لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-08, 06:09 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَلكة الحرْف المُخمَلي


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71938
المشاركات: 880
الجنس أنثى
معدل التقييم: هذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1769

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هذيـــآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هذيـــآن المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الـ عـــــــــــــــــاشر....
لا يَزال فالحياةِ عروقاً تنبض..ولا يزال في أيامها أنفاساً تستعر..تنبؤنا عن استمرارية ً لدورتها..وإكمـــالاً لمسيرتها..بالرغم من بكائنا ولهاثنا ..وضحكاتنا وانكساراتنا..
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد1
نظرات مدهوشه..مستغربه..تحتوي الصندوق السكري اللون الراقد أمامها بخيلاء..تاركا وراءه أشرطة ذهبيه..تتدلى منه بغرور ..
اقتربت منه حاملة طفلا معلقا بكتفيها..وحولت أنظارها لآخاها قائلة له: متى أرسله!!
عبد المحسن بصوت رزين: وصل اليوم الصباح ..شكله أرسله أمس العصر..
انا معليش امل استغربت الشكل ففتحت الغلاف الخارجي لقيتها هديه قلت اكيد انو لفيصوول الصغنون(لفظ كلماته الاخيره على عجاله ليصرف الانتباه عن الموضوع بحد ذاته)
امل لاتزال الدهشه تستوطن حناياها..والخوف يشل حركتها عن فتح المظروف الراقد بثبات فوق الصندوق..
احس اخاها بارتباكها..وبادر زوجته بان قال لها:تووونتي واللي يعافيك تعالي معاي شوي..
تهاني وقد فهمت ما يرمي اليه زوجها ..وقفت وقالت بادب جم: سم يالغالي..وراك..
خطوات اقدامهم الراحله..تتزاحم مع اصوات شكوكها وظنونها في راسها الصغير..وكان ابنها احس بما تمر به والدته..فكف عن الحراك..
ياالهي..مالذي يحمله لي هذا الصندوووق وهذا المظرووف!!!!
هل هو ورقة طلاقي..محملة بصندوق حاجياتي المتبقيه!!!
هل هي اهانة اخرى اراد بها تدميري..او صورة لغرامياته التي افتقد مني الجري خلفها لاقتناصها..فاراد تمثيلها امامي لجرحي ومبالغة في اهانتي!!
هل هي صورة لحياتي الماضيه..تسرع لاقتحام فترة نقاهتي..وتجذبني عنوة لادخالي في متاهات الماضي!!!
ماذا عساها ان تكون...يا الهي رحمااااااااااك....
ارجووووووك...
اما قوة لاقدامي على فتحها...
واما قسوة لاقدامي على الرمي بها خارجا.......!!
.............
ارتجاجات عنيفه على المكتب امامه..المحتضن لضرباتٍ متتاليه يقوم بدور بطولتها كفه المكوره بغضب.. كرسي يعود للوراء..ليغطيه شلال ابيض من القماش الباهظ الثمن.. رجل قد وقف توا على اقدامه.. ليصرخ بالموظف المنكس الراس امامه:شلون ماداوم..شلون يعني....
لي ساعه اسالك وتقولي موجود..واخرتها لما طلبت منك يجيني المكتب تقولي ماحضر من اصلو....وش ذا..وش اسميه...اهمال!!!تلاعب!!! قلي اش اسميه....
صاحب كلامه اهتزازات واشارات من يديه ..تعلم من يراه..انه قد وصل لقمة انزعاجه..وان هناك بركانا على وشك الانفجار...
الموظف بقلة حيلة:والله يابوفيصل مدري وش اقولك..بس اول..
قاطعه مشعل بعنجهيه واضحه:الاول تحــــــــــــول!!
ومن الان فصاعدا ..اول من بيداوم هو..واخر من يطلع هو..اتمنى يكون كلامي مفهوم..
وغير كذا اكتب لي قرار عن تنحيته عن منصبه كمساعد اداري للشركات..ويرجع محاسب حسب ما تنص عليه شهادته العمليه...وهات لي القرار اوقعه عشان يعتمد تنفيذه من الان.....
الموظف ونظرات الدهشه اجبرت راسه المنكس بخجل على التعلق بمشعل...
مشعل وهو يهز يدا مستفهمه في وجه سلطان السكرتير الشخصي لمكتبه..مخاطبا اياه:خير سلطان..فيه شي من كلامي يبغى شرح..طريقة حكيي فيها شي مب مفهوووومه!!!
سلطان وهو يعود لينكس راسه قائلا:لا طال عمرك مفهوم..بس ممكن واللي يسلمك تبلغه الشي ذا..لانو مافيني شده طال عمرك على الشحططه و الكلام اللي يسم البدن..
مشعل بضحكه قصيره عائدا لمكتبه الذي ياخذ من عنجهيته الكثير: ولا يهمك سلطان هههههه سو اللي قلتلك عليه..وماجاك علي..
ومجرد مايدخل الشركه خله يمرني.......
سلطان وهو يعود للخلف بطريقة تراجعيه احتراميه..موليا مشعل وجهه البشوش:ابشر طال عمرك..تامرني شي ثاني..
مشعل :لا شكرا سلطان ماتقصر..
............
يــــــــــــا امل روْح ولا يمكن يعـــــــــــــــــود..
يا احساس بالغربه فظيــــــــــع ماله حدود..
ما اظن فيه ابد..
بهالدنيا احد...
يشكي بصدق لاحد...
والامـــــــــــــــــــــــــــــــــل مايكون موجود!!!!
ثقه بالنفس معدووومه..
مشاعر غريبه ومهزومه.....
وياسي كبر...
طغى...وجبر..
وضاقت عليه هدوووومه...
ياكوده هالالم....ياشينه..هالندم
ابوفيصل..

يا الهي......
اصابع مرتجفه..واحداق متسعه تاكل الحروف..وتبتلع العبرات....
انها تعرفه جيدا..وتعرف بوح قلمه..واسلوبه الخاص..الذي يتجلى لها مع كل حرف..من هذه الخاطره..
كتبها لها..هيَ وحدها..ليس لسواها..
فهي حديثة الولاده...اذ تحس بحرارة الحروف ترقد ساخنه..معطاءه..على تلكما الاسطر القليله الباهته...
يا الهي لكم تحبه...لاشعوريا...انزلت طفلها عن كتفها..واوسدته كنبا صغيرا بجانبها..وجاءت يدها الأخرى لتحضن الورقة..وتشتم عبيرها..
لكم هو فنان في أمور كهذه......ولكم استغربت رومانسيته ولمساته الخاصة..
انه عطره هو...الذي احتضنته دائما...وأغدقت وسائدها المخملية على سريرها منه...لتوهم نفسها انه راقد هناك بجانبها...
كم وكم من المرات رأته في منامها..واحتضنته بشده...وكان ذلك العبير محور أنفاسها...مغذيا لرؤى أحلامها
استفاقت من حلمها الوردي...ولذتها الوقتية..لتبصر الصندوق..بقي أمامها أن تفتحه..لتعلم ما يحويه...
طوت تلك الرساله باهتمام..وكأنها كائن حي..خشيت أن يتأثر من ارتجافات أناملها الفَرِحَه..وأودعتها بذلك المظروف الرسمي الذي ينافي ما بداخله من أحاسيس ورديه..
وضعتها على حجرها....
واستعدت للمهمه التاليه....
كورت يدان خائفتان..مالبثت ان بسطتهما برجفه..
رفعتهما لشعرها..ومسحته بقلة حيله..
رفعت ناظران للسماء تستنجد القوه من رب الارباب..
ونزل ذات الناظرين لتحتوي الصندوق مرة اخرى..
بضع زفرات من صدرها..
ورمشات من عينيها..
تقطيبة جبين تستولي على محياها ..وهي تضع يداها على الصندوق..تحسست قماشه..انه من التغليف الباهظ الثمن..ااه يا الهي..
فتحت الرباط لتلك الشرائط الذهبيه المخمليه بخفة..وسرعان ماسقطت الشرائط ذات اليمين وذات اليسار..مفسحة المجال للتغليف السكري اللون ان ينزل هو الاخر على عجاله..وكان به مكلفا ان ينفسر عن ذلك الصندوق الخشبي العتيق..على وجه السرعه..
منظر اثار ريبتها..صندوق اثيري..ياترى ماذا يحمل بداخله...
واين هو المفتاح!!!!
تشاغلت اناملها في ارجاء التغليف باحثة عنه..فلم تجده....اين المفتاح..دارت عيناها بسرعه تبحث عنه...وفجاة..راته راقدا على المظروف في حضنها..فحاولت اخراجه من المظروف بدون ان يخدش..وكان به شيئا ثمينا..ليس مظروفا رسميا عاديا......
اولجت مفتاحا...
فتحت قفلا.....
واسعرت انفاسا...
وبضع نبضااات عجله.....
واخيرا تم الفتح..
ازاحت غطاء الصندوق..
ليظهر لها الاتي........
...............
دخل الغرفه..ورمى بشماغه على اقرب كرسي...اراح جسدا على السوفا الاثيريه..التي كانت دائما هناك..تحتضنه..وتحتضن الالامه وجراحه..وانكساراته..
فتح ازارا الثوب وكان بها تخنقه..واخرج الهاتف المحمول مستعجلا..لينظر للارقام الاخيره..فلربما ورد منها اتصال..
لا اتصالات تذكر....
ولا رسائل ايضا....
ان الساعه تشير للسادسه مساء..
من المؤكد ان الصندوق قد وصل هناك......
صوت ما اجبره على ان يعدل وضعيته..وان يوجه انظارا مستغربه للنافذه..
السماء تكتظ بتلك السحب السوداء..والجو مشحون بحبات الغبار التي تضرب الزجاج..وكان بها تريد اقتحامه..
رجع للخلف...وهو يعلم ان حياته..كهذا الجو تماما..ملبدة بالغيوم...تحمل رياح الياس...تموج به يمنة ويسره...
قطرات الماء...تطرق النوافذ..بطرقات حالمه..دفعت ابتسامة ارتياح..لتحتوي شفتيه ..ولتبعث الخدر اللذيذ في اوصاله....
لهذا الجو ذكرى خاصه...فلطالما ذكرها به..وذكره بها...
نعم انها الذكرى..لاشيء غيرها......
ولن يجمعهم بعد الان..سوى نواقيسها..وشلالاتها..
اتذكرك وابكي غصب..
اتذكرك واصرخ غصب..
على ليالي العمر ذيك
اللي غدت نار ولهب
حتى زوايا غرفتي.....
تبكي على ماضي العيووون
حظي اليتيم اللي رضع...
من ثدي الايام التــــــــــــــعب!!
حظي مثل طفل(ن) صغير...
امه توفت وانتهت...
واصبح مشرد للاسف...
لا اصل له....ولانسب....

...................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــد2
غطاء رمادي..متعرق.. يحجب اشعة الشمس الاخيره الحمراء..من ان تغزو هذه الغرفه.. نافذة قاسيه الملامح..محكمة الاغلاق..تحجز الاهات..والبكاء والشهقات..من ان تنطلق للفضاء الواسع...
لكن الدعوات والابتهالات التي لم تفتأ ان تزين شفاه الموجودين...لن تحتجزها هكذا نافذه..وهكذا احكام..
اذ انها تصل لرب الارضين والسموات..بمجرد التلفظ بها..وكان بايدي الملائكه هناك..تتلقفها..لتسرع بها لرب الارباب..ومسبب الاسباب..
سرير ابيض..
جثة هامده..
اصوات الاجهزه الطبيه تغزو المكان..
اوراق ترتجف..بيد سمراءتحاول الامساك بزمام الامور..
يد اخرى تتلقف نظاره على عجاله..وتمسح بذات اليد عينان تعبتان..ولنقل شبه دامعتان...
ولسان حالها يقوووول:
ليت التعب بعروق قلبي ولافيك
وليت الوجع غلطان ساهي ولاجاك
لو الشفاء بضلوع صدري لاداويك
وأطحن جميع ضلوع صدري فداياك
الله من شر المقادير يحميك
والله يحفظك ياعيوني ويرعاك

يد حانيه تربض فوق كتف متدلي لتساندها نبرات صوت رجوليه:وحد ربك يا رجال..قل لا اله الا الله....
راس منكس..يهتز بياس..وبالم..ليقول من بين اسنان مصطكه:لااااااااااا اله الا الله
لااااااااااااا اله الا الله ....
تركي بنبره حانيه:ياابن الحلال تحمد ربك..ماتدري يمكن تطلع بكرا النتايج وتكذب كل الظنون..تذكر اش اللي حصل زمان..استعجلنا واخرتها طلع حميد...
تامل خير...وربك مايضيع..ربك كريم..
نظر محمد بالم لتركي..وجاءت كلماته مريره:تركي ماله داعي نكذب على بعض..
انت تعرف زي ما اعرف زين..انو خلااااااااااااااااااص....خلااااص...
كل المؤشرات والدلائل تقوول...
تركي بايمان:القول قول ربك يا محمد ..مب قولنا ولاقول الاجهزه والمؤشرات!!
محمد وكلماته تقطر يأساً: ونعم بالله..بس ..يعني..طيب نتركها تموت وحنا نحتري..معقول مانقدر نسوي شي!!!
تركي يقطع كلمات صاحبه بتاثر واضح:محمد كااافي كذا..وحد ربك..مايصير هالكلام يارجال..الاعمار بيد الله وبعدين هات ..(اخذ الملف الطبي من يده على عجاله )
مابتزيدك ذي الاوراق والارقام الا هم(ن) على همك..كلنا اطباء..بس نعرف بعد ان ارادة ربي فوق كل شيء..كم من حاله وحاله جات ميؤوس منها..وبرحمة ربك وقدرته..طلعت تمشي على رجولها مابها الا العافيه..لاتصير قليل ايمان كذا
قوي قلبك....
محمد بصمت مخيف حزين..ينظر لصديقه..ويعود ادراجه خارجا من الغرفه الصغيره..يسحب ارجلا وهنه...واملا مغتالا بسهام الياس القاسيه...
تركي يتتبع صاحبه...ويقول في نفسه(الله يعينك يامحمد....الله يجيب العواقب سليمه)
...........
روب اسود يحيط بجسدها الرطب...وخفان اسودان يحتضنان اقدام بيضاء تتشربهما حمرة خفيفه...
فوطة سوداء..تنساب منها خصلات شعر حمراء رطبه...ترقد فوق راس متعالي...اراحت جسدا على السرير..والتقطت هاتفها المحمول..لتضغط الارقام التي اعتادت على ان تضغطها دائما..
لا رد هناك...
اعادة اتصال..مره
مرتان....
ثلاثه...
لايوجد رد ايضا....
لعل عبدالكريم صادق بما نطقته شفتاه.....لعل مشعل رجع لزوجته...لا لا لا..كرامته تابى له ذلك
اممممممم لربما انه توسد احضانا غيري.. وتجاذب نبرات جديده...ووقع في انفاس هاتفيه جديده!!!!!
لا اعلم...
ساق بيضاء تحتلها كدمات محمره.. تربض فوق اخرى..وتهتز بالم وسرعه..محاولة ايجاد حل..لمساله لم تعلم..انها قد حُلَت مسبقا..وانهت فصولها...واسدلت ستائرها...
ماذا تفعل الان......لابد وان هناك حلاً ما.....
.................
شالا اسودا حريريا..كانت قد اعجبت به..لكنها لم تصرح له أي رغبة بشرائه..لكنه فهم المغزى من نظرات عينيها المعجبتين..ولمسات اناملها له...علم انه اعجبها..
لكنه الكبرياء..منعها من ان تقول له(ابيه عاجبني)
ومنعه من ان يقول لها(ابشري من عيوني)
كبقية الكلمات التي ماتت على شفتيها خجلا والما...
وماتت على شفتيه كبرياء وتجاهلا اليما....
هاهو الشال يرقد فوق يديها...بعد 7 اشهر من اعجابها به...
اوسدته اكتافها...والتقطت خفان صغيران ازرقان...ذات طابع اوروبي ..مشغولان بالصوف بكل اتقان...يربض فوقهما حرف الـــــ F وكذلك غطاء راس صغير ديدنه ديدن الخفان..نفس الصوف..ونفس الحرف....
اخذت الخفان والغطاء ووضعتهما جانبا..
ماذا ايضاً..
ورود مجففه...
ازهار الجوري الحمراء...
شموع بالوان حزينه..صغيرة الحجم..
وحقيبة صغيرة للاطفال حديثي الولاده..
يوجد بداخلها..مجموعة من الملابس القطنيه الصغيره التي رصت باهتمام..
ونُثِرَ فوقها عطر رائع طفولي..كانت قد ابتاعته هيَ ولم تحضره معها..
هاهو يرقد امامها...
اخذت كل ماسبق..واراحته السجادة الوثيره التي يربض عليها جسدها الغض..
ودست اناملها لترى مالذي يحتويه ايضا ..صندوق كهذا...
كتيب كبير نوعا ما..يحتل قاعدة الصندوق..لم تعلم مايكون..حشرت اناملها لتستطيع اخراجه..فاذا به البوم صور...ذا غطاء جلدي بني اللون...
فتحت الكتيب..وادارت اعينا وجله فيمن حولها وهي تفعل ذلك..خوفا من اعين متطفله..تغزو حساسية اللحظه..وسمو الشووق..
اعادت ناظرين جائعه..لتلتهم الاحرف التهاما..فلم تستوعب شيئا من المرة الاولى..بل احتاجت لقراءة اولى..وثانيه..وثالثه..وعاشره
ليصل المعنى المطلوب...
فعيناها في كل مره كانتا تقيمان الطول الكتابي
مرة اخرى ..كان التقييم من نصيب الخط الذي اشتاقت لرؤيته
وثالثه كان الخيال ..يلعب بها لتصور صورة له..وهو منكس الراس..يكتب احرف كتلكما الموجوده على الصفحه...
وفي المرة الاخيره..اعطت مجالا لعيناها ان تقرا بتمهل..ولعقلها ان يشحذ التركيز من بوابة الذكريات..ليستوعب ماقد سطر هنا...
انها قصيدتها المفضله....
كانت دائما ما تترنم بها ..وباحرفها..في لحظات وحدتها المميته
او في خلوتها في تلك الحديقه الكبيره..تنظر للسماء المظلمه..بالفوانيس المشتعله
او حتى عندما كانت تستعد للرحيل بعيدا عنه..
اما علانية بتوضيب حاجياتها...
او سرا فيما بين نواياها وعقلها الباطن....
وككل مره..يسمعها تتلوا احرفا كهذه...يتنازعه الخوف..
ويبدأ بالانفعال ساعة..
والضرب ساعة..
والتوسل والبكاء لها ساعة اخرى......
وكل ذلك في سبيل ان تبقى..وان لا تختفي عن ناظريه..يالله...
لماذا هذه الكلمات ..بالذااات...
فلم تستبق الاحداث..
بل جالت بانظارها بين الاحرف..لتعلم كيف ستسوقها..المعاني..والى اين سيجرفها الحنين هذه المره...
هذه الدنيا عجايب في عجايب..!

تنتهي من حزن وتبدأ حزن ثاني..

كم تفرق بين خلان وحبايب..!

تعيشها لابد في يوم تعاني..

الحزن همال كما وبل السحايب..!

والسعادة كلها لحظه وثواني..

الفرح سطرين والعنوه كتايب..!

ياكتاب للحزن يحمل معاني..

شف سواياها تخلي الطفل شايب..!

وش بقى ماصار ياقسوة زماني..!
امل..
ان كنتي تبين طلاقك يابنت الناس مانيب معارضك....
بس قبل تقررين قلت ارسل لك الصور...ان كنت بتردين هاتيها معك...
وان كنتي...... ماتبيني..قطعيها..احرقيها بعثريها....
وانا ماعادني قايل لك شي
وبحترم قرارك....انتظرك......
مشعل....
...........................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــد3
بالطو ابيض..شال ابيض..يشاركهما البياض قلب راقد في تلك الحنايا..
نظرات رؤوفه تحيط بوجهها..تتامل تفاصيله..وترثي لحاله..ومآله..مالذي ينتظرها..وهي ترقد هناك بلا حراك ابدا..ماعدا اشارات واهتزازات في انامل يداها الصفراوان..
فتاة يافعه..في الــ 22 ربيعا..ملفها الطبي يؤكد انها جاءت قبل سبع سنوات..تشكو من ورم في الدماغ..تبين لاحقا انه حميد..
وهاهي تعود البارحه..لتذبذب حالتها..كل المؤشرات والفحوصات تشير ان الورم قد زاد حجما..وتضخم كما..وان حالتها مستعصيه..ان لم تكن مستحيله!!!
ملامح صغيره تعلو ذلك الوجه الاصفر..شفاة جاافه..وشعر بني اللون..يتخلى عن بعض الخصلات العنيده..التي خرجت مشاغبة من طرحتها السوداء..
استجمعت قوااها..وادخلت اناملها في ذلك الحجاب الندي..تحكم اغلاقه حول وجهها..فهي المسؤوله عنها..الممرضه التي تتابع حالتها..وحالة كل من في هذه الردهه..بذات الانامل مسحت قطرات العرق الرابضه فوق بشرتها..اطالت النظر فيها لكنهالم تحتمل رؤيتها اكثر..
على عجاله سحبت القلم المثبت بالملف امامها..وفتحته تسطر عليه ارقاما متسلسله..على اسطر متتاليه..تتـــتبع بها حالتها من خلال الاجهزة المحيطة ..
القت نظرة خاطفة للزجاج..ملامح للضباب..تتشكل عليه..وكأن به حزين على تلك الفتاة..يشاركها حزنها ورأفتها بها.. لم يفتأ لذلك الحزن ان ذهب ادراج الرياح حين تلفظت بـــ لاااا اله الا الله....ياربي رحمتك...
:هااااه يا اريج..اخبار البيشنت (المريضه)
صوت ما زلزلها ..ياتي من خلفها.. فلم تستطع ان تلتفت..كحالتها دوما حين يفاجأها بغته..تعجز عن الحراك..حدثت نفسها قائله..(ياربيييييه جتني حالة التتنيح..لازم الف اسلمه الفايل...)
ريق قد جف في حلقها..ودم شاركه ذات الجفاف في وريدها..لم تستطع الحراك....بقيت هناك..منكسة الراس..موليه اياه ظهرا عاجزا..وقلبا ناكسا..
تركي وهو ينظر لحالة اريج امامه المتصلبه..تتاكله الغرابه...ويحتويه الفضول..مابها..فهي منذ ان وقعت في غرام العم صالح وقد تغيرت كليا...قال في تفسه(بنات اخر زمن ....مناوبه وسرحانه بعد....)
تركي بلهجه حازمه:سيس (اختصار سستر) اريج....
اريج وقد عاد اليها القليل من وعيها...ورباطة جأشها التي لطالما خذلتها امامه..:سم دااك
تركي وهو يقرب النظاره المتصلبه لعينيه تحرك فمه المشدود بحزم وقال: اعتقد اني جالس احاكيك من اليوم!!!
تنكس راسا...
تبتلع عبرة...
وتعض شفاة...
لتقول بالم:اسفه دااك بس كنت سرحانه شوي..اعذرني..هاك الفايل ..سم..
هيَ نبرات الالم تغتال حروفها.. تعتقد انه يعلم بحبها..
هوَ يعتقد انها مراهقه في العشرينيات من عمرها...
هيَ تكره نفسها لانها تحبه...
هوَ يكره نفسه لانه في كل مره يوضع في هكذا موقف مع مشاعر مراهقه طائشه..
هيَ تريد منه نظره....لمحه..تفهما..
هوَ يريد منها ثباتا اكثر وحكمة اكثر..
هيَ تحبه حد الثمااااااااااااااااااااااله..
هوَ يحترمها ويقدر اخلاقها..لكن تلك الصوره انكسرت منذ ان توغل الظن فؤاده بحبها لرجل بعمر جدها...
والحقيقه ضائعة بينهما..تنتظر لحظة صدق..لتثبت حضورها....
تركي ينظر اليها بقلة صبر..يمد يدا لينتزع نظارته الطبيه وليحادثها بوضوح: سيس اريج!!
رهبة تزلزلها..شفتيه احتوت حروف اسمها ثانيه..يا الهي:سم دااك
تركي وهو يجول بعينيه ليستطيع ان ينطق بمايريده: انا احترمك....
(نبض بها قد اشتعل)
....واقدرك لاخلاقك...
(خدر لذيذ يطعن اطرافها)
...لكن بقولك حاجه واتمنى تتقبليها مني كأخ
(نظرات الغرابه ترتفع لتعانقه ولسان حالها يقول ..ايش....ااخ.....)
.... او خلينا نقول كانسان اكبر منك وفاهم الحياة زين
(التواء في طرف شفتيها يقول..وربي منت بفاهم شي!!!)
الواحد هنا يمثل اهله وبيئته وطينته وتربيته..وانا عارف ومتاكد انو اهلك من خير الناس مكانه ورقي وثقافه اجتماعيه..و كنتي دوما من الممرضات اللي اشيد فيهم ..واطالب بتثبيتهم..وعلاوتهم..لكن فالاونه الاخيره لاحظت عليك ..(حمرة تصطبغ بها وجنتيه..) يعني شوية سرحان..عدم تركيز فالعمل..انا ما اتدخل في خصوصياتك..
(نظرة حانقه منها تنظر للفايل بيده ..ارادت ان تطبقه على راسه..لعله يستطيع ان يفكر بالاتجاه السليم.......)
لكن حاب اقولك انو اتركي الحاجات اللي مشغلتك عنك..لان عملك بحاجة ممرضه بقدراتك ونشاطك وحيويتك
(عاااد الفرح يتسلل لعروق قلبها.....)
والا اعذريني مضطر أطالب بسيس اخرى تحل محلك..لان مكانك هنا حساس..وبحاجة لكامل وعيك وتركيزك..او بنخاطر بارواح ناس..وامانات مسؤولين عنها شرعيا واجتماعيا واكيد عمليا
(رهبة من كلماته الاخيرة...الجمتها..)
واعتبريني اخوك اللي ماجابته امك..اي حاجه تضايقك قوليلي عليها..بس فالنهايه مبغى احد ..يعني..كيف اقولها...
امممممم يصرف انتباهك ويشتت تركيزك..لساتك فاول حياتك..والعمر قدامك...
فهمتي علي اريج...(نطق حروفه الاخيره بمعنى خاص تمنى بها ان يعيد تلك المراهقه من وجهة نظره لوعيها وعقلها)
اريج من الناحية الاخرى..فرحة بحروفه..سعيدة بكلامه..فقد استشفت الاهتمام بين طياته..والحب قادم لامحاله... لسان حالها يقول(اخيرااااا (ايس داااك) طااح ) }ايس دااك = دكتور الثلج لقبه فالمستشفى بين الممرضات{
اريج وهي تطير..تحلق..لاتعلم هل تتهور وتحتضنه..ام تكتفي بالابتسامه في محياه..
ملايين الافكار المجنونه تتخبط داخل صدرها الصغير العذري...
ولكنها اكتفت بان ارسلت له ابتسامه خجله اذ قالت:ماقصرت دااك...وتاكد انو مافيه شي مشغلني الا عملي....
عن اذنك....
خرجت مسرعة من الغرفه..تبحث عن مكان ما..لترقص به ربما..او لتصرخ باعلى صوتها..او حتى لتبكي..فما حدث للتو بداية افراحها....من وجهة نظر تمتلكها..
نظرات وجله تتبعت شبحها... وقال:الله يهدي بنات هاليومين بس.....من جد قلة عقل...
.....................
جلابية حمراء متلألئه كانت سيدة الموقف..تسير بخيلاء في تلك الصاله ..تجد لها مكانا على الكنب الطويل العربي..
رائحة بخور اصيل.تنبعث من طيات الجلابيه..وعطور شرقيه تغزو الصاله الاثيريه..
صوت محبب يقول:هلا والله ببنيتي...شلونك يما..وينك من زمان عنك...والا من رحتي لمساعد استغنيتي عنا هههههههههه
اماني بصوت يصطبغ خجلا:لا والله يما..افا عليك..وش هالحكي..انتم راس المال..بس تخبرين البيت من زمان عنه..والبيبي الله يصلحه حوووسه..ومساعد لاهي بدوامه الجديد..مدري الامور كلها حايسه
يد حنونه تربض على ركبة ابنتها قائله:اهم شي عساك مبسووطه..
يد اخرى تحتضن الاولى بحب قائله:دامك راضيه عني يما..اكيد بكون مبسووطه..
كفان ترتفعان للسماء بحركه اعتياديه..لم تستغربها اكفها..اذ انها دائما ما تتوجه هكذا توجه..وتحاكي هكذا محاكاة..محببه لها..حروف تساند الاكف المرتفعه ..بصوت ام..فرحه..ترى ثمار تعبها..وتربيتها..قد اتت اكلها..:اللهم اجعله دوووم ولاهو بيوم على بنيتي....
............................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد 4
قدمان ابيضان متوازيان..ترقدان على الطاوله الصغيره..التي تحتضنهما بأريحيه..اصابع الاقدام تتباعد فيما بينها..بفعل فاعل..وكان بتلك القطع البيضاء التي حشرت حشرا بين كل اصبع واخر..لها نية التفريق لا التوفيق..وقد صدقت بهكذا نيه..لانه فالاخر هذا هو المطلوب منها..
دندنة تساند اللحظه..من شفاة رطبه..بفعل الــ(قلوس المرطب) عليها...
لون وردي حالم..يتشرب تلك الفرشاة ..التي اتخذت من انامل غضه..لها مكانا..
صوت مبحوح يقول: مرااااموووو تعالي..وربي احس معدتي تعورني من كثر الاكل هههههههههههه..مانيب قادره اركز واحط المناكير ع اصابيعي...
مرام تتحدث مولية اياها ظهرا منشغلا..غير مباليا:ماتشوفيني بزي يعني..
والا اترك اللي بيدي واجي عشان خاطر معدتك واصابع رجولك
شوق تنظر لما حولها مسرعه..تبحث عن اقرب شيء قابل ان يرمى على ظهر مرام..لتنتبه اليها..فلم تجد بدا من علبة المناديل ان تقوم بدور البطوله في هكذا فعل طفولي...
: آآآآآآآآآآآآآآي ..
تلتفت بعصبيه..:شوقووو وجع..يعور....
شوق تلعب بحاجبيها المرسومان باتقان:هذا جزاة اللي مايسمع الحكي
مرام تنظر اليها مستفهمه:خير عمتي..اش بغيتي مني طال عمرك..
شوق والضحكه تداعبها:بغيتك تجين تحطين مناكير ع اصابيعي..مب قادرا انزل عليهم احس معدتي تعورني من الاكل...
كف يسند راسا ..يحتوي المنظر امامه ..:لا والله...قولي ق ..
شوق وهي تميل بشفتيها مدعية الاستعداد للبكاء: ق ق ق ق
مرام تنفجر ضاحكه :هههههههههههههههههههااااااااااااااااي
هيييييه انتي..اخلصي حطي المناكير.. بلا معدتي بلا هم...انا بزي وراي كام حلقه احملها..
شوق بصوت جدي:جد مرامو وربي اصابيعي عورتني من ذي القطع اللي بيناتهم..من اليوم احاول احط لي مناكير و انحاس
وارد احط
وارد انحاااس
وارد احطهم
وارد....
تقاااطعها مرام بنرفزه:بس بس بس..ياربيييه ع الحنه
انتي ما تتعبين
مايعورك بلعووومك....
من الاخر وش المطلوب وتتركيني بحالي....!!!
شوق وهي ترفع اصبعا خجلا لاصابع قدميها:مناكير بس
مرام:بس اكيد
شوق تهز بايماءة موافقه....
مرام تغادر المكتب الذي يحمل الاب توب الاسود لتقابل صاحبتها قائله لها:هاااتي المناكير
الله يعين قلب امك عليك...اوووف بس
....................
انامل متوسطة الطول..متوسطة العمر..متوسطة الحال ايضا..تلتقط قطع التمر لتنسقها بعناية على ذلك الصحن الزجاجي..مالبثت ان دفعت به لزوجها..الممسك بالجريده العريضه..التي غطت ملامح وجهه..
مدت اليه يدا محبه.. لتقول باحترام..وكثير من الالفة والوئام:تقهو يا بوعادل..فنجالك
: اممم.ايش
انزل الجريده جانبا..وتجلى لنا رجل في الستينات من عمره ..ذا شعر اسود..يتشرب شيئا من الابيضاض في جوانبه.... وشارب رزين..يوحي لنا انه ذو شخصية قوية..
صوت انثوي..اكتسى منذ ان راى ناظري الزوج..نبرات اكثر نعومه..واكثر لطفا: سم يالغالي..
:تسلمين يام عادل..
صوت رشفات القهوه الحاره..وبضع مضغات..تتسيد الموقف باكمله..فلا شيء هناك يذكر في هذه الغرفه..سوى نظرات امراءه تتعلق بزوجها ..تنتظر من شفتيه ان تنطق..ليحين دورها بالتنفيذ..
ونظرات رجل لفنجان...وبضع تمرات..تساعده على بلورة الامور في راسه....
مالبث ان قال بحزم:الا يام عادل بسالك..وين هو فيه ولدك..ماعاد له شوفه..
تنكس راسا وترد :والله يابوعادل اذا قصدك على حمد..انا بعد ماشوفه..ليا جاء من دوامه راح نام..وبعدها طلع ...
بضع ايماءات من راس الرجل المسن ..تتكهن بان ما كان يظنه وهما..انقلب لوااقع مرير..
ارجع راسا للخلف..وقال لزوجته المحبه:والله يام عادل انا اشوف اننا ظلمنا حمد بذي الخطبه
ام عادل تفتح فاها..وترفع كفا لتوسدها وجنة قائله:ايش..الله لايجيب ظلم..
من قاله..هو شاكي(ن) لك يابوعادل..!!بالعكس انا اشوف..
ابوعادل يقطع وابل اسئلتها قائلا:انا قلت لك احس انو مب راضي ولا هو بمبسوووط..
ام عادل باستهجان:ولدك مدلع يابوعادل..مالومه من كثر الحريم اللي معاه فالدوام صار مايميز..ولاله رغبة بالعرس حاله حال باقي الرجال
والا عبير اسم الله عليها..اش حلا اش زين اش جمال
ابوعادل بنظره ضاحكه لتفكير زوجته السطحي..: الان ثلاث كلمات يحملون نفس المعنى هههههههههههههه الله يهداك بس ..حلا وزين وجمال..شي(ن) واحد ..طيب غيرو
ام عادل بمكابره واضحه:واللبس والدلع والدلال...وش يبي الرجال غير كذا..بس ولدك عينه فارغه..
ابوعادل بجدية:حمد يام عادل من افضل اولادي عقل وتدبير..وانا اثق برايه واثق بقراراته..وانتي تعرفين انه حتى اكبر عقل من عادل اللي اكبر منه..لا تقولين عنه كذا عشان البنيه معجبتك.. هو اللي بيعرس مب انتي..
ام عادل بقلة حيله:بس يا...
ابوعادل :يامره الولد موب مرتاح..اكيد شايف عليها شي..سامع(ن) عنهم شي..ماسك(ن) عليهم شي...مب معقول كذا بس يسكت من حاله لباله..الموضوع فيه انا..
ام عادل تنكس راسا وتمسك بكلتا يديها برجاء قائله:والله مدري يابو عادل..كلها ساعه ويرد من برا..
اجلس معاه وشوف اش رايه...
ايماءة موافقه من راس ابوعادل قائلا:هذا اللي بسويه..بشوف اخرتها يبيها اولا..
محنا بساكتين اكثر من كذا..عيب فحقنا ..
.......................
صوت لم يحمل هكذا نبره..منذ امد بعيد..تملكه الخوف الذي لطالما افتقده..ولم يشعر به..صرح بكلمات وجله..لتصل لمسامع اخرى عبر الاثير:مدري يا سعاد ..صعبه...
سعاد على الطرف الاخر تحادثها من سماعة البلوتوث وهيَ تسحب عباءة متكلفه..وتدفع عربة صغيره.. في السوبر ماركت: اش اللي صعبه..مو ب انتي اللي تصعب عليك حاجه..لك سنين تحاولين معاه..واخرتها تاخذه بارده مبرده..والله لوني منك ..طوالي اسوي اللي قلتلك عليه..
عبير بخوف:بس ..جريئه شوي الحركه...
سعاد وهي تلعب على الوتر الحساس لدى عبير صاحبتها المقربه لها: صح جريئه..خليها تاخذه..وشويا يجيبها الدمام..وتجيك بكرا ترقص فزواجك من ذا المهبول حمد!!!!
عبير وهي تعتدل فالجلوس:الله لايقوووووووووووووووله..خلاص خلاص ..زين بسويها وارد لك..
سعاد وهي تلتقط قطع التشوكلت اللذيذه امامها لتقيم سعرها..:طيب حبيبتي انتظرك باي
عبير ببؤس ورهبه:باي....
..............................
خطوات تمشي ..مالبثت ان توقفت..واسترعى اهتمامها همساات..وفحيح..وكلمات وهمهمات...
نظرت للاعلى لترى شبحين..من هما...اقتربت اكثر..ترفع جلابية حمراء بيد ..واخرى تمسك بها فما مشدوووها...
احداق تتسع..لترى متعب وايمان..في منظر اجرامي..
الاول ممسكا بشعر مسكين..يلتوي بطواعيه بين اصابع يديه..والاخرى تكتم صوتها بيديها..وتطلق العنان لدموعها...
اقتربت اكثر لتسمع..فليت الاذان قد صمت
وليت المحاجر قد عميت..
وليت الاخوة قد قتلت وغدرت
قبل ان ترى هكذا منظر
وتسمع هكذا حديث.....
متعب: انا بشوفه اليوم واقوله ان اختي مهيب بنت...
همهمات من فم ايمان..وصرخات مكتومه..بفعل اصابعها التي تحتجز اهاتها من ان تخرج قالت بهمس وفحيح اليم:لا تكفى ..واللي يسلمك
متعب :ههههههه ليش..مو بانتي اللي تبينه..وتبين العرس..وصايرت(ن) ماتسمعين الحكي!!
ايمان تهز براسها وتجهش بالبكاء
متعب:ورب العزه..اذا حصلت باب غرفتك الليله مقفل لا تلومين الا نفسك...فااااهمه
واذا شميت خبر انك قلتي لاحد شي وربي لا اعلقك من راسك
والسبب مايحتاج..اقولهم اللي خبري خبرك..وبيعذروني
يلا تقلعي...يلا
جثة صغيره..مرتجفة غضه..تهتز الما على الارض..تساعد في اهتزازها بضع ركلات..وشتائم ونظرات..من ذلك الجسد السكران..الذي يترنح ذات اليمين وذات الشمال...
تزحف على الارض..مرة بيديها..واخرى على وركيها..ساعة تقوم..لتخور قواها وتقع على الارض..معاناة حتى وصلت للغرفه..واقفلت عليها الباب..
نظرات معلقه تتابع الموقف....مالبثت ان اسدلت الستار عليها..ولم تحس باي شيء..سوى صوت والدتها الذي رافقها لاخر لحظات وعيها يناديها قائلا
:اماااني..بنتي..اسم الله عليك...اماااني!!!!
..............................
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــهد 5
:عادل رجاء لاتدخل فالموضوع....
رجل في اوائل الثلاثينيات..ينظر لاخاه بغرابه..مرتديا ثياب المنزل السكريه..ممسكا بفنجان قهوه..:حمد انا بفهمك شي واحد ..بنات الناس مب لعبه..
شويا تقول ابيها..ترد تقول مابيها..ياخي زواج ذا..مب ديتنق ولا لعب...
ركز شوي ...تبي بنت الناس او لا
صمت يطبق على المكان..شخص واحد فقط تتركز عليه الانظار...انظار عادل..وابا عادل..وام عادل..وكذلك اميرة زوجة عادل التي ترتدي الحجاب الاسلامي الذي يغطي وجهها وكفيها..ذلك الشال التفاحي الذي يناسب جلابيتها الخضراء المموجه....
حمد ..يرفع راسا..يتامل انظارهم..ويفتح فما ليقول: على بركة الله..متى تبونا نروح....!!!!
ابو عادل مستغربا من تبدل حال ولده...فلم يكن يوما بهكذا مزاج او هكذا تردد وتذبذب: بس كذا..قبل دقيقتين تقول مادري والان على بركة الله...ياولدي الله يهديك اش فيك....
حمد يتظاهر بالحيويه ويقول لابيه مدعيا الفرح:اتغلى عليكم شوي..ع بالكم قليلة بحقي التغلي هههههههههه هذاهو عادل يوم جاء يعرس جلس شهرين متردد هههههههههههههههه
يرسل غمزة لاخيه..لانه يعلم ان هكذا تصريح من المؤكد ان يرمي به في متاهات الاتهام من زوجته ...
لكن عادل مالبث ان نظر لزوجته المحبه..وهو يعلم علم اليقين ان عقلها اكبر من كلامه وتلميحاته..قال لها بحب...:ام سامي تعرف غلاتها لاتحاول انت وخشتك تحوس هههههههههه ترا اذبحك هههههههههههه
حمد وهو يقهقه عاليا: بدا يرجف الرجال هههههههههههههههه ياحيف بس على الرجال هههههههههههههههه
اميره بصوتها الصغير رغم كبر سنها البالغ الثامنه والعشرون تقول: ماعليك منه ههههههه بيطفي كل ذا الحماس من يتزوج هههههههههههه اذكرك يا عادل
ضحكات الموجودين تصدح عاليا...الا ضحكة واحده تخرج مريره مجامله..يكمن وراؤها الف راي وراي..كيف له ان يعرف ويتاكد...ويطمئن قلبه من ناحية عبير...!!!!!!!
.....................
اصبع ما ..متردد من ان يتلقى المكالمه...لكنه مالبث ان ضغط على زر القبول..ليصل عبر مسامعه الاتي: الووووووو
حدثت نفسها قائله..(نفس الدلع ..ماتغيرتي ياعبير)
ردت بحزم: نعم....!!!!
عبير وهي تسحب تلك الضحكه المغناجه من غمدها..لتوغلها في قلب امل ..:ههههههههه لساتك نفس الصوت والثقل ههههههههههههه
امل ببرود: هلا عبير اش بغيتي!!!
عبير بدلال: الناس اول حاجه تسلم..تسال عن الاخبار..موب طوالي اش بغيتي...
امل بنفاذ صبر وعيناها متعلقه بالصندوق الخشبي ..هدية مشعل..الرابضة امامها..في اخر غرفتها: طيب عبير وربي منيب فاضيه..فيصل يبكي...
عبير بوقاحه:وانتي كل من شافك او سمع صوتك بكى..اوووف ياربييه روقي شوي..اعطي اللي حولك سبب يضحكون فالحياة موب كله بكى وضيقه..
امل بابتسامه صفراء:مخليه الروقان لك ياشيخه..ع العموم سلمي ع الوالده والاهل..انا مانيب فاضيه عبير الان ...
تقاطعها بوقاحه:هيييه..صبر مابعد خلصت حكيي..انا داقه ابارك واهني..واخرتها طرده كذا...
امل بارتباك من وقاحتها:ايش طرده..من اليوم اقولك اش تبغين مب فاضيه..وانتي ماغير تمسخر و..
تقاطعها للمرا الثالثه..وكانه اسلوب تحقيري ارادت به جرحها واهانتها: لا تجلسين تقرقين واجد....انا داقه اشوف متى بتجين الدمام...لانو لوولي..اوف اسفه ههههههه سوري اقصد مشعل...
(سيول تهطل من عينيها....ونظرات جامده..وحروف تابى ان تظهر على شفتيها..)
....بزي هالايام ..وقلت مانيب داقه عليه الا البارتي جاهزه..وقلت مب زينه ارسلك مسج..لابد ادق وابارك واسال عنك...واخذ موعد لجيتك.
قاطعتها هيَ هذه المره بقولها:ابشرك..مانيب جااايه...تهني فيه...
ماقول الا حسبي الله ونعم الوكيل فيك.....
عبير تمثل البراءه: اوف اوف اوف ..اش ذا
اكلتيني بقشوري...كل ذا عشان بارتي بسويه لك بمناسبة خروجك من النفاس..اجل لوقلت بذبحك اش بتسوين!!!!
امل وهي تضحك بالم قائله:هههههه ماقصرتي ذبحتيني وانتهيتي....
مع السلامه...
عبير: الووو..لحظه..بنت ...
طوووط طوووط طوووط
......................
لوحة اولى...
رمت موبايل يتلألئ من الزينه المتكلفه التي يحملها...وارخت جسدا على سريرها..حاملا لذلك الروب الاسود ذااته..والفوطه السوداء ذاتها..التي تتناثر منها خصلات شعرها الحمراء النااريه...وكان بها صورة لنيران الفجور...
هكذا وديان جهنم..سواد يغشاه احمرار..يعلوه سواد اخر.....
سبحان الله...مابال القلوب اغلقت..والاذان صمت....
(الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق)
كشفت اسنانها البيضاء ..عن ضحكة ناصعه براقه...مالبثت ان تحولت لضحكات عاليه..تعبر عن سعادة وهميه..وحقوقا غير شرعيه..باغتصاب فرحة..قد ولدت توا..لدى امل..
امسكت الموبايل بيديها ..وادارت رقم سعاد..ليصل اليها صوت صاحبة السوء:هاااه بشري!!
عبير بصوت يقطر سعاده:خلاص تم ههههههههههههه
سعاد :والله ههههههههههههههههههههه من جد
عبير: أي وربي..لو تسمعين بس صوتها كيف كان ههههههههههههه شكلو من جد ماقد حاكاها..الهبله تقول تهني فيه ههههههههههههههه
سعاد باهه حقيره: ااااهـ وش وراك تهني فيه..فديت طووله..وشكله..وحلاه
عبير :هييه ما اسمحلك حدك هههههههههه
سعاد:الا تعالي مادق عليك
عبير بتقطيبة جبين:لا وربي سعاد..شكلو لساتو زعلان من حركة كريم..فديته تلقيه الان زعلان ومتضايق..وربي لولا الحياء لروح له الفيلا واشوفه..وحشني مووووووووت...
سعاد:هكذا الحب والا فلا ههههههههههههههه
عبير:واااو لو سمعتي نبرته لمن درى انو حمد هنا وجاي يخطب...توي اكتشف قد ايش يحبني ..اااخ فديته ..فديت عيونه..فديت قلبه..فديت حسه..فديته كله
سعاد بغيره واضحه:اااخ بس بس ..وربي احسدك من جد عليه..عرفتي تختارين...
عبير:أي وربي الله يخليه لي ..........
....................
لوحة ثانيه.....
سرير ابيض يهتز بحرقه..يحتضن جسد تعب...يجهش بالبكاااء
مالذي يريده منها الان...الم يكتفي بما سببه من عذاب لها....الم يخنها..الم يحتضن غيرها...ويكيل لها القبلات والامنيات والا بتسامات...
اما هي فكال لها بضع احتقار يحتوي نظرات..وكدماااات..والام وتشنجاااات!!!
مالذي يريده بارسال هكذا صور لشهر العسل..فوربي انها تراها وتبكي على ماضٍ مضى..
وفرح انقضى...
وانتكاس منها..
انتهى بقبول لخيانته ورضى...
امضت الليالي تبكي عليه
تريده....
والان حينما تركته..وهجرت وكره..جاءها كالذئب الدامع...يريد عودتها...
لا والف لا..لن تعووود...نعم تحبه...تهواه وتعشقه.....
ولكن وجود تلك العبير..
جسدا وذكرى
وابتسامة بحرقه...
لاتفارق مخيلتها..ولا تفتأ ان تنقض على مدامعها لتستجرها جرا وتقطع حبال صبرها الواهنه..لتنذر بهطول وابل الذكريات الاليمه..مغرقا اياها..
معذبا ايااها
مؤلما لبقااياها
ياربي يا رحمن...
ياخالق جنان ونيران...
ويارازق الطيور والبهائم والانسان..
ان تنتشلني مما انا فيه...
اهتزاز قوي قالسرير..لا يصاحبه سوى دعااااء واحد..زلزل كيان رائيها...
(ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)
لم تتصل عبير من تلقاء نفسها..انما هيَ مؤامرة بينهم..
دائما كتلك الليالي التي ياتيها محبا مخلصا...ومن ثم تتفاجيء بوجود عبير فجاءه بينهم..
انها مؤامره منهم
لتدميرها..وتدمير انوثتها...وبقاؤها....
...............................
فااصلـــــــــــــــــــــــــــــــــه...
قلب يتعذب هنا..
وقلب هناك متعذب
فكر هنا مرهون بذكريات اليمه
وفكر هناك مقيد بسلاسل الرجوله الكاذبه والكبرياء المزيف
يحبها وتحبه
يريدها وتريده
لكنها الاحداث والنوازل..لم تدع مجالا هناك للرجووووع..
فحضنه احتوى جسدا غيرها..........
وحضنها احتوي كدمات ...وبضع انتكاسات
فشتان بين الاحضان
وشتان بين الُمصَاب والبلاء...
......................
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــهد 6
لوحة ما استوقفتها....فاوقفت تلك القدمان ..ذات الحذاء الابيض العملي عن المسير..واجبرت ناظرين على ان تتامل ما خط بها..من معلومات..
وكان كالاتي...


يمكن من خلال الانتباه لهذه الأعراض و مراجعة الطبيب كشف الكثير من الأورام بصورة مبكرة و بالتالي ارتفاع خطوط المعالجة و الشفاء و ينبغي العلم أن هذه الأعراض ليست بالضرورة أعراض مرض خبيث و لكنها في نفس الوقت قد تكون الإنذار الأول بحدوث الخبث و الأعراض هي :

أ‌. نقص غير مقصود في الوزن يتجاوز الـ 10 % من الوزن خلال 6 أشهر

ب‌. تغير في عادات التغوط أو التبول

ت‌. صعوبة في البلع أو عسر هضم حديث .

ث‌. سيلان أو نزف غير طبيعي من فوهات البدن .

ج‌. كتلة أو تسمك في أي مكان من الجسم و خاصة الثدي عند المرأة .

ح‌. تغير في لون أو حجم خال أو شامة .

خ‌. بحة أو سعال مزعج لا يستجيب للعلاج خاصة إذا ترافق مع نفث دم .

د‌. تقرح لا يستجيب للعلاج خلال 20 يوم

ذ‌. تعرق ليلي غزير و غير طبيعي .
لا شعوريا تحولت الانظار لصدرها..امسكت به..وتحسسته...والجمها الخوف...لا من غير المعقول ان يحدث هذا
فلاتزال في ريعان شبابها...
لكن مهلا...هيَ ايضا تشكو من تعرق ليلي غير طبيعي...امممممم
هل يعقل..ان تكون...معرضه...للسرطان!!!
...................................
طرقات وجله تطرق الباب..على وتيرة واحده..متساويه..اعين خائفه تنظر يمنة ويسره..بانتظار ان يصل اليها جواب ما...
ماهيَ الا لحظات حتى اتاها الرد ..
:ميـــــــــــــــــــــــــــن..
:افتحي انا رحاب...
:اش تبغين!!!!
: جايبه لك حاجه تاكليها.....من امس على لحم بطنك...
من وراء الباب تتكيءفتاة .. بيجاما ارجوانيه..شعر رطب..احمر قاني..لوح من التشوكلت اللذيذه..ترقد بين اناملها..وتحظى بقضمات كريمه من اسنانها....
قالت تلك الشفاة الممتلئه:مابغى شي...خلي اخوك ينبسط لمن تحصل لي حاجه..او اموت...
صينية ترتجف..من جراء ايدٍ مرتجفة تحملها..وعبرات تساهم بذات الارتجاف..على شفاة غضه..صوت يخرج لنا حزين قائلا:تكفين عبير..واللي يخليك..خذي الصينيه..انتي..انتي ماكلتي شي..اخاف يصير فيك حاجه..
عبرات تتزاحم على صوتها وتعتليه نبرة التوسل الاليمه:الله يوفقك..مابي اخسرك..افتحي
ابتسامات عريضه..على الطرف الاخر من الباب..وكأن بتلك الانسانه..مصابة بمرض الاحباط...الذي يدفعها لمزيد من التمثيل والتفريق ومسرحيات الخيانه...
سعيدة هيَ بحزن اختها على حالها..
كما انها سعيدة بزرع الحزن داخل امل...
صوت رحاب ياتي ليقطع حبل تاملاتها:عبير...عبــــــــــــــــــــــــــــير
ابتعدت عن الباب عبير باتجاه السرير الكبير قائلة لرحاب بلا مبالاة واضحه:مانيب فاتحتلك...روحي رجعي الصينيه..بنام
خطوات تُجَر جرا ..تبتعد عن الباب..حزنا على اختها..ولاتعلم انها تتلاعب بها..كما تلاعبت بكل من هم حولها...
.........................
مجلة .. قد أُمْسِك بها بقوه وحزم...لتؤدي وظيفة التهويه..على ملامح مغشيا عليها..وجها اكتسى من الصفره ما اكتسى...
صوت امرءه مسنه يردد: لا حول ولاقوة الا بالله ...لاحول ولاقوة الا بالله...
وش اللي جاك يا بنيتي....
ماهيَ الا لحظات حتى تسيد الموقف صوت رجولي حنون ..: ياهل الدااار..يا خاله...
ام متعب تكفكف دموعها بظهر كفها وتقول وهي تحكم غطاء راسها:تفضل ياولدي....
مساعد يخطو المسافه المتبقيه ليصل زوجته..بخطوات واسعه ..وانظارا تتعلق رعبا بمحبوبته..
مالبث ان احتضن وجهها بكلتا يديه قائلا:مووونه...مووونه..حبيبتي...مووونه
امطرها بالقبلات..تارة على عين..وتارة على وجنة..وتارة على ارنبة انف قائمة بشموخ على وجهها البيضاوي..متناسيا وجود خالته...
علامات ..وإشارات..تنبؤنا بان أماني بدأت تسترد شيئا من وعيها:
ابتعد قليلا عنها مساعد ليدع لها مجالا لتتنفس..
ام متعب..بفرح:يما..اماني...
مساعد:حبيبتي..
انظارها تتجول بين ملامحهم..بانتظار ان ترى ملامح اخرى...اغمضت عينيها وهيَ تراها...
لا شعوريا قالت:وين متعب !!!!
استغراب واستهجان..من الجميع..ردت والدتها بقلق:طلع يما..موب موجود من اليوم..ماجاء للبيت..ليش يما..
ترفع يدا لترقدها على راسها التعب..وهي تقول لزوجها:حبيبي...دق على متعب..ابيه...
مساعد وقد بدات الظنون تتراكم في راسه:ليش مووونه..مسوي لك شي..مهاوشك...قايل(ن) لك كلمه مضايقتك كالعاده....
اماني بوهن:لا حبيبي بس..ابيه...ابيه(ضياع صاحب اخر حرووف لها...ماراته لايمكن ان يمر مرور الكرام ابدا)
..................................
اكتاف متهدله..تهتز للامام تارة..وللخلف تارة اخرى...تتخطف النظرات لعقارب الساعه..اما اناملها فقد اتخذت واجبا اخرا لها..فهي تحصي وتعد..تلك الكرات المرصوصه..في المسبحه الدينيه السوداء..التي ترقد بين اناملها...تساند حركات يديها..اصوات كـــــــ
سبحان الله
الحمد لله
الله اكبر...
طال انتظارها وهي تترقب..اين هو....
اخيرا وليس اخرا..جاء من يحفه ترقب تلك المراءه العجوز..وما انبأنا عن قدومه
:احــــــــــــــم..احــــــــــــــــــــم
ام حسوني:هلا والله براعي هالصوت...
طفل يسبق خطوات ابيه ليركض باتجاه المراءه المسنه يتعلق برقبتها..ويلثم خديها بمحبة كبيره..ويقول بطفوله:ماما ددو (ماما جدو)
ام حسوني بضحكات:يا قلب جده ويارووحها
ضحكات رجوليه تنهر ولدها قائله وهي تتخذ لجسدها مكانها على تلك الجلسه الارضيه المرتفعه:خلاص عزوز..يكفي شطااانه..خلي جده ترتاح ...
ام حسوني بحب بالغ:اتركه يا وليدي..اش فيك عليه..
حسوني:وشلونك يما..وش اخبارك..عساك طيبه بس
:بخير ونعمه دامي اشوفك واسمع حسك ياوليدي
حسوني باعتذار:معليش يما تهاني ماقدرت تجي معاي..خواتها مجتمعات(ن) الليله ..وقلت لها روحي وسعي صدرك...وما طاوعها قلبها تاخذ العزي وهو يبيك...
قالت خله يسير على ماما جدو يشوفها ويجلس معاها
ام حسوني برضا بالغ عن زوجة ابنها المحببه لقلبها:الله يرضى عليها دنيا وآاخره..ماقصرت بنت الرجال..الله يعز مقدارها..
انا احتريكم من اليوم وقلت اكيد انه فيه شي اخرهم..
حسوني:ايه يما تعرفين بيت اهلها فاخر الرياض..مشوار
ام حسوني:أي والله..اذكره..ناس(ن) طيبين..ماعليهم كلام
الا ياولدي بسالك...
حسوني وهو يصب لنفسه شيئا من القهوه..في تلك الفناجين الكرستاليه..التي تشف ماوراؤها من شلالات بنيه..تنساب لعمق الفجان باتقان...:اسالي يما
ام حسوني وهي تنزل العزي من بين يديها على الارض وتنكس راسا لتخفي معالم وجهها:اختك يما اش فيها...
حسوني:ايهم!!!!
ام حسوني:امل
حسوني:والله مادري يما..اش فيها..شكت لك من شي
ام حسوني بصوت يتسلل اليه العبرات المحزنه:مدري يما ماقالت شي..بس من اليوم قافله على نفسها الغرفه..ماشفناها لاهي ولا ولدها..وطقيت الباب الا اسمعها تبكي..قلت اش فيك يما..قالت صداع وبنام...
ياولدي مايصير كذا...امساك بمعروف او تسريح باحسان..والله اني كنت رافضت(ن) سالفة الطلاق ذي..بس عقب اللي شفته من حالة اختك لا والله..اذا الزواج بيسوي بها كذا..الا تطلق وترتاح..وتجف دموعها على خدها...
حسوني ممسكا بقوه على الفنجان بين يديه ..منكسا راسه :والله كلامك يما عين العقل..
بس هي اللي تبيه...
على فكره ماتدرين وش اللي مرسلها اياه..
ام حسوني بغرابه:منهو..زوجها!!!متى
حسوني والالم يتآكل نظراته: يعني ماقالت لك يما..اكيد السالفه شينه..موب مكفيه اهاناته لها هناك..جاي يرسل لها بصناديق المغثه والقهر....طيب يا ولد الجاسر..مايعرف لك زين الا انا...
ام حسوني:لا تستعجل يما..يمكن اغراض هي موصيته عليهم..ادخل اسالها بالاول..
حسوني وهو يشرب ماتبقى من الفنجان دفعة واحده: ابشري يالغاليه..بس مهما كان..لابد من وقفة رجال معه..شكله يحسبها مالها اهل....
اخرج الجوال مسرعا..ضغط على ارقام بطريقة اتوماتيكيه...انتظر الرد:الو
على الجهة الاخرى تركي يبدو منهمكا فالعمل: هلا حسون
بلهجة حازمه:فاضي...
تركي وهو يحس ان الامر سيء:حتى لو مشغول افضى لك..خير فيه شي..صوتك مب عاجبني...
حسوني: اسمع ابيك ثلاث ايام تقدر تفضي نفسك..عندنا مشوار مهم للشرقيه...ونرد
تركي باستغراب:هااااه..وش تقول انت!!
حسوني بحزم:اللي سمعته!!!!!!!!!
.......................................



اتمنى ان يعجبكم البارت
واعذروني على التاخير
انما هيَ الظروف
الله يعديها على خير
اراؤكم تهمني

 
 

 

عرض البوم صور هذيـــآن  
قديم 24-06-08, 06:58 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَلكة الحرْف المُخمَلي


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71938
المشاركات: 880
الجنس أنثى
معدل التقييم: هذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1769

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هذيـــآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هذيـــآن المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الحادي عشر....

ينبض فينا الحنين..يأخذنا لشلالات الذات هناك..حيث يكون للحب معنىً اخر..وللوصال معاني اخرى...

مشهـــــــــــــــــــــــد1

استكثرك وقتي علي وغدا بك
عادة زماني كل ماطاب هوّن
ليت الذي وداك يازين جابك
تشوف عقبك كيف الايام سوّن


حبيبات صغيره خضراء..تطفو..بل تسبح..في مياه حمراء..وكأن بالحبيبات تموج ..وتضرب بعضها بعضاً..كمشاعرها المضطربه..التي تطفو فوق الامها..وعذاباتها..بفعل...وبسبب
لون احمر..باتت تكرهه
شفاه حمراء قانيه
شعر متموج احمر..
انامل يزينها طلاء احمر..
وكل هذا ينتهي ويصب
بليالي لاتقل عنه احمرارا
والتهابا
نظراتها الضبابيه..تعلقت هناك...
واخذت اناملها بالطرق لا شعوريا على طاولة الطعام..
بطرقاتٍ متناغمه..تتعانق مع انفاسها حينا..
وتواكب نبضاتها حيناً آخر...
(يما امل...اش فيك...)
صوت ما دخل عالمها الصغير..ارادت ان تحول اعينها لوالدتها التي تحادثها لكنها
تجد انها بالرغم عنها..تتعلق احداقها بما هوَ امامها...
ردت على والدتها..دون ان ترفع لها طرفا..(ولا شي يما..سلامتك..)
شوق وهي تصارع تلك المضغه المكونه من حبات الارز الممزوجه بفعل اناملها
بتلك الشطه الحمراء...وعيناها تدمع من الحرارة...(اش فيك...بنت..للدرجه ذي صحن البازلا معجبك ...)
هنا ترفع طرفا حائرا..لتسلطه على.. اما واختا...وتنتقل به لاخوتها الثلاث الصغار...ماجد وخالد وريم...
مالبثت ان قالت(يما...)
ام حسوني بانتباه وقد اوقفت ملعقتها من ان تُدْفَنْ في صحنها الممتلئ بحبات الارز الحمراء..(هلا يما ....)
امل وهي تتشاغل باخذ قطعة رغيف جاافه..اختارتها من بين اكوام الرغيف الساخنه الطريه...لتلعب بها باناملٍ مرتجفه..قائله
(يما ..انتي قلتي لي البارح انو فيه زواج لخالتك..اللي ساكنه الشرقيه... صح...)
ام عبدالمحسن وهيَ تنظر اليها بغرابه:ايه يما ...ام طارق خالتي حسناء..
ليش يما...
امل وهي تكسر رغيفا متهالكا مستمتعه بما يصدره من صوت انكسار قوي جاف...تعودت عليه خلال سنه كامله...
من كسر القلوب...
وكسر الخواطر...
وكسر....الواح الصبر....
:ابد يما..بس قلت فرصه نروح نغير جو...ونحضر الزواج..وغير كذا..
نفسي اروح اخذ اوراقي من الجامعه هناك..انتي نسيتي يما اني كنت مقدمه على طلب للدراسات العليا...
و...
هنا قاطعتها شوق بلهفه واضحه قائلة لامها وهي تتمسك بكمها الاخضر:أي يما واللي يسلمك
انا بعد نفسي بشوية اغراض من هناك..ودي بالراشد..والظهران مول..والهاف مون ..و....
امهم الجازي بنبره تتخللها الضحكه:طيب يما شوي شوي..هههههههه
خلاص انا ماعندي مانع...
بس ماندري عن اخوكم ودوامه...ولا تنسون حرمته الحامل...وبداية شهورها مب زين لها السفر
امل وهي تنظر لوالدتها بطمانينه:لا يما لا تخافين..اذا هيَ واقفه ع تونه..ما بتقول شي..وكلها ثلاث ساعات واحنا هناك....
امهم الجازي:شورتك وهداية الله يا بنتي.....
انفاس الارتياح..تخرج خلسة من صدر حزين...بينما تخرج بقوه وارتياح من صدر مرح...يقابله....
......
فم مزموم...على اطرافه تجاعيد خفيه...تظهر لنا مدى تردده الواضح...
شنب صغير ناعم..يعلو تلك الشفاه..
نظارات كبيره شمسيه..تاخذ الشكل العريض..مما يناسب شكل وجهه البيضاوي...
وكما هو الحال دائما..ثوب ابيض..وشماغ احمر..وازرار عنق مفتوحه...تخبرنا انه في حالة ..راحه..وعدم التزام...فتلك الازرة لم تلتزم بالالتحام بالفتحات المخصصه لها....وهكذا حاله هو...غير ملتزم بشيء ابدا...
تعب من وقوفه وتوجيه هكذا نظرات لشخص..لن يحس به..ماذا عليه ان يفعل حتى يشد انتباهه...
اممممممم
تقدم قليلا..بضع خطوات..ثابتات ولكنهن نجسات..فلم يتقدمن لشيء الا بنية التخريب...كنيته الان..التي ترقد فوق الخطوات..لتوجهها حسب ماتريد...
مالبث ان قال:مرحبا....
انظار مشغوله..تتجه لمصدر الصوت..فمالبث ان احتلت الابتسامه قسم كبير من وجهه المنير..ومسح يده المتسخه من جراء محاولة يائسه منه لاصلاح ماكينة سيارته المتعطله..
ومد بها الى رجل..لا لرجوله..
الى شيء..اذ انه لا يحمل معنىً للانسانيه...
الى متعب!!!
قال بترحاب:هلا والله....
احتوت تلك اليد الممدوده بالهواء نظرات حديديه محتقره..
منعت صاحب اليد رؤيتها..تلك العدسات السوداء
التي تقف كالحصن المنيع فوق عينا متعب...
متعب بلا أي بادره للسلام..:اهلين..معليش بس تو اللي مغسل يديني..كيف الحال!!
خالد يسحب يده بارتباك..ويقول له بلهجة متردده:الحمد لله بخير..(مد اصبعا متشاغلا للسياره) شوفة عينك..بلشان بهالسياره..تعطلت ومن اليوم احاول اصلحها..وعجزت عنها...
متعب وهو يقف متمايلا على رجل واحده والاخرة مال بها جانبا..كحاله المائل دوما وابدا:اهااا..الله يكون بالعون...
اقول وراك ماتشتري سياره جديده..احسن لك من ذي القرنبع!!!
خالد مستغربا من جراة متعب:قرنبع....!!!
متعب:أي معليش بس شكلها يقول كذا...
خالد وهو يمسح حبيبات العرق عن جبينه بفعل الشمس الحراقه
ويرفع اكمام تلك البيجاما الزرقاء التي يرتديها
قائلا بسخريه:مدري بس اتوقع انها اجد من سيارتك!!!
متعب بضحكة صفراء تعلو طرف شفتيه:أي صح انها اجد...رقما..لكن شكلا لا والله هههههههههههههههههههه
شكلك ما تتولى شي الا تحوسه ههههههههههههه
خالد وقد ضاق ذرعا بمتعب وعاد ليكمل عمله متجاهلا وجود ذاك المتعب: متعب
رح الله يهداك تغدى ونام..شكل الدوام عامل فيك عمايله..وسلم ع الوالده...
هنا استشاط غضبا وقال هدفه الاساسي من تلك المحادثه الحاميه
:اقول خالد
خالد دون ان يرد اليه طرفا:خير
متعب:الخير بوجهك يا ولد الناس..وان شاء الله يكون خير..
بس حاب اقولك شفت عتبة بابنا ذي..
لا اشوفك تعتبها..لا اقص رجووولك ..
وخل امك تروح تدور نصيبك عند ناس(ن) غيرنا..ماعندنا بنات للعرس...
خالد وكأن الكهرباء صعقته من جراء كلمات متعب:ايش...اش تقول
متعب وهو يعتدل في وقفته:اللي سمعته
خالد: ماله داعي متعب لهالاسلوب..وبعدين ممكن اعرف سبب اعتراضك اش هو...
متعب بوقاحه:كذا منت بعاجبني ياخي....
خالد بضحكه اراد بها اثارة غضبه:اكيد ماني بعاجبك..لاني انسان مستقيم...
متعب وهو يتقدم للامام خطوة:عن الغلط....وخلك قد الكلام اللي تقوله...
خالد يهز راسا ساخرا ويقول لمتعب:رح الله يستر عليك زي ماقلت لك تغدى ونام...ويصير خير...
متعب وهو يستعد للتراجع للمنزل:ههههههه اكيد بتغدى..اجل بقابل خشتك...
هههههههههههههههههه
اقدام تبتعد..ونظرات متسائله تتبع تلك الخطوات...
وقف متكئاً على غطاء السياره..يد وسخة على خصر..يد اخرى لا تقل اتساخاً عنها على راسه يمسح بها جبينه الندي..ويقول بهمهمه واضحه: غريب امرك يا متعب...شكل الكلام اللي ينقال عنك صدق...الله يهديك بس....
..................

مشــــــــــــــــــــــــــــــــهد 2

:الحمد لله ع السلامه....مابغيت تشرف يا طويل العمر.....
كلمات تلبس حُلل الكبرياء والسخريه الممقوته..
تتوجه كالسهام الحارقه..
لرجولة ما..تتجسد امامه..
بثوب ابيض متكلف..وغترة بيضاء.. مسدله بخنوع على اكتاااافه...
كحاله دااااائما...
:مايصير هالكلام يا مشعل...
جسد يربض على كرسي وثير..من الجلد الاسود..يعود للخلف
ويتامل عبدالكريم قائلا:وش اللي يصير طيب!!!!
نهمل فالعمل..مانداوم...ننام ببيوتنا وراتبنا يوصل لنا....!!!
عبد الكريم ينظر اليه..بدهشه..
يقول في نفسه...(شكله جاد بحكيه....)
:مشعل..عسى ماشر..وش فيك ياخوي...من متى هالنبره معي..
تراي ولد عمك..مانيب غريب....
مشعل وهو ينظر اليه بشزر:وانا مانيب ولد عمك؟؟؟
وشلون اداوم انا من الصباح...واجلس طول الوقت هنا..واشرف على الشركات..وانت نايم(ن) لي..مب ظلم ذا..
الحق حق يا كريم..وماعتقد انه يزعل
عبدالكريم بنبره حاقده:بس انت صاحب المال والحلال..محد بيفتش وراك...
مشعل يتقدم للامام...يشبك اصابعه الطويله السمراء في بعضها البعض..
فوق طاولة خشبيه لامعه..فوقها بضع ملفات متناثره....
وينظر اليه قائلا:اكيد كريم..والا عندك راي ثاني...
عبدالكريم..يستعير من الجرأة لمحاتها..ويقول له
:تعرف وش عندي..واعرف وش عندك...
لو تبي تطردني يا مشعل..ميب غريبه عليك..لكن انك تخليني طرطور هنا..اسمح لي..ما ارضاها على نفسي يا ولد العم..
مشعل باستغراب واضح:طرطوور!!!
عشان اقولك داوم زي الناس تقول طرطوور...
كريم بانفعال وهو يلوح بيده في وجه مشعل: أي طرطوور...ترسل لي واحد حمار..يقولي ارجع لوظيفة مدري كيف هي جايه..واخرتها تقولي منت بطرطور...كيف تجي ذي...
مشعل وهو يقف على اقدامه ليواجه انفعال كريم بانفعال اخر..من شأنه ان يكتمه..ويشل انفاسه:اسمع يا كريم..انا ساكت ومطولن بالي عليك....
انت بالاساس من ايام عمي الله يرحمه وكانت ذي وظيفتك
بس الفرق انو عمي الله يرحمه ماكان يطالب بدوامك...
ولايطالب بالتزامك ولا جديتك...
بالعكس فوق كل ذا حمّل الشركات ديووون عشان خاطر رحلات القنص ورحلات السفر ومدري اش بعد..
ولمن ضمن انو الشركات خسرانه ومافيها طب عرضهم للبيع ..
لان محد بفاضي(ن) لها ذاك الوقت ....
قمت انا وشريتهم..
باسم ابو عبدالعزيز....ورجعهم لي..
من حلاااااااااااااااااااااالي تسمع
مب ارث ومعرف ايش زي ماتقول
وزي ما فهمتك انت واهلك مية مرا ومصرين ان لكم شيءٍ فيها....
بس عمي الله يرحمه ماحب يقولكم اني شاريها...
عشان لا يكسر بخاطرك..ولا ببريستيج العايله....
وتعرفون انو الشركات راحت لي انا...
(وقف يحس بالذاكره تعود قوية لتغذي الموقف..وقال بكل الم...)
رجعتهم زي اول واحسن...
ضحيت فبيتي....وبصحتي..وبراحتي...
ضحيت باموال انت استقطعتها من الشركه ومارضيت اطالبك بها لانك ولد عمي مايهون علي ارميك فالسجن
ضحيت بسمعتي اللي انت وغيرك ماشين تشوهونها عند كل احد..واولهم انسباااااي..اهل مرتي...
وجاي الحين تقولي عاملتك زي الطرطور.!!!!..
بس لاني ولد اصول واعرف الصح والغلط..والواااااااجب
مخليك هنا..ورقيتك...واعطيتك علاوات....
تدري ليش اكمل والا خلاص.....
كريم بالم:خلاص قلي انت مطرود وانتهينا..ماله داعي هالاهانه....
مشعل:لا مب سالفة طرد..بس انك ترسلي اختك...تطلب لك اجازات وعلاوات..وتجي لمرتي تشكي انك مب عاجبتك الوظيفه ومعرف ايش
الكلام ذا كله راااااااااااااااااح امسحه من راسك...
خلاص......
انفاس قويه تخرج من رئة تعبه....منهكه....مالبث ان استانف حديثه بصوت خفيض..واحداق ضيقه...وحروف تخرج من بين اسنانه قائلا:
فسالفة انك بترجع للــــــــعبك والــــصرف من الخزنه والميزانيه على كيفك زي اول امسحها من راسك...
سالفة انك بتنام بحضن مرتك كل يوم لاذان الظهر امسحها بعد...
وسالفة عزايم الباربيكيو(الشوي) ومعرف ايش اللي ع بالك بتكسب فيها رضاي..امسحها بعد!!!!!!!!!!!!!!!
وخاصة الشركات الان في مرحله حرجه..ومحتاجه من كل موظف سواء كان مدير قسم او فراش انو يعطي كل اللي بامكانه...
لذلك...لو ماتبي تشتغل زي الخلق والناس
اسف بقولك الشركه تتعذرك
ورح دور نصيبك فمكان ثاني
اتمنى يكون كلامي مفهوم.....
نظرات جامده تتعلق بمشعل...ونظرات كالصخر تواجه تلك النظرات الجامده البارده..
موقف لم يحسب له عبدالكريم حسابا ولم يعلم بان هكذا نبره..وهكذا موقف..وهكذا حرووف
من الممكن ان تعتلي لقاءاته مع مشعل..ايا كانت الظروف...
كان يخطط لشيء آخر..ويطمح بشيء آخر..لكنه الان قد بات اليقين واضحا امامه...
ان لامجال هناك للتلاعب..
فكل خدع وحيل كريم انتهت...ومع ذلك تصدى لها مشعل بكل قوه....
انزل راسا مفكرا..وعاد ليرفعه ليقول بنبره غريبه:اللي تشوفه يابو فيصل...
برضى بالوظيفه الجديده..
وبداوم كل يوم زي ما تفضلت...
توصي على شي(ن) ثاني!!!!
والا اقدر اطلع طال عمرك....
مشعل بنظرات متكهنه لما يحاول كريم فعله:لا سلامتك..
تقدر تروح...
ولاتنسى بكرا الصباح عندنا اجتماع مهم...ننتظرك...
كريم وهو يعود ادراجه:ابشر طال عمرك
عن اذنك
طراااااخ...
باب قوي يُصْدِرْ صوتاً اقوى منه...
لكن كل هذه القوه..لاتوازي قوة مشعل...الذي احس لتوه...بان الامور باتت واضحه امام الجميع....
لربما تجاهل الحقائق لفتره معينه بسبب ضباب وسخ كان على عينيه يدعى
بـــــــــــ عبير
لكنه الآن بات يرى ان الامور كادت ان تفلت من بين يديه...
بسبب اكوام الضباب
واكوام الغبار
لتلك الدمية الحمراء...
التي انتهى اجلها بالنسبة له....
ماهذه الصحوة المتاخره...
احس وكان غيبوبة ما قد اجتاحته..
ومضت به سنة كامله....
وهاهو يعود....لارض الواقع....
غيبوبتي طالت وحلم العمر طاف
وهم التعاسه في زماني رماني
اضحك واجامل والحشا يرعف ارعاف
متبعثر (ن) مابين قاصي وداني
ماتت جماهير الامل قبل تنشاف
ومستقبلي من قبل اشوفه جفاني
ليلي طويل ماله حدود واطراف
والصبح مابيني وبينه مواني

......................
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد3

قلم اسود ..يذهب ويجيء مسرعا ..ليخط تلك العين الواسعه..لترمش بضع رمشات..وينتقل باصرار للعين الاخرى ليعاود فعله بكل اعتياديه وسرعة متوارثه بفعل العاده ....
ترمش تلك العينان بسرعه..وتنظر بخيلاء لشكلها في مرآة صغيره تحتضنها انامل متوسطة الطول..مالبثت ان دستها في حقيبتها الكبيره المتموجه بالوان صارخه..تجذب الانتباه لها..وتجبر الاعين على التعلق بها...
خاتم كبير مرصع بذات الالوان ..يحيط بتلك الانامل...
..
رفعت انظارها لتستقر على صاحبتها التي امامها ..والتي لم تكن لتقدم على عمل اكثر اهميه..مما كانت هيَ تقوم به..
كانت تشد من ذلك اللثام الشفاف..على بشرتها المدفوونه تحت اكوام الالوان الخالعه..
صوت مغناج بادر الموقف قائلا: يووووووهـ ..وش ذا الملل...على بالي لو طلعت بغير جو..لوجالسه فغرفتي عند التي في والنت اروق من هنا...
قالت سعاد بعدما انتهت حربها مع ذاك اللثام : كل هــ الزحمه وملل؟؟؟
الا قولي انتي اللي فاقده حاجه..وبالك مب مع الناس...
عبير بتاوه :اااااااااه أي وربي فاقده وفاقده وفاقده ...
سعاد بنظرات يتاكلها الفضول تفترس ملامح صاحبتها لالتقاط أي بادره من شانها ان تفهم مالذي يجري:اقول عبوره..ماقلتيلي كيف قدرتي تطلعين اليوم واخوك راااافض ومسوي لك احتكار فاالبيت...
عبير وهي تنظر فيمن هم امامها من الرجال..متأملتاً اياااهم..ومتسائلةً مالذي يملكه مشعل ولا يملكونه هم أنفسهم:عادي طلعت بدون مايعرف..حطيت خبر عند الوالده....
سعاد وهي تحتسي ذاك القدح البلاستيكي ..الذي يعتبر السبب الرئيسي لشلالات الدخان الرائعه المتصاعده منه...:اها.....
اردفت سعاد وهي تنزل القدح: بس شوفي...لابد تعرفي راسك من رجولك مايصير كذا...وربي احس انك مضيعه عمرك ع ذا المشعل...
عبير وهي تهز رجلا متوتره..وتحكم الامساك بذراعين على صدرها:اااخ بس..تعرفي انو كان بيطرد كريم...لا وازيدك من الشعر بيت رجعه لوظيفته الاولى ....وهي بالاساس شركاتنا..ماله أي ا حقيه فيها..الوالد الله يرحمه اللي ائتمنه عليهم على باله بيتزوجني...بس خيب ظن الكل وراح تزوج من برا.....
سعاد وهي تصغي باهتمام لصاحبتها التي كانت تعيش احدى اللحظات النادره التي تبوح بها عن حياتها الشخصيه واخبار عائلتها..نظرا لاهمية عائله كعائلتها فالمجتمع السعودي..
سعاد وكانها تنهم وتستغل الفرصه لمعرفة المزيد:ياربيييييه..مش معقووول..ليش كذا طيب..واخوك سكت له...
عبير بالم:مابيده يسوي شي...مشعل هو صاحب الشركات حاليا..وبامكانه يوظف اللي يبي ويطرد من يبي..محد بيلاحق وراه...
سعاد وهي تقترب للامام لتهمس لعبير بخبث: ولسه تحبييييييييييييييه!!!
بعد كل اللي سواه....
عبير بعينان دااامعه..تدافعت فيهما الدموع..تؤز بعضها ازا...وكانما ارادت ان تغرق هذا الضياع الذي تعيشه وتعانيه...
الحب..ماهو الحب...هكذا حدثت عبير نفسها ...
لقد ضحت في كل شيء من شانه ان يرفع من كرامتها في سبيله..احبته..بل عشقته لحد الثماله...احترقت بنار الغيره..حتى اسود عودها..وقسى قلبها..وباتت ترى سعادتها في دموع امراءه اخرى..سرقت منها حبيبها..وخطيبها فيما سبق...كما كانت تظن...
سعاد:يؤيؤيؤيؤ...اسفه..من جد مالك داعي مع ذي الدمووع...مايستاهل!!
عبير..ترفع ذقنا عاليا..وتقول:ميب دموووع...ايام عمر...واحلام انتهت...
سعاد باستغراب:كيف يعني...
عبير بنبره خاصه :انا حبيته صحيح ...بس لازم اشوفه واعرف اش ناوي عليه....
خلاص...مابقى بالعمر كثر ما مضى...
..........................
اظافر متكسره....
تقضم وتتكسر اكثر واكثر..
بفعل اسنان بيضاء صغيره..
لم ترضى الا ان تخرج انفعالات ذلك الجسد المرتعش..
المكوم على السرير المتهالك..
ببضع قضمات عجله..مرتبكه..ليخفف من سماع حروف تخجل النطق بها...
جسد واقف امام ذلك الجسد الهزيل..لا نرى منه سوى شعره الطويل..وبيجامته البيضاء..
وهو يرقد يدا على راسا مدهوشا..واخرى يكتم بها صرخة مؤلمه...
ليــــــــــــــــــقول:اش..اش..اش تقولين....مافهمت...
ايمان واللي يرحم والديك احكي..خلاص..
ايمان تنظر لاختها الحبيبه..التي لطالما ارادت ان تحتضنها وتخبرها بمايجري لها..
لكنه الخوف الذي شل حركاتها وسكناتها..
رفعت شعرها عن عيناها المرتعبه..واكملت لتقول بذات الصوت المرعب..الذي وكان به ياتي من بعيد..من ثنايا الوحده..وكانه يسمع لاول مره..وتقيم حروفه..
:اماني..انا مابي شي من الدنيا..انا عايشه بس عشان الوالده الله يحفظها..
(سباق ...لدموووع حاااميه...
يجري على وجنات اخويه...
اماني وايمان..بذات الاندفاع..والفرق بينهما..
ان دموع ايمان تسيدتها الذل والخنوع..والاخرى تسيدتها الرعب والصدمه..)
انا..انا...
انا استاهل اللي صار لي امون... هو ما غصبني على شي..انا ..انا
اماني وهي تخر على الارضيه باكيه..تمسك بوجهها بين كفيها وتقول:بس خلاص ..خلاااااااااااااااااص...انتم ايش..ايش..انتم مب مسلمين..ولاتعرفون ربنا..وش هالسواة...وش الحل الحين...لاتكونين حامل........
ايمان وهي تنزل راسها:لا..تطمني..متعب يجيب لي حبوب...
اماني ...
الدنيا تدور حولها..
وتتامل حالها المرير..وحال اخوانها..
وملامح اباها الطاهره..الراقده تحت اكوام التراب..
وملامح اخرى من والدتها الحبيبه...
ماذا فعلوا..ليستحقوا ابناء كهؤلاء..
استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
واتوب اليه
تمالكت نفسها...وانتشلت بقاياها من تلك الارضيه القاسيه..وواجهت الامر ..لابد من حل هناك...
:اسمعي...قدامي يلا رتبي اغراضك..بتروحين معاي الشقه...
وخذي معاك كل اغراضك ولوازمك تبع الجامعه..وانا بنزل بفهم الوالده اني تعبانه ومحتاجتك معاي...وان مساعد عنده دوره داخليه فجده...
فاهمه....وانا اللي بعرف كيف اتعامل معاه ومعااااك..
(عقدت حاجبيها باستنكار لما تراه امامها..
فشفاة اختها تنفرج لتكشف عن اروع ابتسامه راتها في حياتها...
وملامح الفرحه تستولي عليها)
فااهمه!!
ايمان وهي تبكي فرحا:ابشـ...ابشــري..اكيد..ان شاء الله...
اماني وهي تهم بالخروج..مستغربه مايحدث..فلو كانت ايمان راضية بما يحدث..لما فرحت بهروبها من المنزل!!!
هناك سر لا تعرفه
:اماني...
تلتفت اماني ..وتنظر اليها
:ممكن طلب....
اماني تطيل النظر اليها.....
:نفـــ...نفــــسي احضنك...ممكن!!
اماني وهي تبكي ..وتفتح لها ذراعيها..تاتي الاخرى بكل طفوله..لتدس راسا تعبا على صدرها..وتجهش بالبكااااء
وتقول من بين شهقاتها:وينك عني من زماااااااااااااااااااااااااان!!!
يازمان العجايب وش بقى ماظهر
كل ماقلت هانت جد علم جديد
ان حكينا ندمنا وان سكتنا قهر
بين قلب عطيب وبين راس عنيد

...................
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد (4)
تمسك الطرحه الاسلاميه الجديدة ..بيدين مرتعشه..
لتحكمها على راسها الصغير..وهي تنظر لشفاة من امامها...
تلتقط حروفا منها..وتوميء براسها..مبدية تقبلها لتلكما الحروف..
مالبثت ان قالت:بس كذا!!
جاء الجواب سريعا ممن هي امامها قائله:ههههه لا مب بس كذا..لكن ذي المقدمه بس..خليه يطيح فالشبكه..وبعدها اقولك اش تسوين معاه..وكيف تتصرفين..
خلود ترسم ابتسامه نصر رائعه تزين محياها وتشد على تلك الايدي العريضه على تلك الطاوله الخشبيه قائله:قولي امين..الله يريحك مثل ما ريحتيني...
تبادرها المراها بضمة اعمق لتلك الاكف الواهنه الهزيله لتقول:لا تستعجلين..لسه الدرب قدامنا طويل..بس خلي ثقتك بربك كبيره..ثم بنفسك...والله يقدم اللي فيه الخير.....
...........................

شعر اسود..أُطْلِقَ سراحه..
بفعل كفان مرتجفتان..
فماكان منه..الا ان اسدل شلاله المضطرب..وكسى ما امامه..من ملامح مرتجفه..واكتافا وهنه..ورقبة تميل للاحمرار..من جراء كتم الشهقات..واللآه والويلات..
مرآة قاسيه...
تنظر اليها بكل جرأة لتريها مكامن ضعفها
هاهي ترى الهالات السوداء تزين محياها
وشفاة مرتجفه ..ضامئه..يكسوها الجفاف
ونظرة حائره تسافر بها هنا وهناك
اين ولى جمالها..
اين ذهبت نضارتها
اين ابتسامتها الرائعه التي لطالما تغنوا بها...
والاهم من كل هذا وذاك...اين هو نور عينيها
انطفيء...
كشعمة اليمه في رياحٍ عاتيه سقيمه
التفتت بسرعه
لم تعد تطيق ان تنظر لنفسها اكثر
مابالها...
كانت اقوى من ذلك!!!
خطت تلكما الخطوات المعتاده للبانيو...
غمرت نفسها بمياه دافئه..
واغمضت عيناها..لتعانق الذكرى العتيقه...
نعم
هنا فقط وبمنأى عن غضبها..واهلها..وكرامتها
تستطيع فقط ان تستعيد بعضاً مما كانت تفتقده.
فتحت عيناها فجاه
وابصرت المياه..كيف بها تنساب من بين اناملها
حاولت ان تمسكها..
هيهات هيهات
فهي تهرب مسرعه..متفادية لمساتها
تماما كــ ديدنه
كحالته هوَ
ذاك الحبيب...الذي يهرب منها
وكلما اطالت المحاوله للقبض عليه
كلما زاد تفننا فالهروب والابتعاد
هاهي الان..تبتعد عنه
وعن محاولاتها للحاق به..
.
.
كمحاوله يائسه لاسكات اناتها وافكارها
سبحت تحت المياه..
مفسحة لها المجال لتعتلي ملامحها
وخصلات شعرها
لعلها
تسكت انينها
وحنينها
وبعضاً من
ذكرى سنينها
........
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد(5)
يد سمراء تحتضن قدحاً من الشاي تمسك به بقوه وايلام..وكانها تريد تهشيمه..دخان يتصاعد من فوهة القدح..يخبرنا انه لازال وليد اللحظه..محتفظاً بحرارته الحارقه..
ألم.. تتكون ملامحه على محيى رجل ما..وتسلبه انشراح سريرته
:حمد....اش فيك!
يتنبه اخيرا للصوت ويستدرك
حمد:هاه..سم
سالم:ههههههههه..لا منت بالمود ابد هههههههههه
حمد مستعيرا بسمة جافه :ههههه أي موده الله يهداك ههههه
سالم يتكيء على جنبه الايمن ليواجه صاحبه ويقيم ملامحه..ويقول بلهجة يغلب عليها الجديه:حمد لك كم يوم منت على بعضك..وش فيك ياخوي..افتح لي صدرك تكلم..وان شاء الله مابتلقى الا اللي يسرك ويعينك ويعاونك..
حمد وهو يحرر ذلك القدح من قبضته اخيرا..ليريحه بجانبه..ويمسك راسه بكلتا يديه..:والله ياسالم مدري وش اقول وش احكي!!!
احس اني خلاص بنهار...
(رفع راسا متالماً لزميله ..واستطرد قائلا)
انا ماتوقعت فحياتي كلها بنحط فموقف زي ذا..وبكون مكتف..مدري وش الحل..وش السواة
(سالم لم ينبس ببنت شفه..بل سلّم دفة الحوار لزميله..وهو يعلم جيداً ان حمد في وضع لايسمح له بالمناقشه والمسائله...)
حمد وحروف الحيره ترقص على شفتيه:انا مدري وش ابي..اش اللي بثبته مدري!!!برتاح .....بكرا بنروح لهم..انا والوالد وعادل والجماعه
بس منيب مرتاح ابد......
فيه شي احسه ياكل قلبي اكل...ومع ذلك فيه شي ثاني يقولي استمر بتلقى شي يزيل حيرتك....
سالم برويه وهو ناكس الراس:طيب حمد..وش اللي محيرك بالموضوع!
البنت شايف عليها شي..ميب عاجبتك..!تبي غيرها..!وش اللي تحسه بالضبط!
حمد وهو يرفع حاجباً وينزل الاخر..مبديا حيرة وتفكير جاد:مدري ياسالم
البنت الله يستر عليها مافيها شي(قالها كاذباً بنية رجوليه صادقه لعدم قذف البنت بمالم يتاكد منه)
لكن انا نفسي احس فيه شي منيب مرتاح له..وادري بتقول عني مراهق لكن..احس انو مالي نصيب مع البنت..وان نصيبي(سكت متاملا)..
سالم مستحثاً:أيـــــــــــــه!!!
حمد يستدرك:أي نصيبي مع غيرها مدري ليش...
وبعدين...انت تعرفني..وتعرف اني مستحيل اسوي شي الا انا مفكر فيه مليون مرا..بس مع ذي الادميه افكاري توقفت..مرتاب ومب مرتاح..وبنفس الوقت انربطت بلساني...
مره وانا عند اهلها ..مع اني عاقد النيه افركش الموضوع عقب استخارتي
ومره البارح وانا اتكلم مع الوالد...
وش السبب مدري
احساسي يقول فيه شي معرفه...ولازم اوصل له...
سالم بحكمه:لنفرض جدلا انو فيه شي...بتضحي بحياتك وسعادتك عشان تكتشفه!!!!!!!لهالدرجه يستاهل!!
حمد وهو يمسح على جبينه بحيره:مدري...مدري
...............................
عقارب طويله..داخل ايطار دائري خشبي..يرقد على طاوله عريضه..تمتليء بالمعاملات والاوراق المهمه...
عينان كالصقر تنتقلان بخفه بين اكوام الورق..تبحثان عن شيء معين..مالبثتا ان عانقتا الساعه الراقده امامه بثبات
(اوووف عشره..معقول)
هكذا نطق بحروف الدهشه..واستقام واقفا ..على اهبة الاستعداد للذهاب
اخذ هاتفه المحمول
ومسبحته الفضيه ..وساعة يده التي اعتاد يحررها من معصمه عندما يعمل..
اقفل انوار المكتب..واستدار راحلا..
بضع رنات متواصله..اقلقت راحته..
توقفت خطواته العجله عند رؤيته لماهية المتصل..
فم مزموم..ونظرات متوجسه..تصف ما احدثه ذلك الاتصال به
مالبث ان كسر سكون تردده..واجاب قائلا بحزم:نعم
عبير:الووووو
حروفها المغناجه الاعتياديه سافرت لمسامعه حاملة معها حنينا وذكرى معينه
استانفت القول:مرحبا مـ مــ مشعــــــــل
حمل ترددا ثقيلا يربض على اقدامه..ليخطو الخطوات المتبقيه بكل انفه ..
واستطرد :هلا عبير
انفاس ارتياح خفيه تخرج من صدرها المضطرب لتقول:اااه هلا بك انت..اخبارك مشعل..
مشعل الذي قد وصل لسيارته التي تشاركه اعتداده بذاته..واحنى راسه داخلها ليربض جسده على المقعد بكل قوه..نظرا لانهاكه الجسدي :انا بخير ونعمه(ارتطام قوي ..صوت لاقفال باب السياره )
انتي كيفك...
(صوت معتاد لتشغيل السياره..يتبعه موسيقى المذياع تصدح عاليا)
صوت كهذا..وسؤال كهذا...ونغمات مذياع مؤثره..
جعلتها تقول:مشعل..وحشتــــــــــــني!!!
مشعل يغمض عيناه...ويصارع حاجته لحنان مماثل في ظروف قاسيه كظروفه الحاليه...:عبير..انا تعبان..و و و منهك..(يريد بشده حنااانها..يريد بشده احضان تحتويه..بغض النظر عن ماهية تلك الاحضان..او لمن تكون..يريد كتفا يبكي عليه اوجاعه..ويشكي اليه ظروفه وطول ابتعاده عن محبوبته وابنه...يريد استردادهم..يريد ان يكونوا سويا..تنبه لمكالمته..وانتشل نفسه من احزانه..واكمل بصوت يعلوه الجمود)ومانيب فاضي لك...اتركيني بحالي!!!!!!!!
عبير:مشعل!!
طوووط طوووط طوووط
سرعة جنونيه..تمتطي سيارته الجريحه...
يجري بها على ازقة الالم..وانحناءات تلك الشوارع الضيقه..
متنقلا من حارة لاخرى..ومن مكان لاخر...وكان به يريد ان يضيّع شيئا ما يلحق به..
لربما كان المه...
لربما كانت ذكريات اعتادت اغتياله...
همسه ...توشحت حروفا يتيمه..نطقت بها شفتيه:لمتى هالالم
لمــــــــــتى!!!
...................................
مشـــــــــــــــــــــــــهد(6)
نظراات هائمه...متيمه..متعلقه اشد التعلق..بعينان جادتان..تقبعان خلف حائط الزجاج..لتلك العدسات ..التي لم تتصدى لنظرات كهذه..لجهلها التام بها..او حتى لعدم مبالاتها بها
فماكان لتلك النظرات سوى ان تروح وتجيء في ميدان تلك الاعين
مترقبةًلها..مترصدةً لسكناتها..ومتأثرةً باتجاهاتها...
وفجأة..آن لتلك النظرات المتعلقه ان ينقطع عملها..
حينما واجهتها تلك الاعين..بنظرات حديديه..
وكأن بها تسلط عليها تساؤلا اتهامياً من الدرجه الاولى
صاحب تلك الاعين..وتلك الاتهامات..حروف خرجت من ذات الشخص..قائله:اريج؟؟؟
كعادة التوتر ..الذي اصبح رفيقها الدائم لدى تواجده..جاء مسرعا ليحتضن تصرفاتها وحروفها وملامحها..
اجابت بكل خجل منكسة الراس..:سم دااك
تركي وهو يقتلع عدساته الطبيه بيده..:فيك شي اريج..تعبانه!!
رفعت اليه انظارا كسيره..بملامح شاحبه للفرح..لتساؤله عن حالها:لا داااك..بس شوية ارهاق..ممكن تسمح لي باخذ بريك ..
تركي بنظرات تتاكلها الريبه والاهتمام:تيك فايف ..وتعالي
اريج:اوكي دااك..شكرا لك
خطواتها تبتعد عنه..
تعلوها الحزن..ربما القلق..
لا يعلم..لايستطيع تحديد مابها..او ماذا تشكو..
الشيء الوحيد الذي يكاد ان يجزم به..انها ليست على مايرام!
وذلك بسبب الصفرة الواضحه التي تعتليها..
لايزال واقفاً هناك..ممسكا بعدساته الطبيه بيده اليمين..
وبملف طبي بيده اليسار..
لايزال دون وعيٌ منه..فاتحاً فاه!!!!
انتبه لنفسه..
لاهتمامه...
لغرابة تساؤله عنها..
والادهى والامر..لفاهه المفتوح.........!!!!
هل هو اهتمام عادي بممرضه وزميله يتبادرها التعب ...
ام هوَ شيءٌ آخر....
.......................
يدان بيضاء متورمه..متجعده..تنبؤنا انها بقت حبيسه لمدة طويله..تحت المياه..لتكسبها هكذا تجعد..وهكذا ابيضاض...
تشد روبا ابيضاً..حول جسدها المرتعش..وتحكم اغلاقه..واحتضانه...
اااهـ شعور رااائع...يالدفء هذا الوشاح الابيض..خرجت من الحمام الضبابي..لحجرة تتسابق بها نسمات الهواء البارده المنعشه...
تنفست الصعداااء..وقالت..
:غفرانك اللهم..


:انتي هنااااااااااااااااااااااا
فتاة بيضاء تدخل الحجره على عجاله..ترتدي بيجاما تفاحية اللون ..وتمسك شعرها الاسود على هيئة ذيل حصان مرتفع..مما اكسبها منظراً طفوليا رائعاً
تريح جسدها سريعا على اقرب كرسي..مميلة براسها للوراء..وقائله بنفس متقطع..ووجنتان حمراوان:متت ادور عليك..وينك فيه...اااخ ياربييه
ابتسامه دافئه تاتي مسرعه لتختال على شفتي امل..:هههه اش فيك
شوق:بقولك اخر التطورات اللي صارت..متت ادور عليك..ماخليت مكان فالبيت ما حصلتك..!!
تريح جسدها على السرير الواسع ..وتجلس مقابلةً لاختها..بابتسامه تعلوها..وتعجبا ترتسم ملامحه على جبينها:خير..اي تطورات
شوق وهيَ تواجه امل..وتميل للامام..تغمز بعينيها:خلاااص وافقوا ع السفره
كأن بالدنيا تدور بها..:ايش
شوق:اللي سمعتيه..تو دقيت ع حسوني وقال هوا اصلا بيروح هناك بكرا عنده كام شغله يخلصها..وقال اخذكم معايا بالمرا..نروح ناخذ كم يوم استجمام..وحتى تووونه تبغى تغير جو..وحــ......
تلاشت الحروف المتبقيه...في خضم دهشتها..وذعرها..
ستعوود..ستعوود هناك..
لذات الارض..
وذات الهواء الذي استنشقته بقربه..
وذات المكااااان
.................................
:الووو
:هلا..
:وينك فيه يابوالشباب...
تركي يرتب اوراقه التي يريدها في حقيبته السوداء العمليه:موجود والله..وش عندك!!
حسوني مع زوجته وابنه يجوبون شوارع الرياض:ابد سلامتك..بس حبيت أأكد على روحة الشرقيه...لاتنسى ..واجلنا السفره لبعد بكرا عشان يتجهزون الاهل
تركي بغرابه:أي اهل..اهلك بيروحون معنا...
حسوني:أي بنسافر كلنا سوى...امل تبي تتابع اوراق هناك..والبنات يبون يوسعون صدورهم شوي..
تركي بلهجه ذات معنى:اهاا
:الو
:الو
تركي :هلا
حسوني:وش فيك....غيرت رايك!
تركي يجلس على المقعد الجلدي:لا والله..بس ظنيت ان الشغله يومين بس..وبنروح انا وانت بس..بس شكل السالفه بتطول وانا وراي دوام حسون..مثلك عارف مقدر اطوول ..مسؤوليه وانا اخوك..
حسوني:يارجال انت حاول تاخذ لك اسبوع بس..وبعدين ضروري روحتك معاي..محتاجك هناك..
تركي بلهجة غريبه:طيب حسون..اشوف اش اللي اقدر اسويه!!
حسون:تركي ماعاد فيها تشوف او لا..بتروح معانا الله لايعوق بشر
تركي:ههههههههههههههههههه يعني معزم..
حسون:ان شاء الله..منيب رادن لك الشور هههههههههههههه
تركي :ان شاء الله ...لايصير خاطرك الا طيب...
حسون:يلا توصي شي يالغالي
تركي:سلامتك ورضاك...
:يلا في امان الله
:في امان الكريم
.
.
لماذا تتوشحه الغرابه....
ويعلوه التردد...
امل هناك...ستكون برفقتهم....
لكن شيئا ما به يرفض هكذا قرب....
مالذي حدث!!!!!!!!
يريدها يحبها ...يعشقها..
لكن شيئا ما به ...قد بدأ يتسائل...
ماهي النهايه الطبيعيه
لتلكما مشاعر
وهكذا اندفاع!!!!!
.....................................
طرقات متردده على البباب الخشبي...
يتلوه انتظار يستحث الرد...
:مين
صوت رجولي
:انا يما....
حمد بترحاب:اتفضلي يالغاليه
والدته تخطو خطواتها المتمهله..لداخل الحجره..
ابتسامه تعلو شفتيها الصغيره..وفرحه تتراقص بين عينيها..تحملها دموع مترقرقه...
اراحت جسدها على اقرب كرسي:هااه وانا امك...مستعد
حمد يشيح بوجهه بعيدا عن والدته لئلا ترى مايحمله من اسى:أي يالغاليه بحول الله
:اش فيك يما....
حمد يواجه والدته..ويجلس على السرير قائلا:ابد يما
مافيني شي...تخبرين حياء المعرس هههههه(ضحكه اغتصبها اغتصابا من اكوام حزنه ليرقدها شفتيه ونبراته الكسيره)
:اشوى وانا امك..كنت خايفه تكون مغصوب(ن) عليها
حمد بقهقهه:هههههههههههههههههه ليش يما الله يهداك
انا بنت حتى انغصب على وحدة مابيها هههههههههههه
لا والله بس السالفه تردد بس..وخوف من العرس..منيب متخيل اتزوج وانحبس فالبيت واستخبارات ومتى تجي ومتى تروح ووين راتيك ههههههه
(نطق حروفه الاخيره على غير قناعاته..فقط ليريح بها خاطر اغلى انسانه فالوجود)
:هههههههههههه ايه يما ...خلاص جاء وقت الجد
الله الله وانا امك بالمعامله الزينه...ترى المره ماتبي الا لسان طيب
وتصير لك مثل ما تشتهيها نفسك
.
.
ارادها ان تنطق بتلكما الاحرف..وتلك الوصايا..بحق انسانه فعلا يريدها
وعلى غفلةٍ منه ومن احزانه برزت ملامح لفتاة ما
اسرت كيانه....
انها مراهقه تلك التي يمر بها
ولكنها مراهقه لذيذه.....
....................................

 
 

 

عرض البوم صور هذيـــآن  
قديم 30-06-08, 03:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَلكة الحرْف المُخمَلي


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71938
المشاركات: 880
الجنس أنثى
معدل التقييم: هذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1769

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هذيـــآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هذيـــآن المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثـــــــــــــــــاني عشر
اسافر اليك....وتسبقني اليك ذكرياتي...تسبقني اهاتي...فاليك انتمي...واليك ها اناذا اعود...لازلت اجري خلف سرابك..ولازالت روحي تستجدي عطاؤك...
فكأنما صرنا..ارواحاً....تستجدي القبول..وتنتظر لرحمات السماء بالهطول...

مشهـــــــــــــــــــــــــــــــد(1)
الهوى شرقي وقلبي هاوي الشرقيه
في هواها يطرب الخاطر وتجلى احزاني
عن هوى المحبوب مالي يالعواذل نيه
كيف اصدق في حبيب(ن) خابره يهواني


شفاه ظامئة..تصدر آهة مريبة:ااااه اووووف ياربي
جلد اسود...يعلن التمرد والعصيان ..ويأبى ان يعلن الولاء لأناملها البيضاء الغضة..فما كان منها أن قالت بيأس: حسووووون ....حسووووون
عبدالمحسن الذي كان يجر ارجله جراً ..بسبب انهاكه وتعبه...:يالبيه
امل:تعال شوف الشنطه ميب راضيه تتقفل...
حسون بقلة حيله:اااخ منكم..اللي يسمعكم يقول بنهاجر محنا بمسافرين اسبوع ونرد!!!
مالومها الشنطه لو ماتقفلت(القى نظره لمحتوياتها)اوووووف امل(وجه اليها انظارا مستغربه) انتي متاكده انو الدولايب باقي(ن) بها ملابس.....
امل وقد اضحكتها كلمات اخيها :ههههههههه الله يقطع سوالفك حسووني
ايه اكيد باقي خير ههههههههههههه
حسون بدعابه: انتا متاكدا انك بتلبسينهم كلهم..على كذا يبيلك تغيرين باليوم الواحد 11 مره هههههههههههههههه
امل تتقاسم الضحكات مع اخيها...وتنظر اليه بعين المحبه الصادقه...فهو اباها الان..وولي امرها..والاهم من كل هذا وذاك...انه من انقذها من براثن الموت يوما ما.....
فتاة صغيره..بشعرها البني المائل للاحمرار...يروح ويجيء بفعل حركات راقصه منها..تعبر عن فرح جلي بالسفر....
ريم: حسوووووووووووووووووووووووووووووووون
حسون وقد ارعبته اخته الصغيره التي تقبع خلفه خلسه..:بسم الله الرحمن الرحيم........وش ذا..فجعتيني...
ريم بضحكات طفوليه..سمحت لغمازتيها بالظهور على محياها: هههههههههههههه فجعته ههههههههههههه
امل تشاطر اختها الضحكات وتقول :ايه فجعتيه...قليله بحقك..انتي تفجعين ديره بكبرها بذا الصوت ههههههههههه
ريم:ههههههههه طيب حسووون تعال امي تقول السياره تتحرك ..تعال وقفها
حسون يضع يده على راسه منهكاً..ويجلس على السوفا الطويله فالممر قائلا لها بقلة حيله:حبيبتي ريمووو روحي للوالده قوليلها استحاااااااااااااله تمشي بروحها السياره..انا مابعد شغلتها...
ريم:بس امي تقول....
تقاطعها امل :حبيبتي ريم..قولي لامي الحين بيجيك حسون يلا
ريم بطفوله مرحه:طيب....
مضت تحمل خطواتها سعادة طفوليه كانت محور اهتمام امل..وتمنت ان تكون ذات يوم..بهكذا طفوله..وهكذا سعاده...
تنبه لنظراتها ..وقال لها بحنان:اموووله...
نظرت لاخيها بحب وقالت:يالبيه
:لاتفكرين واجد....بتتعبين!!
امل وهيَ تطبع قبلة على راس اخاها: جعل ربي يخليك لي ذخر..منيب تعبانه دامني بينكم ومعكم..(اضافت بدعابه) بس يلا نروح للوالده هههههههههههه الحين زي كل مرا بتبدا سالفة السياره تتحرك وليش ماطفيتوها ..وليش مابعد ركبتوا الشنط هههههههههههههههههه
حسون وهو يهم بالوقوف: ايه صح ترا الوالده بتركب مع تركي...وخالد وماجد وريم معاهم..بسيارته الصغيره..
وانا وانتي وتونه وشوق فالجيب خلاص...
ايماءة موافقه منها كانت هي الرد الوحيد الذي تلقاه...
رحل ...ممسكا بحقائب امل السوداء اللون.....ليضعها في سيارته....منتظرا وصول تركي...
...................................
يالله...
ماهذا...
شيئٌ ما يعبث باصابع قدميه....
لكن النوم ابى ان يفارق عينيه...وتمنى داخل نفسه ان تتوقف هكذا حركه ايا كانت...ليكمل نومه....
شيئا فشيئا...علت حدة وتيرتها...مما دفعه لقول:هههههههههههههههههههههههههههههههه
فتاة صغيره...تتوشحها ثلاث سنوات غضه كمحياها..ذات بيجاما مزينه بالورود الحمراء التي تتقاسم ذات الاحمرار مع وجنتيها...تطل براسها الصغير..من تحت اللحاف المخملي...وتصرخ قااااااااااااائله:وووون زيررررررو ههههههههههههههههههههههه
مسك بيديه السمراء القويه اعينه التعبه المنهكه...وتظاهر بالعمى وقال بصوت صغير:ماشوف..ماشوف..افتحوا اللمبات
الفتاة الصغيره ماكان منها الا ان قفزت الى حضنه..واحتضنت وجهه الرجولي بيدان طفوليه..وقالت:عموووو عموووو انا رنوودا
استمر بالتمثيل ليوقع بالفتاة الصغيره اكثر..:حبيبة عموو انتي..اركضي بسررعه افتحي النور ماشوف.وينك فيه..
شفتان رقيقتان مالتا ..معلنة تاهبها للبكاء..وارنبة انف بدات بالاحمرار...وعينان كبيرتان..اغروقتا بالدمووع..وقالت بياس: عمو حند ... انادي بابا يفتح عنونك..
هنا قهقه عالياً وامسك بها من خصرها الصغير..واكال لها القبلات في كل مكان في جسدها مداعباً اياها ..وقال لها في غمرة ضحكاتها الطفوليه من فعله:هااا هااا هااا وووووووووون ووووووووووون هههههههههههه
لوحة رائعه..لحمد وابنة اخيه..كانت كفيله بان ينسى..ولو بشكل مؤقت..اكوام الهموم التي تنتظره...ليبصرها ويتعامل معها...
:عمووو خلاث خلاث ...خلاااث عموووو هههههههههههه
حمد بعناد طفولي:قولي حمد بالاول....
رند:حند
حمد بتكشيرة جبين وعناد وهو يكتفها ويكيل لها القبلات :لااااااااااااااا حمــــــــــــد
الفتاة من بين ضحكاتها:حنــــــــــــــــــــــــــد
حمد الذي يرتدي بيجاما سوداء حريريه..تناسب سواد شعره الفاحم ..الذي ينزل على جبهته بكل اريحيه..:لاااااااااااااااااااااااا ..انتي شكلك ما بتتوبين..تبغين بوسات ثاني
:ههههههههه لا عمووو
:الا الا تبغين مابعد تبتي
:لا عمو خلاث انادي بابا يقول حند
حمد وهو يمسك بها ويضعها امام عتبة الباب:انا مابعد خلصت منك تبين تجيبن ابوك ههههههههههههههه يلا بس روحي صحي ماما جدو...
اقفل الباب خلفها لكيلا يسمع المزيد من توسلاتها بالبقاء فيحن قلبه ...اسند جسده على الباب..بكل قوه..ذاك الجسد المنهك..الذي بات طوال الليل ...في وضعية الجلوس اليائس..كمحاوله منه لترتيب افكار متمرده..ابت ان تستكين وتخضع للتحليل..وكأن بها تزيل أي قيود للمنطقيه والعقلانيه..لتتوشح بدلا منها سلاسل الغموض..والمغامره الخطيره...
ارقد يده على راسه..وقال باسى واضح..وحيرة متجليه:رحماااااااااااااااك يارب العباد
..........................................
عطني امل
عطني أمل ..
عطني بصيص من نور ..
خلني أحس انك تبادلني الشعور ..
ساعتها بس ..
انطر شهر ..
ساعتها بس ..
انطر سنة ..
واصبر على طبعي الغيور ..
عطني أمل ..

مد يده العمليه..لفوهة التبريد..ليوجهها على من تمكث بجانيه...وذات اليد ..مد بها للمرآة امامه ..لكي يثبتها على سيارة تتبعه..
عادت انظاره لتستقر على الطريق الطويل امامه...يتامل مركبته..تطوي الطريق طياً..كعمره هو..الذي ينطوي ويسير...وهوَ لم يفعل شيئاً سوى انتظارها..ينتظر قبولها..ينتظر اشارتها..الى متى ..الى متى
لهجة محببه لقلبه..تسللت لاعماقه..لتعطيه راحة عجيبه..وطمانينه هو بأمس الحاجه اليها..
:يما تركي..تبي قهوه..شاي..
تركي بابتسامه رائعه..زادت جمال عينيه وجاذبيتهما:لا يالغاليه تسلمين.........
ام حسوني بريبه:يما علامك...منت على بعضك..تعبان
تركي يتلذذ بالاهتمام..يتلذذ بالسؤال..فهوَ يفتقده...ويشتاق اليه..لم يكن هناك من يهتم به..حرم نفسه الاهتمام والحب..بانتظار حب...يرفض خيلاءً منه ..ويأبى ان ينصاع لرغبات قلبه المسكين
:ابد يالغاليه..بس شوية ارهاق..تخبرين طلعت من الدوام سيدا هنا...شنطتي من البارح مجهزها ههههههههههههههه اقلقني ولدك حسبي الله على ابليسه..ههههههههههه
ام حسوني:هههههههههه كلكم عيالي انت وهوَ..ولو مانبيك ما حرصنا على جيتك ....اصـــ
اختفت حروفها المتبقيه..
وتمركز الاهتمام حول كلمه واحده فقط..
تتراقص على مسامعه فرحا
(نبيـــــــــــــك) بنون الجميع..من هم؟!..
هل هيَ بينهم..هل تشكل فاعل في هذه الكلمه..هل امل تريده...هل اصرت على حضوره...
تمنى ان يجامل قلبه..كديدنه كل مره..ويقول أي نعم..تريدني..اي نعم تحتاجني...
لكنه الان ابصر الحقيقه
(قدم غَضِبَهْ..تدوس بكل قوه..لتسرع من حركه السياره..وكان بها تدوس على قلبه..)
نعم تريده كاخ..تحتاجه كاخ..تحبه كاخ...
هيهات بين عشق وحب
وبين اخوه و محبين
:يما اش فيك..........وربي منت بصاحي..شوي شوي لانصدم
................................
:مهوب صاحي تركي باخشب...من جده هو ههههههههههههههههههههههههههه
ضحكات تعالت في ذلك الجيب اللكزس ...من كلمة عبدالمحسن الناقده لتصرف تركي...
اخذ هاتفه...وقال برويه:الووووو تركي باخشب
تركي بقهقهه:هههههههههههههههههههههههههههه وش باخشبه هههههههههههههه
حسون :مدري عنك...تسابق مين انت بفهم..ماحولك الا البعارين انتبه بس لاتصدم بالوالده ههههههههههههههههههه
تركي وهو يلقي بنظراته على محبوبته وامه الثانيه:امي الجازي بعيووني
حسون:مانبيها بعيونك هههههههههههه خلها بس مكانها وانتبه لها ههههههههههههههههههه
تركي :ههههههههههههههه انت اش فيك...والا خاش جو مع المره...وماتبي تسرع...هههههههههه انا ماعندي من استعرض عنده..خلني افحط انا وامي الجازي اذكرها بايام المرحوم رحمة الله عليه ههههههههه
حسون:رحمة الله عليه..اقول بس لايكثر..اعقل وتركد...لو مامعك امي بكيفك ههههههههه
تركي :طيب وش رايك تعطيني وحدا من الحريم اللي معك وتاخذ هالمبزره..صدعوا راسي
حسون:هههههههههههه ضريبة روحتك معنا اصوات البزارين وازعاجهم هههههههههههه وبعدين نفس الحكايه لوبعطيك امووول معاها بزرها...لحاله عن الثلاث اللي معكم ههههههههه
حروف اسمها من جديد..تجتااحه اجتياحا..لايمكنه التغاضي عنه
اراد ان يقول له (ياحلاتها هي وازعاجها) ولكنه قال بدلا عنها:لاااا منيب ناقص ازعاج..الشكوى لله خلهم عندي..مابقى شي..بس وقف عند المحطه الجايه اوكي
حسون:طيب دااك..على هالخشم
في تلك الاثناء..اذنان لم تتنبها لاحرفهم..ولا لحديثهم المدوي..ولا لتلك القهقهات العاليه..بل احتوت..ماهو اروع واجدر ان يحتوى...
سماعات صغيره ..تحملها اذنيها..يجري بداخلهما حديث..وكلمات..تهديء من نفسها الثائره....
آن لتلك العين ان تفيض..وآن لذلك الفؤاد ان يبوح..على هكذا صوت...وهكذا منظر..لوحة امامها زادت جريان دموعها..(الدمام 250كم)
نظرة منها على تلك اللوحه..وافقت حروفا ترن في اذنيها قائله(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ(
مطلقه....مطلقه....مطلقه....
ممن !!!
من حبيبها..
ممن تعشقه..
بل تذوب عشقا فيه...
تهواه..لحد الثماله...
امطار ذليله..تغشو وجنتيها...اهانها..ضربها...خانها..وهاهي تعود لتلك البقعه التي يسكن بها..فقط لتشتم انفاسه فالهواء..فقط لتدوس على نفس الارض التي تطؤها قدميه..فقط لتذهب لتلك الاماكن..وتشحذ الذكريات بسمات وضحكات..حدثت بها..وتسترجعها..وتعيش الذكرى لاجل الذكرى..لا لاجل ارجاعها واحياؤها...
هوَ هناك معها...يلهو ويلعب..ويشبع احاسيساً تطالبه بالاشباع المستعجل
وهيَ هنا...تبكي وتبكي و......ستظل تبكي..
حتى تخرج اخر ذرة لحبه من حناياها...حتى تخرج روحها وتريحها..
هكذا حدثت نفسها..وهي تموج في انحناءات الحنين..يلقي بها تارة على شواطيء الغفران..لينتشلها بثوانٍ بسيطه..لشواطيء القسوه والانكار.....
تريده..تريد احضانه لتهديء روحها..وتبعث بها الايمان انه لها..وهي له...
نظرت لابنها على ذراعيها...لايعلم مالذي يحدث حوله..
امٌ مهشمه..وابٌ مكابر....
هكذا حدثت ذاتها...وجلدت روحها...باسواط الذكريات الاليمه...مستمتعه باصوات شهقاتها المكتومه..وكأن بها تعذب نفسها..لسوء اختيارها..لوفائها..لاخلاصها
................................
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــهد(2)
عيناه منشغلتان..تاره تتبعان شاشة التلفاز..وتارة اخرى تتبعان احرف الصحيفه بين يديه...عليه ان يستعجل قليلا..ليذهب لعمله....
ملامحه تغزوها راحه غريبه نوعا ما..فلم يكن بهكذا ارتياح..منذو امد بعيد...
ليلة الامس كانت مريحه..ورائعه..واخذ قسطاً وافر من النوم العميق..مما اعاد له حيويته ونشاطه...
رمى بالصحيفه جانياً..واستقام واقفاً...ثوب ابيض ناصع..غترة بيضاء تنافس بياض ثوبه...وملامح رجوليه..قد زال عنها اسوداد المعصيه نوعا ما...سار للبوابه الرئيسيه خارجا...لايعلم مالذي ينتظره..فلو علم...لتغير حاله...واستبدل استراتيجيته!!
..............................
اللهم انك سلطت علينا عدواً عليماً بعيوبنا يرانا هوَ وقبيله من حيث لانراهم,اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك , وقنطه منا كما قنطته من عفوك,وباعد اللهم بيننا وبينه كما باعدت بينه و بين رحمتك وجنتك
حروف ولدت..واعلنت ميلادها ..على شفتين مؤمنيتين...نستطيع ان نستشف من حرارة الاحرف..وصدق المعاني..انها ملك انسانة ما..قد ولدت من جديد..وبزغ فجر رحمان..يغشاها..ويغسل عنها خطاياها...
ما الذ الرجوع لرب الارباب....ومسبب الاسباب...من بيده ملكوت كل شيء...
تائبه..اسلحتها عديده..فتاكه..من العيار الثقيل..نادرا مانرى هكذا اسلحه..تشعر الانسان بالامان..والراحة والاطمئنان...
سجادة خضراء متجعده من كثرة السجود...شرشف صلاة طويل اخضر...مبلل الاطراف..بفعل دموع ساخنه تسابقت لتتشربه بكل خشيه...عينان حمراوان..لم يملا..ولن يكلا..من سكب مياة الرحمه...واعلان توبه تتجدد..مع كل دقيقه...
كفان ترفعان اصبعيهما تاره...وتدعوان تاره..وتسبحان تاره...
كل ماسبق ذكره..اسلحة تتسلح بها خلود...من غدر الذئاب..وفي مقدمتهم متعب...
طوت سجادتها المتشبعه بالخشوع..بانامل الرضا...واوسدتها شرشف صلاتها..وتوجهت للمرآة..حان وقت العمل..وحانت لحضة الحسم...اليوم ستبدأ بمسرحيتها المدميه...وسيكون متعب احد ابطالها..دمية تتلاعب بتلك المسرحيه الوضيعه..لتقفل ستائر النهايه..معلنة رحيل ذئب مهوووس...عن ارض الواقع...
ابسنلمه ارتسمت على زواية شفتيها...وهمست بصدق
دقة بدقـــــــــــــــــه
ولو زدنا
لزاد السقا

.................................
موبايل مستهلك...ملقى على سرير نجس...يهتز طرباً بفجور..ليتغنى بـــــــــ
(انا لامسطول ولا بتطوووح
انا قاي اقامل ومرووح
واشوف اللي باعني وسابني وخاني
خلى ئلبي بيتمطووح)

رنات هابطه..تطالب بالرد..وما ان تصمت..حتى تعلو مرة اخرى بالرنين والطرب...على عجاله..تلتقط الموبايل يد مبلووله..بمياه الغفله..
:الووو
صوت يافع..صغير..ديدنه ديدن العديد من اقرانه..مترددا وجلا..بين طياته احساس دفين بالذنب..يصارعه رغبة شيطانيه..تغلفها مشاعر مراهقه لهثه...ادمان الصوت..ادمان الكلمه..ادمان السؤال..ادمان الضحكه..هوَ مادفعها ودفع غيرها الكثير..ان ينزلقن لهكذا مستوى
قالت ببراءه:زعلانه منك انا..وينك فيه..مايصير كذا...كنت بموووت
ابتسامات تتوسد شفتيه..وتاخذ جزءا من ملامحه..لتبعث بها راحة اعتادها..رمى بجسده على سريره.ليشاركه نجاسة الاخلاق...وانعدام الذمم
:اسم الله عليك..الا اسم الله مية مرا والف من ذكره..لا تقولين كذا يالغاليه انا من لي غيرك
كلمات قليله..تتوشح الخداع..وتتشبع بالسفور...اخذت على عاتقها..مهمة اللعب بعواطفها..ومشاعر بريئه عذراء..أُغْتِصِبَتْ ..بسهام الكلام الخليع...
:الو...حبيبتي
:هههههه هلا
:وينك فيه..على كذا انا بمووت ههههههههه
:اسم الله عليك متعب..متعب انا احبك..مقدر اعيش من دونك..وفكرت بكلامك..وموافقه عليه...وصادق اللي يحب مايخلي حبيبه بحالة جوع!
حاااااااااااااااالة جوووع...يالدناءة اللفظ..وسفور الكلمه...هاهوذا..على اعتاب مغامره جديده..هل سيتم انقاذها..ام لا..
..........................................
توقفت سيارة البي ام امام الشركه...ترجل منها رجل مهيب..شاب ينضح رجوله وكبرياء..شق طريقه للداخل..بخطوات واثقه..مصره...
من حوله الموظفين..وقفوا على قدم وساق..لدى دخوله..اومأ لهم بالسلام...واكمل طريقه لمكتبه...
ما ان اراح جسده خلف المكتب الوثير...استدعي سكرتيره الخاص...
لحضات فقط....وهاهو يقف امامه سلطان....:سم طال عمرك
:هلا سلطان...حبيت اسال عن الطلبيه اللي نبي نرسلها اليوم..عساها جهزت
:ايه طال عمرك جهزت من بدري وننتظر توقيعك بس..
:زين(تشاغل بالملفات امامه واردف قائلا) الا عبدالكريم داوم اليوم...
صمت يتلوه صمت..مما اجبر مشعل ان يرفع اليه ناظرين حادتين تطالبان بالتفسير!!
تلعثم الاخير..وتشاغل بالنظر لارضية المكتب المكونه من الرخام الابيض الفخم...الذي يعكس الانوار الكبيره في السقف العالي...
:والله ياطويل العمر ماداوم اليوم...ودقيت استفسر عن غيابه قال ظروف عائليه ..وانك طال عمرك عندك خبر فيها..
دهشه تعلوه...وتساؤلات تدافعت على شفتيه ..وقال بلسان الغضب:اية ظروووف!!!!
لو ان شاء الله وش مايصير الدوام لازم يداوم....طيب طيب..مشكور سلطان..انا بتفاهم معاه...
وتعال..خذ الاوراق(اخرج قلمة العزيز على قلبه...الذي يرقده جيبه بجانب قلبه..كان هدية منها...ومن حينها لم يكتب الا به...ولم يوقع الا به..اخذه بانامله الجاده..ووقع الاوراق عل عجاله) وباشروا بارسال الطلبيات..وخذ معاك فهد يشرف على العمال..لايخليهم بلحالهم....
سلطان بانابه تامه:ابشر طال عمرك
خرج من البوابه الخشبيه..مما سمح لمشعل بان يخرج هاتفه على عجاله ليتصل على عبدالكريم..لكن الغريب ان هناك رسالتان ومس كول واحد...!!!
فتح الرساله الاولى فاذا بها معنونه من كريم يقول فيها
(صباح الخير مشعل....حبيت اقولك وااكد على حضورك الليله...ان شاء الله ملكة عبير على ولد الشايع...وحضورك لابد منه كونك اخونا وولد عمنا...واعتذر عن دوامي اليوم طال عمرك..لانو بننشغل شوي بالترتيبات)
دهشه...غضب...برود...مشاعر مختلطه..تزاحمت داخله
وفي امواج تخبطه..فتح الرساله الثانيه..وكانت معنونه من عبير..تقول فيها
(لوولي الحق علي...بذبح رووحي..وربي لاذبح روووحي..يبون يزوجوني..ابيك انت مابيهم هم..دقيت عليك ماترد...رد علي)
نوعا ً ما احس بالارتياح...غريب شعوره..يريد الامتلاك..وحتى ان رحلت يكفيه فخرا انها تريده هوَ..لاغيره...
فتح المس كول فوجدها منها....
اراح راسه على الكرسي الوثير..وتامل حاله...يجري خلف سراب....سراب حبه الذي كسره..وحطم رجولته...بسبب دكتور طبيب بيطري هذا الذي يستحقه من وصف...ويجري خلف دميه حمراء تشعره بالرضا عن نفسه..وهاهي ستزول هيَ الاخرى
الى متى...متى العوده يا امل.....متى تعودين ...متى تشتاقين...متى يجتاحك الحنين..
زفرات قويه تخرج من صدره المشتاق...اغمض عينيه..حاول ان يستدعي ذكرياته..يستحثها الهطول..لامطاره.. باريج عبيرها..انه في اشد الحاجه لها..يحس بنفسه يتيماً..يحتاج لمساتها...وضحكاتها..وغمازتيها الخجله....مااجملكِ..وما اروع روحك
......................................
امسكت بالجوال..بايد مذعوره....تضغط ارقاما تكرهها...وتجبر نفسها على الاندماج..بهكذا دور..وهكذا مسرحيه..
لحضات مرت طويله....حتى جاءها الصوت من بعيد..يحمل نفس النبرات...
:الو
:ا..الوووو
:نعم..
:متعب
:هلا مين معي
(مين معي) نساني..او تناساني.....
:انا خلود..
:اها ..الحمد لله ع السلامه..وينك فيه...ليش غيرتي الجوال...جوالك ذاك مقفل
تذكرت انها تحادثه من رقم اخر..كما اتفقت مع تلك السيده..تداركت نفسها وقالت له
:انا طلعت هالجوال خصيصاً عشانك
بايتسامه مختاله قال:اها ...جد
طعنات تغتال فؤادها...انها تكرررهه ..وتتمنى موته...لكنها ارغمت لسانها على حلاوة القول واستطردت قائله:انا بشوفك مشتاقتلك..
وكانه تذكر امرا ً ما:الا اخبار صاحبتك ذيك...تراي مانسيتها...كل ليله احلم فيها ههههههههههههههه
يا لوقااااااااااااااااحتك..هكذا حدثت نفسها:هههههههه خليها فحالها..انا مشتاقتلك الحين..وابشر بعدها مايصير خاطرك الا طيب
استغرب لهجتها..وتحول سريرتها..فقد كانت لا تطيقه..مالذي حدث:اها..جد..طيب تعالي الليله(قالها بنبره تحدي..ليثبت كذبها)
كانت من الفطنة ان تقول:موب انت اللي اجيك كذا بس..انا مجهزتلك مفاجاه..وانتظر بس يومين..وتجهز(وردة بلاستيكيه تكسك بها في يده..كانت الضحيه في كل هذا الموقف..فقد اكالت لها تلك المسكينه..انواع المشاعر السلبيه..التي جعلت من الورد..فتات..في بضع لحضات)
برضا بالغ:وهوَ كذلك...طيب كلميني الليله..بس بعد 3 لان معي وحدا الحين
بالم....:ابشر من عيوني(دموع الذل تنزل من عينيها)
انهت المكالمه..خرت على الارض....انتظرت لرحمات السماء بالهطول...رافعة ايدي تستجدي الغفران
اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فان لم تغفر لي وترحمني لاكونن من الخاسرين...
..........................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــد(3)
انامل تعلوها اثار السنين..وتزينها خبرات الحياة..ترقد على زجاج شفاق عاكس..لترى تلك التي انهكتها...عاطفباً وجسدياً..تلك التي استابحت دمعات امومتها المسنه...
اغمضت عيناها لئلا تراها..مالبثت ان فتحتهما مرة اخرى..لتشبع ناظريها..من مراها هناك..
منظر تقشعر له الابدان...ويحزن له الغلمان...ويبعث بالطفل الصغير..شهقات الالم...
فتاة بعمر الزهور..ترقد هناك..على سرير ابيض تعلوه الاجهزه الكهربائيه..مع صوت يرافق نبضاتها..صوت لجهاز قوي..يحتسب نبضات حياتها..وكانما الحياة..معلقة بنضات...بخفقات...تعد وتحصى....
ما احقرك ايتها الدنيا.....
:خاله..يكفي كذا....موبزين عشانك....
انتقلت بعينيها لذلك الطبيب الذي يرافقها..والذي تناست وجوده.في غمرة احزانها..
قالت له..:يعني خلاص!!!!
دكتور محمد ينظر لتلك المسنه برحمة..وقلبه يشاطرها احزانها على فتاة ملكت قلبه: والله ياخاله اني مدري وش اقولك..ماقول الا ...الله كريم...الله كريم...
فجاءه..ذهبت تجر اذيالها....تسحب خطوات الياس..لتبدلها باخرى ...تتعزم بها على المضي خارج المستشفى..لاتريد ان تسمع مزيدا من الترهات الطبيه...
لله ما اعطى..وله ما اخذ....
حية هناك..تعتاش على اجهزه خرساء....اذن..هيَ بدون تلكما الاجهزه...ميته..
هكذا حدثت نفسها..مسنةً تتوشح امومتها العتيقه..وترثي ابنتها..وحالها ومآلها...
مخلفة وراءها..طبيب شاب..تعلق قلبه بنفس الفتاة..ويبادل العجوز..ذات المشاعر...مع اختلاف الاهداف والمسميات...
هند..خطيبه...ابنه...طالبه مجده....تغافلتها الامراض..وفتكت بها...لتشخص مرة..بانه ورم حميد..تبين بعد مرور السنوات..انه خبيث..خبيث...
ورم سرطاني دماغي...هكذا توصف حالتها...مما اودعها في غيبوبه..تصارع الحياة..لاجل عائلة ينتظرونها..وزوج مستقبل...ينتظر احلاما ان تتحقق..بصحبتها...
محمد بلسان الرجاء:يارب..رحماك ارجوا....
............................
نية يقظه...اشتعلت بها...لتغطي عينان ساحرتان..بغطاء الاحتشام..لدى وقوفهما عند المحطه الاخيره..على الطريق...
خطوات تقترب اليها..اليهم...طرقات على الزجاج...مالبث ان استجاب لطلبه..ليشف عن وجه رجولي متفائل تعلوه الابتسام..قال بمرح:طفرتووني بس ميب مشكله..بقتص منكم هناك لمن نوصل ههههههههههههه
ضحكات كل من فالسياره تكاتفت سويا..معلنة ولائها لدعابته البريئه...بارده حسوني الذي كان يقبع خلف المقود ..:هههههههه طيب انت الحين تتكفل فينا..وانا بالرجعه باذن الله....
تركي يسترق النظرات الخجله لمن يقبعون فالسياره:هااه الشكوى لله وش تبون لاتكثرون طلبات هههههههههههههههههه
حسوني بمكر: حتى لو مانبي شي ادري بك مابتقصر بتجيب السوبرماركت كلها ...
تركي فهم تلميحاته واراد تهشيم وجهه ..فهو يعلم ان الدم يتدفق لوجنتاه بمجرد تلميحات كهذه..متناسياً لكبر سنه...
قال اخيراً:ااخ منك بس..انت بالذات ما بجيبلك شي..اجلس كذا...ام العزي..ابشري وش تبين طال عمرك
تهاني التي تقبع بجانب زوجها...وترتدي حُلَلْ الاحتشام والاحترام..تكتم ضحكاتها من جراء اسلوب السخريه التي تعتلي نبراته: ههههه ابد سلامتك مابي شي..بس العزي هات له اورنج جوس بس
تركي يميل بشفتيه للعزي :واااو بس جوس..العزي ماتبي تشوكلت..(ويغمز بعينيه لحسون في محاولة لاثارة غيظه) ايس كريم...لبان...اي شي امر تدلل
حسون يضع كفه على فم تركي مخرساً لبقية كلماته التي تتدافق بسرعه:خلاص بسك هههههههه الولد بيحووسنا ويلعوزنا باللي تقوله..هات له عصير وبس
تركي يقهقه عالياً..لايعلم ان نظراتها تتامله..وتقول في نفسها بنيه صادقه(الله يوفقك ويعطيك على قد نيتك ياتركي)
التفت تركي...وكانه يحس بنظرات تخترقه..علم مسبقا مصدرها..بادرها القول:وام فيصل وش تامر فيه!!!
امل بابتسامه صاادقه لو راها لطار بها هياما:أي شي بارد..بنموت من الحر هههههه
تركي..يستقبل ابتسامه جذابه رائعه افتقدها منذ زمن بعيد..لتستوطن شفتيه...وتبلغ كل من هم حوله..انه انسان هائم...
:ابشري يالغاليه..وانتي شوواقه اش تامرين فيه طال عمرك...
شوق بضحك:ههههههه ونااسه طال عمرك احم احم...ياخي انت الوحيد اللي تحسسني بقيمتي بالعايله هههههههههههههههه
تركي بدعابه:طيب تعالي نتزوج ونكشت فيهم...
شوق:يلا قدااااااااام هههههههههههههههه
ضحكاتهم تتعالى اكثر واكثر...
شوق:ابي بيبسي ثااااااااااااااااااالج بارد مراااااا
تركي:ابشري بجيب لك ثلج واريح راسي هههههههه..وانت يالاخو وش تبي..(موجها حديثه لحسون)
:ابد اللي يجي منك طال عمرك
تركي:ههههههههه أي كذا..ناس ماتجي الا بالعيون الحمر...
حسون:اخبرها عين بس صارت عيون ههههههههههههههههههه
:انت مايكفيك عين وحده ....هههههههههههههه
عاد ادراجه..للسوبرماركت القريب...تحت انظارها...تنتقل بينه وبين ابنها بنظرات الالم.....وكان بها تقارن لاشعوريا وبلا وعي منها بينه وبين ابا ابنها..كيف لهذا ان يحبها..وذاك ان تحبه...مفارقه صعبه....
ياعين هلي صافي الدمع هليه
وليا انتهى صافيه هاتي سريبه
اللي يبينا عيت النفس تبغيه
واللي نبي عيا البخت لايجيبه
.............................
حبيبات بيضاء..تعلن تمردها..وتسقط على ارضيه بيضاء مبلله...تتناثر هنا وهناك...تحت اقدامها البيضاء...الملونه باطراف حمراء بفعل طلاء صارخ..يظهر روعة اطرافها..
تقف هناك...شعر مبلول يقطر ماءً...وجسد مرتعش...خائف....
وعينان دامعتان....جثت على الارض...تحاول ان تستجمع تلك الحبيبات التي تعتقد..انها ستنقذ بها مصيرها....
تريد انهاء حياتها..لا لا..انها تحب نفسها ..لدرجه لاتسمح لها بهكذا فعل..انما تريد فقط ان تجذب انتباهاً فقدته..
تريد ان تمرض قليلا..مرضاً يستدعي الاعتناء..والانتباه...ورضوخ بعض الرغبات التي تعارضها...
لكن تلك الحبيبات قدفسدت..بفعل الارضيه المبلوله..وقفت بسرعه..تبحث هناك..عن أي ادويه اخرى..اخف ضررا..لم تجد..لم تجد أي شيء...
ماذا تفعل يالهي...الحزن يضيق دائرته عليها شيئا فشيئا.....والهموم تجتاحها..الليله سيكون ميلاد اخر لاحزانها..حمد....ترتعش مفاصلها فقط لذكره..لذكر اسمه..وحروفه....لا تتصور انها ستكون له..وتحت تصرفه..تحت رجولته..تحت مبادئه..تحته بكل شيء..بكل شيء..ستقبل بالتحتيه..وتتنازل عن الفوقيه
لا لا والف لا..ارتعش جسدها اكثر...ونظرت لحالها...
وحيده..عارية المباديء والجسد..تتقاطر ذلا وهما.. في مكان وسخ..يصف قباحة افعالها..في مفهومها..ان حالتها قد توصم بــ(الحب والعشق)
وفي قواميسنا..وقواميس الكونيه جمعاء..قد توصم بــ(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(
.....................................
ثوب ابيض..يرقص خيلاء..على اقدامه الثابته..تخطو ارضية الرخام البيضاء..التي تزين شركته....اتجه للبوابه الخارجيه...واستوقفته خطوات مسرعه خلفه تتناديه...
:ابو عبدالعزيز ..طال عمرك....
التفت اليه مشعل مرتديا نظاراته الشمسيه الانيقه..التي تزيد من وسامته..وتبرز تقاسيم وجهه الحاده..:هلا سلطان..(اامسك بنظارته الشمسيه بيده اليمين..مما سمح لنظراته الحاده المستغربه..تجول بحريه على من هو امامه(
سلطان بادب جم:بس بذكرك طال عمرك انو الوفد الالماني بيكون موجود الليله..متى تبينا نرتب الاجتماع..ع المساء او بكرا الصباح..
مشعل بسرعه وباصرار:لا سلطان الله يرضى لي عليك...خليها بكرا الصباح..الليله وراي مناسبه عائليه(صمت قليلا..واكمل) لازم احضرها...
سلطان بابتسامه:اللي تامر فيه طال عمرك..تامرني شي ثاني
مشعل بابتسامه اروع منه:لا سلطان الله يرضى لي عليك...انا بروح اتغدى واريح وارجع لكم بعد العصر..
اومأ براسه سلطان..ذلك الموظف المخلص...سكرتيره الخاص..ورفيقه طوال مسيرته العمليه..انسان يتجسده الاخلاص..كما تتجسد الطبيعه حللها الربانيه....
اكمل مسيرته مشعل....وفكرمليا ...وقال في نفسه(الليله...الله يعديها على خير...)
استقل مركبته السودا..وطار بها مع الريح....
...............................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــد(4)






تصدق يابحر انك تشابه من غدر حبي

تصدق يابحر انك تشابه من هو حبيته وبديته على نفسي

هذاااك اللى توقعته ينور باالوفاء دربي

أجيك شايل همي ادور عنده الراحه

تخيل لما يلمحني تجيني تركض جرااحه

ااذاا صديت نادااني
وااذاا اقبلت خلاني

وااذاا قلبي نوى الفرقا يعشم قلبي بأفراحه

ابعرف يابحر ذنبي وايش اللي بعمري سويته

انا مااذكر اني بيوم جرحت انسااان وبكيته
جرروحي ليه علمني 000؟
عشااني على النيه
تعب قلبي وتعبني 000؟؟
ياليته يقدر ياااليته 00000


ابسكت يابحر وامشي واخلي ضيقتي فيني

ابسكت وابتعد عنك وادوووور من يواااسيني؟؟

تصدق يابحر اني توقعتك تشيل همومي لكن ؟؟

غرررقت بدمعه من عيني00000

غررريب يااابحر

مداد البحر لاحصر له امام ناظريها...بدات تنظر اليه بكل شغف..تناجيه..وتبث اليه احزانها...فتحت النافذه..لتتنسم عبيره..الذي جرى مسرعا لرئتيها المشتاقه..يعانق نبضاتها وزفراتها..ويكسبها حرارة اكبر..وايلاما اكثر...
من حولها غارقون بالضحك..والسعاده..ينظرون للكورنيش الممتد بشوق لاحتضانه..كان حسون وتركي يجوبون الشوارع..ولايعلمون..ان لكل شارع..ذكرى تعذبها..ولكل طريق..حكايه تخصها...
........................
على الناحيه الاخرى..في نفس الزمان والمكان..كلمات تبحر في سيارة سوداء...صاحبها يعيش سحر الكلمه..يغذيه بشوقه المميت..واحساسه ان امل هنا..وستعود اليه..اشتاقها لدرجه انه يشتم انفاسها..فالهواء..ويرى انحناءات شعرها..تتجسد امامه...كلمات من شانها ان تعيد الذكرى..والشوق..ليغتال اماله..وتوقعاته..

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
و استسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى و ما أثمرت شيئاً نداءاتي

شهران ما رف لي لحنٌ على وترٍ
و لا استفاقت على نورٍ سمواتي

أعتق الحب في قلبي و أعصره
فأرشف الهم في مغبر كاساتي

ممزقٌ أنا لا جاهُ و لا ترفٌ
يغريكِ في ... فخليني لأهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيفٌ من جراحاتي

لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنت رافضة ً حبي
لكن فقر الحال مأساتي

عانيتُ عانيت لا حزني أبوحُ بهِ
و لستِ تدرين شيئاً عن معاناتي

أمشي و أضحكُ يا ليلى مكابرة ً
علي أخبي عن الناس احتضاراتي

لا الناسُ تعرف ما أمري فتعذرني
و لا سبيلَ لديهم في مواساتي

يرسو بجفني حرمانٌ يمصُ دمي
و يستبيحُ إذا شاء ابتساماتي

معذورة ٌ أنتِ إن أجهضت لي أملي
لا الذنبُ ذنبُكِ بل كانتْ حماقاتي

* * *

أضعتُ في عرض الصحراءِ قافلتي
و جئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتي

و جئتُ أحضانكِ الخضراء منتشياً
كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئاتِ

غرستِ كفكِ تجتثينَ أوردتي
و تسحقينَ بلا رفق ٍ مسراتي

وا غربتاه... واغربتاه

مضاعٌ هاجرت مدنيَ عني
و ما أبحرت منها شراعاتي

نفيتُ واستوطن الأغرابُ في بلدي
و دمروا كلَ أشيائي الحبيباتِ

خانتكِ عيناكِ في زيفٍ و في كذبٍ؟؟
أم غركِ البهرجُ الخداعُ ؟؟.. مولاتي

* * *

فراشة ٌ جئتُ ألقي كحلَ أجنحتي لديكِ
فاحترقت ظلماً جناحاتي

أصيح و السيف مزروعٌ بخاصرتي
و الغدرُ حطم آمالي العريضاتِ

و أنتِ أيضاً ألا تبت يداكِ
إذا آثرتِ قتليَ و استعذبتِ أناتي

ملي بحذف اسمكِ الشفاف من لغتي
إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي

................................
اصوات من حولها...كانت تتشاغل بشيء اخر...لكن حنينها ابى ان يشاركهم حوارهم المهم...واكتفى بان يحتضن ابنها..ويرقده صدرا تعبا لاهثا..يسابق ذكرياته..ويكمل فراغاته...
اخيرا تهادى اليها حديثهم..ليخترق افكارها..التفتت اليهم قائله:اش فيه
شوق باستغراب:الحمد لله ع السلامه دوبك تصحين..اووف ياربي وش هالسفره بس!!!
امل باستغراب مماثل..:اش الحكايه..وين حسون!!
تهاني مقدره لوضع امل النفساني..:حبيبتي نزل مع تركي للمحطه القريبه يجيبون بنزين...الاخوان يتمشون وماطالعوا للعداد..زين اللي ماصار فينا شي
امل:اهااا
جمع غفير من السيارات ...وهم يقفون على مقربه منهم..لكن على طرف الشارع..لئلا يعيقون حركة السير..
...........................
مالذي يراه امامه...هل هذه سيارة عبدالمحسن...نفس اللوحه..مالذي جاء به هنا.....استعار من الزمن لحضات رتيبه..ليتامل بها الموجودين فالداخل..
لا..ايعقل هذااا....!!!
..
مشهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد(5)
لمح ــــــــــــات..
لمح ــــــــه 1
فنجال قهوه...دافيء..يتشبع بالحراره...يقاسم قلبه حرارته..والامه...
فجاءه وبدون سابق انذار..:آآآآآآآآي
:اسم الله عليك ياوليدي ..علامك اليووم!!!!!
ابوعادل:هههههههه خليه يام عادل..هههههه باله موب معنا..عريس لاتلومينه
ام عادل وهي تمد اليه علبة المناديل:خذ وانا امك...لاتفكر كثير هههههههههه خلها لوقتها ههههههههه
نظرات حاول ان يلبسها الفرح..تتنقل بين ابيه وامه...سعيدين به..يتمنيان سعادته..
لربما المته حرارة القهوه...انسكبت كريمه على فخذه...ولكن قلبه..كان اكثر الما..وحزنا..
اخذ المناديل من والدته قائلا:لاتاخذي فبالك يالغاليه ...انا سرحان بالدوام بس...وافكر فالاجازه كيف بدبرها
ابوعادل ممازحا اياه:هههههههههههه من الحين تفكر بشهر العسل.(التفت بسرور لزوجته يخاطبها)شفتي كيف...الولد يطالع لبعيد..واحنامابعد ملكنا ههههههههههههه
ام عادل بنشوه وهي ترفع يداها:الله يتمم الملكه على خير ..ويعطيك من خيرها ويكفيك شرها..ويجعل وجهها عليك وجه السعد ياحمد ياولدي..
ابوعادل بصدق:اللهم امين
حمد هب واقفاً..لم يعد يحتمل اكثر..هكذا كلمات..قبل راس والدته على عجاله..وطبع على راس والده ذات القبله...ومضى قائلا:عن اذنكم ...بروح للدوام شوي..اشوف الشباب...
مضى في طريقه....يعتلي الدرجات القليله المؤديه لحجرته...
لايريدها..لايريدها
كل ثانيه يزداد به شعوره...
دخل الحجره..هرع لدورة المياه..الآمه تزيد..واحزانه تضيق من دائرتها عليه..ماكان منه الا ان فتح صنبور الماء ...ليجري كريما....وشرع بالوضوء...وهو يردد:استغفر الله..استغفر الله...
........................
لمح ــــــــــه 2
كل من حولي ابتعد
مابقى منهم احد
كلهم راحوا بعيد
لاعضيد ولاسند
بالرخا ياكثرهم
حولي وما اعدهم
بس لين احتجتهم
كن ماعندي احد


تجر خطواتها جراً...وتسحب اذيال الياس خلفها...تشاطر عريسها الحزن والاسى..
ارقدت جسدها المنهك على الكرسي الوثير...ورفعت عينيها..وليتها لم ترفعهما..
مرآة امامها..تقف هناك..قاسيه..مطالبه..محاكمة اياها..عاكسة لذاتها..ولافعالها..تاملت حالتها..جسد رخيص..قيم متهالكه..رؤيه سطحيه..ذنوب تتقاطر...
لاول مره..تحس بالعذاب..تحس بتأنيب..واحساس غريب...يجتاحها...
الليله..ستكون نهايتها..اوميلادها..
انا انقاذ من حبيب مغوار...
او سقوط بين يدي جبار...
رفعت راسا غافلا للسماء...
وقالت(ياربي ابيه..ابيه..ولا ابي غيره...ياربي رده لي..وابعد حمد عني..وهون لي امري)
جفنان..تعلان انهاء المسرحيه..واسدال جفون الخوف..تصاحبها امطار العذاب.من عينان منهكتان..
.............................
لمح ـــــــــــــــــــــــــــه 3
انهى صلاته..واستقام واقفا...اتجه للمرآة..التي تحتل دور القاضي..في يوم كهذا..له ولعروسه...نظر الى شكله..نعم انه منهك..تعب...مرهق...
مالذي يستطيع فعله..ليحس بحال افضل......
اخرج جواله..من جيبه وضغط ارقاما اعتيادا...انتظر قليلا..لياتيه الصوت مرحبا
:هلا والله بوحميد...هلا بالمعرس
حمد بتصنع:ههههه هلا والله وينك فيه
:ابد موجود فالاستراحه..
حمد:اها..طيب انا جايكم..
باستغراب :حمد؟؟؟وين تجي منت بصاحي..روح نجز امورك.....
حمد:وش اموره.... ماعندي شي...بجيكم واجيب الغداء..تغديتوا والا بعدكم؟؟
سالم بانشراح:لا والله يابوحميد بعدنا نحتريك ههههههههههههههههه
حمد:طيب .هههههه جايكم..جهزوا السفره ههههههه
........................
لمح ــــــــــــــــــــــــــــــــه 4
اخذت جوالها المحمول..وضغت على ارقام ما..لعله يرد عليها..ويشفي تساؤلاتها..لكن هيهات...كان جواله مغلق..او الشبكه ضعيفه..او ايا كان..المهم انه لم يتم الرد عليها..هكذ حدثت نفسها
رمت بالجوال على السرير...وعقدت عزمها على ان تلقنه درسا لن ينساه...سيحضر الليله..ولكنه سيرحل جريح الفؤاد..فستعمل جاهده على اغواء حمد..وجعله مفتونا بها..لتحرق قلب مشعل...الذي حطمها..وكسر شوكة اباؤها.....
......................
خطواته تسير نحو هدف محدد..
خطواتها تسير نحو الــ لاهدف و الــ لانضوج....
نواياه تلبس حُلَلْ رجوليه نادره...
ونواياها تتوشح الغبـــاء رداءً لها...
هوَ..عقلٌ حاضر...وقلب مُغَيّبْ...
هيَ..قلب لاهي...وعقل تُبُرِءَ منه...
فشتان بين هكذا خطوات...هكذا نوايا...وهكذا محفزات
كيف لهم...ان يلتقون.....
............................
يأسٌ استأسد...بقلبها الملتاع....اجبرها ان تكره..كل ماهو مخلوق لــ يُحَبْ و يُقَدَرْ...
اخذت كل مالها هنا...
من ادوات..
ملازم...
اقلام...
و..............ذكريات!!!!
صورة ما...سقطت على الارض...امسكت بها بانامل مرتجفه..
ما اصعبك يازمن..وما اقساكِ ياظروف...
فتاة بشعر قصير..تتشبه بالاولاد...وتجلس كما يجلسون..وتنظر كما هم ينظرون ويتاملون..فتاة خلعت عنها رداء الانوثه..لتبدله باخر..يخالفه..ويعارضه....
رجوله مفتعله..تبرزها اكتافها التي بُرِزّتْ
عمداً بفعل فاعل....فكأنما ارات لتلك الخشونه ان تعلوها....
همست ايمان من بين اسنانها(انتِ السبب..انتِ السبب..الله لايسااااامحك)
.........................
مشهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد(6)
سرت الرجفه لتستوطن اطرافها....كتمت صرخاتها المذعوره...وقالت:لااا مو معقول!!!!
تتلفت يمينا ويسيارا..:تونه وينهو فيه حسوون..وين راح..
تهاني وهي تمسك بطنها الملتوي الما...بفعل الوحم..والرائحه..والمكان..:اااه مدري..انا تعبانه بعد..وينهم فيه...اخخ بطني ميته من الالم..
شوق: تهاني...يالله..(تلتفت للخلف) مدري وين راحوا..كل ذا يدورون اشتراك مدري بنزين...
امل تتنقل بعينيها بينه..وبين تهاني..وبين امها التي تقبع امامها..في سيارة تركي...
تريد ان تهرع لامها..تختبيء في احضانها..يجتاحها الرعب..لكنها ايضا..تريد ان تساعد تهاني..لاتريد ان تتخلى عنها....
قالت بايمان:تهاني قولي لا اله الا الله..شوق دقي عليهم يلا...
.....
نظرات من هم حولهم لهم..اثارت حفيظته..وغيرته....غير مصدقا لمايحدث حوله..مالذي اتى بهم هنا.....
استعار من الجراه والاقدام جزءا يسيرا...وسار بمركبته..ليقف بجوارهم...
أُطْفِاَتْ الانوار..
فُتِحَتْ الابواب
ترجل منها حبيب وزوج
يتلقى سهام الالم من محبوبته
التي تتاكله بعينيها..
وسار لمركبة تركي..
....
هاهو ذا امامها
بطوله
بهيبته
برجولته
باحضانه التي تستدعي الاحتواء من احضانها التي لاتكف عن الارتجاف
....
طرقات على الزجاج...انفرجت اساريرها..فتحت النافذه على عجاله..بادرته
:مشعل..هذا انت....معقوله.....هلا بك يما هلا والله..(كلمات الدهشه والفرح تدافعت على شفتي المراءه المسنه مما دفعه للابتسام..لهكذا ترحاب)
مشعل :هلا فيك خاله..اخبارك....سلامة الاسفار...عسى ماشر..متعطلين!!!
ام عبدالمحسن بمحبه واضحه له:والله يما مدري اش اقولكم ههههههههه تونا نقول باسم الله ودخلنا الدمام وتمشينا شوي الا اتعطلت السياره..راحوا يدورون اشتراك مدري بنزين..وشكلهم ضاعوا بذا الزحمه..المحطه يقول تركي قريبه من هنا
تركي..اها..معهم هنا...رحلة عشاق..زوجته وطبيبهم البيطري..لوحة عشق اكتملت..وهو الوحيد الذي يقف كالكومبارس هنا..هكذا حدث نفسه بالم
مشعل يلتفت لسيارة حسون...يرمسي بسهام النظر..لتستقبلها هيَ بكل ترحاب...
قلبان ينبضان....يتسارعان بالخفقات
يستدعيان الذكريات....
ذكريات حمراء..
وذكريات طبيه
تتزاحمان في عقولهما...ويرميان بالتهم جزافا..دون علم منهما..
....
لاشعوريا نظرت لمركبته..لمكانها بجانب السائق..كم افتقدت اليه..ولكل ماتحويه تلك المركبه..من ذكريات اليمه..وسعيده..
اشتاقت لتلاحم الاكف بداخلها..اشتاقت لضحكات تخللتها نظرات الحب ....
اشتاقت له...وانهكها الشوق!!!!
....
مشعل:طيب ياخاله وقفتكم هنا غلط...يمكن يجي احد يتحرش فيكم...
:لايما ..لاتحمل همنا..الحين بيجون ونمشي..
مشعل باستفهام:كم لهم ياخاله لحد الان!!
:والله وانا امك كملنا الساعه
....
ااااخ اااااخ بطني
امل:ياربي تهاني..علامك
تهاني:بموت من الالم......بموت وربي تعبت....خلاص نادي ع تاكسي بس بروح اقرب مستشفى..سكاكين تقطع بطني.....
يالله..مالعمل....الظروف تزداد تعقيدا..في وقت لايحتمل تعقيد....
.....
مشعل باصرار:انا اقول تعالوا معي..مايصير تجلسون بروحكم...ودقوا عليهم يخلصون من السيارات ويجون ياخذونكم....
ام حسون:مدري وش اقولك...(تردد يجتاحها) مدري والله يما..
مشعل بعزم وهو يسحب المفتاح من السياره ويطفئها..:قولي لا اله الله..وتعالي معي..الحين يجونكم المرور يستفسرون عن حالتكم..اش بتسوون..لامعكم رجال ولا شي..ميب زينه بحقكم ياخاله..
.....
الم يجبر جراتها ويستحثها على التصرف...
امل بعصبيه وارتباك:شوق هاه مايردون ؟؟؟
شوق بارتباك مماثل:لا والله امول..وش اسوي...
امل ترقد ابنها على السرير الصغير الذي يتوسطها هيَ واختها..وتقول لتهاني: تونه لحظه كرري لاحول ولاقوة الا بالله..انا بدق ع الوالده...
...............................
رنات متواصله..تستحث الرد..نظرات وجله من ام حسون..ترد على عجاله:هلا يما..هلا امل..
امل بارتباك..ونبرات تتنازع البكاء:يما..تهاني تبكي..معاها مغص حاد..مدري وش الحل..تقول وقفوا تكسي..
ام حسون:هااه وش تقولين!! من متى!!!
امل تحاول الثبات:لها ربع ساعه يما..شوفي انا بروح معاها المستشفى..وانتم اجلسوا هنا والحقونا..الحرمه بتموت بين يدينا.....
مشعل يرقب النظرات الوجله..يبادر قائلا:عسى خير..وش فيه..علامكم!!!
ام حسون تنظر اليه بقلة حيلة وترد: هذي تهاني مرت حسون تعبانه..حامل وماندري وش فيها....
رجولة تحركت بداخله...وشهامة متاصله بذاته..اجبرته على التصرف بسرعه..وقال..
يلا ياخاله..انزلي من السياره بقفلها....
اامل:يمااا..يماااا
شوق:وش فيه....
امل بقلة حيله وهي تغلق الهاتف:مدري قفلت السماعه
شوق برعب:ام امــ امـــــــــــل
امل:هااه اش فيه
تمسك كمها برهبه...وتشير للامام قائله:شوفي من اللي جاء!!!!!!!!!
امل:لا....مشعل...وش يبي!!!!!!
....................
ينظر اليها...وهو ممسكا بماجد..وحاملا ريم..يلحق بهما خالد...وتتلوهما ام عبدالمحسن..تحث السير..وتستعجل الخطى...
فتح الباب الخلفي...وانزل الاطفال بمحبه..وحزم...
سار لسيارته..وحركها ليوقفها امام سيارة تركي ويطفئها ..ترجل منها...واتجه اليهم على وجه السرعه
امل تحادث والدتها التي تساعد تهاني بالنزول:يما وش فيه..علامه..وش يبي..وش جابه اصلا..
ام عبدالمحسن بعصبيه من حدة الموقف:وش يبي يعني يا يما..يبي يساعدنا جزاه الله خير..تعالي بس ساعديني ننزلها نركبها ورى..وانتي تعالي اركبي يم زوجك..
امل بدهشه:نـــــــــــــــــــــــعم...اركب جنبه!!!!!!!!
تترجل من مكانها لتساعد والدتها بسرعه وهي تقول:منيب راكبه معه..(تكرر من بين اسنانها نظرا لقربه منها)منييييييب راكبه قدام
تهادى اليه كلماته المغتاله..وتبسم..وقال بلامبالاة..:يلا يا خاله..اجلسي جنبها لا تطيح..وانتي يا امل تعالي قدام بسرعه.....(فرح يتراقص بداخله)
لاول مره..ومنذو امد بعيد..تلتقي اعينهم...عيناه الحديديه..وعيناها المكابره..
قالت بشموخ..:عزوز تعال اجلس قدام...
ركبت ام عبدالمحسن..وتهاني فالخلف...وركب مشعل..وبقيت هي واقفه مكانها..فالشارع امام المقعد الامامي..تابى الصعود..مشعل بحنان استلذه شعورها المكابر:يلا حبيبي عزوز تعال هنا فالنص...وانتي امل ركبي بنرووح للمستشفى الحرمه بتموت من الالم...
امل بعناد:منيب رااااااااااااكبه!!!!
ام عبدالمحسن:اركبي يما يلا
تهاني بالم:امل واللي يرلاحم والدينك بموووووت بموووت
كلمات تهاني كانت المحفز الوحيد لها لتعتلي المركبه بجانبه..ما ان جلست ..واقفلت الباب..حتى مضى يشق الطريق...
عبيره اجتاح المكان..وعطره القوى يداعب شعورها..ويستدعي ذكرياتها..
بعناد واضح ارخت طرحتها السوداء على اعينيها..لتمنعه من رؤيتها...ولكي لاتكشف فرحتها ..التي تتراقص بين مقلتيها...
اختلست النظرات...نفس الانامل المشدوده تمسك بالمقود..بذات القوه..بذات الاصرار..نفس الجلسه المستقييمه..والقياده المتهوره..لكنها واثقه..كشخصيته تماما....
قال وهو يميل اليها بصوت مرتفع قليلا:انا بنزلكم فالبيت..واروح مع خالتي وام عبدالعزيز للمستشفى...
امل:اييييييييييييييييش!!!!!
مشعل ينظر اليها بابتسامه جذابه وبكلمات ذات مغزى واضح:بنزلك بيتك!!!!

.......................

 
 

 

عرض البوم صور هذيـــآن  
قديم 16-04-10, 10:08 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَلكة الحرْف المُخمَلي


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71938
المشاركات: 880
الجنس أنثى
معدل التقييم: هذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1769

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هذيـــآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هذيـــآن المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


سلآم الله عليكم و وفير رحمه ..

احييكم ب أعبق التحآيا واكملها
هآ انا اعود اليكم من جديد
ب جزء جديد
أتمنى أن ينآل اعجآبكم
ف لـ تثملوه قرآءه وانتقآدآ
ب إنتظآر سيول ارائكم كمآ اعتدت منكم


الجزء الثالث عشـــــــر:_
هلّمي اليّ...واحتويني...ذكرى أمسي..ومآضي سنيني....هلمّي اليّ.. فـ ليس بي جلدٌ..على رؤياكِ...وفآئض حنيني.....هلمّي إليّ!!

مشهـــــد(1)

جدرانٌ صامتة..معرقة باللون الذهبي الفاخر..ستائر مسدلة بكرم على تلك النوافذ الواسعة..تعلن عن نية الاحكام...وكأن بها تحافظ على جمود المكان..وتصر على ظلام دامس..تمنعه من ان يتبدد..بفعل الاشعه..والنور...
ارضيه رخاميه واسعه..واسعه..لامداد لها...تعكس الانوار العتيقه فالسقف المتلأليء..
نظرت ذات اليمين..ذات الشمال...كل شيء كماهوَ..كما تركته..كل قطعه..تحافظ على مكانها..في الجزء المخصص لها...
منزل هاديء كالقبر....مظلم ...كئيب...يرتدي الفخامه الممقوته.....لكم تكرهه..و.............تشتاقه!


:وحشتيني...
صوت دخل عالمها..اجبرها على ان تلتفت لصاحب الصوت..فاذا به يحيط اكتافها بذراع قويه..افتقدتها..وعشقتها..وحنت اليها...
لكن الصدمه اللامتوقعه..هي تلك النظره الحالمه..التي تتراقص على ناظريه..وابتسامه رائعه..قد هجرت شفتيه منذو امد بعيد..عادت لتغزوها بقوه..وثقه....
اجبرت نفسها .. وسحبت جسدها بعد جهد جهيد من تحت ذراعه..تتنازعها رغبة البقاء اكثر..والاحتماء به اكثر ...
قالت وهي منكسة الراس تتحاشى تلك النظرات الموهنه لقوتها..:لو سمحت ...لا تـ تــ تاخرون
نحتريكم هنا فالصاله..!!(تلعب بيديها المرتجفتين ..اللواتي احتوتا نظراته المتفحصه)
اردف قائلا وهو يغمز بعينيه: منيب متاخر عليك..بجيك طيران...
قبل ان يتسنى لها الرد عليه..غادرها مسرعاً...
وقفت هناك...تهاجمها الذكرى...ويفتك بها الحنين..نظراتها معلقه..بشخص ما...عاهدت نفسها ان تنساه..وتبتعد عن المه وعناه...
خطوات شقيه..تحيط بها..وتمسك بعباءتها وتهزها..اجبرتها على ان تنظر للاسفل..فاذا بهم اخوتها الصغار..نزلت اليهم واحاطتهم بذراعيهم..وهم يتهامسون:بيتك يهبل اموول..
قال اخر: فيه حديقه عندكم!!
قالت اخرى: فيه العاب عندك لفصولي هنا !!
نظرت اليهم...وابتسمت بالم..ورددت داخلها(أي بيتي..اي بيتي..)استدركت بدمعة صادقه(لا ....كان بيتي)
اصوات متتابعه بدقه ... جذابه ومتقنه..مصدرها الكعب العالي الذي ترتديه اختها...مالبثت لتلك الاصوات ان تهدأ..وتتوقف عن المواصله..رفعت عيناها امل..لترى شوق فاتحة فاهاً متعجباً...ويداً بيضاء مورده تمنع صرخات الاعجاب من ان تخرج...
ابتسمت امل لحال اختها المندهش لروعة المكان...
شوق بصوت ماخوذ دهشة وتعجبا:معقووله...(التفتت لامل وقطبت جبينها)منتي بصاحيه فيه احد يترك كل هالدلال!!!
كلمات شوق..حنين المكان..تساؤلات الصغار..ورجفات اناملها..هجموا عليها..فتكوا بها..بارزوها باليأس..فلم يعد لها حيلة..سوى ان ترفع راسها للسماء وتتمتم(رحمتك ارجوا..فلاتكلني لنفسي طرفة عين)
....................

نظرات وجله..تتنقل تارة بين الطرق المتعرج المزدحم..وبين المراءه التي تقطن خلفه...
حبيبات العرق المرتبكه تعلو جبينه القوي...وتمتمه يساند بها تمتمة من هيَ خلفه (استر يارب..يارب سترك)
تاوهات....صرخات..وانات ...تشعل به فتيلة الرجوله..والشهامه..ليسلك بمركبته الصغيره..طريقا صعبا..بين اكوام السيارات الثائره..الرتيبه..التي يحتويها الشارع في هكذا ساعه.....

قال بلهجة غريبه:خاله..كيفها الحين.....

ام عبد المحسن:شوفة عينك ياولدي(كتمت شهقاتها لئلا تخيفه واردفت)شكلها اكله شي منتهي تاريخه..او شي حار اثر على معدتها...مدري وانا امك منيب معهم..انا مع تركي فسيارته

عروقٌ استجابت لحروف الخصم..استثيرت..وبرزت بوضوح..على تلك الكف القويه..التي تمسك بالمقود...
تركي ...
رواية قد حان اغلاقها...واصدار النهايه التي تستحقها!!!

مشعل بمكابره:ايه ياخاله هانت هانت..هذاهو المستشفى قدامنا...
...............
عقارب صغيره سوداء..تعانق الثانيه مساءً..في تلك الساعه الواسعه..التي تلتف باصرار حول معصم قوي...ثابت على خصر مشدود توترا..
:حسون واللي يرحم والديك موب وقته...تاخرنا يلا...
حسون باصرار:لا خلني بشوف وش عنده...
(بصوت عالي) يلا يالشاطر تيسر لبيتكم....
رجل اشعث الشعر...مهلهل الملابس..رث الهيئه...يمسك بين اسنانه بعود اخضر..يخضع للطحن والتفتت تحت اسنان صفراء يعلوها الوسخ
:وش تقوول؟؟
كلمات قليله..خرجت من رجل يتشدق بالرجوله الفارغه...
حسون بنفاذ صبر:اقول تيسر لبيتكم لا وربي تندم ع اليوم اللي انولدت فيه...منيب فاضيلك....
تركي يتحرك ليتوسط حسون والرجل الغريب الهيئه ليقول بحزم:خلاص ياجماعة الخير..تعوذوا من ابليس
(التفت للرجل )للمرا المليون نقولك محنا بيم حريمك...جينا ياخوي ندور على محطه واهلنا يحترونا لهم اكثر من ساااعتين الان...لو سمحت حرك سيارتك وتيسر
(التفت لحسون) وانت يلا..ترا قلبي موب مرتاح...تاركينهم لهم ساعتين..بطريق عمومي...تعال الله يهديك..وتعوذ من الشيطان تراه (بهمس) بزر صغير!!!!
حسون بعناد: وانا امووت على تربية البزران..هذاهو عزوز وش حلاته من تربيتي..مشتهي اربي عيال الشوارع بعد
كلمات كان من شانها ان تشعل فتيلة الحرب بينهم..فاذا بالرجل الصغير..يتطاول على حسون..الذي مالبث ان رد له لكماته...
تركي بسرعة بديهه منه..انتشل الرجل من بين يدي حسون...الذي كاد ان يتسبب في قتله..ورمى به للجهه الاخرى من الطريق..وامسك بحسون يهزه هزا ويقول:تبي تذبح الرجال انت..منت بصااحي..تعال بس
يسحبه معه..بذراعيه القويه ويقول:تعوذ من ابليس ترا فيها قضيه وسجن..ياخي احترم اقلها الرتبه اللي انت شايلها..الدنيا ماتمشي يالقوه وانا اخوك
وراك عايله لاتفكر بس بروحك
كلمات من ورائهم ...استدعت الغضب لتركي
(تعالوا..ارجعوا..مسوين فيها رجال..يا .....)
هنا فقط...ثارت براكين غضبه واوقف حسون قائلا:دقيقه بس لاتحرك انت
حسون:بس خله علي انا اقطع لسانه....
يد فالهواء من تركي تعلن انه يريد ان يتولى الامر بنفسه .. مضى بضع خطوات واسعه..وصل للرجل ...ومسكه من ثيابه..وقربه منه قائلاً: انت حرمه...بلسان وسخ...منت برجال..لوكنت رجال كان دفنتك هنا...بس انا ماوسخ يديني بحرمه......
رماه على جال الطريق وقال بصوت جهوري:يلاااااااااااااا فاااااااااااااااااارق!!!
قام الرجل وركب سيارته الصغيره المليئه بالنساء...وهرب ليشق طريقه..بسرعة مذعوره...
.......................
مشهـــــــد(2)

جسد ابيض غض...انثوي رائع التفصيل..تلتف حوله فوطة بيضاء..تغطي عريه...وكأن بها حائرة..لاتعلم أي جزء يستحق التخفي..لكثرة مايحمله هذا الجسد من مواضع فتنه واغواء...فنراها تمتد كريمه...حول جسدها..
واقفةً هناك..امام ملابسها الكريمه العدد..تمسكهم بتتابع...وتقلبهم كيفما شاءت.لتختار واحداً منهم يستطيع ان يؤدي المهمه الموكله اليه.. بكل اتقان..وهي ان تخطف انفاس احدٍ ما..وتوغل الحسرة والندامه في قلب آخر...
وقع اختيارها على فستان احمر قرمزي...حاد اللون...شديد الاثاره...وقوي الاغواء...ذا صدر عاري...يكشف جمالها وروعتها...يحتضن جسدها بشده..ويفارقه لدى خصرها بخيلاء..
ابتسمت وهي تمسك به..مشت الخطوات القليله للمرآة..ووضعته على جسدها..لترى منظره...جمال صارخ..تساندة حمرة غاويه...
ضحكة مغناجه تسيدت الاصداء..وقالت:ان ما خليتك تندم يا مشيعل...منيب بنت ابوي!!!
.......
:اح اح انتبه اش بلاك انت!!!
بنان مخضب بالحمره..بقطرات من الدم...تحتويه انظار رجوليه غاضبه..
:اسف معلش يا باشا..بس انتا عم تتحرك كتير..مابيصير هيك..خلك سابت شوي!!
حمد بغضب:الحين شلون بقابل الناس ووجهي مقطع..الله يهديك بس..خلصت والا باقي!!
الحلاق السوري:لا بئي شوي بس...روّيء خيوو..هلىء بصير وشك كنو فلئة ئمر..
حمد:مابي قمر ولا بدر..ابيك تخلص علي..بسرعه لو سمحت...
امواس حاده..تروح تجيء على وجهه..بنية التنظيف..اراد لها ان تنتقل لمكان اخر..هوا بحاجه اشد للتنظيف والتعقيم..والتطهير..ليته يوغلها قلبه..ليتخلص من ظنونه المزعجه تجا ه عبير...ليتها تريحه من عناه وتعلقه بمراهقه متاخره..اصابت منه ما اصابت..وعلقته بفتاة لايعرف منها سوى صوتاَ..وشكلاً
:خلاص خيووو..نعيما...
ملامح رجوليه ..تربض فوق وجه مشدود..شارب رفيع..ممتد بسخاء...ليرتبط بلحيه خفيفه جدا..ماتسمى هذه الايام(بالعوارض)..نظر لنفسه بعين الرضا..وقال للحلاق
:تسلم يدينك..ماقصرت
:ولوووو .. واسفين على الاكسيدنت اللي حصل ..
:ههههههه لا عادي ولايهمك..بس انا كنت سرحان شوي..والامواس رجعتلي مخي ههههههه
:اها عريس خيو..من حئك تصفن..ههههههههه
:ايه ايه...(آهه تطفلت على صوته) ااااهـ..صحيح عريس
هب واقفا..ونظر للحلاق بابتسامه واهنه..ومضى في طريقه...
يطأ على قلبه..ويسرع الخطى...يمضي بسرعه..وكأنه يسابق افكاره..يريد لها ان تخرس...وَكأنما بِ مشآعره وآحاسيسه إفترشت الأرض..وهوَ يطأ عليها بقوه..واصرار..وسرعه...
احس بالم في قلبه...الساعه الثالثه!!
الى اين سيذهب....لايريد العوده للمنزل...ركب سيارته..ومضى يجوب الشوارع...وحيرته تحركه..ذات اليمين وذات الشمال...ان اراد ان يتجه يمينا...خالف رايه واتجه شمالا...فرّغ تلك المشاعر العنيدة التي تريد التمرد والعصيان...
مرت الثواني..وجرت تلكما الدقائق الجنونيه...بين سرعته...وتمرده..حتى وجد نفسه امام البحر...
فضآء قاتم اللون..لآمدآد له..واسع عميق..يضآهي ألمه عمقاً وحيرته إتسآعاً
هيَ مغآمره...بل تضحيه بِ حق نفسه قبل أي كآئنٍ كآن..وسَ يمضي بها قُدماُ
عرقٌ يحمل التمرد ..برز بِ عنق مشدوده متوتره..ينبؤنآ أن هُنآك تحدي عُقد العزم مسبقاً على تنفيذه
........
أنحني بِ هَوَس

تكبلني .. قيود الجنون

لِ رداءِ إكتسى بياضاً

أناملٌ مرتجفه

أنفاسٌ متلاحقه

نظراتٌ مسلوبه

هيَ عدتي وَ عتادي

أنحني لِ ردائك

بِ جيوش مشاعري الكاسحه لِ هيبة ظلالك

لِ

أشتم عبيراً

فَ

تسكن نفساً

فَ

يبلغ بي ال هوس أشده

وَ

ال إحتياج أوجه

مابالك ... لآ تتقن إستماعاً لِ


ثوراني

هكذآ حدثت نفسها بِ يأس وهيَ تمسك بِ ذلك الثوب الملقى بِ إهمال على السوفا..وكأنه يرسل لها طلباً حثيثاً للإحتواء..وكأنه يطالبها بِ التغلغل ..وما كآن منها إلا أن إستجابت له..
:ولكم مدآم
أدآرت اليها رأساً مثقلاً بِ الهموم ..وإستعارت من الإبتسامه لمحاتها لِ تتوسد شفتيها تلك إبتسآمه صادقه..وقالت بِ ألم:هآي نانا .. آي مس يو !(إشتقتك نانا)
من خلف تلك المستخدمة برز لها ثلاثة رؤوس صغيره تصرخ بصوتِ باكي:أمل أمل ماعندكم اكل فِ بيتكم؟
إبتسمت لهم بِ محبه .. وأرقدت ذلك الثوب مكانه بِ كل عنايه وكأن به درة ثمينه ..وَجب عليها أن تعيدها لِ مكانها الأم..
وَ إلتفتت لهم بِ ضحك وقالت..:حتى لو مافيه أكل ..بطلب لكم أكل ..وش تبون بعد؟
وجهت أنظاراً متسائله لِ نانا وقالت: ماسويتي غدآء نانا؟
إبتسمت تلك المستخدمه وأطرقت رأساً خجلاً وقالت:لا مدام..سير اكل برا
أمل بِ آهة غريبه:آها
إلتفتت لِ إخوتها وأمسكت بهم وقالت:يلا لتز قو 
...........................
جرس يرنْ بِ تتآبع وَ إصرآر بِ آنحآء المنزل
مصدره البوآبه الخآرجية .. بَعَثْ بِ آوصآلها الريبه وَ كريم القلق
يآترى .. آيعقلْ آنْ يكون هوَ ؟
: آآح
نآنآ:مدآم واتش يور سلف
قطرآت من الدم تخضب بنان آمل ..
حدثت نفسها قائله ... {أيعقـــــــلْ}
...........................................
مشــــــــــهدْ (3)
الليله ليلتنآ .. يآ محلى جمعتنآ
نثبت لكل النآس .. قوة محبتنآآ
أنآملٌ مرتجفه قآمت ب إغلاق قلب مآسي صغير يربض ب خيلآء على كفيهآ الموردتآن
آعادت فتحه من جديد .. لـ تنبعث ذآت النغمه منه ولكن ب شهقآت أكبر
وأسى أكبر .. رفعت أنظآر الوجع لـ النآفذه ..ف إذآ ب أكوآم الغيوم الرمآديه تتزآحم ب السمآء
كمآ تتزآحم جيوش الهم بقلبهآآ الغآفل
آهه كآن من شأنها أن تعود بهآ لـ ذآك اليوم
نعم .. يوم مميز ..بل تآريخي ..حُق له أن ينقش بمآء الذهب لـ أهميته
حفله كبيره جدآ .. كآنت هي أميرتهآ كمآ هي عآدتها دومآ
ف (عبير) لآ يمكن أن تكون إلا ف المقدمه
فستآن أسود طويل .. كثير العري ..
كمآ هي مبآدئهآ ..تتقآسم ذآك فستآن عريه
أمامها تقبع غريمه لهآ ..ب فستآن أبيض قصير
نحيله ..وجه بيضآوي طفولي .. وشعر آسود يزيد من هآلتها
تأملت تلك إمرآءه بسيطه بعين الحسد
وإذآ ب هآتفها المحمول يحمل اليها رساله نصيه محتوآها
( حبيبي تعآلي للبوآبه الخآرجيه .. )
نهضت بأنفه وخيلآء ..وسآرت خطآها ب غرور من جآنب تلك بلهآآء
ترسل اليها الآخرى نظرآت وابتسآمات غريبه وكأنها على علم بالموضوع
تجآهلتها وقالت ب دآخلها .. ( هو لي .. ولن يكون لكِ )
فيمآ بعد .. وعند بوآبه خشبيه كبيره
أربعة آقدآم .تقف ب حميميه غريبه
عينآن تختلسآن النظر يمنه ويسره ..
كثير شوق ممقوت إحتوآهما .. خلآصه هكذآ شوق هو هذآ القلب المآسي
آرقدت رأساً على حجرهآ المرتجف آلما
وأجهشت بالبكآء
ف ترآتيل المهآآ آقوى من أن تستطيع كتمآنها
طوبى لك من مآضي
...................................

: أصلا البنت يا تدعسها يآ تدعسك رضيت والا انرضيت
هذآهو العلم اللي يجمد على الشارب ..من اول ليله ورها العين الحمرآء
لا تسوي فيها الفريدوو وجنتله .. مهيب عندنا هالحركآآت ....
إختفت بقية الحروف ..ف مآكان يدور ببآله أعظم من هذه ترهآت
أدآر اليه رأسا مهموما : انت وش تبي اللحين ؟ يقآلك تنصح مع هالوجه؟
نصيحه لاعاد تنصح احد .. هذآ وانت المتعلم الفاهم
: حمد اسمعها مني وآنا اخوك هـ الحريم ما ينفع معهن شي .. كل ما دعستها زود كل ما مشت امورها
: ليه سياره هي ؟
أجبر نفسه على الضحك .. ي آلله وكأن ب أضلع صدره تكبت أي ضحكه من شأنها الخروج
وكأن بها تغتآلها وتخرجها رمآداً
أعوذ بالله العظيم من كل شيطآن رجيم
هب وآقفا ..
: يلا بس مشينا الساعه 4 العصر مآبقى شي على موعدنا مع الجمآعه بروح اتحمم واتجهز
: من قدك معرررس .. الله يطعمنا
.........................


ياهيه التفت لي واسمع دعاي لك يا هيه


ترى عادك بتشبع من البعد وتواجه


دعيتك بصوتاً ياصلك ليه ما توحيه


وأنا اسمع ضلوعك من صدأ الصوت لجاجه



عليك الفؤاد أخلاجه مصمخاً راعيه


خاف الله في راعية ما تسمع خلاجه



ترى العفو قد جاك اوله واغتنم تاليه


وترى الحلم بحراً غير لا تامن امواجه



وترى الود لليلاً ملظماً جيت لك سارية


سراجه وصالك والجفا ينفخ سراجه



وترى قصرنا الي كم سنه نجمع ونبنيه


هوى العدل طيح بابه العود وسياجه



لي ايام مدري وين دارك ولا ادري ليه


وانا خابر اني باب شفك ومزلاجه



غياباً بلا سبه هجاداً بلا تنبيه


وجفا اغلا العرب ناراً على الكبد وهاجه



نضج قلبي من البعد وش حاجتك تكويه



جفاك الجمر والصبر في بعدك الصاجه



وطبع حبك بقلبي والايام ما تمحيه



هذا هجرك يحاول يموجه ولا ماجه




يموت الأمل لكن ظنون الغلا تحييه



وعروق الوفاء في الروح والقلب وجاجه



خبرتو حداً يبكي على واحداً يبكيه



وخبرتو حداً مسجون ما يبغي افراجه



احبه ولا ابغضه على شيءً يسويه



ولا زالت ارقاب الرجاء فيه منعاجه

على تلك أبيآت تشدو بهآ آشواق ب طربيه متفرده وهي تغسل الخضآر ف المطبخ
روح هنآك تتعذب ..
حدثت نفسهآ
: يآآآآآه يآ آشواق لو تدرين قد إيش تعبآنه أختك
لو تدرين كيف قلبهآ يعآندهآ
لو بس تلمسين كفي
نظرت لـ كفهآ ف إذآ به يزآول الإرتجآف
رآئحة هذآ المكآن تتعمق لـ دوآخلها ..وتعيد بهآ الحنين
آدآرت رأسها .. وإحتوت كل مآ حولهآ ب أنظآرها
وردتت ب أسى

وخبرتو حداً مسجون ما يبغي افراجه

نعم ك السجن الفخم آلمعتق ب أزكى العطور وأنفس الحلي
حسبـي آلله ونعم الوكيل
: آمووووووووووله يآ ست البيت مخليتني بمطبخكم وجآلسه تعدين ذنوبك بالصاله
لآشعوريا ..أطلقت سرآح الضحكآت من صدرهآآ وهبت وآقفه
:هذآني جآيتك يآوم لسآنين
............................................
مــــــــشهد (4)
يد رجولية سمرآء .. مخضبه بِ إحمرار بِ فعل الشمس الحآرقه.. ترتفع بِ سرعه لِ تلك نظآرات شمسية كبيره
لِ تبادرها الاقتلاع
: خآله وصلنا المستشفى ثوآني بس
على عجآله ترجل من المركبه التي توآزيه ثبآتاً ..بخطوآت وآسعه دلف بآب الطوآريء
:سرير لو سمحتوآ معي حآله مستعجله
ضحكآت تتشبع ب لهجه آجنبيه وهمزآت وكثير لمزآت رآفقت ظهور مشعل عند البوآبه
وقف هنآك تلفه نظرآت الإعجآب والتأمل .. مآلبثن أن تسآرعن لـ جلب ذآك سرير من شأنه أن يلبي ندآء مشعل
سبقهن للبوآبه الرئيسيه .. طرقآت سريعه على النآفذه ..لـ تنبيء آم عبدالمحسن أن الوقت قد حآن
ترجلت تلك المرآءه ب وهن ,, يتجآذبها الخوف على زوجة إبنهآ و من ردة فعل إبنهآآ
يآترى هل س يتقبل الوضع ؟
.....
خطوآت مسرعه تتوقف فجأه .. لـ تعآود المسير ب خطى ثقيله متهآويه
: وين آهلي ؟
تركي إستقبل تلك نظرآت فزع من حسون ب ذآت المفآجأه وتزيد
بسرعة بديهه تركي قآئلاً: دق على جوآل الوآلده آو على الاهل
لا تجلس متبلم كذآ
إرتجآفه يده أسقطت الهآتف المحمول من يده أرضا لـ تتناثر تلك بطآريه وشريحه تتسآبقان للتبعثر
: آوووووووف يلعنها حاله.. هات جوالك
بأنآمل يلفها التوتر وذآكره مشوشه لآشعوريا وجد نفسه يطلب رقم أمل
ربمآ شعوره أنها المرآد الاهتمآم بهآآ .؟
آنها في بلاد الخصم ..؟
آنها المرآد المحآفظه عليهآآ ..؟
لآ يعلم مآ الذي دفعه لـ هكذآ فعل ..لكن مآ يدركه جيدآ أن أنفآسه تُزهق مع كل رنه تتهآدى لـ مسسآمعه
وكأنهآ دهرآ وليست ب ثوآني
على النآحيه الآخرى .. آمل ممسكه ب الطمآطم وتطلب من أشوآق أن تحسن تقطيعها صغيرآ
ب نبرتهآ الهآدئه : نآنآ آوبن ذآ دور ..ذآ فودز آرريف
(افتحي البآب الاكل وصل )
رنآت محمولهآ تتهآدى اليها .. نغمه عآديه؟
من يآ ترى يتصل بهآآ ..
ب خفتهآ وروحها الطفوليه آخذت تجري لـ مكآن المحمول
تسمرت عينآها على الرقم .. إنه تركي
تركي ؟ آخذت تردد إسمه بصوت عآلي ودقآت قلبهآ تكآد تخرس الوجود من حولهآآ
لآ شعوريآ آخذت تدير رأسها يمنه ويسره لتتأكد من غيآب مشعل
بآدرت الرنآت ب الإجآبه : آلوه
بصوت متحشرج : آمول وينكم فيه
فيكم شي؟
وين رحتوآآآ
تكلمي
إنطقي.. لآتسكتين
خنجر آوغل ب صدر رجل مآآ يمكث ب جآنب حسون وبآدره لآ شعوريآ
: هييه لآ تصرخ على البنت تروعهآآ .. ترى ميب نآقصه
نظرآت حسون الحآده كآنت كفيله ب إخرآسه
آهات الارتيآح تزآحمها حروف التوتر صدرت من صوت آمل
إنه حسوون ..
: هلا والله حسون وش فيك لآتخآف
مآفينا الا العآفيه
حسون : آها ؟؟؟ آيووه؟؟
آمل بقلة حيله ..هوت على السوفآ القريبه منهآ
وقآلت بيأس وبسرعه حتى تكتم تلك شهقآت
:حسون مشعل شآفنا بالطريق ..
:مشعل؟؟؟؟
: وتونه تعبآنه مره ..وامي خذتها المستشفى
:تهاني؟؟
:بس لآ تخاف مافيهم الا العآفيه مشعل آخذهم للطوآريء و ...
آرقد كفه المتعبه على رأسه .. فآتحاً فآه
يآ لهول الصدمه
تهآني بالمستشفى .. آمل مع مشعل
آسند جسمه المرهق على السيآره وسلم المحمول لـ تركي
:شف وش تقول ..وشلون مشعل؟؟ وش جآبه بفهم
تركي على وجه السرعه التقط منه المحمول
صوت محبب تهآدى لـ قلبها لـ يبعث بها الرآحه
آسلوب يدل على التمرس لـ موآجهة الصدمآت والحآلات الطآرئه
:آموله لبى قلبك وينكم فيه اللحين
ب أسى وآضح كآتمه تلك شهقآت
: أنا ف بيتي ومعي العيال الصغآر وشوق
( بيتي .. يآآه مآ أصعبهآ من كلمه يآ أمل)
: وامي الجآزي؟ وتهآني؟
: مع مشعل بالمستوصف مدري المستشفى
: طيب آمول يآ فديتك ممكن اتعبك تكلمين مشعل هذآ وتستفسرين منه وينهم فيه عشآن نروح نتطمن عليهم؟
: أنا ..أنا ؟؟ لااا لاا
لمحآت الفرحه تترآقص ب نآظريه وأردف سريعا
: اي آموله دقي استفسري ولآ تخافين ولاشي .. بنشوفهم ونآخذهم وجآينكم
:......
:آموله
:لـ لبيه
:لبى روحك .. انتظر مكآلمتك آوك؟
فكر مشوش
: آوك تركي .. طيب
........................................................
مــــــــشهد(5)
ب نظرآت قلقه بآدرت الممرضه مشعل ب الأسئله
: كم شهر حآمل هوه؟
أدخل يديه بـ جيبه ب توتر وآضح وقآل :ليه فيه خطر عليهآ
ب نفآذ صبر
: انت مافي معلوم زوجه انتا كم شهر
:ميب زوجتي يآ بنت الحلال ..اصبري تجي خآله وتعلمك
تتمتم تلك شفآه تآيلنديه بكلمآت لم يستوعبهآ ولكن الاكيد إنها لن ترضيه
في هذه اللحظه .. وطوبى لهآ من لحظه
( وبحبك وحشتيني
بحبك وإنتي نور عيني
دآ وانتي مطلعه عيني
بحبك مووت )
أجفل من تلك نغمه .. أحس أنه في حلم
دقآت قلبه تسآرعت ..وأجآل نظره للمتوآجدين حوله
علهآ إحدى هوآتفهم المحموله .. ف إذآ بهم صآمتون يبآدلونه النظر
يحثونه على الإستجآبه
ومآ كآن منه إلا أن لبث هنآك وآقفا ..غير قآدر على الحرآك
إنقطعت النغمه
وعآد السكون من جديد لـ يعم أرجآء المكآن
حسرة ب قلبه تعآلى نحيبهآ .. لمآذا لم يغتنمها من فرصه
لمآذآ أصابه الجمود هكذآآ ؟
......
تحدث نفسهآ بقلق وهي تذرع البهو الوآسع من شدة التوتر
بنطآل جينز ضيق .. يعلوه تي شيرت ليموني ..يبين لنآ مآ يحمله ذآك جسد غض من نعومه وبرآءه
:يووه يآ مشعل مو وقتك رد علي
وجنتآن موردتآن ب فعل التوتر والحيآء
......
نظرآت من حوله تبآدره ب الإستغرآب .. مآباله لا يجيب ندآء محموله
مآباله يقف ك الأحمق ..
تلك تآيلنديه تردد بينهآ وبين نفسهآ ب نفآذ صبر (موورون) = مجنون
.....
بذآت التوتر .. أعادت أناملها طلب الرقم من جديد
شفآة ورديه ..تخضع لقليل من العضّ ب فعل التوتر
:يآرب يرد
..........
(وبحبك وحشتيني
بحبك وانتي نور عيني
دآ وانتي مطلعه عيني
بحبك موت )
: مستر بليز آنسر يور موبآيل آور قيت آوت
ذير از سو متش نويز هير
( لو سمحت يا سيد رد على الجوآل والا اطلع برآآ .فيه ازعاج هنا على المريضه)
ملآمح تآيلنديه ممتعضه من ردة فعله
على وجه العجآله
:آلوه
ب صوت مبحوح .. إمآ بفعل الشوق .. أو الخوف .. لـ ربمآ الاثنآن سويآ
: هلا مشعل
مشعل .. كم أحب اسمه من نطقهآ له .. ومن دلال أحرفها ..إشتآقها وإشتآق لـ ندآئاتها
عآدت إليه الذكرى كريمه ..مشعل مشعل مشعل .. يآ لعذوبة إسمه من شفتيهآ
لآشعوريآ
:يآروحه .. لبيه
ب حيآء ..قآلت
:وينكم فيه؟
ب صوته الأجش ..الجآئع ..
:ب المستشفى ..شوي وجآينكم فديت روحك
فيكم شي ؟ نآقصكم شي ؟ ترى السآيق برى يآ قلبه فآضي
دقي عليه .. وآمريه باللي تبينه
مآفيه شي تغير (وجد نفسه يخرج من الغرفه ..لـ مكآن آكثر عزله )
كل شي مثل مآهو
لم تغب عنهآ نبرة صوته .. ولآ دفئه
قآومت ب أسى تلك مشآعر تأمرها ب الإنطرآح شوقآ واردفت بسرعه
:مآناقصنا شي .. بس لو سمحت بأي مستشفى انتم ..حسون يبي يتطمن على حرمته هو وتركي
ردد ب ألم في نفسه ..(تركي آهااا .. السآلفه كذآ آجل )
يآ لـ هذآ الجزآر الذي يلاحقه طيفه أينمآ ذهب
عض على نوآجذه غضبآ
اكتست حروفه ب البرود .. والقسوه
رد مسرعآ: بالمانع آنا والوآلده
حيآهم هنآك
شي ثآني؟
إجتآحها الخوف منه . ومن نبرته ..
كيف له أن يكون ب لحضةٍ من اللحظآت عآشق متيم وب أخرى قآسي شديد الجبروت
ما الذي حدث
: سلامتك
طوط طوط طوط
ب صوت مبحوح
:شوق .. شووووووق
رأس أطل عليها من المطبخ ب إبتسآمه لم تفآرقها
:لبيه ست آموله
:دقي على تركي قوليله إن اهلي بمستشفى المآنع
مآفيني اكلمه
تقدمت إليها شوق ..ومالذي ترآه
تجلس على الكنبه البيضآء ..تضم ركبتيها بيديها .. وترقد رأس مهموم عليهما
ركعت بجانبها شوق .. وآضعةً يدهآ على رأس الاولى:آمولا حبيبي وش فيك
رفعت الاولى رأسها ب ألم وقآلت ..
: تعبت يآ شوق والله تعبت
كل مآفيني تعب
كآفي وجودي هنآآآ (اناملها تشير لـ قلبها وتردف بغصه) فيه شي هنآ بيموت
وكآن بيموت
وأبييييييييييه يموت
بس رجعتي هنآ بتحييه من جديد
أبي حسوني يطلعني من هنآآ
شوق تحضن اختها ب موده وكثير حب : آمولا حبيبي ولآيهمك
كلها سآعه بالكثير ونطلع من هـ القبر
ب إبتسآآمه : صعبه آقول عنه قبر ههههههههه
يذكرني بقصور العصور الوسطى
إبتسمت رغمآ عنها إرضآء لـ محآولات اختها ب التخفيف عنها
: يلا شوق دقي على تركي بسرعه .. ترآ يحتري ردي
حسوووني معصب
نهضت شوق وقآلت: تيب هآتي جوآلك موبايلي مافيه شحن يا ست آمل
.............................................
مشـــــهد(6)
لكزس قآنية اللون .. تقف ب خيلاء آمام دآر تجميل لهآ صيتهآ ب المنطقه الشرقيه
تترجل منهآ عبآءه سودآء ب ألوان عديده وشديدة اللمعآن
جسد يتمآيل آنوثه وغنج .. وملآمح صآرخه من ورآء اللثآم المهمل على الوجه
ب لهجه عنجهيه : موسى لآ تتحرك من هنآ .. فآهم
يوميء ب رأسه السآئق ذو البشره الدآكنه
: أبشري عمتي عبير
تتحرك لـ البوآبه وتخرج هآتفها المحمول .. لـ عل المدعو مشعل بآدرها ب رنآت آو كريم عبآرات
ولكن للأسف.. خآب ظنهآ كمآهو معتآد
....................
صوت جهوري يصرخ ب سآئق الاجره قآئلا : يآخي انت غبي
مآتفهم ... والا وشلون
آقولك خذ يمين .. شورت كت .. تقوم تآخذ لي يسآر
هذآ وانت تشتغل هنآآ اجل لو مآتشتغل وش تبي تسوي
نبرآت رزينه تحآدث عبدالمحسن
: حسون اهدأ وآنا اخوك .. مايصير كذآآ
المسيكين ارتبش والله لو بيصدم بنا مالومه
لآيمه عمى
عبدالمحسن يردد: استغفر الله العظيم ..آحس الدم بيخلص من عروقي
لو تذبحني مآ بتلقى بي نقطة دم
تركي ممآزحاً: كل هـ الحال وما بك ولا قطرة دم
آجل انا وش تقول عني .. الرشيق
عبدالمحسن : تمزح مع هالوجه..نسيت آيام اول ..
آه الله يرحم ايام ماكآنت زغودك شوي وتنفجر
تعالت ضحكآتهم
:على الاقل لما كبرت تعدل وضعي .. الدور الباقي عليك انت
:الا وانت الصآدز انا اعرست وقضيت .. الباقي على اللي ما اعرس للآن
إبتسآمه صفرآء ارتسمت على محيآ تركي ..وفهم عبدالمحسن السبب من ورآئها
وقال له بـ صدق وهو يشد على يده : وآنا اخوك لا توقف عمرك على شي رآح
انت الف وحده تتمنآك وتبيك .. مآوقفت الدنيآ على وحده
آمل اختي صحيح .. بس..
حآول اسكآته تركي :لا ياحسون لآتفهمني غلط...
على صوت الاول على تركي وقآل: اترك هـ الحكي عنك .. آنا ماني غريب عليك
وادري وافهم زين كل اللي حولي ..العمر يمشي..لا تخلي عمرك يروح وانت تنتظر سرآب
تركي ب إبتسآمة امل : وانت وش حآرق رزك
عبدالمحسن بجديه: حآرق رزي انك اخوي وهي اختي
وابي لكم الخير
صوت ارتطآم قوي
على صوت عبدالمحسن مجددا : انا وش اسوي به هـ السبيكه ..بغينا نصدم
يا بوهنود انزل انا بسوق
انزل لابارك الله بمن جابك لهالديره
تعالت ضحكآت تركي
..............
شلآلآت الميآه تسقط بقسوه وشديد تدفق ..شديدة الحرآره
على جسد رجولي..مغمض العينآن ..هنآك ثآبتاً بلا حرآك
ولآ نفس ..اكتسى جلده ب لون آحمر ب فعل الحرآره ..يحآول ان يكتم نفسه أكثر
يحآول ان تغسل هذه الحمم المآئيه مآ بدآخله
ب زفره قويه .. أطلق العنآن لـ نفسه..
آهـٍ ثم آهـْ
بحركه وآحده اغلق زمآم هذه الميآه ..تحرك للمرآه ..مسح الضبآب عنها ب فعل البخآر
وتأمل ملامحه ب تفكر
محدثآ نفسه ..
:وش تبي يآحمد؟
وش تبي توصله ب هالشكوك ؟
معقوله تبي ئوطه مغمضه على قولتهم
نسيت ان الدنيآ تطورت
والبنآت صآروا يطلعون لوحدهم ويعملون بشتي المجآلات
وهـ الشي ازآل التحفظ من تصرفآت البعض
هآآه؟
(آعاد التأمل)
لااا انا اكثر من يعرف التطور لوين وصل
كل يوم آشوف بالعمل آنواع البنآت وعارف ان التحرر له نصيب من هـ الشي
بس اللي يصير
مو مريحني
مو قصه تطور ولا تحضر
المسأله اكبر من كذآآ
بيده المكتسيه بحمره مريبه ب فعل حرآره الميآه
سمح للميآه البارده بالجريان
وآخذ يغسل محيآه
مرةً
ف إثنتآن .. ف ثلاث...ف تزيد
...................

نهآية الجزء الثآلث عشر
على أمل أن يحوز على إعجآبكم
محبتكم/زفرآت

 
 

 

عرض البوم صور هذيـــآن  
قديم 24-04-10, 12:18 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَلكة الحرْف المُخمَلي


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71938
المشاركات: 880
الجنس أنثى
معدل التقييم: هذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييمهذيـــآن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1769

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هذيـــآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هذيـــآن المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الرآبع عشر :
ب القرب منك .. أستشعر مكآمن ضعفي .. بينمآ تلك قوه تتوآرى خلف الـ لآوجود ..

أستصرخها ولكن .. تعود إلي صرخآتي منكسة الرأس .. تجر أذيآل الخيبه

ف أنا ب إختصآر ... أتشبع بك حد الإختنآق !

 
 

 

عرض البوم صور هذيـــآن  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, خطوات, خطوات لثمتها افواه شيطانيه, هذيان, قصص, قصص من وحي الاعضاء, قصص وروايات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية