لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-12, 03:12 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- الإبن سر أبيه؟


يد كأنها تريد أن تعبر عن شيء لمست ذراعها ، ففتحت عينيها وشاهدت سوزان تقف الى جانبها وتنظر اليها بقلق ، ثم تهمس ملتاعة:
" هارييت؟ ما الذي يضايقك؟".
نظرت هارييت حولها ولما تأكدت انهما بمفردهما رفعت شعرها الى الوراء وهزت رأسها بعنف وهي تجبر نفسها على الإبتسام ، تمتمت وهي شاردة الذهن:
" إنه الحر....".
نظرت اليها سوزان غير مصدقة وسالت:
" ماذا قال لك السيد لاروش ؟ إن وجهك شاحب".
قالت هارييت متضايقة:
" لنعد الى السيارة ، إنني بحاجة الى جرعة ماء".
فاجابت سوزان بعبوس:
" إذن لماذا رفضت دعوة السيد لاروش؟".
عرفت هارييت أنه يجب عليها توضيح الأمور ، فقالت وقد إستطاعت السيطرة على صوتها :
" لن نستطيع الكلام هنا ، في كل حال ، أنه لا يدعى السيد لاروش ، بل الكونت دو روشفيور ، صاحب القصر !".
" احقا ما تقولين؟".
نظرت سوزان الى جدران اقصر وقالت:
" يا للعجب !".
ثم عبست وتابعت:
" وما الذي يدعو ( كونتا ) الى تنظيف الموقد؟".
أجابت هارييت بلهجة جافة:
" تستطيعين ان تسألي هذا السؤال ! هيا بنا يا سوزان ، لنتحرك ! لن نستطيع الوقوف هنا طول النهار".
عبرتا الغدير وهارييت تفكر ، تساءلت ما عسى أندريه يقول لزوجته إذا إرتأى إبنه ان يخبرها عن الزائرتين الغريبتين؟ في كل حال ، رد فعلها اتجاه سخرية الصبي كانت تفوق الإساءة ، وبول لم يكن مخبولا ، وقالت لنفسها بشراسة، هذه مشكلة والده ، ورفضت الإعتراف بالذنب الذي كان سيسيطر عليها.
اسرعت وراء سوزان وأسنانها تصطك ، إنها لحمقاء ، فكرت بمرارة ، لتسمح لأندريه بأن يتغلغل في كيانها ، الم تحظ بتعاسة كافية بسببه ؟ ما عساها ان تكون ، هل ترضى بالألم والذل ؟؟ كانت السيارة شديدة الحرارة ، وسوزان منهمكة بفتح الشبابيك بطريقة دراماتيكية ، جلست هارييت وراء المقود ، وارجعت السيارة الى الوراء وقادتها نحو البيت.
سالت سوزان:
" هل سنذهب الى كاهورز؟".
لكن خالتها هزت رأسها وقالت بوجوم:
" نحن ذاهبتان الى البيت".
وكرست إنتباهها للقيادة فقط.
وعندما وصلتا البيت ، كان من المستحيل تجنب المجابهة ، وبإحساس من الحتمية اسرعت هارييت بتحضير السلطة للغداء ، وهي شاعرة بإستياء إبنة اختها.
وقفت سوزان في المدخل ورفعت رجلها لتضع الأخرى على برواز الباب ، ثم قالت بعصبية:
" والان ! هل ستقصين علي كل ما حدث؟".
ارادت هارييت أن تكسب وقتا فأجابت:
" كل ماذا؟".
تنهدت سوزان قائلة:
" لا تجيبيني هكذا ، أنت تعلمين ماذا أقصد ، بالتحديد ما هو مقدار معرفتك بالسيد ، أقصد ، الكونت؟".
" لم اعرفه جيدا".
ثم رفعت بصرها وقالت:
" سوزان ! لقد وجدت بعض الرشاد عندما كنت قرب الغدير هذا الصباح ، هل بإمكانك إحضار القليل منه؟".
بدت على وجه سوزان تعابير تمرد وأجابت:
" لا أعرف الرشاد من غيره من الأعشاب".
" لا باس سأحضره بنفسي".
قطعت هارييت المسافة الى الباب المفتوح على البهو الصغير والذي يطل على الحديقة الخلفية ، وقالت:
" يجب أن نبدأ بقطع هذه الأعشاب ، فإذا امطرت ، سوف تبتل ثيابنا لدى السير في غمارها".
ابدت سوزان إستياءها وقالت:
" إذن انت لا تريدين إجابتي".
" اوه ، سوزان !".
ونظرت هارييت حولها بخيبة وأردفت:
" انت صغيرة جدا لتفهمي".
أجابت سوزان :
" لكنك تعرفينه اكثر مما تدعين ، أليس كذلك؟".
" لقد... خرجت معه بضع مرات".
" متى كان هذا؟".
إحمر وجه هارييت :
" منذ ثماني سنوات".
نظرت اليها سوزان بتأمل فإنكمشت شفتا هارييت وتمتمت :
" نعم ... كان رجلا متزوجا ...".
وأكملت سوزان عنها وهي تعبس:
" ولديه عائلة ! هل عرفت هذا أيضا؟".
فتحت هارييت الباب بقوة وقالت:
" كلا".
فتمتمت سوزان:
" ولكن هو كان يعلم".
فإنتفضت هارييت ، وتابعت سوزان:
" بدات أفهم الآن".
" أحقا؟".
كانت هارييت تشك بذلك لكنها قالت:
" الآن سوف احضر الرشاد".
في اليوم التالي ذهبتا الى كاهورز ، وأبت هارييت ان تفصح لماذا إختارت هذا المكان بالذات كأول زيارة تقومان بها ، ولكنها صممت ان لا تدع أندريه يتصور أنهما ذهبتا الى القصر لأي سبب آخر كما ذكرت ، كانت الطريق الى كاهورز تمر بأرض جبلية تحد وادي نهر اللوت ، ووصلتا الى المدينة فجأة ، الأبراج والحصون ترتفع فوق النه بروعة من العصور الوسطى ، ونهر اللوت يزنر كاهورز من ثلاث إتجاهات ، حزرت هارييت أنه كان بمثابة حصن طبيعي ، والجهة الرابعة يحدها سور يمتد من الشرق الى الغرب ، كانت تقطع النهر عدة جسور ، أحدها من القرن الرابع عشر يدعى جسر فالانتر ويشار اليه في دليل السياحة أنه أجمل جسر في العالم ، له أقواس ضخمة من الطراز الغوطي وابراج نحيلة ، يشكل منظرا مهيبا ، لكن هاريت كانت قد زارت البندقية ، ولا شيء في نظرها يضاهي جمال قناطر الريالتو البيضاء ، أما سوزان فلم تذهب الى إيطاليا ، وبالتالي لا تستطيع المقارنة ، إلتقطت عدة صور فوتوغرافية قبل ان تنتقل الى الكاتدرائية فحسدتها هارييت على سذاجتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:13 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناولتا طعام الغداء في مقهى رصيفي في شارع جانبي قرب النهر حيث الطاولات مظلة بالأشجار ، ومع أن هارييت كانت متعبة ، أحست بإسترخاء لم تعهده منذ أيام ، أكلا خبزا مقمرا ولحوما باردة وإحتستا الشراب المثلج على انغام اوكورديون شجية تختلط بأحاديث الرواد ، لم يكن أحد بعجلة لخلاء الطاولات وساعات الغداء إنسابت بكسل ، لاحقا ، توقفتا لأبتياع بعض الأشياء التذكارية من بوليفار جامبيتا ثم عادا الى السيارة وبعدها الى البيت ، تأملت سوزان أطرافها النحيلة وهي تستقل السيارة وإبتسمت قائلة:منتديات ليلاس
" هل تذكرين عندما ذهبت الى المتجر لتشتري الخبز ؟ كنت واقفة في الخارج فغمزني احدالشبان ! ما رايك بهذا؟".
ضحكت هارييت قائلة:
" قلت لك أنها فقط مسالة وقت".
ثم سالتها هارييت بجدية:
" ارجو ألا تكوني تجاوبت بطريقة ما؟".
إعترفت سوزان بصدق:
" أحمرت وجنتاي فحسب".
فضحكت هارييت وهي تدير محرك السيارة .
احستا بإرتياح عندما عادتا الى البيت ، خرجت هارييت من السيارة وتمطت بنشوة بعد عناء القيادة ، ترجلت سوزان وبينما هارييت تجمع حوائجهما من مؤخرة السيارة ، أخذت سوزان المفاتيح وذهبت لتفتح الباب ، ثم هتفت وهي تلتقط ظرفا ملقى خلف الباب.
" لقد وصلتك رسالة !".
تقدمت هارييت عبر الممر رافعة حاجبيها بدهشة ، فقالت سوزان :
" لا يوجد على المغلف طابع ، ويوجد شيء ثقيل داخله".
احست هارييت بالتوتر يحيط بها ثانية فأخذت المغلف وفتحته ، وجدت ورقة في داخله ولكن ليس عليها اية كتابة ، كانت الورقة تغلف مفتاحا سقط منها عند فتحها فاحدث صوتا .
إنحنت سوزان لتأخذ المفتاح ، ونظرت اليه بدهشة ثم الى خالتها وقالت:
" إنه المفتاح المرادف لمفتاحنا.... والذي كان.... بحوزة الكونت ".
اومأت هارييت ودخلت المطبخ ، إنه يشبهه ، وافقت بحدة ، وتبعتها سوزان الى الداخل بدون أي تعليق.
بعد يومين ، وفيما هارييت في الطابق العلوي توضب السريرين سمعت اصواتا فإقتربت من النافذة للإستقصاء ، لم تستقبلا ضيوفا بإستثناء اندريه وإبنه ، وتساءلت مع من كانت سوزان تتكلم.
ولم يدم إنتظارها طويلا إذ سمعت صوت بول لاروش الكسول ، وضحكة سوزان المتوترة ، فحزرت هارييت أن الشاب كان يمارس جاذبيته على إبنة اختها السريعة التأثر.
كانت سوزان بدون شك تتمتع بهذه الفرصة لتدرب أنوثتها اليانعة، وبالطبع وجدت في بول نموذجا جذابا لتجرب رمي شبكها عليه ، بول نسخة طبق الأصل عن ابيه لكنه أصغر سنا وأقل خبرة ، وعندما تذكرت هاريت ماذا فعل ابوه هرولت الى اسفل الدرج.
جفلت سوزان لدى ظهور خالتها ، كانت تجلس على طاولة المطبخ كانها تقلد إحدى الفتيات اللواتي يعرضن آخر إبتكار لتسمير البشرة ، كانت تنظر اليه جانبيا وتبرز كل ما عندها ، لكن منظر بول يوحي بانه لا يرى شيئا جديدا ، احس بول بإرتياح لرؤية هارييت وعندما لاحظت الإعجاب في عينيه تنبهت لما كانت ترتديه ، وخاطبها بول بتهذيب:
" صباح الخير ! إنني سعيد لرؤيتك ثانية".
إنتصبت سوزان ، وفي عينيها نظرة تحد بددت نشوتها ، وقالت:
" طلب مني بول ان اذهب معه لنلعب التنس ، هل تمانعين يا خالتي؟".
برغم تضايق هارييت من ان آل لاروش يظنون أنهم يستطيعون الذهاب والإياب بحرية ، لم تستطع إخفاء طرافة الموقف ، وكأن سوزان ارادت توضيح العلاقة بينهما ، لم تستطع الموافقة على الطلب ، فقطعت الغرفة لتملأ الإبريق متفادية نظرات الفتاة المذنبة نوعا ما ، سألتها:
" اين تنويان الذهاب؟".
وقبل ان تستطيع سوزان الإجابة ، تدخل بول قائلا وهو يعطي ظهره لسوزان:
" توجد ملاعب من الحشيش في القصر ، لماذا لا تأتين انت أيضا ؟".
شعرت هارييت بجاذبية نحو الصبي لأنه يشبه والده كثيرا ، ونظرت بشرود الى الإبريق الذي فاض بالماء وإنسكب بعضه على الأرض ، هتفت:
" اللعنة".
ثم مدت يدها الى قطعة قماش لكن بول كان اسرع منها فتناولها قلبها ومسح بها الأرض بسهولة وجدارة ، وعندما لامست قطعة القماش أطراف اصابعها نظرت الى اسفل وفي اللحظة نفسها كان ينظر ايها ، إنزعجت من تصرفه ، ليس لانه في السادسة عشرة فقط وهي تكبره بعشر سنين وإنما لكونه إستطاع ان يؤثر عليها.
لم تعرف هارييت إذا كانت سوزان قد تنبهت لما حدث لكن الابريق احدث ضجيجا عندما وضعته على فرن الغاز ، ولفت نظر الفتاة التي عادت تسالها:
" حسنا ، هل أستطيع الذهاب؟".
عضت هارييت شفتيها متحاشية النظر الى بول ثم اومات بعدم إكتراث وأجابت:
لن استطيع منعك ، إذا كان هذا ما تريدين".
تنهدت سوزان قائلة:
" يا الهي ! إنني بحاجة الى رياضة".
ونظرت الى بول الجالس على الطاولة وقالت:
" اعطني دقيقة لأحضر المضرب".
صعدت سوزان الدرج وحذاؤها يحدث صوتا ، أحست هارييت بالإرتباك حين وجدت نفسها وحيدة مع الصبي ، ولتطرد هذا الإرتباك ، خرجت الى الحديقة وأدارت وجهها لنسيم الصباح ، ثم تنهدت عندما أدركت ان بول قد لحق بها ووقف خلفها.
" ما اجملك!".
قال هذا بصوت منخفض بدون ان ينظر اليها كانه يريد أن يوحي اليها بأنها تخيلت هذه الكلمات ، إنما حين إنتصب ونظر اليها تاكدت أنها لم تتخيل ما سمعت ، أجابته بغضب:
" لا ينبغي ان تقول لي أشياء كهذه !".
ثم مسحت خدها المحمر وأردفت:
" أنا... لا احب ذلك".
أجابها :
" مستحيل !".
ردت عليه:
" انا بالفعل لا أحب ذلك ".
" احقا ، لماذا؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:15 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إقترب منها ولمس يدها ، وسرعان ما إبتعدت عنه ، هز كتفيه بلا مبالاة ، وبرزت عضلات ذراعيه تحت قميصه القصير الكمين ، كان تقريبا يوازيها طولا ، وأيقنت كم هو كبير بالنسبة الى الصبيان من سنه في انكلترا ، وتمتم وهو يقضم عشبة ويقترب منها:
" أحب الطريقة التي تلفظين بها إسمي يا هارييت".
ثم اضاف:
" لماذا لا تأتين معنا ؟ انت تعرفين أنني اتيت من أجلك !".
قررت هارييت أن الموضوع تطور أكثر من اللازم ، فان تحس بتزلف الصبي وإعجابه شيء ، وأن تسمح بان يتمادى معها شيء آخر ، مع العلم انها منعت رجالا في ضعف عمره من التصرف على هذا النحو معها.
" أعتقد انك تغوص في مياه اعمق منك عزيزي".
إستعملت هارييت لهجة متعالية وإرتاحت عندما لاحظت أن رمحها اصاب هدفه وظهر ذلك جليا على ملامحه ، لكنها لم تر رد فعله لأن سوزان عادت تلك اللحظة وإضطر بول أن يستدير اليها.
قالت:
" انا جاهزة".
بدا صوت سوزان فتيا وبريئا فأدركت هاريت هول الورطة التي ستزجها فيها ، كيف يمكن لفتاة في عمر سوزان أن تدبر امورها مع شاب مثل بول ، هو ، برغم صغر سنه ، صاحب خبرة ؟ فضلت هارييت أن لا تتساءل عن مدى خبرته وقالت:
" الساعة الان تناهز الحادية عشرة".
فنظر اليها بول متأملا وتابعت هارييت:
" لقد حان وقت الغداء ، الا تظنان ان الحرارة شديدة للعب التنس الآن؟".
إكفهر وجه سوزان وقالت بحرد:
" قلت أن لا مانع لديك !".
" تصحيح ...قلت لك لا استطيع ان أمنعك".
أجابت الخالة بجفاف وقطعت مسافة الحششيش الى الباب ثم إستدارت وقالت لبول بتحد:
" سالتنا من قبل إذا كنا نحتاج الى مساعدتك ، الان فرصتك ، إن الحشيش بحاجة الى قص" .
صرخت سوزان لكن بول لم يسمعها لأنه كان يجيب هارييت:
" إذا كنت تحتاجين الى مساعدتي فكيف أرفض؟".
تمنت هارييت لو انه أجابها بكلمات أكثر لباقة ، وصرخت سوزان ثانية كأنها مجروحة ، ثم إستدارت ودخلت البيت ، نظرت اليها هارييت بقلق ، وهي تتساءل ن هي اخطأت بمنع الفتاة من الذهاب معه ، لكن حين نظرت الى بول قررت أن ما فعلته هو عين الصواب ، ولكن الى متى تستطيع إبعادهما عن بعضهما خصوصا إذا آثر بول أن يستعمل سوزان كسلاح ضدها ؟ سالها:
" ماذا أستعمل لقص الحشيش؟".
نظرت اليه بضيق وهتفت بسخط :
" انت لا تبالي بأحد ، أليست هذه الحقيقة؟".
اجابها بغضب:
" كلا ، ساقلّم لك الحشيش ، أليس كذلك؟".
" لأن ذلك يناسبك".
هز رأسه قائلا:
" كلا ، هذا يناسبك أنت ... والآن ماذا أستعمل ؟ لسانك؟".
كتمت إبتسامتها وردت:
" هناك منجل في الكوخ وراء المنزل".
لم تعطه وقتا لكي يجيب ، ولحقت به سوزان الى الداخل ، وجدت الفتاة مستلقية على السرير في حجرة النوم مجهشة في البكاء ، وقفت هارييت مترددة على رأس الدرج ، وهي تنظر الى المشهد ، ثم تنهدت وتقدمت نحو السرير .
" سوزان...".
لم يجبها أحد، فجلست على حافة الفراش.
" سوزان".
لكن سوزان هربت منها وقفزت الى ناحية السرير الأخرى ثم إستقرت مرتعشة أمام طاولة الزينة.
صرخت هارييت فجأة :
" سوزان ، كفّي عن النظر الي هكذا أنت تعلمين انني لست وحشا! أنا ... فعلت ما هو مناسب".
اجابت سوزان بمرارة:
" مناسب لك ! ظننت أنه صغير السن بالنسبة اليك!".
قالت هارييت وكأنها لا تصدق ما تسمع:
" ماذا ؟ إنه حقا صغير بالنسبة الي ، يا ألهي ، لا تتصوري إنني أغار منك !".
" أجل ! اجل ! لأنك كنت تريدين أن يدعوك أنت !".
" هذا هراء ! أنا لا أرغب في لعب التنس في حر النهار ! أما السباحة فربما ، ولكن ليس لعب التنس!".
أجابت سوزان:
" هذا ا تقولينه انت !".
" وإنني اقصده".
وقفت هارييت وقالت بصوت منخفض كي لا يسمعهما بول من خلال النافذة المفتوحة .
" إسمعي يا سوزان ! بول لاروش صغير جدا بالنسبة الي ، لكنه كبير بالنسبة اليك !".
" كلا ، قال لي إنه في السادسة عشرة من عمره ، وأنا سأصبح في الخامسة عشرة في شهر ديسمبر ( كانون الأول".
نظرت هارييت الى السماء ثم قالت:
" العمر لا يقاس بعدد السنين ، يجب ان تعلمي أن الخبرة هي المقياس!".
مسحت سوزان انفها بيدها وأجابت:
" وانت خبيرة في هذه الأمور كما أظن".
" اوه سوزان !".
نظرت اليها هارييت ولا عون لها ولا قوة ، لكن سوزان لم تكن على إستعداد للإستسلام ، ومضت تتهمها قائلة:
" أنت تحبين الإسترخاء طول النهار ، وأنا صغيرة أريد ان أفعل شيئا مختلفا... ولأنك لم تتلق دعوة تتظاهرين...".
" كنت مدعوة".
قالت هارييت هذا بالرغم منها ، فنظرت سوزان الى أعلى وأجابت :
" كلا !".
" أجل".
وتنهدت هارييت وأكملت:
" لقد دعاني بول بعد صعودك الى الغرفة ".
نظرت اليها سوزان بشك وقالت:
" لا أصدقك!".
هزت هارييت كتفيها كأنها متعبة وقالت:
" إسأليه إذن".
إستوعبت سوزان النبأ في صمت لبرهة ، ثم زمّت شفتيها وبدأت تقول:
" ومع ذلك....".
فقاطعتها خالتها:
" ومع ذلك ، لا شيء يا سوزان، إسمعي، لا أرغب بمنعك من إتخاذ اصدقاء ، إذا جاء صبي أ فتاة في عمرك ، سأكون أول من يشجع ذلك".
" ولكن بول في عمري!".
هزت هارييت رأسها وغمغمت:
" حسنا ، يبدو إنك لا تريدين الإصغاء الى كلامي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:16 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وإستدارت نحوالدرج ، لكنها تذكرت هندامها ، فذهبت الى الخزانة وسحبت تنورة وقميصا مناسبا ، نظرت اليها سوزان وهي ترتدي ملابسها بدون ان تتكلم ولما حاولت هارييت للمرة الأخيرة ان تناشدها ، إستدارت وإتكأت على حافةالنافذة تنظر بتحد الى الحديقة ن أحست هارييت أنها هزمت فنزلت الدرج ببطء.منتديات ليلاس
كان بول يلوّح بالمنجل في الحديقة الخلفية ، وقد نزع قميصه وجلده الأسمر دلّ على أنه قلما يرتديه ، لقد جزّ ما يقارب ستة أقدام مربعة ، والعرق يتصبب من وجهه.
وبالرغم منها ، اثنت عليه لأنه عمل بجد ، وسارت نحو الباب ثم سالته:
" هل تريد ان تشرب شيئا؟".
إنتصب بول وإبتسم قائلا:
" وهل لي ان ارفض؟".
إبتسمت هارييت ودخلت المطبخ ، لم يكن عندهما ثلاجة ولكي تبرد الأشياء كانت تضع قناني العصير على الأرض في مكان لا تصل اليه الشمس ، أخذت كوبا كأنها تزنه ثم أعادته الى مكانه إذ أحست ان بول يفضّل الشراب من الزجاجة.
إقترب منها حين عادت ، فمدّت له الزجاجة وقالت:
" عندي عصير ليمون إن كنت تفضله".
لكنه هز رأسه وأخذ الزجاجة ودفعها الى شفتيه ، إبتلع نصفها بجرعة واحدة ، ثم مسح فمه وإمتدح برودة الشراب بالفرنسية كما كان يفعل حين يكونان وحيدين، ثم سالها:
" لماذا غيّرت ثيابك ، جسمك يسمح لك بإرتداء ما تشائين ، معظم الفتيات لا يستطعن ذلك".
" تقصد اللواتي في عمري؟".
فإحمر وجهه الناضح عرقا وقال:
" لماذا تقولين أشياء كهذه؟".
ولأول مرة لاحظت أنه جدّي فإستدارت ولوّحت بذراعها قائلة:
" إنك تعمل جيدا ، الف شكر".
رفع كتفيه واكمل شرابه ، ثم القى الزجاجة الفارغة من يده وغمغم :
" تظنين انني ألعب لعبة معينة ، أليس كذلك؟".
تنهدت هارييت وقالت:
" أظنك تتغابى ، هل يعلم والدك انك هنا؟".
" وهل هذا يهم؟".
" أعتقد ذلك".
" لماذا ؟ ألأنك تعتقدين أنه لا يوافق؟".
وتوقف قليلا ثم تابع:
" أم أنك لا تريدينه أن يغار؟".
إنحبس نفسها في حلقها وقالت بصعوبة:
" لا أعرف عما تتكلم".
" كلا؟".
إنتصب ثانية ونظر اليها قائلا:
" إنك تعرفين أبي ، أليس كذلك؟".
" لدي اعمال كثيرة تعيقني عن التبارز معك بالكلام".
ثم إستدارت ودخلت البيت.
كانت تفرط البازلاء عندما ظهرت سوزان، دخلت تجر رجليها وأبت أن تنظر الى عيني خالتها ، وسألتها بوقاحة:
" هل تمانعين إذا ذهبت وتكلمت الى بول؟".
فرفعت هارييت رأسها وقالت:
" إفعلي ما تشائين".
فإندفعت الفتاة الى الخارج بدون ان تزيد كلمة واحدة .
كانت الساعة تناهز الواحدة إلا ربعا حين ظهر بول في باب المطبخ وشعره الطويل متدل على كتفيه بخصل رطبة وقال:
" الحشيش خلف البيت قد تم قصه ، يلزمه الان تنميق بالآلة ، فهل عندك واحدة؟".
هزت هارييت رأسها ، فقال:
" سأحضر غدا لأقص عشب الحديقة الأمامية إذا أردت".
" أوه ، بول!".
تركت هارييت عملها وقالت بنظرة مشفقة:
" لا بد أنك مرهق".
ثم نظرت الى خلف واكملت:
" هل أنت ...؟ حسنا ، هل ترغب في البقاء لتناول طعام الغداء معنا؟".
تضايقت من نظرته المركزة عليها لكنها حافظت على هدوئها ، أجابها:
" من الأفضل ان أعود فلويز تتساءل حتما أين أنا".
هذا الإسم ثانية !
" هل تريدين أن أعود غدا؟".
"من المحتمل أن لا نكون هنا غدا ، كنا نفكر بالذهاب الى بيناك ".
" بيناك".
أومأ مفكرا وقال:
" حسنا ، لا يهم أن تكونا هنا".
تململت هارييت في جلستها وقالت بإرتباك:
" احس أنه يجب عليّ أن أدفع لك أتعابك....".
فغير الموضوع بقوله:
" قالت سوزان انك تحبين السباحة ، تعالي لنسبح معا بعد غد ".
" بول....".
" بإمكان سوزان أيضا ان تأتي معنا ".
نظرت اليه هاريت بتعاسة وسالته:
" اين يمكن ان نسبح؟".
" في النهر ، اعرف مكانا حيث الماء عميق والأشجار مظللة".
فأجابت بإستياء :
" ذهبت الى هناك مرات عديدة على ما أظن؟".
فإبتسم بول وقال برجاء:
" قولي أنك ستأتين".
" سأفكر في الأمر".
أخذ قميصه وإرتداه .
" سأحضر بعد غد في حوالي الحادية عشرة".
توقف ثم تابع:
" وغدا أيضا إن كنتما هنا ام لا".
أمطرت في اليوم التالي ، لم يكن شتاء ضعيفا مثل ما يتوقع في أنكلترا ، إنما شتاء كثيفا ومركزا بدا كستار رمادي حول البيت ، فغرقت الأشجار والعشب ، ولم تعد فكرة السباحة واردة.
إنزعجت هارييت لأنها أملت ان ترطب هذه الرحلة الجو بينها وبين سوزان ، فالعلاقة بينهما كهدنة حرب ، أمضت سوزان النهار مسترخية تقرا ، أما هارييت فأخذت تقوم بتجارب في المطبخ حيث خبزت كعكا جميل المظهر لذيذ الطعم ، لكنها لم تعمل من قلبها ، إذ لا بد لها أن تتصرف كوالدة سوزان لا كخالتها.
لحسن الحظ أشرق الطقس صباح اليوم التالي وكانت هارييت في رداء النوم حين سمعت الباب يقرع.
نظرت من النافذة قبل أن تفتحه وإذا بها ترى بول واقفا في الخارج ، فتحت الباب وبادته قائلة:
" بكرت في المجيء".
أيّد كلامها مجيا ببساطة:
" اردت أن أنتهي من قص الحشيش باكرا ، نحن على موعد في الحادية عشرة".
نظرت اليه بإستسلام وقالت:
" حسنا ، لكن لا تتصور أن تصبح هذه عادة ، سآتي معك هذه المرة إنما...".
تنهدت بإذعان وأضافت:
" تعلم أين تجد المنجل".
أخذ بول يشم الرائحة اللذيذة المنبعثة من المطبخ وسألها:
" ألا تقدمين لي فنجانا من القهوة؟".
لكنها هزت رأسها وأقفلت الباب في وجهه.
هبطت سوزان الدرج وعيناها ترفان ، لا بد أنها سمعت أصواتا ، وإحتملت عناء إرتداء بنطلون جينز وقميص ، نظرت حولها بإستغراب عندما رأت خالتها لوحدها ، فقالت هارييت:
" بول هنا وسيقطع الحشائش في الحديقة الأمامية".
سارت سوزان الى النافذة ونظرت الى الخارج.
" أين هو ؟".
أجابت هارييت وهي تسكب فنجانا من القهوة:
" أظنه يأتي بالمنجل".
تريثت ثم قالت:
" هل تريدين أن تذهبي للسباحة في وقت لاحق؟".
إستدارت سوزان وسألتها:
" سباحة؟ أين؟".
تناولت هارييت فنجان القهوة ونظرت اليه لتتفادى النظر الى الفتاة وردت:
" يقول بول أنه يعرف مكانا دعانا اليه معا".
هتفت سوزان بتحد:
" أحقا؟".
إضطرت هارييت الى مواجهتها وردّت بالإيجاب ، فحدقت سوزان اليها وسألتها بتمرد:
" وماذا لو قلت أنني لا ارغب في الذهاب؟".
إنقبضت اصابع هارييت على الفنجان وهي تسأل :
" ألا ترغبين بالسباحة؟".
" كلا ، كلا لا اريد".
هبط قلب هارييت وتأوهت بعتاب:
" أوه ، سوزان !".
فردّت الفتاة :
" ماذا ستفعلين الآن ؟ هل ستذهبين بدوني؟".
" كفى يا سوزان، لن أسمح بذلك !".
" ماذا ستفعلين ؟ لا تستطيعين إرغامي على الذهاب ، بالإضافة الى ذلك...".
" بالإضافة الى ماذا؟".
" أنا لا أعرف السباحة".
فشهقت هاريت بإستغراب وقالت:
" لا... تحسنين .... السباحة؟".
" كلا لم أحسنها أبدا".
" ألم يعلموك إياها في المدرسة؟".
" حاولوا إنما بدون جدوى ، ربما أنا من هؤلاء الذين لا يستطيعون تعلّمها".
" هراء! كل إنسان يستطيع ان يسبح إذا حاول".
وضعت هارييت فنجان القهوة وعبرت الغرفة مضطربة ثم إستدارت قائلة:
" سوزان ، تعرفين انني لا أريد الذهاب معه بمفردي".
فهزت سوزان كتفيها بإنزعاج وقالت:
" هذه ليست مشكلتي".
تمالكت هارييت اعصابها كي لا تصفعها ، وفي الوقت نفسه أعجبت بها لأنها إستغلت الموقف بنجاح ، قررت هارييت أن لا جدوى من مناشدتها لتغير رأيها ، فغسلت وجهها وأسنانها فوق المجلى ، ثم ركضت اى فوق لترتدي ثيابها ، كان عليها أن تجد حلا للخروج من هذا المأزق إنما لم تعرف في هذه اللحظة كيف يجب أن تتصرف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 11:33 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- نزوة مراهق


لما عادت هارييت الى الطابق السفلي ووجدت الباب مفتوحا وسوزان قد إختفت ، فحزرت انها ذهبت لتتكلم الى بول ، إبتلعت قهوتها الباردة ووضعت الفنجان في المغسلة ، نظرت الى ساعتها ، إنها التاسعة ! لديها ساعتان لتجد عذرا لعدم مرافقته.منتديات ليلاس
كان الصباح جميلا لبقاء في الداخل ، فخرجت وهي تأخذ نفسا عميقا ، وتتلذذ برائحة زهور الميموزا النامية بوفرة تحت النوافذ ، رات بول على مبعدة يطوّح المنجل بإنتظام وهو يقطع الأشواك المتشابكة والأعشاب المرتفعة تحت السياج ، إنما لم تر اثرا لسوزان .
وكالمعتاد إنتصب بول واقفا لدى رؤيتها وقال:
" ساعة اخرى وأنتهي من المهمة".
اومأت هارييت وهي تتطلع حولها قلقة وسالته:
" هل رأيت سوزان؟".
" اجل ، طلبت مني ان ابلغك بانها ذهبت للتنزه".
أحست هارييت برعشة وفقدان صبر ، هكذا إذن؟ حسنا ، ستعرف كيف تجاريها في هذه العلبة !".
رأت بول يتابع النظر اليها ، فإندفعت تقول:
" هل تريد بعض العصير الآن ؟".
صوّب المنجل الى الأرض المكسوة بالعشب فسقط من يده على التراب وبرز كانه علامة إستفهام كبيرة ، ثم مسح الشاب يديه على بنطلونه وعبر فسحة الحشيش بإتجاهها .
تراجعت هارييت نحو البيت وقد ندمت على دعوتها له ، دخل وهو يزيح شعره المبلل عن جبينه ، فتناولت علبة من الزاوية ، ولما وجدت أنها تحتوي عصير ليمون تناولتها لكنها سقطت من يدها فشتمت بصوت منخفض وهي تلتقطها ثانية ، راح بول ينظر الى هذا المشهد بإهتمام ، وإقترب منها وهي تهم بفتح العلبة ، قائلا:
" دعيني أقوم بذلك".
لكنها رفضت طلبه وشدّت بعنف على حلقة العلبة فافلتت من يدها وطرطش العصير الذي بداخلها صدر بول.
فشهق واضعا يديه على صدره ، وزال التوتر حين إنفجرت ضاحكة ، وظلت تضحك حتى دمعت عيناها ، فخطف بول العلبة من يدها وتقدم يهدد بصب ما تبقى فيها فوق رأسها ، أخذت تتراجع وهي ما زالت تضحك ثم أحست ان شيئا ما يحجب النور عن الباب ، إلتفتت الى الباب وهي تحس بالإنقباض المعهود الذي ينتابها كلما رات أندريه ، التغير في ملامح وجهها أنبأ بول ، فنظر حوله ، وصاح صيحة تعجب وتوقف عن اللعب واضعا العلبة على الطاولة وإستدار ليواجه اباه.
إنتصب اندريه من إتكائه على حاجب الباب ،وتساءلت هارييت منذ متى وهو يراقبهما ، ثم دخل الغرفة وتعجبت حين رات سوزان خلفه ، قال يسأل إبنه:
" ماذا تفعل هنا يا بول؟".
تكلم بالإنكليزية لتفهمه سوزان ، واردف:
" فهمت من لويز أنك تقوم بعمل مؤقت".
" أجل".
وضع بول اصابعه داخل حزام بنطلونه ، وشعرت هارييت بلهجته العدائية ، فتدخلت قائلة:
" إبنك كان بغاية اللطف إذ قصّ العشب في الحديقة الأمامية والخلفية.
قطب اندريه حاجبيه قائلا:
" هكذا إذن".
إتخذ الشاب موقفا مهاجما ، ونظره يرفّ بغضب في إتجاه الفتاة الواقفة خلف والده وسأله قائلا:
" هل أخبرك أحدهم عكس ذلك؟".
إرتجف فم سوزان لكنها لم تقل شيئا ، وفهمت هارييت بخوف ان بول قد اصاب الحقيقة ، فقالت للفتاة بخيبة :
" أوه سوزان ! لا يعقل ان تفعلي ذلك!".
لكنها فهمت من وجه سوزان المحمر انها المذنبة ، كبح اندريه جماح غضبه وقال بهدوء:
" اتت إبنة أختك لتقول لي ان إبني هنا".
وتساءلت هارييت كم إختصر من نميمة سوزان ،وتابع اندريه قائلا لأبنه:
" بول ، جدتك تنتظرك لتصطحبها في نزهة ، ربما الآنسة أنغرام تسمح لك بإنهاء قص العشب في يوم آخر".
إرتبكت هارييت وقالت:
" لم أعرف هذا ، كان عليك يا بول أن تخبرني !".
فسالها بول بغضب:
" وهل تصدقين هذا الزعم؟".
لكن والده وضع يده على كتفه فحاول بول نزعها متمتما:
" حسنا ، حسنا ، انا ذاهب !".
غمز بول هاريت ثم نظر الى سوزان نظرة قاتلة ، وخرج من المطبخ وخطف قميصه وهو يمر بالدرب ، لاحقته سوزان بنظرها وشفتاها ترتجفان ، لكن هارييت لم تشعر بالشفقة نحوها ، فهي ذهبت الى القصر وأحضرت أندريه لتمنعهما من الذهاب الى السباحة، وفي هذا التصرف نوع من الحقد ، قالت لها:
"من الأفضل يا سوزان ان تصعدي الى غرفتك".
وركضت سوزان وهي تشهق وأغلقت الباب خلفها بعنف.
بقيت هارييت لوحدها مع أندريه ونظرت اليه بعدم إرتياح متسائلة لماذا بقي ، وإن كان يتوقع منها إعتذارا ما ... كان يرتدي بنطلونا يشبه بنطلون إبنه إنما بدل القميص .يلبس صدرية بدون أكمام تظهر عضلاته القوية ، كان يقوم ببعض الأعمال ، والبقع على وجهه ويديه تدل على ذلك.
لم يقم باي حركة تنبىء بانه ينوي الذهاب ، اخذت هارييت نفسا عميقا ثم قالت:
"اعتذر إن كان بول يهمل عائلته ، هل أنت....".
ولم تكمل إذ إنفجر اندريه يهتف حانقا:
" ماذا تحاولين ان تفعلي بي يا هارييت ؟ لقد أتيت هنا وسكنت في بيتي! هل تتوقعين مني ان أتجاهل وجودك كما لو كنت غريبة ؟ هل تظنين أنني مصنوع من الخشب؟".
هجومه كان غير متوقع ، ولم تكن هارييت مستعدة له ! فإحتجت قائلة:
" انا ما دعوتك الى المجيء الى هنا !".
لكن أندريه لم يستمع لكلامها ، كانت عيناه تلتهمانها وتشعلان الإحمرار في وجنتيها وتهزان كيانها ، وحين خفض نظره إستدارت فجأة لأنها لم تحتمل تاثيره عليها ، وقالت بصوت خافت:
" من الأفضل ان تذهب".
" لماذا؟".
أحسته يقترب منها ويقف وراءها ، وتابع يقول:
" إن كنت ترحبين بإبني هنا فلماذا لا ترحبين بي؟".
" كلا...".
مات إحتجاجها المفاجىء حين لمسها ، الحائط كان خلفها ولما حاولت الإبتعاد عنه ، إلتصقت بالطلاء الجديد ، أحست بالبرودة تسري في جسمها الحار العارق من الخوف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرة في العمر, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the devil in velvet, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية