غير ان جيل اخد يصيح في وجه هوارد :
"الق بمسدسك......الق به والا اطلقت النار على راسك "
وحاول بويس فجاة ان يسترد هدوء اعصابه بشكل يدعو للذهول باذلا في سبيل ذلك كل المجهود ثم توجه الى جيل قائلا :
"لا اجدني في حاجة الى مثل هذا السلاح ,اسمعني يا جيل انني لا الومك نهائيا لانك شككت في تصرفاتي ولكنني اؤكد لك ان شيئا من هذا لم يحدث لم اسع قط الى قتلك ولم احاول ذلك اطلاقا "
"حقا؟اتحاول بذلك انم تثبت لي ان كل هذا كان ثمرة تخيلاتي ؟"
وكان ماركوس يحاول ان ينهض من على الارض كان بويس يصوب مسدسه نحوه في وضع تهديد بينما كانت عيناه تقدحان شررا .
وصاح جيل بصوت عال وقد استبد به الجنون :
"انظر الي يا هوارد ساقتلك ............."
وشعر هوارد بمدى قوة جيل وبتحذيراته شديدة اللهجة فاستدار تجاه جيل وقد نسي الرجل المصاب في هذه اللحظة لانه لم يكن يشكل له اية تهديد حقيقي ونظرت لورين الى ماركوس ولكنها كانت عاجزة لا تستطيع شيئا كان العرق يغطي جبهة ماركوس وكانت ملامحه متاثرة جدا بما كان يقاسيه من الام لا تحتمل وحاولت لورين ان تمر عبر الغرفة لتنضم اليه ولكن جيل اوقفها بحركة من سلاحه .
"قفي مكانك يا لورين والا سينهمر عليك سبيل من الرصاص "
وتوجهت لورين بسؤالها الى ماركوس محاولة تجاهل اوامر جيا :
"هل استطيع ان اساعدك يا ماركوس ؟"
ولكن ماركوس قال لها وهو يشعر بالم شديد :
"ارجعي الى مكانك "
ومسحت لورين دموعها وهي تنظر الى الرجال الثلاثة الذين كانوا حولها كان اولهم مصابا وقد يكون مشرفا على الموت اما الاثنان الاخران فكانا واقفين وكانهما تمثالان وكل منهما متابط سلاحه كان المكان الذي يحيط بها من كل جانب مشبعا بجو من الجنون والموت .
كان بويس غير مهتم نهائيا بوجودها و لا يوجه اليها نظرة ,كان هدفه الوحيد هواقناع جيل بعدم اطلاق الرصاص عليه وقتله كان يحاول ذلك بشتى الطرقب فكان يقول له :
"نستطيع ان نتناقش في الامر يا جيل لقد سبق ان عملنا معا في الماضي ,هل انت بحاجة الى النقود ؟كم هو المبلغ الذي تحتاج اليه ؟"ط
وكان جيل يرد عليه وهو في حالة غضب شديد :
"انني لا اقبل منك هذا الاقتراح مطلقا فانت ولا شك لن تسمح بوجودي على قيد الحياة "ط
واجابه بويس بصوت الواثق بنفسه :
"لا تكن سخيفا قل لي كم المبلغ الذي تحتاج اليه ؟وسوف اعطيك النقود التي تريدها ,يجب ان نتفاهم معا والا فستكون هذه نهايتنا نحن الاثنين "
وسمع صوت انين خرج من فم ماركوس وهو يحاول عبثا ان ينهض من مكانه كانت اصابته شديدة وكانت تنزف بينما كانت الخيبة تظهر في عينيه وتزيد من الامه .
كان من الواضح ان الموقف جيل اخد يضعف امام عروض بويس البراقة والمغرية وهذه المغريات والحيل كان قد استعملها بنجاح طوال السنوات الثمانية الماضية في كل مرة يكون فيها بحاجة افلى الهروب من مازق .والان كان يغري جيل بمبلغ ثلثمائة الف دولار مقابل ان يتركه حيا .
وشعرت لورين بنفور شديد يسيطر على كل كيانها عندما تاكدت ان جيل وافق على مغريات بويس تالذي كان يقدم مبلغ من المال مقابل حياته ,كان احساسها الداخلي قد حذرها من جييل سباورو ومن الوثوق بنوياه ,ولم يحدث قط قبل الان ان خدعها هذا الاحساس كذلك لم يخنها هذه المرة ايضا .ز
وقال بويس :
"اننا نفقد كثيرا من وقتنا لقد سمعنا بعض الطلقات النارية قادمة من المدينة لنذهب يا جيل .لا تنس انني اقدم اليك نصف مليون دولار لننته من مهمتنا اولا بما انه مازال لدينا بعض الوقت ثم نذهب "
ورد جيل :
"انني موافق تماما ولكنني احذرك من أي خداع ,فاذا حاولت ان تمتنع عن تنفيد الاتفاق فانني اؤكد لك انك هالك اقسم لك بذلك"
واجاب بويس :
"كل شيء سيسير على اكمل وجه اننا سنفقد معا نفس الشيء ونريد ان نخفي معا نفس السر "
وهمهم جيل وهو يشير الى باب الغرفة بحركة من راسه "لنذهب اذن .....وسوف اتدبر ام هذين الاثنين "
وانفرجت اسارير بويس عن ابتسامة رضا وكشفت نظرته عن راحة باله واستدار الى ماركوس وقال له :
"لا....سوف اتدبر امره انا شخصيا ,لقد حاول ماركوس ان يتخلص مني عن طريق خطته الملغمة سوف يدفع لي الثمن الان "
وكانت شرارة الحقد التي راتها لورين قبل ذلك عندما اطلق النار على ماركوس تلمع الان وللمرة الثانية في عينيه وصاحت باعلى صوتها وقد تملك منها الخوف عندما راته يرفع سلاحه ويصوبه على ماركوس .
وفجأ صاح جيل :
"ابتعد انت يا بويس سوف اقوم انا بهذا العمل لدي اسبابي الوجيهية لقتل بيتر بكينيس "
تردد صوت جيل في كل انحاء الغرفة بشدة غريبة كانت عيناه جاحطتين وكانهما ستخرجان من محجريهما وكانتا تلمعان بقوة .ولكن بويس وكانه ارنب يسيطر عليه الخوف شديد ارجع زناده الى مكانه وخفض سلاحه في الوقت المناسب الذي استطاع فيه ان يتفادى وابل الرصاص الذي انطلق واخد يصيب جسم ماركوس وملأ الغرفة بصدى صوت فرقعات كانت تصم الأذان كان الرصاص ينهمر على جسم ماركوس بجنون وكان الرجل يريد ان يطرد كل وميض حياة من داخل ماركوس الى الابد .
واخدت لورين تصيح وهي لا تكاد تصدق ما تراه عيناها ومشهد الرعب الذي يقع اماها ورات ماركوس وهو يسقط على الارض صريعا وفقدت كل صلة لها بالواقع كان الواقع بالنسبة لها لا يمكن احتماله وكان يسبب لها اشد الألام .كان واقعا كله عذاب وحزن ,الواقع الوحيد الذي كانت تؤمن به وتسمع صداه في نفسها كان صوت اخر كلمات ماركوس اتليها وهو يرجوها ان تهرب من هنا .
كان يقول لها :
"حاولي الهروب يا لورين .....حالي ذلك "كان جسمه الذي اصابته عدة رصاصات ملقى على الارض في وضع انكماشه دون اية حركة وعلى الرغم من ذلك كان صوته الضعيف يؤكد انه مازال حيا .كان صوته يدوي في هذا السكون التام الذي هيمن على حياته كان قد فارق الحياة .....فارقها الى الابد .
كانت لورين وكانها قد اصيبت بالعمى من شدة وقسوة الدموع التي كانت تذرفها على ماركوس وعندما لاحضت ان الرجلين ينظر كل منهما للاخر كانت لديها ثوان معدودة لكي نحاول انقاد حياته ولكنها كانت في حاجة الى معجزة اكيدة لتهرب من هذه المصيدة التي وضعت فيها .
وحاولت ان تختفي فيمكان مظلم استطاعت منه ان تسمع جيل سبارو وهو يقول لـ بويس ان كل هذه الطلقات النارية كانت بالتاكيد قد سمعت في المدينة في هذا الوقت بالذات .
وصاح جيل :
"يجب علينا الخروج من هذا الوكر وبسرعة "
ورد عليه بويس بنفس نبرة الصوت :
"لا نستطيع ان نترك هذه الفتاة تهرب منا "
وكان صوتهما يضعف كلما ابتعدت عنهما ثم اخدت نبرة صوتهما تعلو مرة اخرى ما كنا ليسمحا لها بان تمضي في سبيلها كانت تراهما وهما يسرعان خلفها لاقتراف جريمة قتل اخرى .
وكانت تصيح دون توقف وهي تجري داخل الدهاليز المستشفى المظلمة :
"يا ماركوس ....يا ماركوس ....هذا ليس حقيقيا ....لا يمكن ان يكون حقيقيا......"
وكانت تدفعها قوة تكاد تفوق القدرة البشرية لم تكن لورين قد شعرت بهذه القوة من قبل كانت هذه القوة تضع حدا للالام وللعذاب ولحالة الياس التي كانت تحس بها كانت قوة تحثها على متابعة حياتها وعلى التغلب على كل ما الم بها وقررت فجأة ان تعيش والا تستسلم للموت .قررت ان تعيش حتى ترى قاتلي ماركوس وهما معلقان في حبل المشنقة في يوم من الايام .
وكانت لورين تنتعل حذاء يلبسه لاعبو تنس وكانت تجري به على ارضية المستشفى الاسمنتية بكل سرعتها تنتقل بين الحجرات كانت ركبتها تؤلمها بشدة ولكنها في هذه الساعة كانت تتجاهل كل الامها وقد قررت الا تضيع اية ثانية .زز
كانت تتمنى ان تجد أي مخبأ تختفي فيه ــ لا شك ان عددا كبيرا منها كانت تزخر به جدران هذا المبنى لو ان طلقات الرصاص كانت قد سمعت بالفعل في المدينة فلاشك ان قاتلي ماركوس لن يضيعا وقتهما في البحث عنها ــ كانت نقطة الشرطة اسفل الهضبة في وسط المدينة وكانت الشرطة تستطيع الحضور في أي وقت .