لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-12, 06:53 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 6- ســـراب الحرية * *

 

6- ســـراب الحـرية * *

ظــل الدم ينزف ببطء طـوال الطريق إلى البلدة الصغيرة . . كان
سيرجيو يقود السيارة بسرعة وحذر وفيما كانا يمران بالطريق الساحلي
أمام الفيلا , تذكرت نادين تلك المناسبة والمشاعر المعذبة التي
خبرتها .
الآن ماتت تلك المشاعر الرقيقة كلها . فكرت مرتين أو ثلاث
مرات , في رمي نفسها من السيارة , ولكن الدم الذي نزفته أوهن
عزيمتها هذا دون ذكر ضغط أصابع سيرجيو التي اشتدت على
ذراعها . . أصبحت مقدمة قميصه الذي ترتديه مشبعة بالدماء ولكنهما
كانا قد وصلا إلى القرية الصغيرة المغبرة الطريق , المثالية في إيطاليتها
بشوارعها الضيقة , ومبانيها الطويلة , المليئة بالغسيل المنشور ,
وبالجدات الجالسات خارجاً وهن يراقبن الأطفال , بدون أن يزعجهن
صوت الســيارة .
منتديات ليلاس
غاص قلب نادين عندما دخلا إلى ما بدا لها أفقــر حي في البلدة ,
وتوقف سيرجيو خارج مبنى متداع طلاؤه . وقال لها :
ـ الطبيب روسيني كان أبرع جراح , ولكنه لسوء الحظ أدمن على
الكحول . سأخبره بأنك زوجتي وبأن جرحك حدث جراء خلاف
عائلي . ما زالت إيطاليا مجتمعاً يسيطر فيه الرجل , وعليه سيُعتبر ما
تقولينه هستيريا نسائية بحتة . أما الآن فيستحسن أن ترتدي هذا .
أعطاها سترة خفيفة الوزن , لونها كلون عينيه . حينما رآهـــا تكافح
من أجل الوقوف ساعدها على ارتداء السترة وعاملها وكأنها طفلة
صغيرة . . كانت باردة أكثر مما تحس , لذا رحبت بدفء السترة ,
خاصة عندما اكتشفت أن ما قاله لها عن الطبيب صحيح .
تعمد الإسراع بها أمام امرأة منتظرة , وشدها إليه بحيث شعرت
بالمسدس الذي يخفيه تحت سترته , وقاطع الطبيب الذي كان يتحدث
مع أحد مرضاه . أمام إصرار سيرجيو , أُدخلا إلى غرفة فحص رثة ,
وطلب من نادين نزع قميصها .
نظرت إلى سيرجيو نظرة ممعنة , فأدار ظهره أما الطبيب فــــراح
يعاين الجرح بدقة عجيبة .
ـ همم . . إنه جرح نظيف , وهو غير عميق . ســـأعطيك بعض
المراهم وبعض الأقـــراص .
كتب الوصفة وأعطاها لـ سيرجيو ثم قال لـ نادين بمرح :
ـ في المرة القادمة , كونـي ألطف معه . هه ؟
توقعت من سيرجيو أن يعود بها مباشرة إلى المزرعة ولكنه ويا
للدهشــة , أوقف اللاندروفر خارج فندق صغير , وأمسك بذراعها وقادها
إلى الخارج قائلاً :
ـ سنبيت ليلتنــا هنا . وفي هذه الأثناء سنسجل الشريط لوالدك أما
غداً صباحاً فــأعود بك إلى الطبيب ليعاين جرحك .
ســألته بمرارة :
ـ ألا تخاف أن أفر منك ؟ خــاصة وأنه ليس هناك أحد يحرسنــي
سواك ؟
ـ وكيف يمكنك الفرار ؟ وليس معك مال أو جواز سفر . . إلى أين
ستذهبين ؟ إلى الشــرطة ؟
ضحك , فأغاظتهــا برودته . وأكمــل : (( لا أظن هذا )) .
ربت على سترته بطريقة تكشف ما يخفيه ثم دخلا إلى الفندق وهو
ما يزال ممسكاً بذراعها . تقدم من الاستعلامات وسمعته يحجز غرفة
بسريرين وظلت هي جامدة وتفكيرها يدور في دوائر مرهقة مذعورة
سعياً إلى وسيلة لقلب الموقف لصالحها . . وسمعته يدون اسمها ثم
يسجل اسمها على أنها زوجته . نظرت إليه بسخط , تهمس بقسوة وهو
يوجههــا إلى الــدرج :
ـ لن أشاركك غرفة . . أكرهك !
رد بصوت ملؤه الملل ونفاذ الصبر :
ـ لا تكوني ساذجة . . وإياك أن تظنيني لينو !
امتقع وجهها بشدة وهو يحدجها بنظرة من رأسها إلى أخمص
قدميها . هي ما تزال ترتدي قميصه , وبنطلون الجينز , وكان شعرها
نظيفاً ولكنه يحيط بوجهها كيفما كان . ردت بغضب :
ـ لا . . أعتقد أنك تفضل ليديا !
ارتفع حـاجباه : (( صحيح ؟ لماذا ؟ )) .
تلعثمت برهة من الزمن ثم انطلقت تهمهم بكــلمات غير مفهومة .
ـ حسناً . . إنها . . إنها امرأتك . . أليست كذلك ؟
نظر إليهـــا وما أدهشها أنه توقف .
ـ أهذا صحيح ؟
عاد بها إلى البهو ومنه إلى الخارج . . هناك وتحت أشعة الشمس
القوية غشي بصرها , فتعثرت , فالتفت أناملها تتمسك بساعده . .
ولكنها شعرت بأنها تمسك حديداً لا يلين ولا يلتوي أبداً .
ـ أين سنذهــب ؟
حسبته غير رأيه , وقرر عدم المخاطرة بالبقاء في البلدة تلك
الليلة , ولكنه لم يرد عليها , واضطرت أن تزيد سرعتها لتلحق بخطواته
الواسعة , كانت قبضة أصــابعه حول ذراعها كالكماشة .
تجاوز مكان اللاندروفر , ودخل بها إلى جزء من البلدة لم تره من
قبل . . هي لم تزر بلدة مونتي فينو قط أثناء رحلتها إلى الفيلا لأنها تقع
في قلب البلاد وطالما فكرت أنها لا تستحق الزيارة . . ولكنها أدركت
الآن أن (( البيازا )) أي الساحل بكنيستها القديمة ومبانيها التي تعود
للعصور الوسطى كانت تستحق نظرة عن كثب . ولكن سيرجيو لم
يتوقف ليتأمل هندستها , بل توجه رأساً إلى محلات صغيرة تقع في
رواق مسقوف معتم , وتوقف خراج أحد المحلات .
كان في الواجهة فستان من الكتان البسيط , تفصيلته مذهلة وثمنه
معقول . ويا للدهشة , أدخلها إلى المحل , وتكلم مع الفتاة التي أتت
تخدمها وهي تتحدث الإنجليزية , وسمعته يقول إنهما سائحان جاءا إلى
البلدة صدفــة .
قال يشرح للفتاة :
ـ وقع لزوجتي حادثة وهي بحاجة إلى أن تبدل بلوزتها بأخرى .
راقبت نادين بصمت وذهول عدة ملابس تُعرض أمام سيرجيو ,
واعترفت مرغمة بأن ذوقه رفيع فقد اختار لها بلوزتين من الكتان
إحداهما زمردية اللون والأخرى بنفسجية وكلتاهما تناسبان لون
بشرتها .
قالت الفتاة وهي تخرج تنورة بنفسجية :
ـ هاك تنورة تناسب هذه البلوزة .
ـ سنأخذها .
وأخرج حفنة سمكية من أوراق اللير الإيطالي مبتسماً تلك
الابتسامة التي أسرت قلب نادين مرة .
فيمــــا كـــانت الفتاة تحضــــــر الفاتورة تحركت نادين إليهـــــا . لــــكن
سيرجيو أحـس بما ستقدم عليه فأمسك ذراعها وبرقت عيناه تحذرانها .
ثم خرجا إلى الرصيف الحــار وكان أن ولت اللحظــة المناسبة , وولى
معها شعاع أمــل آخـر .
تمت عودتهما إلى الفندق بسرعة وكفاءة . . وفي غرفتها أخرج
سيرجيو صحيفة , وآلة التسجيل الصغيرة التي استخدمها من قبل . .
وقال يأمر نادين بخشونة بعدما أعطاها الصحيفة :
ـ اقرئـــي .
أرادت الرفض ولكن عدم فائدة الرفض طغى عليها بموجات كئيبة
ساخطة . . فأخذت تقرأ لمدة عشر دقائق قبل أن يوقفها سيرجيو ,
ويعيد الاستماع إلى الشريط , ثم ينتزعه من الآلة , ليضعه في مغلف :
ـ عظيم , قد يشجع هذا والدك على الإسراع . يكــاد ينفذ صبر
الآخــرين .
ردت ساخرة :
ـ في حين أن شيئاً لا يهز صلابة صبرك . . يدهشني أنك لم تطلب
بضع صرخات ألم ورعب للزيادة في التأثير .
أدهشها ظهور خطوط خفيفة من الاحمرار على وجهه . إذن فهو
يملك نقطة ضعف . فتحت فمها لتدق أكثر على النقطة الحساسة لديه
ولكنه رماها بالبلوزة والتنورة , مشيراً إلى حمام صغير .
ـ حينما تجهزي ناديني لأضع المرهم الذي وصفه الطبيب .
نظرت إليه نادين , وحرارة غريبة تطغى على بشرتها . . . كان
الجرح تحت الصدر مباشرة وهو يمتد في لحمها الطري حتى البطن . .
في داخلها ما ارتجف للتفكير بيدي سيرجيو وهما تلمسان بشرتها . .
فقالت متوترة :
ـ ســـأفعل هذا بنفسي .
ولكن حاجبيه ارتفعا بسخرية وازدراء وقال بصوت حاد خبيث :
ـ بالطبع تستطيعين هذا . ولكن هل ستدهنين الجرح فعلاً ؟ لا
أستبعد أن تتناسي لتقعي مريضة ويتم لك بذلك مراوغتنا , والهرب .
لم تستطع نادين الإنكار بأن الفكرة خطرت ببالها , و فضحتها
عيناها . فلو تركت نفسها تمرض وتموت , وطلب والدها برهاناً آخر
على أنها حية لحال موتها دون حصولهم على المال , على الأقــل ,
وأكــــــمل :
ـ هكذا , وبما أنني لا أثق بك , ســـأتأكد من إتمام المهمة بنفسي .
كانت قد دخلت إلى الحمام حين أضـــاف :
ـ ارتدي البلوزة والتنورة البنفسجيتين . . فأنا أذكر أن ساقيك
جذابتان هذا عدا أشياء أخرى مغرية وجذابة .
قررت نادين تجاهل طلبه وارتداء الملابس التي خلعتها ولكن
عندما خرجت من نعيم الدوش الدافئ والتقطت قميصه و وجدت أنه
يحمل بالإضافة إلى تلطخه بالدم , رائحة رجولته التي ما تزال تعشش
في القماش . فرمته عنها بسرعة , ونظرت إلى البلوزة البنفسجية التي
كانت تلتف حول الجسم والتي لها ياقة واسعة , وأرداف ضيقة . . كان
الجرح ظاهراً بفظاظة على بشرتها السمراء بفعل الشمس وكانت أطراف
شعرها المبلل المجزور , تنسدل بنعومة على وجهها فتزيد من استدارة
وجهها البيضاوي .
عندما خرجت إلى غرفة النوم و كانت ترتجف بفعل شعور صعُب
عليها تفسيره . كان سيرجيو مستلقياً على أحد السريرين , يقرأ
الصحيفة . فسارع للوقوف حين دخلت وراحت عيناه تتأملانها في هذه
الملابس ثم قال :
ـ إنها تليق بك . إنما أظن أننا بغنى عنهما ما دام علي الاعتناء
بالجــــــرح .
مــد يــده بحــــزم إلى رباطــــات البلوزة , يحلهــــا قبــــل أن تتمـــكن من
منعه . . واحترق وجهها بحرارة الدم المتصاعد , وتراجعت إلى الوراء .
تجاهل سيرجيو الحركة و وأمسك كتفها ليوقفها في مكانها ثم راح
يدهن المـــرهم فوق الجرح المؤلم . . هذه الأصــــــابع , التي لم تفعل حتى
الآن سوى معاقبتها , كانت تريحها بشكل غريب , تنشر المرهم
الملطف على بشرتها الحارة . . وشعرت باسترخاء غريب .
ـ نادين ؟
التقطت الحدة في لفظ اسمهـا , ولكن الغرفة بدأت تميــد بها بشكــــــل
غريب . . أصابع سيرجيو وعيناه السوداوان القلقتان هما الحقيقة
الوحيدة التي تحس بها . . ثم احتجب كل شيء , سيرجيو والجرح
والغرفة , فقد هاجمتها دوامة من الدوار وانفتحت أمامها بحيرة سوداء
وكان أن تعثرت وراحت تغرق و تغوص ثم تعاود الطوفان بلذة فوق
شيء دافــئ . . وآمن .
كان أول ما وعته نادين حين فتحت عينيها غرابة ما يحيط بها . .
رفرفت عينيها أمام أشعة الشمس القوية , المتدفقة من النافذة ونظرت
ببطء حول الغرفة . . لا شك في أن كابوس اختطافها لم يكن سوى
كابوس ولكنه كان واقعياً جداً . . عبست لدى سماعها خرير المياه في
الحمام , ثم وقع نظرها على البلوزة والتنورة اللتين كانت ترتديهما
الليلة السابقة , وسرعان ما فهمت ما حدث . . لا تذكر أنها خــلعت
ملابسهــا . . وهذا يعني . .
ـ عظيم . . لقد استيقظت .
تسمرت لأنها تعرف أنها شبه عارية تحت الغطاء وصاحت عن غير
تفكـــير :
ـ هل نزعــت ملابسي ؟
رد ساخراً :
ـ لقد أغمي عليك , وبدا لي من المؤسف أن تفسد ثيابك الرائعة .
وهي ليست المرة الأولى وأشك في أن تكون الأخيرة . . مع أن نسائي لا
يغمى عليهن بين ذراعــي .
جعلتها ضحكته ومعرفتها بأنها أسيرته تشعر بالغضب الشديد .
فردت ببرود متقــــزز :
ـ أنا لست إحدى نسائك , وأعترض أن تصفني وكأننــي إحداهن .
تجهم وجه سيرجيو , وضاقت عيناه وهو يدفع كتفيه عن الباب ,
ويتقدم ببطء إلى السرير . . حاولت نادين إبعاد عينيها عن رشاقته
ووســــامته .
وقف قرب الـسرير ولما رأت الغضب البارد في عينيه ذعــرت :
ـ إذن أنت تعترفين ؟ لماذا . . عجباً ؟ لأنك لا تستطيعين التحكم بي
كما تتحكمين بالآخرين ؟ أم أن السبب أنني انتزعت الاستجــــابة التي لم
يستطيعوا انتزاعها منك ؟
ـ أنت لم تنتزع منــي شيئاً !
خرجت كلمات الإنكار منها لا إرادياً , ولكنها شهقت عندمــــــا
شعرت بالسرير يتقلص تحت ثقله من جراء تثبيته ذراعيها على جانبي
السرير , قال لها وهو يتأمل وجهها المتورد : (( لا ؟ )) .
كانت سخريته وعدم تصديقه تطغيان على كلماته الهامسـة . .
انتفضت نادين حين انحى فوقها . وأدارت رأسها بجنون من جانب إلى
آخــر لتتخلص من عناقه الذي يريد منه أن يثبت كذبتها . ولكنها في
الواقع كانت تقاوم المشاعر التي صدمتها .
ـ توقفــي عن تمثيل دور العــذراء !
كانت الكلمات ساخرة أكثر منها غاضبة .
استجابت رغماً عنها لعناقه ولم تستطع فعل شــيء حيال الأمـــر . هذا
هو الثمن الذي ستدفعه بسبب افتقارها إلى التجربة . . المرأة التي تملك
تجربة سابقة لا تكون عرضة للخطر من مجرد لمسة صغيرة , كمـــــــا
يحصل لها مع سيرجيو .
ـ أنت ترتجفين .
لأننـي أكــرهك كثيراً . أكرهك وأحتقرك !
ـ صحيح ؟
طغت التسلية على الغضب اللامع في عينيه , ولكن لم يكن لدى
نادين سوى لحظة واحدة لتتساءل عن سبب غضبه , كانت يداه
القاسيتان تمسكان برأسها بحيث أصبحت غير قادرة على الحراك
تأوهت من أعماق حنجرتها محتجة , تحاول دفعه عنها , ولكنه كان
أقوى منها . وأحست رغماً عنها بالاستجابة له في أعماقها .
فانسل اسمه من بين شفتيها برجاء , رجاء استغاثة ولكن لمــا
تصلب جسمه وتركهــا ببطء هز رفضه كيانها كله .
ـ الأفضــل أن ترتدي ثيابك . . يجب أن نعود إلى المزرعة .
كانت كلماته باردة وإشاحة وجهه عنها ضربة مؤلمة لها . أرادت
أن تغضـــــب وتصيــــــح . . أن . . أن مـــاذا ؟ وتعالـى الغثيان إلى رأس
معدتها . . أي نوع من النساء هي ؟ وهي التي تباهت دائماً بقدرتها على
كبح مشاعرها وعلى رفض مشاعر الإثارة الرخيصة . . ومع ذلك , هي
هي , تعاني من أسوأ أنــواع الألم والإحـــباط مع رجــل تكرهه وتحتقره . .
ما لذي يحدث لهــــا ؟ لقد قـــرأت قصصــاً عـن العلاقـة المثيرة التي تتطــور
بين الخاطـــف والمخطـوف . . وربما هي الآن تعاني منها . . مع ذلك فهي
تكرهه . . ويجب أن تحتقــر نفسها لهــذا . . كانت مشاعرهـــــا الجياشــة
محبطة لأنه أعطاها ظهره ووقف يلتقط قميصه , ويرتديه .
ـ هاك . . خذي هذا وارتدي ملابسك .
استدارت في الــوقت المـناسب لتلتقط الثياب التي رمـــاها لهــا وكـــان
وجهها قرمزياً من الخجل . أمسكت البلوزة وســارعــت إلى الحمام ,
حالما أدار ظهـــــره لها .
عندمــــا خرجت من الحمـــام , وجدت الفطــور في الغرفــة . . كانت
القهوة لذيذة بالنسبة للطعام الذي يتناولانه في المزرعة , فشربت عدة
فناجين قبل أن تدرك بأن سيرجيو أنهى فطوره وهو ينتظرهــا . أرادت لا
إرادياً إطالة الوقت معه لأنها ارتجفت لمجرد التفكير في المزرعة وما
ينتظرهــا فيها .
ـ تعالي . . يجب أن يعاينك الطبيب , وأنا أريد إرســـال الشريط إلى
أبيك . لقد نفذ حتى الآن كل ما طلبناه منه . . وأتمنى أن يستمر في هذا
من أجـــل سلامتك .
منتديات ليلاس
نظر الطبيب إلى الجــــرح باستغراب , وقال لـ سيرجيو إنه يتماثل
للشفاء بشكــل سريع . كان سيرجيو قد أصر على مرافقتها إلى عيادة
الطبيب , قائلاً إن الطبيب لن يستغرب الأمــر فالرجــال الإيطــاليون
يكرهون ترك نسائهم مع الرجال , وسيفهم الطبيب لماذا لا أريد أن
يكون وحده مع زوجتـــي الجميلة .
آلمتها هذه الملاحظــة كثيراً كانت تعلم أنها تبدو غير جميلة بشعــرها
المشعث وبوجههـا الخالي من الزينة , لذا لا داعي إلى أن يذر الملح
على الجـــرح .
حين غادرا عيادة الطبيب اقتادها نحو ساحة (( البييزا )) حيث اشترى
لها ملابس أخرى . راقبته نادين وأفكارها تتقاذفها بسبب الأحداث التي
أوصلته إلى وضعه الحالي . من الواضح أنه مثقف وذكي وقوي وقدرته
على السيطرة على العصابة دليل واضح على قوته وذكائه , وهذا بحد
ذاته ليس مهمة سهلة . إن رجلاً يملك صفة القيادة قادر على القيام
بأعمــال شرعية ناجحة . فلماذا اختار العيش خرجاً عن القانون ؟ أهو
تحدي الحياة والرغبة في العيش قرب الخطر ؟ أم أن المال هو ما يروق
له ؟ الجواب أمر قد يستحيل عليها معرفته . . أحست أنه يجرها إلى
مبنى صغير عرفت أنه مكتب البريد .
راقبته وهو يرسل الشريط إلى والدهــا , وامتلأت نفسهـــا بإحســاس
غامر من الحنين إلى بيتها ووطنهـــا . فترقرقت الدموع في عينيها ولم
تحاول منعها فانسلت قطرات منها على وجههــا .
ـ هـــاك .
تناولت المنديل منه لتجفف عينيها , في هذه الأثناء رأت شرطيين
يدخلان إلى البناء . كان سيرجيو قد تركها لتجفف دموعها فبدأت بتهور
تعدو إلى الأمام وآمالها منصبة على الوصول إلى الشرطيين .
كانت تسبق سيرجيو ببضع ثوان فظنت أن هذه الثواني كافية ولأنها
صغيرة الجسم اعتقدت أنها قادرة على التسلل بين الحاضرين , وهذا ما
لا يستطيعه . لكن , ما إن وصلت إلى الهدف حتى أحست بيديه تطبقان
عليها , وتشدانها إلى الخلف , حين استدارت لتواجهه بشدة كان وجهه
قناعاً بارداً من الغضب كــاد يفقدها توازنها .
نظـــــر الشرطيان إليهمــا , كمـا فعــل آخـــــــرون . ففتحت نادين فمهـــا
لتطلب العون , ولكنها صاحت ألماً حين تركت يد سيرجيو أثرها على
وجهها .
إنه للمرة الثانية يؤدبها جسدياً مع أن الألم هذه المــــرة لم يكن
كبيراً , فالصدمة كانت أقوى من رد فعلها فقد لاذت إلى الصمت . تكلم
سمعته يقول للشرطيين الفضوليين :
ـ إنها تقـــــابل رجــــلاً آخــر . . ابن عمــــــي لا غيره . . وحين أواجههـــــا
بالأمــر , تنكــر مع أن جميع أبناء قريتي رأوها معه !
ضحك الشرطيان وعلقـــا على الأمــــر بكلام دفــــع الــــدم إلى وجنتيها .
أزعجها مزاحهمـــا الوضيـــع ولكن إيطاليا بلد يحكـــمه الرجال فإن الرجل
هنا قادر على تأديب زوجته علناً بدون أن يفكــر أحد في التدخل .
كانت قبضته تؤلمها عندما راح يجرهــا إلى الخــــارج ولم يتوقف
حتى اتخذ طريقاً ظهر فيه اللاندروفر وقال لهــا :
ـ حاولي شيئاً كهذا ثانية , وستشعرين بوخـــز الرصاص , لا براحة
يدي . . يا إلهي ! إنك تتحدين صبري إلى أقصــى حد ! ماذا كنت
ستجنين ؟
ردت بحــدة :
ـ كنت أحـــاول كسب أثمن ما في الوجود . حريتي . . .
ـ ألهذا لم تتزوجــي قط ؟ ألأن (( حريتك )) تعني الكثير لك ؟
ردت ساخرة , لتعوض كرامتها عن الضربة التي سددها إليها :
ـ ألست ساذجاً قليلاً ؟ إذا أراد المرء يستطيع أن يجــد حريته وحرية
رغباته فـي الزواج أيضـــاً .
هز كتفيه بدون أكتراث :
ـ إذن , ربما لم تجدي من يرغب فيك , على أســــاس هذه الشروط ,
وأنت صاحبة السمعة المشبوهة . كمـــا يقال . . .
ـ صاحبة السمعة المشبوهة ؟ ألم تسمع بالمـســاواة النسائية ؟ قد لا
يرغب كل الرجال بالطاهرات من النساء , العديمات الخبرة .
ـ ربما لا يرغبون فيهن كـعشيقات أمــا كزوجــات فالأمــــر مختلف .
أغضبها غروره الذاتي , وأرادت أن تقـــول له إنها لم تتزوج بسبب
حلم سخيف يراودها وهو يتعلق ببحثها عن رجــل تحترمه وتشرفه ,
وتحبه , رجـــل يظهر فيها أنوثتها دون أن يسيطر عليها أو يخمد روحها
المتحفزة . . وها قد آمنت بأن لا وجود لمثل هذا الرجــل .
لم يحدث أثناء العودة إلى المــزرعة شيء يذكر مع أنها كلما اقتربا
من سجنها كانت تشعر بالرعب يتزايد وعندما بلغا وجهتهما غاب عن
تفكيرها كل شيء إلا الموت الوشيك حدوثه .
حياتها آمـنة ما دام والدها يسعى إلى جمع الفدية . . إنها واثقة من
هذا . . لكن ما إن يعرف الخاطفون بأنه سيدفعها حتى يتخلصوا منها
دونما رحمة . . فكيف يتركونها حية وهي قادرة على التعرف إليهم فيما
بعد ؟ لا شك في أنهم يعتقدونها بلهاء , خاصة سيرجيو الذي يسلي
نفسه بها ويتلاعب بـمشاعرها رغم علمه بمصيرها النهائي .
استقبلتهما ليديا بصمت غاضب . وكــان على فك لينو كــدمة شديدة
حية , وفي عينيه غضب وحـــشــي , حين نظر إليهما وهذا ما زاد من
مخاوف نادين . . وحده بيدرو لم يتغير .
ـ هـل أرسلت الشريط ؟
كانت ليديا مشاكسة بضراوة , عيناها تتفرســـان باستمرار في وجه
نادين التي لا تعرف عما تفتش عنه في وجهها ولا تهتم . لا بد أنها
لاحظت البلوزة والتنورة اللتين ترتديهمــا وعندما رد عليها سيرجيو
بالإيجاب أضافت بعدائيــة :
ـ أتركتها تدخل المحل بمفردهــا ؟ ألم يكن في ما فعلته مخــاطرة ؟ أم
أن لديها عذراً للبقاء معنا لا نعرف عنه شيئاً ؟
تصاعد الدم إلى وجه نادين وقال سيرجيو بتشدق :
ـ لم تدخل إلى أي محل بدونــي , اشتريت الثياب لها , فما كانت
ترتديه كان ممزقاً وملوثاً بالدماء , فقررت استبدالها بثياب أخرى لئلا
تلفت أنظار الناس . فما من أحد يتساءل عن وجود شخصين غريبين في
إجازة ولكن رؤية رجل يرافق امرأة ترتدي أسمالاً بالية ملطخة بالدماء
سيعلق في ذاكرتهم .
لم يسعد هذا الرد ليديا ولكنها لم تستطع التفكير في انتقادات
أخرى تتغلب بها على منطق سيرجيو السليم . وما استطاعت نادين
أيضاً , فمنذ استيقظت هذا الصباح ساورتها مشاعر متشابكة متصارعة
لم تستطع السيطرة عليها . . كان في عيني سيرجيو هذا الصباح نظرة
غضب ممزوج بشيء آخــر . . . وكأنه إعجاب ممزوج باحتقـــار نفسي .
ولولا بعض الحكمة المتبقية لديها لافترضت أنه نادم على المشاركــة في
اختطافها . ولكنها ليست الضحية الأولى التي يتورط في اختطافها بهذه
الطريقة , ولا يمكنها أن تغتر بنفسها فتوهمها بأن مشاعره تجاههـــا
مختلفة عن مشاعره تجاه الآخرين .
جرت وجبة المساء بصمت فقد كانت ليديا طوال الوقت ترمق
سيرجيو ونادين بعينين غاضبتين مراقبتين . وكان سيرجيو يلاحظ
مشاعرها ولكنه تجاهل نظراتها الشرسة إليه , وتساءلت عن سبب
تصرفه هذا . خاصة وأن على الزعيم أن يحافظ على علاقة طيبة مع أفراد
العصابة . بعد الطعام لاحظت نادين أن ليديا توجهت إلى لينو مباشرة ,
كما لاحظت أنهما راحا يتحدثان بصوت خفيض أما سيرجيو فكان يقرأ
الصحيفة التي حملها من البلدة . أخذت نادين تنظف المائدة أمام أنظار
بيدرو .
بعدما نظفت الصحــون , وبدأت تجففهــا , قال سيرجيو :
ـ دعي عنك هذا . . فلينه لينو و ليديا هذا العمل . كيف حــــال
جرحك ؟ أتتناولين الدواء ؟
هزت رأسها إيجابــاً , فالجرح كان يندمل بسرعة مذهلة . . ولكن
اهتمام سيرجيو الواضح أقلقها . لماذا يظهر مثل هذا الاهتمام الشديد
بصحتها ؟ أيحاول هدهدة مشاعرها وبعث اطمئنان زائف إليها لغرض ما
في نفسه ؟ أيشعر بالبهجة عندمــا يدفعها إلى الثقة به ؟
مرت أربعة أيام حين اكتشفت نادين أن مزاج خاطفيها بدأ بتغير
بشكل خطير . . فكلما ذكروا مبادئ منظمتهم كــانت كلماتهم تلذع
وتشجب حضارتها بقوة , حضارة أخذوا على عاتقهم أمــر تدميرها .
وذات صباح التفتت ليديا إلى سيرجيو تســأله بشراســة :
ـ لماذا لم نسمع شيئاً من أبيهــا حتى الآن ؟ لقد مر وقت كــاف . ربما
لا يحمل تهديدنا على محمل الجـد . لم نواجه قط مثل هذا التأخير .
رد ببرود :
ـ نحن نعيش في الحاضر , وأنت تعرفين أوامـــر رومــا . . أنــا
المسؤول عن هذه العملية .
قـــاطعه بيدرو غاضبــاً :
ـ ليديا على حق . . ربما حان أن نسرع الأمـــور قليلاً . . لا يمكن
البقاء هنا آمنين وقتاً طويلاً .
قالت ليديا وكــأنها تقترح حلاً :
ـ أقترح أن نرســل لأبيها ما يذكره بأن ابنته عرضة للخطــر . ربمــا
يجب أن نذكـره برباط الدم بإرسالنـــا مــا هو ملموس أكثر من شريط
تسجيل . فقد دفعــــت عائلـة الصبـــي كــلارك فديتــه بــسـرعة عندما
اســتلمــت . . .
صــــاح سيرجيو آمـــــــراً :
ـ كفى , لن أستمع إلى المزيد ! أنا المسؤول عن هذه العملية , وأنــا
من يقرر الخطوات التي سنتخذها . وعليكم أن تتبعوا أوامــري !
ســاد الصمت وهم يصغون إليه . . وتجمع غثيان خوف على مــعدة
نادين وهــي تفكـــر في تهديد ليديا .
كيف سيشوهونهــا ؟ ببـــتر أصبع أم أذن ؟ الفكرة بحد ذاتها دفعت
العرق البارد إلى جسمها , ولكنها رفضت الاستسلام للذعــر كما رفضت
أن ترضي غرور ليديا عندما ترى الذعــر على وجهها .
كانت تعلم بتفاصيل ما حدث لحفيد جاك كلارك , لأنهـــا قرأت
القصة كاملة في الجريدة وهي تذكر أن أباها علق على الأمــر مع أنها
كانت صغيرة يومذاك . وكان خـاطفوه قد قطعــوا أذنه وأرسلوها إلى
عائلته . . وقد افتدى وعــاش ! ليتها تستطيع الهرب ! ولكن كيف ؟
فالهرب مستحيل , ولكنها تتوق إليه وهو يسيطــر على كافة أفكارها .
شعرت الآن بالرعب من التهديد الذي أطلقته ليديا . . ومضت
الأيام وفي هذه الأثناء شـاهدت نادين ليديا ولينو مرتين يتحدثان أثناء
العمل , بهمــس منخفض . . أيخططـــان لتــجــاهــل أوامــر سيرجيو ,
ولاغتصاب سلطته ؟ كانت تحس بتغيير ما في ليديا فقد أصبحت قاسية
مع سيرجيو , وشعرت بأنه الوحيد الذي يحميها من حقد لينو لذا كانت
تشعر كلما اختفى سيرجيو عن الأنظــار بالقلق مما قد يحدث لها . . فهي
تستبعد أن تنفذ ليديا تهديدها فتقوم بتشويههــا رغم إرادة سيرجيو
الذي لن يقدر على فعل شيء بعدما ستنفذ المرأة رغبتها . حاولت ألا
تتصور عذاب أبيها حين يستلم مثل هذا الدليل على محنتها .
لم تستطع لمس وجبة المساء , وكانت حركاتها كسولة غير
مبالية . . . أحست أكثر من مرة بنظرات سيرجيو تنصب عليها , لكنها
رفضت النظر إليه . وعندما نهضت عن المائدة , فجأة , دفع كرسيه
بحركة خرقاء , فطـارت عيناها إليه فسمعته يقــول :
ـ بيدرو . . يبدو أن ضيفتنا تحتــاج إلى هواء نقــي . . تمشى معهــا
حتى النهــر ثم عد بهــا .
ســألته ليديا بخبث :
ـ ألن تصحبــهـا بنفسك ؟ لا تقــل لـي إنها صدتك ؟
انقلبت على ما يبدو , رغبة الإيطالية فيه إلى كراهية في وقت قصيــر
جداً . . أم أن ليديا , تخفــي مشاعرها الحقيقية بادعاء الازدراء ؟
كان الظلام قد حــل , ولكن الهواء الاستوائي كان ناعماً ودافئاً . .
لذا شعرت بالخوف من العودة إلى غرفتها الصغيرة . ولما فكرت في
الفرار وجدت أن ذلك مستحيل فبيدرو يمشي وراءها وهو على أتم
الاستعداد للانقــضاض عليها .
كان النهر أمامهــا مترقرقاً . فسارت نادين على ضفة النهر عدة
أمتار , ثم توقفت فجــأة لأنها لمحت سيرجيو يتقدم إليهما من الاتجاه
المقابل . يبدو أنه هو أيضاً كذلك , رغب في تنشق نسيم الليل العلي
ولكنه حر في أن يفعل هذا متى شاء , التوت شفتاها بمرارة لهذه
الفكــرة .
قال سيرجيو للرجـل الآخــر وهو يتوقف أمامهما :
ـ بيدرو , أريد منك أن تلقي نظرة على اللاندروفر . . فالمحرك
ترتفع حرارته بسرعة .
ـ ســأجربه الآن , وفي الصباح ألقي عليه نظرة أخرى .
ـ عظيم , لا نخاطر بالبقاء بدونه .
فيما كان بيدرو يتسلل مبتعداً في الظلمة وقفا وحدهما , وأحست
نادين بارتباك غريب . وراحت تنظــر إلى النهر ولكنهــا كانت تشعر
باستياء مرير بسبب لمسة يد سيرجيو الذي أشــار إلى أن وقت العودة قد
أزف . كــان المنزل السجن وراءها والنهـــر أمــامهـــا والحرية خلف هذا
النهـــــــر .
اجتاحتها رغبة غريزية تغلبت على كــل حذر وخوف . . وبدون أن
تفكــر هرعت نحو النهر , وليس في ذهنها خطة واعية متبلورة . . بل
خوف ويأس إلى الحرية .
فاجأت حركتهــا سيرجيو , وسمعته يشتم ويلعن بـــصوت ناعم
خلفها . ولكنها أصمت أذنيها عن صوت ملاحقها وحثت خطاهـا إلى
أقصى حد . سجنها القصري جعلها خفيفة الوزن , ولكن خفة وزنها لم
تجعلها تسبقه كثيراً . . لأن سيرجيو كــان قوياً وذا قدرة هــائلة تفتقر
إليهــــــا .
رفضت الاستسلام حتى وهي تعلم مسبقاً عدم فائدة ما تفعــل ,
كانت تعذب جســدهــا إلى درجة كانت معها تصرخ احتجاجاً ولكنها لم
تكن تعبأ بشــيء حتى بالانهيار . . الفكرة الوحيدة التي كانت تضج في
رأسهــا هي الحاجة إلى الهرب والرغبة في أن تبتلعها الأرض لتصبح
جزءاً منهــــا . . جزءاً حـراً !


نهاية الفصل (( السادس )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 06:57 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 7- مـــا قبل المــوت * *

 

7- مـــا قبل المــوت * *

فجأة وقعت أرضاً بقوة ارتجت لها أسنانها , وكــادت تخــرج أنفـاسهــا
من بين رئتيها . كان قد ثبتها إلى الأرض ثقل عظيم فرفعت رأسها
بانهزام مرهق , وحدقت أمــامها إلى النهر الذي ينساب بنعومة بين
ضفتيه .
ـ أيتهــــا الحمقاء الصغيرة !
استلقــت نادين وراحـت تشهــق شهقــــات مزقــت رئتيها وألقاهـــا
سيرجيو على ظهرها فوقعت وتهدلت ذراعـــاهـا بعجــز إلى جانبيها
وارتجف جســدها كله .
ـ ماذا كنت ستجنين من فعلتك .
ـ الحرية .
كــان ملء الكلمـــة الألــــم والهزيمة . أضـــاء نور القمــر وجههـا فكــشـف
بقسوة عـــن شــدة عــذابهــا . فجــأة سمعته يشـتـــم ويلعـن ثــم , ودون أن
تصدق , غمـــــر وجهها بيديه وراح يلثم وجنتيها ورأسها بإلحاح . لم يكـن
في عناقه استكشاف أو عقــاب ساخـــر , بل لمســـات رجــل جرفــه الكـبـت
الـــذي يفرضــه على نفسـه بقسوة شديدة وكـان أن تصرف بعفوية ملحــة .
تســلل القمــر من وراء سحابة واستطــاعت نادين سمــــاع همسات النهــــر
الخافتة ونغمات الليل الهادئة , وســـرى تذمـر صاخــب في داخلهــا وحاجــة
ماسة إلى تجـربة مباهـــج الحياة كلهــــا قبـــل أن يفوت الأوان . فإذا كــــان
الموت قادماً لا محالة فلم لا تختبر الحياة أولاً . . فجــــأة فقدت كــل قدرة
على المقاومة فقد بدا لها أن القدر وضعها في طريق سيرجيو وكأنما هذا
أمـر مرتب منذ زمن بعيد بحيث لا يمكنها الحؤول دون وقوعه .
رفعت ذراعيها إلى كتفه . . لم يكن في لمسته أي تردد , بــل لمسة
رجل لم يعد عنده شيء آخـر مهم . أما نادين الجديدة التي ولدت في
لحظات الهزيمة بعد محاولة الفرار فلم تشعر إلا بالإثـــارة التي كانت
تبعثها إليها نظراته الواضحة تحت ضوء القمر وازداد الصمت رهبة
حولهمـــــــــــا .
وجذبها إلى ذراعيه يحتضنها فتساقطت حواجز الـخجل بعيداً . كـــــان
في تجاوبها العاصف ما يدفعها إلى الارتواء بعمق , من كــأس الحياة
الذي تعلم أنه على وشك أن ينتزع عن شفتها قبل أن تتذوق شراب
الحب المــر الحلو .
سمعته يتمتم : (( لمــاذا ؟ لمـاذا الآن ؟ )) .
عرفت ما يعني , ردت بكــل صدق .
ـ ربما لأننــي أريد اختبار كل ما تقدمه الحياة قبل أن يفوت الأوان .
أحست به يتجمد وينظر إليها في الظلام , ثم يدير وجههــا إلى نور
القمــر بحثاً عن شـــيء مــا .
ـ أظننـي سمعتك . . ولكن , كرري ما قلت لأتأكــد فقط من أننــي لا
أتوهم .
وكررت قولهــــا وحينما أنهت كلامهــا ران صمت رهيب .
ثم قال سيرجيو بصوت خفيض : (( وهل أنت حقــاً عذراء ؟ )) .
ـ وماذا إن كنت ؟
تنهد , ثم استقــــام مديراً لها ظهره , بحيث لم تتمكن من قراءة تعابير
وجهه . . ثم قال متجهمـاُ :
ـ الآن , وقد سمعت كل شيء , أشعــر بأنك لست كاذبة . أهذا حقــاً
ما تريدين ؟ لقاءً عابراً مع رجل لا تعرفينه ؟ إن كان الأمـر كذلك فلماذا
لم تسعـي إليه من قبل ؟ لمـاذا الآن ؟
ردت بمقدار ما استطاعت من هدوء .
ـ لأنك معـي , هنــا .
لم يكن هذا هو رد الفعل الذي توقعته . . كــان سيرجيو يلقي عليهــا
دروساً وكأنه أب حانق , فاستوت جالسة أيضاً . فرد عليها بخشونة :
ـ وهذا هو الحال بالنسبة لبيدرو ولينو . . أتقولين إنهما قد يفيان
بالمراد أيــضاً .
أرادت أن ترد بالإيجاب , ولكن الكذبة لم تخرج من بين شفتيها .
والتفت إليها سيرجيو يتفرس فيها وهي تهز رأسها بصمت . .
وضع يديه على كتفها ونظر إلى وجهها : (( نادين )) .
كانت المرة الأولى التي يتفوه اسمها بهذه اللهجة , وهذا ما أضاف
تأججاً إلى مشاعرها لم تستطع تحمله .
ـ قد تكونين بريئة ساذجة , ولكنك تعرفين أن الإنسان في مثل هذه
الظروف , يتصرف بحرارة واندفاع مجبراً مشاعره وموجهاً إياها إلى
طرق لا تسلكها عادة . وهذا مـا حدث الليلة .
صمت ثم ابتسم قليلاً باحتقار . فتألمت من الإحسـاس بالنبذ
والهجــر , فتمسكت بــشيء من كرامتها وقالت تحاول تجنب عينيه :
ـ إن كنت لا تريدني , فلماذا بدأت بمغازلتـــي أصلاً ؟
رد عليها بقسوة :
ـ أردت امرأة تساويني خبرة ومعرفة ولم أرد طفلة صغيرة تريد أن
تختبر مـشاعر جديدة . يجب أن تشكريني فبهذا ستتمكنين من الحفاظ
على نفسك للغرض الذي كنت مصممة عليه منذ البدء , قدسية الزواج .
ردت بمرارة :
ـ وهذا ما لن يحدث . ولكننــي لم أكن أدخــر عذريتي للزواج .
ـ لا ؟
أغضبتهـــا سخرية الكلمة : (( لا )) .
ـ إذن لمـــاذا أو لمـــــن ؟
أرادت عدم الرد , ولكن شيئاً في أعماقها عارض ترددها كشــف
أفكارها ومشاعرها الخاصة . . وهكذا ردت بصوت خفيض .
ـ ادخر نفسي لمن أستطيع احترامه , لمن يملك المشاعر التي
أملكها له , لمن أستطيع أن أشاركه فكــري وروحي وجســدي .
رد سـاخراً :
ـ شقيق روح . . . ولكن الحقيقة في النهاية أوصلتك إلى أبعــــد من
هدفك , أو مثالك الأعلى , وكان سيحصل لولا وقوفي عند حدي .
أوه . . هيا الآن لا تقولي إن قلبك الطــاهر يراني العاشق المثالي . . أو
الفارس الأبيض .
كانت سخريته لاذعة , فردت بمرارة :
ـ الحاجة تربح وتسيطر حينما يقودها الشيطان , خاصة عندمـــــا
تواجه . .
ـ خيارين أولهما الذهاب إلى القبر عذراء , وثانيهمـــا القبول بـي
ويبدو أنك اخترت الخيار الثاني . أمن المفترض أن أغتر بنفسي بسبب
هذا ؟ إن كنت تتوقعين هذا , فأخشى أن أخيب أملك . . والآن أقدم لك
نصيحة : في المرة القادمة عندما تستجيبين فيها لرجل في سبيل التجربة
فاصنعـــــي معه معروفاً واكتمــي عنه ســرك .
ـ سيرجيو !
برزت ليديا من بين الأشجــــار وهي تنادي سيرجيو التي التفت إليها
وهو يساعد نادين على الوقوف . .
صــاحت الفتاة الأخـــــرى .
ـ آه . . هذا أنت . . ظننا أن شيئاً ما أصابك , لقد تأخرت .
أكـــــد لها بطريقة أثارت الألم في قلب نادين :
ـ لا , لم يحدث شـــــيء .
منتديات ليلاس
صحيح . . لم يحدث له شيء أما لها فحدث الكثير . الرفض أمــر لا
يطاق خاصة إن كان الرافض رجلاً أقسمت على أن تكرهه وتنتقم منه .
بدأت تسير حائرة ضائعة في متاهات المشاعر . كان نسيم الليل
البارد يضرب بشرتها وراحت المشاعر التي اختبرتها بين ذراعي سيرجيو
تخبو حتى صعُب عليها أن تصدق أنها تصرفت فعلاً كما تصرفت أو أنهــا
استجابت له بمثل تلك الطريقة , مع ذلك ففــي أعماقهــا إحســـاس ضئيل
بالنــدم . . أرسلت التفكـــير المؤلـــم إلى زوايا النسيـــان , ودخـلت إلــى
المنزل متجهة إلى غرفتها . ولكنها شعرت بحدة نظرة ليديا السوداء التي
تكــاد تكــون ملموســة تقريباً .
سمعت الإيطالية تســأل سيرجيو :
ـ حتام سنبقى هنا ؟ لا شك في أن صبرهم ينفذ في رومـــا . لم نتأخـــــر
قط في إنهاء مهمــة مــــا .
رد سيرجيو :
ـ لا . ولم تكونــي قط قريبة من الاعتقال كمـــا كنت في المرة
الماضية بسبب الأمـر الغبي الذي ارتكبته بقتلك جورج آدمز . . فهذا ما
أفقـدنا فديته أيضــــــاً .
ـ كان رجال الشرطة يقتفون أثرنا , وبما أنه شــاهدنا وعرف وجوهنــا
جيداً خفنا أن يكشفنـــا .
كانت الأيام قد اتخذت روتيناً رتيباً . كانت نادين تعمل في الحقل
بعد الفطور مباشرة وذلك تحت مراقبة آسريها . . وكان سيرجيو
يتوجه يومياً إلى البلدة القريبة وكانت ليديا ترافقه أحياناً أو أحد الرجلين
في أحايين أخرى . تعلمت أن تقنع نفسهـــا أن الألم الذي تشعر به كلما
رأته مع ليديا لا يعني لها شيئاً . بل كيف تُـــكــن له أية مشاعر بعدما أذلها
وخــان ثقتها . آلمهــا جسدياً ونفسيـاً عن قصد وعمــد .
اليوم , كانت السحب السوداء تظلل الأفق مهددة بقدوم المطر ,
ومع تقدم الوقت انخفضت درجة الحرارة وكان الجو الخارجي يوتر جو
المنزل أيــضــاً .
فأعصاب أفراد العصابة متوترة , ليديا تصيــح بـ بيدرو و بـ لينو .
و بيدرو يكـــــاد لا يستجيب , أما لينو فــأمسكهــا بذراعهــا بقسوة وهزهـا
بعنف , فجذبت ليديا نفسها منه , وازداد التوتر بينهما . في هذا الجــو
العاصف أحست نادين بأن الجرح يؤلمهــا لأول مرة . كــــــان قد التأم
تماماً , ولكنها كانت تعرف أن هناك ندبة خفيفة تحت صدرها تذكــرها
بمـا حدث وكـأنهـا بحاجة للذكرى .
ذهب سيرجيو إلى البلدة , وبــدلاً من تحمـــل جو المنزل خرجت
نادين تتمشى خارجاً فلحق بها بيدرو الذي اتكــــأ على اللاندروفر الثاني ,
وراح ينظف بندقيته , ويراقبهــا بصمت . فكــرت بخبث وهــي تسير على
الممــر المغبر باتجاه بستان الزيتون : ما أسرع ما يتكيف الفكر البشري .
إنها الآن لا تستغرب رؤية السلاح ولا تشعر بالصدمــــة بسبب الأســر .
في البستان , تغلبت عليهــــا الأفكـــار التي راودتها طوال اليوم . لمـــاذا
لم يتصل والدها حتى الآن بالعصابة ؟ هل الأمــر ببساطة أنه يجد صعوبة
في جمع مثل هذا المبلغ الضخم ؟ أم أن ليديا على حق في أنه لا يهتم
باستعـــادتها ؟
ترقرقت الدموع في مآقيها , ولكنها لم تتركهــا تنهمر . . عليها أن
تتمسك بفكرة أن والدها يحبها . . ولكن التقصير في الاتصــال من جهة
والدها يؤثر في الجميع , وليس فيهـــــــا فقط . فقد انفجرت ليديا في وجه
سيرجيو مســـــاء حين عاد :
ـ إنه يتلاعب بنا , وأنت تشجعه سيرجيو . . كلمــا مر يوم ازداد
الخطر في أن ينكشف أمرنا . يجب أن نغادر هذا المكان .
قطب لينو بغضب في وجــه ليديا .
ـ لا . . . ! إن غادرنا هذا المكان لفتنا الأنظـــــــار إلينا . . يجب أن نكمــل
الطريق الآن .
صـــــاحت ليديا :
ـ ولكننــا لا نستطيع البقاء هنا إلى ما لا نهاية . . يجب أن نفعــل
شيئاً , فالسير برادلي يحتاج إلى ما يذكره بالخطر الذي يهدد حياة ابنته .
خافت نادين من التهديد بتشويهها . عندما سمعت هذا التهديد فـــي
المرة الأولى ارتــاعت وجعلها الرعب تحــــاول الهرب يأســاً ولكن هذا
التهديد لم يتكرر منذ ذلك الحين .
رد سيرجيو وقد بدا عليه الحزم .
ـ لا ! قلت لك أن لا , مرة . ولا أعتقد أن السير برادلي يتأخــر لدافع
سـري . . إن تجميع مليــون جنيه لـيس بالأمــر اليسير حتى على
الأثرياء خاصة إن تمت العملية بسرية . طلب مهلة , وأنــا أوافق على
منحــه هذه المهلـة .
هل غضب لأن ليديا لا تنفك عن التذمر ؟
صـــــاحت ليديا :
ـ ولكننا نعرض أنفسنــا للخطــر بالانتظــار طويلاً .
انتقدها سيرجيو غير عابئ بنظراتهــا الغاضبة :
ـ أنت لا تفكرين بطريقة منطقية . إن اتخذنا الخطــوة التي تقترحينهـــا
فلن يتردد السير برادلـي في الاتصــال بالشرطــة. نحن لا نتعامل مع غبي
ليديا .
ـ وماذا يقولون في روما ؟ لا أخــالهم مسرورين منك سيرجيو ؟
ـ بل على العكس لديهم نظرة واقعية تفتقرين إليها , (( كارا ميا )) ( يا
عزيزتي ) وهم قانعون بترك الأمور بين يدي . ولكنــني أرحب أن تتحدثي
إليهــم لو شـئـت .
جعلت النظرات القلقــــة المتبادلة بين ليديا و لينو و بيدرو نادين
تتساءل ما إذا كان تجهمهم على قيادة سيرجيو قد سبق تخطيطهـــا . .
ولاحظت أن هناك تغييراً في الولاء داخل العصابة , بتكتــل ليديا و لينو
و بيدرو معاً . . أعلن سيرجيو ما صدم الجميع :
ـ يجب علي الذهاب إلى روما على أي حــال . . وأثناء غيابي لا
تفعلوا ما يجلب علينا الخطــر وحينما أرجع نناقـش الأمور . وإن تجاهل
أي منكم أوامري فسيواجهني شخصياً حين أعود . . فهل هذا واضح ؟
استغربت نادين من جديد قدرته في السيطرة عليهم . أرادت لبرهـــة
أن تتوسل إليه ليصحبها فهي تخشى البقاء بمفردهـــا مع الآخرين . .
ولكن ما الفائدة ؟ تعرف أنه سيرفض , ولكن أليس هو أيضاً كريهاً
كــالآخرين ؟ لا فرق بينهم إلا في شــيء واحد وهو أن سيرجيو يملك
سيطرة على مشاعره وردة فعله .
بعد نصف ساعة , رحـل . فقامت نادين بمهمتها العادية في الحقل
تحت مراقبة بيدرو الذي راح يلقي محاضرة شرسة عن شرور
الرأسماية ولكنها تجاهلته وتجاهلت خطابهم العظيم . في البدء كــانت
تصغي باهتمام , على أمــل أن تفهمهم ولكنهـا وجدتهم عميان لا يرون
أخطــاء معتقدات منظمتهم .
كانت قد خسرت بعض الكيلوات في سجنها القصري . وكــانت
بشرتها قد لوحتها الشمس وباتت الآن أشد اسمراراً وبما أنه مضى عليها
زمن طويل لم تستخــدم فيه أدوات التجميل اعتادت على مظهرهــا
بدونهــا .
كــــان شعرها المجزور قد طــال قليلاً , وانتشر حول وجهها بطريقة
جميلة فقد أظهرت الخصلات الفاتنة جمــال عينيها الكبيرتين .
ـ أنت هنا للعمل لا لأحــلام اليقظة !
لم تشاهد ليديا وهــي تتقدم , فســـارعت تستقيم واقفة بألم . أمــــــا
الإيطالية فدنت منها بخطوات واسعــة , وإحدى يديها على خصرها
بعدوانية والأخرى على البندقية .
وتابعت بحقــد :
ـ قد تخدعين سيرجيو و ولكنك لــن تخدعينـــــــي . . تأملين من رمــي
شباكك عليه أن يلين فيساعدك ولكنك لن تنجحي , فهو لن يجرؤ حتى
وإن أراد إسداء مــعروف لك . فالمنظمة لا تتســامح مع الخونة , لـئـلا
تخــالي نفسك ذكية . واعلمــي أنه سيأخذ ما تعرضينه عليه دون أن يقدم
لك خــدمة . حين يعود سننفذ الأمور على طريقتنا . أتظنـــين أن جســدك
قادر على أن يســحــره ؟ لا يا عزيزتي بل سترين العكس . من الأفضل أن
تدعــي الله حتى يجمع والدك المــال قريباً . . . ولا تخدعـــي نفسك بــأن
سيرجيو يهتم بك , إنه يكرهك ويكــــره أمثالك . . وهذه حـــالنا جميعاً .
ـ أنت تقولين هــذا بسبب الغيرة !
قالت كلماتها بتهور , ولكنهــــــا تعلم أن تخمينها وقع في محــله وأن
ليديا , وخــلافاً لكـــل منطق , تغـــــار منها .
ردت ليديا تفح فحـــــاً :
ـ أنت كــاذبة ! سيرجيو يقبل بك لأن عينيــك تتوســلانـه , إنه رجــــــل
ولكنــك بالنسبة له لست إلا جســداً !
أخذت نادين تفكـــر في كلمــات ليديا . وتســاءلت عمـــا كــانت ستفعلــه
ليديا لو قالت لها الحقيقة , حقيقية رفض سيرجيو لهـــا . سيرجيو . .
لماذا يحتل هذا الحيز من أفكـــــــارها ؟ حــاولت التركيز على والدها وما
يفعله عادة في يومه , متسائلة عما يشعر ويفكر في هذه اللحظــــات . . هل
يفكــر فيها ؟ أندم لأنه لم يلجأ إلى الشرطــة ؟ أم أنه خــائف من أن يعرضهـا
للخطـر إذا أخبرهم ؟ ترى كيف سيجمع المــال ؟ تعرف أنه لا يملك مثــل
هذا المبلغ نقداً وجمعه يعنــي التخلــي عن بعض ممتلكاته وربمــا عن
اللوحــات الثمينة التي جمعهــا بشغف طـوال سنوات , أو التحف الأثرية
التي اشترتهــا أمهــا . . وقد يبيع أيضاً أسهمه في الشركــة وهذا ما لا
يستطيع تنفيذه بــدون أن يثير الريبة ؟
منتديات ليلاس
انفجرت العاصفة المنذرة تلك الليلة . . كــــان الرعد والبرق يطغيان
على السماء . . قصدت نادين فراشها وهي تشعر بصداع شديد فقد
كانت مسرورة لأنها ستتحرر من لينو الذي كــان ينظـر إليها نظرات رغبة
طوال الأمسية , وأحست بأنها معرضــة للخطـر بدون وجود سيرجيو الذي
كــان يحميها من رغبات هذا الرجــل .
أتى الفجــر حاملاً معه صفاءً نظراً وسمعت نادين صفيـــر بيدرو فـي
الأسفل , وجاءت ليديا تطلق سراحها بدون أن تحمــل إليها الماء
المعتاد . وعندما ســألتها نادين عن ذلك ردت بلؤم وخبث :
ـ ما الأمــر ؟ ألا تظنين أن سيرجيو لن يرغب فيك إلا إذا كنت نظيفة
زكية الرائحة ؟ سيرجيو رجــل ويفضل امرأة حقيقية على سخيفة
مدللة . . حبيبة أبيهـــــا !
مع مرور الأيام كانت درجة خوف الخاطفين من انكشــاف أمرهم قد
انخفضت , وأصبحوا أقل حذراً في السماح لنادين بالحرية . . سألت
ليديا ســاخرة حين سد بيدرو على نادين الطريق إلى الباب :
ـ وإلى أين قد تذهب ؟ دعهــا تخرج ثم راقبها من هنا , وإذا حــاولت
الهرب أطلق الـــنار عليهـــا .
لم تخطئ نادين في الظن بأن المرأة تطلق التهديد جزافاً . كــــان
النهر يجتذبها , مع أنها لم تكن مستعدة للاعتراف بالسبب . وقفت
تراقبه لدقائق عدة . . ثم خلعت البلوزة والجينز , وســارت إلى المــاء
تخوض فيه فشعرت بالمتعة والانتعاش به , مع أنها هذه المـــرة راقبت
الضفة بحذر , ولم تبق وقتاً طويلاً في الماء . . لم يكن معها ما تجفف
نفسها به , لكن الشمس ستجفف بسرعة ملابسها الداخلية . . كــانت
تشاهد بيدرو من بعيد يراقبها من المنزل . . لكن ملابسها الداخلية
كانت محتشمة أكثر من ثوب سبـاحة . . في الواقع . . وفي مثل هذا
الوقت من النهار يذهب لينو عادة بالسيارة إلى البلدة ليشتري مـــــا
يحتاجون إليه . . كــان أحدهما يذهب بانتظام بضعة أيام إلى البلدة .
حين عادت من النهر إلى المنزل , كــان اللاندروفر متوقف فــــي
الخارج , ولكنها لم تجد أثراً للـينو ولأنها خالته في حقل العنب دخلت
إلى المنزل المظـــلم .
فجأة امتدت يد تحيط بخناقها وتكاد تزهق أنفاسها . كانت أنفاس
الرجل مشبعة برائحة الثوم الممتزجة برائحة العرق .
ـ لا تقــاومــي !
ثم امتدت يده الحرة لتنزع أزرار قميصها بعجلة من مكــانها ,
وكانت تشاهد الرغبة المشتعلة في عينيه فعرفت أنه كمن لها متعمداً . .
كل الخوف الذي مر بهـــــا في السابق لم يكن شيئاً بالمقارنة مع الخوف
الذي تحسه الآن . كانت كل عضلة في جسدهـــا تصرخ محتجة وكــانت
عيناها مذعورتين .
قاتلته نادين كطفلــة متوحشة وقعت في فخ . راحـت أظافرهــا تمزق
وجهه , ولكن ضرباتها على ما يبدو كانت تسلية . . كانت رائحته ,
عكــس رائحة سيرجيو النظيفة , تشبه رائحة حيوان متوحش نتن .
شعرت بالغثيان الشديد كلما لمست يداه جسدهــا , وعبر ضباب
ذعرها وخوفهـــا سمعت صفق باب ثم صوت يصيح :
ـ لينو . . ارفع يديك عنهـــا !
إنه سيرجيو ! وتنفست الصعداء لكن لينو الذي جن بــجنون الرغبة
رفض الانصيـــــاع لأوامر سيرجيو .
ـ قلت لك دعهــــــــا !
دفع لينو نادين بيد متوحشة إلى الأرض صائحاً :
ـ وأنا سئمت أوامرك !
وظهرت سكينة حـــــادة تومض شراً وراح يتقدم إلى سيرجيو . تلاشى
خوف نادين على نفسها أمام خوفها على سيرجيو . . كان غير مسلح
وعرفت دونما الحاجة إلى منطق أن ليديا و بيدرو لن يقدمــا يد المساعدة
لـ سيرجيو وأن ما يحدث الآن أمامها يتعدى مســألة رغبة لينو فيها أو
اعتراض سيرجيو عليه . .
ارتعدت فرائصها وهي ترى تلاحم المتخاصمين . رسمت ذراع
لينو في الهواء قوساً سريعاً وهو يوجه السكين إلى الأسفـــل .
أغمضت نادين عينيها , وشعرت بجرحها ينبض ألمــاً وخوفاً مما قد
يوقعه هذا النصل اللامع . تبع هذا صوت تصادم شديد , فتأوهت بألم
ثم فتحت عينيها وراح قلبها يخفق رعباً لما شاهدته .
كان لينو مـــلقى على الأرض تحت أقدام سيرجيو , والسكين بعيدة
عنه قليلاً . كـان سيرجيو يتنفس أنفاســــاً ثقيلة ورأت جرحـــاً صغيراً
ينزف من خـده . مســــح الدم بنفاذ صبر بيده , قبل أن يمرر أصــابعه
في شـــعره الأشعــث وعندمـــا صـــاح كان أبرد من قطعة ثلج من شدة
الغضــــب :
ـ بيدرو ! ألم أطلب إليك مراقبة لينو ؟ أمــا أنت لينو ألم أحذرك ممــــا
قد يحدث لــو . . .
صــاحت نادين :
ـ سيرجيو , احتـرس !
كـــانت قـــد شـاهــــدت أصـــابع لينو وهــي تمتـــــد إلى الســـكين , ولكــن
سيرجيو سبقه إليها , ورفسها بعيداً وهو يشتم بوحشيـة . . وعيناه تسودان
من القــسـوة . أمسك لينو من قميصه يــشـــده ليقف .
ـ يجب أن أضـــربك حتى أنخـــــر عظــامك .
صـــــاحت ليديا معترضــة :
ـ لم تكن غلطــة لينو . . كانت تثيره , وتشجعــه . . .
لم يحدث ذلك ! إنهــا تكذب ! .
تألقت الجملة في عقلها , ولكنهـــا لم تستطع نطقهـــا لأن الدنيا دارت
حولهـــــا ملتهمة كــل الواقع , مغرقة إياها في كـــــابوس مظلم .

نهاية الفصل (( الســابع )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 07:00 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

موعدنـــا غداً بإذن الله
أو بعد غــد
تحيتي لكم
وكـــل الحب

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 05:59 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 181095
المشاركات: 54
الجنس أنثى
معدل التقييم: سهر اليل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سهر اليل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لاء لاء كده مايصحش بقا ,,
موعدنا دلوقتي ايه غدا او بعد غد ,,
شوقتينا للاحداث ياعسوله ,,
تسلم لايادي ياربي ,, بجد مرسي مرسي مرسي ,,
ناطرينك ياقمر ,, ومرسي كمان مره لمتابعتك المستمره بتنزيل الفصول هيك بنتشوق وما بنمل من النطره ,, وبيفضل الشوق جوانا لمتابعه الروايه,,لانه بصراحه في روايات بتفقدي حماس متابعتها مهما كانت حلوه لانه في فترات طويله بين فصولها,,
ناطرينك لا طولي علينا ,,

 
 

 

عرض البوم صور سهر اليل   رد مع اقتباس
قديم 08-01-12, 04:31 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل مشاهدة المشاركة
   لاء لاء كده مايصحش بقا ,,
موعدنا دلوقتي ايه غدا او بعد غد ,,
شوقتينا للاحداث ياعسوله ,,
تسلم لايادي ياربي ,, بجد مرسي مرسي مرسي ,,
ناطرينك ياقمر ,, ومرسي كمان مره لمتابعتك المستمره بتنزيل الفصول هيك بنتشوق وما بنمل من النطره ,, وبيفضل الشوق جوانا لمتابعه الروايه,,لانه بصراحه في روايات بتفقدي حماس متابعتها مهما كانت حلوه لانه في فترات طويله بين فصولها,,
ناطرينك لا طولي علينا ,,

سوررررررري قلبوووو بس كان عندي مناسبة
وتعرفي عاد دلع البنات
والوقت والتجهيزات . . وكل شوي
شيء ينقص
بس والله عشان كلامك الحلو طنشت النوم و كتبت فصل
وبكرة ان شاء الله آخــــر فصلين
يالله يا ستــي الفصـــل مآآآآره حلو
وعاد الله يعينك لأنك راح تتشوقي تعرفي ايش النهاية

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السيف بيننا, احلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t171070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 12:28 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ظ…ظ„ط§ط°ظ†ط§ This thread Refback 11-10-14 12:01 PM


الساعة الآن 10:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية