وحتى يتم المخطط الذي كانت قد فكرت فيه على خير وجه ادخلت لورين في مغمرات رود ووترز تغييرا وبهذا كانت تفتح لنفسها بابا للخروج عندما يحين الوقت الذي تتم فيه حوادث كل هذه القصة حتى تجتذب بذلك انتباه القراء اتصلت لورين بصديق لها صحفي لكي يبعث لها كل صور بويس وكان الاثنان يعملان طوال الليل لورين في كتابة الرواية وعمل الرسوم وبينما كان وماركوس يحاول ان يتذكر ادق التفاصيل للكابوس الذي مر به كان يحاول ان يتذكر الاماكن والغرف حيث وقع الحادث كل هذه الاشياء كانت تطفو في ذاكرته بطريقة مؤلمة .
وبعد ان عملا بجد وصبر طوال الليل وجزء من الصباح تمكنت اخيرا لورين من ارسال اول دفعة من الجزء الطويل الذي كانت قد ضمته الى روايتها الى الناشر الذي كان في حيرة من سبب تاخرها ,وكان ذلك قبل منتصف النهار بقليل ,وبعد يومين كانت صورة جيل سبارو وهوارد تظهران وكانهما شخصيتانفي الرواية صفحات اربعين جريدة لكي تشاهدها عيون القراء البلاد جميعهم .كانت القصة الجديدة تظهر اربعة من الطلبة كانو في رحلة لصيد الديوك البرية داخل مساحات واسعة من الاراضي التي يعيش فيها طالبان منهم والشخصية التي كانت تشبه هوارد بويس كانت تدبر جريمة قتل لواحد من اصدقائه وهو في نفس الوقت ابن عمه لانه كان يغار منه .
لم تكن هذه اذن روايةمصورة ولكنها كانت بمثابة مصيدة تحاول ان تلقي القبض على الجانيين الحقيقيين .
وتتابعت الايام بعد ذلك هادئة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ومر اسبوع دون ان يرى احد منهماــ سواء لورين او ماركوس الرجل المجهول الذي يرتدي السترة السوداء ولكن في ليلة من الليالي وبينما كانا يسيران في الشارع الرئيسي لمحا الرجل الذي كان قد هرب من ماركوس .كان يسير على بعد خطوات منهما متوجها الى الكافيتريا كانت ظلمات الليا قد اخفت عن بصر الرجل المجهول شخصية لورين وماركوس, كانا في الواقع بعيدين عنه جدا حتى انه لم يتحقق من ملامح وجهيهما .
تمتم ماركوس :
ـ"سوف امسك به هذه المرة "
قالت لورين وهي تمسكه من ذراعه :
ـ" لا تفعل ذلك يوجود في الكافيتريا عدد كبير من الناس سوف تشد انتباهم لو حاولت ملاحقته الان "
اخد ماركوس يحلل الامور :
ـ"لا شك انه يسكن في المدينة ــوانه بالتاكيد يقيم في احد الفنادق نعم فانت على حق يا لورين من الافضل ان اتحدث مع روزا قبل ان اتخد أي خطوة ربما استطعنا ان نكشف شخصيته "
وامسكت السيدة بذراعه لانها لاحظت وجود حالة انجداب غريب بينهما .كانت تعرف موضوع السنوات الثمانية التي شعر فيها ماركوس بحالة من الكرب ومن الغبن ومن الحقد كانت تسحقه نفسيا ووضع ماركوس يديه على يدي لورين وكانه يقرأ من خلال افكارها ثم قال لها :
ـ" اترين مدى تاثيرك على ؟ الام اشعر بانني هادئ جدا على الرغم من وجود هذا المجهول على مقربة مني "
ـ" اؤكد لك يا ماركوس ام وجودي معك له اهمية كبرى وفي الحقيقة ان رباطة جاشك هي التي تؤتر في "
ـ" لاـــ فانت من تدفعني الى هذا الهدوء وانني لاشعر بالسعادة عندما اقول لك كل شيء ــ احس بانني حر كنت في الواقع قد نسيت ما تعنيه كلمة حرية كنت قد نسيت ماذا يعني ان يتاقسم انسان شيئا مع انسان اخر .في الحقيقة انني لم اشعر اطلاقا بانني اعيش مثلما اشعر الان واخد ينظر كل منهما الى الاخر مدة طويلة وهو في حالة سكون متاثرين بهذه اللحظات من الود الحقيقي وكانا متاكدين بان التهديدات التي ترمي بثقلها عليهما سوف تختفي بلا شك للابد.
قالت لورين لـ ماركوس :
ـ"هل بويس خطر حقا كما تقول ؟"
ـ"يجب عليك ان تصدقيني فلو اننا كشفنا سره فسوف يخسر كل شيىء فلو انني استطعت اثبات براعتي او استطعت ان اشكك في اشتراكي في الجناية فلن يتردد اطلاقا في قتلي .ولكنه لا يدري حتى الان ما اعددت له من خطط "
ـ"كيف ستتمكن من القاء القبض عليه ؟"
ـ" لا اعلم شيئا حتى هذه اللحظة , هناك تفاصيل كثيرة لااعرفها فاذا لم يظهر جيل يمكنني اشاعة خبر موته واحضارشبحه في المنزل .كذالك قد استطيع التظاهر بالموت .و على اية حال لو ان الصحافة تدخلت في قصة هذه الاشباح فلن يستطيع هوارد عندئذ ان يتراجع . فلو فعل ذالك فسوف يفقد هيبته. وعندما ياتي الى مدينة جيروم سوف نجد الطريقة المثلى لايقاعه .
وامسك بيدها واحست بحالة الدفء كانت تبعث في كيانها الطمانينة وكان ماركوس قد انشغل عنها كثيرا في هذه الايام الاخيرة وكان قد احس بهذا الوضع الان فقط في ضوء القمر في ليلة جميلة من ليالي الربيع شعر فيها بانجذابه نحوها بشدة وكان ماركوس قد ابتعد عنها مند اليوم الذي اعترف فيه لها بانه محكوم عليه بسبب جريمة قتل هل كان يعتقد انه قد يصيبها بالفزع لو مسها ؟
في اليوم التالي حضرت روزا في الصباح الى منزل باير ولكنها لم تغامر بالدخول وجلست السيدتان امام رواق ز المنزل تحتسيان بعض الشاي المثلج وكانت لورين تشعر ببعض الضيق .فهي الان تتحمل وزر كل هذه الاسرار وكانت روزا لا تعلم شيئا عن الماضي وكذلك لا تعرف أي شيء على الاطلاق عما يدور في الوقت الحاضر ,على ان كمية من الحكمة كانت تظهر في نظراتها بحيث كانت لورين تعتقد بان روز تعرف من الاسرار اكثر بكثير مما تصرح به ,كان لدى روز عدة اسئلة تقلقها دائما بعمق ومن ضمت الاسئلة التي وجهتها روز الى لورين :
ـ"هل ارتبطت بصداقة مع ماركوس ؟....انه في الحقيقة رجل غامض لا يبوح باسراره الى احد ولن يستطيع تحطيم هذا الحاجز والولوج في اعماقه سوى امراة قوية العزيمة "
ردت عليها لورين قائلة:
ـ" انت كذلك لديك اسرارك الخاصة بك"
وردت عليها روزا وهي تدير راسها باتجاه الوادي الذي كان يقع امامها على عمق شحيق :
ـ" دون شك ولكن اسراري تختلف كثيرا عن اسرار ماركوس ,ليست هي في الواقع الامر اسرار بشان ما يجري في الحاضر بل هي ذكريات نهتم بها بعد مرور سنوات عدة "
ـ"لقد سالت نفسي كثيرا على سبيل المثال كيف كانت حياتك ,هل رايت ما كتبته عنه ؟"
وقالت روز بنفس واحد : ـ" بالتاكيد انها عبارات ممتازة ولكنني في الحقيقة لست بهذا الجمال وقد اعجب بي بعض الناس وكانو ينظرون الي نظرة رائعة ولكن كل هذا بعيد عني كل البعد "
سالتها لورين فجأة :
ـ"ماسبب عدم زواجك حتى الان ؟"
وفضلت روز السكوت فترة من الوقت واشارت في النهاية باصبعها الى الانحدار الذي كان يمتد
الى اسفل المدينة .
ـ"هل ترين البيت الذي يظهر سقفه المائل هناك ؟كان الشاب الذي احببته يعيش هناك كان ابن احد التجار الاغنياء كنا نذهب معا الى المدرسة "
سالتها لورين :
ـ"ماذا حدث لــــه؟"
ـ"لقد توفي منذ اثني عشر عاما .كان قد تزوج من امراة غنية ورثت هذا الغنى ولكنها لم تستطيع ابدا ان تجعله سعيدا "
ـ"ولكن لماذا لم تتزوجيه لو كان يحبك ؟"
رفعت روز عينيها الى السماء وتنفست بعمق .
ـ" كان كما قلت قبل ذلك ابنا لاحد التجار الاغنياء ,وكنت اعيش في عشة الفقراء في حي سيء السمعة ,وكانت سمعة والدتي رديئة ,لقد احبني ولكن كان من المحال ان نتزوج "
وحاولت لورين ان تقف دموعها بصعوبة .
وتابعت روز كلامها :
ـ"لقد كان الشخص الوحيد الذي احببته لم يكن لدي ابدا الشجاعة لكي اتزوج دون ان اشعر بالحب "
امسكت لورين يديها
ـ"اخبريني يا روز ما الحب ؟"
ردت عليها روز وقد ادارت راسها :في الواقع انه سؤال عجيب جدا "
قالت لورين :
ـ"لقد احببت مدة طويلة وبطريقة قوية جدا ,ربما تكونين الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع ان يقول ما الحب "
قالت روز وعيناها تتلألأن :
ـ"لماذا تسالنني هذا السؤال بطريقة ملحة ؟هل تشعرين بالحب ؟"
ـ"نعم لا استطيع ان امنع نفسي من هذا الحب ان ماركوس في الواقع مختلف كل الاختلاف عن بقية الرجال اتمنى الا يصيبه أي ادى مهما كان "
ـ"هل تعتقدين بانه في خطر ؟"
قالت لورين وقد ادركت انها ذهبت بعيدا .
ـ" لست ادري .ان مشاعري تختلط علي ,كيف نعرف يا روز باننا نعشق احد ما ؟"
تنهدت روز بعمق وجحطت عيناها وقالت :
ـ"نحب احد عندما نشعر باننا نود الا نعبر اقسى واسوأ التجارب مع أي انسان سواه ,انه لامر غاية في اليسر على ما اعتقد "
كانت لورين ترغب في الاستطراد في المناقشة عندما لفت انتباهها فجأة ظل يتحرك في الحديقة التي كانت تقع على المنحدر .