كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
مشهد " 6 "
لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ...
ولا على الكراهيَهْ
ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ
ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ
لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...
فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ
وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ
انتهت مُدَّةُ استعمالها...
توقف ذلك طول مهيب أمام الباب الزجاجي ..
ضآقت أحداقه وهو يرى هذآ الخاتم المآسي الذي يعرفه جيداً ..تقدم قليلاً بـ هدوء
أخذ يأملها بـ عين الريبة .. هذه فتاة يعلوها النعآس .. حتى بآتت لا تُحس به
سآورته الظنون وأكثر ..
ذآت الجسد الهزيل .. وذآت الانحناءات التي يعلمها جيدا
لونها الخمري ليس بـغريبٍ عليه ..
أراد لـ ظنونه تأكيداً ..
نطق بـ
: خلود ..!
مرة ً أخرى علا صوته بـ ذات الاسم بـ نبرة صارمة
: خلووود ..
تنبهت الأخيرة على ذلك صوت مُقبّح لديها ..
وكأنه كآبوس .. إستقامت مغمضة العينآن تُهز رأسها لـ تخرج منه ذلك صوت نجس ..
علّه يتبخر ..
ذآت الصوت
:خلود هذي إنتِ ..
تنبهت .. إنه وآقع ..
وآقع مرير ..
إستقامت بـ جزع وعظيم فزع ..
تراجعت للورآء وهي ترى الحائط الزجاجي الذي يفصل بينها وبين الممرضات بالخآرج ..
على وجه السرعه أخذت تحكم زمام النقاب الاسلامي .. واردفت
: موب من حقك تدخل هذي غرفة عنايه مخصصه ..
: آنتي وش جايبك هنآآآ ؟؟ (أخذ يتأملها بـ غضب )
جآيه تكملين الناقص وتنتقمين من اختي ؟؟
هآه ؟؟؟
ألجمها غضبه .. وعآدت اليها ذكريات الامس الأحمر معه ..
تملكها الرعب .. لربمآ سوف ينتقم منها .. ومن وشايتها به ..
يستطيع أن يقتلها بـ طرفة عين كما كآد ان يفعل بـ شقيقته البريئه التي لم تؤذيه
كيف وهي التي زجت به للسجون ..
تراجعت خائفه حتى التصقت بالحائط من خلفها قائله
: والله ي متعب لو تقرب لي لا اصرخ وارجعك للسجن اللي طلعت منه ..
:وصآيره تهددين ( تقدم اليها بخطوآت بطيئه)
: ايه اهدد .. الدنيا سلف ودين ..
انت هدمت حياتها وانا بالمقابل وديتك مكان انت تستحقه ( كانت تتحدث بسرعه يتملكها خوف وتؤزها شجآعه عجيبة)
توقف وأردف
:وش جايبك لاختي ؟؟
:انا الممرضه المناوبه هنا ( اردفت كاذبه)
:والله ي خلود لو اكتشف انك مسويتن شي لهالضعيفه لاتلومين الا نفسك
: ماسويت شي ، انت ماقصرت بها .. ماخليت بها عرق ينبض الا قطعته
كلمآت كانت من شأنها أن تؤلمه .. وتصفعه ..
إلتفت لأخته الراقده بـ سلام واردف
:شلونها اللحين ؟
خلود وهي تتسلل لـ تصل الباب الزجاجي من خلفه بـ حركه بطيئه
: الحمد لله عدت 24 ساعه .. باقي 24 ساعه ثآنيه ..
ادعي لها بس ..
أنكس رأسه وهو يتمتم
: استغفر الله العلي العظيم ..
إحتوته هي بـ أنظارها وهذا التطور الغريب الذي طرأ عليه ..
لحيةٌ كريمه .. وأنظارٌ هادئه .. وانكسار عجيب ..
أتراه تغير فعلاً ام انها قشور وقتيه لن تفتأ ان تذهب أدراج الرياح ..
أخيراً وصلت للباب الزجاجي وقبل ان تدلف منه استوقفها
:خلود
لا رد يصل
:خلود .. ادري لك كل سبب بالدنيا عشآن تكرهيني وتدعين علي
بس هـ الضعيفه ( بـ غصه اردف ) مالها ذنب
اللي جاها مني ومن الزمن كافي ..
أبيك تستمرين معها .. انتي طيبه وبنت اصول ..
ابيك تطالعينها وتراعينها .. وتعتبرينها ضحيه زيك مالها ذنب
الا ان واحدن خسيس(ن) مثلي .. دخل حياتكم
الجمها الصمت والاسى على حاله .. لقد تغير فعلاً
ماكان منها الا ان اردفت
:لاتوصي .. هذا شغلي اصلا .. عن اذنك
في غرفتها الجدُ وحيده ك هي ..
تقطن على مخدعها بـ عوز .. وذلك هاتف محمول بـ حجرها ..
تتقاذفها مئآت الأفكار .. تركي وَ هي ..
تركي السند ..
تركي الظهر ..
تركي حآرسها الشخصي .. ومن تتكيء عليه حال ضعفها وعوزها .
تركي الـ لازوج .. الـ ليس مقدرٌ له أن يتذوقها
هذه نظرتها له ..
ولكن .. إن كآن تصريح أخاها اليوم في محله
وان لم يكن تركي سـ يزوجها من غيره ..
لا وألف لا .. سـ ترضى بـ تركي على مضض
عوضاً عن رجل غريب لا تعلم عنه شيئاً ..
ولكن ..
مشعل ..
أنكست رأسها تجآذب دموعها الأنات . وعظيم زفرآت ..
قلبها لا يزال بحوزته ..
لا تزآل رائحته تعلق بـ انفها ..
ولايزال وجوده بـ داخلها حياً ..
حبلى بـ الكثير من الذكريات الموجعه معه .. ولكنها لا تزال تريده ..
تشتاقه ..
تحن ايه ..
في خضم تلاواتها الصغيره .. وتراتيل حزنهآآ .. صوت صغير بـ حجرها يسفر عن تلقيها تلك رسالة نصيّة .. من الممكن أن تحدث تغييرا كبيرا بحيآتها ..
ماهي الا لحظآت لـ تقع عيناها على
" أمل ..
مهما كان ردك على الخطبه بالموافقه او الرفض
تبقين عزيزه علي وغاليه
وتبقين انتي الزوجه اللي اتمناها ..
انا بعت البيت
واشتريت بيت ثاني جديد على قدنا انا وانتي ..
وتركت كل شي يخص حياتي اول ..
الا انتي يشهد الله مابعتك
واني شاريك ..
وان جيتي للرياض عشانك .. حاولت كثير ما ارسل لك
بس احس قلبي على كفي ..
منيب قادر اصبر ..
ولا بي حيل انتظر ..
كانك رافضتني علميني .. وانا والله ماراح تشوفيني ولا تسمعين عني خبر طول عمرك
انا احبك .. ولابي غيرك ..
وابي منك فيصل ثاني وثالث ورابع ..
مابيه من غيرك ..
انتظر ردك"
صرخات تلك فتاة عشرينيه .. لم تفتأ أن توالت وهي تمسك بـ هاتفها المحمول على مسامعها
: وشوو .. حآمل ..
هماك قلتي لي انه مايقربها ..
وانها .. انها .. تنام بلحالها ..
شلون حامل ؟؟
وشلون يجي ويخطب وحرمته حامل منه ..
لا اسمع ولايحزنون ... هو كفوٍ لها وهي كفو له
كلهم كذابين ...
|