وقال ماركوس :
"بالنسبة لي انا فما زلت اتالم من هذه الساق الملعونة على الرغم من جميع انواع الادوية التي تناولتها ويجب على هوارد ان يشكرني لانني مازلت لم استرد صحتي بالكامل يجب ان التزم بربتطة الجاش حتى احارب رغبتي الشديدة في ان اترك الاشباح تخنقه ببطء "
قطعت السيارة المسافة في ثلاثين دقيقة وعندما بد
ات السيارة تدخل المدينة الصامتة صمت الاموات تمدد ماركوس على المقعد الخلفي خوفا من ان يراه احد ولكن كانت هذه الحركة عديمة النفع لان الشوارع كانت مهجورة ,ووقفت لورين بسيارتها على بعد من الدهليزالعلوي الذي يؤدي الى منزل باير حتى لا يشعر الحارس الواقف باي شيء يسترعي انتباهه لم يكن هناك أي داع للاهتمام بموضوع بويس قبل مرور ساعة وكذلك كان قد وعد جيل بعدم الخروج من مخبئه قبل مرور ساعة .
كان جيل مزمعا ان يقول لـ بويس بضرورة ضرب الحارس على ام راسه لكي يتسنى لهما دخول المنزل ولكن كان يعرف كل من النقامرين الاربعة بانه لو نجحت خطتهم كما هو مرسوم لها فان الحارس سيكون قد غادر مكانه منذ وقت طويل .
ومرقت السيدتان في الظلام تجاه الدهليز العلوي ودخلتا المنزل بعد ان ابعدتا الواح الخشب التي كانت لورين قد وضعتها بحيث كانت تكفيهما دفعة خفيفة من الخارج لكي تقع وكان على ماركوس ان ينتظر كانت عكازتاه تسببان له تعويقا بسبب الضوضاء الناتجة فوق الارض الصلبةونزلتا الدرج السري ووصلتا الى شقة ماركوس حيث ارتدت لورين بعض الملابس التي كانت قد اعدتها من قبل تشبه تماما الملابس التي كانت ترتديها روزا ,ووضعت على راسها قبعة من الشعر المستعار رمادي اللون ووضعت على كتفيها شالا اسود وخرجت الى الدهليز السفلي حيث كان الحارس جالسا على مقعده وهو يداعب قطا كانت تربطه به صداقة تدعمت طوال الساعات التي كان يقضيها خلال ساعات السهر وانتظرت لورين قليلا تسترد انفاسها ثم بدات تنزل الدرج .
"ماذا تفعلين هنا يا روز خلال هذا الليل ؟"
ادارت لورين راسها وكشفت الانوار المنعكسة عن ملامح وجهها فجأة.....وانفرجت اساريرها عن ابتسامة لطيفة ,ولكن الحارس صدم من وجود سيدة اخرى غير التي اعتقدها لاول وهلة مس وقال وهو في حالة ارتباك.
"اعتقدت بانك روزا جونزاليس"
وردت عليه لورين وهي تنظر اليه بطريقة فيها تساؤل :
"اظن ان هذا التنكر رائع ايس كذلك؟"
"فعلا فان هذا التنكر مقنع جدا يا لورين ولكن هل تدرين باننا الان في منتصف الليل ؟ماذا تفعلين في الخارج في هذه الساعة ؟"
"لا استطيع ان احتمل ان اكون بين جدران هذا المنزل سوف اذهب الى الفندق لاكون مع روزا واخاف ان يراني هذا الرجل "ثم توقفت عن الكلام فجأة واخدت تقوم ببعض الحركات وقالت له ثانية :
"لا تعتقد بانني لااثق بك .ولكنني استطيع ان اؤكد جنون هذا الرجل,وكذلك لست واثقة بانه لن يصيبني برصاصة من احد النوافيد وبالفعل سوف يفعل ذلك على الارجح لو استطاع ذلك ولكنه لن يطلق النار على روزا اليس كذلك ؟انه يردني بالذات !!"وقال الحارس باهتمام :
"انني مصر على انك يجب ان تنتظري الى الصباح للصعود الى الشارع الرئيسي"
"تقوم روزا مرات عديدة بالتنزه خلال المساء وليس هناك حرس مطلقا وخصوصا انك ستكون خلفي ,وسصوف تتبعني بمسافة كبيرة حتى لا يراك احد وسوف تحرس الفندق طوال الوقت الذي اكون فيه داخله هل انت وموافق على ذلك ؟"
وقال الحارس :
"بالتاكيد لن اعض الطرف عن ملاحظتك"
قالت لورين وهي في حالة سرور :
"حسنا جدا ولكن لاحظ عدم اقتراب مني كثيرا والا اعتقد هذا الرجل بانني لست روزا"
قال الحارس وقد شعر بالضيق لتكرار هذه النصائح :
"انني اعرف كيف اقوم بعملي"
"في الحقيقة اقدم لك عذري .فانت تعلم جيدا انني في حالة عصبية سوف اقضي كل ليلتي في الفندق سوف لا اغادر ذلك المكان هذه الليلة "
وقال الحارس :
"خدي حذرك جيدا "
فابتسمت لورين ثم قالت :
"ليس هناك اية مشاكل امنحني بعض الثواتي فقط لكي اغلق الباب واسبقك قليلا نحو الفندق "
كانت روزا مختبئة في الصالة واخدت لورين الشال من على كتفيها ووضعته على كتفي السيدة
العجوز ,ونزلت روزا الدرج وابتعدت في الشارع الرئيسي دون ان تلقي باية نظرة الى الخلف كان التخفي الى حد كبير متقنا ومقنعا ,زرات لورين الحارس من الشباك وهو يسير خلف روزا ويختفي في الظلام .
صعدت الدرج السري وخرجت من الشباك الذي كان يطل على الدهليز العلوي وجرت نحو السيارة وقال ماركوس وقد نفد صبره :
"هل ابتعد الحارس ؟"
"تماما ,سوف يظل الحارس طوال الليل في الفندق "
وخرج ماركوس بصعوبة من السيارة ودخل المنزل من الشباك الذي ابعدت عنه الواح الخشب وكان على حذر من ان يلقي بثقل جسمه على ساقه المصابة ,كان عليه ان يراجع خطته الاصلية ويسند الى لورين بعص المهام التي لم يكم يستطيع اتمامها اطلاقا مادام انه يستعمل هاتين العكازتين .لم يكن لديهما الوقت الكافي لمراجعة اية تفاصيل للخطة كما كان ماركوس يرجو ذلك ولكنه استطاع في المستشفى ان يراجع مع جيل هذه الخطة في ادق تفاصيلها ,كانا قد توقعا كل شيء يمكن حدوثه ,كان جيل قد جهز كل شيء في المنزل خلال الايام الاخيرة وكان انشغالهما الاكبرهو ان جيل لن يستطيع تقريبا ان يقنه بويس بان ياتي بدون سلاحه سوف يحاول اقناعه ولكنه كان متاكد بان ذلك سيكون ضربا من المحال .
وبدا ماركوس يعمل بسرعة كبيرة وجهز اجهزته .كان لديه في غرفة الاجهزة ثلاثة جدران قد اقالمها لهذا الشان .وخلف هذه الجدران كان قد وضع عددا من مكبرات الصوت وجهاز تسجيل .وكانت لورين تنظر اليه ولم تستطيع ان تمنع نفسها من سؤاله اين وجد شريطا لجهاز التسجيل الذي يصدر اصواتا رهيبة ومزعجة الى هذا الحد؟
واجابها ماركوس :
"لقد قمت انا شخصيا بتسجيلها .... وبخاصة من خلال افلام الرعب"
وتابعت لورين :
"وماذا بشان الشبح؟"
"انه موجود هنا خلف هذه الجدران المصطنعة لقد صنعته انا شخصيا بواسطة دمية {مانيكان } اشتريتهامن احد المحلات واجريت عليها بعض التغيرات الخفيفة حتى جعلتها تشبهني تمام الشبه وكذلك الانوار المختلفة تعطيها هذا المنظر المرعب "
ورات لورين حبيبها وهو يخرج من احد المخابئ التي لم تكن قد شاهدتها قبل الان يحمل دمية ساعدته في نقلها الى منتصف الغرفة ولم تستطع ان تمنع نفسها من شعورها بالقشعريرة التي سيطرت عليها لان الشبه كان متقاربا الى حد كبير بين الدمية وبين ماركوس الحقيقي "
وقالت لورين وهي في حالة قلق :
"انك تتنفس الان الصعداء يا ماركوس هل انت واثق من ان كل شيء يسير بطريسقة مرضية طبقا للخطة الموضوعة ؟"
ورد عليها بصوت يغشيه شعور بالالم :
"لا......ان ساقي تؤلمني بشدة هل اعطتك روزا اقراص الدواء التي يجب ان اتناولها لتخفيف الالم ؟"
"يا الهي ....لقد احتفظن بها ونسيت ان تعطيها لي ....يجب الذهاب للبحث عنها "
وقطاعها ماركوس :
"ماذا تقولين ؟تذهبين للبحث عنها ؟هذا هو الجنون بعينيه ان الوقت اصبح الان متاخرا جدا "
كان ماركوس يتنفس بسرعة .كان الجهد يسبب بعض التقلص في وجهه كان ماركوس على يقين انه لو سيطر عليه هذا الالم فمعنى ذلك انه سيكون غير قادر على عمل أي شيء وهذا معناه عدم نجاح الخطة الموضوعة التي اخد يخطط لها خلال ثماني سنواتن كان عليه ان يجمع شتات قوته لكي ينفد هذه الخطة على اكمل وجه ولكن دون هذه الاقراص كانت تلك مغامرة وقالت لورين بسرعة :
"سوف احاول البحث عن هذه الاقراص "
"لا.....سوفيكون ذلك بلا جدوى فان جيل وهوارد ليسا الان بعدين عن هنا .كيف سيمكنك الافلات من الحارس الذي يقف عند مدخل الفندق ؟"
"الحارس .....لم افكر في الواقع في هذا الموضوع "
قالت لورين ذلك وهي تشعر بشيءمن الكدر ثم اكملت كلامها "على كل حال يجب علي االذهاب يجب الحصول على هذه الاقراص او تكون بالنسبة لي نهاية العالم علي ان اسرع للانتهاء من هذه المهمة "
قالت لورين هذه الكلمات واخدت تنزل الدرج دون ان تنتظر أي رد ثم في ثواني كانت تسير في الشارع الرئيسي كان الشارع في حالة سكون تام ,وخاليا من المارين كان نور القمر الضعيف يضئ سفح الجبل كانت لورين تفكر وهي تسير في الشارع وكانها تجري لو ان روزا كانت قد اغلقت باب الفندق بمزلاج لكان معنى ذلك انها لن تستطيع النجاح في مهمتها ولكنها تذكرت ان روزا قالت لها مرارا بانها ستترك باب الفندق مفتوحا نظرا لانه قد تكون هناك حاجة ماسة الى خدماتها .
لم يكن الحارس واثقا من ان حياة لورين في خطر لذلك لم بيكن مقتنعا باستمراره في حراسة الفندق طوال المدة التي كانت فيها لورين في الفندق .وكانت يعتقد بانه عندما يراها سوف تخترع له قصة شبه حقيقية حتى يصطحبها مرة اخرى الى منزل بايروكل شيء كان سينتهي عند هذا الحد ولكن اسوأ ما في الامر ام الحارس الشاب يعرض نفسه للقتل من بويس وعندما صعدت لورين الى الشارع الرئيسي وهي تجري شعرت بان ركبتها اخدت تؤلمها ولكنها اخدت تدعو ربها ان يعينها حتى تنتهيس من هذا العمل وحاولت ان تنسى الم ركبتها الذي اخد يتصاعد كل ثانية كانت ثمينة .كانت لورين مشغولة البال بشيء واحد كيف تتحاشى الحارس لكي تدخل الفندق؟كان هناك مقعد على الرصيف المقابل للفندق كان لزاما عليها ان تتوقف هناك وعيناها تراقبان باب الفندق .
كان الرعب يتغلغل في صدر لورين وعندما اقتربت من الفندق اخدت تقلل من سرعتها وعلى ضوء النور شاحب المنعكس لمحت شخصيتين تتناقشان وهما واقفان بجوار المقعد كانت روزا تتكلم مع الحارس .
كانت لورين ترى الحارس الشاب وهو موجه ظهره تجاهها وكانت روزا واقفة ووجهها تجاه لورين استرعاء انتباهها دون اثارة انتباه الحارس !
اختفت لورين داخل ظل احدى الفتحات ودعت خالتها حتى تنظر روزا في اتجاهها وبالفعل حدثت اعجوبة ورفعت روزا عينيها وكانها تنتظر احدا واحست فجأة بنوبة سعال قد تملكتها . وقالت للحارس بصوت خافت:
"ارجوك ان تحضر لي كوبا من الماء"
قام الحارس بتلبية هذا الطلب واخد يجري الى داخل الفندق وذهبت روزا لمقابلة لورين في المكان الذي كانت تختفي فيه وقالت لها :
"لقد تذكرت موضوع الاقراص كنت ساحضرها الى منزل باير ولكن جوني اخد يتناقش معي "
قالت روزا هذا الكلام واعطت لـ لورين زجاجة اقراص الدواء "
ولم يسعفا الوقت لكي ترد عليها لورين واسرعت روزا لتذهب الى مكانها بجوار المقعد .واختفت لورين في الظلام وهي تعلم ان الوقت كان يجري باقصى سرعته ,كان جيل وهوارد يتجهان الى المنزل كانهما ذئبان خرجا للصيد وكانت هي فريستهما لو تصادف ان راها هوارد لما كان هناك متسع من الوقت ليعمل جيل على اللحاق بها وسينقض عليها هوارد ويقتلها في الحال .
كان الطريق مظلما .واحيانا كانت تشعر بوخز في ركبتها كانت تؤلمها ومع ذلك كانت مصممة على عدم الوقوف او الاسترخاء للحظة واحدة وقد قررت ان تكمل المهمة وان تؤدي الواجب المنوط بها .
وكانت الانوار تتلألأ في شقتها من خلف االستائر المسدلة كانت قد اضاءت الانوار في شقتها عن عمد حتى يعتق هوارد انها موجودة في المنزل .
وعندما بدات تصعد الطريق الذي يؤدي الى مدخل البيت لمحت فجأة الخيالات التي كانت تتحرك بجانب المنزلذ وظهر شخصان في نور القمر الخافت كانا هناك واحست بان الخوف يستولي عليها هل ستتحقق الخطة قبل ان تبدا ؟كان هناك ذلك من المحال وبدا قلبها يدق بشدةوكانه سيقف .كان عليها ان تدخل المنزل قبل ان تفقد كل شيء بما فيها حياتها نفسها .كان مع بويس سلاح على وجه التقريب لم تكن ملامح وجه جيل مختبئة في الظلام كان من الممكن ان تخمن ماذا كان عليها ان تفعل كان احساسها الفطري يدعوها لان تجري بكل قوتها وبان تتوجه مباشرة الى المنزل هل كانت ركبتها ستتحمل هذا المجهود ؟لم يكن لديها سوى لحظات معدودة من الوقت لكي تهرب من جحيم الموت .
ظهر الرجلان وهما يسيران جنا الى جنب عند مدخل الدهليز الذي يؤدي الى البيت كانا قد انتظرا ثواني معدودة قليلة للتاكد بانه لا يوجد أي حارس مكلف بحراسة لورين وتاكدا من ذلك بعد القاء نظرة عابرة حول المنزل .
كان السكون والوحدة يخيمان على الطريق .
تقدم هوارد واحست لورين بان دمائها تتجمد في عروقها ,وكان يمسك بمسدس .