كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت جوانيتا تقرأ قصة لـ سندى التى صاحت :
-مرحباً أمى
وركضت إليها تعانق ساقيها فتعجبت جوانيتا :
-مرحباً...هذا أسرع تسوق عرفته فى حياتى
-أوهـ لم أبد رحلتى بعد تصورى غبائى وصلت إلى الطريق العام قبل أن أتذكر أننى نسيت أخذ بطاقات الأعتماد....على كل حال لقد أخذتها الآن ومن الأفضل أن أذهب مجحدداً
-لم اسمع جرس الباب لدى دخولك
-لقد شاهدتنى إميلى وأدخلتنى
سارعت سندى تقول :
-أنا عطشى هل لى أن أشرب ؟
-طبعاً حبيبتى
وأطلقت كايت تنهيدة أرتياح لأنها لم تضطر إلى أختلاق عذر لأخذ سندى لكن مازالت تحتاج إلى كل ذرة من مقدرتها على التمثيل :
-أتودين النزول معى إلى المطبخ سنتناول معاً كوباً من عصير التفاح قبل أن أخرج ثانية
قالت جوانيتا :
-سأسقيها بنفسى إذا كنت على عجل
فأبتسمت :
-ستكون معك طوال اليوم ومن الأفضل أن أتأخر بضع دقائق لأتأكد من أنها شربت العصير دون سكبه على الأرض...أتية سندى ؟
منتديات ليلاس
-ستحتاجين إلى من يخرج من البيت كايت !
-ما من مشكلة سأطلب من إميلى
حملت كايت أبنتها إلى الكابق الأرضى تقاوم أندفعاً فى الركض هاربة عندما وصلت إلى الردهة وقفت لحظات تصغى بحذر . الخالة جوانيتا مازالت فى غرفة الطفلة وإميلى فى المطبخ وعاملة التنظيف تنظف غرفة الطعام بالمكنسة الكهربائية ستمضى نصف ساعة قبل أن تنزل الخالة جوانيتا لتفتش عن سندى .و بما أن غراى لن يصل إلى بورتسموث قبل الظهر فسيكون أمامها بضعة ساعات قبل أن يعلم بما حدث
وضعت البطاقة الممغنطة فى الباب الجانبى وسمعت تكتكة الأقفال فسألتها سندى بصوت مرتفع :
-إلى أين سنذهب ؟ أين العصير ؟
-هس
أطبقت يدها فوق فم أبنتها وفتحت الباب كان الممر إلى الكاراج فارغاً فشكرت الله لعدم وجود عمال حدائق فى مثل هذا الوقت من السنة ! أسرعت إلى السيارة وربطت سندى إلى المقعد الخلفى بحزام الأمان وأصابعها ترتجف
-إلى أين ماما ؟ أين دبى ؟ أين الرجل ؟ أريد دبى ماما.....
وأجهشت فى البكاء
-أريد العصير ! أريد الرجل !
أحست كايت بمعدتها تنقبض من الآلم لكنها اجبرت نفسها على تجاهل بكاء أبنتها وقادت السيارة بسرعة نحو الطريق العام كانت تخطط لقطع حدود المقاطعة بأتجاه الشمال وصولاً إلى مدينة ليدز فى ويست يوركشاير ثم بعدها تعود إلى ليفربول وتسافر بحراً إلى أيرلندا حيث ستحاول إيجاد عمل لها فى بلدة بعيدة عن عاصمتها بلفاست
توقفت فى طريقها مرة واحدة عند محطة وقود مزدحمة على بعد خمسة عشر ميلا ً من تشارتر فارم وضعت بعض النقود فى الماكينة وأشترت لـ سندى علبة عصير لكن العصير لم يوقف دموع الصغيرة التى أفتقدت الدب لكن بعد قليل من الأقناع تكورت فى المقعد الخلفى وهى مربوطة لتخلد للنوم
كانت كايت على بعد ستو أميال عن حدود ويست يوركشاير عندما لمحت سيارة خلفها لم تكن تبعد عنها ألا ميلين لكنها كانت تسير على الخط السريع من الطريق العام مجتازة المسافة التى بينهما بسرعة أضيئت أضواءها الأمامية وأنوارها الملونة الخاصة بسيارات الشرطة نظرت إلى لوحة المسافات عندها فوجدت أنها تسير بسرعة عشرون ميل فى الساعة وهذا يعنى أنها لم تخالف قوانين السرعة مما لا يلفت أنظار الشرطة
أقنعت نفسها :"لا يصيبك الذعر سيارات الشرطة تقوم عادة بدوريات على الطرقات العامة الطويلة قاومت رغبة فى أن تضغط دواسة السرعة لكن كان أخر شئ تريده أن تعطى الشرطة عذراً للحاق بها
لمحت الضوء الأحمر بقوة زائدة وتعالى صوت صفارة الأنذار وشاهدت السيارة خلفها تبطئ سرعتها وتتوقف على جانب الطريق لتعطى سيارة الشرطة فرصة لامرور وها قد أصبحت الآن على بعد لا يزيد عن 400 ياردة مما مكنها من رؤية السائق وحده
رفعت كايت رجلها من على دواسة السرعة وأنحرفت بالسيارة إلى جانب الطريق غير المعبدة فأنحرفت سيارة الشرطة بسرعة أمامها وخرج الشرطى منها متقدماً نحوها ببطء
لكن كايت لم تلاحظ الشرطى كثيراً بل وقع نظرها على الرجل الآخر الذى كان ينزل لتوه من السيارة...أنه....أنه غراى أنه يبعد خمسة عشر ياردة عنها ومع ذلك أستطاعت أن ترى الغضب الأسود فى عينيه وأن تسمع تحطم الحصى تحت وقع أقدامه الحانقة
أستجمعت كل ذرة مما تبقى لها من شجاعة ونظرت إليه متحدية لكنه تجاوزها وفتح الباب الخلفى متجاهلاً وجودها ونظر إلى أبنته وفك حزام الأمان من حولها وحملها بين ذراعيه
أستيقظت الطفلة حالما شعرت بالهواء البارد فصاحت :
-بابا...! بابا....! أنت هنا !
تسمر غراى فى مكانه لحظات قبل أن تلتف ذراعاه بقوة حول جسد أبنته الصغير وأحنى رأسه على رأسها :
-مرحباً حلوتى....كيف حالك ؟
-أين دبى ؟ أنعود إلى البيت لأرى دبى ؟
-بكل تأكيد يا حلوتى ولهذا جئت إلى هنا جئت لأعيدك إلى منزلك !
راحت سندى تتلوى بين يديه وتنظر إلى أمها :
-بابا هنا....آن وقت العودة إلى البيت
فلعقت كايت شفتيها :
-أجل...أرى أباك هنا
وتحدث الشرطى للمرة الأولى قائلاً :
- أنا السارجينت دورلى سيدة فولوود هل لك أن تخرجى من السيارة ؟
أطاعته كايت فتابع :
-سيدة فولوود أعرف أنك محامية وأعرف أنك تعرفين أن الخطف جريمة زوجك أخذا أمراً من المحكمة يمنعك من نقل أبنتك خارج منزله وخارج مدينة كامبردج شاير وهذا الطريق وهذا الأتجاه لا يوصلان إلا إلى خارج المدينة ولو تجاوزت الخط الفاصل لكنت عرضت نفسك للملاحقة القانونية بتهمة تحدى أمر المحكمة
-لقد حصل على ذلك الأمر بأدعاءات مزورة
-أنا لا أعرف شئ عن القانون فى هذه المسألة كل ما أعرفه أن وضعك كان يمكن أن يكون أسوأ لو تأخرنا عنك بضع دقائق وسرعتنا نحوك كانت بطلب زوجك وهذا كرم أخلاق منه كان يستطيع الأتصال بزميل خارج حدود المدينة لأيقافك ولكانت الشرطة عندها أعتقلتك هناك
ونظر إلى سندى :
-لديكما فتاة جميلة لذا أنصحكما أن تجدا وسيلة أفضل من هذه لحل مشكلة القضاء فلا يعقل أن تلاحقا بعضكما على الطرقات العامة
مد غراى يده يصافح رجل الأمن :
-أشكرك سارجينت دورلى وأوافقك الرأى وأقبل نصيحتك وأرجو أن أصل و زوجتى إلى أتفاق فى المستقبل
فأحنى السارجينت رأسه يحييه
-سرتنى مساعدتك لقد قمت سيدى بعمل رائع فى أنقاذ الطلاب فى أفريقيا فأنا وزوجتى لدينا أبن فى الجامعة نفسها ونعرف تماماً كيف كنا سنشعر لو كان أحدهم
-أظن الصحافة بالغت فى دورى فى العملية
-أشك فى هذا كل من فى دائرة الشرطة يقدّر لك جهودك ويقدّر لك رفضك للدعاية وكلنا أمل أن تتقدم لمنصب مجلس اللوردات
-شكراً لك سارجينت
شدت سندى على يد غراى :
-أشعر بالبرد أنا وأمى نريد العودة للبيت
عاد الشرطى إلى سيارته بسرعة بينام أعاد غراى أبنته إلى السيارة ثم أستقام وتكلم مع كايت لأول مرة منذ لحق بها وأشار برأسه إلى المقعد الأمامى :
-أدخلى....وإذا كنت ذكية فلا تتفوهى بكلمة
×××××××××
|