كانت عاصفة هذه الليلة من شهر ابريل تهز بشدة شبابيك منز "باير"العالية كانت تزار في الغرف الخالية فوقها وسمعت صوت بومة وهي تنعق على فروع الاشجار التي كانت تتلوى بقوة في الخارج وكانت لورين قد قررت العمل متاخرة تحت الضغط هذا الطقس الكئيب .وبعد ان القت نظرة الى رسوماتها المبعترة على مائدة حجرة الطعامك لم تجد بين مسودات مخطوطاتها لبطل قصتها "رود ووترز"هذه الميزة الفريدة التي ينفرد بها ماركوس وقد كانت اقرب للمعان القمر منها لبلهاء الشمس .
ودون شك كان لزاما على لورين ان تححد الندبة ...
منتديات ليلاس
ومر يومان وليلتان دون اية اشارة بخصوص ماركوس وكان المنزل القديم صامتا .وكانت تدخل غرفتها اشعة الشمس وكان عملها يتقدم بخطى سريعة اما في الليل فكانت تهاجمها افكار مخالفة للعقل من كان اقرب الى الاشباح منه الى الانسان ؟كان صوته المكفهر يحمل اثقل عبء سر كانت تحس به لورين بشدة .
وفي اليوم الثالث بعد الظهر استغلت فرصة تضميد جراح ركبتها لكي تتمشى في المدينة .وعندما عادت من هذه النزهة وجدت ماركوس وكان يقوم بزراعة شيء ما في الحديقة .
قالت لورين من الدهليز :
-" كم هو جميل هذا اليوم يا ماركوس هل تريد كوبا من الليمون ؟"
كان الرجل يتصبب عرقا لذلك ايدها بطيب خاطر ,وبينما كانت منهمكة في المطبخ دخل ماركوس الحمام واخد حماما سريعا .
-"انني في طريقي للوصول "سمعته وهو يصيح بهذه الكلمات بينما كانت تضع عصير الليمون على المائدة القديمة التي كانت في الدهليز .
واخيرا جلس ماركوس وجها لوجه مع لورين كان قليل من التراب عالقا بجبنه وبهذا المنظر كان يبدو وكانه ولد شقي.
قال الرجل وهو سعيد :
-"اشكرك ولكن ما سبب هذه اللفتة الرقيقة ؟"
قالت لورين وهي تقدم له كوبا من العصير :
-"انني مسرورة ان اراك ثانبة "
-"الم تشعري بالخوف وانت وحيدة ؟"
-"نعم لم اشعر......ولكن هذا المنزل يصدر صريرا شديدا وكانه سفينة حقيقية "
وقام الرجل بعمل حركة مبهمة .
-"سبب ذلك انه مر وقت طويل اهملت فيه احوال هذا المنزل وترك دون سكان "
اشرف الحديث على الانتهاء وبادرت لورين بتغيير موضوع الحديث بسرعة .
-"انك نسافر كثيرا ....اليس كذلك؟"
-"ليس صحيحا هذا الكلام ....فقد اتغيب بعض المرات من وقت لاخر "
لم يكن يظهر عليه اي شيء لا على وجهه ولا في صوته مما يدعو الى مناقشة .وكل مرة كانت تلقي عليه سؤالا كانت تسال نفسها "هل فعلا سمع هذا الكلام ام لا؟وبعد فترة سكون شعرت فيها بالضيق قرر الرجل ان يكسر حاجز السكون وان يتكلم .
-" انني متطوع ضمن فرقة تقوم بمساعدة المحتاجين فعندما تستدعي اية حالة عاجلة وجودي يطلبونني لانني اجيد معرفة المنطقة "
-"اذن كان هذا سبب غيابك"
قال لها الرجل عندما احس بقلقها.
-"نعملقد فقد صبي في الجبال وليست هناك مشاكل فقد امكن العثور عليه وهو سليم ولم يصبه اي اذى"
اخد الرجل قليلا من مسحوق "كوكي"للاكل ثم غطس في كرسيه .
-"لقد قالت لي روزا انك تعملين في كتابة القصص المصورة "
-" ان بطلة الرواية هي" كلوفر ماي سيبلي "فهي تجوب البلد بصفتها مخبرة تبحث عن اسرار وخبايا لحل الغازها "....
-"وهي الان تمر على مدينة جيروم ....اليس كذلك ؟"
لم تستطع لورين ان تقطع اذا كان كلامه يخفي شيئا من التهكم والاستهتار فالحقيقة ان وجهه كان غامضا ليس من السهل سبر غوره .
-"حدثيني قليلا عن بطلة روايتك "كلوفرماي سيبلي"
-"لقد قابلت "رود ووترز " وهو ممثل حاد عن طريقه كان "رود" رجلا غاية في الاناقة .
قال الرجل بينما عيناه مبهمتين :-"احقا هذا؟لكم اتمنى ان اقابل شخصيات روايتك "
اضاف الرجل وهو مشتت الفكر .
وقد شعر الرجل بحرارة الجو في ذلك اليوم من ايام الربيع فتمدد على كرسيه .ولاحظت لورين انه كان ينظر اليها نفس النظرة التي القاها عليها في الليلة الماضية عندما كان يسندها بين ذراعيه .كان ينظر اليها وكانه يراها للمرة الاولى .
-"تبدو سعيدا "ابدت ملاحظتها له .
-"مر علي وقت طويل لم اخلد فيه للراحة الا دقائق قليلة وكم هو جميل .اكاد اشعر بانني اعيش "ولكن سرعان ما بدات عيناه تضيقان كانت هناك اسرار لا يمكن التعرف عليها تعتمل في داخله وكانت لورين تسبح بخايالها وتفكر بانه عاش مدة ثماني سنوات في هذا المكان الصعب الموحش ,ثماني سنوات ....هذا يعني نصف حياته كمراهق ,لكن لماذا كان هذا السؤال يتردد في ذكراتها وكانه وخز الابر .
قالت بلطف :
-"ما الذي دفعك لتعيش هنا يا ماركوس؟"
ادار الرجل راسه وهو قلق كان هذا السؤال مباشرا جدا ولم يكن يستطيع التملص نمن الرد عليه .
-" جئت يوما الى كافيتريا صغيرة في مدينة مكسيكو الجديدة كانت هذه الكافيتريا تشرف على الصحراء ,قابلت هناك رجلا .....مسافرا مثلي قال لي انه يعرف مكانا اخر اكثر عزلة من ذلك المكان.....مدينة الاشباح حقيقية كانت جيروم هي المدينة المقصودة وقررت ان امكث فيها .
وظهر على شفتي الرجل شعور بالمرارة .
-"هل تحب العزلة ؟"
-"اعشق هذا الجو الخاص....ولست ادري سبب ذلك ولكنني اشعر بان شيئا ما يشدني الى هذا المكان "
-" ولكن ثماني سنوات ....انه وقت طويل"
وعلى الفور ضم قبضتي يديه ...لم يكن يقوى على ما يبدو ان يذكره احد بالوقت الذي قضاه في الاقامة بمدينة جيروم ولكن فضول لورين الطبيعي كان يدفعها لسؤاله عن الاسياء التي عرفها قبل هذه السنوات الثمانية الطويلة وقبل ذهابه الى الكافيتريا المفقودة بين ضواحي صحراء الجنوب الشاسعة ولكنها امتنعت عن السؤال ,لانها كانت تتوقع من الرجل رد فعل عنيفا .