واجابته بشرود:
ـ"لا شك انه كان لديك العديد من الصديقات خلال السنوات الثمانية " ورد عليها بابتسامة سعيدة "لم يحدث مثل هذا اطلاقا "
اغلقت عينيها وهي تحاول ان تسعر باللذة التي كانت تسببها لها اصابع ماركوس وتاكيداته لها بنها مختلفة جدا عن بقية النساء .
قال لها بلطف :
ـ"لقد حاولت جهدي ان اقاومك "
واجابت:
اعرف ذلك "
ـ"ليس لي الحق في ان اغريك بالانخراط في حياتي يا لورين الى هذا المدى لا اريد ان اجعل منك سيدة بائسة على الاطلاق "ط
اخدت ملامح وجهه تتصلب كان يشعر بانه هو المسؤول عن اتخاد هذه الخطوة التي يصعب الرجوع عنها ولكن لورين قالت له وهي تلمس كتفه العارية :
ـ"انت تعرف يا ماركوس اننا ارتبطنا معا بسبب هذا الخطر المحدق بنا والذي قد كنت انا السبب فيه ـولكن هذا الخطر هو الذي قرب قلبينا وانا كذلك حاولت ان اقومك .ولكنني لم اتمكن من ذلك "
ابتسم ابتسامة فيها بعض التكلف .
ـ"لم اخطط للمستقبل حتى الان ماذا تتوقع امراة مثلك ان تصبح معي ؟"
قالت له لورين وهي تلقي اليه نظرة غاضبة :
ـ" الا تدرك اننا لو تمكنا من تنفيد خطتنا فقد يتغير كل شيء ؟يجب الا تشعر بالياس دون سبب .ان خطتك خطرة جدا .ولكن يجب ان تؤكد لنفسك انه سوف يكتب لخطتك النجاح يجب ذلك يا ماركوس حتما "
ـ"نعم..... يجب ان يحدث ذالك"
كانت لورين تسند راسها الى كتفه كان يحاول مداعبتها بينما كانت عيناه مغمضتين وفي هدوء الدقائق التالية كان ماركوس يلعب في خصلات شعرها الرمادي الكثيف وكان يستمع الى صوت انفاسها المنتظمة التي كانت تهز صدرها ثم استغرق في النوم .
وكانت لورين تقول لنفسها :
ـ" هناك شيء اخر الى جانب موضوع الخطر الذي تواجهه يربط بيننا حاليا "
كانت متاكدة من حبه لها ـمتاكدة من رغبته الشديدة فيها على الرغم من الصعوبات التي تواجهه .
كانت الى جانب ذلك تشعر بان ماركوس قد منحها كل السعادة التي كانت في حاجة اليها وانه اعطاها كل ما تتمناه منه كامراة ,وانه بذلك حقق كل رغباتها الملحة المتاججة في اعماقها .لكنها لم تستطع ان ترد الدموع التي كانت تحاول ان تبلل عينيها على الرغم منها .
كان سبب هذه الدموع برقية هوارد بويس المليئة بالتهديدات امضت لورين الليالي التالية بالقرب من ماركوس وكان جيل يحضر مرتين في اليوم ليتناقش مع ماركوس داخل شقته وقد اغلق بابها بينما كانت لورين تنهي بعض الاعمال في حجرة الطعام .كانت لورين لا تستطيع ان تخفي نفورها الشديد لدى رؤية جيل الذي كان يحاولماركوس ان يعطيه ثقته الكاملة .ولكن في الواقع كان هذا الانسان خطرا .وكان يسبب لها قلقا عميقا .كان جيل قد غدر بـ ماركوس وكان في امكانه ان يعيد الكرة .
وفي احد الايام كانت لورين تنظر من النافدة فلمحت شرطيا مرتديا زيه العسكري الرسمي يقف امام المنزل ويدق باب غرفة ماركوس انتظرت مدة عشر داقئق تقريبا شعرت خلالها وكانها اصبحت في الرمق الاخير .
"هل بلغ جيل او هوارد الشرطة ضد ماركوس ؟"ولكنها سرعان ما شعرت بالسعادة عندما انصرف الشرطي وحيدا وقابلت ماركوس في البهو المنزل وسالته :
ـ"ماذا كان يريد منك هذا الشرطي؟"
اجابها ماركوس وكان بعض القلقث قد استبد به :
ـ"يريد شيئين في الواقع الامر يقول انه في اليومين الاخيرين راى بعض الجران شخصا مشتبها فيه يحوم حول المنزل "
ـ"الا تعتقد انه قد يكون بويس ؟"
رد عليها وهو يدير وجهه والكأبة تظهر عليه :
ـ"لست ادري ؟"
ـ"في الواقع يا ماركوسش لقد احسست بالخوف حيم لمحت ذلك الشرطي. اعتقدت انه يعرف شيئا عن وجودك هنا الم تشعر ابدا بالخوف من ان يكتشف احد شخصيتك الحقيقية ؟"
ـ"ليس هناك أي سبب لكي يشك احد في .فبطاقتي الشخصية مزيفة ولكن بطريقة لا يستطيع أي خبير محنك ان يميزها عن البطاقة الحقيقية .وفما يختص بالجيران فان سمعتي حسنة والجميع يعرف انني لا اتدخل الا في الامور التي تخصني فقط ومع ذلك فهذا لا يعني اطلاقا انني في مناي عن أذى فاي طارئ قد يدفعهم للشك في الامر وعلى كل حال سيعملون على مراقبة المنزل ابتداء من الان "
ـ"ولكنك قلت ان شرطي يريد امرين "
كانت علامات الاكتئاب قد ظهرت على وجه ماركوس وكان من يراه يشعر بانه فريسة لاضطراب داخلي شديد .
ـ"لقد فقد احد الجوالة في منطقة تتراكم فيها الصخور الكبيرة الحجم ويعتقد انه جرح بطريقة خطرة ويطلبون مساعدتي لاسعافه .....على انني متردد الان بشان ذهابي "
وامتقع لون لورين لدى سماعها هذه الكلمات .
ـ"تريد ان تذهب ....ايس كذلك؟"
ـ"احب ان اكون نافعا لمجتمعي فهذا هو الشيء الوحيد الذي حاولت التمسك به طوال هذه السنوات "
ترددت لورين لحظة ولم تكن متحمسة نهائيا لفكرة ذهاب ماركوس
قالت :
ـ"لقد انبلج نور الصباح واكاد اشعر الان بانني في امان لو كنت ستتاخر هذه الليلة فساذهب هذه في أي وقت لانام مع روز "
ورد عليها وهو يحك ذقنه :
ـ"انني جد مهتم بهذا الامر ففي الواقع لا اعرف أي شبء بشان هذا الرجل ,ولكنني اعرف اخاه جيدا ولقد طلبني شخصيا .استطيع ان اطلب من جيل ان يبقى على حراستك في اثناء غيابي خلال السعات القليلة التالية"
"لا اريد ان اراه فانني لا اشعر بالثقة تجاهه "
"انه يقف الى جانبنا الان .وليس لديه أي عمل اليوم سوى السهر على حراستك وعلى كل حال لنذهب ولا تحاولي الكلام معه نهائيا "
ردت عليه :
ـ"لا باس بهذا الكلام كنت مدعوة لتناول وجبة الغداء مع روزا في المدينة بعد ذلك سوف اقوم بالتنزه معها "
"ارى انك متفقة معها كل الاتفاق .....اليس كذلك ؟"
اجابت لورين بصوت بعد ان لمحته وهو ينظر الها بامعان وفي نفس الوقت كانت تشعر بشيء من الذهول لان الصديقة الوحيدة لـ ماركوس في مدينة جيروم كانت امراءة عجوزا ربما كانت بالنسبة له بمثابة ام وهمية :
ـ"بلى....وماذا تنتظر ؟"
"لن اذهب قبل ان تعديني بان يقوم جيل بمرفقتك هل تنوين الانتظار في المدينة طوال فترة بعد الظهر ؟"
"لا اظن ذلك في الواقع كنت افكر في الذهاب الى المشتشفى القديم لاخد بعض عناصير الموضوعات اعتقدد انني في حاجة الى مثل عناصر الموضوعات هذه لتكون تحت الطلب حين الانتهاء من هذه القصة .فكلما انهمكت اكثر في العمل كان لدي وقت اقل للغضب "
قال لها ماركوس وهو يقطب حاجبيه :
ـ"انني لا ارى اطلاقا وجها لصحة كلامك ان تذهبي لوحدك الى المستشفى "
قالت له بسخرية :
ـ"كنت اعتقد ان جيل سوف يكون في حمايتي "
اكمل ماركوس كلامه بحدة :
ـ"لو كنت تعملين ماذا يحدث داخل المستشفى لما كنت تتمسكين بفكرتك هذه بالتاكيد ":
"يقال ان المستشفى مسكون بالاشباح ولن اجد هناك سوى اشباح في اخر الامر على كل حال لا يوجد بويس في مدينى جيروم والا كنا عرفنا ذلك او تعتقد بان الشخص الذي تحوم حوله الشكوك من الممكن ان يكون بويس ؟"
"لا اعتقد ذلك فهذه ليس طريقته ولكن من المؤكد ان هوارد يسح الان بضيق شديد كيف لنا ان نعرف ماذا ينوي عمله ؟"
سالته لورين بتلهف :
ـ"هل تعتقد انه سيحضر ؟"
انني متاكد من ذلك فهو لا يسيطيع ان يتحمل ان يحتفظ اشخاص اخرون باي سر ضده ولذلك حاول قتل جيل فرجل بمثل هذه العقلية يستطيع ان يبيع والدته في سبيل مصلحته ورجل لديه مثل هذا الطموح السياسي الكبير لا يستطيع ان يسمح للماضي بان يعود في أي وقت سوف يحضر شخصيا في أي وقت للاهتمام بامرنا ولا شك في ذلك لا يستطيع ان يترك روايتك المصورة حتى تصل الى نهايتها "
ولم تستطيع لورين ان تكبح شعورها بالقشعريرة .
"ماذا تعتقد انه سيفعل ؟هل سيحاول ان يقتلنا ؟"
"يا عزيزتي ....انه سفاح لقد قتل ابن عمه لاسباب اقل قيمة بكثير من تلك الاسباب التي تدفعه الان الى قتلنا "
سالته وهي تتابط ذراعه :
ـ"هل انـــــت خائـــــف؟"
"قد يحاول استدراجنا في الخارج وهذا ما اخافه اكثر من أي شيء اخر لذلك لا تغامري اطلاقا بالخروج عندما يحل الليل ؟"
"ولكنه لا يستطيع قتلي لانني مؤلفة الرواية المصورة سوف يشك فيه الجميع في الحال "
"نعم......الا اذا حاول ان يظهر وكانها حادث ,على كل حال سوف يحاول ان يفعل شيئا ما ,انك لم تتركي له حرية الاختيار "ط
ومر ماركوس على الفندق حيث كانت روزا في انتظاره زبينما كان يبحث عن جيل ذهبت روزا ولورين الى مطعم صغير ولم تستطع لورين ان تتكلم مع السيدة العجوز في ذلك اليوم كان القلق يشتد بها كلما تذكرت ان حياتها بين يدي جيل كانت تحاول ان تنغمس في اعمالها كي تنسى هذه الافكار الكئيبة .
كان ماركوس مقتنعا بان شيئا لن يحدث في قلب النهار خصوصا وان المدينة مزدحمة بالسياح واستاذنت لورين من روزا وركبت سيارتها وتوجهت الى المستشفى كان الديكور المالوف لديها ,وقد راته مرات عديدة غريبا عليها هذه المرة ومختلفا كل الاختلاف كان المبنى القديم يشرف على القرية وعلى الوادي من مكانه العالي بهيئته الكئيبة وذهبت لورين حتى نهاية الطريق ثم فتحت باب المبنى الضخم بمفتاح كان قد اعطاه لها شرطي المدينى الذي كانت تربطه بها علاقة صداقة .
دخلت حجرة واسعة وكانت خطواتها تسمع بشدة في هذا السكون العميق واخدت تتسلق الدرج ولكنها لم تكن تشعر بنفس الام في ركبتها كانت ممسكة ببطاريتا الكهربية كي تضيء طريقها وكان الصحن الدرج قابعا في الظلام كانت الشائعات التي تنتشر بشأن هذا المبنى تتردد في نفس لورين كان يخيل اليها سماع صدى اصوات موتى ومرضى اصابتهم الاوبئة واشخاص انتحروا....... وصعدت الى الطابق الثاني كانت الصالة الطابق الثاني تفتح على حجرة كبيرة مسحورة تستعمل كمستودع للمفروشات تؤدي الى مغسلة تحت الارض .كانت لورين منبهرة من كثرة ما تراه ومرت بحجرة العمليات وعنابر المرضى وهي ترسم كل شيء واستغرق هذا منها وقتا طويلا .