كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أطاعت كايت أوامر المدعى العام فأتصلت يوم الأثنين بـ(منتديات ليلاس) ضابط المباحث كومير الذى يعمل معها فى القضية فقالت له أن ضغط العمل فى مكتب الأدعاء العام أضطر المدعى العام إلى إصدار مرسوم يقضى بعدم قبول أى قضية إذا لم يكن فيها أتهام مباشر بجريمة محددة
علمت فيما بعد أن رفضها التعاون لم يثن ضابط المباحث عن متابعة التحقيق بنفسه وفى أوائل حزيران أتأها النقيب مومير بوثائق قاطعة تظهر أن شركة المقاولات المتحدة تهربت من دفع ديون الدولة التى تقارب بنصف مليون جنيه أسترلينى لتخلفها عن أكمال شق طريق عام و بناء جسر عليه وهذه الشركة توظف ماتيوس كونسويلو محامياً لها
عند تدقيقها فى الأوراق أكتشفت كايت أن غراهام فولوود أصبح مؤخراً أحد المساهمين الكبار فى هذه الشركة وهكذا مزقتها الولاءات المتناقضة لكنها فى النهاية نظمت ما يجب أن تفعله فبعد أيام من التفكير وليال من الأرق وأفقت مع النقيب كومير على أن تعيد نبش التحقيق وفى خلال أسابيع تمكنت بمساعدة النقيب كومير من كشف أدلة كافية لأتهام عدد من المسؤولين الحكوميين بتهمة الفساد
كشفت تحقيقات المباحث أدلة على أن الشركة المتحدة تعمل بالتنسيق والتعاون الكامل مع شخصيات قوية فى لندن وكشفت كذلك أن أحد العاملين الكبار فى وزارة الأشغال يدفع رشوات إلى المفتشين فى وزارته وعقد صفقات لشراء معدات ومواد البناء بأثمان باهظة تدر عليه الربح الوفير لكن....أسم ذلك الرجل الهام وحده بقى خافياً عنها
أخيراً فى الخامش عشر من تموز أبلغ أحد التحريين العاملين بأمر النقيب كومير إلى كايت أن كونسويلو وأحد مفتشى وزارة الأشغال سيلتقيان تلك الشخصية فى مطعم بعيد عن الأنظار فى إحدى ضواحى لندن وقالت له كايت :
-لا تكشف سرك دعنى أغطى اللقاء فإذا رآك ماتيو فى المطعم فسيلغى اللقاء قبل أن يصل المسؤول دون شك
أتصلت بالمنزل لتعلن المديرة إلى أنها لن تتناول طعام العشاء فى المنزل وصلت إلى المطعم بعد السابعة بقليل وكانت قد أتخذت تدابيرها فوضعت شعراً مستعاراً أسود ونظارات لكن ما من شئ قد يخفى حملها . المآمرون أختارو مكان للقاء مثالى فالمطعم صغير وهادئ والأضاءة الخفيفة تكاد تكون معتمة والطاولات المرتبة بطريقة تؤمن لكل منهت أنفراد عن الأخرى أختارت كايت مقعداً قريب من الباب بأنتظار وصول العم ماتيو
فى السابعة والثلث سمعت حركة أشارت إلى وصول جماعة من الناس إلى المطعم لما رأتهم تعرفت على أحد مفتشى الوزارة الذى وصفه لها النقيب كومير وأحست فجأة بالجنين يخفق فى بطنها رافغساً حين شاهدت العم ماتيو ورجلان لم تعرفهما
جلس الجميع إلى طاولتهم ونظر العم ماتيو إلى ساعته متمتماً لمن معه كلمات بدأ واضحاً أنهم بإنتظار وافد جديد على الأرجح سيكون المنفذ الرسمى
وفى السابعة ونصف أنفتح الباب من جديد ووقف رجلان لا تبدو ملامحهما واضحة تحت ضوء المدخل الباهر فقفز العم ماتيو وأبتسامة تشق وجهه لأستقبال الوافدين وكان أحدهما أندرو مالفود والآخر غراى فولوود زوجها....فأغمضت كايت عينيها وتقصد العرق البارد على جبينها بينما أخذت تقاوم أحساساً مفاجئاً بالغثيان
سمعت حفيف بدلاتهم وهم يجلسون ثم صوت غراى:
-نجح أندرو هذا الأسبوع فى مساعيه وأظنكم ستسرون عندما أقول إن بإمكانكم تمديد التزاماتكم إلى لندن بالذات وأستطيع القول أننى سأتمكن من الحصول على أفضل النتائج
لم تسمع ركايت ما قيل لـ غراى لكنه أجاب :
-أوهـ لا يا صديقى سايمون! مئة الف تشترى لك التزاماً هنا فى هذه المنطقة النائية. لا فى لندن أنا وأندرو نعتقد أن مبلغ ربع مليون مبلغ مقبولاً وأريد أن يوضع مباشرة فى حسابى فى سويسرا
-أتريدين المزيد من القهوة سيدتى؟
أجفلها سؤال لاساقية
-أسفة....ماذا قلت؟
-أتودين بعض القهوة؟أعذرينى...هل أنت بخير؟
-أجل...أجل....شكراً لك....أنا بخير....
لكننى سمعت ورأيت ما يؤكد أن زوجى محتال !
-هل لك أن تأتينى بالفاتورة...أرجوك؟
لم تنتظر رجوع الساقية بل أستغلت فرصة وقوف المجموعة إستعداداً للخروج فرمت بعض المال على الطاولة وتسللت إلى الخارج معهم
وبعدها لم تع كيف أو متى وصلت إلى تشارتر فارم لكنها ما أن وصلت إلى غرفة نومها حتى ثابت إلى رشدها ولم تشعر بنفسها إلا وهى ترمى ثيابها فى حقيبتها وتوقفت فجأة...
فالتحرى المكلف ينتظر منها مخابرة وستفتح أبواب القضية على مصرعيها إذا أختفت هكذا دون رسالة فجلست على السرير بهدوؤ تطلب رقم هاتفه :
-مايسون؟ هذه كاتريم مولاين لدى أخبار سيئة الشخصية المهمة لم تظهر الليلة
-تباً ! كيف ذلك؟ كنت واثقاً كل الثقة من صحة معلوماتى
-ربما وماتيوس كونسوليو وعملاءه بدوا هناك وكأنهم ينتظرون وصول شخص ما.ربما حدث ما أخر ذلك الرجل
فضحك التحرى بمرارة :
-صحيح ربما دعى لأجتماع حكومى مهم أتراهنين أنه قد يكون رئيس لجنة محاربة الجريمة المنظمة ؟
-يبدو لى هذا محتملاً....مايسون كان يجب أن أقول لك قبل الآن لكننى سأستجم بضعة أسابيع بعيداً عن العمل فالحمل يرهقنى
-سمعت هذا من زوجتى من قبل ! ستبقين فى المنزل لو أحتجتك؟
-لا....سوف أعود إلى أهلى فى مانشستر لذا عليك تقديم كل تقاريرك عبر رئيسك وأرجوك لا تقصد المدعى العام قبل أن يكون لديك دليل قاطع
-لا تقلقى أعرف تماماً سياسة مكتب المدعى العام سندع كل شئ سرياً
-شكراً لك مايسون...وأحذر
منتديات ليلاس
-أنت كذلك.أرغب فى الأيقاع بهؤلاء الأوغاد صدقينى لكننى لن أنهى أيامى فى المشرحة
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل عندما أتمت حزم حقيبتها وتسللت نحو المخرج الصغير الخلفى المستخدم نادراً وكانت فى منتصف الطريق فى المطبخ عندما أدركت إنها إذا لم تترك رسالة لـ غراى فسيجند كل أسكوتلنديار للبحث عنها ظاناً أنها مخطوفة فجلست على طاولة المطبخ وأحست فجأة برغبة فى البكاء أنها لا تريد أن تختفى على هذا النحو بل تريد العودة للأستلقاء فى سريرها المزدوج تنتظر عودة غراى ليقول لها أنها لم تشاهده حقاً يساوم المجرمين وتناولت دفتراً صغيراً كان قرب الهاتف وكتبت على أحد صفحاته :
"غراى...أنا أسفة....لن أستطيع العيش معك بعد الآن....كايت"
ظنت أن ما كتبته كان كافياً يخبر بإيضاح كل ما تود قوله
الصقت الورقة على باب البراد وخرجت من المنزل
|