كاتب الموضوع :
عمرو مصطفى
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مرحبا .......
لقد تركنا النائمون واصبحنا مع الخائنون ..... وما اصعب الخيانة وخاصة عندما تكون من ابناء الوطن الواحد الظواهر لمصلحة البلد والبواطن من اجل دفن البلد .... وهل يتساويان المصلحة مع الدفن ..............[/SIZE][/COLOR]
ني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ....
أيخون إنسان بلاده .........؟
نعم الكثيرون الان اصبحوا خونة حتى الذي لا يخون ولايريد الخيانة بدأ يشك في نفسه من كثر ما يحدث الان من فتنة وشك ....
لم تعد الكوابيس المزعجة تؤرقني في الأونة الأخيرة ...
والسبب أن كوابيسي صارت حقيقة انغمست فيها وانغمس فيها العالم
حتى أذنيه ...فقط صارت أحلامي متعلقة بعالم أخر يعم فيه السلام والرخاء الجميع
والناس يسيرون في الطرقات أمنين وتعلو وجوههم البسمة المطمئنة على غد
أفضل ...وكالعادة استيقظ مفزوعاً غارقاً في العرق وأحاول أن أملأ رئتي بالهواء
النقي فقط لأكتشف أنني عدت بكل أسف إلى واقعي الأليم ....
أتامل زوجتي الغافية إلى جواري ... لم تعد تستيقظ كالعادة وتربت عاتقي في حنو
لعله الملل ..أو لعلها تحسدني على كوابيسي المتعلقة بعالم أخر .. عالم أفضل يعم فيه السلام والرخاء الجميع ..والناس يسيرون في الطرقات أمنين وتعلوا وجوههم
البسمة المطمئنة على غد أفضل ....
أقف في الشرفة تداعب نسمات الليل وجهي المرهق وبين حين وأخر تدوي أصوات
طلقات نارية من مكان قريب ... لقد صار هذا أمراً روتينياً ومملاً ..أحدهم يتخلص
من أحدهم .. لقد صارت أذني حساسة تستطيع التمييز بين الطلقات الصوت والطلقات الحية ... خبرة عدة أيام قضيتها في الشوارع مع اللجان الشعبية ....
هل هذة عبرات تلك التي تبلل وجنتاي أم أنه الندى ؟... لم أعد أعرف ......
فقط أنا أعرف يقيناً أنني نمت يوماً في شقتي في القاهرة واستيقظت لأجد نفسي في
الجحيم ......................
وصرخ صارخ بداخلي ....كيف حدث هذا .... ومتى بدأ ...؟
متى بدأ .....؟
اصبح السلام من ضمن امنينا جميعا ...... لقد قمنا بالثورة من ال هذا السلام الروحي والمعنوي ولكن ماذا وجدنا لقد ايقظنا مارد اسمه الفوضى والشك ......
وصفك للحالة رائع جدا ومميز .... ايها الكاتب الجراح .... وتنتقل من حالة الكأبة والحزن والحسرة الى حالة التفاؤل والتمنى .... الى واقع سيئ ولكنها مرحلة يجب ان يمر بها مجتمعنا الغالي حتى نصل الى مرادنا وهو الحرية بمعناها الصحيح وما تحمله من معاني ومبادئ اخلاقية .........
- السلام عليكم ...
- هوورراه .....هووورراه
***
أذكر جيداً اليوم الذي وقف فيه الشاب الأسمر يخطب في الجموع تحت قبة الجامعة ... ولن أنسى عينيه الصادقتين وعباراته الواثقة الحازمة
والمليئة بالأمال والطموحات للجميع ... العدالة
والحرية ....
والمساواة ....
للجميع ............ للأبيض وللأسود ... للأحمر وللأصفر ... لليهود والمسيحيين
وللمسلمين .......................
لم انسى كل ذلك ولم أنسى بالأخص ...أننا لم نرى يوماً سلاماً في العالم
منذ طل علينا وجهه الحالم وألقى علينا السلام ....
السلام عليكم......
ابتسمت في سخرية مريرة وأنا أتذكر وأتذكر ...لكن ..لم تكن تلك أبداً هي
البداية ... ولم نصل لما وصلنا إليه بمجرد كلمة ألقاها الفتى الأسمر تحت
قبة الجامعة ....
كنت بحاجة إلى أن أعرف .. إلى أن أفهم ...كنت بحاجة إلى ..........
حلم جديد ....
عودنا مرة اخرى للفتى الاسمر .... الذي حمل الامل واوقعنا بعد ذلك على جدور رقبتنا ... ومتى سنتعلم الا نعتمد على الاخرين في نيل ما نريد .......
وعدت إلى فراشي حثيثاً واستلقيت على ظهري وأنا أمني نفسي بحلم جديد
عندما دوت الصرخة الملتاعة .....
انتفضت زوجتي في فراشها وهبت جالسة وهي تضع كفها على صدرها في ذعر أما أنا فقد تدثرت بملائتي وأنا أقول في لا مبالاة :
- عودي لفراشك ..إنها جارتنا الست رجاء ...
- رجاء !!! وهل ستنام دون أن تعرف ماذا جرى لها ....
أعطيتها ظهري قائلاً قائلاً في سأم :
- يبدو أن أحدهم يغتصبها .. لقد صار هذا مثيراً للملل في هذة الأيام ...
وبضمير مرتاح رحت أغط في نوم عميييييييق ......
وهل اصبح الاغتصاب سيئ عادي وملل ..... لقد اختلفت الكثير من الاخلاقيات في هذه الفترة ... اصبح نعتاد على الاشياء السيئة بسرعة دون محاولة محاربتها ومقاومتها الى هذا الحد وصلنا الى مرحلة الاستسلام واللاعودة ام ماذا ....
***
أني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ....
أيخون إنسان بلاده .........؟
إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون ......؟
***
ها أنا ذا أبتسم في أشراق متأملاً الوجوه الشابة التي تجلس أمامي تتاملني
في رهبة وانتظار ... انتظار للكلمة ..وللحكمة .. وللبركة ...
لكنني لست البابا ... البابا يحكم مدينة أما أنا فأتحكم في العالم ..أنا فوق
الملوك والرؤساء ...
هؤلاء الشباب لا يعرفون حقيقتي ..لو عرفوها لارتعدت فرائصهم فرقاً ....
فقط أنا أبدو لهم أحد رعاة السلام العالمي ودعاة الحرية ....
ملياردير نعم ...خبير نعم ... لكن كل ماسبق لا يعبر عن حقيقة ما يواجهونه
أنها من اللحظات النادرة حينما يلتقى أحد أفراد النخبة الكونية مع بعض العميان الصغار ....
وفي اغلب الأحيان لا يعرف العميان الصغار أنهم فعلوها ..ربما يعلمون حينما
تتم ترقية أحدهم إلى رتبة أعلى ...
- هل تعلمون..لماذا أنتم هنا ...؟
قال واحد :
- لأن بلادنا ملئت بالظلم ...
وقال أخر :
- لأن بلادنا تقمع الحريات ...
وأكمل ثالث :
- لأن بلادنا تحرمنا المساواة ....
تأملت الوجوه الغاضبة التي أمامي وابتسمت في رضا ..قلوبهم تمتلئ
حقداً وكراهية لأوطانهم ...أوطانهم التي حرمتهم من الثالوث المقدس ..
الحرية ....
المساواة .....
الإخاء .....
قلت لهم وأنا أفرد ذارعيا وكأنني أحتضن الجميع :
- أنتم صفوة الصفوة .. غيركم في مثل سنكم الان يرضخ للظلم وينتظر
من يقوده ..أنتم المبصرون حقاً ..وستقودون أوطانكم إلى الحرية والعدالة
والمساواة ...ستعودون ملوكاً ورؤساء بعد أن كنتم صعاليك ..منكم من يحلم بالمال ومنكم من يحلم بالمنصب والجاه ..
وبرقت عيناي وأنا استطرد بصوت كالفحيح :
- أنتم هنا في أرض أبداً أبداً ....حيث تصير الأحلام والخيالات واقعاً ملموساً
وتوقفت برهة لأتأمل وقع كلماتي على وجوههم ...
وجه يحلم بالمال ..لا تخجل يا صديقي ...لو دققت النظر في المراة ستجد
الأوراق الخضراء الساحرة معكوسة على بياض عينيك ...
ووجه أخر يحلم بالسلطة ... ودوى هتافات الجماهير التي ستهلل له تصم أذنيه ...
وأخر يحلم بالزواج من الفتاة التي تجلس إلى جواره .. في بلاده يعتبر هذا
زواجاً محرماً لأن ديانته تختلف عن ديانة الفتاة لكن هنا .. في أرض أبداً أبداً
طلباتك مجابة ... حتى أنت ..نعم أنت ... لا تخجل ... يا من ولدت بعيب خلقي
شائع لكنه غير مقبول في مجتمعاتكم المتخلفة القمعية لكنه هنا يعتبر مجرد
اختيار .. وحق مشروع.. من حق الرجل أن يفكر في رجل مثله ويهيم به حباً
ويتزوجا في النهاية ... في بلادكم المتخلفة يعتبر هذا جريمة شنعاء وتجديف
وتحقيقه أبعد من الخيال ...لكنكم هنا في أرض أبداً أبداً ..كل شئ مجاب ...
لكن يبقى الروتين الأبدي ..لكي تتحقق أحلامك لابد من مقابل ....لابد من ثمن ..
- لابد ان تتعلموا كيف تسيرون على النهج الذي سنرسمه لكم بعناية ... لابد من الطاعة المطلقة .. والانصياع التام .. سندربكم كيف تواجهون الصعاب وتنتصروا عليها في النهاية ...مهما كانت التضحيات ....مهما كان الثمن ....
قلتها وفي داخلي أعلم يقيناً أن أمامي حفنة من الأوغاد لا يتورعون عن التضحية بدماء أقرب الناس إليهم في سبيل تحقيق غايتهم ..
حفنة أوغاد .. لو كان ميكيافيلي حياً لسال لعابه أمام تلك البضاعة الرخيصة
والغالية في نفس الوقت ....
تعالوا يا أبنائي إلى أبيكم الذي اخترتموه بإرادتكم ...تعالوا تحت عبائتي
فإن مأساة فاوست تتكرر منذ فجر التاريخ وحتى ينفخ في الصور ....
***ماسأة كل من يحاول الالتجاء الى الخارج للوصول الى هدفه ,... دون ان يتعلم ان الاخرين تعمل لمصلحتها هي فقط ..... ولكن يقع المنافقون في يد الكفار ...... ( دخانا في صراع الالفاظ ) الخائن لا يعمل لمصلحة بلده فهو يهدف الى مصلحته ويلجأ الى من يعمل على هدم الخائن وبلده معا ...( هناك كلمة معبرة عن هذا الوضع ولكن لا استطيع ايجادها كأنها اختفت خجلا ممن تعبر عنهم )
في الصباح جلست اتابع نشرات الأخبار في عدة قنوات تليفزيونية
بينما زوجتي تعد الإفطار .... كان العالم كعهدي به يأكل بعضه بعضاً
على الشاشات ....
كان هناك العديد من الضحايا والدماء ....
كان هذا هو الثمن والقربان الذي قدم لكي ننال الحرية والمساواة والإخاء
المؤسف هنا هو أنني لم أرى على الشاشات من بين الضحايا أي وجه من تلك الوجوه التي قمت بتدريبها بنفسي ..في الحلم طبعاً ....
ذكروني في الحلم القادم أن أخذ معي ورقة وقلم لأدون تلك الأسماء التي
باعت روحها للشيطان ...
فقد يكون هذا مفيداً ... في المستقبل ....
***
انتقلنا من النائمون الى الخائنون .... ولكن متى سنقرأ المستيقظون ... الفاهمون .... المقاومون .... المنتصرون .....
سيدي الفتي الاسمر لن يستمر طويلا ..... وسيأتي غيره بيدقا جديدا .... ولكن اين سيكون هل سيكون في بلادنا ام اين ......
الخوف الان من القادم .... وماذا سيفعل هل سيكون بيدقا ... ام ملكا حرا يستطيع مواجهه الايدي العليا جميعها .... في الواقع واحلامك ......
سيدي ابدعت ... فامتعت ..... ذاهبه الى القصة الاخرى .............
|