كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
مشهد " 5 "
ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ
المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين?
ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...
وجهَ شراشفي?
ماذا أفعلُ برائحتِكَ
التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي
ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي
وألوان ثيابي...
وتفاصيلِ حياتي?...
ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي?...
يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً
في كُريَّاتِ دمي...
تقدمت بـ إنابة وعظيم طآعه لـ تلك الكف المرتفعه بـ الهوآء والتي أشارت إليها بـ الجلوس بـ جآنبها ..
تأملت أخيها ووالدتها بـ عظيم حيرة .. لم تعلم ما السبب الذي يدفعهم لـ هذه جلسة مُغلقة ..
بـ تهلل وإنتعاش جلس حسون أمامها على مرتبه وثيريه قائلاً بـ صوت جهوري
:هاه امول ... شلونك اليوم
عسى امورك طيبه ..
نظرت إليه وإلى والدتها المُنكسة الرأس بـ جانبها وأردفت بـ
: الحمد لله .. شفيكم ( التفتت الى والدتها ) فيه شي ..!!
إبتسم حسون وقال
: مافيه الا كل خير ي فديتك .. بس فيه موضوع كذا حبينا نحاكيك فيه بلحالنا ..
سآرعت لـ عقد كفيها بـ حجرها ك ماهي عآدتها إن واجهت موقفاً يشوبه التوتر ك وضعها الحالي ..
نظرت إليه بـ نظرآت تائهه تحثه على الإكمال
:لبيه ..
: ي لبى قليبك امول ( يحاول إختيار كلماته بـ عنايه .. فَ هذه جلسة استغرقت منه يومان من التفكير والترتيب )
امول ي خوك تعرفين آن هالدنيا .. موب دايمتن لاحد ..
وان كلن بهالدنيا مع الوقت بيلتهي بنفسه .. الله يطول بعمر ميمتي بس هذي سنة الحياة ..
والطلاق ي خوك موب نهاية العالم .. ياما حريم تزوجوا وتطلقوا ورجعوا تزوجوا من جديد وهذاهم مبسوطين ومرتاحين مع ازواجهم ..
والدنيا وكل اللي يصير فيها دروس وعبر الواحد ياخذ الزين ويرمي ورى ظهره اللي موب زين ..
فهمتيني امول ..
لآ زالت أمل تنظر إليه بـ عينآن تآئهتان .. تسلل الخوف لـ قلبها الصغير ..
أتراهم ينوون تزويجهآ من رجل آخر ..!!
تبادرت الغصه لحلقها .. لا تريد أي شخص آخر
اردفت بـ
: ايه فهمت بس وش الموضوع ..
احتوت امها الجآزي كتفيها الهزيلتين بـ ذراعها الدافئه وقالت بـ عظيم حب ..
:وانا امتس كلن بيروح بحال سبيله
اختس وتبي تعرس واخوانك بيكبرون ويتزوجون ..
وانا مانيب ضامنتن عمري .. مابي اجلس احاتيك يمه
بدأت صيحآت الوجع تتعالى بـ دآخلها . صيحةً تلو أُخرى ..
لا تُريد لـ هذا حوآر ان يستمر .. تريد أن تركل هذه أفكار ومواضيع بعيداً ..
سـ تكون أمل .. أمل الـ " مشعل السابق "
ولن تكون أمل أحدٍ غيره ..
لا تُريد لأي رجل أن يقتفي آثار مشعل على جسدها .. لـ يُدنسها بـ أنفاسه اللاهثه
تريد أن تبقى وبصمات مشعل عليها ..
نظرت لأمها وحسون تحثهم على الاسترسال
: أمول ( بنبره جاده من حسون ) فيه واحدن متقدم لك .. ويبيك من زممان
ويمكن لوّك ماخذته ماجرى هاللي جرى لك ..
بس الحمد لله على كل حال ..
( بدأت تردد لآ لآ لآ بـ داخلها )
وهو موب غريبن عنك .. ومن أول وهو يبيك وانا اخوك .. وكافي اني اعرفه
( تعالت صيحات الرفض بـ قلبها )
ولاهوب مقصرن عليك بيحطك بعيونه
أسرعت بـ الرد
: حسوني مابي العرس
ولانيب ادوره .. قفلوا هالموضوع خلاص
والا تبون تزوجوني غصب زي مازوجني ابوي ( على أهبة البكآء )
ربتت عليها والدتها بـ حنان قائله
: لاتستعجلين وانا آمتس .. لا تقفلين الابواب قبل تعرفين من اللي وراهم
:يما مابي هالسيره كم مره اقولكم مابي اعرس ( بدأ صوتها تعتليه ارتعاشات العوز)
بـ لهجه حنونه أردف حسون
: امول طيب ماتدرين منهو ..
:مايهمني .. انا رافضه المبدأ
:يمكن لما تعرفين منهو تغيرين رآيك ..
نظرت إليه .. وطفل الشك العقيم بدأ يقفز بـ داخلها يردد اسم محبب لـ قلبها
:أي هو ..
نظرت اليه مرةً أخرى ...
: أي تركي ... تركي اللي طول عمره يبيك ومنا وفينا .. لاهوب غريبن عنا ولانعرف خوافيه
( صدق ذلك طفل موبوءٍ للشك .. انكست رأسها بـ ألم)
ما ابي اسمع ردك .. ابيك تستخيرين .. وتفكرين زين ..
وابي اسمع الرد منك بعد كم يوم
نهض حسون لـ يقطع عليها احتجاجاتها ..
: وبـ النهايه رفضتي او قبلتي .. هذا شيء راجع لك
بس هآه .. تركي احسن من الف واحدن غيره وانتي ادرى الناس بتركي
ولو ماخذيتيه بتاخذين غيره .. ماراح اسمح لك تضيعين عمرك بلا عرس ..
رحل من أمامها وهي تنظر لـ والدتها بـ أسى
: تركي يما .. ؟؟
تركي ....
أومأت والدتها بـ عظيم حب وهي تعلم جيداً ما يحمله قلب إبنتها الصغير من ألم
: وانا امتس يقولون .. خذ منهو يحبك .. لاتاخذ منهو تحبه
اللي يحبك وانا امك بيقدرك ويراعيك ..
والحب يجي مع الوقت
بـ غصه
:تركي مثل اخوي ..
: الاخوان اللي من بطنٍ وآحد .. غيره مهنا اخوان
فكري زين .. واستخيري .. لاتستعجلين يمه ..
تركي الف من تتمناه .. لا تضيعينه من يدك ..
والمره مجبوله على النسيان .. ليا خذيتيه بتنسين كل من قبله ( بـ نبرة خاصه نطقت آخر جمله )
ك الأب .. بالنسبة لهم ..
يحمل همومهم .. ويسعى لـ إسعادهم ..
همٌ ك زوج وأب ..
وأخر ك أخ مسؤول ..
بـ هذآ شعور يحمل من المسؤوليه الشيء الكبير .. وقف أمامها ونطق بـ
: شواقه أخبار دلال خويتك ..
أنكست رأسها شوق التي تتشاغل بـ ترتيب ملابسها الملقاة بـ اهمال على مخدعها دون أن تنظر إليه لـ شدة خجلها
:كويسه
: بس كويسه
: أي يعني .. يعني ماعليها .. زينه
:اها ( أحس أن اخته الصغيره وصلتها الأخبار السعيده عن الخطبة )
ابتسم بـ عظيم حب واردف
:طيب شواقه اتركي اللي بيدك وتعالي اجلسي يمي ..
نظرت اليه بـ خجل وقالت
: ليه
اقصد وشوله
: وش اللي وشوله هههههههههههههه اقولك تعالي اجلسي هنا
: أي ابشر ..
تقدمت اليه بـ تلك بيجاما زرقاء واسعة .. جلست بـ جانبه على السوفا المتعددة الالوان بـ حجرتها .. واردفت
: سم .. لبيه
أرقد يده بـ عظيم حب على يدها .. وقال
:بدون مقدمات ولف ودوران .. أدري انها واصلتك الاخبار
تعرفين اللي تحت الارض آنتي هههههه
:هاه .. ( تقاطرت حياءً بـ جانبه وهي تحس أن وجوده بقربها ك وهج النار المتأججه التي تحرقها خجلاً وحياءً)
:اليوم جاني حمد الشايع .. وتقدم رسمياً لخطبتك
أدري تبين تقولين انه معرس .. بس هو قالي مسألة وقت وبيطلقها
وانا من خلال نظرتي له ك رجل .. مقتنع فيه للامانه
الشهاده لله انه رجل يسوى مية رجال غيره ..
موب زي زوج اختك ..
ولا ابيك تاخذين من تجربة أمل فكره سيئه وتفكرين بالزواج بطريقه سلبيه ..
ادري انك تدرسين .. وتبين تكملين دراستك باذن الله
مابه عرس الا بعد ما تتخرجين ..
كآن يحادثها ك أب .. ك أخ .. ك مسؤول .. وهو يعلم أن اخته الصغيره لا مانع لديها اطلاقا من هذه زيجه .. بل ان الجزء الصعب هو اقناع والدته بـ هذا زواج
: امي طبعا رافضه ..
هنآ آن لـ شوق ولـ تسرعها الطفولي أن ينطق
:وشوله ..
: ههههههههههههههههههههههههههه يعني انتي موافقه ؟؟
آآه منكم ي البنات ..
إستقامت وتقدمت على وجه السرعه لـ تجلس على مخدعها وتنكس رأسها قائله ..
: موب قصة موافقه .. بس امي ليه رافضه
:ماعليك خلي امك علي .. اللي ابيه تستخيرين وانا اخوك
هذا زواج موب لعب عيال ..
ادري انك تفكرين هالزواج بيخليك قريبه لخويتك دلال هاللي ابثرتينا بها
بس دلال فتره وتتزوج ..
يعني فكري فيه هو ك زوج .. مو وسيله انك تشوفين خويتك وتكونين قريبه منها
نطق محسن بهذه كلمات جاهلاً بمآ يجري بينها وبين حمد من قصة حب صامته ..
ابتسمت هي بالمقابل لافكآره الايجابية التي اراحتها كثيراً واردفت على حياء
: ان شاء الله
|