، ثم ماذا تعنين بقولك أنني سأبقى في عهدتك ؟ لطف كبير منك ان تبقي معي ، لكن من الآن وصاعدا سأتعلم الإهتمام بنفسي من غير مساعدة أحد ، فما عليك إلا العودة الى البيت والإهتمام بشؤونك ، سأتصل بك فور الخروج من هنا".
" شكرا على محاضرتك القيمة ، لكنني باقية معك".
" لا تتساخفي يا ليندا ! ألا تدركين انني قد أمضي هنا شهورا ، وأنت مضطرة للإلتحاق بالمعهد بعد أسبوع على ما أذكر ".
" الأمر في غاية البساطة ، لن التحق بالمعهد".
إنفجر ريك غاضبا :
" ستفعلين ، ثم ما الذي يجعلك تعتقدين أنني أرغب بوجودك؟".
نظرت اليه ليندا بطرف عينها وقالت بغنج:
" الم تظهر رغبتك منذ دقائق؟".
أجاب بهدوء لامبالاة :
" كنت بحاجة لي امرأة ، ولكن إهتمام الممرضة سيدني وتعاطفها لم يصل مع الأسف الى حد العناق ".
إنتشلها صوته من تفكيرها إذ قال :
" لا أستطيع ان أدعك تفعلين ذلك ! لا يمكنني ان أراك سجينة معي في هذه الوحدة !".
غلفت صوته هذه المرة نبرة ناعمة ، فإلتفتت بسرعة لترى حقيقة إنفعاله لكنه أطرق ينظر الى السرير فارا من فضولها.
" لن تستطيع منعي من البقاء هنا ".
رفع ريك راسه وصاح بسخط :
" سأفعل ! إذا لم تعودي الى البيت سأوعز لإدارة المستشفى بعدم السماح لك بزيارتي ، أنا حر في إختيار زواري ، قد تكون هذه الحرية الوحيدة التي املك !".
أطلقت ليندا زفرة الفشل وسلمت بالأمر.
" حسنا ، سأعود الى اللبيت لكن بعد أن تقطع وعدا بالسماح لي بزيارتك في نهاية كل أسبوع".
" السماح ؟ ولماذا تطلبين الأذن ما دامت هذه رغبتك ! لكن عليك أن تدركي أنك لست مرغمة على فعل ذلك ، وأنك حرة في التوقف عن زيارتي ساعة تشائين".
فردت الفتاة بهدوء:
" لست مرغمة ، بل افعل ما تمليه علي إرادتي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-01-12, 04:12 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قابلت العائلة عودة ليندا الى المنزل بإرتياح عامر ، بعد ان ذهل الجميع لموقفها السابق ، الذي كان سيدفعها الى هدم مستقبلها لتبقى قرب رجل لا تكاد تعرفه ، وإتجهت العيون نحو الوالدة لأنها الوحيدة التي تملك الجرأة على الخوض مع ليندا في مواضيع حساسة كهذه.
قالت الأم بنعومة :
" أنا مسرورة لأنك غيّرت رأيك ".
" لم اغيّر رأيي ، بل أصر ريك على رحيلي وهدّد بعدم إستقبالي ثانية إن لم أفعل !".
هنا تدخل صوت أليسون المتعاطف :
" ألا يحفل بك البتة يا عزيزتي ؟".
منتدى ليلاس
أفترت شفتا ليندا عن إبتسامة خجولة وهمست :
" بالطبع هو يحفل بي ! وإلا لما طلب رحيلي ، أخبره الأطباء بأن شلله قد يكون غير قابل للشفاء ، فخشي ان يحطم حبي لرجل معقد مستقبلي ويفسد حياتي ".
شارك الوالد بنبرته الهادئة :
" لا شك ان كلامه في محله ".
نظرت ليندا الى والدها وهي تكاد تنفجر غضبا رافضة هذه الفكرة ، لكن أمها سبقتها الى الكلام :
" أقال لك ذلك ، أم تتصورين أن هذه الفكرة خطرت له؟".
" إنه مجرد إستنتاج شخصي ، فهو لم يقل شيئا من هذا القبيل بل على العكس ، أكد لي أنه سيتصل بي فور خروجه من المستشفى ، وانه لن يفعل ذلك إن لم أعد الى البيت ".
لم يصدق أفراد العائلة ما سمعوا ، وأخذوا يتطلعون الى بعضهم بذهول ، اما طوني الصغير فعلّق ببساطة :
" طريقة لبقة للتخلص من شخص مزعج ! ".
ضحكت ليندا بعصبية ظاهرة محاولة توضيح الأمر وقالت :
" قد يبدو ما تقوله صحيحا ، فريك بالغ في تمثيله ، حتى يجعلني أعتقد أنه غير مكترث وإن يكن شعوره الحقيقي نقيض ذلك، تصوروا أنه غيّر مخططاته وقطع إجازته في فرنسا ، حتى يستطيع إصطحابي الى العشاء في لندن قبل أن أعود الى البيت ، هذا فضلا عن إصراره على رؤيتي بإنتظام ( وتوقفت قليلا قبل ان تتابع ) كما أنه لم يكف عن ترديد إسمي عندما كان غارقا في الغيبوبة .... في الحقيقة لا أعلم إذا كان يحبني ، لكنني أدرك أنه مهتم بي الى درجة محاولة إبعادي عنه حتى يحميني من حبي به ".
ساد الجو صمت ثقيل قطعه سؤال أليسون :
" أيعلم بحقيقة شعورك نحوه ؟".
لم تفلح ليندا في إخفاء إرتباكها وحزنها عندما أجابت :
" أعتقد أنه يعلم ، خصوصا أنني لم أحاول إخفاء حبي".
لم يفاجىء قولها هذا أحدا ، فالجميع يعلم أن ليندا صادقة في التعبير عن مشاعرها ، لا تعرف المداورة والكذب ، إذا أحبت ، فعلت ذلك بكل جوارحها متخطية كل الإعتبارات مهما عظمت، ومحطمة كل الحواجزمهما علت .
مرت أيام الأسبوع ببطء قبل أن يأتي يوم السبت وتستقل ليندا القطار لتزور حبيبها الجريح ،وتدبر روبن امر مكوثها في شقة كبيرة يملكها صديق له يقيم في قسم منها مع عروسه ليؤجر الغرف الأخرى ، فوافق على تأجير غرفة لليندا مقابل بدل معقول عن يومي نهاية الأسبوع ، كان هذا ما أرادته ليندا ، فهي غير قادرة على دفع تكاليف الفنادق الباهظة وإن يكن من سيئات المكوث في شقة مفروشة الأختلاط بأناس غرباء ، ولحسن الحظ كان الزوجان صاحبا المنزل لطيفين ، وكذلك المستأجرون الآخرون وجلهم شبان وشابات.
شعرت ليندا بالخجل وهي تفتح باب غرفة ريك لأنها تغيب عنه للمرة الآولى منذ إلتقته.
قرب سرير ريك ، جلس صبي صغير لم تتذكره للوهلة الأولى ، ولما نظر اليها مبتسما تذكرت الوجه المثير للفضول حين لفت نظرها في المطعم ، والذي تسبب بإصابة ريك في حادث الإنفجار .
نهض الصبي متناولا عكازيه وقال :
" أهلا يا آنسة ".
فسارعت ليندا الى دعوته ليبقى جالسا :
" أرجوك ، إبق مرتاحا ! ".
قاطعها الصبي مفسرا :
" كنت اسليه حتى تأتي ، فهو الذي انقذ حياتي :.
وتكلم ريك بهدوء :
" علي أن أعرفكما ببعضكما ، هذا جيمي يا ليندا ، جيمي أريدك أن تتعرف الى الآنسة لورانس ".
توقعت ليندا أن يكون الصبي أجنبيا لأن ملامحه تدل عى ذلك ، ففوجئت بلهجته اللندنية الشعبية البحتة ، نظر الصبي الى أسفل بنطلونه قائلا :
" كنت هناك يا آنستي يوم الحادث، أليس كذلك ؟".
صعقت ليندا عندما رأته يقف على ساق واحدة بمشقة بالغة ، فسارع الى تطييب خاطرها :
" لا لزوم للقلق ، فهم يعدون لي ساقا صناعية تعمل أفضل من الطبيعية ".
وإستعان بعكازيه ليتجه الى الباب فهرعت ليندا تفتح له .
" لن أعود بحاجة لهذين العكازين بعد تركيب الساق ، وعندها تصبح مهمة فتح الأبواب لك من صلاحياتي ".
قال ريك بعد ان اقفلت ليندا الباب :
" من الافضل أن تجلس قبل أن يغمى عليك ".
عملت ليندا بنصيحته بالرغم من إعتراضها بصوت عال :
" من قال لك انني ساصاب بالإغماء ؟".
" قال ذلك وجهك الأكثر إصفرارا من هذه الأغطية البغيضة ( تابع ريك بفظاظة ) ما الذي صعقك ، منظر العكازين ، أم فكرة بتر الساق ؟".
" فوجئت لأنني ظننت ان الصبي أصيب بجرح بسيط ، ولم أعلم أن ساقه بترت ، ثم إن رؤيته أعادت الى ذاكرتي تلك الليلة الرهيبة ، أصحيح انك أنقذت حياته؟".
" لا تحاولي جعلي بطلا ، فجل ما في الأمر أنني حاولت إبعاده عن طريق الإطفائيين ، وعندما وقع الإنفجار طرحته بصورة عفوية على الأرض ".
وأكملت ليندا جملة ريك الناقصة :
" طرحته وإرتميت فوقه ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-01-12, 04:13 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

علّق ريك مازحا :
" اللوم يقع على الأفلام التلفزيونية فهي تعلمنا أنه علينا حماية النساء والأطفال ونحن نقوم بتطبيق ذلك لا شعوريا ".
" ولكن كان هناك العديد من القادرين على الوصول اليه ونجدته ، فلماذا لم تدب النخوة إلا فيك أنت ؟ لماذا هذا الإندفاع أتجاه شخص لا تعرفه؟".
أجاب ريك بكل جدية من غير أن تغيب روح المرح من عينيه :
" قلت في المطعم أنه صبي لطيف ، فلذا وجدته جديرا بالإنقاذ من ألسنة النار ، والإنسان يتصرف في مثل هذه المواقف وفق غريزته طارحا العقل جانبا ، فأنا لم أدرك كيف قفزت نحوه ".
" قفزت بعد ان كدت تقتلني بدفعتك العنيفة".
ضحك ريك عاليا وقال :
" ارجو المعذرة يا عزيزتي لأنني لم أكن بكامل وعيي وقتها ، وفي أي حال أنا لست نادما على إنقاذي جيمي ، فبذلك كسبت معجبا جديدا يعتبرني بطلا ".
" أتعني ان زيارات جيمي تغنيك عن مجيئي ؟".
" أتمانعين في تغيير الموضوع؟".
" على الرحب والسعة ، حسنا لنتكلم في شيء آخر ، كيف تشعر اليوم ؟".
أجاب ريك بما يشبه الصراخ:
" إخترت أسوأ موضوع ، فأنا لست راغبا في التحدث عن حالتي الصحية ".
" ما أصعب أرضاءك ! على فكرة ، هل عادك كثيرون في الأسبوع الفائت ؟".
إستنتجت ليندا ذلك من البطاقات الكثيرة الموضوعة على طاولة قرب الباب ، الى جانب باقات زهر مختلفة الألوان مرتبة في زوايا الغرفة .
أجاب ريك :
" يمكنني القول أنني لم أشعر بالوحدة خلال أوقات الزيارات على الأقل ".
وإنصرفت ليندا لترتيب وعاء مليء بأنواع الفاكهة ، فاخذت ترمي ما لم يعد صالحا للأكل وتنسق الباقي بشكل جميل .
" تناولي شيئا ، فانا لن استطيع إلتهامها كلها ".
أخذ ريك يداعب شعرها بنعومة واراحت ليندا راسها على صدره ، بعد دقائق تململ ريك فنهضت سائلة :
" هل آلمتك؟".
" لا ، سارفع الوسادة قليلا فارتاح أكثر ".
" ريك ".
" ماذا تريدين ؟".
" ارجوك أخبرني ، هل يحرز العلاج تقدما ؟".
أجاب الشاب بهدوء ملفت :
" هناك ساق لا أمل بشفائها ، والثانية تتجاوب مع العلاج حتى الآن ، والحقيقة أن الأطباء عاجزون عن إصدار حكم قاطع منذ الآن ، ولكنني ان مشيت يوما ، سأكون بحاجة الى مساعدة ".
" أتعني عكازين ؟".
" أحسنت يا حلوتي ، فقد سميت الأشياء بأسمائها ".
قالت ليندا بهدوء ايضا :
" ولم لا ؟ الكل يكره إستعمال العكاز ، ولكنك مضطر للإعتياد على الفكرة ما دام العكاز سيساعدك على المشي مجددا ".
ومرت لحظات طويلة قبل أن يتمتم ريك بمرارة:
" قد لا أحتاج الى العكاز مطلقا إن بقيت حالتي على ما هي عليه ".
" لكنك لن تبقى هكذا ، فهم يجرون لساقيك علاجات وتمارين ، أليس كذلك؟".
" أخضع يوميا لساعات من العلاج الفيزيائي".
" شيء عظيم ".
علّق ريك بسخرية :
" واين العظمة فيه ؟ أين العظمة في ان أطمح الى السير على عكازين طوال حياتي؟".
" الكثيرون يفعلون ".
أغمض عينيه بحزن ، وكأنه لا يريد التسليم بالأمر الواقع وقال :
" أعلم ذلك ، ولكن كل واحد منهم مر بالمرحلة نفسها من القلق والتوتر ، أحمد الله على أنني أتمكن من التحرك قليلا وأرجو مساعدته لأعتاد على الأمر ".
" وربما لا يجب أن تعتاد على الأمر ".
" ماذا تعنين ؟".
" عليك ان تطمح الى أكثر من ذلك ، قرر السير مجددا على ساقيك ، حطّم حواجز المستحيل وإزرع في نفسك الأمل".
" يا لثقتك الكبيرة بي ".
" حاول يا ريك ".
" من أجلك أنت؟".
" لا أستطيع أن أطلب منك المحاولة لأجلي ، بل عليك أن تفعل ذلك لأجلك ".
" وهل أنا قادر على هذا ؟".
" بالطبع".
" ستكون طريقا شاقة".
" ولكنك لن تكون وحيدا فيها ".
وارغم الشاب نفسه على الإبتسام وقال :
" وهل تتصورين أنني قادر على المحاولة دقيقة واحدة بدونك ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-01-12, 09:21 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 43133
المشاركات: 73
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدووش عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدووش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يلا خلصيها
روايتك روعة وكل رواياتك بصراحة من الاروع

 
 

 

عرض البوم صور هدووش   رد مع اقتباس
قديم 18-01-12, 03:54 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- من يشعر بالذنب ؟


أحيانا ، كان ريك يتلقى زيارات من أصدقائه اللندنيين ، فإذا وصلوا قبل ليندا إنتظرتهم في الخارج او في غرفة جيمي ، وإذا حضروا وهي في الغرفة خضعت لشكليات التعارف ثم إنسحبت بهدوء لتعود بعد رحيلهم ، ولما لاحظ ريك ذلك سألها يوما :
" ألا يعجبك أصدقائي؟".
" سؤال غريب ".
" لماذا ؟".
منتدى ليلاس
" كيف تريدني ان أحكم عليهم جميعا وأنا أكاد لا أعرفهم ؟".
" صحيح ، ما دمت تهربين فور وصول أحدهم ".
" لكنهم ياتون لزيارتك لا لزيارتي ، كما ان وجود العديد من الزوار في آن يزعجك ".
" من قال ذلك ؟ تبدين وكأنك إحدى الممرضات لا بل رئيسة الممرضات ومصابة بعقدة التفوق وبلذة الأوامر ، إعترفي ، أتغارين من مجيء الزوار ؟".
" لا تكن سخيفا ! فانت تعلم ان الإزدحام في الغرفة غير مفيد على الإطلاق".
" ولماذا ؟".
" الضجيج والثرثرة يؤثران على الأعصاب ".
" حسنا ، أنا متوتر ، أتريدين أن أعتذر؟".
" هذا يتوقف على مشيئتك".
مد ريد يده اليها ودعاها الى الإقتراب منه لكن ليندا لم تتحرك قيد أنملة فخفض يده قائلا:
" أنا آسف ، أيكفي ذلك ؟ والان تعالي اليّ ".
وبالطبع لم ترفض ليندا هذه المرة دعوته.
ذات يوم فتحت ليندا باب غرفة ريك فوجدت أن لديه زائرا من نوع خاص ، فقد كانت الى جانبه حسناء شقراء ، لكثرة ما بدا مفجوعة ، إرتمت على صدره منتحبة .
ازاء هذا المشهد وقفت ليندا حائرة ، فرماها ريك بنظرة إستنجاد حتى تخلصه من هذه الورطة ، فاغلقت الباب بهدوء وذهبت تبحث عن الممرضة سيدني التي تستطيع برصانتها إنقاذ الموقف وإنتشال ريك من براثن رفيقته.
" إتكلي علي يا آنسة لورنس ، إنتظريني عشر دقائق في غرفة الجلوس فأكون في هذا الوقت قد حللت المشكلة".
" وكيف ستتصرفين ؟".
" سأعطي الفتاة فنجانا من الشاي حتى تهدأ ثم ارسلها ال البيت ".
وفعلا ، كان ريك وحده عندما عادت ليندا الى الغرفة ، فإستقبلها قائلا بغضب:
" بالله عليك ، اين كنت ؟ الم تعلمي أنني بحاجة الى المساعدة؟".
" رايت أنه من غير اللائق تدخّلي في هذه المسألة ، لذلك آثرت إنتظار رحيلها في غرفة الجلوس ".
" ماذا تقولين ! نصبت نفسك ملاكي الحارس وتركتني في هذه الورطة ! ألم يكن بوسعك عمل شيء ؟".
إرتفعت نبرة ليندا عند الإجابة :
" أولا ، لا تكلمني بهذه الطريقة ! ثانيا ، أنا لم أبق مكتوفة اليدين ، فقد أخبرت الممرضة سيدني بالأمر لأنه من مهامها التعامل مع هذه المشاكل ، وأنا واثقة من أنها تصرفت بكل براعة".
" براعتها لا تقل عن الجدل ، فقد امسكت مارينا بكتفيها واخرجتها بلحظة وهي تطيب خاطرها ".
" يا له من إسم جميل ".
" وصاحبته كذلك".
ضحكت ليندا فسالها :
" ما المضحك في الأمر ؟".
" لا بد انها المرة الأولى التي تستنجد فيها بأحد ينقذك من فتاة جميلة !".
" مارينا إيطالية الأم ولذلك هي تجيد لعب دور المفجوعة بمأساوية بالغة ، لا أخفي عليك أننا أقمنا علاقة لأشهر خلت لكنها لم تتعد التسلية ، وما لبثت مارينا ان إنتقلت الى رجل آخر ، وهي لم تكن لتعود الى هنا وتنعم علي بدموعها إن السخية لو أنها ما زالت مرتبطة به".
" الم تكن على علم بالحادثة ؟".
" هذا ما إدّعته ، وعواطفها في أي حال سطحية وكاذبة ، وكل ما تريد برهنته هو جمال عينيها الداكنتين المرطبتين بالدموع ".
" هل أبكيت الكثير من النساء ؟".
" لا لم افعل ، والدليل أنني ما أبكيتك يوما ".
هزت الفتاة رأسها موافقة دون أن تصرّح بعدد الليالي التي لم يغمض لها فيها جفن ! إلا على وسادة مبللة بالعبرات ، وفي محاولة تهرب من الحقيقة قالت :
" قد تكون مارينا صادقة في حزنها فأنت لا تستطيع الحكم على حقيقة عواطف فتاة بهذه السرعة !".
أسر ريك يدها في قبضته ولما هم بالكلام دخل عمه ريان الغرفة ، فلمحت ليندا علائم إرتياح على وجه الشاب الذي يحب قريبه الوحيد بإخلاص.
لم تبارح ليندا الغرفة فريان يرغب ببقائها ، وهي تستسيغ صحبته وتلتذ بوجوده وحديثه ، والرجل يحبذ بقاءها الى جانب إبن أخيه ما دام هذا الأخير في المستشفى ، وأحيانا كثيرة كان يصطحبها بعد إنتهاء أوقات الزيارات لتناول فنجان من القهوة والتحدث عن ريك ، إستطاع ريان ان يمحو الصورة القاسية التي كوّنتها ليندا عنه ، خصوصا عندما حذّرها من مغبة خذل ريك في منتصف الطريق.
جلس الثلاثة يتحدثون في مواضيع شتى فمر الوقت بسرعة مذهلة حتى رمى ريك بالأغطية متذمرا من الجو الحار ، وبالفعل كانت الغرفة شديدة الدفء على الرغم من كونها مكيفة ، فتبرع ريان بفتح النافذة العليا ، لكن وصول الممرضة سيدني جاء كالعادة في الوقت المناسب ، فقالت وهي تدخل الغرفة :
" دعني اتولى ذلك يا سيد برنيت".
ساعدها ريان على الصعود الى الكرسي لتستطيع الوصول الى النافذة ففتحتها ، ثم تفحصت جهاز التكييف ولاحظت :
" يبدو أن عطلا ما طرأ على الجهاز المركزي فهو لا يعمل كما يجب ، والكثير من المرضى تذمروا من الحر الشديد ".
وقفت ليندا قرب الطرف الآخر للسرير تراقب الرجلين يحدقان بالممرضة الواقفة على الكرسي بثوبها الأبيض الضيق ، والمعقود عند الخصر بزنار أحمر يساعد في كشف قامتها الجميلة وتكاوينها المليئة بالأنوثة.
غرقت الغرفة فجأة في صمت تام فيما الجميع يتفرجون على الممرضة تتفحص الجهاز حتى إنتهى ( المشهد ) اخيرا بنزولها عن الكرسي ، ولم يكن من الصعوبة بمكان ان ترى ليندا في عيني ريك وعمه علامات الإعجاب والرضى بعد ان تاملا طويلا مفاتن الممرضة الحسناء ، خصوصا وأن ريان سارع الى مساعدتها على النزول شاكرا :
" الف شكر يا آنسة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a streak of gold, daphne clair, دافني كلير, خيط الذهب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية