كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
الفن والطرب
في تقسيم آخر، يقوم "إيبرت" بإضافة فيلمين إلى قائمته لاعتبارات تخص الصناعة السينمائية، فهو يضم "قُد –Drive" لنيكولاس غريفن والجزء الثاني من "هاري بوتر ومقدسات الهلاك" لديفيد ياتس، لأن الأول من أفضل ما قُدم في فئته ولأن الثاني يختم بشكل جيد أسطورة عصرية بدأت منذ عام 2001م.
كما لا يغفل "إيبرت" التجارب الروائية الأولى لكل من شين دوركين في فيلمه "مارثا مارسي ماي مارلين - Martha Marcy May Marlene" الذي يدور حول ضياع الهوية والاغتراب النفسي العميق لفتاة هربت من طائفة ما كانت منضمة لها، مع أداء معتبر لإليزابيث أولسن، والفيلم الأول للجامايكي ألريك براون "كينيارواندا–Kinyarawanda" الذي يتتبع حيوات شخصيات متعددة في رواندا المنكوبة، الحب والأمل والفزع والفرح،
وبالتوازي مع كونهما التجربة الأولى إلا أن استقلالهما وميزانيتها المنخفضة تجعلهما فيلمين ضروريين لكل سينمائي يدعي العوائق باختلاف أشكالها. من منظور آخر يمكن النظر إلى فيلم "الحياة فوق كل شيء - Life, Above All" لأوليفر شميتز، الذي يدور عن فتاة تحاول أن تجعل عائلتها تتماسك من خلال مصيبة حلت بها. إنه فيلم دافئ عن القارة السمراء الرائعة.
في الإخراج برزت أفلام مثل رائعة وودي آلن "منتصف الليل في باريس–Midnight in Paris" عن سيناريست أمريكي يحلم بأن يكون فيتزاجيرالد أو هيمنغواي الألفية الجديدة، المثقف الأمريكي في باريس التي اشتهرت بصوالينها الأدبية في عشرينيات القرن الماضي، حيث التلاقح الفكري والحب العاصف والحركة الدائمة للفكر والفن. "الطاحونة والصليب–The Mill and The Cross" للبولندي "ليتشمايفسكي" تجربة سينمائية نادرة في فيلم يستخدم المسرح والتشكيل في قالب سينمائي ينحو مفهوم الفن للفن، فهو ينطلق من لوحات تشكيلية للفلمنكيبيتر بروجيل فنان التأمل الشهير، ليبعث الحياة في الساكن من خلال إدارة واثقة وطاقم فني مميز.
لارس فون ترير يقدم "ميلانكوليا - Melancholia" عن أختين تتبادلان أدوار حياتهما بعد زفاف إحداهما، هناك سكون غير اعتيادي في ظروف غير اعتيادية إذ يظهر في السماء كوكب آخر يزداد قرباً وحجماً لكن الحياة تستمر، والأزمة تتوتر، في فيلم هو الثاني لظهور كوكب في سماء أرضنا، مع فيلم "أرض أخرى–Another Earth" لمايك كاهيل الذي يتتبع فتاة يؤنبها ضميرها لأنها تسببت في دمار عائلة، والبحث عن الغفران في محاولة التواصل مع الأب الثكل الأرمل.
في الأداء يبرز كل من "جان دوجاردان" في فيلم "الفنان–The Artist" للفرنسي ميشيل هازانافيسياس، الذي يغامر بجرأة في تقديم فيلم شبه صامت بالأبيض والأسود في هذا الوقت وعن سينما الأفلام الصامتة ونجومها، "جورج كلوني" يقدم أداءً من العيار الثقيل في فيلم "الأحفاد–The Descendants" لألكسندر باين، عن رجل في خضم صراعاته ليحافظ على عائلته ومنصبه الاجتماعي ومحاولة السيطرة على الظروف المحيطة، كما واجهت "آنا باكوين" تحدياً كبيراً في تقديم شخصية تحاول أن تكون نزيهة بغض النظر عن حقائق الأمور في فيلم جيد لكينيث لونرجان.
"تيري - Terri" لأزازيل جاكوبز، و"ثقة - Trust" لديفيد شويمر، فيلمان يعكسان الاتجاه الإيجابي لمخرجين متوازنين بدون عظمة منشودة، إنهما يقدمان أفلاما تحتاجها الصناعة السينمائية بقصص جيدة ذات بعد اجتماعي معاصر في الثقافة الأمريكية، ولكن ضمن مساحتها المعقولة، بينما يبرز اللامعقول ولكن المقبول في قصة رائعة يخرجها الفنلندي أكي كاوريسماكي الشهير بأفلامه عن الذين يخترقون طريقهم عبر المحن. في "لو هافر–Le Havre" الذي يصنفه "إيبرت" بأنه أكثر أفلامه إشراقاً، تدور الحكاية عن مهاجر غير قانوني صغير بالسن، يجهد السكان المحليون في إخفائه عن عين السلطات!.
لا شك أن الرضا عن القوائم مستحيل، فكل قارئ لديه فيلم يضيفه وأفلام يرى حذفها، لكن الأمر يبقى متاحاً في إدراك اختلاف الأذواق، ومبررات الناقد ورؤيته التي لا يمكن إغفالها، بحكم سعة اطلاعه وضخامة مشاهداته وقربه من الصناعة، وفي حال ناقد من مستوى "إيبرت"، فإن الرضا وإن استحال فإن هذه القائمة ستبقى دليلاً جيداً، يمكن الاعتماد عليه في مشاهدة أفضل أفلام العام المنصرم.
يتبع
|