كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
[FONT="Comic Sans MS"]هلا وغلا فيكم كلكم..
اسعدتني ردودكم فعلا..
بنزل الجزء الجديد وسيكون لي عوده غدا باذن الله للرد على كل من تفضلت وشرفتني بحروفها على حد سواء...
اليكم الجزء التاسع
متمنية من المولى ان يحوز على رضاااكم...
[الجزء التـــــــــــــــــــاســـ ع:
دُمــــوعٌ ترقرقت..وآاهاتٌ كُبِتَتْ..واحلامٌ وُئِدَت...من جراء تصرفاتٍ رعناء..لانحسب لها حسابا في حياتنا اليوميه....فَـــرُبَ كلمة ٍرقـــدت..على شفاهـ ٍ تفوهت....ولفظتها ..لعقول صورتها.. بغير معانيها...ولا لـِـكيف اراد لها عَانِيها ان تظهر....
ايام عصيبه..تشق لها طريقا..لتحاول ان تجد لها موقعا في التاريخ..ومنها تصرفات كثيره نشهدها فالمشاهد القادمه تؤكد لنا ذلك.......
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد1
السلام عليكم....
شفاهـ مبــلله بريق الارتباك الذي لم يلبث ان جف عليها لصعوبة مايمر به صاحبها من حاله يرثى لها..
هيَ.. صوت الحنين يجاذبها ...ولكنها لا تلقي له بالا..فما زادت حروفها على حروف من حولها ..
اكتفت بالقول..ناكسة الرأس..:وعليكم السلام والرحمه...
كان امامها..لم تنظر اليه..ولكن احست بحرارة نظراته المشتعله..فلم تكن تقوى ان ترفع راساً لتبادله النظر..فمابدر منها قبل قليل..ومشاركة عينيها عينيه..لمسرحية شيطانيه..كان كفيلا بزرع الندم في حناياها..
ام عبد المحسن:هلا والله بولدي..شلونك يما..وينك فيه..ماعاد لك شوفه
يؤيدها ابنها حسوني قائلا:أي والله يما شفتي كيف..ع باله ان الجزار ياانو يقطع لحم يا انو ياكل مهنا غيرهن شي ههههههههههه
ضحكات الجميع..علت لتصم الاذان..
هيَ .. أراردت لها ان تعلو اكثر فاكثر..لعل ضحكاتهم تــخرس ذلك الــصوت المتحدث بداخلها..ليصمت ويكف الحديث....
شيئٌ ما احست به يرقد فوق يداها..وصل الرعب لحلقها ..واحست انها على وشك الاغماء..سرت الرجفه في اوصالها..واهتز جسدها رعبا..رفعت عينان مرتعبتان فوجدت انها تهاني..قد مدت اليها يدا تحتضن قفازاً اسوداً لتمسك بيدا امل الباردتان...
بادرتها بالحديث قائله بهمس:اسم الله عليك اش فيك اموول!!
هنا شراره.. اجبرت كل المحيطين بالطاوله على ترقب الحدث..فاهتزاز كتفين..ورفعها لناظرين مرتعبين كان كفيلا باثارة الاندهاش لدى البقيه..
صوت قلق:اموول اش فيك..لايكون تعبانه...(اردف حسوني معلقا على سؤال زوجته)
صوت اكبر سنا:وانا امك لايكون ماكلتي حبوبك؟؟؟ الدكتور موصي(ن) عليها وانتي ماغير مقابلة(ن) ولدك او نايمه ...لا اكل ولا عيشة (ن) زي الخلق والناس!!
نظرات تحتضنها بكل اهتمام ..لكنها لم تصدر صوتا وتساؤلا حرفيا كالبقيه..اكتفت بالنظر اليها وتامل حالها...
امل تنظر اليهم من وراء طرحتها التي ارختها بسخاء على عينيها لترد عليهم بلسان الكذب:ابد مافيني شي..بس كنت سرحانه شوي بولدي..مدري اش سوى مع ناني..لايكون بهذلها او حاجه بس..!!
كلماتٌ اقنعت اماً..واخاً واختاً..ولكنها لم تقنع حبيباً..اعتبر نفسه المجرم الاول..لاحساس امل بهكذا شعور..
وكأن شيئا ما ..صاح بداخله فجأة..ليقول له ان يكف عن تلك النظرات المحرجه..وان يغير مكان جلوسه..يبدو ان سطوة الاحلام ..اخذته بعيداً هذه المره..فماكان منه الا ان لفظ كلمات تنافي مبادؤه وافكاره فــقط ليصرف النظر عن ارتباكاً يُعاش وحيرةًِ تتآكل تلك الحنايا بداخله:حسون وراك جالس كأنك حرمه..تعال ناخذ لهم كوفي ونغازل ونرد هههههههههههههههههههههههه..نعنبو دارك كل هالمناظر اللي تفتح النفس واخرتها جالس..
نظرات وجله مرتبكه من حسوني اذ ان وجود زوجته ..وسماعها لتلكما كلمات من الممكن ان تُحدِث مالايحمد عقباه:اقول طس بس غازل لحالك ..وخذ معك ولدي علمه..ههههههههههههههه
ضحكات ام عبدالمحسن هيَ الصوت الانثوي الوحيد الذي شارك حناجر تركي وحسوني بالضحك ..لان تهاني كانت حانقه..واموول مستغربه...
.......
على الجهة الاخرى من الطاوله..كانت هناك طاولة مـــا تحتضن ثلاثة اكف..احداهما كانت تطرق الطاوله وكانها تنتظر شيئا..بينما الكف الاخر يحيط بوجهها وكانها تتامل شيئا ما أمامها..اما الاكف الاخرى فكانت تحتضن بعضها البعض وتطلق العنان لعينيها بالتجول فيما تراه امامها من عجائب....رصدتها باهتمام..
اعجووبه 1
امراءه متزوجه تطلب من زوجها ان يغير مكانه لئلا يقابل اشواق ومرام..يظهر لشوق ذلك من خلال نظرات المراءه الحانقه..وهيَ تصرخ بزوجها على وزن(احاكيك واسمعي ياجاره):صدق ناس ما تخجل....
الزوج دوره في كل ذلك لم يتعدى بضع ضحكات قصيره يخفف بها من توتر زوجته..ونظره تحمل معنىً مختلفا رمق بها على عجاله شوق ومرام....
انها حقا لتتعجب منها ومن زوجها..فهيَ لم تحادثهم حتى...!!!
اعجووبه 2
زوج جاء بلا زوجه..محملا باربعة اطفال...بل لنقل ذكر جاء بلا أي رجووله!! حاملا دليلا واهنا يثبت به رجولة صماء..جلس على طاولة تقابلهم..مد يدا باهمال ..تحمل مالا ً لأطفاله قائلا بدون ان ينظر لهم:روووحوا العبوا.. واشتروا ..وتقضوا يلا..عندكم ساعتين..
بينما اليد الاخرى تشاغلت بهاتفه المحمول..وكانه عمل اعتاد القيام به..ان يفتح البلوتوث..ويقيم من امامه..ليختار فريسة له.....!!!
اعجووبه 3
شاب وشابه..يافعان يحتضنهما الاخضرار كعود استقام واكتمل نموا للتو...ولكن هيهات ان يكون هكذا نمو هو مطلب أي اهل..ومطلب أي حضاره..ومطلب أي ثقافة تُرْجَى ويُتَطَلَع اليها....
اكفهما تحتضن بعضها البعض فوق طاولة متهالكه ...اذ نرى الشيطان فاتحا فاهــ..ليلثم الاكف..ويسمم المباديء..ويزين الاصوات...
فلا حياء يذكر..ولا يُلامون بهكذا وقاحه..اذ ان حياؤهم من رب العباد قد زال..فكيف حياؤهم من العباد ذاتهم....
صوت باغتها ..وافزعها.. : هيييييييييه انتي..اش سرحانه فيه!!
شوق وهي تنظر للشاب والشابه..:ولاشي مرام..بس استغرب بجد..ومقهورا بجد..ونفسي ابكي بجد..
مرام وهيَ تضع يدها على رأس صاحبتها لترى ان كانت تشكو عيبا ما..او حرارة مفاجئه:اسم الله عليك...الف من ذكره..اش فيك..توك اش حلاتك وزينك..
شوق ناكسة الراس :مرام شفتي اللي قدامنا ذي المتزوجه..
مرام تنظر للطاولات امامها محاولة العثور عليها:مدري حددي..كلهم سمان ومتزوجات
شوق بجديه:مرام احكي جد انا..اللي مع زوجها لوحدهم والرجال معطينا ظهره..
مرام بفكاهه:اها ذا اللي معطينا مقفاه كانه ابوالهول..ايوا اش فيه!!
شوق وهي توجه لصاحبتها نظرات لاول مره تحس بصدقها: تدرين انو هيا اللي طلبت من زوجها انو يغير مكانه..وكانو احنا حنعمل له عمل..او نتحرش فيه..لو شفتي كيف بس تناظر لي..وربي كرهت نفسي..وهوا مات من الضحك ..قال ايش..احنا طايحين عليه
مرام تنظر لتركي امامها يتحرك من مكانه هو وحسوني متوجهين لمحل القهوه الجاهزه في الزاويه:اها وبعدين..
شوق تتبع نظرات مرام ..فما كان منها الا أن ضربت راس صاحبتها بحقيبتها الصغيره معاتبة اياها:وربي انك مخفه صدق
مرام:آآآآآآآآآآآآآي..اش فيك انتي..وحدا مهبوله وزوجها اهبل منها اش فيك مستغربه..
شوق بجديه:ليش مانكون حنا المهابيل وهيا وزوجها العاقلين!
مرام تفتح عينان مندهشتان بوجه شوق وتردف قائله:هيييه بنت..وربي انك انهبلتي صدق..شايفتنا مرقمينه..او محاكينه..انتي اش فيك الليله..قبل شوي اش زينك..
شوق بجديه:مدري مرام..هو تصرف بسيط بس احسه قوي..يعني فكري معاي شوي..شوفي كيف عباياتنا اللي اشكالها ملفته..واللثمه الشفافه..والميك اب ..والعطر..والكعب.و..
مرام:بس بس بس...عرفت سبب حالتك ذي..شكلك انلحستي من جلستك طول الدرب بين تهاني الواعظه وامول المرشده الاجتماعيه...
شوق:الا قولي من اللي اشوفه..
مرام بعصبيه:حنا اشرف من الشرف حبيبتي..وبنت امها لا ذي الدوبا ولا ابو الهول زوجها يقولوا حاجه فينا..وربي وربي لا اكون ماسحه بكرامتهم البلاط..
شوق تضحك ضحكه قصيره لها معنى وتردف قائله لصاحبتها:اقل حاجه بتقولها لك تعرفي ايش هيا
مرام بانفعال :ايش!!!
بتقولك روحي طالعي حالك فالمرايه وتعالي...وقتها مابيكون لك وجه تردي عليها
مرام بعنجهيه وهي تزيد من ذلك الكحل الذي يزين ناظريها..:بقولها مب احسنلك لو طالعت لاني ..بعذر زوجك لو طالع فينا وتركك...
شوق وقد الجمتها كلمات صاحبتها....:يالله..حرام عليك مرام..استغفري ربك وش ذا الحكي..وربي حرام..بتقولك ع الاقل انا لابسه حجابي الشرعي وانتي جايه تستعرضي..
مرام بلامبالاة :اقول اسكتي بس هذاهو المزيون رد لطاولتكم...
شوق تتبع انظار مرام التي تجزم ان تركي قد انتبه اليها لكنه لم يعطها انتباها..:اقول مرام..تدرين انو تركي عارف انك تناظريه..
اندهاش استولى عليها :كيف!!
شوق وهي ترجع ظهرها للخلف قائله:وعارف انك من اليوم حاكرته بهالنظرات..بس مايبين ابد..
مرام بكبرياء واضح:عادي خليه يعرف...
شوق وهي تدعي الجديه:ايوا هو عادي لانك منتي بحرمته..بس وقتها لو بيتزوج مابيفكر فيك لانو عينك طويله!!
مرام وهي تتقدم للامام لتقترب لصاحبتها ماسكة يداها برجاء:جد..يعني فيه امل يتزوجني....
هنا شووق ارادت ان تلقي بالقنبله التي امسكت بها كثيرا خشية ان تجرح صاحبتها:مريوووم..انتي انسانه ماتعرفي اش تبغي اصلا..قبل ساعه بس ازعجتيني بذا اللي شفتيه السواق ع قولتك..وحاربتيني اسبوع لاني ما اعطيتك فيس لمن تتكلمي عنو..والان طايحه فتركي..
ارادت ان تقاطعها مرام لكن شوق امسكت بيدا مرام بمحبه واكملت قائله:انا عااارفه اش بتقولي..انو كلو لعب ولاحاجه صحيحه من حكيك عن تركي..بس اللي ماتعرفيه انو كثر الحكي يعلق ويوهم..زيك لمن حكيتي فالسواق..ولانك شفتيه مرا وحدا بس سويتيها حكايه..
كيف تركي اللي دايما ينط فوجهك...فبيتنا او فالمول او فاي مكان نروح له..
مرام بحساسيه واضحه..على اهبة البكاء:واش فيها يعني..حارمتني الضحك والوناسه..لعلمك ولد خالتك ذا اشبعي فيه..ماهمني..ولو حاطه عينك عليه ابد مالو اية داعي حكيك ورميك بالكلام علي....بس لعلمك انو السالفه عندي وناسه وبس...وغير كذا..
شوق تقاطع كلمات مرام الغاضبه بقبلة تطبعها على وجنتها قائله ..:ياقلبي وانا بعد وربي مابيه..واللي ماتعرفيه انو يمووت بالتراب اللي تمشي عليه اموول..ولساتو ماتزوج عشانها..مب قادر ينساها..وهو اكبر منا بــ 11 سنه..فاهمه ايش يعني 11 سنه..
مرام بفكاهه:احسن خليه يقول على يدي..الا ليت الشباب يعود يوما هههههههههههههه
شوق:ههههههههههههههههههههههههه الله يقطع ابليسك..ايوا كذا اضحكي وخلينا نروح نتمشى شوي..معاي فلوس صارفتهم صارفتهم الله لايعوق بشر..يلا خلينا نروح نستهبل..
مرام:يافديت خشة اللي بيستهبلون ايوا كذا...يلا هيا بنا..بس اش رايك ماتبين نشاور تريكي بالاول..اخاف يزعل علي ماقلت له ..!!
شووق وهي تجر صاحبتها التي تستعرض امام تركي:اقوول اعقلي يلا ..ههههههههههه
.........
مشــــــــــــــــــــــــــــــــهد 2
عرق جبين ما يبرز واضحا..يسانده عروق يدان تمسكان اذرع الكنب الفردي الذي يحمل جسده المرتجف آلما ...نواجذ بارزه تنطق كلمات صعبه ومصيريه بالنسبة له: عبد الكريم..وش ردك على ضيفك..!!!
عبد الكريم الذي أراح جسده على الكنب المجاور لمشعل قال له برجاء:ههههه مشعل ماتعرف حمد وسوالفه..يحب يستفز الواحد..هذا حمد..كابتن طيار..ولد ابوعادل الشايع.. زميل..وصديق عايله..
أضاف حمد لسبب لم يعرفه..لكن راوده شعور انه لابد من أن ينطق بتلك الكلمة..وكأن شيئا ما يدفعه لذلك: ونســــيب!!نسيت تقولها يا عبد الكريم..!!
ضاقت أحداقه هذه المرة إذ قال بدهشة وانفعال:نسيب..والتفت لعبد الكريم معربدا مزمجرا:نسيبكم فمين يا كريّم!!!!!!!!!!!!!!!
..........
يدان بيضاء ممتلئة نوعا ما تضربان وجنتان حمراوان..وقد أراحت إذنا على البوابة المؤدية للقسم الرجالي في محاوله لاستماع مالذي يحدث بينهم...أصواتهم تصل لمسامعها بوضوح..وقد ألجمها الرعب بلجام حديدي..كتم صوتها وانفعالاتها..
منظرها مريب وهيَ تتصنت..وتحاول الاستماع للهمهمات التي بالداخل...
صوت أرعبها ..ودخل لعالمها الصغير..:أش فيك عبير..عسى ماشر..
مابعد طلعتي له...الرجال من اليوم يحتريك.....
التفتت على عجالة عبير لتجد زوجة أخاها المتطفلة..آخر ماكان ينقصها الآن هو وجود منال فالمشهد.....ردت باقتضاب:منال..موب وقتك جد
منال باندهاش من تصرف مماثل وقولٍ كهذا...:ايش...!!!!!
عبير بنفاذ صبر..وعيون تترقرق بــالــدموع:خلاص خلاص منال جد موب وقتك..
كانت ستنفجر غاضبه..لكن بمجرد رؤيتها لدموع عبير..حن قلبها..وأرادت أن تواسيها أكثر قائله:خلاص حبيبتي..اللي تشوفيه..مابضايقك أكثر من كذا بس حابه أقولك انو حمد وربي أحسن لك من أي شخص آخر..وبيقدر يحافظ عليك كويس..دموعك الآن بتنقلب لضحكات وسعادة بعد زواجك منه..وقولي منال قالتلي...
عبير..لأول مره في حياتها..تتجه فوراً لمنال..لتحيطها بذراعيها..قائله بخوف ورعب..وبكاء تلين له حنايا القلب:منـــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــال أنا وش سويت..أنا وش سويت..!!!!
منال بتلك البيجاما النحاسية المموجة..وشعرها المرفوع بتكلف..تنظر لعبير التي تحتضنها بدهشة قويه..فلم تقدم عبير على هكذا تصرف إلا أن هناك طامة كبرى..على وشك الحدوث..مالبثت منال أن أمسكت بعبير من أكتافها..مجبرة إياها على أن تنظر إليها..
منال بــــــعينان مصعوقة:عبير...اعترفــــــــــي..أش فيه!!
عبير وآثار الكحل العربي يتموج بسخاء على وجنتاها ووجهها من اثر الدموع..:دقيت ع مشعل..قلــ..قلت له..انو حمد ..بيخطبني..
منال ببرودة أعصاب مصطنعه تحثها على الإكمال:ايوا..أش بعد..كملي...
عبير وهي تكتم فمها بيديها..وتجهش بالبكاء..فجاء صوتها ضعيفا..وكلماتها مبعثره..متقطعة: عـــ عــصب علي وتنرفز ..وقال ليش تسوون كذا..أنا جــ جـــاااي أتفاهم مع أخووك...
نوبة بــكاء مريرة..ارتجافات..وبضع سكنات في ذلك الجسد الذي يرقد على صدر منال..بكل أريحيه..
منال تفكر سريعا..لم يعد هناك شيئا لفعله..فكل شيء الآن يقع تحت رحمة الظروف..سيكون الانتظار هو الحل المفروض عليها..وعلى عبير
فمن المستحسن الآن ان تخرج باقل الخسائر..وتحاول تهدئة عبير..لئلا تقدم على شيء اكثر حماقه...مماقامت به مسبقا!!!!
سحبت نفسا عميقا..ومسحت على رأس عبير ..وقالت لها بصدق إحساس:تعالي نجلس برا ..منها توصلنا أصواتهم..ومنها نشم شوية هواء..
بضع إيماءات من رأس عبير..تشير بالموافقة..خرجتا معا..للفناء الخارجي..يسحبان خيوطا طويلة..من الرجاء..والخوف مما هو آتٍ..
......................
خطوة الالف ميل تبدأ بخطوة..هكذا حدثته نفسه..وهو المنتظر منه ان يرد على تساؤل لطالما ارعبه من مشعل...قال ناكس الرأس ..كعادته..لكن حروفه جاءت منافيه لحاله..قويه وثابته..وكأن شيئا ما بداخله..اراد له ان يصحو.. : نسيبنا فــ عبير يا مشعل..تقدر تبارك له..لانو عبير وافقت(نطق الكلمه الاخيره بتأكيد وتشديد له معنى خاص) ومابقى الا الملكه ان شاء الله!!
بس شفناك مشغول مع حرمتك وولدك الله يحفظه لك ماحبينا نكلف عليك تجي تحضر الخطبه...
كان يتمنى في نفسه..ان تكون كلكاته..بمثابة المحفز..او لنقل الدافع... على ان يقدم مشعل على خطبتها الان..وتنتهي مدة العذاب الطويله ورحلة الانتظار..التي عايشها كريم مطولا..فنفسه لم تعد تحتمل مماطلات مشعل ولا الاعيبه...
نظرات وجله مرتابه..تنتقل بخفه ودقه..بين الرجلين امامه..يد ترقد بتركيز على ركبته اليسار..تحاول تحليل الموقف..ماسر هذا الارتباك من نسيبه الجديد..ومن يكون هذا المشعل ..ليدخل ويتحدث بهكذا اسلوب!!!!
لطالما كان يؤمن بغريزته الفطريه..وانطباعاته الاوليه..وهاهو البرهان على ماكان يحس به..هناك سر ما خلف منظر كهذا....
..
في هذه اللحظه..وكان الحزن استعار من الحديد قسوته..ومن الياس ظلمته..ومن الاهات حرقتها..ليودعها قلبه..ويحمى بها على جوانبه..ماهذا...عبيـــــــــــر..ستذهب.....!!!
اراد ان يرد عليه..ان يكلمه..ان يعيدها لــ... لــــــــــ؟؟؟
لــــــــــــ ماذا!!!!
فهيَ لم تكن يوما ما له....ولم تكن من نصيبه..وجودها في حياته كان مهما..لارضاء رجولته..ولكي يحس بقيمته..
ملايين الافكار تتزاحم في مخيلته..وتساؤلات تعلن عن حضورها المتعب لتعانق خلايا دماغه المنهك..
لماذا يتحداه كريّم لاول مرهـ..!!وامام شخص غريب..!!وامام شخص كـــ ذلك الحمد بالذااات...!!
هل هو تحدي..
اوفرض راي..
او اعلان..لحالة عصيان..
قد بزغت وانجلت..!!!
ظهرت في باله فكرة اكثر جنونا من الاولى!!!
وهيَ ان عبير..ان لم تكن تريد حمد..كان بامكانها ان ترفض..كحالها كل مرة..عندما تقدموا لها آلاف الاشخاص..وكانت تفضله هوَ..
هو..المتزوج..
هو..البارد..
هو..(اللعاب)
كما تصفه..دوووما...
هوَ وليس غيره..
من المؤكد انها تخفي اعجابا دفينا بهذا الحمد..وارادت لمشعل ان يظهر..لترد لها شيئا من كرامتها المبعثره من جراء زواجه من امل..ولعدم ايفاؤه بوعد قديم..قد قطعه لها..في عمر الورود..على ان تكون له هوَ
استوطنت البرودة اطرافه..ورفع عينان باردتان تجاه حمد.. لينطق بالقنبله..وبما لا يُتَوَقَعْ منه..قائلا ببرود:الف مبروك..
حمد من جهة اخرى تتآكله الريبه..رد بلسان الثقه:يبارك فيك ويبقيك...مانيب قايل(ن) عقبالك..لانو واضح انك معرس جديد....تو اللي جاك ولد..يتربى بعزك
ابتسامه بارده احتلت زاوية شفتيه..كرد على ماقاله حمد..مالبث ان قال: اللهم امين
وقف على رجليه قائلا:يالله انا استأذن..
وقف بجانبه عبدالكريم ممسكاً بيد مشعل الجانبيه..تتاكله دهشه..وتعلوه مفاجئه لم يكن يتوقعها ..قال محاولا ان يستشف شيئا ما من خلال رده:بدري توك اللي دخلت مابعد تقهويت..
مشعل باقتضاب:الله يسلمك ويكثر خيرك(بنبره خاصه) خيرك سابق..
وجه نظره دونيه متعاليه لحمد قائلا له:نشوفك على خير يالنسيب...
حمد وقف على رجليه قائلا:ان شاء الله يا ابو...الا اش اسم ولدك!!
تجاهله مشعل وخرج من المجلس مسرع الخطى..لحق به عبدالكريم..وسط ذهول حمد...سبب زيارته محدد..ومهم..وهدفه قبل كل شيء الغاء الخطبه..لكن ماحدث توا..اسعر في نفسه فتيلة فضول قوية..لن ينهي المساله قبل ان يعرف مالذي يحدث هنا...
................
يد سمراء تمسك كتفا قويا محاولة إثناؤه عن الرحيل قائله...:مشعل..وش فيك ياخوي..اصبر شوي..من اليوم احاكيك
وقفت تلك الارجل عن دك الارض محاولة التنفيس عن غضبها..والتفت لعبدالكريم قائلا ببرود وعينان كالصقر: ..اش بغيت...!!
عبدالكريم..لايعرف من اين يبدا..لكن كعادته..قال كل مايجول في خاطره: مشعل شف وانا اخوك..لاتزعل من اللي صار قبل شوي..واننا ما اخذنا رايك و ما قلنالك..بس الله الشاهد انا دقينا عليك وانت هناك..ماترد على احد..!!
بنبرة اراد بها ان يجرح شيئا من كرامة كريــّم:اكيد ماني براد عليكم..مقابل مرتي وانسباي..ارد عليكم ليش!!!
سحب ضحكة صفراء واكمل:أي معاك حق يابو فيصل..بس انا مابيك تزعل واكيد انك حريص على مصلحة عبير...(متمنيا لاخر لحظه ان يستفز غيرة مشعل ليطلب يد اخته منه)
نثر كلمات ..كالزجاج الحارق..في وجه كريم..وقال:لا واللذي خلقني...وليش تهمني..انت وهو انت يقالك اخوها..تاركها تروح وتجي على كيفها..وهذاهي اختارت واحد الله العالم من وين جايبته لكم..!!
نبرات معترضه من كريم قطعتها يد مشعل التي رمت يد كريم بعيدا عن كتفه وقال له: اختك وانت حرٍ(ن) بها..بكيفك..تبي تزوجها..تجلسها..بحريقه..انا كنت جاي بس اسلم عليكم وعلى مرت عمي لا اكثر ولا اقل...
وبكرا الساعه سبع لاهنت تكون موجود بالشركه حالك حال بقية الموظفين..موب نايمن لي بحظن حرمتك..ايام اول انساها خلاص...
ربت على كتف كريم باهانه بالغه قائلا:رح لضيفكم هههههههههه لا يقول اش فيها البنت.. هربوا واتركوني بلحالي ههههههههههههه
سلام
نظرات الكره والالم تخترق شبح مشعل ..مصدرها عينان..تجمعت بهما دموع الكرامه..والجرح..والانكسارالرجولي....
تمتم قائلا: هــــــــــــــين يا مشعل...الايام بيننا..!!!
...........................
فتح باب السياره..وجلس على المقعد ذاته..الذي لطالما حادثها هناك..في غفلة من حضور زوجته..وفي حضور مبجل..لشهواته الشيطانيه..
لايعلم بماذا يشعر.....
كان يظن ان عبير كانت حبيبة اخرى له...
لكن احساسه الحالي غريبا نوعا ما....
اذ ان اللاشيء...اصبح شعور متعارف عليه..لدى قلبه..
حاول ان يستجمع غيرته..ولكن ما ان جمعها حتى نثرتها رياح اللامبالاة الباردة!!!
هل سبب شعوره يعود لانه يعلم ان كريــّم لن يستطيع..بل لن يتجرأ ان يزوجها لاحد سواهــ!!
او لانه فعلا احس بحمــــــــــد خصم قوي لايريد التصادم معه..ليس خوفا..بل لانه في حالة حزن لن تمكنه على المواجهه بأفضل حال!!
او فعلا عبير لاتهمه..كانت تؤدي غرضا..وستظل تؤديه له..حتى بعد زواجها...!!
لا يعلم...رأسه مليء بالافكار..وكلها تدور حول حلقة اللاشيء الذي يحس به..
اقفل باب السيارة بعنف...ومضى يطوي الطريق..غير آبهٍ لمؤشر السرعه الذي يصم الأذان..
كسير.. لايعلم ماسبب كسره!!
حزين..لا يعلم سببا لحزنه..لماذا هو حزين على ذاته...
من المفترض ان يبكي عليها..لكنه لم يبكي
من المفترض ان يحزن لاجلها...
لكنه لم يحزن.....
وكأن بهكذا حادثه قد وُجِدَتْ لتمتحن مشاعره....وتظهر له شيئا آخر لم يعلمه...
.................................
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد3
رعب يهتز عنيفاً مزمجراً..يستاصل الفرحه..ويقطع جذور الايمان..في قلب صغير..لم يفتأ ان يسارع النبضات..بين الفينة والاخرى..معلناً قرب اجله..
اصابع مرتعشه..تضغط بكره على منطقه تعتبر نعمه للكائن الانثوي البشري..فهي رمز العطاء..ورمز الانوثه..ورمز لبقاء الامه...وتوالد الاجيال..
(قد نرى تقلب وجهك فالسماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فول وجوهكم شطره)
صوت خائف ردد بوهن:يالله طالبتك...لاتردني لنفسي...ياربي..(تشتد اناملها تشنجا) لو كان فبطني شي..بذرة شيطان...بذرة عصيان..بذرة تنهي ابوي او امي..انك تنزلها..ياربي الهمني..واستر علي...
رأس صغير..يهتز خشية وايمان..على تلك السجادة الحمراء..دموع تنهمر بسخاء..لتبلل شرشف صلاتها الابيض..الذي يحيط بوجهها الاحمر...
ناظران يرتفعان للسماء..واكف ترتفع..وصوت حزين يردد(اللهم اني ظلمت نفسي..فان لم تغفر لي وترحمني..لاكونن من الظالمين)
شيء ما..يبعث على الراحه..فتلك العروق النابضه بالم..في حنايا الجسد..قد اصابها ارتخاء ما..تنميلة محببه لذيذه..تدغدغ المشاعر..وتبعث لا شعوريا على التلفظ بــــــ الــــــــــ آآآآآآآآهــــ
خلود وهي تردد:آآآآآآآآآآآهــ ياربي...آآآآآآآآآهــ لك الف حمد والف شكر
مع كل دمعه...يفتح لها بابا للرحمه..ومع كل دعاء..تحط عنها الكثير من تلكما الاهات المحرمه..وترتقي لاهات ايمانيه محببه....
انتهت من صلاتها..ومن مناجاة حبيبها..وكما جرت العاده..في هذا الوقت..موعد اتصالات ذلك الشيطان..فالساعه قاربت على الثالثه صباحا..الثلث الاخير من الليل....
خلعت شرشف صلاتها على مهل..وتقدمت للهاتف المحمول..وهي تعلم من هو مسبقا..
لم ترد على شيئا من اتصالاته..سوى تلك الليله..التي طمأنته بها ان الفريسة جاهزة نوعا ما...
الحيره تتنازعها..لاتعلم ماذا عساها ان تفعل..!!لابد وان هناك حل ما...
لايمكن ان تسحب فتاة اخرى لاذنب لها..سوى انها
اطهر منها..
اشرف منها..
و...اكثر محافظه منها..
(هكذا حدثت نفسها بقسوه..تلك النفس اللوامه..التي لم تفتا عن التكرار بانها انسانه خطااااءه...وان (خير الخطائين التوابون)..)
...
قلب آخر..أُغْتُصِبَ حقه فالحياة..لا ذنب له سوى انه .. كان موجودا هناك..في وجه الرياح..والعواصف الشهوانية...فكانت هيَ..من تحملت الأسى..وضحت بتلك السعادة المرجوة..ضحت..بذلك الفستان الأبيض..ودق الطبول..وخطوات الحياء..التي كان من المفترض أن تخطوها قدماها..ذات ليله..لمن يستحقها..لمن يقدرها..
حرمت من تلك الابتسامة العذراء..التي من المفترض..ان تزين محياها...
كان وكان وكان..ولكن حدث ما حدث...والحمد لله على كل حال..الحمد لله..الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه...
: هاه أش قلتي يما...!!
ااااهـ إنها هنا..ليست هناك...رجعت لأرض الواقع المرير بكل قسوة..ولكن ما يهون عليها..هو انه صوت أمها الحبيبة هو ما أرجعها للواقع المرير...
ردت بعينان متعبتان: القول قولك يما..وقول (وجهت سهام الكره لمن يجلس أمامها يمتص سيجارا متفحمة أرادت به أن يبتلعها ويحس بحرارة إيلامها ) اخوي متعب!!!!
رد الأخير بعدم مبالاة قاتله..(وش هو له العجله وهالطيره....البنت بعدها صغيره والعمر قدامها...أقول ماله داعي نزوجها واحد(ن) ما نعرفه ..ولا هو من ثوبنا..ولاحنا من ثوبه)
أم متعب تنظر لابنها بعتب واضح قائله:ياولدي ناس (ن) أجاويد نعرفهم معرفة عمر..وجيران لنا من سنين.. والولد مهنا شيٍ يعيبه..مسمي مصلي حافظ(ن) دينه وأهله..وأنا عن نفسي أقول ماله داعي نطير عرسان البنية..من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..!!
إيمان:بس أنا يما مابيه!!!!!!!!
لمحات لابتسامة انتصار تغزو شفتي متعب قائلا:بعدي والله خيتي..شفتي كيف يما..شورها من شور أخوها
أم متعب بلهجة غريبة : والبنت وش مخرب (ن) أفكارها غيرك...
تلتفت لابنتها بحنان قائله:وأنا أمك أخوك وتحبينه وتثقين برأيه..معاك.. ماقلنا شي
بس العمر يروح..وانتي ترفضين لحد الحين رجال ماينعابون..فكري زين..مانيب رادة على الحرمه الحين..بنتظر شوي يمكن ربي يهديك..ويفتح على قلبك..
خناجر تطعن قلبها...(أخوك وتحبينه!!!!!) للأسف الاخوه تنكس رأسها خجلا من ذكره.....(اااخ يا يما لوتعرفين وش فيه ولدك)
ابتسامات ..ونظرات ذات معنى..تجتاحها من أخيها قائلا:فكري زين يا أمونه..لا أوصيك....
................................
طرقات خائفة على باب قديم نوعا ما..بانتظار الاجابه...ماهيَ إلا لحظات حتى وصل لمسامعها صوت والدتها الحبيبة :ادخل
نظرت للسماء تستنجد الرحمة...وتقول :يما أنا خلود...
صوت مرحب:تعالي يما..الباب مفتوح...
دخلت لتلك الغرفه التي كانت دوما ما تبعث بها شعورا غريبا من الرقابه..وكأن هناك اعين خفيه تترقبانها وتقيمانها ..لطالما هربت من هذه الغرفه رعبا..لكنها الان تشعر بحاجتها لهكذا محاكمه خفيه..لعلها تؤتي ثمارها......
امها كالعاده..تجلس فوق سجادتها الاثيريه وشرشف صلاتها..تؤدي صلاة القيام التي اعتادت ان تؤديها يوميا...بانتظار والدها ان ياتي من مناوبته الليليه...فعمله يتوجب عليه بعض المناوبات الليليه التي يتقاسمها مع اصحابه....
بادرتها والدتها بالحديث لدى رؤيتها متردده بالدخول كعادتها..تقول مالديها عند عتبات الباب وتخرج...:تعالي خلود يما..اقربي شوي..ابوك موب موجود...
انفاس الارتياح تخرج قوية من صدرها التعب....تقترب قليلا من والدتها..احست بالضعف..بالحاجه..بضعف قواها..
فلم يكن منها الا ان ارقدت راسا تعبا..
مذنبا..
تائبا ..
مهملا..
ضعيفا...
على حضن تلك الغاليه..لتقول لها بوهن:تعبانه يما....تعبانه!!!
استغربت والدتها..لكنها لم تلبث ان وضعت اصابع رحيمه على راس ابنتها و قالت بكل حب وحنان....وثقه:مالوم راسك يا يما..من كنبوتر(لفظ الكمبيوتر لديها) لجوال لمجلات لافلام..مايعرف الدراسه ههههههههههه مدري لمن طالعتله..خواتك كلهن شاطرات...
خلود وقد تسللت دمعه هاربه من عينيها لتتشرب شرشف والدتها بحب:أي والله يما..انا لمن طالعه..مانيب زي خواتي(شددت على اخر كلمه بمعنى لا يفهمه سوى من يعايش حالتها)
اذاعة القراءان الكريم تصل لمسامعها..من ذلك المذياع الصغير الراقد بثبات على المنضده العتيقه بجانب سرير والدتها...
آية..من القران الكريم.......زلزلتها....واحست بروحها...كانما تستل من عروقها..ولولا همهمات والدتها بـــ(سبحان الله..الحمد لله..الله اكبر)
لكانت ودعت الحياة
رهبةً..
خوفاً..
رعباً..
(كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
................
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــهد 4
كم من جبين وجبين..نكس رأساً ..وسجد لله الواحد القهار..في هــكذا ساعه....وكأن بنا..نمـــد آهات تصل لعنان السماء..لتعانق رب الارباب.وكلما طال سجودنا..كلما طالت همتنا..ازداد نفسنا قوة ومتابعه..لشحذ الرحمات..وطلب المغفره والقربات
فهنيئا لنا برب كريم عفو ..ماعلينا سوى التوجه اليه......
هكذا هيَ...تصلي لتطلب الغفران..وتسال الرحمن...بتلك الرحمات الـــــتسعة والتسعين التي لديه......
فرغت من الشفع والوتر..قامت وثنت همساتها ودعواتها..وسط السجاده البيضاء..لحين ان تفتحها مرة اخرى....وقت صلاة الفجر...اخذتها قدماها الصغيره لابنها..وقفت امامه..تتأمله..تحفظ عينيه..وشفتيه.. وشعره الاسود..وعلى غفلة من الزمن اذ به يبتسم فجاه..فربما لحلم رآه..او لملك يداعبه....ولايعلم انه انما كسر عبرات..في صدر امه العليله..التي ما ان رآت زاوية فمه..حتى تذكرت اباه...فخرت على الارض..وامسكت ذلك السرير الراقد بثبات..تشحذ الهمه..لتعاود النظر لابنها..انها ام..لابد ان تتذكر ذلك جيدا....رفعت راسا خجلا..
شيئا فشيئا يظهر لنا مقدمة شعرها..
ثم عيناها..
وتوقفت..
وكان بها تخجل من ان تجسد مثال الامومه امام ابنها..
وهو الذي يتجسد بصورة ابيه.. !!!!!!
فهيَ تعلم ان الليله الفائته..
حملت بها وزرا..
وخلعت عنها حياءً..
بتلك المسرحيه القصيره التي تجاذبتها مع تركي..هيَ نظرات من وجهة نظرهم..لكنها جمرات من وجهة نظرها..فتلك العين واهدابها..والحدقهة وسهامها..وبياضٌ واسودادٌ بداخلها..ملكا لمن يسكن هناك..بعيدا عنها..بجسده وقلبه..لكنها ماتزال..تحبه..ولاتزال..زوجته...
(اااخ ياربي رحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـتك!!)
اسرعت لتجلس على السرير..ليحتضن جسدها المرتجف..مدت اصابعاً مرتجفه للدرج القريب منها..لتأخذ منه قلما..ودفترا عتيقا..لطالما احتوى همهماتها..وكلماتها..وهمساتها...
استقام القلم..وتحركت الاصابع..وسطرت لنا مايجول في خاطرها...باحرف صاغتها هيَ..وبقريحة شعريه متواضعه....فلم ترد لسحر اللحظه ان يذهب..اذ لابد من تسجيل اللحظات المميزه في حياتها..هكذا تعودت
سجدت لله في الظلمات سجده
ورجوت بدعائي من اكون له عبده
الا ياسيدي ومولاي والهي اغثني
بوابل رحمة من لــــــدنك ونجده
فلعمري ماعرفت الاحسان يوما
وكنت امثل للفجور منهاجا ومبدأ
وكنت كالطير الكسير جناحـــه
الطير يبكي والكسر اذاب كبده
ارادت ان تكمل...لكنها لم تستطع..توقف نزيف قلمها..هكذا تعودت..ان تقسو بكلماتها على نفسها..لتخرج في كل مره..انسانه اقوى..وعبدة اقرب لربها.....
ماهذا...
انه نداء الامومه...
فصدرها بدأ يدر الحليب..ابتسامة داعبت شفتيها..ابنها قد حان موعد رضاعته..اخذته من سريره..و وسدته صدرا..واسقته حنانا..متأملة عظمة الله في كل شيء في حياتنا..حتى في موقف كهذا
(سبحااانك لا اله الا انت)
..................
في نفس الوقت..على الضفة الاخرى من البلاد..نرى احدى منازل الدمام...مظلم.يفتقد النور جنباته..الا من نافذة واحده..تقع فالدور العلوي..نافذة كبيره..ذات ايطار ابيض..تزينها مربعات صغيره رقدت بفن على ذلك الزجاج المتكلف..
يقبع خلف تلك النافذه حكايه..وقصة ما..تبكي بعضا..وتضحك بعضا اخر..انها الاقدار تخطط ..والرب يشاء..وكل منا يسير وفق مشيئته...
رجل في اواخر العشرينيات..يجلس في احدى زوايا الغرفه..ممسكا راسه التعب..بين يديه..متاملا حياته الماضيه...يتسائل من هو المسؤول في كل مايجري..
اراد ان يجلس في غرفتها هيَ..لا غرفته التي اعتاد النوم بها بعيدا عنها..
وعن احضانها..
وتقلبات نومها..
وضحكات سباتها..
يالله..........لكم يفتقدها!!!!!
خرجت ورحلت..لم تاخذ معها أي شيء يذكر من الغرفه..بقيت كماهيَ..بثيابها..وزينتها المتناثره على التسريحه العتيقه..بكل ترتيب..
قام على ارجل وهنه ضعيفه..
يشحذ من حنينه الهمه..
ومن شوقه القوه..
اتجه لخزانة ثيابها..
فتحها على مهل..بانامل تعبه..يرافقها خوف مسبق..
من الممكن ان تكون مختبئة داخلها لما لا؟؟..هكذا حدث نفسه..
متمنيا ان يكون كل ماحدث..كابوسا اسود..سيفيق منه بعد قليل..على اناملها الغضه..تهز جسده التعب لتيقظه لدوامه الصباحي....!!!!!
ولكن كانت خيبة امآله عظيمه حينما فتح الخزانه..ولم يجدها...
وجد شيئا آخرا احتواه..رائحة بخورها المعتق..
الذي لطالما زين ثنايا ثيابها..وانحناءات شعرها..
حركه لا اراديه منه امسك تلك الجلابيه الرماديه..حاضنا اياها بكل شووووق..رفع اكمامها..وربطهما خلف عنقه..وهو تحت وطأة الحلم..اذ لايشعر باي شيء ..ولا يعلم ان هناك الالم..يختلس النظر اليه من تلك النافذه....
مدد تلك الجلابيه على جسده ..وحضنها..وكان بها هيَ..امل..ارخى راسا..حزينا..وقال بكل اسى: ليش تتركيني.....ليش ليش....
لو ادري بك بترحلين..بتختفين..كان قفلت ابواب البيت بحديد...وقيدت بقيود وسلاسل...
اجهش واجهش بالبكااااء....تغذي شهقاته..رائحة البخور..وحنين الغرفه..واشباح لاطياف امل...جلس وحيدا مع الذكرى
.....
ياربيييييه اش فيك ياولدي.....
كلمات حائره..تخرج من شفاه مرتجفه..
بكاء قوي...تحاول بكل ما استطاعت من قوه اسكاته....تهزه حينا..تحضنه حينا..وتبكي معه حينا اخر...
لم تكن تعلم ..ان هناك طفلا اخر..بحاجتها هناك..وبحاجة لهكذا احضان..وهكذا حنان.....
......
توجه بارجل تعبه للسرير الراقد بترتيب...ونام عليه..توسد وسائدها..واحاط نفسه بشراشفها وملاءاتها...ماهذا.....!!!
كتيب صغير اسود اللون..يقطن تحت الوسائد..يرقد فوقه قلم صغير مماثلا له باللون..فتحه لمحاولة معرفة ما يحويه..وكل الظنون السيئه تحاصر خياله..لربما كان هدية اخرى من تركي..!!!!
لربما كان دليل خيانة اخرى...
قام..ونزع تلك الجلابيه الراقده على صدره بحنان..وفك رباط اكمامها من حول رقبته..
وكان بالذكرى تعود اليه..وافكاره السوداء تؤازرها وتؤزها أزاً......
فتح الكتيب...وكانت صدمته قويه..عندما قرأ أول حروفه..
لك انت بــلحالك...
ياللي حطوني حلالك...
امــــــــــــــــــل ....فتح بانامل مرتجفه غاضبه..حانقه..ولكن الاكيد انها تشك بالكلمات ولمن تهدى!!!!
الدفتر شبه ممتلىء.....
يريد اياما وساعات من القراءه..لعلها تنتهي رحلة حروفه...
امسك به كما يمسك الدائن...دليل ادانة مديووووونه..
واتجه لغرفته..على تلك السووفا...محاولا قراءة ما يستطيعه من حروووف
اول صفحه.....مؤرخة بتاريخ يدل على ولادتها مع عاشريوم من زواجهم...
احبك واحلف اني لك بربي..
ولافكرت احب انسان غيرك...
في هذا اليوم تجلت فكره في راسي..كانت غير واضحه..وهي السرية والسرعه التي تم بها زواجي..وتوصلت لحل بسيط..واجابة ابسط..ان ابي يستحق مني انحناءة شكر..وقبلة عرفان..لاهداؤه لي هدية كـــــــــ مشعل...
فهو رجل..يتفنن بلمس مكامن انوثتي..ليفجر بي حنانا من نوع خاص..وانسانيه كنت اجهل انها تستوطن ذاتي....
ابي
لن افيك حقك من الشكر..
اطلب منك ...السماح
لمعارضتي اياك الزواج....من مشعل..
لاني لو علمت به زوجا ..حبيبا..عاشقا.....هكذا
لما ابديت المعارضة ابدا
توقيع...أنوثة قُدِرَتْ فأعطت وتوهجت!!ياالهي..كيف لكلمات بسيطه ان تزرع به هكذا فرحه وشعورا...
رفع ناظرا للسماء قائلا:وين هالكتاب عني من زمااااااااااااااااااااااااان!!!!!
....................
مشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد5
في نفس الساعه..في طرف آخر من ذات البلاد..يدان رطبتان..تمسكان بالفوطة..لتجفف حبات الماء المتناثره على جبين ويدان.. وشعر واذنان....
تأخر الوقت لابد لها ان تسرع قليلا..لم يتبق شيئا من الوقت لاغتنامه..فبعد عشر دقائق من الآن سيرتفع الآذان لصلاة الفجر....
على عجالة من امرها...فرشت سجادتها..واستقبلت بحب قبلتها..واحكمت ذاك الرداء الابيض حول وجهها..سرعان ما ظهر لنا صوتها..مكبرا..
(الله اكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبر)
....
شعر متناثر حول وجهها باهمال ..يصرح انه قد تمت جريمة بحقه..فخصلات شعرها متناثره على ثيابها..وعلى ارضية غرفتها.. ترقد هناك بلاحيلة تذكر...جسد تعلوه الكدمات...وانامل لا تفتأ ان ترتعش بين الفينة والاخرى...جثة تعلو وتنخفض..لتخبرنا انها مازالت على قيد الحياة..ولازالت بها عروق تنبض...
عقلها..لايستوعب ماحدث للتو...وذهنها..مشتت لا يستطيع التفكير...قلبها كسير كحال تلك التحفه الاثيريه..التي تساقطت وتناثرت في كل انحاء الغرفه...
.........
خلعت شرشف الصلاة بانامل ثابته..تهمهم بــــــــ(استغفر الله واتوب اليه)..ذات الانامل..طوت سجادة بداخلها رداء ابيض...وذات الانامل..اخذت ثلاثة نجوم متلالئه..لتقربها لشفتيها..وتطبع عليها قبلة محبه صادقه..لتهمس بــــــــ(الله يوفقك ويوصلك اعلى المراتب ياااارب)..وسدت تلك النجوم اكتاف البدله السوداء العسكريه...نثرت على البدلة العسكريه قليلا من العطر..واراحتها على السرير بعنايه.. وراحت تلك الانامل الثابته..لتواصل مسيرتها...فرقدت بحنان على كتف رجل ما..لتهزه بلطف قائله بنبره محببه هادئه:حبيبي ..حسووني..قوم ..رفعوا الآذان فديتك قوم اتوضأ ..عشان تلحق صلاة الجماعه)
فهنيئا لتلك الانامل..ولصاحبتها...تجفيف حبات ماء الوضوء..ترتيب سجادة للصلاة..خدمة الزوج..ايقاظ مؤمن لاداء واجبه تجاه ربه..
ُبورِكتِ..وُبورِكتْ صاحبتك!!
.................
آآآآآآآآآآي..
لا تستطيع الحراك...مايقارب الساعتين..ظلت جثتها الكسيره ترقد في ذات المكان...ادمعا على عجاله..تنساب من عينيها..لتتشرب وسائدها..تعود بها الذكرى كريمة..سخيه..تنثر وقائع مريره..تزيد واقعها كآبة وحزنا...
كانت هيَ ..واخاها..لا ثالث لهما...ودار بينهما حديث..لاول مرة يكون..ولاول مرة ينطق به...فالصدور قد ملئت منذ زمن بعيد..وقد آن وقت المواجهه....
يقف امامها بكل الم..تعلوه الكبرياء المجروحة..تنقط حروفه حسره:انا اللي دلعتك..انا الغلطان...اسمعي..لو حمد يتركك وماعاد يبيك مالومه..بس انسي تاخذين غيره مفهوم..
عنق ابيض يلتفت لمصدر الصوت فاذا به اخاها كريم ممسكا هاتفها الجوال الذي قد نسته وغفلت عنه في الصاله.....ادارت راسا واعطته ظهرا لا مباليا..وقالت:موب على كيفك.....
كريم بالم:عبير تعوذي من ابليس وعن الكلام اللي ماله داعي ..تراني مطول(ن) بالي عليك...كافي(وجه نظرا للهاتف المحمول) اللي شفته هنا
عبير تقف وتنظر له بكبر... وآثار الدموع على وجنتيها .. ولسان حالها يقول(باي حق تفتش في حوائجي) تلتفت لتكمل خطواتها لغرفتها قائله: انت المفروض تخجل من نفسك.... ماسك(ن) جوال موب لك..وجالس تفتش فيه بعدين كلكم عارفين..لاتسوون ماتدرون..كلكم عارفين وساكتين..(تجهش بالبكاء)ولمن قربت اخذه...خربتوا كل شي بنيته..كل شي!!!
ينظر اليها بغضب ويقول:وش اللي ندري فيه..انو يكلمك..انكم تجلسون بالساعات ع الجوال..ان بينكم رسايل استحي انا ارسلها حق زوجتي....وش ندري فيه..
اقترب منها قائلا يعض على نواجذه غيضا:وش اللي ماندري عنه بعد...قووولي..انطقي
بنبرة خائفه..البستها عبير حلل اللامبالاة الكاذبه قالت:
فيك حره طلعها بحرمتك..لا تسوي رجال علي....
اكملت طريقها..غير آبهه بما رمته من كلمات جارحه..لربما كان السبب انه كان يغفر لها ماكانت تفعله سابقا...
لربما لانه دللها...لانه لم يغضب منها يوما..لانه كان بمثابة الاب بالنسبه لها...لكن الان الوضع ازداد تعقيدا....
يد قويه..تشربت خصلات شعرها...وسحبتها..تنظر غير مستوعبه..تراه من الفاعل..ولكن كلماته لم تدع لها مجالا للتخمين اذ قال: الحين انا مطولن بالي عليك..وساكت عنك لي سنين..مخليك على راحتك..وآخرتها اطلع ماني برجال فعينك..صدق قليلة خاتمه...
تحاول ان تنطق..لكن صرخات الالم اخرستها...نظر اليها بشزر وقال وهو يسحبها على تلك الارضيه الرخاميه..معتليا بها درجات السلالم..:انا لي تصرف ثاني معاك..وراح اعرف كيف اعلمك واعلمه زين!!!!تحمدي ربك ان الوالده نايمه..والا كان ورب النعمة...علمتك كيف البكا زين.....
تارة تصرخ..وتارة تبكي..وتارة تشتم..لكن تلك اليد الحديديه..اطبقت على شعرها ولم تدع مجالا لان يفلت منها...
فتح بابا..ورمى بها على رخام بارد..وخصلات شعرها..وقليل من دموعها..وبقايا كحل..تطبع كفه..وكان بها تدينه....وتشهد على جريمته..لكنه البركان الذي صمت طويلا..وآن له ان يخرج ..ليصهر..ليصرخ...ليزمجر...
نظر اليها قائلا..بصوت يتخلله لهاثه الحار....:اسمعي..كلمه ومانيب مكررها..طلعه من البيت مافيه...زواج انسيه..الا ان رضى ياخذك حمد...!!
جريحة هيَ
منكسره..
لكن ابت كرامتها ان تصمت..
نطقت بكلماتها رغم المها: انت مجنوووووووون ...وربي مجنووووووووون
بيجاما نحاسيه تتطفل على المشهد..تركض لاحتضان تلك الملقاة على الارض..وتشهر يدا في وجه زوجها..قائلة له بتعنيف واضح:اش فيكم..ياستير..صوتك واصل الجيران...
لكن منال ما ان تاملت حال عبير جيدا..ورأت كدماتها..وبقايا شعرها..حتى صرخت قائله:
كريم..انهبلت انت..اش فيك ع البنيه..جاي تحط حرة مشيعل فيها...توك اللي تصحى..توك اللي تحس..حرام عليك..البنت بتموت بين يديك
والا اناني ماتفكر الا بمصلحتك....ساكت عن عرضك وشرفك عشان شركات ووسخ دنيا...صدق من قال..الفلوس تغير النفوووس!!!!
انانيه..مغروره..متكبره..يتشربها الكبر والعنجهيه..لكنها كانت تصرخ بالحق..بدون علم منها..وكانها تريد لزوجها ان يصحوا من غفلته الطويــــــــــــــــــله!
كريم بالم..ودموع القهر تتلألأ في عينيه: انتي اكثر وحده كانت تقولي عقلها..ولمن جيت اعقلها اعترضتي..انا ساكت عليها وعلى تصرفاتها ودلعها..قلت يمكن تاخذه..لعل وعسى يرضى بها...وناخذ حقنا منه..ناخذ حلالنا اللي جاء وخذاه بارده مبرده عقب وفاة عمي....
بس لا هو اللي تزوجها...ولا هي اللي حفظت شرفنا ...حتى الاجنبي من دخل بيتي استغرب كلام مشيعل لي....
ولعلمك يا عبيررررررو...حمد واضح انه مايبيك...
يهتز بالم ويكرر بصوت اعلى: مااااايبـــــــــــــــــــــــــــــــــيك!! فاهمه!!
بس تحمدي ربك ان هاللي صار قدامه صدمه بمافيه الكفايه انو يطلع وماينطق ....والا كان ناوي يفركش الموضوع....
مسح جبينه بيد مرتجفه وهو يكمل حديثه:وازيدك من الشعر بيت مشيعل اللي تبينه هو بنفسه قال شوف منين اختك جااااااااااااااايبته!!!!!!!!!!!
تمسك بفمها وهي تصرخ قائله:كذااااااب..انت تكذب..مشعل عمره مايقول عني كذا..
هو انقهر من اللي سويتوه...مشعل يحبني....
ضحكه مريره من اخاها خرجت تحمل مايلي:
وحده وجته ع الجاهز..ليش مايبيها..هاااااااااااااااه..تكلمي انطقي....
يصمت..ويمسك بصدره بالم
آآآآآآخ
ينظر امامه..مالذي فعله باخته..كيف اوصلها لهكذا حاله..
كيف سكت عن تصرفاتها الرعناء في سبيل هدف دنيء..
هاهي امانته امام ربه..ملقاة بين اكف الموت..لتنازعها ساعة..وتاتي الحياة لتتخطفها ساعات اخرى
اكتفى بالنظر فيما حوله..لم يحس الا بزوجته..تحيط خصره بذراعها وتهمس لها قائله بحب:تعال..كااافي كذا ...الليله طلع منك اللي ماقدرت تطلعه بسنين..تعال الغرفه ارتاح شوي..وباكر يصير خير...
يمضي معها..وكان نهايته قد ازفت..
زوجة باكيه..تمسك بزوج قد افاق من غفلته..وتوسد خيبته...
فتاة حزينه محطمه....ملقاة باهمال على الارض.....
مسرحيه حزينه..شهدتها غرفتها...
كبرياء رجل ...اغتصب
ودموع زوجه....استبيحت
وضياع مستقبل فتاة...قد اعلن بدايته....
وهاهي..ملقاة هناك..بلا أي رحمة....
تقسو عليها ظروفها..كما قست هي على من هم حولها...
واولا واخرا..
قست على نفسها..وظلمتها.....
................
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد 6
أنا العبد الذي كسب الذنوبا
وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا
على زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه
صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسئ عصيت سرا
فما لي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري
فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر
أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا
وقد أقبلت التمس الطبيبا
أنا العبد المخلف عن أناس
حووا من كل معروف نصيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي
وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الفقير مددت كفي
إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهدا
وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني
ويسر منك لي فرجا قريبا
أنا المضطر أرجو منك عفوا
ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي على عمر تقضى
ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني ممات
يحير هول مصرعه اللبيبا
وياحزناه من حشري ونشري
بيوم يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت
أصبحت الجبال به كثيبا
إذا ما قمت حيرانا ظميئا
حسير الطرف عريانا سليبا
وياخجلاه من قبح اكتسابي
إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقف وحساب عدل
أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى
إذا زفرت وأقلقت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظا
على من كان ظلاما مريبا
-فيا من مد في كسب الخطايا
خطاه أما يأنى لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجهد فإنا
رأينا كل مجتهد مصيبا
وأقبل صادقا في العزم واقصد
جنابا للمنيب له رحيبا
وكن للصالحين أخا وخلا
وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشة جبانا
وكن في الخير مقداما نجيبا
تمسك بذلك الكتيب الاحمر..بيدان مرتجفه... تقرأ ما قد سطر عليه من ابيات..لاول مرة تقع عليها عينيها..فكان للحروف لذة خاصه..وللابيات وقع خاص...
بعد لحظات..ولحظات...وكثير ترددات وهمهمات بـــــــ(يارب الهمني قوة فالحق..وضعفا فالباااطل)..نسمع هكذا صوووت..
طوووووط..طوووووط..طوووووط
تنتظر ان تنتهي مدة انتظارها..مالبثت ان قالت...
الووووو....
ضربات قلبها..تعلو..انها كدق الطبول...التي تخرس مسامعها...جاء صوت رجولي على الطرف الاخر:السلام عليكم
ياالهي..مدني بالقوووه..لاكمال مابدأته...
بصوت كسير متلعثم وحروف تصطبغ حياءً:وعليكم السلام والرحمه..ممكن لو سمحت اخوي تــ ...تــــــــــ..
الصوت الرجولي:نعم .(مستفهماً)
خلود بصعوبة بالغه:تـــــــــــــــــحولني ع القسم النسائي....
عاد ليقول: لحظه لو سمحتي.....
لحظات مرت قبل ان تشهد السماعه صوت انثوي اخر..ليقول لها: السلام عليكم
ردت بطمأنينه:وعليكم السلام والرحمه...
:امري اختي..اش اقدر اخدمك فيه...
خلود بارتباك: اختي انا شوفت الاعلانات حقتكم النسائيه بعنوان...ذئاب مستوحشه..و....
ردت الامراءه وكانهأ تعرف مالذي ترمي اليه خلود..لكون الكتيب قد لاقى اقبالا كبيرا ورواجا..خاصة ممايعانون نفس الحاله....لكونها واجهت حالات كثيره مماثله..فاستبقتها بالكلام:أي اختي تفضلي حياك الرحمن...
خلود بتردد:انا عندي مشكله و...
:اها..(تستحثها على الاكمال)
خلود بتاثر:و ومدري ..مدري
بنبره محببه لطيفه:الله يسعدك ويفتح عليك..قولي اللي بخاطرك..وستجدين مايسرك باذن المولى القدير
خلود باستفهام:يعني اكيد انتي عارفه انا ليش داقه عليكم..
المراءه على الطرف الاخر بنبره لطيفه ارادت بها ان تخفف من توتر خلود:...قولي اللي عندك وان شاء المولى..بتظل المعلومات في سريه تامه..
تتنفست الصعداء فرحه مستبشره...قالت خلود ببهجه:الله يوفقك..ماتعرفين قد ايش اسعدتني كلماتك..انا مكلمتك بخصوص ذئب بشري بس من نوع ثاني..
هجمت العبرات صوتها..واخفت معالمه..اكملت بمراره:وانا خلاص ماعاد بي باقي...(تجهش بالبكااء) بس انا خايفه منه..خايفه يفضحني
بلطف قالت لها:ولايهمك يا اختي..بما ان هالشعور الطيب عندك..والتوبه النصوحه قد حصلت باذن الله..وكلي امرك لربك..وتراها مب اول حاله نصادفها..الحمد لله اوردنا عدد كبير منهم السجون.. وريحنا بنات المسلمين منهم..بس الباقي اكبر..وتعاونك معانا صدقيني بتلقين فيه الفايده عليك وعلى غيرك..ولاتخافين مثل ماقلت لك كل شي يتم بسريه تامه..
الان لو سمحتي ابي منك المعلومات الكامله..والاسم..والحاله ومدتها..واش طالب منك حاليا..واتركي الباقي علينا..واحنا بيننا تواصل باذن الله ع الجوال...
خلود بخوف:بس بسال..المكالمات اللي بيني وبينكم تتسجل دايركت اختي!!
المراءه بعطف وتأثر من خوف الفتاة الواضح جليا في جنبات همساتها:لا يالغاليه..ولا نبي نعرف اسمك حتى..كافي نعرف اسمه..والمشكله..وبنراقب معاك وبنخطط ع الهاتف..لاتخافين..ورب السموات والارض واللي رفعهم ونزلهم..محنا بفاضحين بنات المسلمين..وكل اللي نعمله عشانكم..وحفاظا على البقيه...
رفعت ناظريها للسماء قائله في نفسها( الحمد لله ..الحمد لله)
.......................
تجلس هناك ..في ذلك الكرسي الابيض..يتوسد راسها التعب..يديها المرتجفتان..المتشنجتان..وترفع ناظرا متسائلا..بين الفينة والاخرى..يا الهي اين هو!!!!!
ماهيَ الا لحظات معدوده..حتى جاء..يخطو الرخام الامع..بخطواته الواسعه العمليه..بالطو ابيض طوويل..نظارة تعلو ملامحه بجديه..وملف كبير يحمله يحتوي ناظران ..تتنقلان بين اسطره تاره..وعلى دربه تارة اخرى..
شعر اسود كثيف..يغطي جبينه..يتناثر بكل اريحيه ..مع نسمات الهواء البارده..التي تتدافع من فوهات التكييف..التي تتشبع بها صالات المستشفى بالكامل..
ما ان راته حتى قامت مسرعه باتجاهه..رآها وفرح بمنظرها..لا لكونه يريد رؤيتها..ولكن لتحمل عنه الملف الذي انهى تصفحه..ولكي يخبرها عن بعض الامور التي يحتاجها...
بادرها بالكلام:هلا اريج..صباح الخير..
اريج بحياء يشوبه الفرح..تحتضن عيناها ملامحه بحب:هلا دااك تركي صباح المسرات
تركي بلامبالاة واضحه:الله يرضى عليك خذي الملف رجعيه مكانه..وابغى منك الملف الطبي تبع هند السالم..ياليت تدوريه كويس وتجيبيه..
اهداها ابتسامة بارده كشكر لتنفيذها اومره ثم ذهب مسرعا..وقفت هيَ مع الملف..تحتضنه وكانها تحتضن بقايا لمساته..
بقايا رائحة عطره الرجوولي..
ودفء انامله ...
فجأة التفت اليها وقد تذكر شيئا آخرا....
لكنه رأى امامه دهشة أالجمته..رآى ممرضه متحجبه..تمسك بالملف..وتحتضنه..وكانها تحتضن حبيبا ما..او طفلا تعشقه..!!
مغمضة العينين..
صدر يعلو ويهبط بحب بالغ...
وهيمان غريب...
هكذا كانت حالتها..
التي واجهها تركي ..بان رفع اصبعا لعينيه..ليقرب تلك النظاره الطبيه لناظريه..لعل النظارة تشكو عيبا ما..او ان الممرضه فعلا تهوى وتحب العم صالح.. البالغ الخامسه والخمسين خريفا..صاحب الملف الطبي..المصاب بورم دماغي حااد!!!!!!!!!
بنبرة مستغربه قال:اريج!!!!
اريج..وقد اسقطت ملفا...
ونثرت اوراقا....
ومُلِئَتْ رعبا ودهشه.....
تنتفض مكانها من الخجل..والمفاجأة......والارتباك..
قالت بتردد وخجل واضحين:هــ..هـــــااه..اقصد هلا..اقصد آمرني دااك!!!
تبلع ريقا بصعوبه..اوقف كلماتها حبيسة بحنجرتها الجااافه...
تركي وهو يرسم ابتسامه على زاوية شفتيه التي تعلوهما سكسوكه رائعه:نسيت اقولك....هند السالم ملفها شويا قديم..ممكن تحصليه في ارشيف الملفات..جاتنا قبل سبع سنوات..كانت مصابة بورم حميد..ياليت ماتضيعي وقت فالمكتبه اللي هنا..وتروحي دايركت للارشيف..بليز
اهداها اروع نظره تحمل فهما خاطئا لحالتها من ناحيته...ونظرة خاااصه تبعث بها حنينا من ناحيتها هيَ
ورحل قبل ان يسمع ردا منها..لتفادي احراجها اكثر من ذلك..لربما كانت فعلا.. تحب العم صالح..فهو على اية حال وسيم رغم كبر سنه..
هكذا حدث نفسه..وضحك على حالها...
وقفت هناك بلاحراك..تتامله..لم تتسنى لها فرصة الرد....
لكم تحبه!!!
................
/FONT]
اخيرا وليس اخرا اتمنى امطاري بتوقعاتكم..
تساؤلاتكم
محل استاؤكم ومحل سعادتكم
.....
ملاحظه..اود ان انوه ان جميع القصائد والخواطر التي كتبت وستكتب من اقلام مشعل وامل هي من خواطري وقصائدي الخاصه..التي سطرت باناملي وزودتها بحروفي وتجاربي..
وخاصه قصيدة امل المكتوبه..اذ تحمل معنى خاصا بالنسبه لي...
سعدت بمروركم مقدما
|