لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-12, 12:33 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناولا العشاء في مطعم يطل على الساحة ، كانت النافورة مضاءة في الليل والمياه تنساب منها بألوان مختلفة ، ومع ان المطعم صغير ، إلا أنه رائع ! وجدت نفسها تتذوق فطائر الكبد المدقوق المشهورة في هذه المنطقة ، ثم الدجاج المطبوخ بالكريما.
وبعد فترة إبتسمت له عبر الطاولة المضاءة بالشموع وإعترضت قائلة:
منتديات ليلاس
" لم أعتقد بالفعل انني كنت جائعة يا دكتور شيرون".
" وانا حزرت بانك لن تستطيعي مقاومة طعام هنري المغري ... على فكرة إسمي مرسيل ، اود أن تناديني به".
حاولت هارييت لفظ إسمه ثم وضعت كأسها على الطاولة وقالت:
" إسمي هارييت".
أجاب الطبيب :
" لم اعرف احدا يدعى بهذا الإسم".
لفظ إسمها كما يفعل اندريه دون أن يلفظ حرف الهاء.
تساءلت عما كان يفعله أندريه هذه الليلة ، وهل اخبر جديته وإبنه عن الحادث الذي اصاب سوزان؟
لقد علمت الكثير عنه اليوم ، لكن هناك أشياء كثيرة لم تعرفها بعد ، وسوف لا تعرفها أبدا...
كان مرسيل رفيقا مسليا ، وبالرغم منها تمتعت هارييت بالسهرة ، حدّثته عن عملها وشغفها بالسيراميك ، ونصحها بإصرار أن تشاهد البورسلين والأواني المطلية بالميناء صنع ليموج ، وافقت بان ليموج جديرة بالزيارة لكنها زارتها مع تشارلز منذ بضع سنين وأحبت المنطقة آنذاك . ومؤخرا عندما إقترح عليها تشارلز ان تشتري عقارا هنا إهتمت بالموضوع.
بما انها جاءت بسيارتها الى بلسوربو ، لم يحظ مرسيل بمرافقتها الى البيت ، كان رجلا لطيفا وإستمتعت برفقته ، أوصلها الى حيث أوقفت سيارتها بقرب الساحة ، وقال:
" سأراك غدا ، هل تعرفين طريق بيتك جيدا؟".
" أعرفها تماما".
فتحت باب سيارتها قبل أن يقوم بأية حركة للمسها ، وقالت:
" شكرا للسهرة الممتعة".
" كان هذا من دواعي سروري".
أجابها بتهذيب ووقف يلوح لها بيده .
لقد حلّ الظلام وكانت الطريق تلتوي امامها ، تساءلت إن كانت حقا تعرف الطريق الى البيت ، وتنفست الصعداء عندما رأت اللافتات على يمينها وتاكدت من مفترق بيتها ، سمحت لسيارتها أن تنحدر قبل أن توقفها أمام البيت وإذا بها ترى سيارة اخرى امامها ، كانت سيارة اندريه السيتروين ، كاد قلبها يتوقف عندما أطفئت محرك سيارتها وترجلت ، نظرت بقلق نحو البيت ، لكنها لم تر اضواء ، أجفلت حين إنفتح باب السيتروين وخرج أندريه ، لم تر سوى جانب وجهه في ضوء السيارة الداخلي عندما فتحت الباب ، سألته وهي تحس بالذنب إذ تذكرت كيف قضت امسيتها:
" ماذا تفعل هنا؟".
لم يجبها بل توجه نحو البوابة قائلا:
" هل ندخل؟".
ارادت ان تجادله لكن حدسها حذرها من أن تتحداه فدخلت البوابة ومشت عبر الممر ، وحالما فتح الباب سبقها أندريه وأضاء المصباح بينما كانت تسدل الستائر الصفراء ، ثم إستدارت لتواجهه وهي واعية بمظهرها وما سيفسره به ، الليلة يرتدي بنطلونا أسود وقميصا حريريا ، واللون القاتم الذي يرتديه يظهر مزاجه المعكر ، وقف قرب الموقد وقال بهدوء:
" هل ذهبت الى المستشفى؟".
" أجل كما فعلت انت".
أحنى راسه وإستوضحها:
" هل قالت لك سوزان ذلك؟".
" كلا ، الدكتور شيرون اخبرني".
" هل رأيت شيرون ، وماذا قال لك؟".
بلّلت هارييت شفتيها.
" قال انها تتحسن إنما كانت نائمة".
" أحقا؟".
لاحظت أنه يتكلم بالفرنسية كلما أحس بتوتر ما ، وتابع يقول:
" هل إنتظرتها حتى إستيقظت من النوم؟".
" كلا....".
تضايقت وغضبت لذلك ، فماذا يعنيه كيف تقضي وقتها ؟ قالت:
" كلا.... في الواقع تناولت العشاء مع الدكتور شيرون".
وهنا لاحظت وجه أندريه يتقلّص.
" أحقا؟".
" إنك لا تمانع ، أليس كذلك؟ أنا فتاة حرة وأستطيع ان اختار كيف ومع من أمضي سهراتي؟" .
نظر اليها ببرود قائلا:
" وهل قلت خلاف ذلك؟".
" كلا لكن ... اوه ... إنه ليس بالأمر المهم ".
هزت رأسها بخيبة وشعرها الكثيف يتأرجح حول كتفيها وقالت:
" لم تقل لي لماذا أنت هنا ".
وضع يديه خلف ظهره فإنفتح قميصه وأجاب:
" جئت حسب توصيات لويز ، لأدعوك الى العشاء ".
فاحست هارييت بموجة خجل تغمرها وتابع هو بصوت أجوف:
" بالتأكيد إن الدعوة متأخرة إلا أنني أحسست بالقلق عندما لم تعودي من المستشفى فقررت أن انتظرك هنا".
" فهمت".
وضعت حقيبتها على الطاولة دون ان تنظر اليه وأردفت:
إنني آسفة".
" لا فرق ، المهم انك الآن هنا".
إهتمت هارييت للأمر ، وكالمعتاد احست أنها المخطئة فقالت بإرتباك :
ارجوك أن تشكر جدتك على الدعوة ، ربما إستطعت تلبيتها في وقت آخر".
فنظر اليها قائلا:
" أخبرني بول انك ترفضين المجيء الى منزلي".
إحمر وجهها وهتفت تدافع عن نفسها:
" كان الأمر يختلف ، كان هذا قبل.. قبل...".
" قبل ان تعرفي ان زوجتي قد ماتت؟".
حركت هاريت كتفيها قائلة:
" ربما".
تقلصت اساريره وقال بقسوة:
" لم أعتقد ان الأمر يهمك".
فشهقت قائلة:
" حسنا ، كنت مخطئا ".
" حقا؟".
إتسع أنفه غيظا ، ولاحظت أنه يضبط اعصابه بقوة إرادته ، قال:
" مع العلم أنك بعد الظهر رفضتني بكل أوتار كيانك".
أسعدها وجود الطاولة بينهما ، فإتكات عليها قائلة:
من الأفضل أن تذهب الآن فانا متعبة".
أرخى يديه وحاولت هارييت لآخر مرة ان تتصرف بشكل طبيعي ، قالت:
" شكرا ، اشكرك ثانية على كل ما فعلته اليوم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 12:34 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أظهر حركة عدم مبالاة واجاب بصوت فظ:
" كنت سافعل هذا لأي كان ، بالمناسبة ، هناك شيء آخر ، يجب أن تطلبي من الطبيب الكريم أن يقدمك الى زوجته في وقت ما".
احست باللون يفارق وجهها وهمست لاهثة:
" إنه.... متزوج؟".
" منذ عدة سنين ، انت قليلة الحظ بإختيارك لمرافقيك !".
منتديات ليلاس
إرتجفت شفتاها وقالت بغضب:
" أيها ... ايها الوغد ! لقد تمتعت بإبلاغي هذا ، أليس كذلك ؟كم يسعدك ان تراني أتلوى من الخجل".
تضايق اندريه ورد بجفاف:
" لا تكوني بلهاء ، هل تفضلين ان أخفي الحقيقة عنك؟ ماذا كنت ستفعلين لو أن السيدة شيرون جاءت تطرق بابك ، كما فعلت في الماضي مع نساء اخريات ، وإتهمتك بالفاظ مهذبة ، إنك انثى منحلة الأخلاق ؟".
قالت هارييت بطريقة آلية وهي تشيح نظرها عن وجهه الساخر:
" نساء ! في كل حال أنت الذي تقول أنها تفعل ذلك".
" ومن المؤكد ان كلامي ليس كافيا أليس كذلك ؟ إذن... ستكونين في أمان هنا بمفردك".
" لا تزعم أن الأمر يهمك".
اجابها ببرود جعل أنفاسها تتسارع:
" تعلمين أنه يهمني ، كل ما تفعلينه يهمني ، لكن هذا شيء تعلمت أن اعيش معه".
إنفرجت شفتاها كانها تختنق وقالت:
" ارجوك ، لا تقل لي أشياء كهذه ، كلانا يعلم أنها ليست صحيحة ، وأنا غير مستعدة لأن أعيد الكرة".
قام أندريه بحركة إنهزامية وقال:
" أنت قاسية جدا يا هارييت ، لكن ربما أنت على حق وقد فات الأوان".
تنهد ثم تابع:
" لم اصدق ، ولكن...".
وهز رأسه .
ادارت نحوه عينين موجوعتين وسألته بلوعة:
" ماذا تريد مني يا أندريه ؟ما تريدني أن أقول ؟ إنني سامحتك ؟ إنني نسيت أنك عاملتني كفارس مغوار؟".
رد عليها بخشونة:
" فارس ؟ ما هذا ؟ أنا لست بفارس".
" كلا انت لست هكذا ، انت كل شيء بإستثناء ذلك".
" إذن لماذا تقولين هذا؟".
" أوه...".
طردت الكلمة بحركة من يدها ، وتابعت:
" هذا يعني... إهمال ، عدم تفكير ، أظنك تعلم ماذا يعني ".
" أظنك تبالغين ، حسنا ، إن قبولي بمجيئك الى باريس قد لعنني في نظرك ، لكن يجب ان أذكرك بأنك اردت المجيء ، بل يمكنني القول انك توسلت الي ان أوافقك على مجيئك".
" اوه ، هذا أجمل ماسمعته منك ... إنك تضع اللوم علي وحدي ، أليس كذلك؟".
" اللوم؟".
نظر الى السماء كأنه يطلب منها وحيا وتقدم متجاهلا إحتجاجاتها وأمسكها بقوة من كتفيها:
" بالله عليك ، لماذا كان علي أن أشعر باي لوم؟".
كان قريبا جدا مما اشعرها بإرتباك وشبه إختناق ، وعزت ضعفها أتجاهه الى الإرهاق الذي واجهته هذا اليوم ، لكن عليها ان تنتصر على هذا الضعف وبالطريقة الوحيدة التي تعرفها ، فسألته وهي ترتجف وتنظر في عينيه:
" كيف تحسبني شعرت حين وصلتني رسالتك ؟ لا بد أنك كنت تعلم أنه لم تكن لدي اية فكرة".
فتقلّصت شفتاه وقال:
" وكيف تظنيني شعرت وأنا أكتب الرسالة ؟ صدقيني ، لم يكن الأمر سهلا".
فصرخت يائسة :
" إذن لماذا فعلت ذلك؟".
فهز راسه بتعب وقال:
" تقصدين لماذا قبلت بقدومك الى باريس؟".
فهتفت بإختناق:
" لماذا جعلتني اقع في حبك؟".
إسودت عيناه وقال:
" كان إحساسا متبادلا ولم تكن لي أية سلطة عليه".
" ليتك لم تتكلم معنا في قاعة المزاد !".
" وانت ليتك إحترمت نصيحة تشارلز ، اليس كذلك؟".
هز راسه وتابع يقول بندم:
" أنا حاولت يا هاريت ، توقفت عن لقائك لكنك أردت ان تقابليني ، والله يسامحني ، لم استطع أن أرفض طلبك".
فإبتعدت عنه قائلة:
" ماذا.... ماذا تعتقد أنه جرى لي بعد... بعد ان كتبت لي الرسالة ؟".
تنهد قائلا:
" حاولت ان لا أفكر ، حاولت أن لا أتصورك مع رجل آخر".
إختنق صوته ، فنظرت اليه بإهتمام قائلة:
" ألا تفكر أنه كان ممكنا....".
توقفت وأشاحت عنه وحاولت ثانية:
" الم يخطر لك أبدا إحتمال ان أكون قد دفعت ثمنا غاليا لتلك الليلة ؟".
" ماذا؟".
أدارها لتواجهه ونظر اليها بإهتمام متوهج وقال ويده تضغط بعنف على ذراعها:
" ماذا تقولين ؟".
أجابته بإرتجاف:
" ماذا... ماذا تظنني احاول ان أقول ؟ افهمت؟".
فصاح وهو يطبق يديه على وجهه ويشد جلد خديه الى الوراء قبل أن ينزل ذراعيه:
" كلا ! يا الهي ! كلا !".
تألمت هارييت وهي تراه يتعذب لدى إستيعابه معنى كلامها.
كان البيت هادئا ، وكانا وحيدين كأنهما الوحيدان الباقيان على قيد الحياة ولم تعد تهتم بشيء سوى هذه اللحظة ، وعلمت انها لحظة اللارجوع... ثم سمعت صوتا مفاجئا يهتف بحسرة:
" يا الهي !".
أحست هذه الصرخة تسقط على راسها كماء مثلج ، ولكن بالنسبة الى أندريه كان الأمر اسوأ ، إذ كان بول مشدوها في الباب ، وهو ينظر اليهما كأنه لم يشاهد أحدهما من قبل ، ثم تلفظ بعبارة نابية وسمعاه يخرج متعثرا في الظلام ، صرح بأندريه بياس ووجهه شاحب من شدة الإنفعال:
" هارييت ، هارييت ، يجب أن ألحق به".
" أجل".
كان صوتها خاليا من التعبير ، وتركز بصرها على الأرض فنظر اليها قائلا:
" هارييت ، لا تدعي هذا الأمر يقف بيننا...".
" وما العلاقة التي تربطنا؟".
"هذا ليس صحيحا".
وإلتفت ليحدق في سواد الليل ، ثم نظر اليها قائلا:
" هارييت ، أرجوك دعيني اعو داليك...".
"كلا".
" ماذا تقصدين بكلا؟".
" اقصد كلا ، يعني النفي ، آه... إذهب يا أندريه ، إذهب وإعثر على إبنك ، ألا ترى أنني ارغب فقط في أن اترك وشاني؟".
" أنت متوترة...".
" كلا ، كنت متوترة ، والآن عاد الي رشدي ، إشكر بول بالنيابة عني ، فلو لم يتدخل لكنت قد فقدت كل إحترام لذاتي!".
تهدل كتفاه وبدا على وجهه التعب الشديد ، وللحظة تحركت مشاعرها ،ولكن عندئذ تذكرت زوجته المسكينة والحالة التي كانت فيها.
لا شيء يغير ما حصل من قبل ، كان الماضي يقف حائلا بينهما ، وبما أنها لم تقدر ان تثق به سابقا فكيف يمكنها أن تثق به الآن؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 01:13 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- الرحيل


قالت سوزان محتجة بإمتعاض:
" لماذا علينا أن نعود الى أنكلترا ؟ أعلم أن ساقي بحاجة الى وقت لتشفى إنما لماذا لا يكون هذا في روشلاك؟".
كانت هارييت تلف حول منعطف وشتمت بصمت حين احست برجة فجائية في مبدل السرعة ، ثم اجابتها:
" سوزان ، قال الدكتور شيرون أن الإستحمام المنتظم ضروري ، وأخشى أن اقول له اننا نستعمل الغدير أو ذلك المغطس الأثري البدائي الذي وجدته في الكوخ".
"لكن الحمام نظيف ويمكنني إستعماله".
" كل يوم ؟ ومن الذي سيحمل الماء اليه ؟كوني واقعية يا سوزان ، هذا ليس معقولا ".
عارضت سوزان قائلة :
" لكنك لم تذكري شيئا عن ذلك يوم أمس".
تنهدت هارييت واجابت:
" بالأمس كلانا لم يدرك أهمية الموضوع ، الآن صرت قادرة على التفكير ، أنا آسفة مثلك ، إنما لا أجد حلا آخر".
تنشقت سوزان الهواء وتمتمت وهي على وشك البكاء:
" تقصدين بيت جدتي ، اليس كذلك ؟ انسيت أنه ليس لدي بيت أذهب اليه؟".
إستصغرت هارييت نفسها وأوضحت:
" ليس عليك أن تذهبي الى جدتك إن لم ترغبي في ذلك ، بوسعك البقاء معي في الشقة على الأقل حتى يحين وقت العودة الى المدرسة".
" أحقا ؟ هل استطيع ذلك؟".
أشرق وجه سوزان وتابعت:
" لا مانع ، أقصد ان هناك الكثير من الأشياء في لندن أليس كذلك ؟ إنني أعرج في الوقت الحاضر وسيكون الأمر أسهل".
أجبرت هارييت نفسها على الإبتسام وهي تحاول ان تفهم ماذا ستعني لها العودة الى لندن ، لم تنم في الليلة الماضية ، وأحست هذا الصباح كأنها ميتة ن لكن بعض مساحيق الوجه غطت الشحوب ، عيناها فقط كانتا تفضحان عذاب افكارها الممزقة.
أدركت أن ما كانت تفعله لم يكن سوى الأفضل ، لقد عاشت ثماني سنوات بدون أندريه ، وستتعلم أن تعيش بدونه مرة أخرى ... ربما احبها بطريقته الخاصة ، فلا شك أنه يأسف لما حصل ولكن هناك امورا لا يصلحها حتى الزمن.... من الأفضل الإبتعاد الآن قبل أن تتدهور علاقتهما وتلقى نهايتها المحتومة.
ربما كان حادث سوزان داعي خير ، على القل منحها عذرا مقبولا للرحيل ، وعند وصولها الى انكلترا بالوكالة لتبيع البيت .... سوف تحزن لأنها تعلقت بارضه وجدرانه وبرائحة الخزامى البرية الفائحة في أرجائه.
إنها تتطلع الى انكلترا ، الى لندن وإلى تشارلز ، لا شك أنه سيندهش لغيابها لشهر واحد فقط لكنها تريد العودة الى العمل لتشغل عقلها ويديها.
بعد ان ركزتها خالتها على المقعد الطويل خارج مدخل البيت سألتها سوزان:
" متى تظنين أننا سنرحل؟".
ثم نظرت للشمس الساطعة واردفت:
" الن تندمي على هجرك كل هذا؟".
" احسبني سأجد شيئا عما قريب".
أكّدت هارييت ثم أضافت:
" والان ، هل ستكونين على ما يرام إذا ذهبت لأحزم أمتعتنا؟".
" لكنك لم تعلميني بموعد رحيلنا !".
تنهدت خالتها وأجابت:
" لا اعرف ، ربما غدا أو بعد غد ، يجب ان علم الدكتور شيرون اولا ليعطيني ملفك للطبيب في لندن".
فعبست سوزان قائلة:
" ليتنا نبقى هنا ألا تغييرين رايك يا هارييت؟".
" كلا".
كانت نبرة هارييت حازمة بجوابها فتهدلت كتفا سوزان وأولتها ظهرها .
توقعت هارييت قدوم أندريه طيلة النهار ، لكنه لم يأت مع حلول الظلام ، ذهبت لتنام وكان يساورها إحساس بالخيبة ، ضربت وسادتها وقالت لنفسها : يا ألهي ، ماذا أريد بعد كل هذا ؟انا التي طلبت منه أن ينصرف اكثر من مرة ، ولم أتذمر لأنه فعل ، لكنها تود ان تراه للمرة الأخيرة ، فكرت بياس ، لكي تقول له أنها راحلة وتودعه ، وبذلك تنتهي العلاقة بوضوح.
سافرتا بعد ظهر اليوم الثاني ، وإتجهتا شمالا الى الهافر وأمضيتا الليلة في إستراحة على الطريق ، وصلتا الى الهافر في ساعة متأخرة من مساء اليوم التالي ، ولحسن حظهما تمكنتا من تغيير الحجز ، إستغلتا حالة سوزان لتصعدا على متن المركب المزدحم كما ان جاذبية هارييت ساعدت في إقناع موظفي المرفأ ، قضتا ليلتهما في فندق صغير وابحرتا في الصباح لتصلا ساوث هامبتون قبل الظهر ، مغادرة السفينة أخذت وقتا أطول ، ووصلتا لندن عند الغروب ، أحست هارييت بالإرتياح لأن الرحلة كانت طويلة ومرهقة ، وتاقت الى إستعادة شيء من حياتها الطبيعية السابقة.
كانت شقتها في منطقة نايتس بردج الأنيقة ، وكان الفضل لتشارلز أنها حصلت عليها بإيجار معقول ، في أي حال لم تحب أن تسكن أي منطقة أخرى من لندن ، ويناسبها أن تكون على مرمى حجر من هارودز
وجود سوزان في الشقة لأول مرة اثارها وقالت وهي تنظر الى تحت من الطابع الرابع:
" ما أجمل هذه الساحة !".
إعترفت هارييت أنها تحب أناقة البناية الهادئة التي تسكنها وهي تقيم هنا منذ ثماني سنوات ، تذكرت أهلها فنظرت الى سوزان قائلة:
" يجب علينا الإتصال بجدتك".
اجابت سوزان:
" هل يجب أن نفعل ؟ ألا نستطيع تأجيل ذلك الى ان تشفى ساقي ؟ إن جدتي سريعة الإنفعال وتقلق لأبسط الأشياء".
" حبيبتي ، عليّ أن أخبر تشارلز بقدومنا ، ولا أستطيع ان أخبر تشارلز بدون ان أخبر أمي".
جلست سوزان على الأريكة في قاعة الجلوس وأراحت ساقها على وسادة واجابت:
" حسنا ، لكن لا تطلبي من الجدة ان تأتي الى هنا فأنا لا أتحمل إهتمامها المفرط بالأمور".
إتصلت هارييت بتشارلز أولا فصاح فرحا:
" هارييت !".
كان جميلا أن تسمع صوته المنمق مع أنه بدا مندهشا جدا لعودتها.
" أين أنت ؟".
" في الشقة ، عدت الى البيت لكن سوزان متوعكة !".
" ماذا تقصدين يا هارييت ؟ لماذا لست في فرنسا تتمتعين بالطقس الجميل؟".
أجابت وهي تنظر الى الفتاة محاولة إخفاء مشاعرها:
" حصل لسوزان حادث بالمنجل ، لقد جرحت ساقها ، وكما تعرف لا يوجد حمام في البيت ، وإقترح الطبيب ان انقلها الى مكان تتوفر فيه اسباب الراحة ".
" أوه هارييت !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 01:14 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنزعج تشارلز ولم تفهم لماذا وقد حسبته سيفرح لعودتها.... اجابته بصوت بادي الألم:
" لا باس ، سترتاح مني لأربعة اسابيع أخرى ، سوزان تسكن معي هنا ، وسنجد أشياء كثيرة تشغلنا ".
فصاح تشارلز:
" هارييت ! هارييت ! عما تتحدثين ؟ لا نستطيع الكلام على الهاتف ، ما مشاريعك ليوم غد؟".
" سأرتاح ، لقد ارهقتني قيادة السيارة لثلاثة ايام متواصلة!".
منتديات ليلاس
" حسنا ، بعد غد يكون الأحد ، ما رأيك لو تشاركايني الغداء ؟".
" يبدوعرضك شيقا يا تشارلز".
" عظيم ، تفضلا الى بيتي ، السيدة ريتشي ستكون سعيدة بتحضير الغداء ، سانتظركما في الثانية عشرة ليتسنى لنا الكلام قبل الطعام ".
فغمغمت هارييت بإرتياب:
" كلامك فيه نذير شؤم ".
فضحك تشارلز وقال:
" إذن الى اللقاء في يوم الأحد ، قبّلي سوزان بالنيابة عني وأوصيها أن تنتبه لنفسها في المستقبل".
طال حديث السيدة انغرام بالنسبة الى حالة سوزان ، وكانت هارييت قد ذكرت ما حدث للفتاة ثلاث مرات ، فإنفعلت الجدة وسألت:
" لا تصور أنك سمحت لفتاة بعمر سوزان أن تستعمل المنجل ! ".
اعادت هذه العبارة عدة مرات وهارييت تحاول إقناعها بدون جدوى إنها لم تسمح لسوزان بذلك ، وتابعت أمها تقول بإصرار:
" لا تحاولي التهرب ، من الواضح انها إستعملت المنجل وكان من الجائز أن تقتل نفسها ! هل تتصورين ذلك ! ألا تظنين أنني تعذبت بما فيه الكفاية عندما قتلت والدتها... ووالدها ايضا؟".
اجابت هارييت وهي تنظر الى سوزان بعطف:
" في أي حال إنها تتماثل للشفاء الآن..".
" يجب ان تحضريها فورا الى هنا ، من الواضح أنك لست مؤهلة لتحمل مسؤولية فتاة بعمرها ، كنت اتردد بالسماح لها بالذهاب معك خصوصا بعد...".
لم تكمل الجملة وتابعت:
" في أي حال ، لك حياتك في لندن ووجود سوزان سيعيقك عنها ".
" قلت يا أمي إنها تستطيع البقاء هنا...".
كانت سوزان تبدو غير مرتاحة وغير مدركة تماما لما يجري على الهاتف وراحت تتوسل الى خالتها بعينيها بأن لا تتأثر بكلام الجدة ، إبتسمت هارييت محاولة التركيز على كلام امها ..
" ماذا ستفعل سوزان طول النهار اثناء غيابك بالمتجر ؟ هل يمكنها المشي ام أصبحت كسيحة ؟ لا تستطيع البقاء لوحدها في الشقة طيلة النهار !".
تنهدت هارييت قائلة:
" سوزان تستطيع التحرك يا امي ، إنها ليست كسيحة ولن تكون وحيدة طول النهار فانا لن أباشر عملي قبل شهر من الآن ، وإذا ذهبت الى المتجر سيكن ذلك لوقت قصير ".
" في أي حال لا يعجبني هذا وانا متأكدة أنه لن يعجب والدك ايضا ، من الأفضل ان نزوركما لنرى سوزان ونسألها رأيها".
" طبعا هذا يتوقف عليك".
" لا نستطيع المجيءغدا لأننا ننتظر اليس والأولاد ، إذن يوم الأحد ".
" ذلك غير ممكن لأننا سنخرج الى الغداء يوم الأحد".
" انتما ستخرجان ؟ مع من ؟ من يعرف بعودتكما؟".
أدركت هارييت أنها في مأزق فقالت بسرعة:
" كان تشارلزهنا يقوم بتهوية البيت وطلب منا أن نتناول الغداء معه يوم الأحد".
إبتسمت سوزان ، ورفعت خالتها شعرها بتعب وقالت:
" هل هذا كل شيء يا أمي؟".
إستاءت السيدة انغرام فأجابتها:
" تعلمين يا هارييت أن والدك لا يحب السياقة بعد نهار عمل ، وانا لا احسن إستعمال القطار".
" إنني آسفة...".
" بوسعك أن تتناولي الغداء في يوم آخر مع الرجل الذي يدعى هوكني ، انت تفتعلين العوائق ، كيف أعلم أنك تقولين الحقيقة لا أصدق انك وجدته في البيت عند قدومك ".
أجابت هارييت ثانية:
" آسفة".
وكانت حقا آسفة لأن علاقتها بأهلها وخصوصا بأمها لم تكن على ما يرام منذ حادثة اندريه....
أحست بالغرابة عندما إستيقظت على صوت السيارات بدلا من صوت العصافير التي إعتادت على تغريدها ... وغريب أيضا أن تستعمل أبريق القهوة الكهربائي بدل أن تضيء الغاز ، وأن تستحم بالدوش بدلا من أن تغطس وجهها بالماء البارد كما كانت تفعل هناك ، ومع أن الوضع مختلف فلم يخل من حسنات... التسويق ، بيرينز ، الخادمة التي سألت إن كان بإستطاعتها ان تقوم بالتنظيف يوم الإثنين ، وأغراضها الخاصة كقطع السيراميك التي إشتاقت اليها وأرادت تفقدها.
قضتا السبت بكسل ، تلذذت سوزان بمشاهدة التلفزيون أما هارييت فتفحصت الجرائد وغسلت ثيابها المتسخة وقرأت عن الإضرابات وإرتفاع أسعاد الأغذية إنما لم يحصل شيء خارج عن المعتاد أثناء غيابهما.
كان منزل تشارلز في الطابق الأخير في بناء فيكتوري مستحدث ، غرف واسعة وسقوف عالية ومجموعة الأنتيكا والأثاث ، كل هذا أعطى نوعا من الراحة لمنزله ، كان يسكن وحيدا بإستثناء قط أسود كبير ، وقد لقبت هارييت القط بإسم بيرسوس لأنه يستطيع القفز بين التحف بدون أن يوقعها وكأنه مجنح.
إستقبلتهما السيدة ريتشي وضحكت بقلق عندما رأت سوزان تعرج وهي تصعد الدرج متكئة على ذراع خالتها ، أدخلتهما البهو الصغير الذي بدا اضيق لوجود صندوق أحضره تشارلز من جوهانزبرغ ، قالت السيدة ريتشي:
" لماذا إستعملت المنجل بدل المقص الأكثر سلامة وفعالية؟".
فردت هارييت بطول أناة:
" لم يكن هناك مقص".
ثم ساعدت سوزان على خلع معطفها ، ووضعت سترتها على الصندوق وهي تسال :
" كيف حالك يا سيدة ريتشي ؟وكيف حال الروماتيزم؟".
دخل تشارلز الى الصالون ووجهه يعبر عن سعادته بلقاء هارييت ، وقال :
" عزيزتي ، كيف حالك وكيف المريضة؟".
أجابت سوزان :
" ساقي في تحسن مستمر".
وجلست فورا على مقعد مغطى بسجادة مطرزة وكأنها تكذب جوابها المتفائل.
الجلوس في صالون تشارلز مريح لأن النوافذ المفتوحة تسمح للهواء بالدخول ، كان الطقس ثقيلا في الخارج ، ولاحظت تشارلز ينظر اليها وهي تتكلم مع سوزان ، تساءلت لماذا يرغب في التحدث اليها؟ هل يريد التأكد من أنها عادت سالمة ؟ أم أن لدعوته معنى آخر ؟ إنها معتادة على دعوات تشارلز ، وربما اليوم تخيلت أنه قلق عليها.
طعام السيدة ريتشي كان لذيذا ، حساء وروستو ثم مهلبية تشتهر بها منطقة يوركشاير.
وقال تشارلز :
" طلبت من السيدة ريتشي أن تحضر هذه الأطباق لظني بأنك ستتلذذين بغداء أنكليزي ".
سالت هارييت :
" هل دعوتنا فقط لتناول الغداء؟".
لم يجب تشارلز لكنه نظر اليها على غير عادته مضطربا ، لم تنتبه سوزان لما جرى لأنها كانت تلعب مع القط على السجادة ، إقترح تشارلز ان يكلمها على إنفراد فدخلا غرفة المكتب ، وبادرته هارييت بالسؤال:
" ما الأمر ؟ لماذا تتصرف بهذه الغرابة ؟ ماذا جرى أثناء غيابي؟".
اجابها :
" لم يحدث شيء ، تفضلي بالجلوس هنا قرب المكتب فانت تثيرين اعصابي بخطواتك القلقة".
فردت بنفاد صبر وهي تجلس قبالته:
" أنت الذي تثير اعصابي ! ماذا يجري ؟ لماذا اردت الكلام معي؟".
تنهد تشارلز وقال:
" هل تمتعت بعطلة سعيدة ؟ كيف كان رب البيت؟".
" تشارلز!".
" إبنتي العزيزة ، لم آت بك الى هنا للإستجواب ، أستطيع أن ادعو مساعدتي الى الغداء بدون...".
قاطعته هارييت بخشونة:
" البيت على ما يرام ، لكن المالك لم يعرف أنه بيع ، وبالطبع كان يحتاج لبعض التصليحات".
هز تشارلز رأسه باسف وسأل:
" هل كانت حاله سيئة؟".
" لقد تدبرنا الأمر؟".
" وهل ستعودين؟".
كان يريد ان يعرف وفهمت أنه يخبىء شيئا ، فردت بصوت اجوف :
" لن أعود وسأبيع البيت الى أندريه عن أراد ذلك".
نظرت الى تشارلز بتمعن وأحست أن شكوكها في محلها ، فتشارلز يدري ان أندريه يعيش في روشلاك وسواء علم أو لم يعلم انه يملك البيت ، فلم يصدم عندما سمعها تلفظ إسم أندريه ، واجه نظرتها المتهمة وقال:
" حسنا ، كنت أعرف أن لاروش يسكن المنطقة ، لكنني لم أعرف انه يملك البيت ، صدقيني ، أظن انك إلتقيت به ثانية ، ماذا حدث؟".
تنفست هارييت بغضب وأجابته:
" إنك تجلس هنا وتجرؤ على القول ان اندريه يسكن قرب روشلاك ، وتنتظر مني ان أخبرك بما حدث ! يا لأعصابك القوية !".
إنحنى تشارلز ليربت على يدها إلا أنها إبتعدت عنه فقال بأسى :
" هارييت ! لا تغضبي ، فعلت فقط ما كان علي ان افعله".
" فعلت الذي خيل اليك أنه صواب ! لو اردت يا تشارلز أن تؤذيني عمدا لما وجدت طريقة أفضل".
" الأنك لا تزالين تهتمين به ؟ إنني اعلم ، ولكن يا هارييت...".
فوقفت تقول :
" من الأفضل أن نذهب الآن قبل أن أقول شيئا اندم عليه".
" كلا إنتظري ! لا تذهبي ! إسمعيني من فضلك".
توقفت هارييت وقالت:
" لا فائدة يا تشارلز".
" ارجوك ، إجلسي".
" لماذا ؟ ماذا لديك من كلام؟".
هز راسه وقال:
" عليك أن تسمعي ما أود قوله قبل أن تسارعي الى إستنتاجات خاطئة ".
ترددت هارييت وقالت:
اوه ، تشارلز...".
" ارجوك يا هارييت ألا تريدين أن تسمعي ما عندي ؟".
" ماذا عندك لتقوله؟".
تنهد تشارلز قائلا:
" إجلسي".
تنفست بعمق وعادت تجلس قائلة:
" حسنا لكنك تضيع وقتك ، فلن تحصل مصالحة كبيرة بيني وبين اندريه ، ولا أحسبك تريد ذلك".
فنظر اليها بعينين مفعمتين بالحنان وقال اخيرا:
" هارييت ، لا تتظاهري معي فأنا أعرفك منذ وقت طويل ، هل سيختلف الأمر لو قلت ل كان أندريه كتب لي رسالة خاصة؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 01:16 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- الهاربان


ران على الغرفة صمت كثيف إستطاعت هارييت ان تسمع فيه دقات الساعة الفرنسية النحاسية التي تزين رف الموقد... ام أنها خفقات قلبها تدوي في أذنيها؟
وقالت أخيرا وهي تحدق الى تشارلز بهدوء:
" ماذا قلت ؟ إن اندريه كتب اليك ؟ متى؟".
ربت تشارلز على كتفها ورفع ساقة على حافة المكتب وأخذ يهز قدمه قائلا:
منتديات ليلاس
" منذ ستة أشهر تقريبا ، بعد عيد الميلاد ، في وقت معرض آل جانينغ...".
" أوه ، لا تبال بمعرض جانينغ ، لماذا لم تخبرني ؟قل لي ، لماذا كتب إليك؟".
فشبك يديه وقال:
" كانت زوجته قد ماتت لتوها ، هل عرفت ذلك؟".
أومأـ هارييت :
" أجل ، لقد أخبرني".
بدت الدهشة على تشارلز وسألها:
" ولكن ذلك لم يعن لك أي شيء؟".
رفعت رأسها وقالت بإرتجاف:
" عنى لي فقط أنه كان يجتمع بي فيما زوجته تعاني من مرض عضال !".
فردد قائلا:
" مرض عضال ! ألا تعرفين ما هو؟".
" كلا ، ولا أريد أن أعرف... تشارلز ، الى ماذا يقود كل هذا ؟ هل تريد القول أنه كان يعلم أنني كنت سأشتري البيت؟".
" كلا ، كلا ! من الأفضل أن تقولي لي ثانية كيف إلتقيت بأندريه؟".
" لماذا؟".
" احب أن أعرف".
" إن كان لا بد ان تعرف ، كان اندريه في البيت يوم وصولنا ، لقد علم أن المنزل قد بيع وبدأ بتنظيفه".
" هل صدم حين رآك؟"
عبست هارييت وأجابت:
" أعتقد أنني صدمت أكثر... لكن هذا شيء طبيعي ، إذ لم أكن اعلم أنه كان يراسلك".
" تابعي ، ماذا حصل؟".
" عرض أن يرد لي ثمن البيت ، لم يسعه أن يفعل أكثر من ذلك لأن البيت بحالة يرثى لها".
" لكنك لم تقبلي؟".
تورد وجهها وأجابت :
" كلا ، ليس من اجله ولكن من أجل سوزان ، ولم يكن لدي الوقت لأجد بيتا آخر...".
" إذن بقيت ".
" أجل ، حتى أصيبت سوزان بالحادثة".
إستوعب كلامها مفكرا وعاد يسالها :
" هل رأيت لاروش ثانية ؟لا بد أنك رأيته".
فهتفت غاضبة:
" لماذا تفترض ذلك؟".
" لأن من المستبعد أن ينبئك بوفاة زوجته فور إلتقائه بك ، أم تراه فعل؟".
خفضت بصرها وأجابت:
" كلا ، إلتقينا عدة مرات بعد ذلك".
" فهمت".
" في الواقع ، هو الذي ساعدني في نقل سوزان الى المستشفى لدى إصابتها وكان لطيفا جدا".
نظر تشارلز الى رأسها المطاطأ وسأل:
" لكنك لا تفكرين الآن بلقائه ثانية؟".
" كلا".
" ولماذا؟".
" تشارلز ، أنت رب عملي لكنك لست المسؤول عني ، ثم أنني كنت احسب دائما أنك غير راض عنه".
تنهد تشارلز وقال:
" لم أوافق حتى رأيت ما حل بك".
" ماذا تقصد؟".
إنحنى الى المام وأخذ يدها قائلا:
" يا إبنتي ، لا تغضبي ، فأنت تعلمين مثلما أعلم أنك اصبحت صاحبة مهنة بالدرجة الأولى".
" وما العيب في ذلك؟".
" لا شيء ، ولكنك لا تتصرفين بشكل طبيعي ، لا تخرجين بما فيه الكفاية ، والعمل هوهدفك الرئيسي في الحياة .... لا تسمحين لأي رجل بأن يقترب منك !".
أرادت هارييت ان تبتعد عنه لكنه بقي ممسكا بيدها ، حدّقت اليه بنظرة دفاعية وقالت بإرتباك:
" الذي تقصده يا تشارلز ، هو أنني كبرت ولم أعد تلك الطفلة الصغيرة السهلة التأثر ".
فأجابها بحزم:
" لقد تقوقعت داخل صدفة ، هذا كل شيء ، تظنين ان بإمكانك الهروب من الحياة ؟ لا ، انت لا تستطيعين ذلك وعليك أن تدركي هذه الحقيقة سريعا".
" اهذا ما قاله اندريه؟".
" كلا ، كلا ، بالطبع لا ، قلت لك ما قاله اندريه ، إن زوجته توفيت وسأل عن أحوالك وإن كنت سعيدة ، ولم اجبه".
وشهقت مستغربة.
" لم تجبه؟".
" كلا ، ما كان عساي ان أقول؟ إنك تهدرين حياتك ؟ أو أخفي الحقيقة وأقول له انك فتاة سعيدة وراضية؟".
" إنني سعيدة وراضية ، على الأقل كنت كذلك !".
" كنت تعيشين في عزلة".
ونهض تشارلز فاجابت:
" لدي أصدقاء...".
" ليسوا مقربين ما عداي ، إنني أعتبر نفسي صديقك مهما حدث".
" لذلك قررت أن ترسلني الى فرنسا...".
" بعدما كتب لي لاروش ، قررت أن أفعل شيئا ، عرفت أنك تحبين فرنسا خصوصا بعد الرحلة الى ليموج ، فبدأت إتصالاتي لشراء عقار في الدردون ، ثم أقنعتك بذلك ، وقبلت بشغف ، ثم قتلت أختك وزوجها وأنت تعرفين ما حدث بعد ذلك".
هزّت هارييت برأسها وكأنها لا تصدق ، وغمغمت:
" الصدف لا تحصل دائما".
" كانت صدفة ان يكون أندريه صاحب العقار الذي إخترته".
" ظننت هكذا".
وتنهدت هارييت عندما سألها تشارلز:
" كيف يبدو أندريه؟".
فإرتعدت وأجابت:
" أكبر ، اقسى ".
" أقوى؟".
" ربما هكذا".
قال تشارلز.
"مضت عليه أوقات قاسية كفيلة بتغيير مظهره".
رددت هارييت :
" اجل ، وزوجته قاست الكثير".
قطب تشارلز حاجبيه وتابع:
" فواتير المستشفى تتطلب مالا كثيرا ، وإضطر الى إحضاره من مكان ما ، في اليوم الذي إلتقيناه في صالة المزاد في سان جرمان ، كان يبيع بعض الأواني الفضية لآل روشفور ، أظن انهم خسروا كل شيء وكانت لديهم أشياء ثمينة جدا ... تغيّرت أحواله من الغنى الى الفقر المدقع ".
أجابت هارييت :
" لا تحاول أن تجعلني أشفق عليه ! لم يكن في يد زوجته حيلة".
" كلا وأندريه لم يستطع عمل شيء لأن زوجته أمضت آخر إثنتي عشرة سنة من حياتها في مستشفى للأمراض العقلية".
" ماذا ؟".
لحسن الحظ كانت هارييت جالسة حين سمعت هذا النبأ ، وسألته بوجل:
" ماذا تقول يا تشارلز؟".
" أقول أن زوجة لاروش كانت مصابة بمرض عقلي ، عندما تزوجها كانت تشكو من الهستيريا ، وحرم عليها أن تنجب أطفالا ، ولم تستعد رشدها بعد أن انجبت ولدها".
قالت هارييت متحسرة:
" من المؤكد أن أندريه لم يخبرك كل هذا !".
" كلا ، أخبرني فقط بوفاة زوجته بالمستشفى بعد مرض طويل ، فضولي دفعني الى الإستقصاء ، عائلة روشفور ليست مجهولة في فرنسا".
خبات وجهها بين يديها وقالت:
" يا الهي !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرة في العمر, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the devil in velvet, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:05 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية