لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-12, 01:23 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أشعرها رد الفعل المتأخر بالغثيان ، وأحست أن ساعات قد مضت منذ كانت جالسة مع بول في مقهى روشلاك تحتسي القهوة مما زاد إحساس الفراغ بداخلها.
" كيف تشعرين؟".
سالها أندريه فجأة وقد لاحظ شحوبها فتحركت في مقعدها كي لا يرى وجهها واجابته بإقتضاب:
" على ما يرام".
منتديات ليلاس
لم يبد اية ملاحظة اخرى ، وأخذ يحادث سوزان ويؤكد لها ان الدكتور شيرون كان لطيفا وسيعالجها عما قريب وتتحسن حالتها.
كانت بلسوربو أكبر بقليل من روشلاك وتقع في الناحية المنخفضة من الوادي، جسر مقوّس فوق خندق مائي اوصلهم الى ساحة البلدة الصاخبة ونافورة تسكب الماء في حوض حيث يلعب الأولاد ، ابنية من الأحجار الطبيعية ، مزينة بستائر ملونة تظلل الزبائن المتوافدين للشراء في فرصة الظهر ، وشرفات مزدانة بزهور أبرة الراعي واللوبيا الحمراء القانية .
قطع اندريه الساحة ، ودخل زقاقا مرصوفا بالحجارة ، ادراج حديدية قادت الى منازل فوق مرائب كانت في القديم إسطبلات للخيول ، خرجت هارييت من السيارة وثيابها مشوّشة فرأت اللافتة التي كتب عليها عيادة الدكتور شيرون وتململت بينما أندريه يحمل الفتاة ليخرجها من السيارة ، كانت ساقاها مخدرتين ولكنها أجبرت نفسها على اللحاق بهما لأنها رأت أندريه يصعد الدرج بإتجاه الباب المطلي باللون الأبيض ، من الغباء أن تنهار الآن بعد ان إنتهت الأزمة ، بيد أنها مسرورة لوجود الدرابزين.
إستقبلتهم ممرضة بدا أنها تعرف أندريه جيدا مما ساعده في تعجيل الأمور ، عثر على الدكتور شيرون بدقائق ، وجرّت سوزان على نقالة الى غرفة العمليات الصغيرة ، وفيما هي جالسة مع اندريه في غرفة الإنتظار ، سألها:
" هل انت قادرة على إعطائهم بعض التفاصيل عن سوزان؟".
تنهدت بصعوبة وقالت:
" أظن ذلك ، لا حاجة لأن تنتظر معي ، فقد يستغرق هذا بعض الوقت".
فقطب أندريه وقال:
" هل تعتقدين أنها ستترك هذا المكان اليوم؟".
وعندما رأى الوجوم على وجهها ، أكمل:
" من الأكيد أنهم سيبقونها هنا على الأقل لمدة اربع وعشرين ساعة للمراقبة".
" إنني... إنني لم أوقع هذا...".
وضعت يدها على رأسها كانها تحس بدوار وسالته:
" هل تعتقد انها ستكون على ما يرام؟".
" فقدت كمية كبيرة من الدم ولكن هذا لن يعيق شفاءها في عصرنا هذا ، الخطر الوحيد هو الإلتهاب وأنا واثق من أن شيرون سيعطيها كل الحقن اللازمة".
فركت هارييت يديها ثم احنت راسها قائلة:
" إذن ، لست بحاجة الى تضييع وقتك بعد الآن".
صمت اندريه فترة قصيرة ثم مال بهدوء:
" هل قلت انني اضيّع وقتي؟".
" كلا، ولكن... من الواضح أنك تضيعه".
ضمت راحتيها بقوة وهي تتهرب من النظر الى عينيه الثاقبتين وتابعت:
" لا عرف كيف اشكرك على مساعدتك لنا".
فذكّرها أندريه قائلا:
"لكنك لم تطلبي مني العون ، أليس كذلك؟ ربما تستطيعين الآن ان تقولي لي كيف تورط بول بكل هذا ، هل أزعجك ثانية؟".
أجابت بإرتباك:
" كلا....نحن إلتقينا هذا الصباح في روشلاك ... تناولت القهوة معه...".
" بينما كانت سوزان تقطع العشب؟".
إحتجت هارييت وهي تتنهد:
" لم أعرف انها كانت تقلّم الحشيش ، وبصراحة لم استطع ان أكون وقحة وأرفض دعوة بول".
فقال بلهجة جافة:
" مما يسترعي الإنتباه أنك لم تستعملي الإعتبار نفسه معي ، لم تكن عندك محاذير كهذه بالنسبة الي".
أزعجها اندريه والغرفة التي يجلسان فيها صغيرة فأدارت نظرها عنه ، حتى وهو يرتدي بنطلون جينز ملطخا بالوحل ، وقميصا من القطن الخشن ، كانت جاذبيته كاسحة ... وكلما أمضت وقتا أطول معه كلما صعب عليها أن تتناسى آخر مرة إلتقيا فيها... غمغمت لتقطع الصمت الثقيل:
" اتساءل إن كان سيطول بقاؤهم في الداخل؟".
فإبتعد ووقف ينظر من خلال النافذة ، ثم سالها فجأة :
" من أعطاك فكرة شراء بيت في الدوردون؟".
فوضعت يديها في جيبي بنطلونها كي لا يرى إرتجافهما وقالت:
" كنت أحب دائما هذه الناحية من فرنسا ، وقال لي تشارلز ان توظيف المال في البيوت شيء مربح".
قال:
" تشارلز".
وهزّ رأسه:
" أجل تشارلز هوكني ، رب عملي ... أنا متأكدة انك تذكره".
لم تستطع أن تحذف السخرية ، فإستدار ونظر اليها بغضب وقال بإستفزاز:
" أجل اتذكر تشارلز وأريكته المصنوعة من وبر الحصان التي كانت في الغرفة الخلفية".
إحمرت وجنتاها وأجابت:
" من الأكيد أن أتذكر ذلك !".
فإكفهر وجه أندريه وقال بوجوم :
" ولم لا ؟ لماذا لا اتذكر ؟ كنا سعيدين هناك".
ردّت بحدة وهي تمشي في أرجاء الغرفة بخطى قلقة:
" انت كنت سعيدا".
ثم إستطردت بخوف:
" اوه ، ليتهم يخبروني ماذا يدور في الداخل!".
كان اندريه ينظر اليها ، فإستجمعت قواها ورفعت رأسها لتواجهه ، لماذا يريد أن يكون كل شيء حسب رغبته؟
سالها بهدوء:
" هل تقصدين القول أننا لم نسعد معا أبدا؟".
فقفز قلبها وقالت بإجهاد:
" أفضّل أن لا اتكلم عن ذلك... هل... الدكتور شيرون صديق لك؟".
أجابها أندريه متجهما:
" بلله عليك يا هارييت ، تكلمي معي كما تتكلمين مع إبني ، قولي لي ، ماذا كنت تنتظرين أن افعل؟".
" أنت تسألني هذا!".
شهقت واردفت وهي تشيح عنه:
" حسنا يا سيدي... هل علي ان أناديك كونت ؟ قل لي ، كيف زوجتك؟".
فإستشاط غضبا، ثم قال براس منحن:
" ألم يقل لك بول أن والدته توفيت؟".
" ماتت!".
لم تستطع إيقاف نفسها وأكملت متلعثمة:
" أنا... كلا ! طبعا لم يقل لي". ثم غطت عنقها بكفيها وسألته:
" لماذا لم تخبرني ؟".
" هل كنت إستمعت الي؟ توفيت منذ ستة أشهر".
" ستة اشهر؟".
لم تستطع هارييت منع نفسها من إعادة كل ما يقوله...وتابعت:
" إنني... إنني آسفة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:24 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رفع حاجبيه مستفهما ، وقال:
" لا أرى حاجة لأسفك ، أنت لم تتعرفي الى زوجتي".
حبست هارييت أنفاسها واجابت:
" أشعر الإحساس نفسه لأي كان ، لأن الموت دائما مؤلم".
أجابها:
" الموت يمكن ان يكون تحررا ، في كل حال، اقبل تعازيك".
منتديات ليلاس
نظرت اليه هارييت بعدم إرتياح وقالت:
" هل كانت ... أكانت تعاني من مرض؟".
تقلّصت شفتاه وردّ بإختصار:
نعم ، كانت مريضة".
" هل مرضت طويلا؟".
تنهد قائلا:
" نعم ، كان مرضا مزمنا".
" منذ متى؟".
فجأة كان لا بد لها أن تعلم ، فسالها:
" وهل الأمر يهمك؟".
" أحب ان أعرف".
نظر اليها بإتزان ثم قال:
" منذ عشر أو إحدى عشرة سنة".
" إحدى عشرة سنة !".
إرتاعت هارييت ، هذا يعني ... في أثناء لقاءاتهما تلك... كان مجرى هذا التفكير فظيعا للغاية ، فغطت وجنتيها بكفيها وإبتعدت عنه لتفصل بينهما الغرفة الصغيرة ... فقال بوجوم:
" مسمار آخر يدق في نعشي ، أليس كذلك ؟ أجل ، كانت عليلة عندما كنت ألقاك ، هذا ما تريدن سماعه ، أليس كذلك؟".
" لا أريد سماعه".
فأجابها:
" لكن هذا يروق لك وربما يعطي تبريرا للطريقة التي تعاملينني بها؟".
شدّت هارييت شفتيها المرتجفتين وقالت:
" هذا لا يسرني أبدا".
إعوجّت شفتاه بعصبية وأجابها:
" كلا ، لديّ إنطباع واضح بإنك تفتشين... كيف تعبّرين عن هذا... إنك تؤججين نار كراهيتك ! ألا تودين أن تشعري أنك مدينة لي، والآن انت سعيدة".
" هذا ليس صحيحا !".
كان يبتعد عنها ويفتح باب غرفة الإستقبال ثم تركها وحيدة وهي تشعر بإحساس مرهق وبأنه على حق ، من الممكن ان تحتقره ، لكنه الرجل الوحيد الذي يستطيع تدمير أي دفاع ترفعه ضده.
تقدمت نحو الباب لتسمعه يخاطب الممرضة ، كان يسألها عما يدور في الداخل ، فأكدت الممرضة له وهي تبتسم أن الدكتور شيرون سيقابلهما بعد قليل ، كان واضحا أن الممرضة قد اعجبت به ، وعندما إبتسم لها أحسّت هارييت بإنقباض مؤلم في عضلات معدتها ، إرتكزت على الحائط قرب الباب وهي تحاول إستعادة رباطة جأشها إنما بدون جدوى ، أحسّت بغثيان ، يا لعار ، تقيأت ولم تستطع منع نفسها من ذلك ، أحست بقدوم أندريه والممرضة ، وبدا على وج كل منهما الإهتمام ، وأطبق أندريه اصابعه النحيلة على ذراعها وجرّها برفق خارج الغرفة عبر بهو الإنتظار والى الباب الخارجي ، السلم الحديدي كان في الظل ونسيم خفيف يمر في الزقاق ويلطّف وجنتيها.
أحسّت هارييت بالمهانة فإبتعدت عن أندريه وإتكأت على الدرابزين وهي تبتلع الهواء المنعش وبدأ الغثيان يتلاشى.
إرتعدت عندما تذكرت وتأوهت قائلة مخاطبة نفسها:
" ماذا ستقول عني الممرضة؟".
لكن أندريه سمعها ، فقال وهو يتكىء قربها على الدرابزين:
" من تقصدين ؟ الانسة دوبوا ؟ إنها ممرضة ومعتادة على المرض".
نظرت اليه هارييت قائلة:
" انا لست المريضة ، كان يجب أن اسأل عن مكان الحمام".
فرك اندريه انفه متأملا وقال:
" من الواضح أنه لم يكن لديك متسع من الوقت".
نظرت اليه بسرعة ، معتقدة أنه يهزأ بها ، لكنه بدا جدّيا واضاف:
"هل تشعرين بتحسن الآن؟".
أحست هارييت انها تفقد توازنها وإعترفت بصدق:
" لا أعرف ، لا بد أن الصدمة أحدثت رد الفعل هذا".
فإستوضحها بإهتمام:
"هل تناولت شيئا من الطعام اليوم؟".
" بعض الخبز المحمص".
" أهذا كل شيء؟".
" كان نهارا محموما أليس كذلك؟".
إنتصب مجيبا :
" أجل ، في أكثر من مجال على ما أعتقد".
ثم فتح لها الباب واردف:
" بعد إستشارة الدكتور سنذهب لتناول الغداء ، أليس كذلك؟".
نظرت اليه وسالته مرتبكة:
" لماذا... لماذا تهتم إذا كنت قد تناولت وجبة الغداء؟".
إنقبض فمه وقال:
" سؤال جيد".
لكنه لم يعط له جوابا.
كانت الممرضة تنتظرهما ، وأقبلت تقول وهي تبتسم لهارييت:
" الطبيب جاهز لمقابلتكما ، هل إسترحت؟".
اجابت هارييت:
" شكرا ، لقد تحسنت كثيرا ، وانا ىسفة على ما حصل...".
فأكدت لها الفتاة قائلة:
" هذا ليس مهما ، إتبعيني من فضلك".
جلس اندريه في حجرة الإنتظار وإضطرت هاريييت لمرافقة الممرضةعبر الباب المؤدي الى الرواق ، مكتب الطبيب كان ثاني باب في الممر ، تركتها الممرضة لتذهب وتحادث أندريه على الأرجح.
كان الدكتور شيرون اصغر سنا مما تصورت ، متوسط القامة وله سالفان ، وشعر يميل الى اللون البني ، لم يكن رجلا جذابا لكن مريوله الأبيض أضفى عليه نوعا الجاذبية والسلطة ، إبتسم مجيبا باللغة الإنكليزية:
" آه، آنسة أنغرام ، تفضلي بالجلوس".
أخذت هاريت الكرسي المواجه لمكتبه ، كانت متأثرة بمضاعفات الغثيان والقلق على حالة سوزان ، أتم الدكتور شيرون كتابة شيء ما وأطبق الملف ثم جلس قبالتها وقال:
" والآن ، هل أنت خالة الصغيرة؟".
" أجل ، كيف حالها ؟ هل ستكون على ما يرام؟ لقد فقدت كمية كبيرة من الدم".
إبتسم الطبيب مطمئنا:
" لا داع للقلق يا آنسة ، الفتاة نزفت بغزارة لكن هذا قد عولج ، والآن بقيت إمكانية الإلتهاب".
شدّت قبضتها على ذراعي الكرسي ، وقالت :
" هل الإلتهاب محتمل؟".
عبس وهو ينظر الى يديه الناعمتين بأظافرهما المقلّمة والمختلفتين عن يدي أندريه القاسيتن ، حاولت أن تركز على كلام الطبيب:
" يجب إبقاء إبنة أختك هنا ، على الأقل لهذه الليلة ، فساقها تحتاج الى راحة كما تعلمين ، ولدينا كل التسهيلات المطلوبة لعلاج الحالات الطارئة".
أومات هارييت قائلة :
" افهم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:26 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر اليها بلطف وتابع:
" لا اتوقع أي طارىء يا آنسة انغرام ، إن إبنة أختك شابة وبصحة جيدة ، كان الجرح نظيفا لكن الآدات تقلقني ، من الممكن أن تكون أدوات الحديقة خطرة".
أومأت هارييت قائلة:
" هل يمكنني مشاهدتها؟".
" بالطبع ، لكن ربما بإمكانك أولا أن تعطيني بعض الإيضاحات عنها .... إسمها ، تاريخ ولادتها ، عنوان سكنها ، الى آخره ، سيستغرق هذا دقيقة ، ثم تستطيعين لقاءها لوقت قصير ، إسمها سوزان ، أليس كذلك ؟ لقد اعطيناها مسكّنا وأقترح أن تبقي معها لدقائق معدودة".
كانت سوزان نعسانة عندما دخلت هارييت لمشاهدتها ، لكنها قبضت على يدي خالتها وصرخت:
" لا تتركيني هنا ".
فشدّت على اصابعها مطمئنة وقالت:
" عليّ ان أفعل ذلك ، ستبقين هنا الليلة ونأخذك غدا الى البيت".
" ولكنني لا اتكلم الفرنسية".
فعزّتها هارييت قائلة:
" لا تقلقي يا حبيبتي ، إنهم يتكلمون الإنكليزية وسيهتمون بك ".
" اين السيد لاوش؟".
تقلصت هارييت وأجابت:
" لماذا تسالين؟".
" اود مشاهدته لأشكره لأنه جاء بي الى هنا".
" سوف تفعلين غدا ، والان عليك أن تستريحي لتستعيدي قواك وتذهبي الى البيت".
دمعت عينا سوزان وقالت:
" هل يمكنك أن تعودي لاحقا؟".
تردّدت هارييت واجابت:
" ربما أستطيع ، سأستوضح الأمر وانا خارجة ، وإذا إستطعت ، اعدك بأن أفعل".
شهقت سوزان قائلة:
" لقد خيّطوا ساقي ... وقالت الممرضة ان الجرح إحتاج الى عشرين قطبة".
هزّت هارييت راسها:
" عشرون قطبة ؟ هذا كثير".
" اعلم ذلك".
وزها وجهها عندما أيقنت انه أصبح لديها قصة ترويها لصديقاتها في المدرسة عندما تعود لأنكلترا ، ثم تهدّل فمها وعلّقت بحزن:
" لن أستطيع لعب التنس هذه السنة.
فشجّعتها هارييت بقولها:
" ستفعلين في العام المقبل".
عندئذ دخلت إحدى الممرضات فقالت خالتها:
يجب أن أذهب الآن ".
قالت الممرضة بلطف:
" من فضلك يا آنسة".
فإنحنت هارييت وقبّلت خد سوزان هامسة بحنان:
"ساراك فيما بعد".
وإبتسمت وهي تغادر الغرفة.
لكنها في الخارج فقدت الثقة ومشت بإتجاه بهو الإستقبال وهي تحس نفسها غريبة على أرض غريبة ، من المفروض أن تكتب الى والدتها لتخبرها بما حدث ، مع أنها لا تتشوق للقيام بهذا العمل ، كانت السيدة أنغرام صعبة الأقناع بأصغر الأشياء ، وجرح إحتاج الى عشرين قطبة لم يكن أمرا تافها.
وجدت الممرضة خلف مكتبها حين ظهرت في الباب إنما لم تجد أثرا لأندريه ، إمتعضت ، وإنهارت معنوياتها ، لكنها وضعت أحاسيسها جانبا وإقتربت من المكتب وهي تسأل:
" هل من الممكن ان أعود لاحقا ؟ إن إبنة أختي تحس بالإنقباض وليتني أزورها ثانية ، في الساعة السادسة ... مثلا؟".
فكرت الآنسة دوبوا قليلا ثم قالت:
" لا أحد يمانع في ذلك إنما هل لك أن تتصلي بنا قبل مجيئك؟".
شكرتها هارييت وذهبت ، لم تحس أنها قادرة على التفسير للآنسة دوبوا بأنها بلا هاتف ، في كل حال قررت ان تعود فيما بعد وليس لديها شيء آخر تفعله ، لاحظت أنها لم تحضر حقيبتها وكونها لا تحمل نقودا لا تستطيع تأمين إنتقالها ، ترددت عند الباب وهي تميل لتسال الممرضة أن تقرضها بعض المال ، وفجأة فتح الباب وظهر اندريه ، إرتاحت لرؤيته ونظرت اليه فاقدة الصوت ، ولاحظت إنقباض فمه قبل أن يسأل:
" هل هناك مشكلة؟ هل انت جاهزة للذهاب؟".
" ماذا؟".
لملمت نفسها بصعوبة ، وتابعت:
" أجل ، أجل".
سألها:
" هل سوزان على ما يرام؟".
فاومأت وأجابت:
" كما قلت سيبقونها هنا هذه الليلة".
" حسنا ،والآن ، هل نجد مكانا لتناول الطعام؟".
مرّت هارييت من تحت ذراعه وهو يفتح لها الباب ، ومشت مرتخية وهي تنزل السلم الحديدي ، تبعها اندريه ثم تجاوزها ليفتح لها باب السيارة ، فتوقفت وهي تحس بتوتره وقالت:
" إعتقدت انك ذهبت".
" أذهب؟ والى أين أذهب؟".
بدا وجهه خاليا من أي تعبير فقالت:
" الى البيت ، لتعود الى القصر".
دفعها اندريه بخشونة الى داخل السيارة ثم أغلق الباب ولفّ من حول السيارة ليجلس قربها ، لم يتكلم وهو يضع المفتاح ويدير المحرك ، وضعت هارييت يديها بين ركبتيها وتمنت لو لم تحاول أن تفسر الموقف ، غادرا الزقاق ودارا حول ساحة السوق وسلكا الجسر الى خارج المدينة ، خاب أملها وإندهشت لأنها كانت تنتظر أن يتناولا الطعام في أحد المقاهي تحت الشمس ، ربما اندريه سحب دعوته لأنها تصرفت بغباء! أحست بالبرد يهاجم معدتها.
كانت تحاول إستجماع شجاعتها لتسأله الى أين سيذهبان حين إنحرف عن الطريق الى درب ضيّق مظلل بالأشجار كأنه يقود الى طريق مسدود ، إنتهى الطريق فجأة الى بوابة حديدية ، حيث المراعي تنحدر الى النهر والضفاف ملأى بالأزهار ، كان المكان رائعا ، وصوت جرس الساعة يقرع عن بعد مما زاد من رونقه ، نظر اندريه اليها ولاحظ نظراتها المستغربة فقال:
" ظننت أنك تفضلين هذا المكان على أي مقهى تحت انظار عشرات الناس ، أنت غريبة هنا والناس فضوليون".
" هل سنتناول طعامنا في الهواء الطلق؟".
مدّ اندريه يده الى مؤخرة السيارة وأخرج رغيفا فرنسيا طويلا ، وبعض الجبنة ودراقا مقشرا ، وقال بهدوء:
" أحضرت هذه الأشياء وأنت تتكلمين مع الطبيب".
" لم اعرف، لم اتصور....".
تلعثمت لكنه هزّ كتفيه بطريقته المعهودة وفتح باب السيارة ، بعد تردد قصير لحقت به وأسرعت لتفتح البوابة.
أغصان شجرة الكستناء المتفرقة كانت تؤمن واحدة ظل ، وبعد إستئذان هارييت فرش اندريه البطانية التي حمل بها سوزان على الحشيش ، ثم إشتمت أشهى رائحة خبز عندما قطعه ، جلست على طرف البساط ، وهي تتمتع بالمنظر الذي يبدو مألوفا ولكنه غير مألوف ، محاسن هذا المكان تشبه المناظر التي تعرفها في انكلترا ، كانت الألوان نفسها إنما تختلف بعض الشيء ، فالخضرة هنا أغمق وأقوى ، وخط التلال الحمراء أقسى... الشفق يخيّم بكسل فوق المراعي ويبعث رائحة عشب وثوم بري... وسرب من الأوز البري أزعجه شيء غريب فإندفع الى السماء وأجنحته القاتمة ترفرف في عرض الأفق.
إسندت هارييت ذقنها على ركبتها وتساءلت أي خطر زجّت نفسها فيه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 12:30 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- جدار الماضي


إتكأ أندريه على جذع الشجرة وفتح زجاجة عصير الفاكهة قائلا:
" إعذريني ، ليس عندي اقداح".
ثم نظف عنق الزجاجة براحة يده وقال:
"هل تمانعين؟".
منتديات ليلاس
هزت هارييت راسها وهي لا تجرؤ على الكلام كيلا تفسد جمال اللحظة ، قدم لها الزجاجة كانت لا تزال باردة ومنعشة ، بقي مذاق العصير على لسانها لفترة بعدما أعادتها اليه ، ثم قالت:
" طعم الخبز كان لذيذا كرائحته ونكهة الجبنة قوية ومرضية ".
سال عصير ثمرة الدراق التي في يدها على أصابعها فأخذت تلعقه بلسانها كما يفعل الأطفال ، شعرت بدهشة لأحساسها القوي بالجوع آخذة في الإعتبار ما حدث صبيحة هذا اليوم ، وأدركت أن الساعة جاوزت الثالثة ، فسألته:
" ألا تتساءل جدتك اين أنت؟".
فأنزل الزجاجة من شفتيه وأجاب محدقا اليها بإهتمام مركز:
" لويز ؟ ربما ، لا شك انها تعتقد بانني عدت الى عملي".
مسحت هارييت بيدها آخر نقطة من العصير عن فمها وسألت:
" هل انت تعمل ؟ ماذا تفعل؟".
إسند راسه على جذع الشجرة وأجاب:
" أنا مزارع وماذا يفعل المزارعون؟".
إتسعت حدقتاها وقالت مترددة:
" لكنك الكونت دو روشفور".
تقلّصت شفتاه وصحّح لها بشدة:
" أنا أندريه لاروش وما نفع الألقاب لي؟".
نظرت هارييت الى أصابع قدميها ، عرفت أنه ليس الوحيد في هذا الوضع ، كانت المقاييس تتبدل في جميع انحاء اوروبا ، وفي انكلترا مثلا معظم الأملاك بيعت أوقدمت هبة للدولة ولم يسمح بتوريث الثراء ، لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة الى أندريه ، سألها:
" ما الأمر ؟ إنها طريقة شريفة لكسب العيش أليس كذلك؟".
وافقت بسرعة قائلة:
" أجل".
" لكن لماذا يظهر عليك الإنزعاج؟".
هزت هارييت كتفيها وبدت عاجزة عن التفكير ، كيف تفسر له أن هذه الصورة الجديدة لا تطابق الصورة التي عرفتها عنه سابقا؟ رجل يتحاشى ذكرى مهنته لأنه غير محترف ، ولاحظت أن يديه الناعمتين منذ ثماني سنوات قد خشنتا الآن... قالت:
" آسفة لأنك لا تستطيع صيانة القصر كما كنت تفعل".
" ربما تظنين ان فلاحا صغيرا لا يصلح لن يشاركك غداءه".
نظرت اليه متالمة وهزّت رأسها قائلة:
" هذا ليس صحيحا ، في الحقيقة لا يتناسب ذلك مع الذي عرفته عنك".
أجابها بحدة:
" ماذا تعتقدين انك تعرفين عني؟".
وأخذ يشتم بغضب وأكمل:
" تناسي الموضوع ، إنها أمسية حارة لا تصلح للنقاش".
أطبق عينيه كي لا يراها ، فوجدت نفسها تقبض على معصميها بقوة .
خلع معطفه ، وفتح أزرار قميصه ، كانت ساقاه ممدودتين أمامه بكسل ، لكن خطوط عضلاته تبرز تحت قماش بنطلونه الخشن ، تساءلت هارييت عن شكل زوجته ، ون كان أندريه قد احبها كثيرا ، لقد رزقا بولد واحد ، وهذا يعني ربما حملا صعبا وإختلاطات لاحقة ، أو من المحتمل أن زوجته لم ترغب في إنجاب أطفال آخرين ، إرتعدت هارييت ووضعت يديها على بطنها ، هل كان إختلف الأمر لو عرف الحقيقة؟
فتح عينيه فاشاحت طرفها عنه لكن ليس قبل تلاقي نظراتهما ، وملاحظتها الإهتمام الذي ظهر في نظرته... ولتحول إنتباهه عنها ، أخذت تجمع بقايا الغداء في كيس من الورق ، فراته يمسك بزجاجة العصير التي لم تفرغ بعد وسالها:
" هل انت عطشانة؟".
هزت رأسها :
" كلا ، كنت أتساءل عن مصير الزجاجة ، اعتذر إن كنت سببت لك إزعاجا".
" انت دائما توترينني".
أخذ نبضها ينتفض ، إبتعد عن الشجرة، ثم إستلقى على البطانية وتمدد بقربها ، للحظة خيّل اليها انه سيلمسها فتوترت اعصابها بترقب، لكنه لم يفعل بل مد ساقيه ورفع زجاجة العصير الى فمه.
أرادت أن تبتعد عنه ، كانت ذراعه على مقربة منها إلا أنها لم تتحرك كي لا يصبح الأمر جليا ، كذلك لا يجب ان تتوتر عندما تكون على مقربة منه... سالها:
" أخبريني يا هارييت ، لماذا عزفت عن الزواج لغاية الآن؟".
إنقبضت وأجابت بسرعة:
" لأنه لم يطلبني أحد".
" لا اصدق هذا ، ماذا جرى للشبان المتلهفين الذين كنت تعرفينهم في بلدك؟".
" لقد إنتقلت الى لندن حيث أسكن الآن".
" ألا يوجد رجال في لندن؟".
ورمقها بنظرة قاتمة وأضاف:
" لا اصدق أن ليس لديك معجبون؟".
" أتقصد بعدك أنت؟".
لفظت العبارة وهي تكاد تختنق ، وأردفت بحنق:
" أتظن أنه كانت لي علاقات كالعلاقة التي كانت بيننا؟".
زمجر اندريه بعنف وإستدار قائلا:
" كلا ، لم اعتقد شيئا من هذا القبيل ، لكنني لست غبيا ، لقد دربت نفسي على ألا اكون الرجل الوحيد الذي له تاثير عليك".
" إذن تعتقد أنني أقمت علاقات... ربما ، لكنك لن تعرف الحقيقة أبدا ، أليس كذلك؟".
قالت هذه العبارة بمرارة فصرخ فيها:
" هارييت !".
الطريقة التي لفظبها إسمها أثارت مشاعرها ، وعندما ناداها ثانية بعاطفة ، إرتعد جسمها ليتجاوب مع رغبة صوته الملحة ، لم تنصع لتأثيره بل ابقت عينيها مفتوحتين وهي تحدق في زرقة السماء ، وتذكرت ما سيحصل لو أذعنت ... أحس بنفورها مع انها لم تستطع منع التفاعلات التي أثارها فيها ، ثم زفر بصوت منخفض وإبتعد عنها يستلقي على ظهره بجانبها ويداه مشدودتان فوق راسه كما لو أنه يمنعه من الإنفجار ، تنفس بتقطع وقال بخشونة:
" وأخيرا ، إنتهى كل شيء ".
نهض بوحشية وسحب سترته بيدين مرتجفتين وأضاف:
" تعالي ، سنذهب الآن".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 11-01-12, 12:31 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لم تحس هاريت أنها كانت ممسكة انفاسها حتى بدأت تتحرك ، ثم شعرت بصعوبة عند تنشقها الأوكسجين لأنها أحست بألم شديد في رئتيها وقلبها من قوة التشنج ، ماذا حدث لها؟ سألت نفسها بذعر وهي تجلس لترتب ثيابها ، لقد برهنت له بانها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة السريعة التاثر التي عهدها وأنه لن يخدعها ثانية ، إذن لماذا لم تحس بالإنتصار؟
عندما نهضت ، أخذ أندريه ابطانية والكيس المحتوي على الفضلات ، وقالت في نفسها : يا للخسارة !
لحقت به الى البوابة لكن هذه الكلمة دلت على علاقتهما وكان عليها أن تصارع الدموع قبل ان تنهمر.
إستغرقا بعض الوقت للوصول الى البيت ، وعندها سألها اندريه الذي بقي صامتا طوال الطريق ، إن كانت ستعود الى بلسوربو في الصباح ، فاجابته:
" لقد وعدت سوزان ان اعودها هذا المساء فهي لم تكن مسرورة عندما تركتها هناك ، قلت لها انني سأحاول رؤيتها ثانية اليوم".
" فهمت ، هل تظنين أنه من الصواب ان تفعلي ذلك؟".
" ولم لا ؟".
كانت ستناقشه لكنه فتح يديه ليعبر عن موافقته وقال :
" كما تشائين".
ولم يزد شيئا ، همّت بالنزول من السيارة وقالت:
" أشكرك ثانية"
لكنه إكتفى بهز رأسه وغادر المكان فورا ، تجولت هارييت في الغرف الخالية ، وهي تضغط على نفسها كي لا تشفق على ذاتها ، فأحضرت دلوا من الماء وقطعا من القماش لتغسل الدم الذي لطخ المقعد ، وبينما كانت تعمل بيديها ، كان عقلها حرا ليهيم كيفما شاء ، ومن المحتم أن تفكر باندريه وبما قاله عن زوجته.
تساءلت عن نوع المرض الذي طال امده لسنين عديدة ، هنالك عدة إحتمالات ، وأيقنت كم هذه الأمراض مدمرة للزواج، لكن هذا العذر لا يبرر تصرف أندريه ، وأخذت تفرك أكثر من اللازم حتى آلمتها ذراعها ، كون زوجته مريضة ليس عذرا قويا ليبحث عن المتعة في مكان آخر ، أو ربما تغاضت زوجته عن تصرفه ، إنما لا يعقل هذا.
إستراحت على كعبيها ، ولو إستطاع أحد أن يقرا افكارها لحسبها تحاول أن تجد له مبررا أو تجد مبررا لنفسها ، او ماذا؟ ماذا فعلت لتشعر بكل هذا الإنزعاج ؟ ارغمت نفسها على تناول عجة بيض قبل أن تعود الى المستشفى ، هذه المرة إستعملت سيارتها وأخذت معها حقيبتها ، وإرتدت فستانا حريريا بلون المشمش ذا ثنايا تبرز رشاقة ساقيها ... ارادت إفهام الآنسة دوبوا انها ليست تلك الفتاة المشوشة التي قابلتها صباحا... حين وصلت كانت نوبة عمل الآنسة دوبوا قد إنتهت ، ووجدت سيدة مسنة تجلس الى مكتب الإستقبال ، طلبت منها السماح بمقابلة سوزان فنظرت اليها بريبة ثم سألتها بالفرنسية إن كان الدكتور شيرون قد سمح لها بزيارة المريضة ، وعندما إعترفت هارييت بانها لم تستأذن الطبيب هزت السيدة راسها معتذرة:
" آسفة الدكتور إستدعي خارج المستشفى ولا أستطيع السماح لك بالزيارة".
فتنهدت قائلة:
" لكن إبنة أختي جرحت ساقها ، وستبقى هنا الليلة فقط".
" آسفة".
اجابتها المسؤولة مجددا.
عندها فتح باب خلفي ونسمة من الهواء البارد أعلنت قدوم شخص ما ، فإستدارت هاريت واحست بالإرتياح عندما رأت الدكتور شيرون ، لم يرتد الدكتور معطفه الأبيض لكنه إحتفظ بوقاره ، تردد قليلا ثم تقدم نحو هارييت محييا:
" آنسة أنغرام ، انا سعيد بلقائك ثانية ، هل اتيت لزيارة سوزان ؟ ".
حزرت أن الطبيب لم يعرفها بعدما رآها وهي متعبة في الصباح ، لكنه خبأ دهشته ببراعة ، قالت وهي تصافحه:
" إتساءل إن كنت تسمح لي؟".
" لا مانع لدي يا آنسة ، إنما اخشى أن تجديها نائمة ، كانت مستيقظة عندما جاء صديقك ، لكن الآن ...".
" صديقي ؟".
نظرت اليه هارييت بدهشة فأومأ الطبيب قائلا:
" أجل ، لاروش – الكونت دوروشفور ، إنه صديق لك أليس كذلك؟".
تقلّصت أصابع هارييت على حقيبتها وسألت :
" هل عاد؟".
" أجل وكانت سوزان تتناول طعام العشاء ، بدت مسرورة جدا حين رأته ، لكن بما انك ولية امرها ،، فيجب أن تصارحيني إذا كنت أخطأت بالسماح له بزيارتها ؟".
" أوه كلا... كلا ".
هزت رأسها بعنف ، بيد أنها أحست بقلق لما سمعته ، لماذا؟ لماذا لا يستطيع اندريه أن يزور سوزان إن اراد ؟ من الواضح ان سوزان لا تمانع فلماذا تمانع هي؟".
أحس الرجل بإنزعاجها فقال لها:
" تعالي ، سنذهب ونرى عن كانت مستيقظة".
لكن سوزان كانت نائمة تتنفس بعمق ، لونها طبيعي وكان على شفتيها إبتسامة ، وضع الدكتور شيرون أصبعه على جانب عنقها وهو يراقب ساعته ثم عاد الى حيث تقف هارييت عند مؤخرة السرير وقال هامسا كي لا يزعج الفتاة:
" تحسنها جيد ، إذا لم تظهر عوارض التسمم في ساقها صباح غد ، اعتقد أننا سنسمح لها بالمغادرة ، لكن عليك أن تعديني بإحضارها فورا إذا حصل تغيير في اللون.
" أجل".
اومأت هارييت وتقدمته نحو الممر ، وفي طريقهما الى بهو الإنتظار ، إقترح الدكتور شيرون قائلا:
" من المؤسف انك أتيت لزيارتها وكانت نائمة ، هل تسمحين بأن أدعوك لتناول العشاء؟".
نظرت اليه من طرف عينها ، كان وجهه جديا ويدل على ترقب جعل زرقة عينيه أغمق.
" أنا متأكدة يا دكتور أن لديك عملا".
لم تشأ أن ترفض الدعوة بقسوة ، لكنه هز راسه قائلا:
" لقد رجعت الى العيادة لأسال الممرضة جاستون إن كان هناك حالة طارئة ، وبما انه لا يوجد طوارىء ، فانا حر هذه الليلة".
توقف ليراقب تصارع العواطف على محياها المعبر ، وأضاف:
" أرجوك ! سيشرفني ان تشاركيني العشاء".
ترددت هارييت ، اعجبها الدكتور شيرون لأنه رجل ذكي ولطيف ، لكنها لم تشا أن تورط نفسها مع أي رجل وخصوصا ممن يعرفون أندريه. فغمغمت وهو يفتح لها الباب المروحي لتمر:
لا أدري... لا أشعر بجوع شديد".
إبتسم الطبيب ، وإفتكرت ، كم يبدو اصغر سنا عندما يضحك ... قال:
" إذن تعالي وراقبيني اتعشى".
فضحكت قائلة:
" حسنا ".
وافقت بذهنها وهي تؤكد لنفسها أنه لا يوجد سبب يمنعها من قبول الدعوة ، فهو رجل وسيم ، والبيت الخالي الذي ينتظرها لا يعجبها ، ربما سهرة مع شخص موضوعي لا يعرف عنها شيئا قد تساعدها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرة في العمر, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the devil in velvet, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية