كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
13- لن اعود الى شقائي
لاحظت ليندا عند وصولها أمام منزل الدكتور سيمونز أن سيارة الأخير لم تكن هناك ، فتح لها ريك الباب ، قميصه نصف مفتوح ، فدخلت من غير إستئذان وإتجهت مباشرة الى قاعة الإستقبال ، ثم إستدارت تواجهه بعينين تقدحان بشرر الإنتقام ، وصاحت به :
" ماذا فعلت ؟ كيف تجاسرت ؟".
نظر اليها ريك بإستغراب ودهشة، للمرة الأولى يراها بهذه الحالة، سالها بتعجب :
" بماذا أنا متهم الآن ؟".
" ليس الآن ، بل منذ ثماني سنوات ، كذبت عليّ ، وخدعتني حين طردتني من حياتك ، وإتهمتني بأنني لا أصلح لأن أكون زوجة لرجل قد يصبح عاجزا ، ألا تذكر يوم نعتني بالفتاة اللعوب التي تفضل نهايات سعيدة لعلاقاتها؟". منتدى ليلاس
همس بحنق :
" دانيال ( وأضاف ) ساقتله".
" كلا ، بل مجرد حدس ، ولا علاقة لدانيال بالأمر سوى أنني جعلته يؤكد لي حدسي ، أصحيح ان حالتك قد تسوء في المستقبل ؟ هل يعلم ريان بذلك ؟".
أجاب ريك بحدة :
" كلا ، أطلعوني على الحقيقة بعد فترة من إجراء العملية الجراحية ، منعتهم من إطلاع احد على الأمر ، املي لا يتعدى الخمسين في المئة ، وإذا حدث ما ليس في الحسبان ستجرى لي عملية اخرى ولن يكون لي عندها ما أخسره".
" لكن لماذا ، لماذا فعلت هذا بنفسك ، كنت تملك الأمل ومع ذلك لم تقبل بإجراء العملية ، اهدرت ثماني سنوات من حياتك وحياتي ، وما زلت على إستعداد لتمضي قدما في إضاعة ما بقي لنا من الحياة ، اما فكرت يوما بان لي الحق في المشاركة بتقرير مستقبلي ؟".
لم يحرك ساكنا ، عيناه متقلصتان ونظراته حائرة :
" أعتقد انك تستبقين الأمور بعض الشيء ، أعيد تذكيرك انني لم اعترف لك بحبي أبدا ".
أجابت ليندا بسرعة :
" كما انك لم تقل العكس ايضا ".
وقفت في وسط الغرفة شاخصة اليه ، تنتظر كلمة منه تعيد الى قلبها الحياة والى مستقبلها الوضوح ، أحسن بثقل الصمت الرهيب المخيّم على القاعة يطبق على انفاسها ويكاد يخنقها .
إستدار ريك ناحية الخزانة الصغيرة وتناول أنبوبة صغيرة ، اخذ حبة صغيرة منها وإبتلعها ، إلتفت بعدها الى ليندا مخاطبا :
" لقد ضقت ذرعا بالاعيبك العاطفية يا ليندا وتخليت عنها منذ ثماني سنوات ، تصورتك نجحت في التخلص منها أيضا ".
اعاد ريك انبوبة الدواء الى مكانها وإتكا بمرفقيه على الخزانة ، فلم تدر ليندا حقيقة شعوره ، اهو غضب أم ندم ، أم شيء آخر ".
" اليس الوقت باكرا على تناول الدواء؟".
إستدار يواجهها وعيناه مسمرتان في عينيها :
" إنه شيء يقتل الضجر ".
أجابت بثقة تامة :
" انا لا اسبب لك الضجر ، كما أنني لم أسببه لك من قبل ، اعتقد ان سبب تناولك الدواء هو حاجتك الماسة الان الى القليل من الشجاعة ، يمكنك مصارحتي وجها لوجه بأنك لم تحبني ".
"هل تتركينني وشأني إذا صارحتك ".
" أجل ، سادعك وشأنك ولن ازعجك بعد الان ، سأخرجك من حياتي نهائيا من غير وداع ، سيحيا كل منا حياته ولن نلتقي مجددا ، وإذا تحولت الى مدرّسة عجوز أو إذا تلقيت عرضا للزواج من رجل يحبني ، فلن يكون لك شأن في ذلك ، قل لي انك لا تحبني يا ريك ( وإقتربت منه ببطء وهمست ) أنظر اليّ وقل جملتك وسأمشي ".
اخذها بين ذراعيه صائحا :
" لا ! لن يتكرر الأمر ( ودفن وجهه في خصلات شعرها ) لقد تحملت ما يكفي من العذاب والألم ، ولن أعود الى شقائي مرة أخرى ".
إستسلمت ليندا لدموع ساخنة ترقرقت على وجنتيها وهمست بحنان :
" لست مجبرا على ذلك يا حبيبي ".
" احبك ! ".
ربتت على كتفيه قائلة بنبرة ناعمة ، وكانها تواسي طفلا بحاجة الى سلوى :
" أعلم ذلك ، لم أشك لحظة في ذلك بالرغم مما جرى ".
" حاولت جاهدا ان أثبت لك العكس ".
" اعرف ، آسفة لأنني جعلتك تقسو على نفسك ".
" أتعتذرين مني ؟ كم أنت رقيقة ! ".
بدا وكأنه نادم على ما فعل ، فعاتبته :
" شعورك بالذنب ناتج عن تصرفك بغباوة طوال هذه السنين ".
طوّقها بذراعيه وجذبها برقة نحو الأريكة ".
" تبدين متشوقة كثيرا لصفعي ".
" اخبرت دانيال أنني مستعدة لخنقك بيديّ ".
أجابها محذرا :
" ما عليك إلا أن تحاولي".
لم تضطر ليندا لأن تحاول فقد عانقها بحنان ، تبخّر ما تبقّى من كلام بينهما وكانت تستسلم بملء إرادتها الى فرح غامر لم تحسّه منذ سنوات .
فجاة ابعدها عنه صائحا :
" هذا لا يغيّر شيئا ، لن أدعك ترتبطين بإنسان معرّض لأن يصير كسيحا يوما من الأيام ".
لم تصدق ليندا أذنيها ، ما أن بدات تقطف ثمار صبرها وتستمتع بأولى هنيهات إنتصارها ، حتى إنهار كل شيء من جديد وها هو ريك فريسة لشكوكه من جديد.
|