ولم يضطرب ماركوس نهائيا
-"لقد رايته انا كذلك ,ولكنك ترتعشين من البرد ادخلي الى غرفتي سوف اعد لك شيئا من القهوة وبينما كان يجري بينهما هذا الحديث كان هناك سكون تام عاد الى البيت في قلب هذا الليل ,لم يسمع بعد ذلك اية اصوات وفي اللحظة التي كانت لورين ستلبي فيها دعوة ماركوس وصلت الى اذانها اصوات حديد خردة ,وكان مصدر هذا الصوت الطابق الاول .كان هذا الصوت يشبه صوت سلاسل,بعد ذلك قطع سكون الليل مرة ثتنية صوت اخر غليظ وعميق .سبب ذلك ذعرا للورين التي دخلت مسرعة الى غرفة ماركوس ,واقفل ماركوس باب الغرفة خلفها وكان دائما هادئا ,كان ماركوس بالفعل لا يابه لاي شبء ولا يخاف اية نائبة .
قالت لورين متلهفة :
-"ارجو ان تفكر يا ماركوس انني متاكدة ان انسانا حيا يوجد فوق "
ولم يتكدر صفاء ماركوس من هذا السؤال نهائيا.
رد ماركوس بايجاز :
-"لا يوجد اي حي في الطابق العلوي لايود الا بعض الوطاويط وبعض السناجب "....
لم يكن يطمئن لورين سوى تفسير منطقي فقط ولكن ماركوس كان يحلو له ان يلهو بحالة الرعب القانوني الذي كانت تشعر به المستاجرة عنده وبما اتها كانت لاتجد حلا لهذا الموضوع قررت لورين ان تتبع الطريق الذي خططه لها .
قالت بصوت مرح:
-"لقد فهمت انك ولا شك تؤوي احد اقربائك المصاب بحالة من الجنون وقد حبسته في الطابق العلوي وتريد ان تخفيه عن بقية الناس "
قال ماركوس ضاحكا:
-"بالتاكيدد هذا كل ما في الامر ارى ان كلا منا يقرا افكار الاخر "
تابعت لورين كلامها :
-"نعم _ولكن حذار من اقتراف نفس الخطا الذي فعله السيد روشستر؟"
وشعر ماركوس بالدهشة ولكنه لم يفهم المعنى الذي كانت تقصده لورين بهذا القول .
-"اريد ان اقول انه كان على السيد روشستر ان يتكلم الى جان ايز عن وجود هذه المجموعة من الناس محبوسة "
ان الاشارة الى قصة الكاتبة"شارلوت برونتيه " كانت وسيلة ماهرة للوصول بطريقة غير مباشرة الى حقيقة اكيدة وهي ان ماركوس كان يشعر بحالة من الاضطراب كلما تكلم في هذا الموضوع على ان الاشارة الة هذه القصة كانت امرا خطيرا من جانب لورين التي تابعت كلامها في هذا الموضوع دون ان تاخد في الحسبان العواقب الوخيمة التي يمكن ان تؤدي اليها الاشارة الى هذه القصة ,وحاول ماركوس ان يقاطعها .
-"ولكن الا ينظر اليها عندئد نظرة احتقار ؟"
اجابت لورين بسرعة "انني لا اعتقدد هذا وسبب ذلك........"
ولكنها توقفت فجاة عن الكلام وفهمت الخطا الذي كانت ستقع فيه وهي تستشهد بمثل هذه القصة .وضاعت الكلماتها الاخيرة في سكون الليل ,امهى ماركوس جملته .
"لانها كانت تعشقه "
نظر اليها ماركوس بامعان . وكانت تحس من جانبها اكثر من اي وقت اخر بانها مجردة من اي سلاح و عاجزة امام هذا الانسان العجيب .وحاولت بكل قوتها ان تتحاشى هذه النظرة الملتهبة .وساد بينهما سكون طويل وقلق شديد وكان ماركوس نفسه مسحورا بتلك المراة المضطربة ,ولكن كبرياءه كرجل التي زاد من حدتها سنوات العزلة كانت ضعيفة جدا امام هذه النظرة المؤثرة جدا.......امام هذا الشعر الاشقر الراءع الذي كان ينسدل بانسجام وتناسق لم يكن قبل الان قد اهتز في وجود اي امراءة .كان يشعر بانجداب كلما ضحكت ....وكلما اصدرت اصواتا عذبة وكانها تلحن ,كان فضوله فقط يدفعه الى الاحتكاك بها, وهذا الفضول كان يدفع لورين الى الرجوع باستمرار الى الموضوعات عينها التي كانا يتبدلان الحديث عنها ,وكان هذا العمل يسبب له نوعا من البرود ,كان حينداك يتغير ويندفع في كلامه مما يجعله احيانا فظا .لم يكن يستطيع دائما ان يسيطر على نفسه .ولكن سحابة الحزن التي كانت تظهر على ملامح وجه لورين الرقيقة لم تترك الرجل غير مبال .
كان لزاما على لورين ان تفهمه ,كانت قد احست ببعض الاضطراب لما قاله ماركوس الذي كان يدرك جيدا مدى خطورة
الكلام الذي قاله .
وكانت النار المضطرمة في نظر هذا الرجل الجذابة وكانت تشتد جذوتها اكثر فاكثر وكان ماركوس قريبا جدا منها اذ كان بامكانه لو تنفس بعمق ان يلمس بشرة لورين الساحرة.
وضع يده على كتفها وكانه يظهر لها حمايته الرقيقة وشعرت لورين بشبه رعشة فخفضت من نظرة عينيها .
كان هناك شيء ما لا مفر منه يقرب كل طرف من الطرف الاخر .وكان الاثنان في حالة صمت ,كان سكون الليل يسيطر عليهما وكان الصمت قد اصبح نعم الحليف والشريك كان الوقت يكاد يمر في هذه العزلة الكاملة في قلب الليل .كآن بقية اجزاء العالم قد اختفت ...او لم يكن لها وجود حتى الان ,كان الاثنان يشعران في هذا المكان الذي تهيمن عليه الظلمات وكانهما يخلقان عالما جديدا .
منتديات ليلاس
كان ماركوس يشعر برغبة شديدة لان يحتضن لورين ولكنه ابى ان يستجيب لهذا الاغراء .كان الاثنان ينظر كل منهما الى الاخر كان تنفس لورين يلقي على وجه كارلوس لمسته الرقيقة ,كان يمس بلطف وجنته.
ولم يمنع ماركوس نفسه من التفكير بان لورين لم تكن تعرفه على الاطلاق .ولو قليلا .كانت تجهل حتىاسمه لقد مرت ثماني سنوات ,كانت انسته تقريبا اسمه الحقيقي .كان هذا الاسم يخرج احيانا من اعماق ذاكرته .لم يكن لينساه اطلاقا بالاضافة الى وجهي الخائنين اللذين ارغماه على تغيير اسنه واتخاد اسم اخر وان يعيش في المنفى .كان يتذكر" جيل سبارو"الذي اختفى وحده وكذلك "هوارد بويس"وكان الاثنان بالنسبة له صدى صوت ملعون سوف يرن للابد في اعماق ذاكرته .
واما بالنسبة ل"هوارد بويس "ذلك المندوب الشاب النشط فقط كانت اعادة انتخابه من جديد مؤكدة ,وكانت هذه هي الصورة الوحيدة التي يعرفها الناس عن هذا الشخص القدر ,لم يكن احد يعرف حتى الان ان الرجل المذكور الذي كان فوق الشبهات كان مرتبطا بقاطع طريق ارتكب جريمة قتل ,ولو علمت الجماهير كل ما كان هوارد بويس يعمل دائما على اخفائه ما مدى ذهول الذي سيستولي عليها!لا شك ان الخائن سينكشف امره في لحظة واحدة,سوف يفقد مهنته بحيث لا يمكن استرجاعها بعد ذالك.