كاتب الموضوع :
fati_mel
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حاولت ان تطمئن نفسها ,كان جو هذه المدينة _مدينة الاشباح _يلعب باعصابها .
لم يكن هذا الرجل في الحقيقة سوى سائح عادي مثل بقية السياح .منتذيات ليلاس
ولكنها عندما استدارت للمرة الثانية توقف الرجل مرة اخرى عن السير فجأة لاشك انه كان يراقبها .كان يرتدي جاكيث من الجلد وبنطلون اسود ,كان يمشي ضد اشعة الشمس .كان منظره يبدو كئيبا كلما غمرته الشمس .
.كان يتتبعها بالتاكيد ,وفكرت بانه من الافضل لها ان تعود الى القرية بدلا من دخولها وحدها الى منزلها الكبير الخاوي كان احساسها قد اكد لها أن هذا الرجل خطر عليها ,وترددت على الرغم من ذلك .كان عليها ان تتقابل بهذا الرجل المشبوه اذا قررت ان تعود الى الوراء وتغير اتجاه طريقها .منتذيات ليلاس
لم تكن تخاف من اي شيء في ذلك الصباح المضيء من ايام الربيع ولذلك عاتبت نفسها على جنون الشك الذي كان ينتابها .
اسرعت الخطى حتى تصل الى منزلها في اسرع وقت ممكن .ولكن الرجل كان يسرع خطاه كذلك وكأنه يقلدها وكان يقترب منها أكثر مما اصابها باليأس .كان قلبها يدق باقصى سرعة عندما اقتربت من البيت وكانت لاتزال تتمتع بهدوء اعصابها ,وقالت لنفسها ....لايعرفني أي انسان قطعا في المدينة ....فمن يريد ايذائي؟
ربما مان هذا الرجل عدوا لمركوس ربما كان ممثلا كئيبا لهذه الاسرار التي كانت لورين قد قرأتها في عيني ماركوس .
كانت تفكر: ان مخيلتي تسبح في عالم من الخيالات ولكنها القت نظرة سريعة رعينيها للخلف ولمحت الشخص المجهول وقد اقترب منها أكثر الان .وعندما وصلت الى الصالة الكئيبة اخدت لورين تبحث عن المفتاح بطريقة عصبية في حقيبة يدها وكان صدى الخطوات الثقيلة يتباطأ في الخارج .وفجأة رأت وكأن ظلا عظيما قد أظلم مدخل المنزل ,واحست بالعرق البارد يتصبب على ظهرها ,ولم تستطع فتح الباب .
وكان الرجل المجهول واقفا دون حركة فترة طويلة من الوقت ,كانت عيناه مختفيتين خلف نظارة ثقيلة سوداء .وتشجعت لورين وواجهته :
-"ماذا تريد؟"
اخد الرجل المجهول خطوة للامام ,ولدهشتها الكبيرة اخرج من جيب السترة جريدة كانت قد تجعدت :
-"اريد الشخص الذي يرسم في هذه الجريدة ,هل انت بالفعل لورين ماكينزي؟"
كانت تكره اسلوبه وصوته على حد سواء كانت تستشعر خطرا كان من الافضل الا تفتح شقتها حيث كان يمكنه أن يجدبها بالقوة وحاولت ان تحسن صوتها وسالته :
-" لماذا تريد أن تعرف ذلك؟"
-"هل انت لورين ماكينزي نعم ام لا؟"قال لها بنبرة صوت فيها نوع من التهديد .
-"ماذا يعني هذا الاستجواب ؟"
رات فكه وقد ضغط عليه غضبا .لاول مرة استولى عليها الرعب .كان هذا الرجل المجهول خطرا .....وكانت هي تشعر بذلك جيدا لم يكن لديها ؟أية طرقة للهروب وخصوصا أنه كان يغلق عليها كل الدهاليز.
-"هل انت لورين ماكينزي ؟"صاح الرجل بكل عنف حتى انها قفزت نحو المدخل مفضلة أن تتحاشاه من أن تشعر بأنها وقعت في فخه .
في هذا الوقت فتح ماركوس فجأة باب شقته ,وبدا المجهول يتقهقر خرج وهويجري واندفع ماركوس خلفه لمطاردته لكن المجهول كان قد اختفى في طرق معقدة ومتشعبة تمر بين بنايات قديمة ثم عاد ماركوس الى منزله .
-"من كان هذا الرجل ؟"سالها ماركوس بينما كانت هي واقفة مشدوهة مما حدث عند دهليز ولصدرت اشارة لتؤكد بها عدم علمها بما يحدث .
قالت لورين ذلك بينما كان ماركوس يهبط تجاه المنزل وهو يلهث من شدة التعب :
-"انك لا تستطيع ان تتصور مدى سروري لوجودك هنا "
قال وهو يربت كتفها بلطف :
-"هل كل شيء على مايرام ؟"
-" أكاد أشعر ببعض الاضطراب ولكن هذا لايعني شيئا .لماذا هرب يا ماركوس ؟"
قال لها ماركوس باهتمام "لست ادري سبب ذلك"
وفتح لها باب شقته وتبعته لورين وجلست على الاريكة .
-"ان هذا الرجل لغريب فعلا لقد سالني اذا كان اسمي هو لورين ماكينزي واظهر لي الجريدة التي تنشر اعمالي .فماذا كان يريد مني بالضبط ؟"
جلس ماركوس على مسند الاريكة ,كان مهتما بها وكان يتأملها في حالة سكون .منتذيات ليلاس
قال في اخر الامر :
"اراك مضطربة اظن ان كوبا من العصير سوف يفيدك "
اجابت "عندي بعض العصير في المطبخ "
ذهب ماركوس الى المطبخ والقى نظرة سريعة على المائدة حيث كانت مجموعة من المقالات والرسوم ملقاة عليها دون أي ترتيب .وتوقف فجأة واختار ورقة معينة كانت لورين قد استعملتها للتخطيط فيها .
أخد يقول الرجل بصوت جهوري :
-"ماذا يعني هذا ؟ارجو أن يكونذلك نوعا من المزاح ؟"منتذيات ليلاس
قامت لورين وقد اصابتها الدهشة من رد فعله.
-"اعتقد انك تريد الكلام عن "رود ووترز"هل تجد بينك وبينه أي نوع من التشابه ؟"
-"أي نوع من التشابه ؟هذه صورة مني "صاح الرجل
-"وليكن ذلك .اعترف بانني قد تاثرت بك ,انني اختار شخصيات رواياتي من شخصيات حقيقية بصفة عامة "
نظر ماركوس الى الورقة بشدة كانت عيناه تلمعان غضبا ,وكانت لورين تسال نفسها عن سبب اضطرابه الشديد ,كان الناس عادة يشعرون بالسعادة عندما ياخذهم الروائي كمثال لشخصياته .
قال وهو يضع يده بطريقة لا شعورية على صدغه :منتذيات ليلاس
-"ماذا بشان الندبة ....لماذا ذكرت في روايتك موضوع الندبة "صاح واخد يجعد الورقة التي خطتها بيديه اللتين اصابتهما حالة من التشنج .
|